" " " " " " " " رواية يا مالكا قلبي – الفصل الثالث 3 – بقلم خلود بكري
📁 آحدث المقالات

رواية يا مالكا قلبي – الفصل الثالث 3 – بقلم خلود بكري

رواية يا مالكا قلبي – الفصل الثالث 3 – بقلم خلود بكري

🖊️ بقلم: خلود بكري – أحد أبرز كتاب حكايتنا

رواية  يا مالكا قلبي – الفصل الثالث 3 – بقلم خلود بكري


 رواية يا مالكا قلبي الفصل الثالث 

ما إن سمعت صوتها حتى ارتجف قلبها قليلًا، هل كانت مؤامرة تقودها امرأة؟ هل هناك نسوة يمتلكن الشر في نفوسهن؟

نطقت مريم بخفوت:
مراته؟

ابتسمت الأخرى قائلةً بحقد:
أيوه يا عينيّا، إيه رأيكِ في المفاجأة الحلوة دي؟ مفكرة إنكِ لما تتصلي تشتكيلي من جوزي هعيط وأنوح؟ شكلك هبلة، انضحك عليكِ من واحد عرف يمثل الدور كويس. أنتِ كنتِ نزوة يا حبيبتي، وخلاص خلصت.

ردت مريم بصدمة:
وانتِ بقى رئيسة العصابة ولا هو؟

ضحكت ملء صوتها وقالت:
لا، أنا القائد.

تابعت مريم حديثها بقوة:
ربنا ينتقم منكم، حقي هاخده دنيا وآخرة.

جاءت آيات أن تتحدث، فوجدت مريم قد أغلقت المكالمة، فالتفتت تنظر له قائلة:
مش عارف تستنضف؟ وبعدين أنا قلت لك اتجوزها.

خالد نظر لها ببرود قائلًا:
وإيه يعني لما اتجوزها؟ أنتِ عاوزة الناس تشك فيا؟

ردت آيات بغضب:
وإيه اللي حصل؟ ما أنت معرفتش تعمل حاجة.

استرسل خالد حديثه:
أنا من رأيي نسيبنا من الحوار ده ونشوف حياتنا، وبعدين أخوكي الخايب ده زعلان أوي إنها رفضته، ما يشوف واحدة غيرها.

نظرت له بغضب وقالت:
أخويا سافر وساب البلد بسببها، وأنا مكنش ليا حد غيره، وهي كسرته، ولازم أكسرها.

ضحك خالد بقوة:

وهي كده منكسرتش بعد اللي عملته فيها؟

نظرت له وقالت:
لا، لسه، البت دي مش هرتاح غير لما أكسرها قدام الكل زي ما كسرت أخويا.

خالد ابتسم وهو يضمها وقال:
كل اللي حبيبتي عاوزاه نعمله، المهم تكوني مرتاحة.

قلوب نزعت منها الرحمة، وغواها الشيطان، أناس لا يعرفون كيف تكرَّم المرأة، وكيف تُحفظ حقوقها، وكيف يكون عقاب الله للظالمين…

………..

حلّ المساء بأمسية ناعمة، وفي ذلك المنزل البسيط في قرى الريف، حيث الأشجار تحاوط البيت من كل جانب، وبالأخص في غرفة الضيوف، جلس محمود مقابل إبراهيم يتحدث بهدوء:
أنا جاي النهارده وطالب إيد الآنسة ريناد منك يا عمي.

نظر له إبراهيم قائلًا:
أنت لسه مصمم يا محمود؟

تحدث محمود بجدية:
ولحد آخر نفس فيا هفضل عاوزها يا عمي.

رد عليه إبراهيم متسائلًا:
قلب بنتي، تحافظ عليه؟ يعني متجيش في يوم تكسرها بماضيك يا ابني، دي هي اللي حيلتي.

ابتسم محمود قائلًا بهدوء:
أنا عمري ما هوجعها يا عمي، عشان وجعها من وجعي أنا، وربنا يقدرني وأسعدها طول العمر.

تحدث إبراهيم بإعجاب:
ربنا يبارك فيك يا ابني، على بركة الله.

امتلأت عينيه بالسعادة ورد معقبًا:
الله يبارك لنا فيك يا عمي، بس عندي طلب… ممكن نتجوز على طول وريناد تكمل السنة دي عندي؟

صمت قليلًا ثم أردف قائلًا:
اللي فيه الخير يقدمه ربنا.

خرجت ريناد من غرفتها وذهبت إلى المطبخ، جلبت أكواب العصير وذهبت إليهم.
إبراهيم عندما رآها تحدث قائلًا:

تعالي يا ريناد اقعدي جنبي.

رفع محمود بصره لها فوجد الخجل يرتسم على ملامحها بقوة، فابتسم في نفسه وهو يقول:
ربنا يكملها بخير يا بنت قلبي.

قطع إبراهيم الصمت قائلًا:
بصي يا بنتي، محمود عايز الجواز على طول وتكملي عنده السنة اللي فضلا لك، انتي رأيك إيه؟

توترت قليلًا قبل أن تجيب قائلة:
اللي انت شايفه يا بابا.

ابتسم بحب وهو يرى فرحتها المخبأة في عينيها، قائلًا:
يبقى نحدد يوم بعد امتحاناتك على طول.

تحدث محمود بهدوء:
على خيرة الله يا عمي، زي ما تحبوا.

رفعت بصرها تنظر له، فوجدته يتطلع لها بحب، فنظرت له بحبٍ لمع في مقلتيها وسعادة بدت على ملامحها، فجعلت قلبها يخفق بقوة معلنًا عشقه لها وحنينه لقرب اللقاء.

كانت نظراته تعني الكثير والكثير لها، فتحدث بداخله بكلمات تمنى لو تسمعها:
"يا مالكة قلبي، وكيف لا تكوني وأنتِ النبض في أوردتي، والسكون في فوضى روحي؟ يا من تسللتِ إلى مساحات قلبي دون استئذان، فاحتللتها عشقًا وسلامًا. كل الطرق إليكِ مزهرة، وكل الأحلام في عينيك تتفتح كنجمة أولى في ليل هادئ. لا تسأليني كيف صار هواكِ وطنًا، فأنا منذ أحببتك لم أعد أبحث عن مأوى سواكِ."
بقلمي خلود بكري

…………

جلست ريناد على الأريكة بعدما شعرت ببعض الدوار وهي ترتب المنزل، داهمها صداع فجأة، فكادت أن تسقط لكنها تماسكت. شعرت ببعض الغثيان، فركضت مسرعة إلى المرحاض تفرغ كل ما في معدتها، مما جعلها تشعر بالراحة قليلًا.
حدثت نفسها قائلة:
خير يا ربي، مش عارفة مالي النهاردة، ممكن يكون من أكل امبارح.

جلست على الكرسي أمامها بإعياء. لحظات، وسمعت الباب يفتح ويطل منه زوجها وهو يقول بمرح:
يا أهل البيت، أين أنتم؟

ابتسمت قائلة بهدوء:
أنا هنا يا مراد.

تتبع صوتها، فوجدها تجلس أمام المرحاض وعلى وجهها تسكن علامات التعب، فاقترب قائلًا:
شروق، قاعدة كده ليه؟ مالك يا حبيبتي؟

طمأنته قائلة:
الحمد لله، دوخت بس شوية.

تحسس رأسها بخوفٍ قائلًا:
سلامتك يا حبيبتي، طب بتتعبي نفسك ليه يا شروق؟ مش قلت لك كل يوم تعملي حاجة وما تتعبيش نفسك؟ وبعدين يا ستي، الشقة أصلًا نظيفة، بكرة لما العيال تيجوا ابقي روقي.

نظرت له بحب ثم تحدثت بحنان:
ربنا يرزقنا الذرية الصالحة يا حبيبي، ويكونوا حنينين شبهك.

ابتسم لها بحبٍ وهو يقول:
يا رب يبقوا شبهي وشبَهك.

ثم تابع حديثه قائلًا:
عملتِ الغدا؟ عصافير بطني بتصوصوا.

ضحكت شروق قائلة:
يلا، على ما تغيّر، هكون غرّفت.

قبّل رأسها وذهب ليبدل ملابسه، أما هي فذهبت إلى المطبخ تحضر صحون العشاء، وفي معدتها رغبة بالتقيؤ ثانيةً…

بعد عدة دقائق كان قد خرج فوجدها تجلس منتظرةً إياه، فشرعا في تناول الطعام، لكن شروق قامت مسرعة إلى المرحاض وهي تفرغ ما في جوفها.

تابعها قائلًا بخوف:
شروق، إنتِ كويسة؟

نظرت له بتعب ثم قالت:
 مش عارفة... مش طايقة ريحة الأكل ولا قادرة آكل.

نظر لها مندهشًا وقال:
 يارب يكون اللي في بالي...

نظرت له بحيرة قائلة:
 وإيه اللي في بالك يا مراد؟

ابتسم وهو يضمها قائلًا:
 يارب تكوني حامل.

رفعت بصرها، فالتقت عيناها بعينيه في شعورٍ خاص، توقٌ في حلال الله، وبمشاعر يتمنى كل حبيبين أن يحظيا بها، ثم همست:
 حامل؟

تعليقات