" " " " " " " " رواية وميض الحب – الفصل الثالث و الثلاثون 33 – بقلم لولى سامى
📁 آحدث المقالات

رواية وميض الحب – الفصل الثالث و الثلاثون 33 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب – الفصل الثالث و الثلاثون 33 – بقلم لولى سامى

🖊️ بقلم: لولى سامى – قلم مبدع يكتب لحكايتنا

رواية  وميض الحب – الفصل الثالث و الثلاثون 33 – بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الثالث و الثلاثون بقلم لولى سامى


استيقظت من نومها التي لم تذق طعمه منذ البارحة أو بالأحرى انتبهت على ضوء النهار وهو يتسلل من ثنايا نافذتها ….
كانت تفكر مرارا وتكرارا وتعنف روحها مكررة لذاتها سؤال جاسر وعن سبب عدم اخبارها لوالدها بالموضوعات التي تعلم جيدا اذا اخبرت عنهم لانتهى الأمر تماما ….
هي تعلم الإجابة ولكنها تحاول الهروب من مواجهة ذاتها ….
كانت تعتقد أنه سيهرول خلفها …
كانت تنتظر محاولاته المضنية في ارضاءها وإصلاح الأمر ….
ولكنه اكتفى بالمراسلات الهاتفية أو عن طريق وسيط …..
ظلت تعاتبه بنفسها منذ متى والخلافات بينهم تحتاج لوسيط ؟؟
متى أصبح غضبها هينا عليه لهذا الحد ؟؟
متى أصبحت قسوة قلبه تتخطى الحد؟؟
كان يخبرها دائما أن يومه لم يكتمل بدونها فكيف اكتمل لديه يومين حتى الآن!!
كان يخبرها دوما أن الحياه بدونها تضاهي مرارة العلقم فكيف اعتاد مرارتها !!
ظل عقلها يفكر في أخطاءه وقلبها يخلق له المبررات …
حتى وصلت لخطأ نسيانه أو تناسيه لها فلم يستطع القلب على الاستمرار في التبرير له …
وهنا حسمت أمرها واتخذت قرارها الذي ينتظره والدها لتنهي صراعها بأيديها ………
استقامت من فراشها استعدادا للاغتسال ….
توجهت للمرحاض فرأتها والدتها الذي حزنت كثيرا من أجلها فالحزن قد أبدل ملامحها تماما …..
فقد أصبحت ملامحها باهتة كالعجوز الشمطاء وبشرتها أصبحت شاحبة كالاموات…..
أغمضت عيونها متأثرة من حال ابنتها وأخذت تدعوا ربها وتتوسل إليه أن يبدل حزنها ويأسها هذا لفرح وأمل…
انتظرت قليلا حتى خرجت ابنتها البائسة من المرحاض لتخبرها وتؤكد عليها بعدم الانعزال بغرفتها مرة أخرى …
فقد يتغير حالها حينما تنخرط بينهم ….
اومأت يمنى برأسها وتركت والدتها بالمطبخ تكمل ما بدأته في إعداد الإفطار…..
توجهت إلى الردهة إلا أنها في لحظة لم تدرك حالها…
قجأة شعرت بدوران حولها وأصبح المكان حولها وكأنه دوامة تزداد سرعتها حتى أنها لم تضاهيها عينيها ولا عقلها لتشعر وكأن الدوامة تبتلعها فسقطت مغشي عليها في الحال ….
استمعت سعيدة وهي بالمطبخ لصوت إرتطام جسد بالأرض لتخرج من المطبخ مهرولة فإذا بها تفاجئ بجسد يمنى المسجى على الأرض ….
صدرت منها شهقة عالية حينما رأت يمنى ساقطة ارضا من دون أي حركة ….
هرولت تسعف ابنتها وهي تنادي كل زوجها بصوت صراخ وعويل ربما ساعدها……
ارتمت عليها تحاول افاقتها بقلب ملتاع وهي تتحسس نبضها وتتجسس حرارتها ربما عرفت ما بابنتها …..
استمعوا كل من بالمنزل لصياح سعيدة الممتزج بصراخ الملتاع لتخرج يسرا من غرفتها مهرولة وهكذا والدها كريم الذي أشفق على ابنته من كم الصراعات الداخلية التي تعانيها …
حاولا كلا من يسرا وسعيدة افاقة يمنى ودموعهم تتسابق على وجنيتهما إلا أن كريم رأى أن يرفعها من الأرض ليضعها في فراشها لحين اخبار الطبيب المختص ……
……………………….
تتجوز إزاي وهي متجوزة
نظرت له دعاء بتعجب من تعليقه وكأنه يهزي لتصحح له معلوماته قائلة / لا يا سيد فتون مطلقة من ٣ شهور واكتر…..
اعاد جملته مرة أخرى وهو يوجه نظراته تجاه دعاء وكانه يؤكد جملته ويجهر بجريمته بكل فخر / تتجوز إزاي وهي لسه متجوزة من اسبوع….
تحولت كل الأعين تجاه فتون والتي كانت الصدمة الأكبر من نصيبها الا أعين دعاء والتي لم تحيد عن عيون زوجها فقد استشعرت بنظراته أنه يقصد شيئا اخر ..
زادت المهمات متسائلين كيف ومتى ومَن؟؟
كيف تم من دون علمهم ؟؟
ومتى تم وهي بينهم ؟؟
ومَن عقد عليها بدون اخبارهم؟؟
ظلت الاسئلة تتقاذف هنا وهناك على مسامع فتون التي لم تمتلك لي إجابة ….
إلا ان صوت دعاء اخترق همهماتهم تلك بصوتا قوي وبنبرة لائمة وهي ما زالت موجهه انظارها لسيد الذي لم يرمش هو الآخر وكان بينهم حرب ضارية من النظرات لتسأله بشك واضح / واشمعنا انت اللي عرفت وعرفت إزاي ؟؟
صمت الجميع وانتبه على سؤالها الذي يحمل كافة التفاصيل ليتبادلوا نظراتهم بين دعاء سيد …
مازالت فتون تقف عاجزة عن التفسير وعن الفهم …
تنظر بذهول لسيد وهي تسال روحها لماذا يدعي عليها ذلك ؟؟
وهل من المفترض أن تنفي هذه الإشاعة ام تصمت ربما كانت سبب انقاذها من هذا الشرك ؟؟
ارتسمت ابتسامة نصر على محيى سيد وهو مازال ينظر لزوجته ليجيبها بكل هدوء وارتياح وبصوت عال وأمام الجميع / لأن ببساطة جدا أنا اللي اتجوزتها…
هنا لم تستطيع فتون أن تصمد فاهتزت ساقيها وترنح جسدها وشعرت كأنها تقف على سيقان هلامية لا تستطيع تحملها …
لتخر ساقطة على الأرض فاقدة وعيها ….
فور أن لاحظها سيد تهتز بهذا الشكل هرع تجاهها يحاول التقاطها قبل ارتطامها بالأرض غير عابئ بمن تحاول الانقضاض عليه ….
بالفعل التقطها بصعوبة وهو يشعر أن أحدهم يجذبه من ثيابه من الخلف….
وبدون أن ينظر خلفه تأكد أنها دعاء من صوتها وصراخاتها الذي يكاد أن يثقب طبلة أذنه / يا خاين يا دوووون ….
دانت محسوب على الرجالة بالعافية …
دانا لامة فضايحك وفضايح عيلتك يا اولاد الحرامية ….
تعالى هنا كلمني وسيب الزفتة الخاينة دي من ايدك …
فور أن استمع لسيرة عائلته جز على أسنانه وحاول جاهدا تمالك أعصابه حتى لا يريح قلبها برده عليها …
اعتدل واقفا ومازال معطيها ظهره وحاملا فتاته الهشة وهو يتمتم لذاته / لو رديت عليكي دلوقتي هتتصدمي لكن أنا عايز اللي اكتر من كدة …
لم يخلو الأمر من سباب حكمت نفسها وإضافة نكهتها / داحنا ساترينك في بيتنا يا خسيس…
يا خاين العيش والملح …
ااااه يا دوووون يا واطي ….
ياللي مبيطمرش فيك المعروف ….
لم يعبئ بالرد على كل هذه التراهات فبالنسبه له الافعال خير إجابة من الأقوال…
لذلك تركهم يتهافتون ويتسابقون في اختيار ابشع الألقاب واقذر السباب واهتم بمحاولاته في الانفلات من محاولات دعاء في الوصول لتلك الغافية بين ذراعيه …
وبينما هو في محاولاته كانت دعاء تعافر للوصول لتلك الفاتنة ..
تريد أن تزيحها من بين أحضانه وتريد أن تبرحها ضربا …
اخذت تضرب على ظهره مع استمرار وابل من السباب النابية وهو يحاول انقاذ فتون …
حاولت مرارا أن تصل إليها حتى كادت أن تمسك بشعرها إلا أنه نجح في انقاذها للمرة الذي لا يعلم عددها…
كان يشعر أنه يحتم عليه حماية تلك المسكينة من براثهن الذي اقحمها بروايته دون حتى الاتفاق معها ….
أخذ يتواري بها وينحني يمينا ويسارا ليتلقى كافة الضربات عن فتون حتى فلت بها اخيرا خطوتين للامام …..
لم يستطيع الالتفات بها والخروج من الشقة لينير عقله سريعا بفكرة الاختباء داخل غرفة عبدالله التي تبدو مفتوحة أمامه تدعوه بالاختباء يها….
وبالفعل لم يتباطئ في تنفيذ فكرته بل هرول تجاه الغرفة وهو يحمل فتون وبلحظة دلفها واغلق الباب بقدمه ولكنه لم يستطيع احكام غلقه ليستند عليه بظهره وكأنه اتخذ ظهره درعا واقيا لها ….
هرولت خلفه دعاء تريد أن تجلب تلك الحية على حد قولها من شعرها ومن بين ذراعية إلا أن عبدالله أخيها تدخل اخيرا ليحسم تلك المعركة …
فامسك بها فور أن انتبه على دلوف سيد لغرفته محاولا الإلمام بالامر../ اهدي يا دعاء اهدي….
* متقوليش اهدي ..مش ههدى الا لما اكله بسناني هو والفاجرة دي….
شدد من الامساك بها معلقا على قولها الجارح / مش دي اللي كنتي عايزة تجوزهالي على يمنى وشايقين أنها احسن منها…….
حاولت المعافرة والانفلات من قبضة أخيها ربما استطاعت الوصول لسيد والانقضاض عليه وعلى من معه وتقطعهم اربا اربا ….
إلا أن عبدالله أحال من حدوث ذلك بتشديد قبضته عليها محاولا انقاذها من تهورها تلك / خلاص يا دعاء اللي حصل حصل وانا مش هسيب حقك ….
*حقي ولازم اخده دلوقتي وبإيدي..
دانا استحملت اللي محدش استحمله….
حاول التربيت على ظهرها ومواجهتها باخطاءها ربما تعود لرشدها / كل ده من عنادك وطريقتك الناشفة مع جوزك …
خلتيه يترمي على حضن اول واحدة تقوله حاضر ونعم …
تذكر يمنى في نوبات احتوائها له وكأنه يعاتب روحه قبلها فأكمل مردفا / لو كنتي بتحتويه وتخففي عنه مكنش سابك وشاف غيرك …..
أخذ يحدث أخته عن مشاعر الحب والحنين وهو يلتمس فيها الاحتواء الذي شعر بغيابه منذ رحيلها ….
أخذ يحدثها عن اخطاءها فتارة يهدهدها وتارة يذكرها باخطاءها ….
وهي تارة تستكين بين ذراعه وتارة أخرى تعافر للخروج من أحضانه ….
تراجعت هند خطوتين للخلف لتتخذ مكان المشاهد الذي يتلذذ بالعرض الذي امامه ….
علت الابتسامة على وجهها وهي ترى بدايات العقاب الإلاهي يصل للجميع …
شاعرة بسعادة مما يحدث …
داعية المولى أن يزيدهم من غضبه وعقابه….
بداخل الغرفة استمع سيد لحوار عبدالله مع أخته فعلم أنه لن يسمح لها بالاقتراب لذلك ترك الباب واتجه يضع فتون الغائبة عن الوعي على الفراش وهو يهمس لها من بين أسنانه وكأنها تسمعه / وقتك ده يغمي عليكي !!
معرفش انك فرفورة كدة ….
لو كنت سيبتك كانت قطعتك بسنانها…
اول مره اشوف حد من العيلة دي بيحس اصلا ….
ثم عاد سريعا للباب يغلقة بالمزلاج ليتأكد من إغلاقه وعدم إمكانية فتحه من الخارج …..
أطلق تنهيدة راحة وهو يشعر بارتياح لمجرد استماعه لحرقتها ليبتسم بنصف ابتسامة وهو يتمتم لحاله / ولسه لما المستخبي يبان….
مش بعيد تجنني يا دعاء…
سيد اللي كنتي فاكراه اهبل جه الوقت اللي يوريكي اللعب على أصوله…
إن ما وريتك يا بنت حكمت ….
توجه لطاولة الزينة يبحث عن عطر لينثره على تلك الغافية لعلها تعود لوعيها ….
وجد عطر عبدالله فالتقط الزجاجة واقترب منها ….
كاد أن ينثر العطر إلا انه وجد شعرها الحريري الاسود الثقيل يغطي وجهها بالكامل ….
ابتلع لعابه بصعوبه من منظهرها المهلك له
واهتز قلبه من رؤيتها بهذا المظهر …
حاول مد كفه تجاهها ليزيح شعرها إلا أنه تراجع باخر وهلة شاعرا بخوف الشديد من الاقتراب منها قابضا علي كفه ….
شعر بانفاسه تتضاعف كلما حاول الاقتراب منها وكأنه مقبل على جمر سيحرق قلبه وفؤاده قبل كفه …
منذ متى وهو يشعر هذه الأحاسيس ؟؟
فقد اعتقد انها تيبست بداخله وماتت ..
إلا أن تلك الفاتنة الممددة على الفراش بهذه الهيئة المهلكة أيقظت الوحش الكامن بداخله…..
اقترب بكف مهزوز وازاح شعرها عن وجهها الوضاح والبريئ والذي يضاهي البدر في بياضه وتمامه ….
إلا أنه شعر وكأن شعرها بها قوة جاذبة كالكهرباء فقد التصق بكفه ليمسك هو مضطرا باخر خصلة ويتحسس نعومتها …
اغلق عيونه متلذذا بهذه النعومة إلا أنه فجأة انتبه على صرخة قادمة من الخارج وكأنها أتت بوقتها لينتفض ساحبا كفه وينثر العطر بالقرب من أنفها الصغير…..
بدأت عيونه تسافر على ملامحها ليلاحظ حسنها عن قرب ….
كادت اضابعه تمتد ليتحسس بشرة وجهها البض إلا أنها استجابت للعطر وبدأت في العودة لوعيها ….
فور رؤيتها له انتفضت معتدلة تنظر حولها ثم التفتت إليه بعيون غاضبة تعاتبة / ايه اللي انت قولته ده …
بدل ما تطلعني من نقرة توقعني في دحضيرة أنا مش قدها ….
بتحطني قدام دعاء….
كل ده علشان حبيت اكشفلك حقيقتها
انا الحق عليا كنت …..
لم يتركها تكمل حديثها الغبي على حد وصفه ليضع كفه على فمها ويثبت رأسها بكفه الآخر من الخلف وهو يزجر لها بعيونه قائلا بجدية / بس ….
ايه غبية ورغاية ….
مكنش باين عليكي كدة ….
اخذت تزوم من اسفل كفه ليردف هو متوعدا / هشيل ايدي مسمعش حسك …
لو عايزة تفهمي يبقى تسكتي خالص ….
اومأت برأسها ليزيح كفه عن رأسها أمرا / هنخرج من البيت ده وبره هفهمك كل حاجة …
كادت أن تنطق ليشير بسبابته مهددا / اخرصي خالص مش عايز اسمع صوتك …
انا لولايا كان زمان دعاء مقطعاكي …
والنعمة لو نطقتي بحرف لاخرج اقولهم انك انتي اللي قولتيلي اعمل كدة ودعاء ما هتصدق ….
وضعت كفها بنفسها أعلى فمها مشيره له انها ستصمت نهائيا….
انتصب واقفا وسحب نفسا عميقا ثم نظر لها أمرا بكلمة واحدة / ورايا….
فتح الباب وفور ظهوره مرة اخر ترددت الاصوات مرة أخرى بالسباب برغم عدم صمتهم إلا أن حدة الاصوات قد بدأت تنخفض قليلا لتعود مرة أخرى لصرخات وعويل فور ظهوره أمامهم وكأن الله سبحانه أراد أن يقلب كفة الفضيحة فبدلا من فضح فتون أصبحت الفضيحة لدعاء وحكمت ……
شدد عبدالله من الامساك بأخته بينما حكمت قد خارت قواها الجسدية على المقعد إلا أن قواها اللفظية لم تخر بعد لتنطلق تسب وتلعن كلا من سيد وفتون / بقى أنا اللي فتحتلكم بيتي وأمنتكم على اللي فيه …..
اسفوخس عليكم ناس عرة ميطمرش فيكوا المعروف …
نظر لها سيد بنظرات نارية لو خرجت السنتها من حدقتيه لاحرقتها مكانها ليهب به عبدالله أمرا / امشي دلوقتي يا سيد …
امسك سيد بكل تبجح بكفي فتون وهو يملي عليهم أفعاله / أنا ماشي يا عبدالله لحد اختك ما تعرف غلطها ولينا كلام مع بعض لما تهدى …..
نطق بجملته وانطلق ساحبا تلك الناظرة للاسفل حتى خرجا من الشقة وهرولا على الدرج فقال لها مسرعا / بسرعة غيري هدومك ولمي حاجتك وانا عشر دقائق بالظبط وهنزلك ….
بالفعل أسرعت للاسفل تدلف كل غرفة تلملم اشيائها …
دلفت على سمر لتبدل ثيابها فإذا بها تلاحظ تلك الغافية وكأنها في عالم آخر ……
ظنت أنها في سبات عميق لتبدل ثيابها وتغادر إلا أنها استمعت لهمهماتها الغير مفهومة فاقتربت منها قليلا ….
حاولت وكزها لعلها تفيق إلا أن الأخيرة لم تستجيب لوكزاتها ……
انخلع قلبها خاصة حينما استمعت لبعض الكلمات واستطاعت ربطها ببعض / الدهب …. وليد ….. ربع مليون ……هتجوز ….. مصطفى…… ده حقك ……
تحسست جبينها بريبة فإذا بها ترفع كفها فجأة من شدة حرارته ….
لم تعرف ماذا تفعل اتخبرهم بحالتها ام تنطلق غير عابئة بها ……
ايقظها من حيرتها صوت سيد وهو يقف على باب الغرفة قائلا بهمس / يلا بينا …
وزعت نظراتها بينه وبين تلك المحمومة لتجيبه بهمس / سمر سخنة اوي …..مولعة نار ….
لم يجيب على تساؤلها وطلبها المبطن بل دلف سريعا وجذب كفها ساحبا إياها خلفه قائلا بحزم / لو كنتي مكانها كانت سابتك ….
وصلوا للردهة فسحبت كفها بغضب وهي تقول له / بس انا مش سمر …
التفت لها بتعجب من موقفها ينظر بعيونها التي تملؤها الشفقة على تلك الغادرة مقدرا طيبة قلبها ومحاولا وزن الأمور بين إنقاذ من لا تستحق وبين الظفر بهروبهم ليعود ممسكا بكفها مرة أخرى بلين وهو يخبرها بحسم / نمشي دلوقتي وانا هبلغ اخوها يلا بينا ……..
…………………………..
حمل كريم ابنته وخلفه سعيدة ويسرا يبكيان من أجلها ….
وضعها على الفراش وهي لا تعي بحالها ثم التفت لزوجته ينهرها / بطلي ولولة شوية وهاتي اي برفان ولا حاجة اقدر افوقها بيه….
هرولت سعيدة تجاة طاولة الزينة تلتقط من عليها عطرها ثم أعطته لوالدها ….
أخذ ينثر حول أنفها على أمل أن تفيق بينما يسرا اختها تحاول كتم صوت بكاءها بكفها وهي تشعر بالرعب على اختها…….
بدأت يمنى تتململ رويدا رويدا وأخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا دون أن تفتح عيونها وكأنها تهرب من واقعها ….
تسربت دمعة من عيونها المغلقة ….
دمعة تخبرهم عن مدى اختلاج روحها وتمزق قلبها ….
كفكف كريم دمعة ابنته وهو يوجه نظراته الحادة تجاه زوجته التي طلبت منه التمهل قليلا وكأنه يحملها ما آلت إليه الأمور …..
بدأت يمنى تستعيد وعيها لتفرج عن عيونها من بين اهدابها فإذا بها تجد الجميع حولها ….
عقدت حاجبيها متسائلة بتيهه / ايه اللي حصل ؟؟؟
جلست سعيدة بجوارها وهي تزيل دموعها وتسأل ابنتها / حمدالله على السلامه يا حبيبتي قوللنا انتي حسيتي بأية؟؟؟
حاولت الاستناد على مرفقيها لتعتدل قليلا في جلستها وهي تنظر تجاه اختها بتعجب متسائلة / مالك يا يسرا بتعيطي ليه ؟؟
وكأن سؤالها الاستفساري تلك بمثابة إشارة للبدء في الانهيار لتهرول يسرا من أمامها لغرفتها مطلقة لاقدامها وعيونها العنان في الهروب والبكاء …
تعجبت يمنى مما يحدث لتنظر لوالدتها مستفسرة / هي يسرا مالها يا ماما ….
قبلتها والدتها من جبينها وهي تحاول طمأنتها قائلة / اختك كانت قلقانة عليكي لما أغمى عليكي ….
طمنيني انتي عاملة ايه دلوقتي….
ابتسمت ابتسامة حزينة وهي تجيبها بجوابها المعتاد / الحمد لله كويسة دلوقتي…
ثم اردفت تسرد ما شعرت به حينما رأت عيون والدها القلقة / أنا كنت خارجة من الحمام عادي جدا وفجأة حسيت اني دايخة والأرض بتلف بيا وملحقتش انده عليكي ….
نظرت سعيدة لوالدها وكأنها تطلب منه أن يتركهم بمفردهم ..
أدرك كريم نظرات سعيدة ليستقيم مقبلا رأس ابنته ومربتا على ظهرها. وهو يقول لها مطمئنا / طول مانا موجود متشغليش بالك بحاجة ابدا…..
وارمي حمولك على ربنا وعليا ….
ولازم تعرفي أني في ظهرك واي حاجة عايزاها مهما كانت هنفذهالك بس الاهم انك تبقي وسطينا ….
سامعة وسطينا بضحكتك وروحك الجميلة …
اوماءت يمنى برأسها ودموع سعادتها تملأ حدقتيها..
بينما هو نطق بجملته وتوجه للخارج لتذهب سعيدة تغلق خلفه الباب ثم تعود بقربها تكفكف الدمعة التي تمردت من عيونها ……
نظرت يمنى باستفسار لوالدتها وهي تسألها / قفلتي الباب ليه يا ماما ؟؟
لم تجيب سعيدة على سؤالها الا بسؤال آخر / هي البيريوت اخر مرة جت لك من امتى ؟؟؟
زاغت أنظار يمنى تحاول تذكر اخر موعد لقدومها …
اخذت وقت وهي تبحث بين جنيبات عقلها لتتسع حدقتيها قليلا قليلا وبدون أن تجيب والدتها بكلمة إلا أن الإجابة كانت واضحة على ملامحها المصعوقة لترتسم الابتسامة على وجه سعيدة وهي تحتضن ابنتها تهنئها بما لم يتوقعوه أو حتى كان بحسبانهم / الف مبروك يا حبيبتي… الف الف مبروك ..
خرجت يمنى من احضان والدتها وعقلها لم يستوعب بعد وهي تحرك رأسها بنفي ولم تنطق سوى بكلمتين فقط / مش معقول ….. مش معقول ……
ظلت تكرر كلماتها وكأنها تهذي ..
لم يستوعب عقلها تلك المفاجأة…..
لو كانت بظروف غير هذه الظروف لكانت أصبحت اسعد إنسانة إلا أنها الان لا تعرف ماذا تفعل !!!
اتفرح بقدوم دليل حبهم أم تحزن أنه أتى بوقت فراقهم ؟؟
خرجت سعيدة لتخبر والدها وهي تقول له / شوفت كان عندي حق لما قولتلك استنى يمكن ربنا يهدي النفوس …..
فور استماع كريم لخبر حمل ابنته اضطربت مشاعره ما بين غبطة وغما لينظر تجاه زوجته يتعجب من حالتها سائلا إياها / انتي إزاي فرحانة بالخبر ده وهو جاي في توقيت زي ده ؟؟؟
تركته سعيدة واتجهت تجاه غرفة يسرا تخبرها بالخبر السعيد كما تنعته وتطمئنها على اختها ….
فور أن تركتهم يسرا ودلفت لغرفتها اخرجت هاتفها تجري اتصالا بجاسر لتخرج به كل ما يعانيه صدرها دون حتى النطق بكلمة ترحيب واحدة فأخذت تحدثه بصوت باكي ونحيب يؤثر على كلماتها / اختي كان عندها حق…… احنا مش هننفع مع بعض …..
مش هينفع يحصلها اللي بيحصلها ده …..
واروح أنا أحب واحد من نفس أسرة اللي أذيها …..
كانت تحدثه بغير إدراك الا أن الاخر رأى بحديثها الهجومي تلك ما هو سوى تصريح صريح بحبها له ليحاول تهدأتها قليلا وهو يتساءل عن سبب حالتها / طب اهدي بس وقوليلي ايه اللي حصل ؟؟
من بين نحيبها حاولت شرح ما حدث لأختها / اختي بقت تعبانة جدا…..
ومش بتبطل عياط ليل ونهار…..
لدرجة أنها خست اوي والنهاردة اغمى عليها ….
وانا مقدرتش اقف قدامها لما فاقت ولا قدرت احط عيني في عينيها ولا حتى اخليها تشوف وشي ……
حاسة اني مشتركة معاكم في اللي هي فيه …
كاد أن يجيبها عن شعورها تلك إلا أنه استمع لصوت والدتها فصمت قليلا …
دلفت سعيدة فجأة على يسرا بوجه ضاحك وهي تلقي عليها الخبر بطريقة سعيدة / يسرا اختك طلعت حامل….
حامل يا يسرا……
والاغماء ده علشان الحمل تعالي باركلها ……
لوهلة صعقت يسرا وتيبست مكانها ….
فور شعوره بانصراف والدتها تحدث هو مهنئا / مبروك يا خالتو يسرا …..
الحمد لله اهو طلع علشان الحمل يعني هتقدري توري وشك عادي لأختك …
وان شاء الله يتربى بين أبوه وأمه …
خرجت سعيدة مسرعة تجاه المطبخ لتشرع في إعداد وجبة تطعم بها ابنتها تساعدها على مقاومة ضعفها إلا أن حالة زوجها العابسة لفتت نظرها لتقترب منه سائلة اياه / مالك يا ابو يمنى ما ربنا حلها من عنده اهو ؟؟؟
رفع أنظاره بتعجب لزوجته وهو يتسائل باندهاش / انتي شايفة لما بنتك تفضل عندنا من غير ما جوزها يعبرها ولو بسؤال لمدة ثلاث ايام ده عادي ؟؟؟
وان خبر حملها يجي وقت زعل ووقت مقرره فيه الانفصال يبقى خير ؟؟؟
اقتربت سعيدة وجلست بجواره وهي توكزه بدعابة وملامحها توحي بالسعادة وهي تلومه وتخبره / يا راجل مش يمكن حاول يكلمها ويصالحها وأحنا منعرفش……
ويمكن عايز يجي بس حصل عنده حاجة الغايب حجته معاه ….
ثم تعالى هنا من امتى رزق ربنا مش خير …
ما يمكن جاي في وقت زي ده علشان يحل المشكلة …..
خرجت يمنى من غرفتها حينما استمعت لحديث والدتها وتصادف مع خروج يسرا التي كانت تتوجه إليها لتهنئها إلا أنها توقفت حينما استمعت لجملة اختها وهي تخبره والديها / لا يا ماما أنا مصرة على الطلاق……
واللي في بطني ده يا أنزله يا اما عبدالله ميعرفش بوجوده من الاساس ….
توجهت كافة الأنظار. إليها ماعدا يسرا الذي طرأ بعقلها جاسر ومعرفته بخبر حملها ومن المؤكد أنه سيخبر عبدالله لتخرج هاتفها وترسل له رسالة نصها كالاتي ( متقولش لعبدالله على حمل يمنى
هتسقط نفسها لو عرف بالحمل )
دونت الرسالة وضغطت على زر الارسال ثم ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر تجاه اختها شاعره بخيانتها لها …….
………………………….
بمنزل عبدالله كان الأمر على صفيح ساخن كلا بكلمته ….
حكمت التي استحكم الشر فيها فلم تعرف معنى الهزيمة ولم تتقبل أن تأتيها الضربة ممن حولها فظلت تسب وتلعن ذلك السيد وتلك الفاتنة….
أما دعاء التي اعتقدت أنها قد أحكمت الخناق على زوجها وايدته بكثير من الأكاذيب التي تجعله يرضخ لها ولاسلوبها مهما كان ….
بين هذا وذاك يجلس عبدالله بخزي مما يراه من قبل عائلته لا يعرف من أين يبدأ ولا بمن يبدأ لإصلاح كل ذلك ….
ظل جالسا واضعا رأسه ببن كفيه لعله ينقذها من أن تنفجر من كثرة التفكير ….
لم ينسى يمنى التي عافرت وسط كل هذه الظروف وتحملته ولم تكن يوما حملا إضافيا على عاتقه ….
بل دائما كانت الكتف الذي يلقي عليه رأسه ويتخلص عليه من همومه ……
شعر بالوحشة بدونها فهو الآن في أمس الحاجة إليها ….
امسك هاتفه وانطلق نحو النافذة يحاول الوصول إليها مرارا ولكن يبقى الوضع كما هو عليه باستماعه تلك الرسالة القبيحة التي تعلمه أنه مازال على رأس قائمة المحظوريين …..
حاول الوصول لابن عمه ووزيره الأمين ليسأله عن أي طريقة استطاع أن يصل بها لفتاته …..
فور اتصاله اجابه جاسر بتساؤول عن سبب غيابه ليجيبه عبدالله بحزن دفين / مشاكل جامدة يا جاسر في العيلة لما اشوفك هبقى احكيلك لاني في موال ….
استشعر جاسر حالته من صوته المخنوق ليحتار في إذا كان يخبره ام ينتظر الان…..
إلا أن الأخير تساءل عن محاولات جاسر/ مقولتش قدرت تقنع يمنى اني عايز قابلها …..
انا حقيقي محتاجلها دلوقتي جدا يا جاسر ….
اكتر من اي وقت ….
ذم جاسر شفتيه وقرر إبلاغه بشكواها اولا وتأجيل خبر حملها لوقت لاحق ربما أرادت يمنى إبلاغه بنفسها / بصراحة يمنى رافضة اي محاولات من ناحيتك…..
واخر حاجة قالتها ليا انك قبل ما تحل مشكلتها حل الاول مشكلة التعبان اللي بالمنور والشباك المقفول …..
هي ايه حكاية التعبان ده يا عبدالله….
صفع جبهته حينما تذكر تلك المعضلة ناهرا ذاته على نسيانه فمن المؤكد أن مشكلة كتلك لم ولن تتنازل يمنى عن حلها …..
حاول المراوغة مع جاسر فهو لم ولن يفضح أخيه وخاصة أنه لم يتأكد بعد / ده موضوع قديم كدة ملوش لازمة كانت شافت عرسة بالمنور وافتكرتها تعبان ومصممة نعزل بسببها ….
استشعر جاسر كذب عبدالله ولم يقتنع باجابته الساذجة تلك ولكنه لم يحاول أن يضغط عليه الآن فانهى المحادثة على وعد من المحاولة معها مرة أخرى ….
فور أن أنهى جاسر المكالمة وجد رسالة من يسرا ففتحها على الفور ليجد أنها رسالة تحذيرية من إبلاغ عبدالله بحمل يمنى ليرفع حاجبيه متعجبا / الستات دي هبلة والنعمة ….
على الطرف الآخر فور أن أغلق عبدالله الهاتف فكر في أن يواجه أخيه في هذه الكارثة وهو سيشعر ما إذا كان أخيه يكذب أم يقول الحقيقة ……
داخل الشقة كانت تجلس دعاء تحادث أخيها صبري بالهاتف تشكوا إليه مما حدث / شفت يا صبري اللي حصل……
سيد اللي محسوب على الرجالة غلط طلع متجوز عليا …..
ومتجوز مين تخيل …..
الخائن الدوون يطلع متجوز عليا أنا فتون….
هاج صبري بالمحادثة حينما علم بزواج فتون ليلقي على مسامع أخته بعض الألفاظ والعبارات الوقحة والنابية والتوعد لذلك السيد ….
استمع عبدالله أنها تهاتف صبري فأخبرها أن تدعوه للحضور وفورا في أمر عاجل ولم يرفض صبري طلب أخته وأخيه فقد اعتقد انهم يريدونه من أجل الانتقام من ذلك السيد …..
كل هذا كان يتم أمام هند الذي انتبه عبدالله اخيرا لوجودها فحاول ازاحتها قليلا عن مجلسهم حتى ييثنى إليه فتح شكواه أمام أخته ووالدته / ممكن تعمللنا قهوة يا هند الواحد خلاص دماغه هتتفرتك …
اومأت هند واستقامت تنفذ مطلبه التي تعلم أن هدفه ما هو سوى أبعادها عن ذلك المجلس….
فور انصراف هند جلس عبدالله بجوار أخته يحاول تهدأتها ووعدها بما هو قادم / هدي نفسك شوية يا دعاء وانا هجيبه لحد عندك يعتذر ويبوس على راسك ….
وهخليه يطلقها اكيد كانت غلطة ….
بس انتي كمان لازم توعديني انك هتغيري من اسلوبك ……
رفعت دعاء انظارها المحتقنة بدماء غليلها وهي تخبره بشكل قاطع / ولا عايزاه يعتذر ولا عايزاه يرجع …..
أنا عارفة اخليه يندم إزاي ….
صمتت قليلا وهي تفكر وتمتم بصوت مسموع / أنا بس اللي مجنني اتجوزوا امتى ؟؟
وازاي ماخدتش بالي من الحية دي !!!!…..
لم يعير عبدالله اهتمام لتمتمتها بل شرع في عرض شكواه قائلا / اسمعوني كويس قبل ما صبري يجي ….
يمنى كانت اشتكت كذا مرة من صبري أنه حاول التطاول عليها والتحرش بيها وكلنا عارفين صبري وعارفين اخلا……..
لم تدعه حكمت باستكمال حديثه بل هبت به كالاعصار معنفه إياه عن مجرد التفكير أو الشك بأخيه ومحاولة زرع الشكوك بقلبه هو / قطع لسانها من لغلوغه ….
هي علشان عايزة تطلعك من البيت وتبعدك عننا تتهم اخوك الاتهام ده ….
كويس أنها هي اللي طلعت ولازم تطلقها ولا انك تشك في اخوك ….
قلبه يتمنى أن يصدق هذا الحديث عن أخيه وأنه بريئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب إلا أن عقله وقلبه يخبره أن الخبر صحيح فأجاب على والدته / بس يا ماما احنا عارفين صبري وحركاته وبصراحة……..
لم تمهله الفرصة مرة أخرى بل استقامت مقرره إنهاء الحوار وهي تخبره برأيها / مهما كانت حركات صبري مش هتكون مع مراتك……
وانت تبطل تمشي وراها شوية زي الاعمى علشان أنا شايفة أنها مغمية عينك ومجرجراك وراها ……
تعجب من رؤية والدته لموقفه برغم أنه هو من يرى أنه يتهاون كثيرا في حقوق زوجته ….
نظر لدعاء التي صممت دون أي تعليق ليسألها عن رأيها فاستقامت الأخيرة محاولة الهروب من نظراته / أنا رأيي من رأي ماما…..
مش كل حاجة تسمع لمراتك …
النهاردة هتتخانق مع صبري بكرة تطلب منك تقاطعني ….
انا نازلة اريح شوية …..
تركوه في شكوكه والالامه الذي لم يصل بعد لحلا لها …
بينما دعاء فور أن انصرفت من أمامه أمسكت هاتفها لتبلغ صبري أنه فور قدومه يأتيها بشقتها قبل الوصول لاي احد …..
ظل يزرع الأرض ذهابا وإيابا لا يعلم كيف يحل معضلته تلك …..
فكر في حديث والدته أن يكون كل هم يمنى هو أبعاده عن عائلته ….
لوهلة كاد يتسرب هذا الشك بداخله إلا أنه نفض رأسه من هذا التوقع ….
استقر حاله على الذهاب لوالدها فلم يعد هناك سبيلا غيره ….
حتى لو توصل الأمر لتحمله الإهانة قليلا من أجلها فهى قد تحملت من أجله الكثير …..
أخذ يرتب حديثه مع حماه ويرتب كم الاقتراحات الذي سيقدمها من أجل ارضاءها …..
دلف غرفته ليغير ملابسه استعدادا للذهاب إليها مقدما كل الاعتذارات الممكنة والغير ممكنة إليها…
أما بالاسفل وصل صبري لشقة دعاء واخذت تسرد له ما حدث حتى تذكرت شكوى أخيها لتنهر صبري قائلة / بقى يا دوون يا عرة تتحرش بمرات اخوك …
مش قادر تمسك نفسك شوية أي تاء مربوطة بتجري وراها ….
* هى قالتله !!!
انا كنت متوقع أنها هتخاف مش هتقوله ….
كان سؤاله وجوابه هذا ردا صريحا على سؤالها لتكمل دعاء معنفة إياه / اه قاتله يا اخويا واخوك هيموت من الشك فيك ….
احنا حاولنا أنا وامك نبعد الموضوع عنك بس انا عارفاك وشفتك بصراحة قبل كدة ….
أجابها بصراحته الوقحة وهو يقضم على شفتاه السفلية متنهدا تنهيدة حارة / أصل بصراحة بنت الايه جامدة موووووت ….
عليها جسم طلقة شفتها مرة من شباك المنور ومن ساعتها مش قادر اشيلها من نفوخي ….
لم يكمل جملته ليستمعا كلاهما لطرق عنيف على باب الشقة فتوجه صبري لفتح الباب ربما كان سيد ولكنه فوجئ بلكمة قوية في وجهه ارتد على آثارها عدة خطوات للخلف وهو يقول معنفا / اه يا ابن …. يا عرة تعمل كدة مع مرات اخوك …
بعد كل اللي بعملهولك والفلوس اللي بتاخدها مني كمان طمعان في مراتي ….
كان عبدالله يتحدث وسط نهجانه وهو يسدد لكمة بين كل جملة ….
رأت دعاء هذا فأطلقت الصراخات وحاولت الفصل بين صبري وعبدالله الذي لم ينتظر الاخير أن يمهل صبري القليل من التنفس بل انقض عليه كالاسد الجريح يسدد له عدة لكمات بوجهه وأسفل معدته مما جعل صبري يقطع الأنفاس وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ….
اجتمعت هند وحكمت يحاولون بصعوبة تخليص صبري من براثن عبدالله حتى نجحن اخيرا فاستقام صبري مترنحا ولاذ بالفرار سريعا وهو يتوعد لأخيه / والنعمة لاقتلك يا عبدالله ومراتك هورثها من ضمن ورثك …..
والنعمة لاقتلك …..
بينما عبدالله يحاول الانفلات من قبضتهن للانقضاض على صبري مرة أخرى …..
تعليقات