" " " " " " " " رواية وميض الحب – الفصل الخامس عشر 15 – بقلم لولى سامى
📁 آحدث المقالات

رواية وميض الحب – الفصل الخامس عشر 15 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب – الفصل الخامس عشر 15 – بقلم لولى سامى

🖊️ بقلم: لولى سامى – أحد أبرز كتاب حكايتنا

رواية  وميض الحب – الفصل الخامس عشر 15 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب الفصل الخامس عشر بقلم لولى سامى

احاول عبثا البعد رغم حتمية التلاقي
اخاف عليكي من قربي رغم شوق قلبي لرؤياكِ
وبين محاولاتي العبثية وشوقي لكِ اقف شاهدا على سخرية الاقدارِ
دلفت يسرا المطبخ لأختها وهي محتقنة الوجة من شدة خجلها لتعقد يمنى حاجبيها متعجبة ثم اتسعت حدقتيها وهي تهمس ليسرا قائلة / أنا نسيت خالص انك معجبة بجاسر…
ثم سحبت كف اختها لينزوا في ركن من المطبخ سائلة إياها / أنا شغلتك بحكاياتي ونسيت اقولك احكيلي على اللي حصل بالفرح …
شقت البسمة الخجلة ثغر يسرا وهي تنطق معارضة /
أنا مقولتش اني معجبة بيه ، أنا قولت أن هو اللي معجب بيا …
رفعت يمنى حاجبيها تعجبا من مكابرة اختها برغم أن الأمر يبدو جليا عليها ….
استندت يمنى بظهرها على الحائط خلفها وعقدت ذراعيها أمام صدرها تقول باستدراج/ اتفضلي احكي ونبقى نشوف بعدها مين معجب بمين ؟؟
بالخارج سحب عبدالله جاسر خلفه وأدخله بغرفة الصالون ثم دفعه ليسقط جاسر بأقرب أريكة قائلا بتذمر / ايه يا عم الغباء ده هو في ايه؟؟؟
مال عبدالله بجذعه على جاسر مستندا بذراعيه على أيدي المقعد ومقربا وجهه منه ناظرا له بعيوم غاضبة ثم تحدث بنبرة صوت متوعدة / اخت مراتي ملكش دعوة بيها يا جاسر ….
بلاش تقل معاها وتعمل الحركتين بتوعك دول أنا عارفك كويس …
نظر له جاسر باشمئزاز وبرود متناهي معلقا على حديثه / يعني انت ساحبني ورزعتني علشان تقول الكلمتين الخايبين دول ؟؟
أنا من امتى بقل مع حد يخصك يا عبدالله ؟؟
أشار عبدالله برأسه تجاه الباب وهو يسأله / أمال اللي حصل برة ده اسميه ايه؟
رفع جاسر منكبيه عاليا وهو يجيب بهدوء / سميه مفاجأة البنت اتفاجات بيا فتنحت من وسامتي …
جز عبدالله على أسنانه وهو ينطق قائلا / جاااااسر لم نفسك …
أزاح جاسر أذرع عبدالله لينتصب واقفا وأخذ يهندم ملابسه وهو يقول / لما انت قلقان مني اوي كدة ومش واثق فيا عزمتني ليه وهي موجودة …
ثم استدار مواجهات له وهو يغمز بإحدى عيونه قائلا/ دانا قولت بتروقلي الدنيا وعاملنا قعدة تعارف …
جاااااسر
نطق بها عبدالله من أسفل أسنانه ليعلق جاسر / خلاص يا عم جاسر جاسر كرهتني في اسمي …
أطلق تنهيدة ثم جلس مرة أخرى على المقعد واضعا قدم فوق الأخرى وهو يتسائل / بس بجد جبتها ليه ؟؟
جلس عبدالله بالمقعد المجاور مجيبا عليه / أنا مجبتهاش أنا فوجئت أنها جاية بعد ما كلمتك وكنت محتاجك ضروري فمينفعش الغي حضورك وفي نفس الوقت مكنش ينفع اقول ليمنى مشيها …
المهم نتكلم دلوقتي ولا نتغدى الاول ؟؟
لا طبعا نتغدى الاول مبعرفش افكر على معدة فاضية …
نطق بها جاسر وهو ينهض ويستعد للذهاب تجاه غرفة الطعام ليلحق به عبدالله ممسكا بمؤخرة قميصه وهو يقول / طول عمرك همك على بطنك ….
اترزع هنا لحد ما اشوفهم خلصوا اكل ولا لسه …..
تجمعوا جميعهم حول مائدة الطعام ليكون من حظ يسرا جلوس جاسر أمامها لتضطرب وينتابها حالة من الخجل التام لم ينحل عنها إلا بعد ثناء جاسر على الطعام/ بجد تسلم ايدك يا مدام يمنى الاكل رائع وخاصة الملوخية مظبوطة زي ما قال الكتاب …
الف هنا وشفا …
أنا أول ما عبدالله بلغني أنك جاي سألته ايه اكتر حاجة بتحبها فقالي الملوخية فعملتهالك على طول…
توقف الطعام بحلق عبدالله فور استماعه لجملة يمنى لتنهض مسرعه تربت على ظهره بينما اسكبت يسرا كوب من الماء ليرتشفه بسرعه ثم نظر بطرف عينه ليمنى التي ادعت الزعر / اسم الله عليك يا عبدالله…
شرقت يا حبيبي ؟؟
بابتسامة صفراء ملئت وجهه قال من بين أسنانه / اه من حلاوة الاكل يا روحي …. تسلم ايدك…
علق جاسر بعشم زائد / طب بصي علشان ملوش لازمة تكلفوا نفسكوا بالشكل ده وانتوا لسه في بداية حياتكم ….
ارتشف ملعقة من حساء الملوخية ثم أكمل مسطردا وهو يستصيغ مذاق الدجاج / بصراحة الملوخية والفراخ كانوا كفاية اوي ملوش لازمة المكرونة والبانيه أنا اصلا مش بحبهم …
وكأنه اجرم بحق يسرا ذاتها لتستوحش نظراتها وهي تقول بغضب واضح / اعتقد ان في ناس تانية مع حضرتك وبصراحة بقى البانيه والمكرونة معملوين ليا مخصوص ….
ثم اتسعت ابتسامتها السذجة وهي تكمل / أنا اصلا مبحبش الملوخية …
تبادل عبدالله ويمنى النظرات المتعجبة من تحول الحوار لهذا الشكل لتتسع حدقتهم حين استمعت لرد جاسر حين قال / لا معلش الملوخية دي خط احمر واللي مبيحبهاش مبيعرفش يطبخ ولا بيعرف يتذوق من الاساس …
مش عارف بتحبوا ايه في المعجنات ولا البامية اللي مش عارف له تصنيف إذا كان فرلخ ولا لحمة ….
كادت تعلق يسرا بدورها على هذه المبارزة الغذائية لتسرع يمنى بدفعوقدنم يسرا من أسفل المنضدة بينما كانت تقدم لجاسر قطعة دجاج أخرى وهي تقول بهدف قطع حوارهم / طب الملوخية عجبتك بس مقولتش رأيك بالفراخ….
ثم جلبت قطعتي من صدور الدجاج وقدمتها لأختها وهي تقول / كلي يا يسرا البانيه هيعجبك جدددا يا حبيبتي….
ثم مالت قليلا تجاه اختها وهمست لها قائلا/ ابوس ايدك عدي الليلة على خير …
بلاها عند النهاردة…
نظرت يسرا تجاه اختها بضيق جلي ثم زفرت لهيبا من فمها كاد أن تصل السنته إليه بالجهة المقابلة فهي لم تعتاد على ابتلاع ردودها بينما هو استقبل زفيرها بابتسامة واسعة وأمسك بصحن الحساء الاخضر يحتسي منه باستمتاع واضح …..
انتهى الطعام لتدلف يمنى للمطبخ تجلي الصحون بينما تقوم يسرا بنقل الصحون من المائدة للمطبخ …
دلف عبدالله المطبخ يستأذن يسرا بالتحدث للحظات مع يمنى لتخرج وتذهب للردهه تجلس بأقرب أريكة انتفضت مكانها حينما وجدت بجاسر يقترب بالمقعد المجاور بها لينتابها التوتر مرة أخرى ….
اقترب هامسا لها / اوعي تكوني زعلتي على البانيه ؟؟
كادت أن تجيبه بقليل من العصبية ولكنها تراجعت لتلتفت إليه بابتسامة طفيفة وهي تجيبه قائلة / متعودتش اهتم بآراء ناس مهمشين في حياتي …
فور نطقها للجملة اشتعلت عيون جاسر غضبا وجز على أسنانه كمحاولة للتخفيف من غضبه ثم رد وهو يبتسم / انتي على طول شرسة كدة ؟؟
انزوى ما بين حاجبي يسرا لتعلق / إذا كان عجبك !!
نظر أمامه وهو يتحدث ويرفع كتفه غير مباليا / والله لو عليا مش مهم يعجبني ….
المهم أنك تلاقي حد يطيقك ويطيق عندك وعجرفتك ……والا عمرك ما هتتجوزي ابدا …
التفتت فجأة بنظرها إليه وكادت أن ترد عليه بشراسة اكبر لولا دلوف عبدالله بفنجاني من القهوة قائلا / القهوة اللي على الريحة لجاسر باشا ….
تمام جاسر قدبصوت وصل للجالسة بجواره / ربنا يستر الدلع ده مش ببلاش ….
عقدت يسرا حاجبيها لتستمع لجملة عبدالله حينما
وضع صينية القهوة على المنضدة ليتحدث وهو ينظر تجاهها قائلا / يسرا ….. يمنى عايزاكي جوه تشربوا القهوة مع بعض ….
انتصبت يسرا وخرجت بدون أن تنبت بكلمة واحدة ..
فور انصراف يسرا جلس عبدالله بنفس المقعد حتى يكون قريب من جاسر ليسأل الاخير قائلا / خير يا عبدالله اتخانقت مع يمنى وجاييني اصالحكوا …
وكزه عبدالله بكوعه وهو يعلق على جملته /يعني هجيبك تصالحنيةعليها واطلب منها وأحنا متخاصمين تعملك كل الاكل ده ؟؟
من امتى وانت غبي كدة يا جاسر ؟؟؟
رفع جاسر حاجبيه متعجبا ثم علق على حديث عبدالله/ اولا طلع الاكل اللي معمول مش كله ليا
ثانيا أنا غبي يا عم اتفضل قولي سبب العزومة والقهوة وكل الدلع ده …..
بدأ عبدالله يسرد له كل ما يخص إخوته من أفعال أخيه مع زوجته وأفعال اختيه صفاء وسمر لينهي جاسر فنحانه تزامنا مع إنهاء عبدالله سرده ليضيق عيونه سائلا / انت عايز ايه دلوقتي ؟
والأهم انت عايش إزاي مع مراتك في وسط كل المشاكل دي ؟؟؟؟
………………………………….
صدح رنين جرس المنزل لتهم سمر بالذهاب لفتحه فإذا بها تجد صفاء تقف أمامها بوجه مكفهر تحمل ابنتها الصغيرة وبيدها ابنها واليد الأخرى حقيبة كبيرة تشير لحالتها أنها ليست بزيارة عابرة ….
قطبت سمر حاجبيها وهي تفسح المجال لأختها بالعبور وهي تتسائل بنفسها عن حالتها / ادخلي يا صفاء ادخلي يا حبيبتي…
دلفت صفاء ةهي تسحب ابنها وحقيبتها واذيال الخيبة التي تشعر بها …
فور وصولها لغرفة والدتها تركت كل ما بيدها وانزلت ابنتها ثم ارتمت بأحضان والدتها تبكي بخوف ورهبة ..
تبكي بدون أن تنبت بكلمة واحدة توضح ما بها …
اخذت حكمت تربت على ظهرها وهي تتسائل عن ما بها / مالك يا بت ؟؟
انطقي ابن ال….. عملك ايه ؟؟
أنا قولتلك اسلوبك الطري معاه هيركبه فوقينا ….
ظلت حكمت تتسائل عن حال ابنتها البامية باحضانها ولم يخلوا سؤالها من تأنيب وجلد لها على عدم الانسياق خلفها بينما سمر ما زالت تقف على عتبة باب الغرفة تتابع الموقف حتى انتبهت على أيدي صغيرة تربت على ساقها لتنظر للاسفل فإذا به ابن اختها / أنا جعان يا خالتو …
انزوى ما بين حاجبيها وشعرت بالغضب حتى أنها كادت أن تنهره ولكنها تذكرت ان هذه لحظتهم الاولى هنا فلتنتظر لترى إلى أي وضع سيصل حالهم …
لم تعيره انتباه وعادت مرة أخرى تتابع موقف اختها وهي تمتم لنفسها/ مش ناقص غير أن اخدمكم انتوا كمان …
عاد الطفل يربت على ساقها مرة أخرى حينما لم يلق إجابة شافيه عن طلبه ولكنه لم ينل منها إلا نظرة اخرصته تماما ….
انتبهت سمر ورفعت انظارها تتابع الموقف حينما استمعت لجملة اختها / بيشك فيا يا ماما …
اخر المتمة يشك فيا أنا …
قطع لسانه ابن حميدة …
نطقت بها حكمت لتستطرد قائلة بنبرة غاضبة وملامح توحي بالخطر / وصلت بيه القذارة يشك فيكي دانتي بنت حكمت …
ارتسمت السعادة على ملامح سمر وهي تتوقع ما سيتم الان فهى تعلم والدتها جيدا وكيف تفكر ..
فهذه فرصتها وأتت اخيرا لتردف حكمت بقرار صارم قائلة / هي خلصت لحد كدة ومسمعش منك كلمة واحدة بعد قولي …
بس يا ماما ….
كادت أن توقف صفاء توعد حكمت كمحاولة كبح جماح شر والدتها ولكن هيهات فقد كانت تنتظى هذه اللحظة منذ زمن لتردف قائلة/ ولا كلمة…
انتي تريحي النهاردة وبكرة هقولك هنعمل ايه….
الواد ده استقوى ولازم يتربى وانا بقى هعلمه الادب من اول وجديد …
رات حكمت التردد بعيون ابنتها لتكمل بقوة وزرع روح الطمع محاولة
وحياتك عندي لخسره الجلد والسقط هلففه على المحاكم نفقة ومتعة وقايمة لما هطلع عينه واخليه يجيلك لحد عندك يبوس ايدك علشان تسامحيه وساعتها نبقى نرجع بشروطنا…..
أصل ابن عمي وليد اتصل بيا وقالي كلام غريب كدة أنا مش فاهمة هو قاله ليه اصلا !؟
حاولت صفاء مرارا شرح الموقف كمحاولة التماس العذر له إلا أن حكمت أبت الاستماع لاي حديث على هذا السياق وكانت مصرة أن إدانته بكل الصور لتنهي الحدث قائلة / قومي قومي غيري وشوفي ولادك هياكلوا ايه بلا هم …
همت صفاء بسحب حقيبتها إلا أن حكمت اوقفتها قائلة / سيبي حبيبتي الشنطة اختك هتوديها الآوضة وشوفي انتي الاولاد شكلهم جاعنين …
اومأت صفاء وخرجت وخلفها الأبناء لتعد لهم الطعام بينما فور خروجها توجهت سمر للقرب من حكمت تتحدث بعصبية مكتومة حتى لا يعلو صوتها / هو من اولها هخدمها وهوديلها الشنطة ….
لاااااا هي هنا خلاص بقى زي زيها تخدم نفسها وعيالها …
وكزتها حكمت بكتفها وهي تنظر لباب الغرفة وتقول بصوت خافت جدا / ششششششش اخرصي يا موكوسة مستعجلة على ايه؟؟
النهاردة بس كدة لحد ما تريح وعلشان متطفش وترجعله قبل ما نربيه …
ثم وكزتها مرة أخرى وهي تأمرها بحدة / امشي ودي الشنطة اوضة اختك واياكي اسمع منك كدة تأتي ….
مادام غبية يبقى تسمعي كلامي وانتي ساكتة …
بكل عصبية اخذت تدبدب على الأرض باقدامها وهي تسحب الحقيبة حيث الغرفة بينما حكمت فقد زينت الابتسامة ملامحها فقد شعرت بالنصر باول خطواتها لتمسك هاتفها تجري اتصالات ما ….
……………………
بالاعلى توجهت يسرا ليمنى التي كانت تسكب القهوة لهما لتسالها بريبة / هو في ايه يا يمنى؟؟؟
وجوزك كان عايزك في ايه وبعد كدة طرأني ؟؟
لو وجودي عامل مشكلة ممكن امشي دلوقتي حالا عادي يعني …..
حملت يمنى صينية القهوة وتوجهت لغرفتها وهي تقول لأختها / تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة…
توجها كليهما إلى الغرفة وجلسا على الأريكة بالغرفة لتبدأ يمنى بتوضيح ما تم / عبدالله دخلي المطبخ يا ستي علشان يقولي أنه عايز يقعد مع ابن عمه لوحدهم …..
لم تكمل يمنى حديثها لتنتضب يسرا قائلة مانا قولت امشي أنا ….
أمسكت يمنى بذراعها وجذبتها للاسفل حتى تجلس مرة أخرى وهي تقول / اترزعي يا جزمة بقولك هو عايز يقعد معاه يعني أنا هقعد لوحدي يبقى احسن انك تقعدي معايا …
اعتدلت يسرا بجلستها لينتابها الفضول لتسأل قائلة / ليه هو في مشكلة بينكم ؟؟
كادت أن تجيبها يمنى إلا أن يسرا قطعت حديثها مكملة / لو مش عايزة تقولي براحتك طبعا …
لوت يمنى شفتيها قائلة / ليه سر حربي !!
كل الموضوع أن عبدالله مش عارف يعمل ايه في كل المشاكل اللي هو فيها فقال يستعين بجاسر خاصة هو بيثق في رأيه وتفكيره يعني…
هو جاسر ده شغال ايه ….
سالت يسرا اختها وهي ترفع فنجانها ترتشف منه كطريقة لاخفاء اهتمامها لترفع يمنى بدورها غنجانها وهي تجيبها بعفوية / مهندس كمبيوتر…هو اللي ضلحلي اللاب بتاعي لما باظ فاكرة ….
زاغت أنظار يسرا وهي تسألها مجددا / وعلى كدة بقى عنده سنتر لتصليح الكمبيوترات ولا شغال من بيتهم؟؟
اجابتها بطلقائية مطلقة / لا عبدالله بيقول عنده سنتر صغير في سنتر البستان اللي بوسط البلد …
ما شاء الله لا شكله شاطر كل اللي بالسنتر دول شطار اوي …
كان هذا تعليق يسرا والذي كان عقلها يفكر في أمر آخر …
أما بالغرفة المجاورة كان جاسر يلقى اللوم على عبدالله وطريقته بحل المشاكل قائلا / بصراحة يا عبدالله انا كنت رافض طلاق سمر ونصحتك كتير ساعتها بس انت مكنتش حابب تغصب عليها بالرغم أن أنا شايف أنه مكنش غصب كان تصحيح فكر …
بس خلاص اللي حصل حصل ومش من حق سمر تلوموحد إلا نفسها…
أما بالنسبة لصفاء فانا شايف انها مغلطتش لما تسمع كلام جوزها وخاصة اختها بتقول ان هي اللي سابته يبقى مش هيفرق بقى حضرت فرحه ولا محضرتش …..
اخواتك محتاجين حزم شوية منك ….
وانا بصراحة شايف انك متساهل اوي معاهم ….
ابتلع عبدالله غصة بحلقة لتزداد مرارتها حين استمع لسؤال جاسر /يا ترى بقى عامل ايه مع مراتك في وسط المشاكل ده كلها !!!
اكيد مأثرة عليكم خاصة وانتوا ليه بشهر العسل ..
جملة جاسر الأخيرة جعلت عبدالله يطلق ضحكة قصيرة ساخرة ثم اتبعها بالإجابة الكاذبة / لا ابدا حياتنا تمام جدا …
استشعر الكذب في حواره ليضيق عيونه محاولا استشفاف صدقه إلا أنه لا يكذب إحساسه لتضيئ بعقله فكرة ليعرضها عليه فورا / بقولك يا عبدالله ما تاخد شقتي اللي براسي سدر اسبوعين كدة انت ومراتك وعيشوا يومين مع بعض بعيد عن أي حوار الجو هناك دلوقتي روعة وهتستمتعوا بجد …
لمعت الفكرة بعيون عبدالله وبدا على وجهه ملامح السعادة …
بل وصل الأمر به لحد الاحلام والماني وليأمل في أيام خوالي معها بعيدا عن كل ما حدث وما سيحدث …
انتبه على وكزة جاسر له وهو يقول / ايه سرحت في ايه عمال اكلمك وانت في عالم تاني ؟؟
غمز بطرف عينيه وأكمل مستطردا / السرحان ده كان ايام الخطوبة !!!
داهية لتكون قصرت رقبتنا….
فور نطق جاسر لجملته جز عبدالله على أسنانه وانتفض واقفا يسحبه من تلابيب قميصه وهو يقول له / انت ايه اللي مقعدك لغاية دلوقتى…
قوم امشي يالا…
نطق جاسر مستفزا / يعني أنا اللي معطلك يا عم …
دفعه عبدالله أمامه تجاه باب المنزل وهو يهدر به / يا عم المستفز امشي بقى …
أزاح جاسر يده من على كتفه وهو يعافر دفع عبدالله له ويعلق على حديثه قائلا/ بنطرد دلوقتي بعد ما اتحايلت عليا علشان اجي …
خرج على صوتهم يمنى ويسرا لينتبه جاسر لهم فيتجه تجاه يمنى قائلا / يرضيكي كدة يا مدام يمنى انطرد من بيتكم ….
لم تصدق يمنى ما سمعته حتى استمعت لزوجها وهو يقول / ملكش دعوة بمدام يمنى واتكل انت على الله …
اتسعت حدقتي يسرا وهي لا تصدق اذنيها وعينيها ..
حتى يمنى كادت أن أصدق ما يحدث أمام عينيها حتى نطق جاسر بجملته / طب استنى يا عم اعزم على انسه يسرا اوصلها علش…
كاد أن يكمل جملته حتى نطقا عبدالله ويمنى بصوت واحد يقطعا جملته / لا ….
نظر كلا من جاسر ويسرا لهم حتى نطق جاسر محاولا الوصول لهدفه / طب انسه يسرا مقالتش رأيها …
نطق عبدالله منهيا / هي جوازة علشان تقول رايها؟؟
قولت لا يعني لا …
ثم إن أنا هوصلها ملكش دعوة انت…
شعرت يسرا بالخجل الشديد واحتقن وجهها لتنطق محاولة الحفاظ على ماء وجهها قنطقت بصوت خافت يتخلله نبرة خجله / لا شكرا يا استاذ جاسر … أنا هروح لوحدي …
دفعه عبدالله مرة أخرى تجاه الباب وهو ينطق قائلا/ سمعت بودنك يا غتت؟؟
اتفضل بقى من غير مطرود …
توجه جاسر تجاه الباب وقبل أن يخرج قال لعبدالله/ مقدر حالتك يا ابن عمي وعارف أن قعدة الراجل بمية ست بس لو جت الست يغور المئة راجل …
دفعه عبدالله مرة أخرى لخارج الشقة قائلا / طب غور بقى جتك القرف تفكيرك كله شمال ..
خرج حاسر من المنزل وكاد الباب أن يغلق حتى استمع لجملة عبدالله فدفع الياب مجددا وادخل وجهه هامسا وهو يغمز له / داهيه لتكون شغال يمين لحد دلوقتي..
ابتسم عبدالله ودفع وجهه للخارج سم اغلق الباب وأطلق زفرة كالذي أنهى عملا شاقا ..
ثم تبدل كليا وقال بوجه مبتسم / منورانا يا يسرا …
شعرت يسرا بالاحراج وأنه يطردها بطريقة معذبه مثلما طرد ابن عمه لتدعي الابتسامة وهى تقول بتلعثم / تسلم يا عبدالله أنا يادوب اروح علشان متاخرش اكتر من كدة …
هنا تدخلت يمنى. فقد شعرت بإخراج اختها فحاولت إذابة الاحراج قليلا / خليكي يا يسرا لسه مقعدناش مع بعض…
ابتسم عبدالله موضحا / ملكيش دعوة بجاسر هو متعود على هزاري …
اقعدي شوية مع اختك ولو عايزاني اسيبكم لوحدكم مفيش مشكلة …
ابتسمت يسرا وشعرت بالراحة قليلا حينما وضح الأمر/ لا أنا كدة كدة كنت ماشية وكمان مش هقدر اتاخر اكتر من كدة يمنى عارفة بابا وماما …..
طب ثواني هنزل اوصلك …
نطق بها عبدالله ودلف لغرفته يلتقط مفاتيحه وهاتفه وتوجها معا للسيارة ….
استقلت يسرا السيارة بجوار عبدالله واستقل الاخير خلف عجلة القيادة ليلتقط في مرآة السيارة الجانبية سيارة جاسر المصطفة جانبا ليعلم نوايا هذا الخبيث ثم انطلق موصلا يسرا لمنزل والدها ….
بينما جاسر كان ينتظر خروج يسرا بمفردها إلا أن ابن عمه نفذ ما وعد به ليلكم عجلة القيادة أمامه بقبضة يده متمتما / خلاص الشهامة خدتك اوي يا عبدالله…
ماشي يا ابن عمي إلاهي يسلط عليك امك ده لوحدها كفاية ….
بعد فترة وجيزة كان قد اوصل فيها عبدالله يسرا حتى باب منزلها فرحت جدا سعيدة بحضوره وقد أصرت عليه أن يجلس قليلا معهم …
استجاب عبدالله لمطلبها حتى لا يغضبها لتعرض عليه أمر ضيافتها لهم بمنزلها باخر الاسبوع ليوافق عبدالله بكل ترحيب ويرحل على وعد بالمجئ هو وابنتها باخر الاسبوع….
انطلق عبدالله عائدا لمنزله وأثناء طريق العودة أتى له هاتفا وحينما عرف هوية المتصل أجاب سريعا عليها ليغير وجهته ويذهب لطريق اخر ….
……………..

تعليقات