" " " " " " " " رواية العشق والآلام كاملة بقلم سلمى السيد – رواية رومانسية صعيدية
📁 آحدث المقالات

رواية العشق والآلام كاملة بقلم سلمى السيد – رواية رومانسية صعيدية

 أنا مش هروح الصعيد أنتو أتجننتوا !!! .


ملك : يبنتي أنتي خايفة ليه ، دا هما شهرين تلاتة بس و هترجعي تاني ، عشان خاطر مامتك يا كيان ، أخوكي يا حبيبتي تعبان في السعودية و مامتك لازم تسافرله ، و أنتي عارفة الوضع هنا في القاهرة مع الناس الي مش سايبنكوا في حالكوا دول ، معلش يا كيان أستحملي ، و الله مامتك عمالة تعيط و بتقولي أقنعي صاحبتك أنا مش هبقي مطمنة عليها غير و هي في حضن جدها و عمامها و عماتها في الصعيد .

كيان بدموع و إنفعال : لاء أنا مش هسافر هناك ، أنتي عارفة يعني اي صعيييييد !!! ، عاداتهم و تقاليدهم غيرنا تماماً ، دول هيقيدوني ، دول مش بعيد يخلوني خدامة عندهم ، و ولاد عمي هيتحكموا فيا و هعيش عيشة سودة لاء أنا مش موافقة ، أنا هقعد هنا و محدش هيقدر يجي جانبي ، البلد فيها قانون .

Salma Elsayed Etman .

ملك بتنهد : طب ممكن بس تهدي و تسمعيني للأخر ، يا حبيبتي أنتي مش هتعيشي هناك ، دي فترة مؤقتة بس لحد ما مامتك ترجع ، أهلك لو وحشين في الصعيد مامتك مكنتش هتوديكي ليهم ، أخوكي محتاج أمه دلوقتي و مامتك لازم تسافر ، عشان خاطرهم يا كيان معلش .

كيان بدموع و تردد : طب و دراستي !!! ، و الكلية و الأبحاث و التكليفات الي ورايا أنا كده هسقط .

ملك : دي سهلة متخافيش ، أنا ياستي هكتبلك كل المحاضرات الي هتفوتك و هبعتهالك و أنتي ذاكريهم و الي مش فهماه قوليلي هكلمك ڤيديو كول هشرحهولك ، أما الأبحاث و التكليفات متشيليش همهم ، أنتي أعمليهم pdf و أبعتيهم ليا و أنا هطبعهم و هسلمهم بالنيابةً عنك .

قعدت ساكتة مصدومة بجد أنا حتي مردتش علي كلامها ، أنا مش خايفة بس أنا مرعوبة ، أنا طول عمري من و أنا صغيرة بكرهه الصعايدة ، دايمآ بسمع عنهم كلام وحش ، حتي المسلسلات و الأفلام لما بتجيب حياتهم ببقي قرفانة منهم ، ماما دايمآ تقولي مش كلهم كده و بعدين دول أهلك بس أنا مش قادرة أقتنع فعلآ ، لكن مضطرة إني أروح ، بعد يومين ماما خلصت إجراءات السفر ، و أنا حجزت القطر ، و هي مشيت و سافرت السعودية لأخويا و أنا ركبت القطر عشان أنزل الصعيد ، جدي تقريباً قال ل ماما أنه هيبعت ليا ابن عمي فهد ياخدني من المحطة ، أنا حتي معرفش شكل فهد ، من ساعة ما بابا مات و أنا صغيرة و أنا مشوفتش حد فيهم و لا سافرت الصعيد حتي ، كنت ماسكة شنطتي و بشدها ورايا و نزلت من القطر ، حسيت إني تايهه ، لكن لاقيت رقم غريب بيرن عليا ، تقريباً دا رقم فهد ابن عمي عشان يشوفني فين ، و تخميني طلع صح ، رديت علي الرقم و قولت : ألو .

فهد : كيان أنا فهد ابن عمك .

كيان : اه ، أنا في المحطة ، أنت فين ؟؟ .

فهد : أنا في المحطة بقالي ساعة ، أنتي في أنهي مكان بالظبط .

كيان بصت حواليها عشان تلاقي أي كلمة أو علامة تقدر توصفله المكان بيها ، و قالتله : أنا واقفة جنب إشارة كده مش عارفه اي دي .

فهد أتنهد بهدوء و قال : طيب عرفت أنتي فين ، خليكي معايا لحد ما أشوفك .

فهد أتحرك من مكانه و مشي لمدة دقايق لحد ما وصل ليها و قال قبل ما يروحلها : أنتي لابسة بلوزة بيضة و طرحة مشجرة ؟! .

كيان : أيوه .

فهد : ماشي أنا شوفتك سلام .

قرب منها لحد ما وصل ليها وقف قدامها و لاقاها واقفة مخضوضة و متوترة و قالت : مين حضرتك ؟؟ .

فهد لا أبتسم و لا ضحك و لا عمل اي ريأكشن لطيف حتي ، هو طبعه إنه دايمآ بيتكلم بجدية ، أو غموض ، مع نظرات مش مفهومة أو يمكن تكون حادة ، و قليل الضحك جدآ ، و يمكن دا مش طبعه بس هو بقا كده بسبب الي حصله !!! ، رد عليها و قال : أنا فهد .

كيان أستغربت و بصت عليه من فوق لتحت و رجعت بصت لعيونه و قالت : آسفة بس كنت فاكرة إني هلاقي هيئة تانية غير الي أنا شيفاها قدامي دي .

فهد : هي دي سلام عليكم بتاعتك يا بنت عمي .

كيان بتوتر : مش قصدي أنا ، أنا يعني ، عامل اي يا فهد ؟؟ .

فهد : الحمد لله ، أنتي بخير ؟؟ .

كيان : أيوه .

فهد : طب يله .

لاء بجد أنا أتصدمت ، هو دا فهد ابن عمي !! ، أنا كنت متخيلة إني هلاقي واحد لابس جلابية و عليها شال بقا و ملامحه رخمة و من الآخر توقعت إني هلاقي واحد شكله ميطمنش ، لكن اي دا !! ، أنا لاقيته غير كده خالص ، كان لابس بنطلون چينز أسود و قميص نبيتي غامق أوي ، و كوتش كمان مش جزمة !!!! ، و لابس نضارته الشمس و شعره ناعم و مظبوط و دقنه و ملامحه جميلة ، دا شبه بابا أوي !!! ، واخد ملامح بابا كلها !!! .

خرجنا برا المحطة و روحنا ناحية عربيته و لاقيته فتحلي الباب كمان !!! ، لاء كده كتير دا طلع ذوق كمان !! .

طول الطريق تقريبًا مفتحش بوقه بكلمة ، اي ياربي الملل دا ، هو ليه ساكت طيب دا حتي مسألنيش عن نفسي و عن ماما و أخويا ، لاء لحظة كده شكلي ظلمته ، دا بدأ يسأل !!! .

فهد : عبد الله تعبان ماله بالظبط ؟؟ .

كيان بتنهد : و الله يا فهد مش عارفه ، هو شغله في السعودية زي ما أنت عارف ، لكن فجأة تعب جامد و دخل في غيبوبة سكر و فاق منها و تعب تاني و ماما أضطرت تسافرله ، مع أنه و الله مهتم بعلاجه و أكله بس مش عارفه ليه حصله كده .

فهد : خير إن شاء الله ، هيبقي كويس متقلقيش ، و طنط بخير ؟؟ .

كيان : بخير الحمد لله ، هو أنا ممكن أسألك سؤال ؟؟ .

فهد : أكيد .

كيان : هو ازاي أنت صعيدي و لهجتك مش صعيدية خالص ، أنت لهجتك زي المُدن عادي .

فهد : معظم وقتي مش في الصعيد ، أنا تقريباً ¾ شغلي برا الصعيد ، مرة القاهرة و مرة إسكندرية ، و أحياناً شرم و الغردقة ، قليل لما ببقي في الصعيد ، بس طبعآ دا مبيغيرش أي حاجة جوايا ك راجل صعيدي .

كيان : أممممممم ، أصلآ أنتو كصعايدة يتخاف منكوا و الله ، بحس إنكوا مش عاديين زينا .

فهد بجدية : ليه شيفانا مصاصين دماء قدامك .

كيان : مش قصدي ، بس ....... ، و لا خلاص أنا بتناقش مع مين أصلآ !! ، كلكوا دماغكوا واحدة .

فهد ببرود : دا أنتي لسانك طويل ما شاء الله عليكي ، و أنتو شكلكوا متعرفوش يعني اي تتكلمي بأدب مع الي أكبر منك .

كيان بصتله بصدمة و قالت : أنت قصدك اي ؟! ، قصدك إن أنا قليلة الأدب !!!! .

فهد : الي علي راسه باطحه بقا أنا مجبتش سيرتك ، و بلاش أول مقابلة بينا يبقي فيها الشد و قلة الذوق دي عيب .

كيان رجعت بضهرها علي الكرسي بنرفزة و قالت : ياربي دا اي الهم الي أنا جيتله برجلي دا بس !! .

فهد بصلها و هو سايق و رجع بص للطريق تاني .

يتبع............... .

رأيكوا ؟؟؟ .

" العشق و الآلام " البارت الأول .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ♥️" العشق و الآلام " البارت التاني 🦋 .


كيان رجعت بضهرها علي الكرسي بنرفزة و قالت : ياربي دا اي الهم الي أنا جيتله برجلي دا بس !! .

فهد بصلها و هو سايق و رجع بص للطريق تاني .

و بعد ساعة إلا ربع وصلوا بيت جدها ، كانت ڤيلا كبيرة جداً أول مرة تشوف حاجة زيها ، و شكلها جميل و كأنها معمولة من إيد أحرف مهندسين العالم ، كانت ماسكة شنطتها و باصه للڤيلا بإنبهار ، و مفاقتش غير علي شدة إيد فهد و هو بياخد من إيديها الشنطة و قالها : يله ندخل ، الكل مستنيكي جوا .

و لما أتحرك كيان مسكته بإيديها تلقائياً و قالت بتوتر و قلق : استني استني هما مين دول الي مستنيني .

فهد بهدوء : جدك ، عمامك ، عماتك ، ولاد عمك ، ولاد عمتك ، أنتي متوترة ليه !! .

كيان سابت إيده و قالت بتوتر : لاء مش متوترة .

فهد : طب يله .

دخلت مع فهد و لما الباب أتفتح كانت العيلة كلها قاعدة ، كانت أول مرة تشوفهم من ١٥ سنة !!! ، دخلت بتردد و وشوشهم كانت خضاها رغم إنها وشوش هادية و ملامح عادية لكن بالنسبة لها الوضع كان مُخيف ، قربت منهم و قالت بتوتر : سلام عليكم .

جدها محمد أول ما شافها عيونه دمعت و قام وقف و قرب منها حضنها جامد و قال : يا أهلآ ببنت الغالي .

جدي كان راجل كبير في السن ، راجل ستيني ، لابس جلابية و شال و عمة و شكله صعيدي صعيدي يعني ، و رغم إنه كبير في السن لكن ما شاء الله باين عليه الصحة ، لبسه كان علي عكس كل الشباب الي قاعدة الي كانوا كلهم لابسيين كاچوال !!! ، بناطيل و تيشرتات و قُمصان !!! ، و كمان البنات ، كان لبسهم كاچوال بردو !!! ، مفوقتش من سرحاني غير علي صوت عمي عبد العزيز و الي يبقي أبو فهد و هو بيقولي بإبتسامة جميلة : حمد لله على السلامه يا حبيبتي ، نورتي البيت .

و خدني في حضنه !! ، كنت مخضوضة شوية و حاسة إنه راجل غريب عني رغم إنه عمي !! ، و بعدها عمتي سهام قربت مني و سلمت عليا و خدتني في حضنها بحب !! ، كلها كانت مشاعر جميلة منهم أنا كنت مستغرباها ، لكن أكيد في الوحش أنا ما زلت خايفة ، بعد ما سلمت علي عمامي و عماتي بدأوا يعرفوني علي الشباب و البنات الي عمري ما شوفتهم .

الجد محمد بإبتسامة : طبعآ أنتي أتعرفتي علي فهد يا كيان ، دي بقا ندي أخت فهد ، و دا مالك ابن عمتك سهام و دا أحمد أخوه ، أما بقا الحفيد الصغير دا زين ،و دي ميرنا ولاد عمك يحيي .

زين قال بلطافة و هو بيشاور بإيده : أزيك يا سكر .

كيان : سكر !!! .

الجد محمد بضحك : لاء خدي من دا كتير .

زين بإبتسامة : تعرفي أنا كان نفسي أشوفك من زمان ، أصل أنتي أختي .

كيان بصدمة : أختك منيين ؟! .

زين بضحك : أختي في الرضاعة يا كوكو ، تسمحيلي بقا أحضنك ؟! ، و الله أنا كان نفسي أكلمك و أشوفك من زمان .

حسيت عقلي وقف من الصدمة !!!!!! ، أخويا اي و منيين و ازاي و رضاعة اي و أمتي اي دا أنا مش فاهمه حاجة خالص !! ، و ماما ليه مقالتش ليا حاجة زي كده !!! .

وفجأة لاقيت زين حضني و باسني من راسي ، قلبي كان هيقف من كتر التوتر .

سهام بضحك : يا جدعان براحة علي البت دي مشافتناش بقالها أكتر من ١٥ سنة براحة ، أنا حاسة و الله إنها شيفانا ناس غريبة .

كيان أبتسمت بتوتر و قالت : لاء و الله يا عمتو مش قصدي أنا بس عشان بقالي كتير مشوفتكوش و كل حاجة جت فجأة كده .

Salma Elsayed Etman .

ندي بفرحة : أخيراً لاقيت بنت تاني تقعد معانا ، عارفة يا كيان و الله القاعدة هنا مملة لما تكونوا أتنين بس علي أربع شباب .

أحمد بعفوية : اه يا جزمة ، دا أنا الوحيد الي بقعد أسمع منك حكاويكي و قرف صحابك و أستحمل هرموناتك و لا كأني أختك بقا نسيتي كل دا ، بس الغلط مش عليكي يا هانم ، الغلط عليا عشان سمحت لنفسي اه و الله .

ميرنا كانت في أولي ثانوي ف ردت بإنفعال و قالت : اه يا خاين أنت و هي بتتكلموا من ورايا !! ، و الله لوريكوا .

الكل ضحك حتي كيان و نوعاً ما التوتر قل !!! .

و قعدوا كلهم سوي ، و كيان و هي قاعدة لاحظت نظرات مالك و فهد لبعض ، كانت نظرات حادة و تكاد تكون كُره ، كيان ميلت براسها علي ندي و قالت : هو مالك و فهد بيبصوا لبعض كده ليه ؟؟ .

ندي بهمس : هبقي أحكيلك ، تعالي نطلع فوق ، (كملت كلامها بصوت مسموع و قالت ) جدو أنا هطلع كيان أوضتها عشان نحط هدومها في الدولاب .

الجد : ماشي يا حبيبتي .


ندي مسكت إيد كيان و طلعوا سوي ، أما فهد ف لاحظ نظرات مالك ل كيان ، و مقدرش يفسر النظرات دي .

و لما كيان و ندي طلعوا فوق ندي قالت بلطافة : عارفة يا كيان رغم إني أول مرة أشوفك لكن و الله العظيم حاسة إني أعرفك من زمان ، و طول عمري بحبك من كلامهم عنك و كان نفسي أشوفك أوي .

كيان بإبتسامة : أنا بجد مكنتش متخيلة إن الجو هنا هيبقي كده أنا كنت جاية خايفة منكوا بصراحة .

ندي ضحكت جامد و قالت : يا نهار أبيض بجد ليه طيب ؟! .

كيان : عشان صعايدة ، قولت هاجي هلاقي ناس شديدة أوي ، مبيضحكوش أصلآ ، و هيتعاملوا معايا وحش من أول ما يشوفوني ، و حاجات كتير كده .

ندي : أمممم ، الظاهر نظرتك عن الصعايدة وحشة أوي ، علي العموم ياستي النوعية الي أنتي بتتكلمي عنها دي فيه منها كتير جدآ ، بس بردو كتير جدآ مبيفكروش كده ، بس أحنا لاء و الله ، دا أحنا عيلة فرفوشة أوي أوي ، و هتحبينا أوي أنا واثقة .

كيان بإبتسامة : أنا بحبكوا مش بكرهكوا علي فكرة .

ندي أبتسمت و قالت : و أحنا كمان و الله .

كيان : ها بقا مالك و فهد مالهم ؟؟ .

ندي بزعل : و الله يبنتي الواحد مش فاهم ليهم حاجة ، معرفش ليه بيكرهوا بعض كده ، مع إن و الله العظيم مالك دا مفيش أطيب منه في الدنيا دي كلها ، و فهد مفيش أحن منه ، و الأتنين و الله زي العسل ، و محدش فيهم غبي أو وحش ، بس مش عارفة ليه هما كده ، ساعات بخمن عشان مثلاً هما أكبر أتنين ف بينهم منافسة و مثلاً دا طبعهم لكن دا غلط ، دول المفروض يكونوا إيد واحدة في كل حاجة ، علي عكس أحمد ، فرفوش كده و في الطراوة ، مبيشلش هم حاجة ، رغم إنه صارم جدآ وقت الجد ، أما زين ف دايمآ مزاجه متقلب ، شوية يضحك و يهزر و شوية يبقي عصبية الدنيا كلها فيه و مش طايق كلمة لحد ، ميرنا دي بقا حتة سكر دي دلوعتنا أصلآ ، بصي يا كيان ، رغم إنهم كلهم كويسيين بس قعدتك هنا هتخليكي تشوفي الوحش و الحلو في المكان دا ، أنا بقولك كده عشان أبقي صريحة معاكي و مخدعكيش فينا ، علي فكرة ، كلنا متعلمين و معانا شهادات عالية ، و تعرفي كمان إن فهد و مالك و أحمد و زين بييقوا في القاهرة كتير جدآ ، هما أصلآ مش قاعدين هنا ، لكن في نفس الوقت عرق الصعايدة فيهم و إستحالة يقدروا يشيلوا الطبع دا من دمهم ، بصي الأول قومي خُدي دُش و غيري هدومك الأول و بعد كده نتكلم ، لسه أيامنا كتير .

كيان كانت مهتمة جداً بكلامها و بعد ما ندي قالت الكلمتين دول كيان هزت راسها بالإيجاب و قالت : ماشي .

Salma Elsayed Etman .


زين دخل أوضته و كان تعبان جدآ ، كان رايح جاي في الأوضة و الصداع مش سايب دماغه ، عيونه دمعت و هو بيقول : يارب خليني أقاوم ، مش عاوز أبقي كده مش عاوز .

لكن مقدرش و راح ناحية درج المكتب و طلع مخد*رات و بدأ يدي نفسه الجرعة !!!! ، و بعد ما خلص و بقا هادي حس إنه مش متوازن ، و قام للسرير بالعافية و وجعه علي نفسه غلبه و الدموع نزلت من عيونه !! . 


في نفس اليوم بليل فهد كان في أوضته و مولع سيجارته و نايم علي الكنبه ، ساب السيجارة لما تليفونه رن و كان مكتوب " ريم " ، فتح و رد و قال : ألو .

ريم : اي يا فهد مبتردش علي موبايلك ليه من إمبارح ؟؟ .

فهد : كنت مشغول .

ريم بضيق : و هو أنا كل ما أكلمك تقولي مشغول ما تفضالي شوية .

فهد بتأفف : ريم أنتي عاوزة اي أنا مش عاوز نكد مش فايقلك .

ريم بإصطناع الهدوء : خلاص يا حبيبي أنت أتعصبت ليه ، أنا غلطانة يعني عشان بكلمك عشان مصلحتك .

فهد : مصلحة اي ؟؟ .

ريم حطت رجل علي رجل و قالت و هي بتنفخ دخان سيجارتها : الصفقة بتاعت سيف الأسيوطي ، دي مهمة جدآ يا فهد و مش عاوزين نخسرها .

فهد أبتسم بسخرية و قال : و أنا بقا عبيط عشان أعمل صفقة زي دي ربحي فيها ملاليم صح !!! ، بقولك اي يا ريم ، أنتي فاهمه و أنا فاهم إن سيف دا وس*خ ، و دي مش مجرد صفقة عاوز يعملها مع شركتنا ، ف بلاش نفتح في الدفاتر القديمة ، و أنا يا حبيبتي كلامي مش مع البنات ، يعني لو هو عاوز يكلمني يجي لحد عندي و يقولي هو عاوز اي ، أما المراسلات دي مش سكتي .

ريم كانت بتحاول تسيطر علي دماغه و توقعه لكن في كل مرة كانت بتفشل و قالت : يا فهد يا حبيبي أفهمني ، دا أنت ناصح و واعي يعني ، أنت بذكائك ممكن تقلب الترابيزة عليه و ........... .

و قبل ما تكمل كلامها فهد قفل التليفون و مسمعهاش لأنه بالنسبة له هو خلاص قال الي عنده و الكلام خلص .


في جنينة البيت .


كيان بإبتسامة : أنا كويسة يا ماما الحمد لله ، المهم عبد الله عامل اي دلوقتي ؟؟ .

مامت كيان : الحمد لله يا حبيبتي كويس ، أحسن من الأول ، متقلقيش عليه يا كيان هو بخير ، المهم طمنيني عليكي لما روحتي حصل اي ؟؟ .

كيان حكتلها كل حاجة و في نهاية الكلام قالت : زين أخويا دا طيب أوي و الله ، أما أشوفك بس عشان تبقي متعرفنيش حاجة زي كده .

مامت كيان ضحكت بهدوء و قالت : و الله تاه عن بالي الدنيا شغلتني يبنتي ، الأهم دلوقتي خلي بالك من نفسك كويس ، و لو حصل معاكي أي حاجة متتردديش لحظة إنك تقولي لجدك أو حد من عمامك .

كيان قبل ما ترد لاقت مالك جاي عليها ف قالت : حاضر يا ماما متخافيش ، تصبحي علي خير .

مامت كيان : و أنتي من أهله يا حبيبتي ، سلام .

كيان : سلام .

كيان قفلت الموبايل و فضلت باصه علي مالك لحد ما قعد جانبها و قال بإبتسامة : معرفتش أتعرف عليكي كويس لما جيتي الصبح ، شوفتك قاعدة لوحدك قولت أجي أتكلم معاكي شوية و أعرفك يا بنت عمي .

كيان أبتسمت و قالت بتردد : اه فعلآ .

في الوقت دا فهد كان داخل بلكونة أوضته و شاف كيان قاعدة مع مالك تحت في الجنينة ، أضايق لأنه عارف إن مالك بتاع بنات و بيحب يتسلي ، لكن عمره ما يتسلي ب بنت خاله ، لكن مع ذلك قلق و مكنش حابب قاعدة كيان مع مالك ، ف لاقي نفسه لف و نزل ليهم .

وفي الوقت دا مالك كان بيتكلم مع كيان عن أخوها و مامتها ، و قطع كلامهم دخول فهد و هو بيقول بحده : كيان .

كيان أزدرءت ريقها بصعوبة من خضتها منه و قالت : نعم .

فهد بحده : الساعة ١٢ بليل أنتي اي الي مقعدك تحت لحد دلوقتي .

مالك قام وقف و قال بشدة : و أنت شايف الي جانبها دا كيس جوافة مثلآ !! ، هي قاعدة برا البيت و أنا مش شايف !! ، دي قاعدة جوا البيت و مع ابن عمتها أنت مالك .

فهد بصله بحده و قرب منه خطوة و قال : أنت عارف إن مبياكلش معايا الكلام دا ، دي لو قاعدة مع أبوها ذات نفسه هقولها الوقت متأخر ، و بعدين من أمتي و أنت بتحب السهر !! .

مالك أبتسم ببرود و قال : من دلوقتي .

كيان قامت وقفت و قالت بتوتر : في اي أهدوا بس محصلش حاجة يعني ل دا كله ، علي العموم أنا كده كده كنت شوية و هطلع أنام ، أنا بس مش واخده علي النوم بدري عشان كنت ببقي بذاكر مش أكتر ، تصبحوا علي خير .

و مشيت من قدامهم من غير ما تستني الرد ، و لما دخلت جوا البيت فهد بص ل مالك و قاله بهدوء : أتمني دماغك متجبش ليك تعمل الي أنا شكيت فيه ، عشان ساعتها قسمآ بالله محدش هيقدر ياخدك من تحت إيدي .

مالك أتكلم بحده شديدة و قال : ألزم حدودك معايا يا فهد ، عشان غرورك و كبريائك دا يمشي علي الناس كلها إلا معايا ، و ساعتها أنا لا هعمل حساب لكبير و لا صغير ، و الي أنت فكرت فيه أنا فاهمه كويس ، و مع إني مبحبش التبرير بس هقولك ، محدش هيأذي دمه يا بشمهندس .

و قبل ما يمشي فهد مسكه من دراعه و قال بوجع في قلبه و مظهرهوش : و الي يفكر يأذي بنات الناس مش بعيد يأذي في أهله .

مالك فهم قصده و متكلمش و سابه و مشي .

فهد قعد علي الكنبه و عيونه دمعت و هو بيفتكر الي حصل لأكتر بنت هو حبها في حياته و معرفش يحب بعدها ...


فلاش باك .


فهد كان بيحب حبيبة ٣ سنيين ، و كان مستنيها تخلص ثانوية عامة عشان يتقدملها ، و حتي أول يوم كلية ليها هو كان أول واحد معاها جوا الجامعة .

حبيبة بقلق : فهد أنا مضايقة ، أنا حاسة إني كده مقابلاك برا البيت .

فهد : هو أنتي عبيطة ، حبيبتي أنتي جوا جامعتك ، و بعدين أنا جاي لواحد صاحبي هنا ، و صدفت و لاقيتك و سلمت عليكي .

حبيبة : عليا أنا بردو !! .

فهد أبتسم و قال : بصراحة جاي ليكي ، بس و الله العظيم واحد صاحبي هنا و هشوفه ، و بعدين أنا مش جاي أقابلك برا مثلآ و لا من ورا أهلك ، أنتي جوا جامعتك و أنا شوفتك ، و يا حبيبة قولتلك مليون مرة أنا لو وحش كنت طلبت منك نتكلم و بعدها بشوية طلبت نتقابل و بعدها نخرج و بعدها و بعدها ، لكن أنا خوفت عليكي كأنك مني ، و كنت مستني تخلصي ثانوي عشان أجي أتقدملك .

حبيبة بإبتسامة : عارفة يا فهد ، (كملت بقلق و دموع ) بس المشاكل الي بين أهلنا دي هنعمل فيها اي ، إستحالة العيلتين يتجمعوا مع بعض .

فهد بتنهد : لاء متخافيش ، إن شاء الله هتتحل .

حب فهد ل حبيبة مكنش حد يعرف بيه نهائياً حتي أقرب الناس ليه ، و في الوقت دا مالك كان بقاله فترة بيضايق حبيبة ، بمعني أصح بيتسلي ، و حبيبة مقالتش ل فهد رغم إنها عارفة إنهم ولاد عمة و خال ، و بالفعل لما فهد أتقدم ل حبيبة حصلت مشاكل كتير جدآ ، و العيلتين محدش فيهم وافق علي العلاقة دي ، و مالك كان أول واحد مصدوم إن فهد بيحب البنت الي هو كان عاوز يكلمها يومين تلاتة و يتسلي شوية ، المشاكل كانت كبيرة جداً لدرجة إن فهد أتخانق مع أبوه و جده عشان حبيبة ، ف الوقت دا مالك كلم واحد إنه يروح يتقدم لحبيبة ، و طبعآ كونه شخص كويس و مناسب ف أهلها مش هيرفضوه ، و فعلاً دا الي حصل بالظبط ، العريس دا أتقدم و تمسك بالموضوع أوي لأنه لما شاف حبيبة أُعجب بيها ، لكن حبيبة كانت منهارة و رافضة العريس تماماً ، و مع ذلك أهلها غصبوها علي خطوبتها منه ، و فهد بعدها عرف إن مالك ورا الحوار دا ، لكن مكنش في إيده حاجة يعملها مع أهل حبيبة أكتر من الي عملها ، كان متدمر و حاسس إنه متقيد ، و بعد ٣ شهور خطوبة حددوا ميعاد كتب الكتاب ، حبيبة كانت مرعوبة من فكرة الجواز من شخص هي حتي مش متقبلاه ، مع إن الشخص كان كويس ، ف قررت إنها تخرج من البيت يوم كتب الكتاب ، متعرفش هي هتروح فين لكن الي كان في دماغها إنها إستحالة تتجوز الشخص دا ، و كانت بتجري في الشارع و هي بتعيط و خايفة ، و هي بتجري عربية خبطتها جامد و للأسف حبيبة فقدت حياتها في الحادثة دي ، الكل انهار ساعتها ، كانت صدمة كبيرة بالنسبة للكل ، و أكترهم فهد ، الي أتدمر نفسيآ و تعب جامد و عيونه مكنتش بتجف من دموعها ، و طبعآ حمّل كل الذنب دا ل مالك ، حمله ذنب موتها لأنه هو الي بعت العريس ، و لو مكنش بعته مكنتش حبيبة هربت و مكنتش ماتت .


باك .


فهد دموعه نزلت لما أفتكر الي حصل من ٤ سنيين ، مسح دموعه و دعا ل حبيبة بالرحمه و قام و دخل البيت .


تاني يوم الصبح بدري .


كيان صحيت الصبح و جهزت نفسها و فتحت باب الأوضة و خرجت ، و هي بتقفل الباب و بتلف خبطت في فهد الي كان معدي من قدام الأوضة .

كيان أتخضت و قالت : آسفة معلش .

فهد : عاد....... ، أنتي اي الي أنتي لابساه دا ؟! .

كيان بصت علي هدومها و قالت بعدم فهم : لابسة اي لابسة هدومي عادي .

فهد بحده : البيت مليان شباب يا أستاذة و أنتي لابسة بنطلون چينز ضيق و بلوزة !!!! ، أنتي ازاي لابسة كده أنتي عبيطة !!! .

كيان : في اي هو دا لبسي الطبيعي .

فهد : بس أنا لما شوفتك في المحطة كنتي لابسة چيبة مش بنطلون .

كيان أتنهدت بنرفزة و قالت : أنا لبسي متنوع يا فهد ، فساتين و چيب و بناطيل عادي ، و بعدين ما في البلد هنا بنات كتير لابساه فيها اي يعني .

فهد بإنفعال و غيره علي أهل بيته : أنا مليش دعوة بالبنات كل واحد حر في أهل بيته ، البيت فيه أربع شباب و أنتي هتفضلي راحة جاية كده ازاي قدامنا ، و البلوزة كمان قصيرة يعني حتي مش طويلة ، أتفضلي بقا أدخلي غيري هدومك دي .

كيان بزعيق : لاء أنت متتحكمش فيا ألبس اي و ملبسش اي ، ملكش دعوة .

فهد رفع حواجبه و قال بذهول : مليش دعوة !!!! ، أومال مين الي ليه الجيران !!!! ، أدخلي يا كيان عشان أنتي لسه متعرفيش طبعي ، ف أدخلي بالذوق غيري هدومك .

كيان بصتله بغيظ و فجأة قالت بإنفعال في وشه : حاضر .

و لما دخلت و رزعت الباب وراها فهد أبتسم و بعدها بلحظة الإبتسامة أختفت و أتنهد بهدوء و نزل علي السلم .

يتبع................. .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ♥️" العشق و الآلام " البارت التالت 🦋 .


كيان بصتله بغيظ و فجأة قالت بإنفعال في وشه : حاضر .

و لما دخلت و رزعت الباب وراها فهد أبتسم و بعدها بلحظة الإبتسامة أختفت و أتنهد بهدوء و نزل على السلم .


نزل و كان الكل لسه بيبدأ يتجمع ، و بعد لحظات من نزوله جده نزل و الكل جه ، و بعد دقيقتين من وجودهم كلهم كيان نزلت ، و هي نازلة علي السلم فهد بصلها لحد ما قعدت جانبه بضيق ، ميل براسه شوية و قال : علي فكرة الفستان عليكي أحلي من البنطلون .

كيان أتوترت و قلبها دق بسرعة و بصتله و مردتش عليه ، و قطع نظراتهم جُملة الجد محمد و هو بيقول : هو زين فين منزلش ليه ؟؟ .

ميرنا قالت و هي بتاكل الآيس كريم : و الله يا جدو مش عارفه ، دخلت أصحيه لاقيته مش قادر يتحرك و بيقولي سيبيني عاوز أنام ، ف سبته .

أحمد بإستغراب : هو تعبان طيب نوديه ل دكتور ؟! .

ميرنا : لاء هو كويس بس مش عارفه ماله ، ممكن يكون إرهاق عادي .

عبد العزيز : كيان أنا سمعت إن فيه مشاكل عندكوا في القاهرة ، مشاكل اي و ازاي متبقوش معرفنا حاجة زي كده ، هو أحنا يبنتي ناس غريبة عنكوا !!! ، دا أحنا أهلك .

كيان أتنهدت بهدوء و قالت : و الله يا عمو مش القصد ، بس فعلاً مكناش عاوزين الحوار يكبر ، هي كل الفكرة إن بابا الله يرحمه كان يعرف واحد ، مش عارفه بصراحة هو كان صاحبه أوي يعني و لا شريكه بس ، و بعد ما بابا مات صاحبه دا أهتم بيا أنا و عبد الله ، دا حتي هو الي ساعده يسافر السعودية يشتغل هناك ، و لما أنا كبرت شوية ابنه أتقدملي ، و بيقولوا إنه من الصعيد بردو بس أنا مش عارفة منيين بالظبط ، بمعني أصح مهتمتش بالحوار ، بس أنا رفضته عشان مكنتش شيفاه مناسب رغم إن ماما و عبد الله كانوا موافقين ، و من ساعة رفضي دا و الدنيا مش مظبوطة ، هو كل شوية يضايقني و يقولي عاوز أتجوزك و الكلام دا ، و علطول بيظهرلي في كل حتة ، ف ماما قلقت منه بعد ما كانت مرتاحة ليه ، عشان كده مكنتش عاوزة تسبني لوحدي في القاهرة .

فهد : اسمه اي الي كان متقدملك دا ؟؟ .

كيان بصتله و قالت : سيف الأسيوطي .

فهد بصدمة : سيف الأسيوطي !!! .

الكل أتصدم لأن كلهم عارفين سيف الأسيوطي ، و دا أكبر عدو ل فهد و مالك و العيلة كلها .

مالك بإنفعال : و هو قبل ما يضايقك و يطلعلك في كل حتة مكنش يعرف أنتي بنت مين و عيلتك تبقي مين ؟! .

كيان بخضة : م..معرفش ، أنا حكيتلكوا الي حصل .

فهد بهدوء : أقعد يا مالك أنت إنفعلت ليه ، هو ميقدرش يجي جانبها طول ما هي هنا ، و طالما جت هنا في حضننا يبقي إستحالة يقدر يفكر إنه يكلمها تاني .

Salma Elsayed Etman .

مالك بإنفعال شديد : ما تبطل بقا تدخل في كل تصرفاتي و بطل تظهر نفسك بالعاقل الي مفيش زيك أتنين كل شوية و خصوصاً قصاد كلامي .

فهد قام وقف و أتكلم بعصبية و قال : أنت صوتك ميعلاش عليا و أنت واقف قدامي ، و بعدين أنا عمري ما قصدت إني أعمل دماغي بدماغك .

عبد العزيز قام بسرعة و زعق فيهم و هو بيقول : بس أنت و هو في اي ، أنتو كمان عاوزين تتخانقوا قدامنا أنتو أتجننتوا ، الظاهر مبقاش فيه إحترام لا للكبير و لا للصغير .

مالك و فهد بصوا ل بعض بحده و بعدها بصوا ل عبد العزيز و سكتوا ، أما الجد محمد خبط بعصايته في الأرض و قال بشدة : فهد و مالك تعالوا معايا علي المكتب و مش عاوز حد غيرهم يدخل .

الجد مشي و هما راحوا وراه و دخلوا المكتب و قفلوا الباب .

كيان بإستغراب و قلق : هما ليه علطول مش طايقيين بعض كده هو في اي ؟؟ .

سهام بتنهد : مفيش يا حبيبتي حاجة متشغليش بالك أنتي .

يحيي كان بيسند علي عكازه و بيقول : أنا هطلع أشوف زين ابني ماله .

كيان مسكت من إيده و قالت : استني يا عمو متتعبش نفسك أنا هطلع أصحيه .

يحيي قعد تاني و كيان طلعت و راحت أوضة زين ، كان كسوفها منه قل شوية لما عرفت إنه أخوها في الرضاعة ، راحت ناحية بابا أوضته و خبطت لكن محدش رد ، خبطت أكتر من مرة و مردش ف أضطرت تفتح الباب ، و لما دخلت ملقتهوش علي السرير ، و البلكونة كانت مفتوحة لكن مكنش واقف فيها ، ف راحت الإتجاه التاني من الأوضة و أتصدمت صدمة عمرها لما لاقته بيدي نفسه جرعة مخد*رات ، برقت عيونها و وقفت بذهول و قالت : زين أنت بتعمل اي ؟؟ .

زين أتخض و قام بسرعة و قال بإنفعال : أنتي ازاي تدخلي من غير ما تستأذني أنتي مجنونة ؟؟ .

كيان كانت باصه لإيده بدموع و قالت : أنا خبطت كذا مرة بس أنت مسمعتش ، (بصتله بدموع و خوف عليه و قالت ) اي الي أنت بتعمله دا حرام عليك .

زين مسكها من دراعها و كان بيخرجها برا الأوضة و قال بشدة : أطلعي برا يا كيان و متدخليش الأوضة دي تاني و إياكي تقولي لحد حاجة عن الي أنتي شوفتيها دي .

كيان شدت دراعها منه و قفلت الباب و قالت بحده و دموع : أنا مش هخرج من هنا غير لما تفهمني اي دا و من أمتي و أنت كده و ليه عملت في نفسك كده ؟! .

زين دمع جامد و أنفعل بشدة و قال : يا كيان أطلعي برا و ........ .

كيان حطت إيديها علي بوقه بسرعة و قالت بدموع و لهفة : أسكت يا زين أسكت دا أنت كده الي هتعرفهم ، أقعد عشان خاطري عشان نشوف هنعمل اي و هنحل الوضع دا ازاي .

زين فضل واقف ساكت و نزل إيديها و قعد علي الأرض و بدأ يعيط و كأنه طفل صغير ، كيان دموعها نزلت بغزارة و قعدت قدامه و قال : طب أهدي يا زين عشان خاطري أهدي أنا مش عارفة أتلم علي أعصابي ، أنا أصلآ مش عارفة جايبة الجرأة دي منيين إني أقف قدامك كده و أنت بالحالة دي .

زين أبتسم بيأس و قال و هو بيعيط : عشان خايفة مني طبعآ لته*جم عليكي بالضر*ب زي ما بتشوفي المُد*منيين في المسلسلات و الأفلام صح .

كيان هزت راسها بالنفي بسرعة و قالت بدموع : لاء و الله مش قصدي كده يا زين مش قصدي ، أنا بس عشان مخضوضة عشانك و الله مش مخضوضة منك في فرق و الله ، ليه يا زين عملت كده في نفسك ليه ؟؟ . 

زين بعياط : و الله غصب عني ، هما الي خلوني كده من غير ما أحس ، أنا كنت شاب رياضي جدآ ، دا أنا حتي كنت بهتم بالرياضة أكتر من دراستي ذات نفسها من كتر حبي فيها ، السيجارة و الله مكنتش بحطها في بوقي ، بس أنا و واحد كنا عاملين مشاكل مع بعض ، كان في نفس الچيم الي أنا فيه ، كنت أحسن منه في كل حاجة ، تدريب و مهارة و لعب و فوز في المباريات و حتي الناس كلها كانت بتحبني أنا أكتر منه ، غيرته و حقده عليا عاموه و سلط ناس عليا تديني مخد*رات بجرعة عالية عشان أتهد و أضيع و مستقبلي يضيع ، و من ساعتها و أنا مش عارف أبطل ، و بداري علي أهلي ، و طول الوقت لابس ب كُم ، صيف شتا ، عشان أثر الحقن ميبانش ، أهلي لو عرفوا حاجة زي كده هيروحوا فيها .

كيان بدموع : لاء و الله يا زين أنت غلطان ، بالعكس دول المفروض يعرفوا ، عشان يساعدوك ، دول أهلك يا حبيبي أهلك ، يعني هما أول ناس هتكون عاوزة مصلحتك و عاوزة علاجك يتم في أقرب وقت ، و لازم تروح تتعالج في المصحة .

زين بدموع و لهفة : لاء يا كيان مصحة لاء ، أنا لو روحت هناك و الله هموت ، عشان خاطري أوعي تقولي لحد دا سر بينا ، أرجوكي يا كيان عشان خاطري ، أوعديني إنك مش هتقولي لحد ، و أنا أوعدك إني هبطل و الله .

كيان بعياط : يا زين مش هتعرف تبطل لوحدك ، لازم كل الي بتحبهم و بيحبوك يساعدوك يا أما هتضيع و الله .

زين بعياط : لاء أنا هبطل و الله ، بس بلاش بابا و ماما يعرفوا ، بابا مريض أنتي عارفة و ماما مش هتقدر تستحمل دا و الله عشان خاطري يا كيان دا أول طلب أطلبه منك .

كيان عيطت أكتر و خدته في حضنها و طبطبت عليه و قالت : حاضر ، بس توعدني إنك تقولي كل حاجة بتحصل و هتحصل عنك ، و متخبيش عليا أي حاجة .

زين كان حاطط وشه في كتفها و هز راسه بالإيجاب و هو بيعيط و حاسس بالضياع .


في المكتب .


الجد محمد بزعيق : أسمع أنت و هو ، أنتو دم و لحم واحد ، لما تعملوا في بعض كده سبتوا اي للغريب ها سبتوا اي ردوا عليا ، لو أتفرقتوا و كل واحد فيكوا بقا في ناحية لوحده ف أعدائكوا هيقطعوكوا ، أنا لو شميت خبر بس إنك أتخانقتوا تاني و لا عملتوا أي حاجة لبعض أقسم بالله أنا الي هضيعكوا بنفسي ، أنتو أخوات يا أغبية أخوات مش ولاد عمة و خال بس ، أنتو كبار العيلة دي من بعدي ، أنتو الي هترفعوهم ، أنتو أحفادي الكبار يعني المفروض تبقوا سند لبعض مش أعداء .

فهد عيونه دمعت بسيط و أتكلم بصوت عالي و قال : أنا عمري ما كرهت مالك و لا أعتبرته عدوي في حياتي ، بس هو السبب في كل الي أحنا فيه دا ، لو مكنش عمل الي عمله من أربع سنيين و ضيع مني أكتر بنت أتمنيت إن أنا و هي نبقي تحت سقف بيتي مكنش دا حصل ، و لحد دلوقتي أنا مش عارف هو عمل كده ليه ، هو الي أتدخل في حياتي و عمل الي ميخصهوش في حاجة .

مالك بإنفعال : أنا مكنش قصدي كل دا يحصل يا فهد ، أنا مش مجر*م عشان أبقي مُتعمد إن دا يحصل ، و أنا هعرف منيين إن حبيبة كانت هتهرب و تموت هعرف منيين أنا .

محمد بزعيق : بس خلاص ، المواضيع دي مواضيع قديمة و خلصت خلاص ، ليه بتفتحوا الدفاتر القديمة دلوقتي .

فهد بدموع : المواضيع دي خلصت بالنسبة لكوا يا جدي ، بس جوايا أنا لسه موجودة ، لسه حية كأنها إمبارح ، أنا الي حبيت ، و أنا الي أتوجعت ، و أنا الي حبيبتي ضاعت من بين إيديا بسببكوا ، ف محدش هيحس بالنار الي جوايا ، و لا عمركوا هتحسوا بيها .

فهد قال كلامه و سابهم و خرج ، و مالك فضل واقف ثابت مكانه ، و محمد قعد علي الكرسي بضيق و هو بيفتكر الي حصل ، و بيفكر في كلام فهد الي وجع قلبه عليه ، نهي تفكيره و هو بيقول بتنهد : أستغفر الله العظيم يارب و أتوب إليه .

Salma Elsayed Etman .


في الوقت دا كيان كانت خرجت من أوضة زين و بتدور علي فهد ، و هو خارج من المكتب هي شافته خارج برا البيت ، ف جريت عليه و قالت بصوت عالي قبل ما يوصل ل عربيته : فهد استني .

فهد وقف و بص وراه و قال بإستغراب : عاوزة اي ؟؟ .

كيان بصت حواليها بتوتر و قالت : كنت عاوزة أتكلم معاك في موضوع مهم .

فهد : طيب قولي .

كيان كانت بتفرك في صوابعها و قالت : مش هينفع هنا ، مم......ممكن نتكلم برا ، بجد الموضوع مهم أوي .

فهد فكر لحظات و هو باصصلها و بعدها قال : أركبي .

كيان لفت بسرعة و ركبت العربية و فهد ركب و قفلوا باب العربية و طلع علي الطريق معاها .

و بعد وقت وصلوا ل كافيه و قعدوا فيه ، و فهد بدأ بالكلام و قال بقلق عليها : أهو أدينا بعدنا عن البيت ، اي الي حصل ؟؟ ، أنتي فيه مشكلة معاكي ؟؟ .

كيان بتسرع : لا لا مش أنا خالص .

فهد : أومال اي أحكي يله .

كيان دمعت و قالت : زين .

فهد عقد حاجبيه و قال : زين !!! ، ماله زين ؟! .

كيان بدموع : أسمعني للآخر من غير ما تقاطعني و خليك صبور ، إنهارده لما زين منزلش قعد معانا أنا طلعت ليه أصحيه ، خبطت بس محدش رد ، و لما دخلت الأوضة شوفته و ....و و هو بياخد جرعة مخد*رات .

فهد أتصدم و بصلها بذهول و قال : مخد*رات !! .

كيان بدموع : أيوه ، رفض إنه يتكلم معايا في الأول و إنفعل بس أنا طمنته ، و عرفت منه هو بقا كده ازاي ، ................ .

(قالت ليه كل الي زين قاله ليها ، و كملت كلامها و قالت و دموعها بتنزل) هو قالي مقولش لحد خالص ، بس أنا مش هعرف أتصرف لوحدي ، و خايفة عليه جدآ ليموت لو عالج نفسه بنفسه لأنه مش هيقدر علي كده ، لازم يروح المصحة .

فهد كانت الصدمة لسه مسيطرة عليه و مبينطقش ، صعب عليه زين جدآ و خاف عليه أكتر ، عيونه دمعت من كلام كيان و الي قالته عن زين ، رد عليها و هو بيقول بصدمة : ازاي ملاحظناش دا ، ازاي مخدناش بالنا إنه مش طبيعي ، طب طالما هو بياخد الجرعات دي في دراعه يعني أكيد دراعه فيه علامات ، ازاي مش باينه و محدش شافها !! .

كيان بدموع : لو تلاحظ إن زين دايمآ لابس لبسه كله ب كُم ، صيف شتا بتلاقي لبسه كله كده ، قالي إنه بيتعمد يعمل كده عشان العلامات متبانش ، فهد عشان خاطري خلي الموضوع دا سر ما بينا أحنا التلاتة بس ، أنا و أنت هنقنعه يخليه يتعالج ، و محدش من أهلنا هيعرف حاجة ، هنقول مثلاً أنه مسافر القاهرة عشان دراسته و مش هيرجع دلوقتي ، قولهم أي حجة يا فهد عشان غياب زين في البيت لما يبدأ مرحلة العلاج .

فهد سند بكوعه علي الترابيزة و حط راسه بين كفوف إيده و سكت و عقله كان بيفكر ، بيفكر ف إن لو زين حالته متأخرة ممكن يموت ، و بيفكر في مستقبله و أهله ، و بيفكر في حجم المعاناة الي زين واجهها لوحده و محدش كان معاه فيها ، و بيفكر في الألم الي لسه هيواجهه لما يبدأ مرحلة العلاج .

فضل وقت كبير علي وضعه و ساكت و كيان متكلمتش ، و بعدها حمحمت و قالت : فهد أنت كويس ؟؟ .

فهد رفع راسه و قال بعد لحظات من الصمت بعد جُملتها : كويس ، بس غريبة إنك مكملتيش معانا يومين و عرفتي كل دا ، و غريبة إن زين أطمنلك و حكي ليكي الحقيقة ، مع إن من طبع زين إنه مبيتكلمش .

كيان أبتسمت و قالت : يمكن ربنا عمل كل دا و خلاني أجي هنا في الوقت دا مخصوص عشان أعرف الموضوع دا ، فعلاً يعني ربنا ليه حكمة في كل حاجة بتحصل و أحنا الي ساعات مبنلاحظش دا .

فهد بتنهد : صح ، إن شاء الله خير أنا واثق في الله ، طيب ، و بما إننا قاعدين و بنتكلم ، سيف الأسيوطي كلمك تاني أو عمل أي حاجة .

كيان بإحراج : لاء ، أخر مرة رن عليا فيها كنت في القاهرة .

فهد هز راسه بالإيجاب و قال : ماشي ، لو رن تاني مترديش عليه ، يله قومي نمشي .

خدها و قاموا و خرجوا من الكافيه و بعد وقت وصلوا البيت ، هي نزلت من العربية لكن فهد منزلش ، ف بصتله و قالت : مش هتدخل ؟! .

فهد : لاء رايح مشوار .

كيان بتلقائية : مشوار اي دا مش إنهارده الجمعة و الكل أجازة في البيت ؟! ، رايح فين ؟؟ .

فهد برفعة حاجب : هاخد الإذن منك مثلآ .

كيان بصتله بقرف و قالت : أنا غلطانة إني عبرتك أساساً (رزعت باب العربية و هي بتقول ) غور في داهية يله .

فهد برق عيونه بذهول و قال : غور في داهية !!! ، (بص قدامه للطريق و قال ) دي بتقولي غور في داهية ، دا أمي ذات نفسها مقالتهاش ليا قبل كده ، و الله يا كيان لوريكي علي طولة لسانك دي و أنتي أصلآ أد علبة الكنز .


و بعد ساعة و نص فهد وصل لشركة سيف الأسيوطي ، وقف العربية قدام الشركة و لما جه يدخل الحرس منعوه و واحد مسكه من دراعه ، فهد بصله بحده و قال بشدة : نزل إيدك بدل أقسم بالله هتلاقيها مفصولة عن جسمك .

الحارس التاني بصله و هزله راسه و الحارس الي كان ماسك دراع فهد سابه .

و فهد دخل الشركة و وصل ل مكتب سيف و دخل من غير إستأذان ، سيف كان باصص في اللاب و لما الباب أتفتح فجأة رفع عيونه من عليه و شاف مين الي دخل ، و لما لاقي فهد بصله بهدوء شديد ، و بعدها بص للاب تاني و قفله ، و قام وقف و بص ل فهد و قال : هو محدش علمك إنك لما تدخل أي مكان لازم تستأذن صاحبه الأول يا بشمهندس يا محترم .

فهد قرب منه لحد ما وقف قدام وشه مباشرةً و قال بحده : أنا أدخل المكان الي يعجبني في الوقت و بالطريقة الي تريحني ، و دا مش موضوعنا ، شوف يا سيف ، عداوتك معايا أنا تمام ، عداوتك مع مالك و أهلي كلهم معنديش مشكلة فيها ، لأننا عارفين أحنا ازاي هنواجه أشكالك ، لكن إنها توصل إنك تفكر في حد من أهل بيتي ، ف أقسم بالله ساعتها لا هيهمني قانون و لا زفت ، و ساعتها عداوتي معاك مش هتكفيني فيك روحك .

سيف أبتسم ببرود بعد ما فهم قصده و قال : أنت بتهد*دني في مكتبي يا فهد !! .

فهد بحده : أنا مبهد*دش ، التهد*يد دا ليه إحتمالين ، يا أنفذه يا أتنازل عنه ، و الي أنا بقوله ليك دا فعل ، أنا بقولك الي هيحصل ، أبعد عن كيان بنت عمي ، قولتها مرة و مش هقولها تاني ، لأن المرة الجاية لو أضطريت إني أقولها مش هقولها بلساني .

سيف قال ببرود و تصنع الكلام : اي دا اي دا !!! ، هي كيان الألفي تبقي بنت عم فهد الألفي ، لاء بجد أنا أتصدمت ، اي الصدفة العجيبة دي ، مش معقولة بجد حبيبتي تبقي بنت ع........... .

و قبل ما يكمل كلامه فهد قاطعه و هو بيمسكه من رقبته بغضب و قال : قولتلك متحاولش تفكر فيها ، و لا تجيب سيرتها علي لسانك ، و الله يا سيف المرة دي مش هسكت ، لو ساكت علي عداوتنا ف دا عادي دا بينا راجل ل راجل ، إنما توصل لحد هنا ف إياك تتجرأ و تعدي حدودك .

سيف نزل إيد فهد بقوة و قال بحده و خبث : و فكرك إني هتهز بكلامك يا فهد !!!! ، دا أنت كنت عاشق حتي و عارف إحساس الراجل لما يحب .

فهد بحده : مش أهل بيتي ، و مش هعيد كلامي تاني ، و لو صممت تكمل في الي أنت فيه ف أستقبل الي جاي يا ابن الأسيوطي .

يتبع.................. .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ ." العشق و الآلام " البارت الرابع 🦋 .


سيف نزل إيد فهد بقوة و قال بحده و خبث : و فكرك إني هتهز بكلامك يا فهد !!! ، دا أنت كنت عاشق حتي و عارف إحساس الراجل لما يحب .

فهد بحده : مش أهل بيتي ، و مش هعيد كلامي تاني ، و لو صممت تكمل في الي أنت فيه ف أستقبل الي جاي يا ابن الأسيوطي .

قال كلامه و سابه و خرج ، و سيف قعد علي الكرسي و رجع راسه لورا و بص للسقف لحظات ، و بعدها أتعدل و فتح تليفونه و رن علي شخص ، و لما الشخص رد سيف قال : أستاذ عمار عبد الرحمن المحامي ، كنت عاوز أقابلك ضروري .


في بيت الجد محمد .


أحمد بزعيق : و لما برن علي أم الموبيل دا مبترديش ليه ؟؟ .

ندي بتأفف : مقولتلك كنت قاعدة مع صحابي و مش سمعاه أنت عامل حوار ليه يا أحمد !! .

أحمد بزعيق : هي دي حاجة عادية يعني ، لما أرن عليكي من واحدة لحد تلاتة و أنتي مبترديش و لا عارف عنك حاجة دا عادي يعني المفروض إني لما أشوفك أقولك أبقي ردي علي تليفونك يا ندي بعد كده ، أنا جه في دماغي مليون سيناريو ، ما أنتي عارفة إن وضع العيلة مُذبذب و خايفين عليكوا من الهوا الطاير ، بعد كده تليفونك يبقي قدامك علطول و في إيدك و أبقي مترديش تاني يا ندي .

و قبل ما ندي ترد مالك جه و قال : بس بس في اي صوتك جايب للبيت جوا ، أبوك و جدك لو سمعوك بتزعق كده مش هنخلص ، مالك يا ندي في اي ؟؟ .

ندي بدموع : مفيش يا مالك ، أنا داخلة جوا .

سابتهم و دخلت و مالك بص ل أحمد و قاله : أنت بتزعقلها ليه ؟؟ .

أحمد بإنفعال : بقالي ساعتين برن عليها و مبتردش و في الآخر تقولي كنت قاعدة مع صحابي و مش سامعة التليفون ، دا أنا قلبي وقع في رجلي يا مالك ، جه في دماغي كذا حاجة ، قولت سيف عملها حاجة و لا حد من الي عاملين معاهم مشاكل هيستغلنا بيها .

مالك بتنهد : أنا أكتر حاجة واجعة قلبي هي النقطة دي ، ساعات بقعد مع نفسي و أقول ياريت مكنش في بيتنا بنات و لا يبقي في حياتنا منهم أصلآ بسبب المشاكل الي فوق دماغنا ، قلقي دايمآ علي ندي و ميرنا ، و دلوقتي كيان إنضمت ليهم ، عارف لو أضمن إن أعدائنا كلامهم و أفعالهم يبقوا معانا أحنا بس راجل ل راجل و الله مش هيفرق معايا حاجة ، لكن دول أوس*اخ و أندا*ل و يعملوا أي حاجة .

أحمد بضيق : أبقي بس خلي حد يفكر يلمس حد من أهل بيتنا ، أقسم بالله هقطعه بإيدي .

مالك بإبتسامة : بس قولي بقا ، أنت خوفت علي ندي عشان كده بس و لا أنت جواك حاجة تانية .

أحمد : حاجة تانية زي اي ؟!! .

مالك بغمزة : أنت هتستعبط عليا ، دا أنا أخوك و زيي زيك يعني و فاهمك .

أحمد أبتسم إبتسامة خفيفة و قال : نفسي تبقي ليا يا مالك ، بس مش عارف هي بتفكر فيا كده و لا لاء ، ساعات بحس إنها بتحبني ، و ساعات تانية بحس إنها معتبراني أخوها .

مالك بإبتسامة : فاهمك ، عاوز أقولك علي حاجة أنا كمان ، ه.............. .

أحمد بصله بإبتسامة و قاله : كيان .

مالك : أنا لسه متكلمتش .

أحمد ضحك و قال : مش محتاج تتكلم أنا فاهمك ، رغم إنها بقالها يومين بس معانا بس أنا مركز معاك من ساعة ما شوفتها .

مالك أبتسم إبتسامة بينت سنانه و بص قدامه و قال : دا أحنا !! .

أحمد أتنهد بهدوء و قال : بعيد عن أي حاجة يا مالك ، صلح علاقتك مع فهد ، أحنا ملناش غير بعض .

مالك بضيق : أنا مش بكرهه فهد ، بالعكس أنا بحبه ، بس أنا بكرهه المقارنة ، و مش أنا بس الي بتحط فيها دا هو كمان ، دايماً أسمع مقارنتي بيه و مقارنته بيا ، و جدك عاوزنا كبار العيلة من بعده ، بس أنت عارف إن أنا و فهد شخصيتنا عكس بعض تماماً في كل حاجة ، كبير العيلة دا يا أنا يا هو ، مينفعش أحنا الأتنين ، عارف ؟؟ ، ساعات بحس إن جدك بيميل ل فهد أكتر عشان يبقي ابن ابنه ، أما احنا ولاد بنته ، يعني أحنا في نهاية اسمنا اسم عيلة الجارحي عيلة أبونا مش الألفي ، مع إن أنا مشهور وسط الناس كلها ب مالك الألفي مش مالك الجارحي ، حتي لما بتكلم مع حد بتكلم بصفتي الألفي ، حاسس إن جدك باصص للنقطة دي ، حاسس إنه بيجي في دماغه إن نسل فهد هو نسل العيلة مش نسلي أنا ، مع إن دي عيلتي زيي زيه .

أحمد بضيق : معتقدش إن جدك بيفكر فينا كده ، و لو بيفكر كده ف يبقي بيظلمنا في البيت دا ، و جدك مش ظالم ، جدك عادل .

مالك : الله أعلم .

Salma Elsayed Etman .


فهد بعد ما رجع من برا كان داخل أوضته لكن فجأة وقف و لف و راح ناحية أوضة زين ، خبط علي الباب و زين سمح بالدخول و فهد فتح الباب بهدوء ، أبتسم ل زين و دخل ، قعد قدامه و قاله : عامل اي ؟؟ .

زين بإرهاق : الحمد لله ، أنت جاي من برا و لا اي ؟؟ .

فهد : أيوه ، مالك أنت تعبان ؟؟ .

زين بتهرب : لا لا أنا كويس ، قولي أنت كنت فين ؟؟ .

فهد قلع الچاكت و رفع رجله علي الترابيزة و ولع السيجارة و قال : كنت عند سيف الأسيوطي .

زين بإستغراب : بتعمل اي عنده ؟؟ .

فهد : بحذره من إنه ميقربش من كيان ، زي ما حكولك كده هو كان متقدملها و مسابهاش في حالها حتي بعد ما رفضته .

زين بتنهد : المشاكل كلها ورانا ورانا ، كنت فاكر إن الطار الي بينا خلص من زمان .

فهد بضيق : هما قالوا إن جدك لما قت*ل جده مكنش قت*ل مُتعمد و كان قت*ل خطأ ، الي أستغربته ساعتها إن عيلة الأسيوطي سكتت و مردتش الطار ، و من ساعتها و العداوة بينا ، ساعات أفكر و أقول يعني هما عاوزين عداوة من غير دم !!! ، و لا هما لسه بيخططوا !!! ، و لا هما طولوا في مدة الطار بحيث إن الموضوع يتنسي و يجوا علي غفلة و نلاقي واحد مننا دمه سايح ، حتي عبد الله الي في السعودية هو كمان في خطر ، و خايف جدآ علي البنات .

زين : مفيش صعيدي بياخد طاره من بنات يا فهد .

فهد بتنهد : عارف ، بس سيف معندوش مبادئ ، ممكن مياخدش طاره بس يأذينا في حد منهم ، بُص أنا بفكر معاك بصوت عالي ، جايز الي بقوله مش هيحصل ، بس أنا دماغي عمالة تودي و تجيب أفكار معقولة و أفكار لاء و بقولها ليك .

زين حس بتعب و حك مناخيره و قال : مش عاوزين نسبق الأحداث ، بس دا ميمنعش إننا ناخد إحتياطاتنا .

فهد هز راسه بالإيجاب في حزن علي حالة زين الي ظهرت قدامه فجأة و قال : أكيد ، زين أنت عارف إنك مش ابن عمي بس ، أنت أخويا كمان ، لو فيه أي حاجة عاوز تحكيها أو تفضفض أنا سامعك .

زين رفع عيونه ل فهد و قاله بهدوء : أكيد .

Salma Elsayed Etman .


بعد ما خرج من عند زين و قفل الباب وراه فضل واقف لحظات و باصص لباب الأوضة ، بعدها أتنهد بهدوء و مشي ، و قبل ما يدخل أوضته صادف مالك في وشه و الأتنين وقفوا ، فهد متكلمش و لما جه يعدي من جانبه مالك مسكه و قاله : كل حاجة بانت ، عرفت جدك مميزك ليه عني مع إني كبير زيي زيك !!! ، و السبب إنك ابن ابنه و أنا ابن بنته ، يعني ليك الورث الأكبر ، و الملكية الأكبر في البيت دا .

فهد بغضب : أنت اي يا أخي أنت اي ، من أمتي و جدنا بيفرق بين حد مننا ، أنا اه شايل اسمه بس أنت كمان شايل دمه ، أنت ابن بنته مش ابن حد من الشارع ، مالك بلاش تخلق بينا عداوة أنا مش هبقي حابب وضع زي دا .

مالك بإنفعال : أنت الي خلقت الحقد دا بينا مش أنا ، و لا تحب أفكرك .

فهد سكت لحظات و بعدها قال بضيق : دا أنت قلبك أسود أوي ، دي كانت غلطة زي ما أي إنسان بيغلط ، لكن و الله مكنش قصدي ساعتها إني أقلل منك أو من مكانتك قدام حد .

مالك ضحك بسخرية و قال : طبعاً لازم تقولي كده ، أومال هتبرر تصرفاتك ازاي يا كبير العيلة المستقبلي .

فهد مردش عليه و مالك سابه ، في الوقت دا كانت كيان طالعه علي السلم و مالك بيلف و نازل بنرفزة و غضب ، و في إنحناء السلم خبط فيها جامد و كانت هتقع لكن مسكها بسرعة و حاوطها ، فهد قبل ما يدخل أوضته سمع صوتها ، ف رجع و بص لاقي الوضع كده .

مالك فضل باصص لعيونها السود و لأول مرة يركز في ملامح وشها الي سحرته ، أتكلم بإرتباك و قال : آسف مخدتش بالي منك كنت نازل بسرعة .

كيان نزلت إيده بسرعة و قالت بخجل و توتر : ما.....ماشي .

و سابته و طلعت علي السلم تجري ، و لما لفت لاقت فهد واقف ف أتخضت و وقفت و هي بتحط إيديها علي قلبها و قالت : أنت واقف كده ليه أنت كمان هي نقصاك .

فهد حس بضيق شديد جدآ من الي شافه و أتخنق من نظرات مالك ليها ، و حس بالغيره مع إنها قاعدة معاهم يومين بس !! ، لكن و كأنها بقالها قرن معاهم !! ، رد فهد عليها بهدوء و قال : مفيش ، و متفضليش رايحة جاية في البيت كده كتير .

كيان أتنهدت بنرفزة و قالت : فهد هو أنت كل ما تشوفني تقولي أعملي كذا و متعمليش كذا .

فهد قرب منها خطوات لحد ما وقف قدامها و قال و هو هادي جدآ جدآ : إذا كان عاجبك ، أحنا هنا في بيت عيلة ، يعني بيت مُشترك ، مش بيتك لوحدك ، يعني لو مش عاوزة موقف زي الي حصل من شوية دا يحصل تاني يبقي بطلي تتجولي في البيت كل شوية ، عندك إعتراض علي كلامي !! ، لو عندك وريني هتعترضي ازاي !! .

كيان أتكسفت أكتر و وشها بقا أحمر و ردت بإرتباك و قالت : و الله أنت بني آدم بارد .

فهد أبتسم و قال بهدوء : عارف .

كيان بصتله لحظات و بعدها سابته و مشيت بسرعة و راحت علي أوضتها ، قفلت الباب و هي بتاخد نفسها بسرعة و حاطة إيديها علي قلبها ، بصت لنفسها في المراية و أتكلمت مع نفسها و قالت : اي الرعب دا !!! ، يخربيتهم هما الأتنين ، هي ناقصة توتر ، ما كفاية الي أنا فيه ، (حطت إيديها علي وشها و لفت و قالت ) يارب ميحصلش الي في بالي و نقلبها رواية درامية ، أنا اي الي جابني هنا بس ما كنت قاعدة في بيتي لا بشوف حد و لا حد بيشوفني .

و فضلت تاخد في نفسها بتوتر لحد ما هديت تماماً .


تاني يوم كان الكل أتجمع علي السُفرة عشان ياكلوا ، و كيان نزلت الأخيرة و قالت : صباح الخير .

الجد محمد بإبتسامة : صباح النور يا حبيبتي ، أقعدي يله عشان نفطر .

كيان قعدت و بدأت تاكل و كانت ملاحظة نظرات مالك ليها ، لكن تجنبت نظرات مالك ، و هي بتاكل عيونها جت علي فهد بالصدفة لاقته باصصلها ف شرقت و فضلت تكح جامد .

زين : اي هتموتي مننا و لا اي لسه بدري استني ، خدي خدي أشربي ميه .

أحمد : يا ابني أنت عاوز تموتها أنت استني لما تبطل كحه هتشرب ازاي و هي بتكح .

ندي و ميرنا بصوا لبعض و هما بيضيقوا عيونهم و بيبتسموا لأنهم خدوا بالهم من الموقف .

سها : مالك يا بت أنتي و هي في اي ؟؟ .

ندي كتمت ضحكتها و قالت : مفيش يا عمتو حاجة .

كيان هديت و خدت الميه من و شربت .

الجد ضحك بخفة و قال : أبقي أبلعي براحة محدش بيجري وراكي .

الكل ضحك ما عدا فهد الي كان باصصلها بفهم و مُبتسم .

و بعدها بعدة ثواني فهد قال : بابا أنا لازم أنزل القاهرة .

عبد العزيز : شغل ؟؟ .

فهد : أكيد .

الجد : خلي بالك بس من صفقة الصاوي ، دي صفقة مهمة جداً ، لما تروح هناك ظبطها .

فهد : متقلقش خالص ، مالك ظبط الصفقة كلها مش ناقص بس غير إمضة حد مننا .

الجد : كويس جدآ ، يبقي تروح مع ابن خالك يا مالك ، لازم تبقوا أنتو الأتنين سوي .

مالك : ماشي .

كيان سابت المعلقة و قالت : جدو ينفع أروح معاهم .

الكل بصلها و كأنها قالت حاجة مينفعش تتقال ، أحمد بص ل ندي الي قاعدة جانبه و همسلها و قال : هي عبيطة و لا اي ؟؟ .

ندي بهمس : مش عارفة .

يحيي : تروحي ليه يبنتي وراكي اي هناك ؟! .

كيان بصدق : و الله يا عمو ورايا إمتحانات كتير في الكلية ، كنت هعوض نصها أون لاين بس النص التاني كان هيروح عليا ، ف دي بالنسبة لي فرصة كويسة طالما هما هيروحوا القاهرة و هيقعدوا فيها شوية ف أروح معاهم أمتحن الإمتحانات الي مش هعرف أعوضها و هرجع وقت ما يرجعوا .

فهد كمل أكله لأنه عارف الرد هيكون اي و هو الرفض ، لكن أتفاجأ برد جده و هو بيقول : مفيش مانع يا حبيبتي ، روحي معاهم و تعالي معاهم .

ميرنا فتحت بوقها و بصتله بذهول ، في الوقت دا سهام أتكلمت و قالت : ازاي يا بابا هتوديها معاهم ، الناس هتقول اي عليهم و هي خارجة مع أتنين رجالة .

الجد بجدية : ناس مين يا سهام ، دول ولاد عمها و عمتها ، مش ناس من الشارع ، و بعدين هما مش رايحيين يتفسحوا ، هما رايحيين شغلهم و هي راحة لدراستها ، و مش هتبقي لوحدها هناك ، و لما يخلصوا شغل و يرجعوا هي هترجع معاهم .

مالك بص ل أمه بمعني تسكت لأن جده قال كلمته خلاص .

أحمد : طب بما إن الموضوع أتفتح ف أنا كمان هسافر لأن كنت مأجل كذا حاجة تخُص المشروع بتاعي ف دي فرصة ليا .

ندي مسكت دراع فهد و قالت : فهد عشان خاطري خدني معاك القاهرة و الله نفسي أشوفها أوي ، عمري ما روحتها ، أنا مبروحش الكلية هنا غير يوم واحد في الأسبوع ف عادي ، عشان خاطري وافق دا أنا أختك حبيبتك يعني .

عبد العزيز بصلها بحده و هي سكتت و فهد بصلها و غمزلها و أبتسم .

الجد محمد لاحظ و أبتسم إبتسامة خفيفة تكاد تكون معدومة و قال : لو أبوكي معندوش مانع روحي .

ندي بفرحة : و الله دا انت أجمل جدو و الله .

ميرنا سابت المعلقة و قالت : نعم ياختي !!!!! ، هتسيبوني كلكوا و تسافروا .

زين بضحك : هو طالب تالتة ثانوي عام كده ، هيفضل مسجون لحد آخر السنة .

كيان بضحك : متزعليش يا ميرنا ، أول ما تخلصي ثانوية عامة ليكي عليا خروجة جامدة ، و لو عمي و جدي وافقوا أبقي تعالي أقعدي معايا في القاهرة شوية .

الجد بإبتسامة : مفيش مشكلة خالص .

مالك تنحله و بص ل عمه يحيي و قاله بهمس : هو جدي شارب حاجة إنهارده و أنا معرفش و لا اي !! .

يحيي كتم ضحكته و قال : أتلم يا قليل الأدب .

مالك ضحك بخفة و قال : حاضر .


يحيي كتم ضحكته و قال : أتلم يا قليل الأدب .

مالك ضحك بخفة و قال : حاضر .

فهد حمحم و قال : زين كمان أنا عاوزه معايا ، هبقي محتاجه في الشغل .

كيان بصت ل فهد بإستغراب و بعدها بصت ل زين الي مكنش فاهم أي حاجة لأن فهد أول مرة يعوزه في شغل .

زين بإستغراب : شغل اي دا ؟! .

فهد : فرع شركتنا الي في القاهرة محتاج مُحاسب يتابع بعض الأمور هناك .

زين بإستغراب : بس أنا لسه طالب ما أنت عارف ، و شركة زي دي محتاجة واحد خبرة ، و أنا لسه هتخرج السنة دي .

فهد : ميفرقش ، و بعدين أنت بتجيب إمتياز كل سنة ، و شاطر جدآ و ذكي و لماح و هتفدنا .

الجد محمد أتنهد بهدوء و قال : روح مع ابن عمك يا زين مفيش مشكلة .

ميرنا بضيق : ياربي أنا كده هتخنق أكتر ، دي أول مرة كلكوا تمشوا و تسيبوني كده ، أنا علطول معاكوا و فجأة كده كلكوا هتمشوا .

مالك أبتسملها و قال : متضايقيش و الله بمجرد ما تخلصي ثانوية عامة هنسافر تاني كلنا و هاخدك معانا .

ميرنا ضيقت عيونها و قالت : وعد !!! .

مالك بإبتسامة : وعد .

فهد ضحك بخفة عليها و الوقت بينهم عدي بسلام .


في نفس اليوم بليل كان كل واحد بيحضر شنطته ، كيان وقفت و رنت علي فهد .

فهد كان في أوضته و لما شاف أسمها أستغرب ، و رد و قال : بترني عليا و أنا معاكي في ناس البيت !! ، للدرجة دي وحشتك .

كيان بتريقة : للدرجة دي وحشتك ، يا تُقل دمك ، أنزل بسرعة هستناك في الجنينة عاوزة اسألك علي حاجة .

فهد : ماشي ، نازلك .

و بعد خمس دقايق كانوا هما الأتنين تحت ، بدأ فهد الكلام و قال : في اي ؟؟ .

كيان : أنت عاوز زين يجي معانا ليه ؟؟ .

فهد أتنهد بهدوء و قال : كلمت دكتور كويس جدآ في القاهرة و شرحتله حالة زين ، و هيتنقل هناك في مصحة كويسة و هيتعالج إن شاء الله ، و كان لازم أخده بعيد عن هنا عشان محدش يشُك ، و أديني قولتلهم إنه جاي معايا عشان الشغل .

Salma Elsayed Etman .

كيان بدموع : طب ما كده كل الي هيجوا معانا هيعرفوا .

فهد : مش مشكلة دي مش حاجة وحشة ، بالعكس دي حاجة حلوة ، عشان نبقي كلنا معاه و ميحسش بالوحدة ، أنا الي يهمني إن عمي و مرات عمي و جدي ميعرفوش حاجة ، عشان مش عارف اي الي ممكن يحصلهم لو عرفوا حاجة زي كده .

كيان عيطت و قالت : أنا خايفة عليه أوي يا فهد ، حاسة إنه مش هيستحمل كل دا .

فهد بص وراه و رجع بصلها تاني و قال : بطلي عياط يا كيان و متخافيش ، هو هيستحمل أنا واثق ، و كلنا هنبقي معاه و محدش هيسيبه .

و هو بيتكلم تليفونه رن و كانت ريم ، رد لأنه أفتكر حاجة تخُص الشغل ، و صوت تليفونه كان عالي ، و مكنش فيه حد غيره هو و كيان الي في الجنينة ، و أول ما فتح و قبل ما يقول ألو كانت ريم سبقته و قالت : وحشتني يا فهد .

كيان سمعت الجُملة ، و الي جه في دماغها إن فهد ليه حبيبة ، لكن فضلت واقفة ، و فهد رد و قال : الشغل تمام ؟؟ .

ريم بضيق : بقولك وحشتني و أنت تقولي الشغل ، متقلقش يا سيدي الشغل مفيهوش غلطة ، أنت جاي القاهرة أمتي أنا نفسي أشوفك ؟؟ .

فهد : هتحرك من البيت بكرة و جاي ، هشوفك هناك .

ريم بإبتسامة خبيثة : ماشي ، فرحتني أوي ، أنت بتعمل اي دلوقتي ؟؟ .

فهد : مشغول ، بكرة هكلمك ، سلام .

و قفل قبل ما ريم ترد ، كيان أستغربت طريقته و قالت : هو فيه حد بيكلم حبيبته كده !! ، اي مشغول و سلام دي !! .

فهد عقد حاجبيه و قال بإستغراب : حبيبته !!! .

كيان بضيق : أيوه مش دي حبيبتك !! .

فهد : لاء طبعآ ، أنا مليش حبيبة ، دي زميلتنا في الشغل .

كيان فرحت و مكنتش عارفة السبب و قالت : بس دي بتقولك وحشتني .

فهد : ما هو ه....... ، أنتي بتسألي ليه ؟؟ .

كيان أتوترت لكن حاولت متبينش و قالت : بسأل عادي يعني فضول مش أكتر .

فهد أبتسم إبتسامة جانبية و قال : لتكوني غيرتي !! .

كيان أتصدمت من كلامه و قالت بنبرة أشبه بالردح : أغير مين يا بابا و من مين و علي مين أنت فاكر نفسك توم كروز و لا كيانو ريفز ولا اي ، و بعدين هغير عليك ليه أصلآ كنت تعنيلي اي أنت ، و أنا يوم ما أغير عليك هغير عليك و أنا لسه عرفاك من أسبوع ، لاء يا حبيبي متاخدش في نفسك مقلب و أهدي كده .

فهد بذهول : ايييييييي في اييييييييي ، راديو و أتفتح ، و بعدين اي يا بت الأسلوب البيئة الي بتتكلمي بيه دا ، لا شكلك و لا منظرك و لا هيئتك تقول إنه يطلع منك روح سلوي خطاب الي جواكي دي ، (كمل بإبتسامة و قال ) و أصلآ إنفعالك المُفاجأ دا دليل علي ضعف موقفك ، ف متخلنيش أفهم غلط بقا .

كيان بصتله بقرف و خبطت علي كتفه من الجنب و هي بتقوله : لاء يا أخويا أفهم صح .

و عدت من جانبه من غير ما حد ينطق و لا كلمة .

فهد فضل باصص عليها و مبتسم لكن فجأة الإبتسامة أختفت بمجرد ما أفتكر حبيبته الي ماتت ، طلع سيجارته و بدأ يدخنها و قعد و هو بيفتكر أوقاته معاها و هو في أشد الحزن و شارد ، لكن أتفاجأ بإيد كيان و هي بتاخد السيجارة من إيده و بترميها و بتقوله : التدخين غلط علي فكرة ، و بيضر الصحة و أنت أكيد عارف يعني ، و أنا ما شاء الله شيفاك بتدخن أكتر ما بتتكلم ، حرام عليك شبابك دا ، دا غير إن التدخين حرام و هتتحاسب علي صحتك الي بتدمرها دي .

فهد كان متفاجأ بتصرفها و معرفش يرد عليها ، و هي كملت كلامها و قالت : و أشوفك بقا بتشرب سجاير تاني و الله لقول لجدو و عمو ها ، عشان أنا لاحظت إنك مبتشربش قدامهم .

فهد أتنرفز و قام مسكها من دراعها بتلقائية و قال : بت ما تتعدلي في اي دا أنتي لسه متعرفنيش كويس .

كيان شدت دراعها منه و قالت و هي بتبتسم بإستفزاز و بتحط إيديها في جانبها : أتنرفزت !! ، يبقي بتشرب من وراهم ، مسكت عليك ذلة يا عسل ، و ريني بقا هتعمل اي .

قالت كلامها و مشيت و هو فضل واقف مكانه ، و لما أختفت من قدامه قال لنفسه : أنت معرفتش ترد عليها ليه !!! ، أنت وقفت زي التمثال كده ازاي !!! .


ريم : فهد و مالك جايين القاهرة بكرة ، هتيجي ؟؟ .

سيف بخبث : يا سلام ، و أنا أقدر مجيش بردو ، دول حتي وحشوني .


تاني يوم كان الكل جاهز و مستني وقت السفر ، و لما جه الوقت أتحركوا ، و بعد وقت طويل أوي وصلوا القاهرة .


كيان : أنا و ندي هنقعد في بيتنا ، مفيش مانع صح ؟! .

مالك : هو مفيش مانع بس كنا متفقين إننا نقعد في أوتيل كلنا عشان تبقوا قدام عيونا .

كيان : طب و ليه التكاليف الزيادة دي ما البيت كده كده موجود .

فهد : لاء معلش هتيجوا معانا ، مالك معلش خد البنات أنت و أحمد و روحوا ، و أنا هاخد زين معايا مشوار و هنيجي تاني .

مالك بشك : مشوار اي دا حتي الشغل لسه هيبدأ بكرة ؟! .

فهد : لما أجي هحكيلك ، يله سلام ، تعالي يا زين .


و بعد وقت كانوا وصلوا الأوتيل ، و هما داخلين وقفوا علي صوت بنت بتنده و بتقول : مالك .

كلهم لفوا و مالك أبتسم بتفاجأ و قال : سها ؟! .

سها قربت منهم بسرعة و قالت ببهجة : عامل اي يا مالك ؟؟ .

مالك بفرحة : الحمد لله بخير أنتي عاملة اي ؟؟ ، أتبسط و الله إني شوفتك هنا ، أنتي هنا بتعملي اي ؟؟ .

سها بإبتسامة و لطافة : مفيش دا عمي نزل من دبي و جه هنا و أنا جيت عشان أسلم عليه ، بجد و الله فرحت إني شوفتك .

مالك بإبتسامة : و أنا جدآ ، أعرفكوا دي سها كانت زميلتي في الجامعة ، بس هي كانت كلية آلسن مش هندسة زيي ، و كانت طالبة مُغتربة ، هي من القاهرة هنا ، و أتعرفنا عليها بالصدفة وعرفناها علي زمايلنا .

كلهم سلموا عليها و أتشرفوا بمعرفتها جدآ و هي كذلك ، كمل مالك كلامه و قال : أنتي عملتي اي بعد التخرج ؟؟ .

سها : يااااااه دا موال طويل أوي و الله .

مالك : أنتي هتقعدي هنا أد اي ؟؟ .

سها : ممكن أسبوع .

مالك : خلاص لينا قاعدة مع بعض قبل ما تمشي ، و صدفة جميلة جداً إني شوفتك ، يمكن أحتاج علمك في شغلي .

سها بإبتسامة : أكيد ، وقت ما تبقي فاضي كلمني ، رقمي زي ما هو .

مالك : تمام ماشي .

سها بإبتسامة : يله مع السلامة ، عن إذنكوا .

الكل : أتفضلي .

كيان بصت عليها بإبتسامة و قالت : دي جميلة جداً و لطيفة أوي بجد .

مالك قال بإبتسامة و بنبرة صوت هي بس الي تسمعها : بس مش أجمل و ألطف منك .

Salma Elsayed Etman .

كيان بصتله بتوتر و أزدرءت ريقها و مردتش عليه ، أتكلم أحمد في الوقت دا و قال بغمزة : بس شايفك مبسوط أوي من ساعة ما شوفتها ، لاء و هتقابلها كمان و حوار ، اي الدنيا !! .

مالك : أنت عبيط يالا و لا اي ، دي كانت زميلتنا في الجامعة و كلنا كنا زي الأخوات ، و أديك سمعت بنفسك أهو قولت هقابلها عشان شغل ، مش عشان جمال عيونها يعني .

أحمد : لاء و هي بصراحة عيونها جميلة دي خضرة .

ندي بصتله بضيق و أحمد مكنش خد باله من الي قاله و مالك بصله و قاله بهمس : أشرب يا نجم .

أحمد بهمس : مش كنت أتشليت قبل ما أنطقها ، طب نبهني طيب ، طب شاورلي حتي إنها جانبي دا أحنا أخوات يا راجل .

مالك ضحك و كملوا مشي لحد ما طلعوا غُرفهم .


في كافيه .


زين : في اي يا فهد ، أنا علي فكرة مصدقتش كل الي أنت قولته من ساعة ما كنا في الصعيد ، قولي الحقيقة أنت جبتني هنا ليه ؟؟ .

فهد بهدوء : جبتك هنا عشان تتعالج .

زين سكت و مردش عليه و فهم قصده .

فهد : متزعلش من كيان إنها قالتلي يا زين ، هي كانت لازم تقول لحد مننا ، هي مكنتش هتعرف تتصرف لوحدها .

زين بدموع : أنا مش زعلان منها يا فهد ، أنا زعلان علي نفسي .

فهد حط إيده علي إيد زين و قاله بحنان : لاء متزعلش ، أنت معملتش دا بإرداتك ، و هتتعالج يا زين ، و هترجع أحسن من الأول ، و مش هتبقي لوحدك ، كلنا هنبقي معاك و مش هنسيبك .

زين دموعه نزلت و حس بالضعف و قال : فهد أنا لو دخلت المصحة هموت ، و كمان محدش فيكوا حاسس بلي أنا فيه ، أنت متعرفش يعني اي راجل يحس بالضعف و قلة الحيلة .

فهد مسك إيده و قاله بإبتسامة و أمل : متقولش كده يا عبيط ، دا بس إختبار من ربنا عشان يشوف صبرك و إيمانك بيه مش أكتر من كده ، و لو أنت حاسس بالضعف زي ما بتقول كده ف دا عشان أنت تعبان بس لكن أنت مش ضعيف ، أنت أقوي واحد أنا شوفته في حياتي و الله ، عارف رغم إن أنا الأكبر منك بس بتعلم منك حاجات كتير و الله يمكن أنت مبتاخدش بالك إنك بتعلمهالي .

زين حط جبينه علي الترابيزة و بدأت دموعه تنزل بغزارة علي الأرض ، فهد بص حواليه و قام قعد علي الكرسي الي جانبه و حاوطه بدراعه و قاله : بكرة أفكرك و أنت خارج من المصحة علي رجلك و بأحسن حال و بصحة كويسة ، أحنا هندعي و أنت هتقاوم يا زين .

زين هز راسه بالإيجاب بدون ما يتكلم أو يرفع جبينه .

يتبع ............... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ♥️" العشق و الآلام " البارت السادس 🦋 .


زين هز راسه بالإيجاب بدون ما يتكلم أو يرفع جبينه .

و فهد قاله : يله نقوم ، خلينا نروح علي الأوتيل نعرفهم بلي هيحصل .

زين بدموع : ماشي .


في أوضة كيان و ندي كانت كيان قاعدة سرحانة و ندي بتحط الهدوم في الدولاب و بتكلمها و كيان و لا هنا ، و فجأة قعدت قدامها و قالت بإندفاع : هو أنا بكلم نفسي !! .

كيان بإنتباه : ها ، معلش سرحت ، كنتي بتقولي اي ؟ .

ندي بعقد حاجبيها : مالك في اي ؟؟ .

كيان بقلق : ندي هو فهد أو مالك حد فيهم ليه حبيبة ؟؟ .

ندي بإستغراب : لاء ، ليه بتسألي سؤال زي دا ؟؟ .

كيان بقلق و لغبطة : طب هو مثلاً مالك و فهد ساعات بيتحكموا فيكي أنتي و ميرنا أو بيقولوا كلام حلو ؟! .

ندي ضحكت بعدم فهم و قالت : في اي يا كيان أنتي سخنة و لا اي ؟؟ ، يعني اي بيتحكموا و كلام حلو !! .

كيان أزدرءت ريقها و قالت : يعني مثلاً بيعلقوا علي لبسكوا ، أو مثلآ حاجة تانية ، غزل مثلآ .

ندي ضحكت جامد و قالت : بصي أنا مش فاهمه أنتي بتقولي اي بس هقولك ، فهد كده كده أخويا ف من حقه يقولي مثلاً اللبس دا ضيق أو قصير و الكلام دا ، و من ناحية الغزل ف أنا أخته يعني ف بيعاكسني لو طلعت حلوة مرة عشان هو أخويا عادي يعني ، أما مالك ف اه بيعلق علي كذا حاجة تخصنا ، و من ناحية الغزل ف عمره ما قال لواحدة فينا كلمة حلوة ، هو اه بتاع بنات و بيتسلي كتير بس أحنا أهل بيته يعني ف مستحيل يفكر يعمل حاجة زي كده ، بس بتسألي ليه ؟؟ .

Salma Elsayed Etman .

كيان بتوتر : م..معرفش ، أصل فهد بيتعامل معايا غير ميرنا مثلاً ، و مالك طريقته غريبة ، و أنا خايفة .

ندي فضلت لحظات تستوعب الي كيان بتقوله و فجأة ضحكت تاني و قالت : أنتي قصدك تقولي إن مثلآ الأتنين ممكن يكونوا معجبيين بيكي !! ، كيان يا حبيبتي الكلام دا في المسلسلات و الروايات بس ، علي فكرة أنا و ميرنا لاحظنا كذا موقف بينك و بين فهد ، ف أعتقد لو حد مُعجب ف هو فهد أخويا ، لكن مالك و فهد و يتخانقوا عشانك بقا و يبقوا الإخوة الأعداء دي في الروايات بس .

كيان بإنفعال : أنتي بتضحكي ليه متعصبنيش أنا غلطانة إني بحكيلك أصلآ ، أنا فعلاً خايفة مش بهزر ، و الي بقوله ليكي دا حصل فعلاً ، اه أنا مش الأميرة إيزابيل يعني عشان الأتنين يحبوني بس أنا بقولك أنا ملاحظة حاجة مش طبيعية سواء من دا أو دا .

ندي بلطافة : طب أهدي أهدي بس و الله أنا مش قصدي حاجة ، أنا بس أستغربت الي بتقوليه ، أصل اي الصدفة الي تخلي أتنين ولاد عم يحبوا نفس البنت يعني ، أنا آخر مرة شوفت الحوار دا كان في مسلسل أصلآ ، أنا مش عارفة أقولك اي طب هو اي الي حصل ؟؟ .

كيان أتنهدت و قالت : مش عارفه يا ندي مش عارفه ، يعني مالك انهارده لما قولت علي البنت الي اسمها سها دي إنها جميلة أوي قالي مفيش اجمل و ألطف منك ، و فهد طريقته غامضة بس كلامه بيوترني ، ما طبيعي أخاف هو أنا بتكلم مع صاحبتي !!! ، دول أتنين رجالة يعني الكلمة منهم هتخليني أعيط من التوتر .

ندي : دول ولاد عمك و عمتك ف طبيعي تتكلمي معاهم .

كيان : أنا عمري ما أختلطت بشباب ، أنا الراجل الوحيد الي أعرفه في حياتي هو عبد الله أخويا ، ف حاسة إن فيه حاجة غلط .

ندي بتنهد : بصي متقلقيش ممكن عشان أنتي عشان زي ما بتقولي مختلطيش بشباب و أتعاملتي معاهم قبل كده ف خايفة من التعامل مع مالك و فهد و بالنسبة لك الوضع غريب .

كيان : يا ندي لاء أفهميني ، طب ما أنا بتعامل مع زين و أحمد عادي ، لا بتوتر و لا بخاف و أنا بتكلم معاهم ، لكن مالك و فهد غيرهم حاسة بحاجة غريبة .

ندي كانت فاهمه كلامها كله و مستوعباه لكن كانت بتحاول ترفض فكرة إن تكون فيه مشاعر من ناحية الأتنين ، فضلت ساكتة شوية و بعدها قالت : أتعاملي عادي معاهم يا كيان ، و لو لاقيتي مثلآ أي تجاوز من حد فيهم صديه و وقفيه عند حده ، هو اه محدش فيهم يقدر يعمل كده بس للإحتياط ، و متخافيش يعني خلي الوضع عادي ، يله يله قومي غيري هدومك خلينا نرتاح شوية من السفر بعد كده نشوف هنعمل اي .

كيان : طيب .


أحمد : هو فهد و زين راحوا فين أنا مش فاهم .

مالك طلع تليفونه و قال : مش عارف هرن عليهم .

و قبل ما يرن جرس الباب رن ، و مالك قال : تلاقيهم هما .

راح فتح الباب و كانوا فعلآ هما ، و لما فتح أستغرب ملامح زين الي كان باين عليها الإرهاق و البكاء ، ف قال : مالك ؟؟ .

فهد : ملوش تعالي بس نتكلم جوا .

فهد و زين دخلوا و مالك قفل الباب و دخل وراهم ، و أحمد قال : كنتو فين كل دا ؟؟ .

فهد قعد و كذلك زين و مالك ، و بدأ فهد يحكي كل حاجة بالتفصيل ، مالك و أحمد كانوا في صدمة كبيرة و مكنوش مصدقين الي حصل ، و قلبهم وجعهم جدآ علي زين ، رد مالك بإنفعال و خوف عليه و قال : و أنت لما حصلك كده مقولتش لحد مننا ليه ؟؟؟ ، ليه سبت نفسك لحد ما وصلت للمرحلة دي !!! ، و ابن الكل*ب دا ازاي سكتله و مقولتش لحد مننا عشان نتصرف معاه .

زين حط إيده علي راسه بحركه سريعة و كان بيتكلم بحركات مفرطة و قال بتعب : الي حصل يا مالك الي حصل ، بس دلوقتي قبل ما أتعالج خلوني أخد جرعة واحدة بس عشان أروق أنا مش قادر .

أحمد قام وقف و مسكه و قاله : أنت مش هتاخد القرف دا خالص من دلوقتي ، و هنيجي معاك المصحة و هنبدأ العلاج .

زين بتعب و دموع : ماشي ماشي بس آخر مرة دلوقتي و الله مش قادر .

فهد مسك أعصابه و قال : زين خلاص كل حاجة هتنتهي و يله هنروح دلوقتي .

لكن زين فجأة أتعصب جامد و أنفعل بطريقة جنونية بالمعني الحرفي و زقهم و قال : أنا مش هاخد الأذن منكوا أنا هاخده يعني هاخده ، و مش هتعالج في زفت و سيبوني و محدش يقرب مني .

و لما جه ينزل فهد مسكه بقوة و قاله بحده و جدية : أنسي إن حاجة زي كده تحصل ، لو هتروق يبقي هتروق منه مش بيه .

زين بعصبية و جنون : يا فهد أوعي سبني .

كان زين بيزق فهد و بيحاول يفلت منه لكن مالك و أحمد أتدخلوا و كلهم كانوا في حالة ذهول من الموقف ، و قدروا إنهم يسيطروا عليه بالعافية ، لكن بعد ما هِدي من النوبة الي جاتله بدأ يعيط بقوة ، مالك كان واخده في حضنه و هما علي الأرض لأن زين كان وقع من التعب ، و مالك قال بهدوء و دموعه في عيونه : و الله هتبقي أحسن من الأول ، كل دا هيروح بس في وقته ، أنت أقوي و أشجع من أي حد و هتقاوم كل دا أنا واثق ، بس خلي عندك عزيمة و إرادة .

أحمد حط إيده علي راسه و قاله : أحنا و الله مش هنسيبك ، هنشوفك كل يوم و كل ساعة ، و ندي و كيان كمان هيبقوا معاك .

زين بعياط و تعب : لاء دول لاء ، مش عاوز حد فيهم يشوفني كده ، و محدش يقول ل ميرنا أختي ، عشان هتصمم إنها تيجي و أنا مش عاوزها تشوفني و أنا ضعيف و تعبان كده .

فهد أبتسمله و قاله بحنان : أنت مش ضعيف يا زين و الله ، أنت بس في إختبار من ربنا ، و هتنجح فيه أنا واثق والله .

Salma Elsayed Etman .

و بعد وقت مش كبير كانوا الأربعة خرجوا من الأوتيل و وصلوا المصحة ، و أتكلموا مع الدكاترة الي هتبقي متابعة حالة زين ، و أطمنوا عليه و من أول يوم بدأت مرحلة العلاج ، و طبعآ سابوا زين لأن مينفعش يبقوا معاه في بعض اللحظات ، لكن وعدوه إنهم مش هيسيبوه ، و كل الوقت دا كيان و ندي كانوا نايميين .

و لما فهد و مالك و أحمد وصلوا الأوتيل طلعوا أوضتهم الي قاعدين فيها مع بعض ، كانوا مُرهقين جدآ ، و قعدوا و الصمت كان سيد موقفهم ، لحد ما أحمد قطع الصمت دا و قال : أنا نفسي نفوق من المشاكل ، كأن مفيش غيرنا المشاكل تقع علي راسهم .

فهد قام بهدوء و وقف قدام الشباك و قال : مشكلة زين دي أقل مشكلة في الي أحنا فيه ، هو هيتعالج و هيقوم إن شاء الله ، لكن أوعوا تنسوا الموضوع الأساسي .

مالك للحظة شيطانه سيطر علي تفكيره و قال : أمممم الموضوع الأساسي ، تفتكروا أنهي أصعب ، أذية البنت و لا قت*لها .

أحمد و فهد بصوله و سكتوا ، فهد رد و قال : أنا لو هاخد حقي ف هاخده من راجل زيي زيه مش من بنت يا مالك .

مالك بصله و أتكلم بقهرة و قال : بس بنته هي الوحيدة الي هتوجعه زي ما وجع قلبي علي أختي ، أنا لو قت*لته هو يبقي أنا كده ريحته ، و أنا مش عاوزه يرتاح ، أنا عاوزه يدوق من نفس الكاس الي خلاني أنا و أحمد نشرب منه ، عاوزه يتمني الموت ، عاوزه يعيش الألم كل لحظة .

أحمد دمع لما أفتكر الي حصل ل أخته لكن رد و قال : بلاش يا مالك ، بلاش نعمل الي أحنا خايفيين يتعمل في أخواتنا البنات ، بلاش .

فهد بهدوء و تركيز : أنت دلوقتي بتفكر بالعاطفة ، و أحياناً العاطفة بتودي في داهية ، لازم العقل ، ثم العقل ، ثم مفيش غيره .

مالك أتعصب عليه و قال : ما أنت طبعآ لازم تقول كده عشان الي ماتت دي مش أختك أنت ، لو كانت ندي هي الي ماتت مكنتش هتبقي هادي كده ، كنت زمانك حرقت الأخضر و اليابس ف متقوليش كلمة عقل دي خالص .

فهد بزعيق جامد : الي أنت بتقول عليها مش أختي دي دي أختي غصب عنك ، حبيبة مكنتش أختك أنت و أحمد لوحدكوا ، و زيها زي ندي عندي بالظبط ، لكن أفهم يا غبي أنا خايف عليكوا و عليهم ، زي ما أحمد قالك أحنا كل يوم بنموت من الرعب علي أهلنا ، ف منجيش أحنا نعمل الي خايفيين يتعمل في أهلنا .

مالك بإنفعال : هتفضل طول عمرك كده ، طول عمرك نفسك دايمآ تطلع العاقل الراسي الي خاطف قلوب الكل ، هتفضل دايمآ تحاول تثبت إنك أحسن مني ، مش هتبطل تعمل كده يا فهد ، دايمآ بتحاول تطلعني غلطان قدام الكل حتي لو أنا صح ف بردو بتظهرني غلطان .

أحمد بزعيق : بس بقا أنت و هو ، كلنا فينا الي مكفينا و المفروض نبقي إيد واحدة و نتصرف سوي و أنتو بتتخانقوا .

فهد بزعيق : قوله هو متقوليش أنا .

و بعد ما فهد قال جملته سابهم و راح فتح الباب و قفله وراه بعصبية و نرفزة ونزل ، و مالك مقدرش يتحكم في عصبيته و صرخ فجأة و هو بيمسك الفازة بيكسرها علي الأرض ، و قال بجنون : و الله لحرق قلبهم كلهم واحد واحد .

أحمد بصله بوجع و خد نفسه بعُمق و خرجه و سكت .


فهد نزل تحت بغضب و طلع تليفونه و رن علي شخص ، و لما الشخص رد فهد قاله : السلاح جاهز ؟! .

يتبع................. .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ♥️ ." العشق و الآلام " البارت السابع 🦋 .


مالك مقدرش يتحكم في عصبيته و صرخ فجأة و هو بيمسك الفازة بيكسرها علي الأرض ، و قال بجنون : و الله لحرق قلبهم كلهم واحد واحد .

أحمد بصله بوجع و خد نفسه بعُمق و خرجه و سكت .


فهد نزل تحت بغضب و طلع تليفونه و رن علي شخص ، و لما الشخص رد فهد قاله : السلاح جاهز ؟! .

مجهول : جاهز يا بشمهندس .

فهد هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : كويس ، أنا في القاهرة ، هبقي أديك ميعاد نتقابل فيه .

مجهول : مستني مكالمتك .

فهد : تمام ، سلام .

مجهول : سلام .


فهد بعد ما خلص مكالمته وقف لحظات حاسس إنه متلغبط ، و بعدها خرج من الفندق .


في أوضة سها .


سها بفرحة : مش هتصدقي يا رحمة أنا قابلت مين انهارده ! .

رحمه بضحك : مين قولي ؟؟ .

سها بفرحة : فاكرة مالك الي كان معانا في الجامعة بس هو كان في هندسة ؟! .

رحمة : اه طبعاً فكراه ، الي كان بتاع بنات دا صح !! .

رحمه بنرفزة : متقوليش بتاع بنات بقا هو كان عادي ، اه كان بيكلم بس مش كتير يعني .

رحمه : أمممممم مش كتير اه ، تيجي نعد سوي ، روان و منة و ملك و مين البت الرابعة دي فكريني بيها يله .

سها : ياستي دا كان زمان المهم خلينا في دلوقتي ، قابلني إنهارده بالصدفة في الفندق الي عمي نازل فيه ، فرحت أوي أوي لما شوفته ، و قالي هنقعد سوي و نتكلم في شغل .

رحمه بإستغراب : اي علاقة الهندسة و الآلسن ببعض مش فاهمه !! .

سها قعدت علي السرير و هي بتتكلم و قالت : مش عارفة ، بس المهم إني هتكلم معاه ، ما أنتي عارفة أنا كنت معجبة بيه و أنا في الكلية .

Salma Elsayed Etman .

رحمه بضحك : و هو أُعجب ب البنات كلها إلا أنتي يا فقر .

سها بلا مبالاه صادقة : عادي يا روحي مكنتش مستنية إنه يعجب بيا لأن إعجابي كان اعجاب سطحي عادي مش أكتر ، المهم زي ما قولتلك يعني .

رحمه : طيب خير ، أبقي عرفيني قالك اي .

سها : أوكي ، باي .

رحمه : باي .


في ڤيلا بدر .


بدر : مالك و فهد الأتنين في القاهرة ؟! .

شخص : اه يا باشا ، و منزلوش لوحدهم ، نازل معاهم ولاد عمهم الشباب و بنتين .

بدر أتنهد و قال : نزولهم كلهم مع بعض مش مطمني ، أهم حاجة بنتي ، عينكوا عليها كويس .

شخص : متقلقش أحنا مش سايبنها لحظة واحدة .


في أوضة كيان و ندي كانوا صحيوا من النوم ، و الساعة بقت ٨ بليل ، كيان لما جت تصحي ندي قالت : ندي ، ندي قومي يله الساعة ٨ أحنا نمنا كتير .

ندي بنعاس : مش قادره يا كيان اقوم خلاص سيبيني نايمة للصبح .

كيان بزهق : يبنتي قومي أقعدي معايا هو أحنا جايين هنا نتحبس !! ، ندي ! ، أنتي نمتي ، اه يا باردة خليكي .


كيان غيرت هدومها و نزلت هي تقعد تحت ، و هي نازلة قابلت مالك نازل بالصدفة .

ف أبتسموا الأتنين عادي و قالها : راحة فين ؟؟ .

كيان : مفيش أنا لسه صاحية من النوم ف قولت أنزل أقعد تحت شوية ، و أنت ؟؟ .

مالك : نازل أقعد مع سها شوية تحت ، تعالي معايا .

كيان بقبول : ماشي .

نزلوا الأتنين قعدوا سوي تحت و بعد خمس دقائق سها جت و قعدت معاهم ، في الأول كان الكلام عادي عن أيام الجامعة و الذكريات ، و بعدها مالك بدأ يغير محور الكلام و قال : بصي يا سها ، أنا محتاجك في شغل عندنا في الشركة .

كيان حبت تقوم لما لاقتهم هيتكلموا في خصوصيات و قالت و هي بتقوم : طيب هستأذن أنا و ه.......... .

مالك مسك إيديها بتلقائية و قال : لاء أقعدي أحنا مش هنقول اسرار .

كيان و سها بصوا لإيده الي ماسكه إيديها و كيان أرتبكت و في اللحظة دي فهد كان دخل الفندق و بالصدفة كان جانبهم ، و وقف لما شاف الموقف و بص ل كيان ، كيان شدت إيديها بسرعة و قالت بتوتر : ه...هو....ال...... .

مالك بعدم فهم : في اي يبنتي بقولك أقعدي عادي .

لكن لاحظ نظراتها المتوترة و بص وراه لاقي فهد ، أبتسم ببرود و قال : كويس إنك جيت ، كنت هتكلم مع سها في شغل ، تعالي أقعد .

Salma Elsayed Etman .

فهد قعد و هو حاسس بالغيره علي كيان من مالك ، أستغرب نفسه و ليه حس بشعور زي دا ، و أضايق جدآ لأنه فاهم لو فضل كده الموضوع هيوصل معاه لحد فين .

قعدوا الأربعة و بدأوا الكلام في الشغل ، القاعدة كان ساعة و ربع ، و نتيجة الكلام إن سها هتمضي عقد شغل معاهم كونها مُترجمة تركية ، لأنهم بيتعاملوا مع عملاء أتراك كتير و كانوا محتاجين مُترجم ، و في نهاية الكلام مالك قال بترحاب : الشركة هتنور و الله يا سها ، بكرة إن شاء الله هنروح سوي و نظبط هناك كل حاجة رسمي ، ورينا بقا شطارتك .

سها بإبتسامة و بهجة : أكيد إن شاء الله .

مالك بص ل فهد و قال : مالك مسمعتش صوتك يعني طول الكلام ، مش تقول رأيك ؟! ، دا أنت حتي صاحب الشركة معايا و لا أفكرك .

كيان و سها بصوا لبعض لتوتر و لتغيير مود القاعدة المُفاجأ دا ، رد فهد بكل هدوء و إبتسامة باردة و قال قاصد الإستفزاز زي ما أستفزه : لاقيت كلامك عاجبني ، ف قولت مفيش داعي أعلق عليه زي كل مرة .

سها برقت عيونها و بص في الأرض من رد فهد المُحرج ، كيان بصتله بضيق و حست الجملة تقيلة أوي إنه يقولها .

و مالك نظرته أتحولت للحده و الكُره !!!! ، و الصمت ساد بينهم !!! .

سها : أحم أحم ، تمام يا مالك كده أتفقنا ، بكرة إن شاء الله هكون عندكوا في الشركة الصبح الساعة ٩ ، بس أستأذن أنا دلوقتي لازم أطلع .

مالك بصلها و رد و قال : أتفضلي .

سها قامت و مشيت و بعد لحظات مالك قام و قال بهدوء و إبتسامة هادية : أنت الي أبتديت ، و الأيام بينا .

مالك قال كلامه و مشي ، و فهد أضايق من نفسه لكن فضل شعوره جواه مطلعهوش ، قطع تفكيره صوت كيان و هي بتقوله بإنفعال : هو أنت ازاي حرجته كده قدامنا !!! ، ازاي تقوله الكلمتين دول !!! ، أنت عارف إن معني كلامك دا إن مفيش رأي ليه بيمشي غير بإذنك و تعليق منك ، ليه هو مش راجل زيك و ليه كلمته في الشركة دي بردو !!! .

فهد بإستغراب : أنتي صوتك عالي ليه !! ، و بعدين أنا مكنش قصدي كده ، هو الي كان هيطلعني صغير في القاعدة لما قالي صوتك مش طالع هو أنت مش زيي و لا اي ، و كأنه بيقولي أنت ساكت ليه مش عارف تقول حاجة مثلآ .

كيان بإنفعال : حتي لو كده بس أنت ردك كان رخم أوي يا فهد و حرجته جامد .

فهد بإنفعال : يعني أنا أسمع إهانتي بودني و أسكت !!! ، و بعدين أنتي بتدافعي عنه كده ليه ؟! ، و لا اه صح أنا المفروض مستغربش ، أصل تقريباً كده مالك عندك غيرنا كلنا .

كيان بزعيق : اي غيرنا كلنا دي أنت عبيط !!! ، أقسم بالله يا فهد لو تعديت حدودك معايا تاني في الكلام صدقني المرة الجاية هخليك تندم .

فهد بص حواليه لاقي بعض الناس باصه عليهم من زعيقها الي طلع فجأة دا ، بصلها بحده و قام وقف و هو بيشدها و بيقول : يله ، و وطي صوتك أحنا مش في البيت .

كيان مشيت معاه و هي بتقوله بغيظ : يا فهد سبني .

و لما طلع بيها علي السلم و مشيوا في الطرقة هي شدت إيديها بقوة و قالت : أوعي بقا ، أنت بتتصرف معايا كده ليه أنت بجد مش طبيعي ، و كلامك ملوش لازمه .

فهد بشدة : ما تتهدي بقا و بطلي طولة لسانك دي .

كيان بإنفعال : مين الي لسانه طويل مين ، ما تقول ل نفسك ، أنتو مفيش و لا واحد فيكوا يفرق معايا أصلآ ، و بجد أنا بندم علي اليوم الي روحت فيه الصعيد و شوفتكوا ، عشان مش كل ما يحصل موقف ألاقيك بتقول كلام زي السم و ملوش لازمه .

في اللحظة دي كان معدي من جانبهم راجل كبير في السن أوي و قال بحسن نية : يا ابني بلاش تتخانقوا في العلن كده ، حلوا مشاكلكوا في بيتكوا ، خُد مراتك و أدخل جوا و شوف اي الي مزعلها و هدي الدنيا بينكوا .

كيان أتوترت من كلام الراجل أو بمعني أصح أتفاجأت بالتدخل المُفاجأ دا و سكتت ، و فهد قال بإبتسامة : حاضر يا حاج ، (بصلها و قال ) هشوف الي مزعلها .

كيان بصتله و أزدرءت ريقها و فضلت ساكتة .

و الراجل أبتسم و قال و هو بيمشي : ربنا يهدي سركوا يارب .

الراجل مشي و هما فضلوا واقفين ساكتين و فهد قال : أطلعي فوق .

كيان : أنا عاوزة أشوف زين .

فهد : زين مش هنا أطلعي دلوقتي و بكرة الصبح نتكلم .

كيان : أومال هو فين ؟؟ (لكن في لحظة ربطت الأحداث و قالت) لحظة لحظة أنت وديتوا المصحة ؟! .

فهد : أيوه .

كيان بزعيق : و أنت ليه معرفتنيش حاجة زي كده و ........ .

قاطعها فهد و هو بيقرب منها جامد و قال بحده : و الله لو صوتك علّي تاني عليا و وسط الناس كده أنا هتصرف تصرف لا هيعجبك و لا هيعجبني ، دلع البنات دا و كل شوية تزعقي و تبقي فاكرة إني هسكت تبقي غلطانة ، أنا لو صابر و ساكت ف عشان أنتي بنت و تبقي بنت عمي ، لكن هتتجاوزي حدودك أنتي كمان ف متلوميش غير نفسك ، لأني مش عيل صغير قدامك .

كيان عيونها دمعت جامد و قلبها كان بيدق بسرعة و بتوتر من أنفاس فهد الي كانت قريبة من وشها ، و فجأة مشيت من قدامه و كانت خطواتها أشبه بالجري ، فهد أتنهد بضيق و قال : اي الي أنا بهببه دا !! .


تاني يوم الصبح كان مالك و فهد و أحمد في الشركة مستنيين سها ، و بعد شوية سها دخلت ليهم ، أتكلموا معاها في تفاصيل الشغل بالكامل و هي هتعمل اي بالظبط و هتشتغل ازاي ، و في نهاية الإتفاق كانوا بيمضوا العقد .

لكن لفت نظر مالك اسمها و الي كان " سها بدر السيوفي " .

أتكلم مالك و قال بشك : أنتي أبوكي بدر محمد أحمد السيوفي رجل الأعمال .

سها بإبتسامة : أيوه .

فهد بصلها بصدمة و منطقش ، و أحمد بص ل مالك الي كانت ملامحه متبشرش بالخير أبدآ ، لكن مالك أبتسم بهدوء و قال : شرفتي جدآ يا سها ، جدآ .

فهد : هو منيين أنتي بنت رجل أعمال زي دا و هو سمحلك تشتغلي عند حد في شركته ، و خصوصاً الحد دا أحنا ، شركة الألفي .

سها : أحم ، بصراحة أنا مليش علاقة ب بابا مين و وظيفته اي ، أنا ليا دعوة بكياني و نفسي ، يعني أنا مثلآ مرتاحة في المكان دا و شايفة نفسي فيه ف مش هيفرق معايا أنا بشتغل معاكوا و لا عندكوا ، و سواء كده أو كده ف أنتو محتاجني و أنا كمان محتاجاكوا و في أي شغل عامةً الكل بيكمل بعضه ، و لو وظيفة واحد مننا حصل فيها عجز ف الشركة بتنقص و بتقع ، صح و لا كلامي غلط .

مالك بإبتسامة مش مفهومة : لاء طبعآ كلامك كله صح ، بس الوالد بقا عارف إنك هتشتغلي هنا مُترجمة .

سها بإستغراب : لسه معرفتهوش ، بس بتسأل ليه ؟؟ .

مالك بإبتسامة : أبدآ ، مجرد فضول .

فهد بصله و كان فاهم قصده و رد هو و قال : تقدري تتفضلي دلوقتي يا سها تشوفي شغلك .

فهد داس علي زرار و السكرتيرة دخلت و قالها : لو سمحتي يا رقية خدي الأستاذة سها وريها مكتبها .

رقية بإبتسامة : حاضر يا بشمهندس ، أتفضلي معايا يا أستاذة .

و بعد ما خرجوا أحمد حط إيده الأتنين علي وشه و بعدها نزلها و قال : ممكن يبقي تشابه أسماء صح ؟! .

فهد : مفيش في مصر كلها رجل أعمال اسمه بدر محمد أحمد السيوفي غير دا .

مالك بشر : يشاء القدر ، بنته هي الي جت برجليها لحد عندنا .

يتبع................. .

جماعة بجد آسفة علي التأخير بس أنا و الله وقتي ضيق و بعمل فيه كذا حاجة .

 قولولي رأيكوا في الرواية من غير كلمة تم الي لا بتفيدكوا و لا بتفيدني بحاجة دي ، أنا عاوزة الرأي 😂😂 .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️العشق و الآلام " البارت التامن " 🦋


فهد : مفيش في مصر كلها رجل أعمال اسمه بدر محمد أحمد السيوفي غير دا .

مالك بشر : يشاء القدر ، بنته هي الي جت برجليها لحد عندنا .

أحمد بنرفزة : يا مالك البنت ملهاش ذنب .

مالك رفع فنجان القهوة علي بوقه و نزله تاني و قال ببرود : و أختنا بردو مكنش ليها ذنب .

فهد أتنهد بهدوء و قال : عاوزين نتفق هنشوف هنعمل اي في تسليم السلاح الي بعد يومين ، و بعد كده هنروح نشوف زين .

أحمد : سيف الأسيوطي عينه كانت علي الصفقة دي قبلينا ، تفتكروا هيخلينا ناخدها بالسهولة دي كده !! .

مالك : يبقي يفكر يلعب و يشوف الي هيحصله .

أحمد : مالك يا فهد سرحان في اي ؟! .

فهد بإنتباه : في أخرة الي بنعمله .

مالك بإستغراب : من ناحية ؟! .

فهد بتنهد : يعني ، أنتو أكيد مستوعبيين يعني اي نكون تجار سلاح .

أحمد : أوعي تكون ندمان !!! .

فهد : مش حكاية ندم ، بس مستغرب الي دخلنا نفسنا فيه .

مالك بلا مبالاه : عادي .

فهد و أحمد بصوله في نفس اللحظة بضحكة ذهول و قالوا في نفس الوقت : بيقولك عادي .

Salma Elsayed Etman .

اليوم كان طبيعي جدآ بالنسبة لهم كلهم ، و في نهاية اليوم كلهم راحوا ل زين ، طبعآ صدمة ندي و سها لما شافوه كده كانت كبيرة ، لكن حاولوا التماسك قدامه عشان يشجعوه ، و بعد فترة من الوقت مشيوا .

أما سها ف روحت من الشركة و راحت الڤيلا ، و لما دخلت شافت باباها ، أتنهدت بهدوء و قربت منه و هي بتبتسم و بتقوله : عامل اي يا بابا ؟! .

بدر : الحمد لله ، اي الي أخرك كده !! ، كنتي فين لحد الساعة ٩ ؟؟ .

سها قعدت و قالتله : أصل أنا شوفت شغل و أشتغلت و إنهارده كان أول يوم ليا .

بدر بنرفزة : تاني يا سها تاني ، ما أنا قولتلك لو عوزاني أفتحلك شركة لوحدك هعملها ، ليه مصممة تعملي الي بتعمليه دا .

سها بضيق : يا بابا أفهمني أرجوك مرة واحدة طيب ، أنا عاوزة الناس لما تحبني و تحترمني تعمل كده عشان أنا سها ، عشان ذاتي و نفسي و كياني ، مش عشان أنا بنت رجل الأعمال الشهير ، أنا الي يهمني راحتي النفسية في المكان الي هكون فيه و بس .

بدر : يا سها دا أنتي بنتي الوحيدة و معنديش غيرك ، عاوزك تكوني أحسن من الناس كلها .

سها بإبتسامة : يا بابا فاهمه و الله ، بس أنا حابة الي بعمله دا ، ف سبني علي راحتي أرجوك .

بدر سكت لحظات و بعدها اتنهد و قال : ماشي يا سها ، أشتغلتي فين و مع مين ؟؟ .

سها بفرحة : أشتغلت مُترجمة في شركة كبيرة جداً ، أكيد تسمع عنها هي مشهورة أوي ، أسمها شركة الألفي .

بدر بصدمة : الألفي !! .

سها : أيوه .

بدر بصدمة : صحاب الشركة فهد و مالك و أحمد الألفي ؟! .

سها بضحك : أنت طلعت تعرفهم أهو مش قولتلك .

بدر بزعيق جامد : أنتي ملقتيش غير الشركة دي الي تشتغلي فيها ، مصر كلها مليانة شركات و أنتي روحتي لشركة الألفي !! .

سها بإستغراب : في اي يا بابا أهدي بس ، أنت تعرفهم ؟؟ .

بدر بإرتباك و توتر : لاء طبعآ معرفهومش معرفة شخصية ، أنا أسمع عنهم بس .

سها : أومال مالك زعقت ليه كده ؟؟ .

بدر بتوتر و كدب : يعني ، يعني عشان دول ٣ شباب يعني و الي أعرفه عنهم إنهم لاعبيين و كل شوية مع واحدة شكل و أنا خوفت عليكي .

سها بعقد حاجبيها : اي دا لاء طبعآ ، دول مش كده خالص ، يمكن مالك هو الي كان لاعبي شوية بس دا لما كان في الجامعة لكن دلوقتي هو ناضج أكتر و مهندس أد الدنيا .

بدر فضل باصصلها و فجأة خرج من الڤيلا بسرعة و ركب عربيته و الحرس كان وراه ، و بعد مدة من الوقت وصل الشركة ، و دخل بهيبته قدام الكل و محدش قدر يمنعه ، لحد ما وصل ل مكتب فهد ، و مالك و أحمد  كانوا قاعدين في المكتب معاه ، بدر أول ما دخل هما أتفاجأوا ، مالك أبتسم بهدوء و برود و قال : كنت متوقع مجيتك دي يا بدر بيه .

بدر بإنفعال : ابعدوا عن بنتي يا مالك ، أقسم بالله لو حد فيكوا قرب منها و لا فكر يقرب بس أنا هق*تله بإيدي .

فهد قام وقف قدامه و قال بإستفزاز : خايف عليها أوي !! ، طب و بنتك الي أنت خايف عليها دي مفكرتش فيها و أنت بتق*تل حبيبة ، مفكرتش إننا مش هنسيب حق أختنا و هناخده من أقرب الناس ليك عشان قلبك يوجعك .

Salma Elsayed Etman .

بدر بعصبية و خوف علي سها : أنا مقت*لتش حد ، و بنتي محدش فيكوا هيقدر يلمسها .

مالك بإنفعال و شر : أسمع يا بدر ، لاحظ إنك في مكاني هنا ، و التهديد الي أنت بتقوله دا تبله و تشرب ميتهُ ، و متخافش عليها أوي ، مش هنخليها تتع*ذب زي ما حبيبة أتعذ*بت من الألم قبل ما تموت .

أحمد رغم إن قلبه محروق علي أخته لكن كان رافض تماماً مبدأ مالك في الإنتقام ، حتي أنه أستغرب رد فعل فهد دلوقتي و هو كمان كان رافض مبدأ الإنتقام من سها ، لكن مكنش عارف تصرف فهد دا تغيير رأيه و لا مجرد إنه بيخوف بدر ، لكن فسره ب إنه بيكسر بدر مش أكتر من كده .

بدر بصدق و زعيق : أنت الي أسمعني ، أقسم بالله أنا مليش علاقة بموت أختكوا نهائياً ، أنا عمري ما فكرت إني أضر حد ، أنا مقت*لتش حبيبة و الله مقت*لتهاش .

أحمد قام بإنفعال شديد و قال : شوف يا بدر أحنا مش هنتناقش مع قا*تل أختنا ، أحنا المفروض نشرب من دمك دلوقتي ، أصلآ مش عارف أحنا ازاي ساكتين عليك لحد دلوقتي ، يمكن عشان مفيش دليل لموتها علي إيدك ، لكن صدقني كله ليه وقته .

بدر بعصبية : قولتلكوا أنا مليش دعوة بموتها ، و بنتي إياك حد فيكوا يلمسها ، ساعتها ههد الشركة فوق راسكوا و مش هكتفي بموتكوا أنتو بس .

بدر قال كلامه كله دفعة واحدة و نزل ، و بعد لحظات فهد نزل يجري وراه و وقفه قبل ما يركب العربية و قاله بعقد حاجبيه : لو مش أنت الي قت*لت حبيبة زي ما قولت ، أومال مين ؟؟ .

بدر بدموع و صدق في كلامه : صدقني يا فهد و الله العظيم مش أنا ، مهما كان بيني و بين أهلكوا مشاكل بس عمري ما فكرت أضر حد فيكوا ، و حتي لو هضر عمرها ما كانت توصل للقت*ل ، موت حبيبة كانت لعبة عشان العداوة الي بينا تزيد و حد فينا يق*تل التاني .

فهد بإهتمام : طب ازاي ؟؟ .

بدر سكت شوية و بعدها قال : أنا متأكد مليون في المية إن الي قت*لها سيف الأسيوطي .

فهد بصدمة : سيف !! .

بدر بصدق : أيوه ، اليوم الي حبيبة ماتت فيه أنا كنت في الڤيلا بتاعتي عادي ، و جالي تليفون من واحد معرفهوش قالي إن فيه واحد من رجالتي أتصرف من دماغه و خ*طف حبيبة عشان يهددكوا بيها ، أنا لما سمعت كده جريت علي المكان الي قالي عليه زي المجنون عشان ألحق الموقف ، في الوقت دا أنتو قولتوا إن حبيبة كانت برا البيت عشان بتقابل صحابها ، و لما أنا وصلت للمكان الي قالي عليه لاقيت بالفعل أفراد من رجالتي هناك ، و حبيبة كانت مقت*ولة في الوقت دا ، لما شوفتها و الله جريت عليها زي المجنون ، كنت فاكرها مغمي عليها أو حد عامل فيها حاجة ، لكن لاقيتها قاطعه النفس و فيه رصاصة في صدرها ، رجالتي أستغربوا خوفي عليها ، و واحد منهم قالي اي الي أنت بتعمله دا يا بدر بيه ، دا أنت بنفسك الي خليت واحد يكلمنا و قالنا بدر بيه بيقول روحوا علي المكان **** هتلاقوا جث*ة حبيبة الجارحي (الألفي) خليكوا جانبها لحد ما هو يجي ، و لما سألنا مين الي قت*لها قال بدر ، و هو دلوقتي جاي ليكوا بس أسبقوه علي هناك ، زعقت فيهم زي المجنون و دموعي كانت بتنزل علي حبيبة و الله ، و معداش دقايق علي الموقف و لاقيتكوا وصلتوا المكان ، مش عارف اي الي خلاني أهرب رغم إني معملتش حاجة ، بس كنت متأكد إني هتق*تل ظلم في اليوم دا لو فضلت واقف ، ف هربت عشان بنتي .


فلاش باك .


أحمد كان بيجري بخوف و قال : مين الي بلغك إنها هتبقي هنا ؟؟ .

مالك قال و هو بيجري بخوف : واحد كلمني و قالي إن بدر خط*فها و جابها علي هنا .

فهد كانت خطوته أسرع و وصل لباب الأوضة الأول و قال و هو بيفتحه بخوف : مش هيقدر يأذ................. .

قطع كلامه لما دخل و شاف حبيبة علي الأرض و دمها جانبها ، وقف مصدوم و حس كأن جسمه كله أتشل .

مالك دخل و لما شاف حبيبة قلبه كان علي وشك الوقوف بالمعني الحرفي فعلآ ، جري عليها هو و أحمد و فهد ما زال واقف في صدمته و دموعه هي الي كانت بتعبر عن كل الي حس بيه لما شاف بنت عمه كده .

مالك مسكها و كان بيفوقها بهستيريا و قال بعياط شديد و وجع : حبيبة قومي ، عشان خاطري يا حبيبة قلبي قومي ، فوقي يا حبيبة أحنا خلاص جينا ، حبيبة ردي عليا يا حبيبتي ردي .

أحمد خدها في حضنه و صرخ بقوة و قهرة و دمها غرق هدومه و قال بعياط أشبه بالصرخة : لاء يا حبيبة متموتيش ، ليه كدههههههه ، ليه عملوا فيكي كده ، قومي يا حبيبتي فتحي عيونك دا مش مكانك قومي .

فهد دموعه كانت بتنزل زي الشلال ، الصدمة أحتلت كيانه و كانت أكبر من إنه يعيط و يصرخ ، قرب منهم و هو شايف إنهيار مالك و أحمد قدامه و حبيبة في النص بينهم غرقانه في دمها ، نزل علي ركبه قدامهم و فجأة أنف*جر من العياط و هو ماسك إيديها الي كانت متغرقة بالدم .


باك .


دموع فهد نزلت بغزارة و هو بيفتكر الي حصل ، رد علي بدر بجمود و دموعه علي خده و نبرته مليانه بالغموض و الشر : و بعدين ؟! .

بدر بدموع : بس ، و الله دا الي حصل ، أنا فضلت أدور و أحاول أوصل للي كلمني و كلم رجالتي ، لكن للأسف لاقينه جثته بس ، و لما حاولنا نعرف هويته اي و مين هو ، ساعتها أكتشفنا إنه واحد من رجالة سيف الأسيوطي ، بعدها روحت لسيف و أتخانقت معاه و واجهته ، و رد عليا و قالي إنه ملوش دعوة بلي حصل ، و الشخص دا هو طرده من بدري و ميعرفش عنه أي حاجة من بعد ما مشي من عنده ، و أي حاجة هو عملها من بعد ما طرده هو ملوش علاقة بيها .

فهد : و مين الي قت*ل الشخص دا ؟؟ .

بدر بصدق : معرفش .

فهد مسح دموعه و فضل واقف بثبات و بملامح غامضة ، و بعدها بص ل بدر و قاله بشر : لو بتكدب عليا في حرف واحد بس يا بدر ، ساعتها أنا الي هحرق قلبك علي بنتك بإيدي و قدام عيونك .

بدر بثبات : أنا مبكدبش عليك يا فهد ، ربنا لوحده هو الي عالم إني بقول الحقيقة ، و أوعي تفتكر إنك لما تفكر تأذي بنتي أنت و لا ولاد عمك أنا هسكت لاء ، قبل ما تفكر تلمس شعره منها هخليك تقرأ الفاتحه علي روح أهل بيتك كلهم ، أنا قولتلك الحقيقة و معنديش كلام تاني أقوله ، و أنا عمري ما أذيت حد و لا فكرت في أذية حد ، بس لحد بنتي أنا مستعد أعمل أي حاجه ممكن تخطر على بالك .

بعد ما قال كلامه ركب عربيته و مشي من قدامه ، فهد خد نفس عميق وخرجه بهدوء و قال بجمود : سيف ، رصيدك خلص معايا و نهايتك قربت .

Salma Elsayed Etman .

تاني يوم بليل كان كل واحد نايم في أوضته ، ما عدا مالك الي كان تحت في الفندق و شارد ، و قطع سرحانه صوت سها و هي بتقعد و بتقول : أنت قاعد كده ليه ؟؟ .

مالك أنتبه لصوتها و بصلها و هي بتقعد و قال : مفيش ، أنتي في الفندق ليه مش كنتي روحتي علي بيتك ؟! .

سها : ما أنا روحت بس جيت هنا تاني عشان كنت بجيب حاجات لعمي هنا ، و شوفتك و أنت قاعد لوحدك كده ف قولت أجي أسألك مالك .

مالك كان باصصلها و ساكت ، و مكنش شايف قدامه غير منظر أخته يوم موتها ، و كأنه بيتخيل سها مكانها !!! ، لكن فجأة بعد بنظرته بسرعة و قال : الوقت أتأخر علي فكرة أطلعي نامي ورانا شغل كتير بكرة الصبح .

سها بإستغراب : الساعة ٩ و نص لسه ، و بعدين دا أنا يومي بكرة هيبدأ علي الضهر .

مالك في الوقت دا كان حاسس إنه بيجيلي أفكار مش كويسة ، حاول يسيطر علي أفكاره دي و قام بسرعة و قال : هنزلك من ٨ الصبح غيرت رأيي يله تصبحي علي خير .

قال كلامه و مشي حتي سها ملحقتش ترد عليه ، كانت بصاله بذهول و مش عارفه تنطق ، و لما أختفي عن نظرها قالت : ماله دا !! ، دا مجنون و لا اي ؟! .


في الوقت دا فهد كان نايم علي سريره و باصص للسقف ، و بص جانبه و خد تليفونه من علي الترابيزة و فتحه و طلع اسم كيان ، فضل باصص للاسم لحظات و كان عاوز يرن عليها ، لكن أتنهد و قفل تليفونه من الجنب و قال : مشاعرك خليها جواك ، كفاية وجع .


في الوقت دا فهد كان نايم علي سريره و باصص للسقف ، و بص جانبه و خد تليفونه من علي الترابيزة و فتحه و طلع اسم كيان ، فضل باصص للاسم لحظات و كان عاوز يرن عليها ، لكن أتنهد و قفل تليفونه من الجنب و قال : مشاعرك خليها جواك ، كفاية وجع .


مالك لما طلع أوضته كان حاسس بضيق و لأول مرة يحس إنه متشتت فعلاً ، أحمد لاحظ عليه الضيق و قاله : مالك ؟ .

مالك : مفيش .

في اللحظة دي فهد خرج من أوضته و عينه جت في عين مالك ، بصله في صمت و خرج .

أحمد : ماله دا كمان .

مالك بضيق : معرفش و أنا مالي بيه .

Salma Elsayed Etman .


فهد نزل تحت و طلب قهوة ، و بص في ساعة التليفون و قال : لسه بدري .

و طلع اسم كيان رن عليها ، كيان كانت نايمة على السرير و لما سمعت رنة التليفون و مسكته و لاقت اسم فهد قامت أتنفضت و ندي أتخضت و قالت : في اي فزعتيني ؟؟ .

كيان : د...دا دا فهد .

ندي : طب ما تردي .

كيان سكتت لحظات و بعدها ردت و قالت : ألو .

فهد : أحم ، صحيتك ؟؟ .

كيان : لاء أنا كنت صاحية .

فهد : طيب ندي صاحية ؟؟ .

كيان : اه و قاعدة جانبي اهي عاوزها ؟ .

فهد : طيب أنزلوا أقعدوا معايا تحت شوية .

كيان بصت في الساعة و قالت : ماشي ، سلام .

و بعد ما قفلت مع فهد قالت : ندي قومي ألبسي هننزل لفهد نقعد معاه شوية .

ندي قالت بتعمد : لاء مش قادرة و هموت و أنام دلوقتي أنزلي أنتي .

كيان بغيظ : يا ندي أخلصي أنزلي معايا يله .

ندي بإصطناع النعاس : لا لا مش قادرة بصي السرير بيناديني أهو .

كيان بنرفزة : يا باردة .

ندي ضحكت و هي حاطه وشها في المخده ، و بعد عشر دقايق كيان كانت جاهزة و نزلت ، و لما شافته قربت منه و قعدت بهدوء و كانت ساكته ، و هو متكلمش ، و قطعت هي الصمت و قالت : ندي كانت عاوزة تنام عشان كده هي منزلتش معايا .

فهد بإبتسامة : ندي أختي دي بتفهم و الله .

كيان برفعة حاجب : قصدك اي ؟! .

فهد : و لا حاجة ، بصي أنا بصراحة كنت عاوز أقولك متزعليش مني علي الكلام الي قولته ليكي ، علي فكرة أنا مش من عادتي إني أعتذر لحد ، بس أنا حسيت إني زودتها معاكي شوية ، ف أسف .

كيان قالت بتلقائية و هي بتبص جانبها : ينف*جر في وش الواحد زي البركان و يقولك مبعتذرش دا أنت معندكش دم و الله .

فهد قال و هو بيحرك إيده : لاء بقولك اي يا حلوة مش عشان أعتذرتلك يبقي تسوقي فيها بقا دا أنتي لسانك طويل صح ما تتلمي يا بت .

كيان بإنفعال : اي أتلمي دي ما تحترم نفسك دا أنت رخم و الله العظيم دا أنا مشوفتش في رخامتك .

فهد جز علي سنانه و بعدها مشي إيده علي وشه بنفاذ صبر و قال : طيب ماشي أنا هسكت بس عشان المفروض إننا بنصلح علاقتنا ف بلاش نتخانق تاني ، ماشي أنا رخم و معنديش ذوق ياستي ، بس أنتي لسانك طويل جداً بردو ما أنا مش بتعصب من فراغ يعني أنا مش مجنون .

كيان ضيقت عيونها و قالت : أنت شخص غريب أوي يا فهد ، لاء بجد أوعدك إني هدرس شخصيتك دي لما أتخرج .

فهد قرب منها ب وشه و قال بإبتسامة : هبقي الحالة الي هتشتغلي عليها في تخصصك يعني .

كيان دارت إبتسامتها و قالت و هي بترفع كتفها و بتنزله : ليه لاء .

فهد بإبتسامة : و أنا موافق ، بس يارب تفهميني صح .

كيان كانت بتحاول تداري إبتسامتها أكتر لكن فشلت و أبتسمت و قالت : هفهمك صح .


و بعد ما قعدوا سوي و أتكلموا في كذا حاجة كان نوعاً ما علاقتهم بدأت تتظبط ، أما بالنسبة ل مالك ف طول الليل منامش و كان بيفكر في إنتقامه لأخته ، مكنش فارق معاه هينتقم ازاي أد ما فارق أنه ياخد الإنتقام من حد يكسر بدر .


تاني يوم الضهر كانوا في الشركة ، و ندي و كيان كانوا عند زين في المصحة .

مالك كان بيتكلم مع سها في الشغل و نهي كلامه و هو بيقول : يبقي زي ما قولتلك الملف دا ترجمته مهمة جدآ و عاوزه منك بعد ٣ أيام مش أكتر من كده .

سها قالت و هي بتقوم من علي الكرسي : خلاص تمام متقلقش ، أنا هقوم عش....... .

مالك قاطعها و قال : لاء أقعدي شوية عاوز أتكلم معاكي .

سها قعدت و قالت : في اي ؟؟ .

مالك قفل اللاب الي كان مفتوح قدامه و قال : يعني ، بقالنا كتير متكلمناش زي زمان ، وحشني الكلام معاكي .

سها أتفاجأت من كلامه و قالت بتوتر بسيط : مش فاهمه ، يعني هنتكلم في اي ؟؟ .

مالك قام من علي كرسي مكتبه و لف و قعد قدامها و قال بإبتسامة مزيفة : كلميني عنك مثلآ ، يعني ما ساعة ما أتخرجت و أنا معرفش عنك حاجة ، مع إننا كنا أصدقاء في الدراسة ، رغم إني كنت هندسة و أنتي آلسن لكن سبحان الله كنتي أقرب واحدة ليا ، بس من ساعة ما أتخرجت علاقتنا أتقطعت معرفش ليه .

سها أتوترت نسبياً و بان التوتر عليها و دا ذاد من إبتسامة مالك ، ردت سها و قالت : يعني و لا حاجة ، لما أنت و دفعتك أتخرجتوا أحنا فضلنا كلنا مع بعض متفرقناش لحد ما أتخرجنا بعدكوا ب سنتين ، و ما زال في ناس من زمايلنا أنا علي تواصل معاهم لحد دلوقتي .

مالك : أمممممم ، كويس ، صح باباكي ازاي وافق بسهولة إنك تشتغلي هنا ؟؟ .

سها : اه أنت هتفكر زيه بقا ، ازاي وافق مع إنه معاه فلوس يقدر يفتحلي بيها شركة لوحدي و سابني أشتغل في شركتكوا صح .

مالك بإبتسامة خبث : بصراحة اه ، و خصوصاً إنها شركة الألفي .

سها بعقد حاجبيها : أشمعنا .

مالك : أصل علاقتنا مع الوالد مش أد كده يعني .

سها بقلق : اه ، هو حكالي .

مالك عقد حاجبيه و قال : حكالك اي بالظبط ؟! .

سها : يعني ، كلام عادي .

مالك : ماشي ، صح يا سها أنتي مش مرتبطة خالص ؟! .

سها بإستغراب : اي السؤال الغريب دا !! .

مالك : لاء سؤال عادي ، فضول .

سها : لاء أنا مليش في الإرتباط ، الي عاوز يرتبط بيا بيت أهلي موجود .

مالك بإبتسامة خبيثة : كويس ، فرحتيني .

سها بقلق : فرحتك ازاي !! .

مالك بإبتسامة : بعدين هتفهمي كل حاجة .

سها سكتت و مردتش عليه و كانت مذهولة من كلام مالك الي أول مرة يتكلم معاها كده .

في مكتب فهد كان قاعد هو و أحمد ، و أحمد قال : الحمد لله تسليم السلاح عدي علي خير .

فهد أبتسم بسخرية و أحمد قاله : اي الإبتسامة دي ؟! .

فهد : أصل بصراحة مستغرب أنت بتحمد ربنا و بتذكر اسم ربنا عشان اي !!! ، يعني مش غريبة تحمد ربنا علي إتمام تجارة سلاح خارج محيط القانون و حرام ، مش غريبة شوية !! .

أحمد بتنهد : أسكت يا فهد .

فهد لف بالكرسي لحد ما بقا ضهره ل أحمد و وشه للشباك و قال بضيق : ما أنا هسكت فعلآ .

Salma Elsayed Etman .


في المصحة .


كيان بترجي : يا زين عشان خاطري كُل بقا مينفعش كده .

زين بتعب و ضيق : يا كيان قولتلك مش قادر أكل خلاص بقا خلصنا .

ندي : يا ابني معلش لازم تاكل عشان العلاج ، أنت مش شايف وشك بقا عامل ازاي من قلة الأكل .

زين فجأة أتعصب جامد و أنفعل و قال : ما بس بقا كفاية خلاص قولت مش عاوز أكل سيبوني ، و اطلعوا برا أحسن بقا .

كيان حطت الأكل جانبها و قامت وقفت و قالت : لاء مش هنطلع برا ، و أنت لازم تساعدنا و تسمع الكلام عشان تخرج من هنا في أقرب وقت .

زين أنفعل بطريقة جنونية و نوبة المخد*رات جاتله و بدأ يكسر في كل ركن في الأوضة و قال : أنا هنا زي المسجون بالظبط ، خرجوني من هنا و أبعدوا عني بقااااااااااااا .

كيان مسكته بسرعة و ندي جريت تنادي للدكتور و زين قال بنفس حالته : أبعدي عني يا كيان أنا كده هأذيكي أبعدي .

كيان بدموع و خوف عليه : طيب حاضر بس عشان خاطري استني بس ، استني ه........... .

زين فجأة زقها بعصبية و قال : أبعدي قولتلك بقااااااااا .

و جري علي الباب يخرج و قبل ما يخرج دخل الدكتور و معاه مساعدينه و زين في حالة مكنتش تتوصف ، عصبيته رعبت الكل و وشه كان أحمر زي الدم و عروق جسمه كلها برزت من التشنجات الي جاتله ، الدكاترة حاولوا يتحكموا في حركته لحد ما قدروا ونيموه علي السرير بالعافية و أدوله حُقنة المُهدأ ، ف الوقت دا كيان و ندي كانوا بيعيطوا و ندي فتحت تليفونها و بالصدفة كان اسم أحمد أول اسم ظهر ليها ف رنت عليه .

أحمد كان قاعد مع فهد و لما شاف اسم ندي رد بسرعة و قال : ألو .

ندي بعياط : أيوه يا أحمد ، زين حالته بقت صعبة أوي .

أحمد قام أتنفض و قال بخوف : ماله اي الي حصله ؟؟ .

ندي بعياط و شهقات : رافض الأكل و العلاج و النوبة جاتله .

أحمد بلهفة : طيب أقفلي أقفلي أحنا جايين سلام .

فهد بخضة : في اي ؟؟ .

أحمد : زين حالته مش مستقرة يا فهد ، لازم نروح المصحه دلوقتي .

فهد قام بسرعة و خرج هو و أحمد و دخلوا مكتب مالك بدون إستأذان ، مالك كان لسه هيتنرفز بس فهد نطق و قال بلهفة : زين حالته صعبة أوي يا مالك لازم نروح المصحة دلوقتي .

مالك قام وقف بسرعة و خد مفاتيح عربيته و تليفونه و خرج ، أحمد كان آخر واحد طالع و سها قالتله بلهفة : أنا هاجي معاكوا .

أحمد : تعالي .


و بعد ساعة إلا ربع وصلوا المصحة .


كيان كانت واقفة و منهارة من العياط عشان أخوها ، و فهد و مالك و أحمد و سها أول ما ظهروا في الطرقة و فهد شافها جري عليها أول واحد و هي من كتر العياط كانت هتقع و فهد مسكها بإيديه الأتنين و هي ماسكه في دراعه و بتقول بعياط و شهقات : مشوفتش حالته يا فهد كانت عاملة ازاي ، كنت حاسة إنه هيموت خلاص .

فهد قال بلهفة و حنان : لاء بعد الشر أهدي ، و الله هيبقي كويس بس أنتي أهدي الأول هو مينفعش يشوف حد فينا كده .

كيان عيطت عياط هستيري و تقريباً مكنتش في وعيها و قالت : هيموت يا فهد ، أنت مشوفتهوش ، زين مش هيقدر يستحمل ، مشوفتش وشه و جسمه عاملين ازاي .

فهد خد راسها في حضنه و قال بدموع و حنان : يا حبيبتي أهدي و الله إن شاء الله هيقوم بالسلامة ، متخافيش يا كيان .

مالك لما شاف تصرف فهد حس قلبه وجعه ، الغيره أتملكته بسبب إعجابه الشديد ب كيان ، هو ملحقش يحبها لكن مشاعره ليها قوية ، علي عكس فهد الي حس بدقات قلبه ل كيان و قلبه أعلن الحب ليها .

مالك فضل باصص ليهم و أحمد بصله بزعل لأنه كان حكي ليه عن مشاعره لكيان ، سها عيونها دمعت من الموقف و قالت : يا نهار أبيض اي دا الله يكون في عونهم ، إن شاء الله يا مالك هيبقي كويس و الله ، مال وشك في اي متخافش بإذن الله هيبقي بخير .

مالك بصلها بنظرة مش مفهومة و رجع بص لفهد و كيان ، مالك شاف الدكتور بالصدفة في أخر الطرقة ف راح ليه و قاله بصوت هادي : هو زين الألفي حالته اي بالظبط ؟؟ .

الدكتور : زين كان جسمه بدأ يتقبل العلاج و الدنيا كانت تمام ، لكن فجأة أمتنع عن الأكل و بدأ يضعف و جسمه مش مُتقبل العلاج ، لكن علي الأغلب دا طبيعي بسبب التغيرات الي حصلت في جسمه .

مالك بقلق : طب هو هيبقي كويس و لا حالته متأخرة ؟؟ .

الدكتور بتنهد : إن شاء الله هيبقي كويس ، أنتو بس أدعوله ، هو دلوقتي محتاج الدعم النفسي أكتر من أي حاجة ، هو دا الي هيخليه يفوق .

مالك هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : ماشي يا دكتور شكرآ .

الدكتور : العفو .

مالك بعد ما خلص كلامه مع الدكتور نزل في الجنينة تحت ، كان بيفكر في ألف حاجة ، في زين و في نفسه و في سها و في كيان و فهد ، قعد و هو حاسس إن قلبه بيتحطم ، هو حس كل حاجة ضده ، و مش عارف هي فعلاً ضده و لا هو الي فاهم الكل غلط ، محسش بنفسه غير و هو بيقول بشرود : ليه كده ، ليه بياخد مني كل حاجة ، الأهل و الفلوس و الشركة ، حتي البنت الوحيدة الي قدرت إنها تحرك مشاعري هو كمان حس بمشاعر ناحيتها ، و كأنه مُتعمد يقولي مفيش حاجة هسبهالك ، و هخسرك كل حاجة يا مالك ، و كأني عدوه مش ابن عمته .

سها جت علي آخر جملة و لما سمعتها أستغربت جدآ ، لكن محاولتش تناقشه فيها ، لكن حبت إنها تبقي معاه ، قعدت جانبه و قالتله : أنت كويس ؟؟ .

مالك فاق من شروده و بصلها و سكت ، سها أتنهدت بهدوء و قالت : أنا عارفة إنك حزين علي زين ، و زمانك دلوقتي بيجي في دماغك مليون سيناريو كل واحد فيهم نهايته أصعب من التاني ، لكن إن شاء الله هيبقي بخير ، أنتو بس حاولوا متنهاروش قدامه ، خليكوا دايمآ معاه .

مالك هز راسه بالإيجاب في صمت .

في اللحظة دي تليفون سها رن و كانت واحدة من صحابها و لما ردت عليها لاقتها بتعيط جامد ، و بتقولها إن الي كانت بتحبه مطلعش بيحبها و كان بيتسلي و إنهارده ميعاد خطوبته ، سها حاولت تهديها و كلمتها ربع ساعة ، و في نهاية المكالمة قالتلها إنها هتعدي عليها بعد الشغل ، و بعد ما خلصت و قفلت مالك قالها بتساؤل : مالها ؟؟ ، شايفك عمالة تهدي فيها .

سها بدموع : كانت بتحب واحد ، و وثقت فيه ، بس هو خذلها .

مالك بعقد حاجبيه : خذلان من أنهي نوع ؟! .

سها بدموع : طلع بيتسلي بيها ، و إنهارده خطوبته علي بنت تانية ، يارتها ما وثقت فيه ، و الله أنا كان ليا نظرة في الشخص دا و قولتلها بلاش دا مش جد و لا باين عليه حُبه ليكي بس هي مسمعتش كلامي .

مالك رفع حاجبه و قال : و أنتي بتاخدي بالك مين الشخص الكويس و مين لاء ؟؟ .

سها بصتله و قالت : مش بالظبط ، أحياناً مبكونش فاهمه الي قدامي ، بس دا كان باين عليه ، كان باين أوي أنه زبا*لة ، بس هي مشافتش دا ، أو بمعني أصح مكنتش عاوزة تشوف دا عشان بتحبه .

مالك : أمممم ، الحب أعمي زي ما بيقولوا يعني .

سها : للأسف .

سكتوا شوية و بعدها مالك قال عن قصد : و أنتي شيفاني اي يا سها ؟؟ ، شخص كويس ؟؟ ، يعني مثلاً ممكن أضر حد ؟؟ .

سها أبتسمت إبتسامة خفيفة جدآ و قالت : مالك الي أنا أعرفه من زمان أقدر أقول عليه إنه إستحالة يأذي نملة .

مالك بتلاعب : يعني مثلاً مش خايفة آذيكي .

سها مفهمتش ألغاز كلامه و قالت بإستغراب : و هتأذيني ليه ؟؟ ، ليكون كلام بابا عنك صح .

مالك : و الي هو اي ؟؟ .

سها : إنك بتاع بنات ، أصلآ أنت معروف من و أنت في الجامعة إنك بتاع بنات ، بس قولت ربنا هداك ، قصدك تقولي إني ممكن أكون بنت من الي أنت عاوز تتسلي بيهم !! .

مالك أبتسم بخبث و قال : بس أنا مقولتش كده ، دي مجرد دردشة بينا مش أكتر ، مناقشة يعني و نحط أحتمالات و حلها ازاي ، عادي يعني .

سها بعقد حاجبيها : مالك هو أنت عاوز تخوفني منك ؟! .

مالك إبتسامته أختفت و نظرته أتغيرت و سكت !! ، هو فعلاً عاوز يخوفها منه عشان تبعد عنه و مياخدش إنتقامه منها !!! لأنه مش قادر يتحكم في نفسه و عاوز يحرق قلب بدر عليها ، و لا فعلآ هو واخد قرار إنتقامه منها و كلامه دا عاوز يوقعها بيه !! .

رد عليها بعد صمت طال للحظات و قال : و أنا هخوفك مني ليه !! ، قولتلك دي مجرد مناقشة .


في الوقت دا فهد كان نازل يخلص شوية أوراق تخص زين ، و بالصدفة قابل سيف الأسيوطي في وشه ، الأتنين أتفاجأوا بالمقابلة دي ، و طبعاً نظراتهم لبعض كانت كفيلة إن محدش فيهم يتكلم .

فهد أبتسم و قال : فعلآ دا أنسب مكان ليك يا سيف .

سيف ضحك و قال : أسف ضيعت أحلامك بس أنا جاي أزور واحد صاحبي .

فهد : أشك بصراحة إنه يبقي عندك أخلاق و مفهوم الصداقة .

سيف أبتسم ببرود و قال : و أنت الي أخلاقك عالية أوي يا تاجر السلاح .

فهد قرب منه خطوة و قال : ليك يوم يا سيف ، أتأكد بس ، و ساعتها محدش هيقدر ياخدك من تحت إيدي .

سيف أبتسم و قال : يا راجل عيب الكلام دا ، دا أنا حته عاوز أكون نسيبكوا .

فهد مسكه من هدومه جامد و قال بحده : أقسم بالله يا سيف لو فكرت تقرب من كيان أو من أي حد جوا عيلتي هق*تلك بإيدي ، جرب بس تفكر فيهم .

يتبع........................... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .العشق و الآلام " البارت العاشر " 🦋 .


سيف أبتسم و قال : يا راجل عيب الكلام دا ، دا أنا حته عاوز أكون نسيبكوا .

فهد مسكه من هدومه جامد و قال بحده : أقسم بالله يا سيف لو فكرت تقرب من كيان أو من أي حد جوا عيلتي هق*تلك بإيدي ، جرب بس تفكر فيهم .

سيف نزل إيد فهد بكل هدوء و قال : أنا مبتهددش يا فهد ، و يوم ما تفكر تهددني تاني تكون حافر قبرك قبليها .

سيف سابه و مشي و فهد فضل باصصله بجمود ، بعدها تليفونه رن ، بص للرقم و فضل ساكت و قفل التليفون و خرج برا المصحة .


أحمد كان قاعد جنب زين ، بصله و هو بيمشي إيده علي شعر زين بحنان و قال : كله هيعدي ، بس أنت خلي عندك إرادة و عزيمة .

زين بدموع و تعب : مبقتش قادر يا أحمد ، أنا بقيت أخاف علي الي حواليا مني ، أنت مشوفتنيش كنت عامل ازاي لما النوبة جاتلي ، أنا لما فوقت و أستوعبت الي حصل كنت حاسس إني هموت لمجرد إني فكرت إني كان ممكن أعمل حاجة لكيان أو ندي ، (غمض عيونه بوجع و قال ) كسروني يا أحمد ، دمروني بالكامل ، زين الألفي وقع خلاص .

أحمد مسك وشه بين كفوف إيده و قال بإبتسامة : و لو حتي وقعت ، هل هتسيب نفسك واقع !!! ، أحنا بشر يا زين ، هنقع مليون مرة لكن هنقوم تاني ، مش غلط إننا نقع ، لكن الغلط إننا نستسلم و نفضل واقعين ، إيدي و إيدينا كلنا ممدودة ليك عشان تقوم ، بس أنت ساعدنا ، و أتعلم الدرس من الي حصلك ، لو وهمت نفسك إنك مش هتقدر ف أنت فعلاً مش هتقدر و هتكون ضيعت نفسك ، لكن أنت أدها أنا واثق ، و هتقوم و الله و هتبقي أحسن من الأول .

Salma Elsayed Etman .

كيان و ندي أبتسموا و مكنش عندهم كلام تاني غير الي أحمد قاله ، ف اللحظة دي مالك و سها دخلوا ، و قعدوا كلهم سوي و أتكلموا في كذا حاجة ، كيان لاحظت غياب فهد و قالت : هو فهد فين ؟؟ .

أحمد بإستغراب : مش عارف هو قال هيخلص أوراق و طالع تاني .

مالك كان قاعد جنب كيان و كلهم كانوا بيتكلموا بصوت عالي ، ف بصلها و قال بنبرة هي بس الي سمعتها : غيابه فرق معاكي صح ؟؟ .

كيان : أنت قصدك اي ؟! .

مالك بجمود : مش هيفرق معاكي في حاجة ، للأسف يا كيان ، أنتي دخلتي برجلك حياة مكنتيش تتمني إنك تبقي فيها أبدآ .

كيان بصتلهم كلهم لاقتهم مندمجين مع بعض و بيهزروا و محدش فيهم مركز معاهم ، ف بصتله تاني و قالت بجدية : أنا مبحبش الألغاز ، قول الي عاوز تقوله من غير ما تحور عليا .

مالك : أنا مبحورش ، أنا بس بقولك ، أنتي دخلتي بين أتنين علي ما أعتقد الصراع بينهم عمره ما هينتهي .

كيان فهمت كلامه لكن حاولت تكدب نفسها و تقنع نفسها إنها فهمت غلط ، هي فعلاً ملاحظة تصرفات الأتنين معاها بقالهم فترة ، و أي واحدة هتفسر تصرفاتهم بالإعحاب أو الحب ، لكن الخلاف الي بين مالك و فهد هيبوظ الدنيا ، يمكن لو جدهم مكنش هز ثقة مالك في نفسه مكنش الحقد أتزرع في قلب مالك من ناحية فهد ، فهد و مالك قلوب الأتنين كانوا ضحية لفكر جدهم الغير عقلاني نهائياً ، و دا الي هنفهمه مع الأحداث و جدهم عمل اي .

كيان حاولت تجمع كلامها و قالت : بُص يا مالك أتمني مكونش الي فهمته صح ، بس لو صح ف تأكد إنك فاهم غلط ، و مش بقول كده إني ببرر ليك أي تصرف ، لكن أنا مش حابه إنك تبقي فاهم حاجة غلط .

مالك أبتسم بهدوء و قال و عيونه مش في عيونها : سواء فاهم غلط أو صح ، ف المرة دي أنا مش هسيب فهد ياخد حاجة أنا عاوزها ، كفاية الي خدوا .

كيان خافت من كلامه لكن في لحظة سيطرت علي خوفها دا و كان صوتها هيعلي لكن مالك قطعها و قال : أوعي تعلي صوتك ، لا مكان و لا وقت يسمح بالجدال ، هنتكلم بعدين .


Salma Elsayed Etman .


في نص ساعة في مكان ما .


مجهول : لسه مفيش أي حاجة ظهرت معايا ، الموضوع كله ماشي بطريقة سرية فوق ما تتخيل ، دول محترفين مش تُجار سلاح عاديين .

عبد الرحمن : أسمع يا ......... الصفقة الأخيرة دي مكنتش لازم تتم ، لكن الي حصل حصل ، دا غير إن فيه أتنين من أكبر تجار السلاح هويتهم مش مكشوفة ، محدش قادر يوصلهم و لا يعرف حتي أساميهم ، كل المعلومات بتأكد إن فيه أتنين بيديروا أمر تجارة السلاح لكن دا حتي ملامحهم مش معروفة ، أحنا الي يهمنا دلوقتي دول .

مجهول بضيق : عارف .

عبد الرحمن : القائد مستني منك خبر ، أستعجل في معلوماتك ، أنت من أحرف العناصر عندنا ، و حطناك في المهمة دي لأنك محترف ، متخذلناش .

المجهول هز راسه و هو بيقول بجمود : متقلقش .


و بعد ٣ ساعات كانوا كلهم روحوا و فهد مكنش لسه رجع ، و بعد دقايق من بعد ال ٣ ساعات دخل الفندق لكن كان قاعد برا في الجنينة ، كيان كانت نزلت و بتتمشي و لقته بالصدفة قاعد ، جريت عليه بسرعة و قالت : أنت كنت فين كل دا ؟؟ ، و برن عليك مش بترد ليه ؟؟ .

فهد : كنت في مشوار .

كيان قعدت جانبه و عقدت حاجبيها و قالت : مالك يا فهد ؟؟؟ ، حاسة إنك فيك حاجة ، أنت مكنتش كده الصبح .

فهد كان ساكت و مبيتكلمش ، بمعني أصح طاقته إنعدمت ، حاسس و كأن هموم الدنيا كلها فوق كتافه هو لوحده ، فضل علي صمته لحد ما كيان قالت : هو مش المفروض إننا ولاد عم و صحاب ، ما تجرب تحكيلي يمكن تفوق شوية .

فهد قلبه كان وجعه جدآ و فعلاً باين عليه الحزن ، أتكلم بفقدان شغف واضح جداً في كلامه و قال : هقولك اي و لا اي يا كيان ، الي فيا مينفعش يتقال ، أنا بس الي حاسس بيه ، و مهما أوصفه عمري ما هقدر أوصلك إحساسي ، حاسس إني من كتر الضغط النفسي الي أنا فيه خلاص هموت ، حاسس كأني شايل جبال الدنيا كلها فوق ضهري ، يمكن مبظهرش دا لكن أنا محدش يعرف عني حاجة أصلآ ، حتي أقرب الناس ليا و حتي صاحبي المقرب ، من يومين حلمت حلم غريب أوي ، أشبه بالكابوس ، كنت ماشي في طريق طويل جداً و لوحدي ، كل ما بقدم خطوة برجع نفس الخطوة تاني ، و شوية شوية لاقيت نفسي برجع خطوات كتير و الدنيا بتضلم في وشي ، و لاقيت مالك و أحمد قدامي واقعين في حفرة كبيرة و مش عارفين يطلعوا ، و لما حاولت أطلعهم لاقيت عبد الله أخوكي بيقولي سبهم هما مش هيحصلهم حاجة تعالي معايا نشوف زين ، و لما روحت أنا و عبد الله نشوف زين لاقيته واقع علي الأرض مبيتحركش ، و تحتيه دم ، و لما جريت عليه أنا و عبد الله مسكته و بعدله لاقيته ميت ، الحلم أتكرر معايا أكتر من مرة ، و في كل مرة بقوم مخنوق و مش قادر أخد نفسي ، و في كل مرة نفس أحداث الحلم بالتفصيل .

كيان أزدرءت ريقها و قالت : متقلقش يا فهد دا مجرد حلم إن شاء الله ، أنت عشان بس بتفكر كتير ف عقلك هيألك حلم زي دا .

فهد خد نفسه بضيق و هو مغمض عيونه و بعدها طلعه و قال و هو بيفتح عيونه : مش عارف يا كيان ، قولت يمكن عشان الشد الي بيني و بين مالك لكن ما أحنا علطول كده اي الي جد يعني .

كيان : شوف يا فهد أنا يمكن مش شاطرة أوي في الكلام ، (كملت بإبتسامة و عفوية و قالت ) مش عارفه ازاي هبقي أخصائية أمراض نفسية كده بس ما علينا يعني ، كل الي هقدر أقوله ليك حاول متفكرش في الي جاي ، يعني سيبك من المستقبل دا بتاع ربنا مش بتاعنا أحنا ، فكر في الحاضر و الي بيحصل فيه ، عيش اللحظة بلحظتها ، يعني أقصد بكلامي واجه مشاكلك في ساعتها ، متسبش جذر المشكلة الحالية و تفكر ف اي الي هيحصل بعدين ، صدقني ساعتها لا هتعرف تحل مشكلتك و لا هتركز في الي جاي لأنك متخطتش الي فات ، و هتتعب جدآ و الله ، و من ناحية الهموم و المشاكل ف مش هقولك الكلمة المعتادة الي أي حد بيقولها و أقولك كلنا عندنا مشاكل و ضغوطات مش لوحدك ، لأن كل واحد مشاكله مختلفة عن التاني و هو الشخص بس الي هيقدر يحس بنفسه ، لكن مفيش بني آدم علي وجه الأرض دي كلها معندوش مشاكل ، و دي كلها و الله إختبارات من ربنا عشان يشوف صبرك و إيمانك بيه ، و ربنا إذا أحب عبد أبتلاه ، و أنا مش عارفة يا فهد اي الي عندك خلاك تحس بلي أنت بتقوله دا ف مش عارفه أساعدك ازاي بس لعله خير ، و و الله كله هيعدي عشان مفيش حد بيفضل علي حاله ، و لو حبيت تتكلم في أي وقت أنا موجودة .

فهد أبتسملها لكن سرعان ما أختفت إبتسامته لما أفتكر حبيبته الي ماتت و هي بتقوله نفس الجملة لما كان مضغوط و عنده مشاكل في شغله ، شال عيونه بسرعة من عيون كيان و هو بيحاول يهدي من ضربات قلبه الي ذادت فجأة ، هل هي ذادت من قعدته و كلامه مع كيان و لا ذادت لما أفتكر حبيبته !!!! ، لكن هو كان حس بضربات قلبه الي ذادت بمجرد ما بدأ يتكلم مع كيان !!! ، لكن صراع بين عقله و قلبه ، خايف ميكونش حب كيان و أنه بينسي حبيبة بيها ، و إحساس تاني مخوفه إنه يكون حبها بس مش هيقدر ينسي حبيبة ، حس إنه أتخنق و نفسه يعيط لكن حتي دموعه مش قادر ينزلها ، بص في الأرض و غمض عيونه و إيده بتمسك إيد كيان و قال بهدوء : خليكي جانبي يا كيان ، أنا محتاجلك أوي ، صدقيني و الله أنا مش عارف أنا بقول ليه كده و مش فاهم ، بس خليكي معايا .

كيان بصت لإيديهم و أتكلمت بإبتسامة و توتر : أنا معاك يا فهد من غير ما تقول .

Salma Elsayed Etman .


مالك قاعد في البلكونة و راجع بضهره علي الكرسي و باصص للسما و سرحان بتعب و إرهاق ، و بعدها قام و دخل الحمام أتوضي ، و بعد ما خلص وضوء و خرج فرش المصلية ، و بدأ صلاته ، و بمجرد ما سجد أعلن إستسلامه و عيط جامد زي الطفل و قال : يارب أنا عارف إني غلط ، عارف إني عصيتك كتير ، و أذنبت أكتر من مرة ، و في كل مرة بتوب برجع تاني ، و عارف إن طريقي غلط ، و تفكيري في الي عاوز أعمله غلط ، بس أنا تعبان أوي ، و محدش هيحس بيا غيرك يارب ، و من غير ما أوصف أنا فيا اي أنت عالم بيا ، شيل الحقد من قلبي يارب ، ريح قلبي ، و ريح بالي ، و صبرني ، أنا و الله هحاول أرجعلك تاني ، عارف إني كل مرة بقول كده و برجع أعصيك لكن و الله نفسي و تفكيري بيغلبوني ، ساعدني أرجوك و خليك جانبي .

و بعد ما خلص كلامه قام و نهي صلاته ، هو دا المكان الوحيد الي يقدر إنه يريح الإنسان ، إنك تقف قدام ربنا و ربنا مُطلع علي نيتك وعلي كل حاجة جواك .


تاني يوم في الشركة سها و أحمد بس الي كانوا موجودين منهم كلهم ، و مالك و فهد كانوا في شركة تانية بيعملوا إتفاق ، ندي رنت علي أحمد و قالتله : أحمد هو فهد فين ؟؟ ، برن عليه بس تليفونه مغلق .

أحمد : فهد وراه شغل في شركة تانية و هتلاقيه في ميتينج دلوقتي عشان كده قافل موبايله ، كنتي عاوزة حاجة ؟؟ .

ندي بزهق : أيوه كنت عاوزة أنزل أشتري حاجات كتير ، و كمان أنا قاعدة زهقانة من الصبح لوحدي .

أحمد بإستغراب : أومال فين كيان ؟؟ .

ندي : كيان نزلت الكلية و قالت إنها هتعدي عليكوا بعد ما تخلص .

أحمد : طيب هجيلك أنا .

ندي بفرحة : بجد هتيجي !!! .

أحمد بإبتسامة : لو مكنش عندك مانع يعني .

ندي قامت بسرعة و قالت بفرحة : لاء طبعآ مش عندي ، يله أنا مستنياك تعالي بسرعة .

أحمد ضحك و قال : ماشي جاي .

أحمد قفل التليفون و قبل ما يتكلم سها قالت بإبتسامة : لايقيين علي بعض .

أحمد أستغرب لكن تدخلها كان عادي بالنسبة له و لأنه أعتبرها صديقة من ساعة ما دخلت شركتهم ، رد عليها و قال بإبتسامة : رغم فرحتها دلوقتي بس هي عنيدة معايا شوية .

سها بإبتسامة : من ورا قلبها ، تلاقيها بترقص دلوقتي من فرحتها .

أحمد ضحك و قال : أتمني ، أنا ممكن أتأخر ، بس كيان هتلاقيها شوية و جت أبقي أقعدي معاها كده كده أنتي شغلك قليل إنهارده .

سها : أوكي ماشي .


و بعد ساعتين كانت كيان وصلت الشركة و قعدت مع شهد و فضلوا يتكلموا و يضحكوا و كأنهم صحاب من سنيين ، و في الوقت دا مالك و فهد كانوا خرجوا من الشركة التانية و رايحيين علي شركتهم .

كيان و سها و هما بيتكلموا فجأة سمعوا دوشة كبيرة برا و صوت عالي أوي ، ف خرجوا الأتنين و سها وقفت موظف و قالتله : في اي ؟؟ .

الموظف بلهفة : مش عارف يا أستاذة لكن الشركة بتولع ، و فيه أدوار أتحاسرت و محدش عارف يخرج .

كيان شهقت بخضة و خوف و حطت إيديها علي بوقها و سها قالت بخضة و إنفعال : ازاي دا يحصل مش المفروض فيه إحتياطات ضد الحريق هنا في الشركة .

موظف بلهفة : أيوه فيه بس فجأة كلها أتعطلت و الحريق بيكبر .

قال كلامه و سابها و كيان قالت بدموع و خضة : سها الحريق دا أكيد مقصود إستحالة تكون صدفة .

الأتنين جريوا مع الموظفين عشان يتصرفوا أو يخرجوا برا الشركة ، و طلبوا المطافي لكن مكنتش لسه جت ، و بسبب اللغبطة الي حصلت في الشركة سها و كيان تاهوا من بعض و أتفرقوا بقت كل واحدة فيهم في ناحية ، و الموظفين رنوا علي أحمد ، و لما عرف لف يرجع بسرعة و هو في الطريق رن علي فهد ، و لما فهد رد أحمد قال بلهفة و خضة : فهد الشركة بتولع .

فهد سمع الجُملة أتصدم و قال بخضة و لهفة : أنت بتقول اي ازاي دا يحصل !!!! ، طب و الناس الي جوا و اي الوضع دلوقتي ؟؟ .

أحمد كان بيجري بعربيته و قال بلهفة : مش عارف يا فهد مش عارف ، الخبر لسه واصلي دلوقتي ، كيان و سها جوا الشركة يا فهد ، قالوا إن فيه أدوار أتحاسرت .

فهد لما سمع الي قالوا قفل معاه من غير ما ينطق بحرف واحد حتي ، و زود سرعة عربيته بطريقة مرعبة و كان كل الي في دماغه كيان و إنه عاوز يلحقها ، ثم فكر في سها و في بقيت الموظفين ، لكن الي شغل تفكيره كله هي كيان .

مالك بخضة و بعدم فهم ردود فهد : في اي ؟؟ .

فهد بخوف و لهفة : أحمد قالي إن الشركة بتولع ، و سها و كيان جوا الشركة و فيه موظفين مش عارفين يخرجوا .

مالك الرعب دب قلبه و الخبر نزل عليه بالصمت ، بص للطريق بصدمة و في دماغه ألف سيناريو ، أترعب علي كيان و سها !!!!! ، كان حاسس إن قلبه هيقف لمجرد فكرة إنهم يحصلهم حاجة !!! ، خوفه علي كيان طبيعي لأنها بنت خاله ، طب لأنها بنت خاله بس !!! ، طب و خوفه علي سها ، لأنها زميلة و بس و زيها زي الي جوا !!! ، و لا حاجة تانية !!!! .

و بعد عشر دقايق وصلوا الشركة لأنهم كانوا قريبين منها ، كانت الإسعاف مالية المكان و البوليس ، و الشركة تقريباً نصها بيولع ، نزل هو و مالك من العربية بسرعة و لما جم يدخلوا البوليس منعهم ، فهد قال بعصبية شديدة و إنفعال جنوني : أوعي من قدامي أنا لازم ادخل .

في اللحظة دي مالك كان زي المجنون فعلاً و شد الشريط قطعه و دخل و فهد جري وراه يدخل و محدش قدر يمنعهم .

في لحظة دخولهم أحمد و ندي كانوا وصلوا و نازلين من العربية ، ندي لما شافت فهد أخوها داخل و النار تقريباً محاوطة معظم الشركة صرخت و عيطت و جريت تلحقه و هي بتقول : يا فهد استني .

أحمد مسكها جامد و قال بصوت عالي : استني أنتي راحة فين ؟؟؟ .

ندي صرخت أكتر و قالت بعياط : أخويا يا أحمد أخويا .

يتبع.................... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .

رأيكوا ؟؟ 🙈 .العشق و الآلام " البارت ١١ " 🦋 .


ندي لما شافت فهد أخوها داخل و النار تقريباً محاوطة معظم الشركة صرخت و عيطت و جريت تلحقه و هي بتقول : يا فهد استني .

أحمد مسكها جامد و قال بصوت عالي : استني أنتي راحة فين ؟؟؟ .

ندي صرخت أكتر و قالت بعياط : أخويا يا أحمد أخويا .

أحمد حس إنه متكتف و مش عارف يتصرف ، كان عاوز يدخل معاهم لكن مكنش قادر يسيب ندي لوحدها برا ، كان ماسكها بقوة و عيونه علي الشركة الي بتنهار و كان بيدعي من كل قلبه إنهم يخرجوا كلهم بخير .

مالك و فهد لما دخلوا جوا قابلوا واحد من المطافي و أول ما شافه قاله بلهفة : يا بشمهندس مينفعش تدخل أتفضل أطلع ب.............. .

لكن فهد زقه و دخل هو و مالك بدون ما يسمعوا لأي حد فيهم .

فهد كانت عيونه بتلف المكان كله و بيدور علي كيان ، هو فكر في سها لكن كيان طبعآ واخده الخوف الأكبر و التفكير كله ، أما مالك باله كان مشغول علي الأتنين ، و كلمة مرعوب عليهم كانت فعلاً قليلة .

كل واحد فيهم أتجه لمكان مختلف ، الدخان كان في الشركة كلها و الكل جوا بدأ إنه يكح جامد ، مالك و هو بيجري و بيدور لاقي موظف كان كبير في السن واقع علي الأرض و بيكح جامد و مش قادر يقوم ، جري عليه بخوف و هو بيقول : أستاذ إيهاب ، قوم معايا تعالي .

إيهاب سند علي مالك و هو كان خلاص هيفقد وعيه و قال بتعب : بشمهندس ، أستاذة سها فوق ، مقدرتش أنقذها .

مالك بص علي السلم الي بيودي علي الدور الي فوق لاقي النار ماسكه فيه ، حس كأن روحه بتنسحب من القلق عليها ، سند إيهاب بسرعة و طلع بيه لحد ما بقي برا في الأمان ، و دخل تاني بيجري علي باب معين في الشركة بيودي علي الأدوار الي فوق .

أما فهد النار كانت محاوطة نص المكان الي كان فيه ، و مكنش لاقي كيان ، كان بيدعي من كل قلبه يلاقيها هنا لأن الأدوار الي فوق كلها أتحطمت و أي حد فوق ف علي الأغلب مات ، دخل جوا أكتر و حط إيده علي راسه و نزلها تاني و قال بصوت عالي : كيااااااان ، لا لا أكيد مش فوق .

أما مالك ف طلع الدور الي فوق و لاقاه شبه متحطم ، مكنش عارف يقرب أكتر من كده ، و بدأ يكح و عيونه تزغلل من الدخان ، و هو بيمرر عيونه بالصدفة شاف سها واقعة علي الأرض ، جري عليها و عدلها لاقاها فاقدة الوعي تماماً ، حط إيده علي وشها و كان بيهزها و قال بخوف : سها ، سها فوقي ، هتبقي كويسة ، و الله هتبقي كويسة .

شالها و جري بيها و بمجرد ما ساب المكان الي كان فيه النار أحتلته .

أما فهد ف كان وضعه و المكان الي دخل فيه أخطر ، كان علي وشك خلاص إنه يجيله ضيق تنفس و يقع ، لكن مكنش قادر يسيب المكان و ينزل قبل ما يلاقي كيان ، كان جانبه باب مقفول بقفل و طبعآ معرفش يفتحه ، و لاقي طفاية حريق جانبه ، طبعآ مكنتش هتكفي إنه يطفي بيها أي حاجة ، لكن مسكها و كسر بيها قفل الباب و فتحه ، و دا كان نفس الباب الي مالك طلع منه بس من الناحية التانية ، و مكنش فيه نار في المكان دا ، طلع علي السلم و وصل للدور الي فوق لاقي النار ماسكه فيه كله ، بس لمح كيان علي الأرض ناحية السلم ، تقريباً كانت بتحاول تنزل لكن ملحقتش و وقعت ، و لما جه يجري عليها حاجة وقعت قدامه و النار ماسكة فيها ، لكن كان لسه في إيده طفاية الحريق ، ف طفاها بيها و يدوبك وسع لنفسه المكان الي هيمشي فيه بس ، و أول ما وصل ل كيان ساب الطفاية و قال بخوف و دموع و تعب : كيان ، كيان حبيبتي ردي عليا ، مش هتموتي ، مش هتموتي .

حاول يجمع قوته لأنه كان تقريباً فقد كل طاقته ، صدره كان وجعه جدآ و فيه حروق صغيرة ظهرت علي جسمه ، شالها وقال و هو بيمشي بيها : مش هسيبك تموتي ، مش هعيش نفس الألم تاني .

Salma Elsayed Etman .


مالك كان خلاص قدر يوصل لباب الشركة من برا و هو شايل سها ، الإسعاف جريت عليه و خدوها منه ، و مالك قال بلهفة و خوف : شوفوا نبضات قلبها بسرعة ، متسيبوهاش تموت .

أحمد و ندي جريوا عليه و قبل ما يتكلموا مالك بص حواليه و قال بخوف : فين فهد ، فين كيان ؟؟ .

ندي بعياط جامد : لسه مخرجش يا مالك ، أخويا هيموت جوا .

كانت من كتر عياطها و رعبها كانت هتقع و أحمد مسكها و محاوطها بإيده لكن عيونه علي الشركة و دموعه بتنزل من عيونه خوفاً علي فهد و كيان .

مالك سابهم و جري يدخل علي الشركة تاني لكن الظباط منعوه ، مالك بعصبية جنونية و خوف : ولاد عمي لسه جوا أوعي من وشي .

الظابط بلهفة : يا بشمهندس خلاص .

في اللحظة دي فهد كان خارج بكيان و كان ماشي بالعافية ، الإسعاف جريوا عليه و أول ما وصلوا ليه كان فهد بيفقد وعيه و بيقع علي الأرض ، خدوا منه كيان قبل ما تقع منه و هو فقد الوعي تماماً .

شالوه و خرجوا بيه و ندي لما شافت منظرهم و خاصةً منظر أخوها إنهارت و جريت عليه و قالت بعياط و رعب : فهد ، فهد عشان خاطري ، عشان خاطري متسبنيش ، أنا مليش غيرك و الله .

مالك و أحمد خدوها و عربيات الإسعاف كانت بتقفل علي فهد و كيان و سها ، كانوا فعلآ كلهم مرعوبيين ، و لأول مرة مالك يحس بالخوف علي فهد ، أول مرة يخاف من فقدانه ، و راح هو و أحمد و ندي علي العربية بسرعة و قبل ما مالك يركب فضل يكح جامد أوي و وقع علي ركبته ، و بقيت الإسعاف الي كانت واقفة راحوا عليه و مالك كان في اللحظة دي تعبان جدآ و كأن نفسه بيروح منه خلاص ، حطوله أكسچين عشان يقدر يتنفس ، و أحمد قال بخوف : خدوه معاكوا و أعملوله اللازم متأثروش .

مالك مكنش قادر يتكلم و مكنش عاوز يركب و حاول يتكلم و قال : أنا كو..كويس .

أحمد بشدة و إنفعال : متعاندش بقا ، الحمد لله إنك طلعت عايش أنا مكنتش هقدر أخسر أخ كمان ، خدوه بعد إذنكوا .

Salma Elsayed Etman .

و طبعآ الصحافة كانت جت و ملت المكان كله و الخبر أنتشر على التليفزيون و الي في الصعيد عرفوا ، البيت أنقلب هناك و الصريخ رن من أمهاتهم ، و كلهم كانوا مرعوبيين و خرجوا من البيت عشان يسافروا القاهرة .


في شركة سيف .


سيف بعصبية شديدة : اه يا أغبية ، أنا قولتلكوا عاوز مجرد تحذير تقوموا تحرقوا الشركة كلها !!!! .

شخص : يا بشمهندس الموضوع وسع من إيدينا ، أحنا مكناش عارفين إنه هيوسع للدرجة دي .

سيف بإنفعال : أنا مشغل معايا شوية حمير مبيفهموش ، أعمل فيكوا اي دلوقتي !!! .

الأشخاص الي كانت قدامه بصوا لبعض و بعدها بصوا في الأرض ، سيف مشي إيده علي وشه بنرفزة و قال : أطلعوا برا مش عاوز أشوف وش حد فيكوا .

الأشخاص خرجوا و سيف طلع تليفونه و رن علي أحد معارفه و لما رد عليه قاله : مين من عيلة الألفي كانوا موجودين وقت الحريقة ؟؟ .

الشخص بتنهد : الحوار كبر أوي و الموضوع ذاد عن ما كنا متوقعين ، كلهم كانوا هناك ، و الي عرفته إن فهد و بنت عمه و بنت بدر في المستشفي .

سيف : بنت عمه مين فيهم ؟؟ .

الشخص : كيان .

سيف بخضة : كيان !! ، و كيان اي الي جابها الشركة ؟؟ .

الشخص : معرفش يا بشمهندس أنا بقولك علي عرفته بس .

سيف قفل في وشه التليفون و حط إيديه الأتنين علي دماغه و قال : يا نهار أسود ، اي الي أنا عملته دا !!! .

راح ناحية مكتبه و خد مفاتيحه بلهفة و خرج بسرعة من مكتبه عشان يروح ليهم المستشفى .


في الوقت دا كانوا هما وصلوا المستشفي و بدر السيوفي كان عرف الخبر و وصل المستشفي ، أول ما دخل كان مالك و أحمد و ندي واقفين برا و كان باين علي مالك التعب لكن حالته كانت أحسن من حالة فهد و كيان و سها ، و أول ما بدر شاف مالك هجم عليه و مسكه من هدومه بغضب و قال بعصبية و خوف علي بنته : لو بنتي حصلها حاجة أنا هق*تلك يا مالك ، أكيد أنت السبب في الي هي فيه دلوقتي دا و عملت كده عشان تنتقم مني .

مالك نزل إيده بغيظ و نرفزة و كان لسه هيتكلم أحمد وقف قدامه و رد و قال بحده : بنتك محدش فينا لمسها و لا جه جانبها ، الي حصل دا كان حادثة في الشركة كلها مش مع بنتك بس ، أنا ولاد عمي جوا بيسعفوهم بسبب الي حصل .

مالك بحقد و شر : أنا لو عاوز أضر بنتك مش هستني لما الشركة تولع عشان هي تموت ، أنا اه أنقذتها من الموت لكن لو عليا كنت سبتها تتخنق و تموت عشان أنت تدوق من نفس الكاس الي دوقتنا منه .

ندي أتصدمت من كلام مالك وخافت منه و لأنها أول مرة تشوف مالك بيتكلم كده ، و عن مين !!! ، عن زميلته و الي بقت صديقتها هي و كيان !!! ، و ازاي قال كده و هو كان أكتر واحد خايف عليها و كان هيموت عشان هي تبقي بخير !!! .

بدر كان بينهج بخوف و قال بشر : حسابنا بعدين يا مالك بعد الي أنت قولته دا ، أطمن بس علي بنتي الأول .

Salma Elsayed Etman .

و بعد نص ساعة سيف جه ، الكل أستغرب من وجوده ، أحمد قام وقف و راح ناحيته و قال بحده : أنت جاي هنا تعمل اي ؟؟؟ ، جاي تشمت فينا صح ؟؟ ، أمشي أطلع برا .

سيف بثبات و خبث : أنا مش جاي أشمت في حد يا أحمد ، أنا جاي بصفتي زميل في المهنة ، شوفت الأخبار علي التليفزيون و الموضوع كان كبير ف كان لازم أجي أطمن عليكوا حتي لو أحنا مش بنطيق بعض ، و بعدين دا أحنا بلديات يعني .

مالك كان باصصله و ساكت ، سيف قرب منه و قال : حمد لله على سلامتك يا مالك .

مالك قام وقف قدامه مباشرةً و قال بهدوء مريب : أدعي يا سيف ، أدعي إن الي حصل دا يكون مجرد حادثة في الشركة ، أدعي إن أهلي يبقوا كويسيين ، و لو ليك دخل في الي حصل أدعي إني معرفش .

سيف : تقصد اي بكلامك دا ؟؟ .

مالك : أقصد الي فهمته .

سيف سكت و مردش عليه ، و فضلوا كلهم واقفين و كانوا في موقف لا يحسدوا عليه ، كلهم أعداء بعض لكن جمعهم موقف واحد ، و بعد دقايق خرج الدكتور من عند كيان ، و أول واحد كان قدامه هو مالك و سأله بلهفة عنها ، الدكتور رد عليه و قاله : الحمد لله صحة كيان كويسة ، في ف جسمها شوية جروح لكن كلها سطحية ، أتخنقت أكيد من الدخان لكن صدرها كويس ، هو بس كف إيديها الي للأسف أصابه حرق ، لكن درجته نوعاً ما تتعالج ، و لو عملنا تجميل كف إيديها هيرجع زي ما كان بالظبط .

مالك بقلق : طيب هي فاقت ؟؟ ، يعني ممكن ندخلها ؟؟ .

دكتور : أيوه هي فاقت و تقدروا تدخلوا ليها دلوقتي عادي .

ندي بخوف : طب و فهد ؟ .

بدر : و سها بنتي ؟ .

الدكتور : معرفش عنهم حاجة لسه ، لكن هشوفهم دلوقتي و أطمنكوا .

بعد ما الدكتور مشي من قدامهم هما دخلوا ل كيان ، في اللحظة دي كانت كيان بتقوم بتعب ، ندي راحت عليها و قالتلها بدموع و قلق : خليكي يا كيان متتحركيش ، (حضنتها و عيطت و قالت ) حمد لله على سلامتك .

كيان بدموع : الله يسلمك ، أهدي أنا كويسة و........ ، سها !!! ، سها يا مالك كانت معايا ، هي فين ؟؟ . 

مالك قعد قدامها و قال بهدوء : هي إن شاء الله هتبقي كويسة متخافيش .

أحمد : بإذن الله ، و فهد كمان هيبقي كويس .

كيان بخضة : فهد ماله ؟؟ .

ندي بدموع : هو و مالك لما عرفوا إن أنتي و سها جوا دخلوا الشركة ، مالك خرج ب سها و فهد خرج بيكي ، بس بمجرد ما خرج وقع علي الأرض و أغمي عليه و لسه مفاقش لحد دلوقتي ، (كملت كلامها بعياط و قالت برعب ) أنا خايفة أوي ليحصله حاجة ، أنا هموت وراه والله .

أحمد قرب منها و خد راسها في حضنه و قال بحنان : بس يا ندي أهدي ، هو هيبقي بخير و الله ، هي مسألة وقت مش أكتر .

كيان حطت إيديها علي قلبها و غمضت عيونها و عيطت بصمت ،  و مالك ما زال مُشتت ، سابهم قاعدين مع بعض و خرج ، و أول مكان راحه هو أوضة سها ، و فضل باصص عليها من شباك الأوضة الي كان إزاز شفاف ، و الدكتور كان معاها جوا و معاه ممرض و ممرضة ، فضل واقف مستني و لاقي الدكتور هيفك طرحة سها ، ف دخل الأوضة فجأة و مسك إيده و قاله بشدة : أنت بتعمل اي ؟؟؟ .

الدكتور : في اي يا أستاذ و ازاي تدخل كده من غير إذن ، دا شغلي .

مالك بحده : أنت مش شايفها محجبة قدامك ، مينفعش الي هتعمله دا .

الدكتور بزهق : قولتلك دا شغلي و أنا عاوز أشوف فيه حروق و لا لاء .

مالك ببرود : و الله حضرتك ممكن تطلع برا أنت و الممرض دا و تخلي الممرضة هي الي تشوف و لو لاقت حاجة هتبلغك ، أو تبعت تجيب دكتورة هي الي تعالجها مش لازم أنت .

الدكتور بحده : أنت كده هتعطلني و أتفضل أطلع برا بدل ما ............ .

مالك : بدل أنا الي أقسم بالله أشطبك من نقابة الأطباء لو منفذتش الي بقوله .

الممرض :يا أستاذ حضرتك تقربلها اي ؟؟ .

مالك بدون أي تردد : خطيبها ، و ليا الحق في الي بقوله ، أتفضلوا أنتو و الممرضة الي هتشوفها .

الممرض بص للدكتور و قاله : معلش يا دكتور مفيهاش مشكلة .

الدكتور بص ل مالك بغيظ و خرج مع الممرض و مالك خرج معاهم و قفل الباب .

يتبع ................... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .العشق و الآلام " البارت ١٢ " 🦋 .


الممرض بص للدكتور و قاله : معلش يا دكتور مفيهاش مشكلة .

الدكتور بص ل مالك بغيظ و خرج مع الممرض و مالك خرج معاهم و قفل الباب .


في الوقت دا زين شاف الأخبار علي التليفزيون و أتصدم ، حس إنه هيموت لما شاف الأخبار بتقول إن عدد المصابيين من الحريقة كتير جدآ و فيه أتنين ماتوا ، و إن صاحب الشركة في المستشفي بسبب إصابته .

زين بصدمة و خوف : صاحب الشركة مين فيهم ، مين فيهم !!! .

خرج برا يجري و الدكتور قابله و قاله : يا زين اي الي قومك هو أنا مش قا............. .

زين بلهفة و خوف : أرجوك يا دكتور خرجني إنهارده بس ، الشركة ولعت و ولاد عمي كانوا فيها ، و برن عليهم محدش فيهم بيرد ، أنا لازم أخرج أشوفهم .

الدكتور : يا زين مينفعش تخرج ، البشمهندس موصيني .

زين بخوف و زعيق : البشمهندس دا الله أعلم هو الي في المستشفي و لا لاء و أنا لازم أشوفه ، أتصرف و طلع معايا أي حد لكن أنا مش هقعد هنا دقيقة واحدة كمان ، أنا لازم أشوفهم .

الدكتور بخوف عليه : طيب طيب خلاص أهدي بس أهدي ، أنا هتصرف و هخليك تخرج حاضر .


Salma Elsayed Etman  .


كيان كانت خلاص قامت من السرير و الجروح الي في جسمها كانت طفيفة ، ما عدا الي في كف إيديها ، و مالك كان ما زال واقف قدام أوضة سها و متابع الي بيحصل ، حتي إنه كان مستغرب نفسه و إهتمامه ، الدكتور الي عند فهد طلع من الأوضة و كلهم راحوا ليه و كانوا مخضوضين ، و كان رد الدكتور عليهم : هو كويس ، بس الرئة تعبت شوية من كم الدخان الي كان فيه ، و الي زود التعب عليه إن فهد كان عنده حساسية علي صدره ، و بلي حصل دا التعب ذاد ، كان إحتمال موته كبير بسبب الخنقة ، لكن ربنا سترها ، فيه جروح في وشه بسيطة ، و جسمه فيه حرق و حالياً بنعالجه لكن إن شاء الله الحرق هيشفي .

أحمد بقلق : طب هو فهد صحته كويسة يعني هو فاق ؟ .

الدكتور : لاء هو مفاقش ، هو نايم و جهاز الأكسجين عليه دلوقتي عشان يقدر يتنفس ، و مش هيصحي دلوقتي بسبب العلاج ، علي الأقل فيها لبكرة بليل علي ما يفوق .

مالك : طيب الجروح الي في وشه و الحرق الي في جسمه مش هيسيب أثر .

الدكتور : الي في وشه بإذن الله لاء ، هتتعالج علطول ، أما الي في جسمه ف علاجها هيطول شوية ، و هتسيب علامة ، و بعملية تجميل ف هترجع زي الأول .

ندي بدموع : ماشي شكرآ يا دكتور تعبناك .

الدكتور : لاء علي اي دا واجبي .

كيان بدموع : طب ممكن أدخل أطمن عليه ؟؟ .

الدكتور : مفيش مشكلة بس مش أكتر من عشر دقايق .

كيان : ماشي .


مالك كان ملاحظ خوف كيان علي فهد و عياطها عليه ، و الي فسره إنهم مشاعرهم متبادلة ، حس بالزعل و قلبه وجعه ، و مكنش عارف اي السبب ، هل هو فعلاً بيحب كيان و لا دا مجرد إعجاب بيها و واهم نفسه إنه بيحبها ، مكنش قادر يلاقي إجابة علي السؤال دا الي كل شوية يسأله لنفسه .

كيان دخلت بهدوء و قفلت الباب وراها ، قربت من سرير فهد و قعدت قدامه ، مسكت إيده و بدأت تتكلم و دموعها مسابقة كلامها و قالت : إمبارح أنا كنت فاهمة كلامك يا فهد ، كان نفسي أقولك إن أنا كمان ببقي مطمنة بوجودك ، كنت عاوزة أرد عليك في كل كلامك بس مكنتش عارفة ، أنا بترعب كل ما بتخيل إنك كان ممكن تموت في أي لحظة دلوقتي ، مش قادره أستوعب إن أنا كنت بين الحيا و الموت و أنت عرضت نفسك للموت عشاني ، بس و الله لو قومت و بقيت كويس و قولتلي حاجة تاني أنا هرد عليك ، ( كملت كلامها بعياط و قالت بهدوء ) يا فهد أنت الراجل الوحيد الي قدر يفتح قلبي ، أنت الوحيد الي و أنا معاه بحس إني في دنيا تانية غير دي  ، ف مش بعد ما تعلقني بيك تسبني ، و فوق بسرعة بقا عشان أنا مش قادرة أشوفك كده و الله .

Salma Elsayed Etman .

قالت كلامها من كل قلبها و فعلاً فهد الوحيد الي يقدر يغير نظرتها عن الدنيا ، كانت معاه و مسابتهوش لحظة واحدة ، و في الوقت دا كانت سها فاقت ، و نوعاً ما صحتها كانت أحسن من فهد ، و بدر كان قاعد معاهم لكن سابها و نزل مع سيف ، و مالك دخلها ، قفل الباب وراه و شد الكرسي و قعد قدامها و هي علي السرير و قال : حمد لله على سلامتك .

سها بتعب : الله يسلمك ، أنت كويس ؟؟ .

مالك بص ل دراعه الي كان محمر جدآ أثر النار و قال : يعني ، طلعت بأقل الخساير .

سها : بس أنت مكنتش في الشركة ، ف دا حصلك ازاي ؟؟ .

مالك : ما أنا و فهد جينا وقت الحريقة و أنتي و كيان كنتو لسه جوا ، ف دخلنا ليكوا .

سها بقلق : هي كيان كويسة ؟؟ .

مالك : اه بخير الحمد لله .

سها : بس أنت كان ممكن تموت ، و عرضت حياتك للخطر ، كان ممكن متدخلش و الشركة بتولع .

مالك سكت لحظات و بعدها أتكلم و قال بجمود و هو بيفتكر أخته : أنا فعلاً كان ممكن مدخلش ، كان ممكن أسيبك تموتي و معرضش نفسي للخطر عشانك ، بس مش عارف ساعتها كنت هبقي مرضي و لا لاء .

سها عيونها دمعت جامد من كلامه ، و الي حست بيه كأنه كان يتمني موتها ، حست بنغزة في قلبها و هو بيتكلم ، ردت عليه و قالت : هو أنت بتكرهني يا مالك ؟؟ .

مالك : و أنا هكرهك ليه !! ، كنتي عدوتي مثلاً .

سها بشدة و دموع : و الله قول لنفسك مش ليا ، شوف طريقة كلامك عاملة ازاي ، دي مش طريقة كلام حد ل حد كان بين الحيا و الموت ، دايمآ كلامك فيه ألغاز و كأنك بتكرهني ، يا تقول الي عاوز تقوله بوضوح يا مالك يا تطلع برا و متتكلمش معايا تاني .

مالك للحظة فاق من تفكيره علي كلامها و لاحظ إنها تقريباً علي وشك الإنهيار ، ف رد بسرعة و قال : يا سها أنا مش قصدي حاجة ، (لكن هو حس بالخنقة جدآ في اللحظة دي و حس إن فعلآ طاقته خلصت من كتر التفكير و الوجع و محسش بنفسه غير و هو بيقول بإندفاع و تقريبًا كلامه خرج منه بدون وعي و كأنه ما صدق إنه يطلع الكبت الي جواه ) ، أيوه أنا أقصد الي قولته و كان ممكن فعلاً أسيبك تموتي و أسيب قلب أبوكي يتحرق عليكي زي ما حرق قلبي علي أختي ، لكن مقدرتش ، مقدرتش أسيبك تموتي و متسألنيش عن السبب لأني معرفش اي السبب ، يمكن عشان أخد إنتقامي بإيدي لكن لاء لأن لو كده كنت خدته من زمان و مكنتش حكتلك دلوقتي ، حتي سبب خوفي عليكي معرفش اي سببه رغم إني لو شوفت أبوكي حزين و بيعيط ف دا هيبقي أسعد يوم في حياتي ، أنا عمري ما كنت مُشتت زي الوقت الي أنا فيه دلوقتي دا ، مبقتش عارف أنا عاوز أعمل اي ، حتي مشاعري مش فاهمها ، لا من ناحيتك و لا من ناحية حد تاني ، مبقتش عارف هو أنا حلو و لا وحش ، عاوز أنتقم و لا لاء ، بحبك أنتي و لا بحبها هي ، و كل دا بسبب الي عمله أبوكي و الي عملوه فيا أهلي ، حسسوني إني إنسان مُهمش ، بصي يا سها لو علي أذيتك ف أنا لو كنت أذيتك ف مش أنتي المقصودة ، كان أبوكي هو المقصود ، لكن أنا مقدرتش أضرك ، حتي مش عارف أنا حكيتلك كل دا ليه ، أنا مش عارف ليه مقدرتش آذيكي ، بس أحسنلك تبعدي عني و تسيبي الشركة في أقرب وقت و مشوفكيش قدامي تاني ، عشان كل ما هشوفك هشوف أختي و معرفش ساعتها هتصرف ازاي .

سها كانت بصاله بصدمة و ذهول كبير و دموعها بتنزل علي خدها و مكنتش عارفة تنطق ، هي أستغربت و أتخضت من طريقة كلامه الي قالها بإندفاع شديد و كأنه فعلآ ما صدق يتكلم و قال الكلام دفعة واحدة ، مالك حتي مستنش ردها و بمجرد ما قام من علي الكرسي عشان يخرج بدر دخل ، لكن سها منزلتش عيونها من علي مالك ، بدر لما شاف دموعها جري عليها و حاوط كتفها بإيده و قال بخوف و حنان : مالك يا حبيبتي أنتي تعبانة ؟؟ ، حاسة ب حاجة ؟؟ .

مالك كان باصصلهم و نظراته كانت كفيلة إنها تقول كل حاجة ، عيونه كانت في عيونها و متكلمش و سابهم و خرج ، أما سها حست إنها فعلآ مش قادرة تقاوم و لا تفكر ، و مكنتش فاهمه اي علاقة مالك ب أبوها و اي علاقة أخته ب أبوها !!! .

مالك خرج بسرعة و نزل تحت و هو حاسس إنه دماغه هتنفجر من كتر التفكير ، ألف صوت جوا دماغه و كلهم بيقولوا كلام عكس بعضه ، مالك بقا مُشتت أكتر و لأول مرة يحس إنه ضعيف لكن هو مش ضعيف ، لكن للأسف الظروف كلها كانت ضده ، فقد الثقة في نفسه بسبب جده الي دايمآ كان بيفضل فهد عنه عشان فهد ابن الابن و هو الي هيشيل اسمه ، جده كان بيتعامل بحسن نية و مكنش مُدرك التفرقة الي عملها و عن كمية الحقد الي زرعها في قلب أحفاده ، حتي شغل الشركة كان دايمآ بيسلم معظم الشغل ل فهد علي أساس إن اسم فهد هو الألفي و نسله هو نسل الألفي مش مالك ، لأن مالك ابن بنته و نسله هو نسل الجارحي ، رغم إن مالك عيشته كلها مع أهل أمه و شغله معاهم ، و أهل أبوه هو ملوش علاقة بيهم ، حياته كلها مع أهل أمه حتي اسمه بين الناس مالك الألفي مش الجارحي ، دا غير رغبة إنتقامه من بدر ، هو ليه مقدرش يأذي سها ، و ليه حكلها كل دا ، مع أنه تاجر سلاح و يقدر يأذي بسهولة لأن حياته كلها غلط لكن مقدرش ، و كيان الي مش فاهم أي حاجة من ناحيتها ، هو إعجاب بس و لا حب ، يعني هي لو جت في يوم و بعدت هيحس بغيابها و هتوحشه و لا وجودها زي عدم وجودها بالنسبة له و مش هيحس بحاجة و الإعجاب يبدأ هيروح لوحده .

 حط إيديه الأتنين علي دماغه و غمض عيونه و قال : بس كفاية كفاية بقا تفكير كفاية .

أحمد جه من وراه و حط إيده علي ضهره و قال بقلق : يا مالك .

مالك عيونه دمعت جامد و بص ل أحمد و أحمد حضنه بقوة و قاله : أهدي .

مالك بدموع و تعب : كفاية يا أحمد ، أنا تعبت ، كفاية ، أنا مبقتش قادر ، مش قادر أواجه نفسي ، ألف سؤال ليهم مليون جواب كلهم عكس بعض ، حاسس دماغي هتنفجر ، ليه عملوا فيا كده ، ليه .

أحمد دمع علي حالة أخوه و حط إيده علي راس مالك من ورا و الإيد التانية علي ضهره و ضمه لحضنه و قال : كله هيعدي يا حبيب قلبي ، أنا جانبك و مش هسيبك لحظة و الله ، يا مالك صدقني و الله أنت مفيش زيك في الدنيا ، أنا ملقتش حد في طيبتك ، أنت لو جواك وحش كنت زمانك عملت كل الشر الي أنت عاوز تعمله ، لكن أنت مقدرتش تعمل دا ، أنا عارف و حاسس بلي بتفكر فيه ، بس صدقني و الله كلها أوهام ، أولهم جدنا فعلاً بيحبنا ، و سها علي فكرة بتحبك ، أما كيان ف سبها يا مالك ، متفكرش فيها ، هي و فهد مشاعرهم متبادلة و واضحة ، فوق لنفسك و بص للي حواليك متبصش للي ضاع منك ، و حق حبيبة أختنا هيرجع بس من الي قت*لها مش من أهل بيته ، أحنا صعايدة يا مالك ، و مبناخدش طارنا من بنات ، بدر هيبقي في قبره قريب ، و سيف ليه حساب تاني ، و فهد و الله بيحبك ، و كلنا بنحبك و جانبك ، بس أنت فوق لنفسك ، و خليك واثق من نفسك ، متخليش حاجة تهزك أبدآ .

مالك حط وشه في كتف أخوه و سكت متكلمش ، و كان حاسس كأن تعب الدنيا كله جواه .


سيف بعد ما خلص كلام من بدر ركب في عربيته و هو متغاظ و بيفتكر الي أتقال .


فلاش باك قبل دقايق .


بدر بإنفعال : أنت الي عملت كده يا سيف أكيد أنت .

سيف بثبات : متعليش صوتك يا بدر بيه و أعقل كده دا أنت راجل كبير و العصبية غلط عشانك .

بدر بحده : الحادثة الي حصلت في الشركة دي مقصودة يا سيف و أنت الي عملت كده أنت السبب .

سيف ببرود : اي الإثبات إن أنا الي عملت كده !!! ، أعداء فهد و مالك و أحمد كتير ، متنساش إنهم تجار سلاح يعني الأعداء علي قفا مين يشيل زي ما بيقولوا ، وارد حد منهم هو الي عمل كده .

بدر : أوعي تكون فاكرني مش فاهمك يا سيف ، دا أنا حافظك صم أكتر من نفسي ، و الله يا سيف نهايتك قربت ، و عدائي مع عيلة الألفي مش هيطول .

سيف أبتسم بخبث و قال : تفتكر إنهم هيحطوا إيديهم في إيدك و أنت قدامهم قا*تل أختهم .

بدر بإنفعال : أنت الي قا*تل حبيبة مش أنا ، و أنا حكيت ل فهد كل الي حصل ، و فاضلي بس أثبت إني برئ من موت حبيبة ، و ساعتها الدنيا كلها هتتقلب عليك أنت .


باك .


سيف بغيظ : ماشي يا بدر ، ماشي ، و أنا سيف الأسيوطي و مبيتلويش دراعي .


في أوضة سها .


سها كانت لسه في حالة الصدمة و قالت و دموعها بتنزل : بابا يله نروح من هنا .

بدر بقلق : ليه يا سها خلينا لحد ما نطمن عليكي .

سها بدموع : لاء معلش يله نروح .

و لما جت تقوم مقدرتش تقف لوحدها و بدر سندها لحد ما خرجوا .

و لما خرجت كانوا كلهم برا ، كان بدر ساندها و ندي راحت ليها و قالتلها : يا سها أنتي قومتي ليه أنتي لسه تعبانة .

سها بدموع : لاء معلش عاوزة أرتاح في بيتي .

أحمد بص ل مالك الي كان باصص ل سها بنظرة مش مفهومة ، هي نظرة ندم و لا خوف عليها و لا حب و لا حقد فعلآ مش مفهومة ، و سها عيونها مجتش في عيون مالك نهائياً ، كيان لاحظت دا و قربت من سها و حبت تلهيها بالكلام و قالت : طب مش هتطمني علي فهد الأول !! .

سها بدموع : هبقي أرن عليكوا أطمن عليه ، يله يا بابا .

بدر بص ل مالك بغضب و كُره و خد بنته و مشي ، و ندي قالت ل مالك : أنت سبتها تمشي ليه ؟؟ ، أنت كنت واقف ساكت و أنت أكتر واحد المفروض أنه يتكلم .

مالك بصلها و مردش عليها ، و لف عشان يخرج لاقوا زين داخل عليهم و كان معاه ممرض ، كلهم أتفاجئوا و قبل ما يتكلموا زين جري علي كيان و حضنها جامد و قال و هو بيخرج نفسه بإطمئنان : الحمد لله إنك بخير ، كنت هموت لو كان حصلك حاجة .

كيان رفعت إيديها علي ضهره و طبطبت عليه و قالت بإبتسامة : متقلقش أنا كويسة .

خرج من حضنها و قال بخضة : أنتو كويسيين ؟؟ ، (قرب من مالك و مسك دراعه و قاله ) مال دراعك ؟؟ .

مالك بإبتسامة : متخافش أنا بخير ، دي حاجة بسيطة .

زين بخوف : فين فهد ؟؟ ، هو الي جوا صح ؟؟ .

أحمد أتنهد بهدوء و قال : أيوه ، بس إن شاء الله هيبقي كويس متقلقش .

ندي بدموع : أنت اي الي خرجك يا زين ، مكنش المفروض تخرج .

زين : مقدرتش مجيش ، أنا لو كنت فضلت هناك كان جرالي حاجة ، الحمد لله إن الدكتور وافق و طلع الممرض معايا ، أنتو قولتوا للبيت الي حصل ؟؟ .

مالك : لاء مكناش قولنا ، بس هما عرفوا من الأخبار الي جت في التليفزيون و رنوا عليا و زمانهم علي وصول .

زين بص حواليه و قال : هي سها كويسة و لا كانت فين وقت الي حصل ؟؟ .

كيان : سها كانت معانا وقت الي حصل ، و هي كمان كانت جوا ، و الحمد لله هي بخير بس مشيت .

زين مسك إيديها و لمسها بحنان و قال : مال إيدك ؟؟؟ .

كيان أبتسمت بهدوء و قالت : بسيطة يا زين عادي .

أحمد بص ل مالك و خده و قاله : تعالي عاوزك .

نزل بيه تحت و لما سأله هو قال اي ل سها و مالك حكاله الي أتقال أحمد أتصدم من كلام أخوه و قاله : أنت قولتلها كل دا !!! ، أنت أتجننت يا مالك ؟؟ ، و مخوفتش عليها !!! ، دي البت كانت لسه قايمة من الموت ، و بعدين ليه قولت كده و أنت عارف إن بدر ممكن يكون برئ ، أنت ناسي الي فهد قاله !! .

Salma Elsayed Etman .


فلاش باك .


فهد كان قال ل أحمد و مالك علي كل الي بدر قاله ليه عن يوم موت حبيبة ، و إن سيف هو الي ورا موتها مش هو ، و الناقص بس يكون فيه دليل يثبت دا ، رد ساعتها مالك و قاله بعصبية : و أنت بقا مصدق الي قاله صح !!! ، يا حرام يعيني الراجل مسكين و ملوش دعوة ، بقولك أحنا روحنا و كان هو الي هناك ، أنت ناسي منظر حبيبة لما دخلنا و لاقيناها و لا تحب أفكرك أحنا كنا حضنينها ازاي و دمها مغرقها و مكنش في إيدينا أي حاجة نعملها .

فهد بنرفزة : يا ابني هو أنت مبتفهمش ، ليه دايمآ بتحط أحتمال واحد بس لكل حاجة بتحصل ، أو بتتعمد تبقي عكس كلامي في كل حاجة ، اي الي يمنع إن فعلاً سيف يكون هو الي قت*لها مش بدر ، و إن سيف أستغل عدائنا مع بدر و عمل كل دا ، ما تقول حاجة يا أحمد أنا مش بكلم نفسي .

أحمد طبعه عامةً إنه هادي ، حتي في الوقت الي تلاقوا كلهم متعصبيين و متنرفزين فيه هو الي بيبقي نوعاً ما هادي حتي لو زعق ، رغم إنه من جواه بيبقي بيموت ألف مرة و حاسس بلي محدش بيحس بيه ، رد علي فهد و قاله : و أنت ليه مصدقه يا فهد مع إن هو ممكن يكون بيقول كده عشان محدش فينا يأذي بنته و نبعد عنها كلنا ، هو كده كده أحنا مش هنقرب منها عشان هي ملهاش ذنب ، بس أنت ليه مصدقه ؟! .

و قبل ما فهد ينطق مالك قال بزعيق : و مين قالك إني مش هأذيها ، قولتلكوا مليون مرة دي الوحيدة الي هتكسر بدر ، دي الوحيدة الي هتوجع قلبه ، أنا مش عاوز بدر يموت ، أنا عاوزه يعيش الي أصعب من الموت ، عاوز أشوفه بيموت من الألم كل يوم ألف مرة .

فهد بحده : لو فكرت تقرب من سها يا مالك ساعتها أقسم بالله أنا الي هقفلك مش أبوها ، أنا مش مصدق بدر زي ما أنتو بتقولوا أنا حاطط كذا أحتمال من ضمنهم أنه صادق ، أنت الغضب و الإنتقام عامي عيونك تماماً و عاوز تنتقم بأي طريقة و مش مهم هي اي ، أعمل الي أنت عاوزه بس سها لاء ، حرام عليك البنت تدفع تمن حاجة هي ملهاش ذنب فيها .


باك .


مالك بص ل أحمد بغضب و دموع مكتومين و قال : نبُص للنهاية يا أحمد ، و هي إني مقدرتش أعملها أي حاجة ، فكرت أخد حق أختي منها بس مقدرتش ، فكرت ألعب بمشاعرها و أكسرها في الآخر بطريقة تخليها ضايعة بقيت عمرها ، بس بردو مقدرتش ، مش عارف مقدرتش عشان أحتمال يكون أبوها برئ و لا مقدرتش عشان بح......... .

أحمد بهدوء : كمل يا مالك ، عشان اي ؟! .

مالك سكت لحظات و بعدها قال : المهم إني مقدرتش ، أصلآ كيان هي الي بفكر فيها دلوقتي .

أحمد بحده : أنت مبتفكرش في كيان يا مالك ، أنت بتفكر ازاي تعاند فهد ، بتفكر ازاي تاخد منه حاجة هو عاوزها ، يمكن اه يكون فيه إعجاب منك ل كيان من أول يوم جت فيه بس أنا متأكد مليون في الميه إنه كان إعجاب بس و خلاص راح ، و دلوقتي أنت واهم نفسك إن لسه فيه مشاعر عشان المشاكل الي بينك و بين فهد ، إستحالة تكون بتحب كيان يا مالك ، متأذيش نفسك و تأذي الي حواليك و فكر بعقلك مش بقلبك ، ( شاور بصابعه علي قلب مالك و قال ) عشان لو فكرت ب دا هتروح في ستين داهيه و مش لوحدك ، كل الي فكرت فيهم هيتأذوا معاك .

مالك سمع الكلام منه و مشي من غير ما يرد عليه ، ركب عربيته و مشي بيها لحد ما وصل ل شقته في القاهرة ، طلع فوق و كان حاسس بالوجع و التعب فعلاً ، قفل باب الشقة و دخل أوضته و قفل الباب عليه ، كان ساند علي الباب من ورا و قعد علي الأرض و هو بيفتكر أخته .


Salma Elsayed Etman .


فلاش باك .


مالك كان قاعد في الجنينة و فاتح اللاب بيشتغل عليه و جت حبيبة من ورا حضنت رقبته و بتقوله : لوكا عاوزة أقولك علي حاجة .

مالك : يبنتي متقوليش يا لوكا دي تاني بحس هيبتي بتقع دا اسم دلع للبنات بس .

حبيبة بضحك : لاء و الله دا جميل ، و بعدين أنا بقوله قدامك أنت بس .

مالك أبتسم و مسك إيديها و جابها من ورا قعدها جانبه و باس راسها و قال : عاوزة اي ؟؟ .

حبيبة ضمت شفايفها لجوا و بعدها قالت : واحدة صاحبتي عاملة عيد ميلادها في مكان كده و أنا عاوزة أروح و أحمد مش راضي ف ممكن تقوله يوافق و توافق أنت كمان .

مالك : أمممممم ، ما هو معني إنه مش موافق يبقي المكان مش عاجبه . 

حبيبة بصدق : و الله يا مالك دا كافيه محترم و مش هيبقي فيه غيرنا ، عشان خاطري وافقوا .

مالك سكت شوية و بعدها قال : هتروحي أمتي و هترجعي أمتي ؟؟؟ .

حبيبة : و الله مش هتأخر و الله ، هديها الهدية و هقعد معاهم شوية و هاجي .

مالك بإبتسامة : طيب ماشي ، و سيبي أحمد عليا أنا هقوله ، بس لو موافقش بردو يبقي خلاص بقا أبقي أديهالها في أي وقت تشوفيها فيه .

حبيبة حضنته بفرحة و باسته من خده و قالت : و الله أنت حبيبي و هو حبيبي و أنا واثقة إنه هيوافق .


باك  .


دا كان اليوم الي حبيبة خرجت فيه و أتقت*لت ، و فجأة مالك عيط جامد و قال : يارتنا موافقنا ، يارتني قولتلك لاء مفيش خروج ، لو كنت رفضت كنتي زمانك معانا يا حبيبة ، يارتني مأقنعته إنك تخرجي ، يمكن عقاب ربنا ليا في كل حاجة عملتها في حياتي جه فيكي أنتي ، بس فعلاً ، واحد تاجر سلاح و ياما أذنب و غلط كتير و حياته كلها سودة ، هتكون أيامه اي يعني ، ما طبيعي أكون كده ، تايه ، مُشتت ، موجوع من كل حاجة ، أنا ليه عايش أصلآ ، ليه عايش .

ردد الجُملة أكتر من مرة و قام و دموعه مالية عيونه و وشه ، كان حاسس خلاص كأنه جسد بلا روح ، حس كأنه غاب عن الوعي ، فكر في الأنتح*ار !!! ، و للحظة وافق نفسه علي الأنتح*ار !!! ، أتجه لباب الأوضة تاني بخطوات هادية و بطيئة و فتح الباب ، و راح المطبخ و مد إيده يفتح الدرج عشان يطلع السك*ينة منه لكن قبل ما يفتح الدرج الآذان آذن ، غمض عيونه و حس كأن جسمه أتشل مع رعشة بسيطة ظهرت عليه ، فتح عيونه في نص الآذان و كأنه فاق و أستوعب الي كان هيعمله ، قرف من نفسه و خبط الدرج جامد و قال : دا كان الناقص كمان ، أموت كافر ، فكر كويس يا مالك ، يمكن ربنا عاوزك تتوب و بيديك كل العلامات دي و أنت الي غبي و مش عاوز تستغلها .

خرج من المطبخ و راح الحمام عشان يتوضي و يصلي ، مالك رغم كل عيوبه لكن جواه نقطة بيضة نفسه إنها تكبر جواه و تمحي كل السواد ، هو مُتقطع في الصلاة ، علي عكس فهد تماماً الي قصته الغامضة بالنسبة لكوا لسه محدش فهمها .

كده أنا وضحتلكوا قصة مالك بالظبط و اي الي بيعاني منه و اي الصراعات الي جواه ، أما فهد و غموضه و الي لسه محدش فاهم هو حياته ماشية ازاي ف دا الي هنعرفه أبتداء من البارت الجاي 🙈 .

يتبع.................. .

رأيكوا ؟؟♥️

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️العشق و الآلام " البارت ١٤ " 🦋 .


مالك رغم كل عيوبه لكن جواه نقطة بيضة نفسه إنها تكبر جواه و تمحي كل السواد ، هو مُتقطع في الصلاة ، علي عكس فهد تماماً الي قصته الغامضة بالنسبة لكوا لسه محدش فهمها ، و الي هتوضح مع البارت دا .


بعد وقت طويل أهلهم جم من الصعيد ، الخوف كان مُحتل كيانهم و الخضة علي وشوشهم واضحة جدآ ، لكن أحمد و زين أستقبلوهم بهدوء و طمنوهم ، و عرفوا حالة فهد و الي مكنش لسه فاق ، و أطمنوا علي كيان ، لكن طبعآ لاحظوا وجود مالك ، و لما جدهم سأل عليه أحمد قاله : و الله يا جدو مش عارف ، برن عليه من الصبح مبيردش .

ميرنا بصت ل زين أخوها و قربت منه و هي بتحط إيديها علي ضهره و قالت بإستغراب : مالك يا زين ؟؟ ، حاسة وشك مصفر أوي ، و تحت عينك أسود ليه أنت تعبان .

يحيي أبوه قرب منه لما لاحظ فعلآ الي ميرنا قالته و قاله : مالك يا حبيبي في اي ؟؟ .

زين : أحم ، مفيش يا بابا أنا بخير و الله ، أنا بس كنت تعبان شوية ف دا أثر التعب مش أكتر .

مامت زين بقلق : طب فيه إستشارة طيب أو علاج هتجيبه تاني ؟! ، و اي التعب الي كان عندك يا حبيبي ؟؟ .

زين بص للممرض بمعني ميتكلمش و الممرض فهم و سكت ، و زين رد و قال : كانت نازلة معوية حادة شوية و أنا مكنتش باكل كويس ف عشان كده باين عليا التعب مش أكتر متخافيش .

و هما بيتكلموا الدكتور خرج من عند فهد و هو مبتسم و بيقول : فهد فاق ، حمد لله على سلامته .

كلهم حمدوا ربنا و شكروه و الفرحة رجعت ملت قلوبهم تاني ، رغم الخسارة الكبيرة الي أتعرضولها في شغلهم لكن صحة ولادهم كان أهم من مليون شركة ، دخلوا ليه و حالة فهد كانت تسمح بأنهم يتكلموا معاه ، و كيان كانت أكتر واحدة باين عليها الفرحة ، أول ما دخلوا ليه فهد كانت عيونه علي كيان و بس ، و لما لاقاها واقفة علي رجليها و بتتحرك و صحتها كويسة أتنهد بهدوء و أطمن ، أمه قربت منه و حضنته جامد و هي بتعيط و بتقول : يا حبيبي حمد لله على سلامتك ، كنت هموت يا فهد من الخضة عليك .

فهد أبتسم بتعب و قال : متخافيش يا ماما أنا بخير و الله .

أبوه وطي علي راسه باسها و قال بحنان : الحمد لله إنك بخير يا ابني ، كنت حاسس و الله إن روحي بتتسحب مني طول ما أنت نايم .

فهد بإبتسامة : الحمد لله ، (بصلهم و قال ) فين مالك و سها ؟؟ ، هما بخير ؟؟ .

أحمد : مالك خرج بس مش عارف هو فين لكن هو بخير متقلقش ، و سها كمان كويسة و خرجت من المستشفى .

فهد بهدوء : الحمد لله ، (بص ل كيان الي كانت قاعدة قدامه علي الكرسي و مسك إيديها بتفحص و قال بقلق ) مال إيدك ؟؟ .

كيان أتكسفت منهم و شدت إيديها براحة من إيده و قالت : مفيش دي حاجة بسيطة من الحادثة ، لكن أنا كويسة ، المهم إنك قومت بخير .


Salma Elsayed Etman .


في بيت سها .


سها كانت في أوضتها و قاعدة علي سريرها و ضامة ركبتها و عمالة تعيط و هي بتفتكر كلام مالك ليها ، كانت ما زالت مصدومة و مش قادرة تصدق هو ازاي قدر يفكر فيها كده و يقول الي قاله ، كان صعبان عليها نفسها و مشاعرها الي كانت حطاها في قلبها ل مالك و بس علي أمل إنه يحبها في يوم زي ما هي بتحبه ، دخل بدر عليها وقت عياطها و قفل الباب و قرب منها و قعد قدامها علي السرير و قال بحزن : مالك يا حبيبة بابا ، أنا يا سها و الله مش قادر أشوفك كده ، قوليلي مين زعلك و أنا و الله هخليه يندم علي اليوم الي أتولد فيه .

سها بصتله و قالت بعياط : بابا هو أنت تعرف عيلة مالك الألفي منيين ؟؟؟ ، و اي علاقتك بموت أخته .

بدر أتصدم من كلامها و قال : أنتي جبتي الكلام دا منيين ؟؟ .

سها بعياط : جبته مكان ما جبته بقا ، قولي يا بابا هو أنت الي قتلت أخته .

بدر بصدق : اي يا سها الي أنتي بتقوليه دا ؟؟ ، ازاي تصدقي عني حاجة زي كده !!! ، اه فيه بيني و بينهم عداوة بس مش لدرجة إني أقتل حد منهم ، مش لدرجة إني ألوث إيدي بالدم ، و الله يا سها كل دا كدب ، و الله دا فخ و أعدائي وقعوني فيه مع مالك و أخوه و فهد ، لكن أنا معملتش حاجة ، مالك هو الي قالك كده صح ؟؟ .

سها هزت راسها بالإيجاب في صمت و هي بتعيط .

و بدر قال : عشان كده أنا كنت خايف عليكي منه ، مكنتش عاوزك تشتغلي في شركتهم و أنا بإيدي أبنيلك شركة لوحدك ، كنت خايف ليأذيكي .

سها مسحت دموعها و قالت برعشة في صوتها : هو مش هيأذيني يا بابا ، مالك لو كان عاوز يأذيني كان أذاني من بدري ، و مكنش قالي كل دا عشان مخودش إحتياطاتي منه ، لكن يا بابا أنت بجد ملكش دعوة بموتها صح ؟؟ .

بدر بدموع : و الله يبنتي ما جيت جانبها و لا فكرت في أذيتها ، يا سها الي أنتي متعرفهوش إني كنت صديق العيلة دي ، لكن حصل سوء تفاهم زمان مع أبهاتهم و جدهم و دا الي خلق العداوة الكبيرة الي بينا و الي مكنتش أتمني إنها تحصل ما بينا ، أنا كان نفسي أنقذ حبيبة يوم موتها بس ملحقتش و لا عرفت أعمل أي حاجة لأنها كانت ماتت .

سها عيطت أكتر و قلبها كان واجعها أوي و بدر حضنها و دموعه بتنزل علي حالتها و أكتفي بالصمت .


أما مالك ف كان لسه في شقته و لا كل و لا شرب و لا عاوز يرد علي حد ، كأنه في مرحلة إكتئاب ، أو فقدان شغف ، إنعدام طاقة ، مكنش قادر يتكلم مع حد و لا عارف يفوق لنفسه حالياً ، و مكنش بيفكر غير في الكلام الي قاله ل سها .


في المستشفي .


فهد كان بيقفل زراير قميصه و أحمد بيقوله : هتخرج ازاي دلوقتي أصبر طيب كمان يومين .

فهد : مش هينفع يا أحمد ، لازم نفوق و منضيعش وقت عشان نعوض كل الي حصل ، خد أهلنا وديهم علي البيت الي في القاهرة هنا و خلي زين معاك أوعي تسيبه ، و بعدها خُده وديه علي المصحة و متقولش أي حاجة لأي حد منهم .

أحمد : طب و أنت رايح فين و لا هتعمل اي ؟! .

فهد بقلق : أول حاجة هشوف مالك فين ، بقاله يوم و نص محدش عارف عنه حاجة ، أنا عارف هلاقيه فين ، و بعدها هروح مشوار مهم و هبقي أكلمك .

أحمد وافقه كلامه و بعدها قال : طيب بالنسبة للسلاح الي ه........ .

فهد برجاء : عشان خاطري يا أحمد بلاش الموضوع دا دلوقتي ، بلاش تدخل فيه ، سيب الصفقة دي و أوعي تظهر فيها لا أنت و لا مالك .

أحمد بإستغراب : و دا من أمتي ؟؟ .

فهد بتهرب : أصل حالياً أحنا محدش فينا فايق ، ف مش وقته ، و بعدين أحنا مش محتاجنها دلوقتي .

أحمد بإستغراب شديد : ماشي .


فهد خرج من المستشفى حتي من غير ما يقول ل أهله لأنه عارف إنهم هيرفضوا ، هو الوحيد الي عارف إن مالك ليه شقة بتاعته لوحده في القاهرة ، ف أتحرك و بعد ساعة وصل لمكان الشقة ، و لاقي عربية مالك مركونة تحت ف أطمن عليه ، و طلع لحد ما وصل ل شقة مالك ، و خبط علي الباب ، فضل دقيقتين بيخبط و مالك كان جوا لكن مكنش عاوز يشوف حد ، لكن قام و فتح لاقي فهد واقف قدامه ، أستغرب وجوده جدآ و ازاي عرف المكان دا لكن مناقشهوش ، و أكتفي إنه بصله و سابه و دخل ، فهد أتنهد و دخل هو كمان و قفل باب الشقة وراه و راح قعد قدام مالك ، فهد حمحم و قال بلطافة : مفيش يعني حمد لله على السلامة لما شوفتني واقف علي رجلي ، علي حد علمي إنك آخر مرة شوفتني فيها من يومين و كنت نايم في السرير ، مخوفتش عليا و لا اي ؟! .

مالك بهدوء : حمد لله على سلامتك ، و أكيد كنت خايف عليك .

فهد طلع سيجارة و قال و هو بيولعها : اه ما هو باين .

مالك خد منه السيجارة و قاله : أنت لسه قايم من المستشفي و دخان الحريق كان هيدمر رئتك دا غير الحساسية الي عندك ف مش ناقصة تدخن كمان .

فهد أبتسم و قال بغمزة : لاء متخلنيش أفهم غلط و أفتكر إنك بتحبني و خايف عليا ، دا أحنا عارفين الي فيها يعني .

مالك سكت شوية و بعدها قال : حتي لو بكرهك أكيد مش هتمني موتك يعني .

فهد سكت دقيقة و الصمت كان سيد موقفهم و بعدها قال : و أنت بتكرهني ليه يا مالك ؟؟ ، مع إني عمري ما كرهتك ، بالعكس ، أنا دايمآ أقول ربنا مأرادش إن يبقي ليا أخوات شباب لكن رزقني ب مالك و أحمد و زين ، أنت كنت أقرب واحد ليا و أنا صغير ، اي الي حصل ؟؟ .

مالك أبتسم بسخرية و قال : ما زلت ما فهد بتلعب دور الضحية و أنا الي هطلع وحش في الآخر .

فهد بتنهد : مش فايدة فيك يا مالك ، بُص يا مالك ، أنا يمكن عارف بعض الحاجات الي خلتنا كده ، بس أنا مليش ذنب فيها و أنت عارف كده .

مالك بصله و سكت ، و بعدها فهد قال : البيت كله خايف عليك و عاوز يطمن عليك ، ليه مكنتش بترد علي موبايلك ؟؟ .

مالك : هرن عليهم .

فهد : و حاجة كمان ، أحمد قالي عن الي أنت قولته ل سها .

مالك بإنفعال : ما خلاص يا فهد خلاص ، الي قولته قولته بقا ، الي أنا قولته دا أحسن و لا كنت سكت و أنتقمت منها .

فهد قام وقف قدامه و قال : يا مالك أنا و الله مش قصدي أضغط عليك ، بس أنا عاوز أصلح معاك كل الي باظ ، يمكن أنت متكونش مستوعب الي بتعمله ف أنا لازم أنبهك ، و علي فكرة أي حد مكانك هيكون كده ، أنا ممكن يجي عليا وقت أبقي تايه و ضايع و أنت الي المفروض تنبهني ، عشان كلنا بشر عادي ، (كمل كلامه بوجع و قال ) يا مالك لو علي التوهان ف أنا محدش في الدنيا دي كلها تايه زيي ، محدش فيكوا يعرف أنا بمر ب اي و عايش ازاي و اي الي  بيعمله ، أنا جوايا ضغط محدش عالم بيه غير ربنا .

مالك ببرود : أنت عرفت مكان الشقة دي منيين ؟؟ .

فهد بضيق : شوف أنا بقول اي و أنت بتقول اي !! ، مهما أعمل مفيش فايدة فيك ، مش هترتاح غير لما حد مننا يضيع .

مالك قعد بهدوء و قال : هنبدأ من بكرة شغل في الفرع التاني للشركة علي ما للتحقيقات تخلص بخصوص الحادثة ونشوف هنعمل اي ؟! ، و بعد كده نشوف الموضوع التاني .

فهد بعقد حاجبيه : أنهي موضوع تاني ؟؟ .

مالك : السلاح ، سيف هيهرب أكبر صفقة برا ، و أنا مش هسمح ب دا ، لازم السلاح دا يبقي في إيدينا أحنا قبل ما يوصله برا .

فهد : تمام ، فعلاً مينفعش تبقي في إيده ، أنزل روح علي البيت زمانهم مستنيينك هناك ، و أنا رايح مشوار ، و بليل نبقي نتفق علي الخطة .

مالك : ماشي ، و الرجالة جاهزة مستنية إشارة بس .

فهد : كويس .

Salma Elsayed Etman .


فهد نزل و ساب مالك فوق و هو بيحاول يستجمع نفسه عشان ينزل ، و بعد وقت مش كبير أوي عبد الرحمن هيقابل المجهول ، دول الأتنين الي كانوا أتقابلوا من فترة و بيتكلموا عن صفقات السلاح الي بتحصل و أسماء التجار المجهولين ، عبد الرحمن كان واقف مستني المجهول و كان قلقان عليه ، و بمجرد ما ظهر قدامه و قرب منه أتنهد بإطمئنان و راح عليه خده في حضنه و قال : فهد ، حمد لله على سلامتك .

فهد طبطب علي ضهر عبد الرحمن و قال بإبتسامة : الله يسلمك ، أنا كويس متقلقش .

عبد الرحمن خرجه من حضنه و قال : الجروح الي في وشك دي حالتها اي ؟؟ .

فهد : متقلقش دي بسيطة ، المهم ، فيه صفقة سلاح كبيرة جداً سيف عاوز يهربها برا مصر ، و التجار التانيين (مالك و أحمد) عاوزين ياخدوها منه .

عبد الرحمن بنرفزة : هموت و أعرف مين هما دول ، دول مش سايبيين أي أثر وراهم يا فهد .

فهد فكر في ولاد عمه دول و المصيبة الي هما فيها لكن مكنش قادر ينطق أسمائهم ، فهد خريج كلية هندسة لكن الظروف جعلته عنصر من عناصر المخا*برات و أمور سرية و محدش يعرف عنها أي حاجة ، حتي أهله محدش فيهم يعرف إنه من المخا*برات ، فهد عارف إن مالك و أحمد تجار سلاح ، و لما الأمور بقت تخص البلد في الموضوع دا المخابرات أتدخلت ، و فهد خاف علي مالك و أحمد لينكشفوا و يتم حبسهم أو إعدامهم علي حسب الجرايم ، ف تعمد إنه يزرع في دماغ القائد إنه يطلعه هو المهمة السرية دي و يبقي هو الي بيجيب أخبار التجار بمعرفته ، و عمل كده عشان يعرف يحمي مالك و أحمد ، كل هدفه حالياً إنه يخلي مالك و أحمد يخرجوا من تجارة السلاح و ميرتكبوش أي جريمة بحيث ميبقاش عليهم أي حاجة لو أتعرفوا و يتجهوا للطريق الصح و يبعدوا عن تجارة السلاح ، فهد حاسس بالذنب إنه مش عاوز يقول ل صحابه الظباط علي مالك و أحمد لكن في نفس الوقت مش عاوز يسلم ولاد عمه للموت و هو متأكد إنهم بيتاجروا بس لكن مرتكبوش جرايم ، ف بيحاول يخليهم يبعدوا قبل ظهور هويتهم ، وجود فهد مع مالك و أحمد طول الوقت في السلاح بالذات عشان يحاول يبوظ الصفقات و يبعدهم ، ف الأمور صعبة عليه جدآ و حاسس إنه بين ناريين ، مفاقش من تفكيره غير علي صوت عبد الرحمن و هو بيقول : هو أنا بكلم نفسي يا فهد ؟! .

فهد بإنتباه : ها !! ، لا لا أنا معاك ، هما فعلآ محترفين بس مسيرهم هينكشفوا يعني ، و متقلقش أنا وراهم و قريب هوصل ليهم و هعرف هما مين .

عبد الرحمن بتنهد : ماشي .

عبد الرحمن غير الموضوع و قال بتردد : لما جيتلك الصعيد من فترة و شوفتك كان معاك بنت أول مرة أشوفها معاك ، تبقي مين ؟؟ .

فهد و هو بيفتكر : دي ميرنا بنت عمي ، بس بتسأل ليه ؟؟ .

عبد الرحمن بتهرب : مفيش ، لازم نكون عارفين عنك و عن أهلك كل حاجة عشان كده سألتك .

فهد : اه ، ماشي .

عبد الرحمن : بس باين عليها صغيرة جداً ولا هي عندها كام سنة ؟ .

فهد : ميرنا في تالتة ثانوي ، بس مش باين عليها يعني يبان أصغر من كده .

عبد الرحمن بإبتسامة : ربنا يوفقها يارب .

فهد : يارب ، أنا مضطر أمشي دلوقتي .

عبد الرحمن : طيب ، خد بالك من نفسك .

فهد : ماشي و أنت كمان ، سلام .

عبد الرحمن : سلام .


فهد ركب عربيته و مشي في الطريق ، و هو في نص الطريق وقف و مكنش قادر يسوق من كتر التفكير ، فضل في العربية سرحان و بيفكر في الي المفروض يعمله ، كان حاسس بضغط عمره ما حسه قبل كده ، خوفه علي أهله من الي هيحصل و ولاد عمه الي متورطين و إنه مقالش الحقيقة لعبد الرحمن و حاجات كتير ، و أفتكر سها و الي قاله مالك ليها ، صعبت عليه و طلع تليفونه و بص لرقمها عشان يرن عليها لكن رجع في كلامه تاني و قال : ياربي هرن عليها أقولها اي بس ، اه يا سيف الكلب ، لكن هانت ، هانت .

فاق من تفكيره علي صوت رنة تليفونه و كانت كيان ، أبتسم و رد و قال : ألو .

كيان : أنت فين يا فهد كل دا ؟؟ .

فهد : جاي ، أنتي عاملة اي ؟؟ .

كيان : يعني الحمد لله .

فهد أبتسم و قال بدون أي مقدمات : كيان ، هو أنا قولتلك قبل كده إنك أجمل حاجة حصلت في حياتي !! .

كيان برقت عيونها و سكتت . فهد : أحم ، لما أجي عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم .

كيان بتوتر : موضوع اي ؟! .

يتبع..................... .

رأيكوا في سر فهد و الي بيعمله ؟ 🙈

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .العشق و الآلام " البارت ١٥ " 🦋 .


فهد أبتسم و قال بدون أي مقدمات : كيان ، هو أنا قولتلك قبل كده إنك أجمل حاجة حصلت في حياتي !! .

كيان برقت عيونها و سكتت .

فهد : أحم ، لما أجي عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم .

كيان بتوتر : موضوع اي ؟! .

فهد بإبتسامة : لما أجي هتعرفي ، يله سلام .

كيان بعدم فهم : سلام .


فهد بعد ما قفل التليفون مع كيان طلع رقم سها و رن عليها ، سها كانت بردو بتعيط و لما شافت اسم فهد أترددت إنها ترد ، لكن مسحت دموعها و أستجمعت نفسها و ردت و قالت بصوت مهزوز : ألو .

فهد : ألو ، عاملة اي يا سها ؟؟؟ ، مشوفتكيش من ساعة الحادثة .

سها صوتها كان فيه رعشة من العياط و قالت : اه و لا أنا ، حتي مسألتش عليك أنا آسفة .

فهد أتنهد و قال : أنا عاذرك مفيش أي حاجة ، أنا بس عاوز أتكلم معاكي في حاجة .

سها سكتت و مردتش عليه ، و فهد قال بصدق : يا سها صدقيني و الله العظيم محدش فينا كان هيأذيكي ، حتي مالك رغم إنه يبان قاسي لكن و الله مفيش أطيب منه في الدنيا دي ، مالك مكنش هيقدر يأذيكي يا سها .

سها دموعها نزلت و قالت : مالك كان بيتمني موتي يا فهد ، كان نفسه أموت يوم الحادثة .

فهد بتعاطف : لاء و الله العظيم ، هو قال كده من ورا قلبه من وجعه علي أخته بس ، أنتي مشوفتهوش كان خايف عليكي ازاي لما عرف إنك جوا الشركة و هي بتولع .

سها بدموع : أيآ كان يا فهد ، يمكن مالك مأذنيش فعلياً لكن بكلامه هو آذاني أكبر أذية ، أنا عرفت من الأخبار إنكوا موجودين في الفرع التاني علي ما التحقيقات بتاعت الحادثة تخلص ، أنا إن شاء الله هاجي بكرة عشان أقدم إستقالتي .

فهد غمض عيونه و حط أطراف صوابعه علي أورته و قال : يا سها دا مش حل ، مش هقولك إن علاقتنا أحسن حاجة لكن أنتي بعيدة عن مشاكلنا مع أبوكي ، و دا شغل .

سها بدموع : معلش يا فهد سيبني علي راحتي .

فهد سكت لحظات و بعدها قال : ماشي يا سها ، و علي العموم مكانك موجود في أي وقت .

سها هزت راسها بالإيجاب في صمت و هي بتعيط و قفلت التليفون .


Salma Elsayed Etman .


في نفس اليوم بليل فهد وصل البيت و قابل عمته أول واحدة ، مسكته و قالتله بقلق و دموع : فين مالك يا فهد ؟؟ .

فهد باس راسها و قال بإبتسامة : متقلقيش يا عمتي هو هيجي إنهارده ، زمانه علي وصول .

سهام بعياط : أنا مش عارفة يا فهد الواد دا ماله ، قلبي واجعني عليه أوي ، مش عارفه أعمل معاه اي .

فهد : يا عمتي و الله هو بخير ، هو بس كان عاوز يبقي لوحده شوية ، لكن متخافيش أحنا كلنا معاه .

سهام مسحت دموعها و قالت : ماشي يا ابني ، صح كيان سألت عليك من شوية قولتلها إنك لسه مجتش ، هو فيه حاجة و لا اي ؟! .

فهد حك فروة راسه و قال : أحم ، لاء مفيش .

سهام بإبتسامة : تعرف يا واد يا فهد ، البت كيان مش عشان هي بنت أخويا و الله لكن دي زي العسل ، و مش عارفه ليه كده حاسة إن فيه حاجة .

فهد بتهرب : لاء خالص يا عمتي حاجة زي اي يعني .

سهام خبطته في كتفه بخفة و قالت : مش عليا يا أخويا ، دا أنت واقع و هي واقعة زيك ، دا أنت مشوفتهاش ساعة ما كنت في المستشفي كانت عاملة ازاي عشانك ، دي البت كانت خايفة عليك أكتر من أمك ذات نفسها .

فهد بضحك : خلي أمي تسمعك و أنتي بتقولي كده عشان تصورلكوا قت*يل هنا ، أنتي عارفة هي بتغير عليا ازاي و لا كأني جوزها .

سهام بضحك : ابنها الوحيد بقا .

فهد : ربنا يحفظكوا كلكوا يا عمتي يارب .

سهام : يارب يا حبيبي ، يله روح  شوف كيان عاوزة اي .

فهد أبتسم و قال : هو في الحقيقة أنا الي عاوزها و هي مستنياني .

سهام بإبتسامة : طب روح يله .


فهد سابها و مشي و راح لجنينة البيت ، و لما شافها قاعدة أبتسم و قرب منها ، و كيان أول ما شافته قالت بلهفة : فهد صح نسيت أسألك علي حاجة ، هو ازاي أنتو عندكوا بيت كبير زي دا في القاهرة كده و مكنتوش بتيجوا تقعدوا فيه و لا كنا بنشوفكوا خالص .

فهد : عشان أحنا عيشتنا كلها في الصعيد مش في القاهرة ، البيت دا وقت الظروف بس يعني .

كيان : أمممممم ، فهمت .

فهد أبتسم و قال : المهم ، عاوز أكلمك في الموضوع المهم الي قولتلك عليه .

كيان أزدرءت ريقها بتوتر و قالت : اي هو ؟؟ .

فهد أتنهد بهدوء و قال : من بعد ما حبيبتي ماتت و أنا كنت قفلت قلبي تماماً ، بمعني أصح مكنتش عارف أحب تاني ، و خصوصاً إني كنت حاسس بالذنب من ناحية موتها ، و من كتر حُبي فيها كنت فاكر إني مش هتجاوز الي أنا فيه ، و إني مُت معاها ، كنت فاكر إن قلبي مش هينبض لحد تاني ، لكن أتفاجأت إنه نبض تاني و بشدة كمان .

كيان بصاله و الدموع متجمعة في عيونها مع إبتسامة خفيفة و أكتفت بالصمت .

فهد كمل بإبتسامة و هو بيمسك إيديها الأتنين بين إيديه و بيقول بكل الحب : و أنتي الي فتحتي قلبي تاني يا كيان ، أنتي رجعتيني للحياة تاني ، أنا مش بس بحبك ، أنا بعشقك ، تتجوزيني ؟؟ .

كيان دموعها نزلت من فرحتها و إن و أخيراً شعورهم متبادل و أتأكدت من حُبه ليها ، أبتسمت و هي قلبها يكاد هيطلع من مكانه من سرعة دقاته و فرحته ، فهد الراجل الوحيد الي خلي قلبها يدق و تتوتر في وجوده طول الوقت ، هو الي قدر يحسسها بالأمان في غياب كل أهلها ، رغم إنها مرت بتجارب في سن المراهقة و حتي في دخولها الجامعة ، واجهت الي أُعجب بيها و الي حبها و الي كانت معجبة بيه و الي كان عندها أمل إنه يبقي معاها لو أتقدم لكن كلها كانت مشاعر مُزيفة و مراهقة ، و ولا واحد منهم قدرت تحبه أو تتعلق بيه إلا فهد ، فهد الي فتح حِصن قلبها بالكامل و أحتل كيانها كله ، كانت هتبادله المشاعر و قبل ما تنطق عيونها جت بالصدفة وراه و لاقت مالك واقف بعيد عنهم لكن شايف وضعهم و شايف ملامحهم الي أقل ما يقال عنها إنها ملامح بتلمع !! ، كان واقف و شايف فهد و هو ماسك إيديها و بيتكلم و خمن الي بيتقال و هو أكيد إعتراف ، حس بالزعل !! ، طب ليه ؟! ، و دا نفس السؤال الي بيسأله لنفسه كل مرة ، كيان لما شافت مالك أفتكرت الكلام الي قاله ليها في المستشفي ، ف بصت ل فهد و شدت إيديها منه بتوتر و قالت بخوف : مش هينفع .

و عيونها كانت علي مالك ، فضل واقف لحظات و بعدها مشي ، فهد عقد حاجبيه و ركز في عيونها الي كانت مش مركزة معاه خالص و مركزة وراه ف بص وراه ملقاش حد ، رجع بصلها تاني و قال بعقد حاجبيه : ليه مش هينفع ؟؟ .

كيان أزدرءت ريقها و قالت بتوتر و خوف : م...مش ع..عارفة .

فهد أبتسم بذهول و قال : كيان في اي ؟؟ ، ملامحك أتغيرت في لحظة ليه كده ؟! ، الي يشوفك في بداية الكلام ميشوفكيش دلوقتي ، هو أنتي مش بتحبيني ؟! .

كيان بدموع و توتر : مش عاوزة أتسرع يا فهد ، أنا بس محتاجة وقت .

فهد بإستغراب : وقت ل اي ؟! ، هو أنتي لسه عرفاني إمبارح ؟! ، أحنا مشاعرنا واضحة ، و هقول ل بابا و جدو عن حُبنا دا و لما مامتك تنزل هي و عبد الله من السعودية هتقدملك رسمي .

كيان بدموع و خوف : فهد أرجوك ، لو بتحبني بجد بلاش دلوقتي ، أنا لسه مش متأكدة .

فهد بإنفعال : مش متأكدة من اي أنتي عاوزة تجننيني ، أنتي اي الي أنتي بتقوليه دا ؟! .

في الوقت دا مالك كان طالع بهدوء و صمت علي السلم ، و حاسس بالضيق ، و قبل ما يفتح باب أوضته وقفه صوت أمه و هي بتجري عليه تحضنه و بتقول بلهفة : مالك يا حبيبي ، قلبي كان هيقف من الخوف عليك ، أنت كويس ؟؟؟ .

مالك بصلها و فضل لحظات ساكت و بعدها الدموع أتجمعت في عيونه و قال بهدوء : لاء .

سهام عيونها دمعت و أبتسمت و لمست وشه بحنان و قالت : مالك يا مالك ؟؟ ، متوجعش قلبي عليك يا ابني ، أنت من قبل ما تسافر هنا و أنت كده .

مالك فجأة عيط و أترمي في حضنها و قال : أنا تعبان أوي يا ماما ، أوي ، أنا مكنتش كده ، أنا خلاص طاقتي خلصت ، عمري ما كنت أتخيل إن دموعي تنزل علي نفسي ، عمري ما صعب عليا نفسي أد دلوقتي .

سهام عيطت علي حالة ابنها و قالتله : بس يا مالك ، بس يا حبيبي أهدي ، تعالي ، تعالي نقعد جوا و هنصلح كل حاجة سوي .


Salma Elsayed Etman .


في الجنينة .


فهد : ما تردي عليا يا كيان أنتي ساكتة ليه ؟؟ ، متحاوليش تقنعيني بإنك لسه هتفكري أنتي عاوزة تبقي معايا و لا لاء .

كيان بدموع : يا فهد و الله أنت شخص كويس و أي بنت تتمناك فعلاً ، أنا مش رافضة الفكرة ، أنا بس بقولك مش وقته .

فهد ضحك بسخرية و قال : مش وقته !!! ، أنتي عارفة لو كان ردك عليا كسوف و قولتيلي نصبر شوية كانت مقبولة منك ، كنت هقول مكسوفة و خايفة من الوضع الجديد مش أكتر ، لكن تقوليلي مش هينفع و معرفش و الكلام الفاضي دا !!! ، عوزاني أصدق إنه عادي !!!! .

كيان خدت نفسها و حاولت تستجمع نفسها و قالت : قصدي إنه مش هينفع دلوقتي ، أنت فهمتني غلط .

فهد بصلها بذهول و مكنش فاهم اي التحول الغريب دا و قال : طيب أنتي خايفة مثلاً ؟! ، لو خايفة ف و الله أوعدك إني هكون ليكي كل حاجة و إستحالة في يوم أخوفك مني أو أعمل أي حاجة أنتي مش عوزاها .

كيان مسحت دموعها الي نزلت من عيونها فجأة و فضلت ساكتة ، و فهد فعلاً كان حاسس إن زي ما بيقولوا برج من دماغه هيطير ، فضل ساكت هو كمان و طال الصمت بينهم لدقايق و بعدها قال : و اي وضعنا دلوقتي ؟! ، يعني أحنا اي ؟! .

كيان مكنتش عارفة ترد تقول اي و خوفها من كلام مالك كان أكبر من إنها تقول ل فهد الي حصل ، و خافت أكتر من إنهم يتخانقوا مع بعض بسبب حاجة زي كده ، لكن حاولت تبقي هادية و كلامها معقول و قالت : أحنا ولاد عم يا فهد .

فهد برفعة حاجب : ولاد عم يا فهد !!! ، براحتك يا كيان .

قال كلامه و سابها واقفة و دخل الڤيلا ، و هي قعدت و فضلت تعيط و لأنها مكنتش متوقعة إن أول إعتراف منه ليها هتبقي معاه كده .


تاني يوم في الشركة كان مالك و أحمد و فهد قاعدين ، و الأوراق قدامهم و بيحاولوا إنهم يظبطوا الأمور .

أحمد فجأة ساب القلم و قام وقف و هو بيمشي إيده علي شعره و قال : بجد كل حاجة ضاعت مش معقول كده ، دي أكبر خسارة شهدتها شركتنا في تاريخها كلها .

فهد بتنهد : كل حاجة هتتصلح إن شاء الله بس هتاخد وقت كبير .

مالك هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : إن شاء الله ، (كمل كلامه بتنهد و قال ) ماما إمبارح فضلت تسألني عن زين و إنها مش مصدقة إنه شغال في مشروع تخرجه و مشغول و بتقول إن إختفائه بينا دا وراه حاجة .

أحمد : أوعي تكون قولتلها الحقيقة .

فهد : أيوه إياك ، عمي و مرات عمي لو عرفوا حاجة زي كده مش بعيد يروحوا فيها .

مالك : لاء طبعآ مقولتش حاجة ، أنا حاولت ألهيها بالكلام .

فهد : طيب كويس .

مالك كان طول الوقت بيفكر في سها لكن مكنش قادر إنه يكلمها أو يطلب يقابلها من بعد الي قاله ، مكنش عارف ليه مضايق من عدم وجودها و ليه هي هماه أوي كده ، قطع تفكيره صوت فهد لما قال : بالنسبة ل سها هي هت.............. .

قاطعه خبط الباب و أذن بالدخول لاقاها سها ، مالك أول ما شافها قلبه دق جامد و أستغرب نفسه جدآ ، حتي أنه محسش بدقة قلبه دي من ناحية كيان قبل كده ، سها أبتسمت و دخلت ، أحمد بص ل مالك و حس إن الموقف مُحرج أوي بينهم و بين سها ، دخلت سها و هي باين عليها العياط و الإرهاق و كانت حاطه بعض لمسات التجميل تداري بيها تعبها ، رحبوا بيها و قعدت ، علي عكس مالك الي منطقش من ساعة ما دخلت .

سها بتساؤل : هتبدأوا شغل أمتي و لا هتعملوا اي بالظبط ؟! .

كلهم أستغربوا رد فعلها بعد الي حصل ، و أكتر واحد أستغرب هو فهد لأنها كانت لسه بتكلمه إمبارح و بتقوله إنها هتستقيل !!! ، و مالك أستغرب جدآ ، لأنه خمن إنها هتستقيل و مش عاوزه تشوف وشه تاني !! ، أحمد لاقي فهد و مالك في حالة من الصمت ف حمحم و أتكلم هو و قال : و الله يا سها الدنيا بايظة خالص ، ¾ الشركة أتحرق بالأوراق بالفلوس بكل حاجة ، الخساير كتير جدآ ، و مصالحنا مع المهندسين التانيين شبه وقفت ، دا لولا الفرع دا و الفرع الي في الصعيد كُنا زمانا علي الحديدة .

سها بتنهد : أنا فاهمه كل دا ، لكن خير إن شاء الله ، بإذن الله كل حاجة هترجع زي ما كانت و أحسن .

فهد أبتسم بهدوء و قال : علي فكرة يا سها أنا مبسوط بوجودك معانا .

مالك بصله بحده لما حس بالغيره !!! ، فعلاً مكنش فاهم نفسه هو ليه حس بكل دا أول ما شافها .

ردت سها و قالت بإبتسامة : شكراً يا فهد .

مالك كان ما زال صامت و عيونه عليها ، علي عكس سها الي تجنبت تماماً النظر ل مالك .

و فضلوا نص ساعة بيتكلموا في أمور الشغل ، و بعدها سها خرجت ، و فهد خرج وراها و ندهلها و قال : أنا بصراحة مستغرب ، ازاي غيرتي رأيك كده في يوم و ليلة ؟! .

سها أتنهدت و قالت : عشان أنا مش ضعيفة يا فهد ، (كملت كلامها بعكس الي في قلبها ) ، مالك بالنسبة لي كأنه لم يكن خلاص ، أنا مش ههد كياني و شغلي عشان كلمتين قالهم ، هو اه جرحني ، لكن ساعات بديله عُذره عشان أخته ، لكن لو كنت قدمت إستقالتي و سبت الشركة كنت هبينله ضعفي ، و كأني بعلن إستسلامي و هزيمتي قدامه ، و أنا مش كده ، و إستحالة أخليه يحس بالإنتصار ، و لو لسه عاوز ينتقم ف أنا قدامه أهو طول الوقت ، خليه يعمل الي هو عاوزه ، أنت قولتلي إن الإستقالة مش حل ، و إني مليش علاقة بعداوتكوا مع بابا ، و أنا سمعت كلامك يا فهد ، و جيت تاني .

فهد : مالك يا سها عاوز الي يفهمه ، أنا عارف إن كلامه كان كبير و جارح بس هو إنسان كويس و الله .

سها : مش هيفرق يا فهد .

Salma Elsayed Etman .


في المكتب .


أحمد : و أنت مضايق عشان شوفتها مع فهد إمبارح ؟؟ .

مالك بشرود : مش عارف ، بس اه أضايقت ، بس مش عارف ليه ، مع إن لما شوفت سها إنهارده فرحت ، قلبي دق ، و كنت طول الوقت بفكر فيها ، مبقتش فاهم نفسي يا أحمد .

أحمد بفهم : دا ملوش غير تفسير واحد ، و هو إنك كنت مُعجب ب كيان مش بتحبها ، ف أتخضيت بس لما شوفتها مع فهد ، لكن دا مش حب ، و أظن الحب الي بجد هو سها ، و أنت أدري ب حاجة زي كده .


مالك بصله و رفع فنجان القهوة علي بوقه و شرب منه ، و نزله تاني و قال بهدوء مريب : يمكن كلامك صح ، بس بردو مش هسيبه يتهني ، خليه يدوق من الي أنا دوقته شوية .

أحمد بإنفعال : أنت كده الي بتعمل المشاكل بينكوا ، أنت عارف إن دي أكتر حاجة ممكن تخلي الراجل يتجنن ، مترجعش يا مالك تقولي فهد هو الي عمل العداوة دي ، لأن فهد رغم إنه اه مش ملاك و بيغلط بس هو أكتر واحد خايف علي علاقتكوا دي و مش عاوز عداوة بينكوا ، و أتضح إن أنت الي عاوز العداوة دي .

مالك بزعيق : أنت من أمتي بتكلمني و أنت بترفع صوتك عليا !!! .

أحمد بزعيق : من دلوقتي عشان خايف عليك ، كفاية واحدة راحت بقا مش هيبقوا أتنين كمان ، حرام عليك نفسك يا أخي و فوق بقا فوق ، سيبه يعيش مع الي بيحبها في سلام و ملكش دعوة بيهم ، و طالما أنت كده كده مش بتحبها ف ليه بتعمل كده ؟! .

فهد كان داخل و سمع آخر جملة و هي " و طالما أنت كده كده مش بتحبها ف ليه بتعمل كده " ، دخل و هو بيقول : في اي صوتكوا عالي ليه كده ؟! .

مالك بصله و مردش عليه و أحمد حمحم و قال : مفيش ، دا عشان حوار سها .

فهد بإستغراب : أومال مين الي مش بيحبها و ليه بيعمل كده و اي الكلام دا ؟! .

مالك قام وقف و قال و هو بيتحرك : تصور يا فهد إني بحب .

فهد رفع حواجبه الأتنين و قال : بتحب ؟! .

مالك ببرود : اه بحب فيها اي دي ، و أحمد مقتنع إنه دا مش حب و بيتخانق معايا ، و البنت الي أنا بحبها فيه واحد تاني بيحبها ، تفتكر هينفع إني أسيبهاله ؟! .

فهد بص ل أحمد الي كان باصص بنظرة حادة ل مالك و بعدها بص ل مالك و قال : و الله علي حسب البنت دي بتحب مين فيكوا ، لو بتحبه هو ف سبها تشوف نصيبها و حياتها كلها معاه ، و أنت كمان ربنا أكيد هيعوضك و يبعتلك الي تحبك بجد ، و بعدين مينفعش تفرض نفسك علي واحدة مش عوزاك لأنها طالما بتحب حد تاني إستحالة توافق بيك ، لكن لو بتحبك أنت ف لاء طبعآ أوعي تسبها ، بس أتأكد من مشاعرك ليها أولآ لأن الموضوع دا مفيهوش هزار .

Salma Elsayed Etman .

مالك وقف قدام فهد و حط إيده الأتنين في جيوبه و قال : و لنفرض إن الي بيحبها دا خد مني كل حاجة ، تفتكر حتي لو هي مش بتحبني أنا هسيبه ياخدها هي كمان ؟! .

فهد عقد حاجبيه و قال : ليه حاسس إن كلامك فيه ألغاز ، مين هي البنت دي و مين الي بيحبها ؟! ، أحنا نعرفهم ؟! .

مالك أبتسم بهدوء و قال : اه أوي .

فهد مكنش فاهم في اي لكن مكنش مطمن نهائي لكلام مالك .

عدي اليوم بسلام و خير في الشركة و بدون ما سها تتكلم مع مالك ربع كلمة حتي ، في نفس اليوم بليل كانوا كلهم قاعدين بياكلوا علي السفرة ، و نظرات فهد ل كيان واضحه جدآ ، و هو متكلمش معاها خالص من ساعة آخر مرة .

بعد الغدا مالك دخل ل جده محمد في مكتبه ، الجد أول ما شافه أبتسم بحب صادق و رفع إيده ليه بوضعية الحضن ، مالك أبتسم إبتسامة مهزوزة و قرب منه حضنه ، جده طبطب علي ضهره و بعدها قاله : أقعد يا مالك .

مالك قعد و فضل ساكت و متكلمش .

الجد : مالك ؟؟ ، عاوز تقول اي ؟؟ ، أكيد وجودك هنا في مكتبي ليه معني .

مالك : أحم ، أيوه أكيد يا جدو ، أنا كنت عاوز أكلمك في موضوع مهم .

الجد : موضوع اي سامعك ؟! .

مالك في الوقت دا سها جت في دماغه ، و فكر في كذا حاجة ، و أتردد إنه يقول الي هو عاوز يقوله ، لكن رجع بص ل جده و قال : أنا عاوز أتجوز كيان بنت خالي .

جده أتفاجأ جدآ من الي قاله لكن فرح !!! ، أبتسم بذهول و قاله : كيان بنت خالك ؟! ، دا من أمتي ؟؟ .

مالك بهدوء : من أول ما شوفتها و أنا بحس بمشاعر ناحيتها ، و هي سنها مناسب للجواز يعني ، و أنا عاوزها .

الجد أبتسم بفرحة و قال : و الله يا ابني لو عليا أنا معنديش مانع أكيد ، دا أنا الفرحة مش سيعاني أبدآ ، أنا طول عمري نفسي أجمعكوا كلكوا مع بعض و مشوفش حد فيكوا برا العيلة دي ، بس المهم رأيها هي الأول ، و بعدين حتي لو موافقة ف كيان يا ابني في كلية و لسه بتدرس دي لسه في سنة تالتة .

مالك : معنديش مشكلة أكيد تكمل تعليمها ، أخطبها فترة الكلية و بعدها نتجوز .

الجد بإبتسامة : أنا معنديش مشكلة يا مالك ، و إن شاء الله الجوازة دي تتم .

مالك بشرود : إن شاء الله .

الجد : بس مالك في حاجة تاني عاوز تقولها ؟! .

مالك حس بالخنقة و كان مضايق من نفسه و قال : لاء مفيش ، أنا هطلع دلوقتي بعد إذنك .

الجد هز راسه بالإيجاب في صمت و إبتسامة ، و مالك خرج ، و بمجرد ما خرج الجد طلع تليفونه بسرعة و رن علي فهد بلهفة ، و لما فهد رد قال : بترن عليا و أنا معاك في نفس البيت !!! .

الجد بلهفة : هو أنا لسه هطلعلك برا ، أنت فين ؟؟ .

فهد بضحك : في الجنينة يا جدو .

الجد بضحك : طب تعالي لوحدك عاوزك .

فهد : عيوني في ظرف دقيقة هكون عندك .

فهد قفل مع جده و قام دخله مكتبه و لما دخل قال بضحك : أول مرة واحد يقول ل واحد في ظرف دقيقة هكون عندك و يجيله في الدقيقة فعلآ .

الجد بضحك : كسرت القاعدة يا ابن الألفي تعالي أقعد عاوزك .

فهد قرب من المكتب و قعد قدام جده و قال : معاك يا جدو .

Salma Elsayed Etman .

الجد : عاوز أخد رأيك في حاجة بما إنك أكبر أحفادي و رأيك مهم جداً بالنسبة لي .

فهد : حاجة اي ؟؟ .

الجد : اي رأيك في كيان بنت عمك ؟؟ .

فهد بعقد حاجبيه : كيان !!! ، رأيي فيها ازاي يعني ؟! .

الجد بفرحة :  مالك ابن عمتك طلب إيديها مني دلوقتي و دا الموضوع الي كنت عاوز أخد رأيك فيه .

فهد أتخض و قال بصدمة شديدة : نعم !! ، مالك مين دا ؟! ، (قام وقف و قال كلامه بإنفعال ) مش موافق طبعآ أنا أستحالة أواقف علي حاجة زي كده ، أنت اي الي أنت بتقوله دا ؟! .

الجد قام وقف و قال بحده : في اي يا فهد أتعدل في كلامك و صوتك ميعلاش ، اي سبب رفضك مش فاهم ؟! .

فهد بزعيق : اي سبب رفضي !! ، هقولك اي سبب رفضي ، و هو إني بح.......(كمل كلامه و هو بيستوعب كلام مالك و قال ) يبقي مالك كان يقصدني أنا و كيان بكلامه الصبح !!! ، كان يقصدني أنا .

الجد بزعيق : في اي أنا مش فاهم حاجة .

فهد نطق بعصبية و قال : ماااالك .

نطق اسمه و خرج زي البركان و كانوا كلهم قاعدين برا و راحله و قاله بزعيق : أنت عاوز توصل ل اي بالظبط عاوز توصل ل اي !! ، أنت ليه بتعمل كده ؟؟ .

مالك ببرود : اي الي أنا عملته .

فهد بعصبية شديدة : أنت ازاي كده ازاي ، ازاي تحط عينك علي البنت الي أنا بحبها و عاوزها .

الجد أتصدم من جُملة فهد و بص ل مالك لما مالك قال بشدة : و الله أنا لا جيت جانبها و لا قولتلها كلمة بحبك حتي ، و أنا أعرف منيين إنك بتحبها ، أنا حسيت بمشاعر ناحيتها و طلبتها من جدي .

فهد مسكه من هدومه بعصبية تكاد تشبه الجنون و قال : كفاية كدب بقا أنت بلسانك قايل ليا الصبح إنك عارف إن فيه واحد تاني بيحبها .

طبعآ في اللحظة دي كان البيت أتقلب و كيان كانت بتعيط لأنها فهمت إن الكلام عليها ، جدهم و أبهاتهُم زعقوا فيهم جامد و بعدوهم عن بعض و مالك قال بزعيق و عصبية : طبعاً و أنت هيطلع منك اي غير إنك تظهرني بأبشع صورة قدامهم و أنت الي يبقي مفيش زيك أتنين ، مش أنت لوحدك يا فهد الي بتعرف تحب ، و محدش في البيت دا كله يقدر يلومني علي حُبي ل كيان ، أنت تفرق اي عني عشان تاخد كل حاجة .

فهد لما سمع جُملة حب مالك ل كيان الغيره أحتلت كيانه و بقا عامل زي البركان الي فوهته أتسدت و قال بعصبية : أنت بتقولها في وشي كمان !! .

و محسش بنفسه غير و هو بيضر*ب مالك في وشه جامد ، البنات كلهم صرخوا ، و فعلاً محدش كان قادر عليهم ، الأتنين مسكوا في بعض و أتخانقوا جامد و دي كانت أكبر خناقة حصلت بين فهد و مالك ، أبو فهد شد فهد بالعافية و مالك كان فقد السيطرة علي نفسه تماماً ، و مبقاش حاسس بنفسه و لا حاسس بلي بيقوله و لا تصرفاته في اللحظة دي كان مُدركها حتي .

أبو فهد كان ماسكه و فهد كان وشه محمر جدآ و قال بعصبية شديدة : أقسم بالله يا مالك ما في حاجة من الي أنت نفسك فيها تحصل هتحصل ، و أنا كان ممكن أسامحك في أي حاجة تعملها إلا إنك تبقي عارف إني بحبها و أنت تفكر فيها ، و ببجاحتك تروح تطلبها من جدي كمان !! ، أنسي إنك تحلم بس إنها تبقي معاك ، لأني مش هسمح أنها تكون مع تاني راجل غيري طالما أنا متأكد من حُب كيان ليا .

و قبل ما مالك يرد أبو فهد قال بزعيق : بس بقا أخرس مش عاوز أسمع صوتك أسكت ، أقسم بالله أنت كمان يا مالك لو سمعت صوتك طلع أحنا هنتصرف معاكوا تصرف هيقل منكوا أنتو الأتنين ، مبقاش فاضل إنكوا تبقوا زي الأعداء كمان !!! .

الجد بحده : ندي و ميرنا ، خدوا كيان و أطلعوا فوق و مش عاوز أشوف حد فيكوا هنا يله .

كيان كانت بتعيط جامد و طلعت معاهم و هي مرعوبة من الي هيحصل .

و الباقي قعد تحت و أحمد كل دا مكنش موجود و كان عند زين في المصحة ، و سهام كانت قاعدة و حاطة إيديها علي دماغها و عمالة تعيط ، أما مالك ف محسش بالندم في الي عمله لأن حقده و كُرهه كانوا عاميين عيونه ، و عقله كان مقتنع إن فهد فعلاً واخد كل حاجة ، ف مالك كان كل همه إنه يوجع فهد زي ما هو أتوجع مع إن فهد ملوش علاقة بلي حصله ، لكن حقده كان مسيطر عليه .

أم فهد بعياط : يعني هو مفيش بنت غيرها في الكون كله أنت و هو ؟؟ .

فهد بشدة : أنا بحب كيان من ساعة ما شوفتها قدامي ، و أظن كلكوا ملاحظين تصرفاتنا و خوفنا علي بعض أنا و هي ، حتي عمتي سهام كلمتني في الموضوع دا ، مالك مكنش بيحبها في الوقت الي أنا حبتها فيه ، لكن رغم إنه عارف إني بحبها فكر فيها ، فكر في البنت الي ابن عمه مش شايف غيرها أصلآ ، فكر في البنت الوحيدة الي قدرت تطلعني من الي أنا كنت فيه ، هي الوحيدة الي فتحت قلبي تاني من بعد موت حبيبتي الأولي .

الجد بص ل مالك بحده و قال : أنت طلبت كيان للجواز ليه ؟! .

مالك بجدية : أكيد مش عشان أتسلي بيها يعني ، قولتلك يا جدي إني حبتها ، و مش غلط و لا حرام و لا عيب إني أحب .

فهد بإنفعال : لاء غلط و حرام و عيب إنك تحب واحدة و أنت عارف إن بينها و بين راجل غيرك مشاعر و كمان يبقي ابن عمك مش راجل غريب .

مالك ببرود : لا يا حبيبي الكلام دا لو هي مراتك ساعتها مقدرش أفكر فيها و لا أبصلها ، لكن أنت لا خطيبها و لا جوزها ، + إن أنا مكنتش أعرف إنك بتحبها .

سهام لاحظت إنفعالات فهد الي باين فيها الغيره و الحب فعلاً ، علي عكس مالك الي حست من كلامه و طريقته إنه مجرد عناد مش أكتر .

فهد بإنفعال : دا لو مفيش بيني و بينها أي حاجة ، لكن أنا واعدها بالجواز .

أبو فهد بحده : يا فهد قولتلك متعليش صوتك .

جدهم كان ساكت و بعد سكوته دا قال بكل هدوء : فهد حب كيان ، و مالك كمان حبها ، و علي كلامك يا مالك إنك مكنتش تعرف إن فهد بيحبها ، و لو أنا وافقت إن واحد فيكوا يتجوزها هبقي كتبت عداوتكوا بإيدي ليوم دين ، و القرار النهائي إن ولا واحد فيكوا هيتجوز كيان طالما جوازها هيعمل مشاكل بينكوا ، و كيان هتتجوز واحد غيركوا و دا صاحب نصيبها وقت ما يجيلها ، و الكلام خلص .

فهد قام وقف و قال بإنفعال شديد جدآ : لاء مخلصش ، مش من حقك تقول كده لا أنت و لا أي واحد في البيت دا ، مش من حقكوا تمنعوا جوازي من البنت الي أنا أخترتها و عاوز أتجوزها ، دي حياتي أنا و أنا حر فيها أعمل فيها الي أنا عاوزه ، أنا مش عيل صغير عشان تجبروني أسيب مين و أتجوز مين ، ليه شايفني مش راجل قدامك ؟! ، ما كفاية الي أنتو عملتوه فيا ساعة حبيبتي الأولي لما ماتت ، دا أنتو السبب في هروبها يوم فرحها و موتها ، و أنا مش هعيش نفس المصير تاني ، مش هخلي قلبي يتوجع تاني بسببكوا ، كيان هتبقي ليا أنا و بس ، مفيش راجل تاني هياخدها غيري لا مالك و لا غيره ، و الي عندكوا أعملوه لأني مش هسمع كلام حد .

قال كلامه دفعة واحدة و سابهم و خرج ، و كلهم حرفياً كانوا مصدومين من رد فعل فهد و كلامه مع جده و لأن عمره ما فكر إن صوته يعلي علي الي أكبر منه ، و رغم إن أبو فهد مكنش عاجبه تصرف ابنه لكن كان عاذره ، لأنه فعلاً عاشق و خايف كيان تبقي لواحد تاني غيره .

فهد خرج من الڤيلا و ركب عربيته و كان حاسس إنه هيجراله حاجة خلاص ، و لما بعد بالعربية عن البيت رن علي كيان ، و كيان ردت و قالت : ألو ؟؟ .

فهد بزعيق : يبقي لما أتكلمت معاكي و رفضتي علاقتنا كان بسبب مالك صح ؟؟ .

كيان بعياط : مكنتش عارفة إن دا كله هيحصل .

فهد بإنفعال : أنتي ليه مقولتليش إنه أتكلم معاكي ؟؟ .

كيان بعياط : يا فهد و الله العظيم كنت خايفة ، و بعدين هو قالي لما كان زين تعبان و محدش كان مركز ، و أنا مرضتش أقولك عشان ميحصلش مشاكل بينكوا ، و بعدها حادثة الشركة و كلنا أنشغلنا .

فهد بزعيق : دا مش مبرر ، كان ممكن تقوليلي قبل ما كل دا يحصل ، لكن أنتي سبتيني هتجنن من رفضك لعلاقتنا و أتجننت أكتر من الي مالك قاله و عمله إنهارده ، علي الأقل كنت أبقي واخد إحتياطاتي و عارف هتصرف ازاي .

كيان إنفعلت و هي بتعيط و قالت : ما قولتلك كنت خايفة ما تراعي دا بقا ، أنت ليه محسسني إن كلامه ليا كان سهل ، أنت مشوفتش طريقته معايا كانت عاملة ازاي .

فهد أتنهد و سكت ، و بعدها قال بهدوء مريب : أنتي موافقة تتجوزيني و لا لاء ؟؟ .

كيان مسحت دموعها و قالت بصوت فيه رعشة : موافقة أكيد .

فهد : يبقي خلاص أهدي ، محدش ليه عندنا أي حاجة ، بطلي عياط ، أنا هتجوزك ، برضاهم أو غصب عنهم .

يتبع ............... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ ." العشق و الآلام " البارت ١٧ 🦋 .


فهد أتنهد و سكت ، و بعدها قال بهدوء مريب : أنتي موافقة تتجوزيني و لا لاء ؟؟ .

كيان مسحت دموعها و قالت بصوت فيه رعشة : موافقة أكيد .

فهد : يبقي خلاص أهدي ، محدش ليه عندنا أي حاجة ، بطلي عياط ، أنا هتجوزك ، برضاهم أو غصب عنهم .

كيان بدموع : و أفرض موافقوش ؟؟ .

فهد : ما أنا قولتلك يا برضاهم يا غصب عنهم ، كيان أنا مش هقدر أستحمل إنك تبقي قدام عين مالك كل يوم في البيت .

كيان : يعني اي ؟؟ .

فهد : عبد الله أخوكي كلمني و قالي إنهم نازلين مصر الأسبوع الجاي ، أنتي هتقولي ل جدي إنك عاوزة تروحي شقتكوا عشان تنضفيها قبل ما أخوكي و مامتك يجوا .

كيان بتنهد : و أفرض مرضيوش .

فهد : لاء هيرضوا طالما كلنا في نفس المحافظة ، و أنتي حاولي معاهم كذا مرة ، المهم مشوفكيش في البيت قدام مالك .

كيان : حاضر يا فهد .


Salma Elsayed Etman  .


الجد بحزم : أنت عاوز تتجوز كيان ليه يا مالك ؟! .

مالك بتردد : عشان زي ما قولتلك حبتها .

الجد : متأكد إنك حبتها ؟! ، أصل تعابير وشك و طريقتك مش مخلياني متأكد .

مالك قام وقف و قال : أنا قولت الي عندي ، تصدقوا بقا متصدقوش دي حاجة ترجعلكوا أنتو .

سابهم و طلع علي أوضته بنرفزة في داخلة أحمد للبيت ، أحمد فضل باصص علي مالك و قال بعدم فهم : سلام عليكم .

الكل : و عليكم السلام .

أحمد : في اي ؟؟ ، شكلكوا مش عاجبني ، بتعيطتي ليه يا ماما ؟؟ .

مامت فهد بدموع : عشان فهد و مالك أتخانقوا جامد و مسكوا في بعض .

أحمد : أستغفر الله العظيم يارب ، طب و السبب ؟؟ .

الجد : فجأة كده الأتنين بيحبوا كيان ، و مالك طلب إيديها للجواز ، و فهد أعترض و بهدل الدنيا .

أحمد بصدمة : مالك طلب إيديها للجواز !!! .

يحيي : أنت يا ابني عندك فكرة عن الموضوع دا ؟؟ .

أحمد بضيق و هم : ياربي الواحد هيلاقيها منيين و لا منيين !! ، من الخساير الي مش عارفين نسيطر عليها لحد دلوقتي و لا تصرفات مالك و فهد و لا زين .

مامت زين بخضة : ماله زين ؟! .

أحمد بص ليحيي عمه و أزدرء ريقه بهدوء و بص ل مرات عمه و قال : بصوا يا جماعة ، أنا لازم أقول عشان الوضع مبقاش زي ما أنا و مالك و فهد كنا مرتبنله ، بس عشان خاطري تهدوا و تسمعوني للآخر ، لما كنا في الصعيد و قولنا هناخد زين معانا القاهرة دا مكنش عشان مشروع تخرجه و الكلام دا ، زين مدمن مخد*رات و الفترة دي كلها كان بيتعالج في المصحة .

مامت زين أول ما سمعت كده لطمت علي وشها و عيطت جامد و الكل كان في حالة صدمة كبيرة من الي أحمد قاله ، يحيي مسك إيديها و قالها بدموع و هو بياخدها في حضنه : بس بس أهدي حرام عليكي الي بتعمليه دا أهدي .

الجد بذهول : ازاي يا أحمد !! .

أحمد بزعل : و الله يا جدو هو غصب عنه ، مش هو الي حب إنه يشرب ، واحد من منافسينه في البطولة الي خدها كان غيران منه و حاقد عليه و هو الي خلاه يدمن ، كان بيحطله المخدر*ات في أي حاجة بيشربها ، بس زين نفسيته مدمرة ، و مكنش هينفع نخبي عليكوا أكتر من كده .

مامت زين بعياط شديد : يا حبيب قلبي ، عشان كده يوم الحادثة كان جاي خاسس و وشه أصفر ، يا حبيبي يا زين ، ودوني ل ابني أنا مش هينفع أسيبه لوحده كده .

أحمد : حاضر يا مرات عمي و الله بس أهدي ، و أنتي يا ميرنا متخافيش يا حبيبتي زين هيبقي كويس و الله متعيطيش .

ميرنا بعياط : أنا عاوزة أشوف أخويا يا أحمد وديني ليه عشان خاطري .

أحمد : يا حبيبتي و الله حاضر بس متخافيش و أنتي بالذات متركزيش في أي حاجة غير في دراستك و بس ، خلاص يا ميرنا أنتي إمتحاناتك قربت ، و زين هيزعل أوي لو مدخلتيش هندسة زي ما أنتي عاوزة ، مش أنتي دايمآ تقولي أنا عاوزة أدخل هندسة زي ولاد عمي و زين كان بيشجعك !! ، ف ركزي أنتي في دراستك .

ميرنا عيطت في صمت و هزت راسها بالإيجاب و بعدها خرجت تقعد في الجنينة .


Salma Elsayed Etman .


قعدت علي الكرسي و الترابيزة قدامها و كانت سانده عليها بدراعها و بتعيط عشان أخوها ، في الوقت دا عبد الرحمن صاحب فهد كان داخل الڤيلا ، و الآمن سمحله لأنه كان شافه مع فهد مرة لكن البيت محدش فيهم يعرفه ، لما لاقي ميرنا هي الي قاعدة قرب منها و قال : سلام عليكم .

ميرنا رفعت راسها و دموعها علي خدها و شعرها جاي علي عينيها ، شالت شعرها و مسحت دموعها بسرعة و قالت : و عليكم السلام مين حضرتك ؟؟ .

عبد الرحمن فضل ساكت و هو بيفتكر أول مرة شافها فيها مع فهد و أد اي هي كانت بالنسبة له جميلة جداً و هادية ، حتي أنه سأل فهد عليها مرة ، ف رد بعد وقت قليل جداً من صمته و قال : هو فهد موجود ؟! .

ميرنا بدموع : لاء فهد مش موجود ، بس أنت مين ؟؟ .

عبد الرحمن : أنا عبد الرحمن صاحبه ، و برن عليه بقالي كذا يوم بس مش عارف أوصله ، ف جيتله البيت هنا .

ميرنا : هو كان هنا و لسه خارج من شوية .

عبد الرحمن بص للبيت و بصلها و قال : طيب ماشي ، آسف في السؤال بس أنتي بتعيطتي ليه في حاجة في البيت جوا أقدر أساعد ؟! .

ميرنا : لاء هو................ .

قاطعها صوت مالك و هو جاي بيمد و بيقول : ميرنا ، مين حضرتك ؟؟ .

جه وقف قدام ميرنا و شدها وراه بهدوء و أتكلم مع عبد الرحمن .

عبد الرحمن : كنت جاي لفهد أنا صاحبه عبد الرحمن .

مالك بإستغراب : بس أنا أول مرة أشوفك .

عبد الرحمن : ما أنا مبجيش هنا كتير .

مالك : اه ، هو فهد حالياً مش موجود ، بس معرفتك بيه اي أنت بتشتغل اي ؟! .

عبد الرحمن سكت لحظات و بعدها رد بثبات : مُحاسب ، مُحاسب في بنك .

مالك بشك : بس ملامحك مش غريبة عليا ، حاسس إني شوفتك قبل كده .

عبد الرحمن قال بعقد حاجبيه : لاء معتقدش إنك شوفتني قبل كده ، علي العموم تمام شكرآ ، ياريت لما فهد يجي خليه يكلمني علطول عشان بقالي أيام مش عارف أوصله .

مالك : ماشي .

عبد الرحمن أبتسم إبتسامة خفيفة و خرج ركب عربيته و مشي ، و مالك لف و بص ل ميرنا بحده و قال : دا أنتي ليلتك سودة إنهارده .

ميرنا : في اي يا مالك أنا عملت اي ؟! .

مالك بإنفعال : هو اي الي أنا عملت اي !! ، أنتي ازاي تقفي تتكلمي مع شاب غريب لا تعرفيه و لا يعرفك زي ما أنا شوفت كده .

ميرنا بدموع : و الله العظيم ملحقتش أتكلم معاه هو سأل عن فهد و أنا رديت عليه .

مالك : هو أنتي تعرفيه عشان تردي عليه ؟! ، ما كنتي أدخلي و نادي حد مننا يتكلم هو ، لكن تاخدي و تدي معاه في الكلام أنتي ؟! .

جه أحمد في اللحظة دي و لاقي ميرنا عيونها مدمعة جامد ف قرب منهم و قال : أنت بتزعقلها ليه في اي ؟! .

مالك بشدة : أدخلي يا ميرنا جوا و أشوفك قاعدة برا لوحدك كده تاني .

ميرنا عيطت و نفخت بنرفزة و دخلت ، أحمد نده عليها لكن هي مردتش عليه ، ف بص ل مالك و قاله : ما تنطق في اي ؟! .

مالك : مفيش أنا خرجت لاقيت واحد غريب أول مرة أشوفه واقف بيتكلم معاها و الهانم بترد عليه عادي و لا كأنه من بيت عيلتها .

أحمد بإستغراب : مين دا يعني ؟! .

مالك قعد و قال : معرفش واحد كان بيسأل علي فهد .

أحمد قعد قدامه و قال : ماشي يا مالك بس براحة مكنتش زعقتلها كده .

مالك بضيق : معرفش بقا أنا كنت مخنوق و لما شوفتها واقفة مع واحد غريب إنفعلت عليها ، بس الشاب دا حاسس إن ملامحه مش غريبة عليا .

أحمد : عادي يا مالك ما هو صاحب فهد ف أكيد شوفناه في مرة و لا حاجة .

مالك بشك : لاء أنا عمري ما شوفته في الصعيد ، حتي هنا محدش من صحابنا بيجوا البيت غير من النادر ، أنا حتي مشوفتهوش في الشركة ، بس مش عارف شوفته فين ، و قال إنه اسمه عبد الرحمن و بيشتغل مُحاسب .

أحمد بتنهد : مش مهم ، خلينا في موضوعنا الأول ، أنت ليه عملت كده يا مالك ، ليه بوظت الدنيا كده هو أحنا ناقصين ؟! ، ما قولتلك سبهم بقا يعيشوا حياتهم و أنت كمان بُص بإيجابيه للدنيا و فوق يا مالك و شوف حياتك .

مالك أبتسم بسخرية و قال : إيجابية ؟! ، و أشوف حياتي ؟! ، أحنا تُجار سلاح يا أحمد و لا نسيت ؟! ، لسه فيه إنتقام ل حبيبة و لا نسيت ؟! .

أحمد سكت و عيونه دمعت لما أفتكر أخته ، فضل ساكت شوية و فجأة قام و قال بدفعة : نسيب تجارة السلاح يا مالك .

مالك قام بسرعة و بص علي البيت و قاله : وطي صوتك الله يخربيتك هتودينا في داهية .

أحمد : شوف أنت قلقت ازاي ؟! ، عشان أحنا عارفين إننا ماشيين غلط ، نسيب تجارة السلاح يا مالك ، ما هو دا السبب الرئيسي في موت أختنا ، لولا عداوتنا مع سيف و بدر مكنتش حبيبة ماتت .

مالك بحده : أنا مش هرجع عن الي بعمله أنسي ، و بعدين أنت اي الي غير رأيك في لحظة كده ؟! .

أحمد بلغبطة : معرفش معرفش ، بس لما أنت حطيت تجارة السلاح و موت أختنا في جملة واحدة حسيت حاجة بتقولي أبعدوا ، مالك فيها اي لو عيشنا نُضاف ، فيها اي لو بصينا لحياتنا شوية و عيشنا كل حاجة بالحلال ، أنا بحب ندي و مسيري إن شاء الله هتجوزها و هيبقي عندي عيال ، أنا هبقي خايف علي أهل بيتي من شغلي ، و ميرنا و كيان و عيلتنا كلها ، و أنت كذلك ، أنت لازم تعترف لنفسك ب حُبك ل سها و تعيش حياتك و تنسي كيان لأنها مش حُبك الحقيقي و أنت عارف كده كويس ، و فهد ، فهد بردو هقوله كده ، هو كمان لازم يشوف حياته ، و نبعد بقا عن كل دا ، أحنا مش محتاجين فلوس ، أنت عارف إننا نقدر نشتري بلد كاملة بفلوسنا ، ف بلاها يا مالك .

مالك رفع حواجبه الأتنين ببرود و قال : و الله !! ، بسهولة هو الموضوع صح ؟! ، حتي لو هنعمل كده يا مالك ، مش قبل ما أق*تل قا*تل أختي بإيدي ، ساعتها بقا أبقي أفكر في الي أنت بتقوله دا .


Salma Elsayed Etman .


بعد وقت فهد كان وصل شقته و دخل و قفل الباب ، كان حاسس بالتعب و الإرهاق و دماغه كانت مصدعة جدآ ، قام خد مُسكن و بعدها خد دُش و خرج و قعد ، و طلع أوراق و حاجات علي التليفون تخُص تجارة السلاح ل مالك و أحمد ، و بدأ يتابع الصفقة الجديدة و يعمل إتصالاته بحيث يبلغ عبد الرحمن كل حاجة و الصفقة تبوظ و من غير إظهار هوية أحمد و مالك ، لكن صادفه معلومات بصلها بذهول و قال : لاء ، لا لا لا مينفعش ، كده هيضيعوا ، هينكشفوا .

فتح تليفونه و رن علي أحمد بسرعة ، و لما أحمد رد فهد قال : أحمد هي الصفقة الجديدة بعد أسبوع صح ؟! .

أحمد : أيوه .

فهد : أنا عرفت إننا هنروح بنفسنا الصفقة دي .

أحمد : أيوه يا فهد دي صفقة كبيرة جداً جداً و لازم نبقي متواجدين كلنا فيها .

فهد بإنفعال : لاء يا أحمد مش هينفع .

أحمد بإستغراب : في اي ليه ؟؟ .

فهد حاول يهدي و قال : يعني أصل ، أصل مش هينفع عشان أحنا ورانا كذا حاجة تانية أهم ، يعني زين تعبان أوي و كمان خساير الشركة ، و أكيد أنت عرفت بلي حصل في البيت إنهارده ، ف الدنيا متلغبطة ف ازاي هنروح .

أحمد ضحك و قال : في اي يا فهد دي كلها أسباب عادية ، و بعدين أنت عارف الشغل ملوش علاقة بمشاكلك مع مالك .

فهد : مش قصدي بس ما نخلي رجالتنا هما الي يتموا الصفقة دي و أحنا هنتابع معاهم بالتليفون .

أحمد : التليفون مش كافي يا فهد ، لازم نكون موجودين بنفسنا ، المهم متشغلش بالك أنت بس ب دا كله هيتحل .

فهد بقلق : ماشي ، أنا هقفل سلام .

أحمد : سلام .

فهد قفل معاه و قام وقف و هو متوتر و مشي إيديه الأتنين علي شعره و عرق من الخوف عليهم و قال : ياربي أعمل اي ، هويتهم كده هتنكشف ، أعمل اي أنا لازم أبعدهم و أحميهم قبل ما البوليس يوصل .

قطع تفكيره رنة تليفونه و كانت ميرنا ، رد عليها و قال : اي يا ميرنا .

ميرنا : أنت فين يا فهد قلقتنا .

فهد : لا لا متقلقوش أنا كويس و قاعد في شقتي .

ميرنا : طيب ماشي ، فيه واحد صاحبك جه سأل عليك من شوية ؟! .

فهد بإستغراب : مين دا ؟! .

ميرنا : قال إنه اسمه عبد الرحمن و بيشتغل مُحاسب في بنك .

فهد عرف إنه صاحبه عبد الرحمن الظابط ، سكت لحظات و قال بقلق : هو قابل حد من البيت لما جه ؟؟ .

ميرنا : مشافش غير مالك بس .

فهد غمض عيونه و حط إيده علي وشه و نزلها تاني و فتح عيونه و قال : ماشي يا ميرنا ، حصل حاجة تاني ؟؟ .

ميرنا : لاء ، مالك كان بيقول إنه شافه قبل كده و مش عارفه اي كده و بيشبه عليه بس ، تقريباً عشان صاحبك يعني أكيد شافه قبل كده .

فهد سرح و فضل يفكر مالك ممكن يشوف شاف عبد الرحمن فين ، حس إن الدنيا خلاص علي وشك إعلان كل الأسرار و كل حاجة هتتغير .

ميرنا : يا فهد أنت روحت فين أنت سامعني ؟؟ .

فهد بإنتباه : أيوه أيوه معاكي ، ماشي يا ميرنا خدوا بالكوا من نفسكوا ، يله سلام .

ميرنا : سلام .


فهد قعد و فضل طول الليل يفكر و تقريباً منامش من كُتر التفكير .


تاني يوم الصبح فهد قام و فطر و لبس ، و قبل ما ينزل لاقي تليفونه بيرن ڤيديو كول و كان عبد الله أخو كيان ، فتح المكالمة و رد بإبتسامة و قال : صباح الخير .

عبد الله بإبتسامة : صباح النور اي الأخبار ؟! .

فهد : كله تمام ، أنت عامل اي و مرات عمي عاملة اي ؟! .

عبدالله : كلنا بخير الحمد لله ، أحنا نازلين بعد بكرة .

فهد بتفاجأ : بعد بكرة !! ، مش قولت الأسبوع الجاي .

عبد الله بضحك : قولنا نبدر شوية ، أنا نفسي أشوفكوا أوي ، و كمان كيان أختي وحشتني جدآ ، بكلمها كل يوم بس مبشبعش منها ، بس كلمتها إمبارح كان باين عليها معيطة و شكلها مكنش عاجبني ، و مرضيتش تقول مالها ، هي كويسة يا فهد ؟؟ ، لو فيه حاجة متخبيش عني و قول .

فهد بهدوء : لاء متقلقش هي كويسة ، و بعدين لو فيه حاجة أكيد كنت هقولك ، و متخافش عليها هي وسطينا هنا .

عبد الله : و الله يا فهد دا الي مطمني عليها ، إنها وسط أخواتها ، و أنت أخوها الكبير و أكيد هبقي مطمن عليها في وجودك .

فهد سكت لحظات و بعدها قال : أخوها الكبير اه ، اه طبعآ ، المهم تنزلوا أنتو بالسلامة بس .

عبد الله بإبتسامة : علي خير إن شاء الله ، يله مع السلامة عشان معطلكش .

فهد بإبتسامة : سلام .

قفل معاه المكالمة و أتنهد و قال لنفسه : ياربي أقوله اي دا كمان لما ينزل مصر ، قال أخوها الكبير قال ، ياربي هو أنا هلاقيها منيين و لا منيين بس هو أنا ناقص مشاكل .

يتبع...................... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ♥️العشق و الآلام " البارت ١٨ " 🦋 .


قفل معاه المكالمة و أتنهد و قال لنفسه : ياربي أقوله اي دا كمان لما ينزل مصر ، قال أخوها الكبير قال ، ياربي هو أنا هلاقيها منيين و لا منيين بس هو أنا ناقص مشاكل .


في الوقت دا كان مالك في الشركة و كان فهد المفروض يمضي علي أوراق مهمة و مكنش لسه جه ف مالك دخل مكتبه يمضي مكانه ، في اللحظة دي سها دخلت فجأة و هي بتقول : فهد صح هو أن............... ، آسفة أفتكرتك فهد .

مالك هز راسه بالإيجاب في صمت و مضي علي الأوراق و قال : خُدي كده تمام .

سها خدت منه الأوراق و لما جت تخرج وقفت علي صوته و هو بيقول : سها استني .

سها أتنهدت و غمضت عيونها و خرجت نفسها بهدوء و بعدها لفت و بصتله و قالت : نعم .

مالك : تقريباً من ساعة ما جيتي و أحنا متكلمناش مع بعض خالص .

سها : و أنت عاوز نتكلم في اي !! .

مالك سكت لحظات و بعدها فجأة إندفع و قال : أنتي المفروض تُعذريني علي الي قولته ، مش أنتي بس الي أتوجعتي ، أنا كمان أتوجعت و يمكن أكتر منك مليون مرة ، أنتي متعرفيش حاجة عني و لا تعرفي أنا مريت ب اي و اي الي وصلني للي أنا فيه دا ، حتي اليوم الي قولتلك فيه كل حاجة ربنا لوحده بس الي عالم أنا حصلي اي أنا كنت خلاص علي وشك أنهي حياتي بإيدي لكن رجعت علي آخر لحظة ، و كل دا بسبب اليأس ، أنتي حتي مفكرتيش تُعذريني علي الي قولته و تقفي جانبي ، ياستي كونك صديقة لينا مش شرط حاجة تانية ، عارف إني وجعتك بالكلام لكن ، لكن دا كان غصب عني ، محستش بنفسي ، مكنتش شايف غير حبيبة أختي قدامي و أنا بتكلم ، أنا لو وحش كنت سبتك تموتي ، مكنتش خوفت عليكي من الموت ، أبسط مثال كنت هقول هي مش أحسن من أختي في حاجة ، بس أنا معملتش كده .

سها كانت واقفة مذهولة من رد فعله المفاجأ دا !! ، فعلاً الي لاحظته إن مالك مهزوز و ما بيصدق يتكلم ، رغم حزنها منه و أنه فعلآ وجعها جامد لكن حُبها ليه خلاها تتعاطف معاه ، و بعيد إن إها أدتله عُذره في قلبها بس لاء دي ممكن تسامحه لأنها حاسة بوجعه !! ، دموعها كانت هتنزل لكن منعتها و قالت بهدوء : طب و لنفرض إني سامحتك ، اي الي هيتغير ؟! .

مالك بضيق : معرفش ، بس علي الأقل أكون عملت حاجة كويسة معاكي ، مش عاوزك تكرهيني زي ما الكل بيكرهني .

سها أتنهدت بهدوء و قربت خطوة منه و قالتو الدموع متجمعة في عيونها : مين الي بيكرهك يا مالك !!! ، أحمد أخوك مثلآ الي طول الوقت مبيجبش غير سيرة مالك قدامنا !!! ، و لا فهد الي حاطط شغله كله في إيدك و مأمنك علي كل حاجة ، و لا ولاد عمك الباقيين و لا أهلك !!! ، و لا أنا مثلآ !!!! ، أنت يا مالك الي عاوز تشوف دا ، أنت الي واهم نفسك و مش عاوز تشوف الحقيقة ، أو تبص حواليك و تتعامل بطبيعتك مش بطبيعة حاجة أتغرزت جواك هتشوف كل الي بيحبوك و بيخافوا عليك ، محدش فينا ملاك و بردو محدش فينا كله أخطاء ، لو دورت جواك هتلاقي حاجات كتير كويسة ، بس أنت أستغلها ، متبُصش بسلبية لكل حاجة في حياتك ، طب مفكرتش تركز في الإيجابيات الي موجودة !!! ، أنت عارف لو ركزت فيهم هتلاقي حياتك أتظبطت ، أنا فعلآ مش عارفه اي الي عندك أو اي الي وصلك ل كده بس ركز في كلامي ، جرب تتعامل بطبيعة مالك بتاع زمان مش الشخصية الي واقفة قدامي دلوقتي .

Salma Elsayed Etman .

رغم إن مالك أتقاله كلام من النوعية دي كتير جدآ من فهد و أحمد لكن من سها كان بالنسبة له مختلف !!! ، أثر فيه لدرجة إن و هي بتتكلم فعلآ مكنش عاوز يخسر سها نهائي ، مكنش عاوز يخسر شخص زيها باين في عيونه كل معاني الحب و الإهتمام ، هو نفسه فعلآ يتغير ، رغم جبروته و كل الصفات الوحشة الي فيه لكن جواه نقطة بيضة لو طلعت هتغطي علي كل السواد الي فيه ، هو أعترف من جواه إنه بيحب سها ، و إن كيان مش حب و إنها كانت مجرد إعجاب في الأول و راح ، و إن طلبه لإيديها ليس هو إلا عناد لفهد و إثبات ليه إن مش كل حاجه هو عاوزها هياخدها و يقدر ياخدها منه ، مردش عليها لأنه مكنش عارف هيرد يقول اي ، قعد علي كرسي المكتب و حط راسه بين كفوف إيده ، قربت سها من المكتب و قعدت قدامه و قالت بكل هدوء : مفكرتش تتعالج .

مالك رفع وشه بسرعة و قالها : هو أنتي شيفاني مجنون قدامك !! .

سها بإبتسامة بسيطة : قصدي تعالج روحك يا مالك .

مالك سكت لحظات و بعدها قال : حاولت .

سها : و النتيجة ؟؟ .

مالك : فشلت .

سها : طب و الي يساعدك تتعالج هتديله فرصة يقف جانبك ؟! .

مالك بإستغراب : قصدك اي ؟؟ .

سها أتنهدت و قالت : هحاول أساعدك ، هحاول أخليك تقلب الصفحة و تبدأ في صفحة جديدة تكتبها بروح نقية .

مالك بعقد حاجبيه : أنتي الي هتساعديني !!!! .

سها : أيوه .

مالك : بعد الي عملته ؟! .

سها : عذرتك ، لو كنت مكانك وارد إني كنت أعمل زيك ، مش أكيد بصراحة لأنك كنت قليل الذوق زيادة عن اللزوم و أنا مش كده بس وارد يعني .

مالك للحظة حس بالذنب و قال : و مش خايفة مني ؟! .

سها : عاوز الصراحة ؟! ، المفروض أخاف ، بس أنا متأكدة من إن جواك حاجة و من برا حاجة تانية ، متأكدة بنفس الدرجة الي أنا متأكدة بيها إني شيفاك قدامي دلوقتي .

مالك بتهرب : لاء أنا مش واثق للدرجة دي .

سها بإبتسامة : لاء واثق أنت بس الي مش عاوز تعترف لنفسك .

مالك في اللحظة دي أفتكر موضوع كيان و قال : يمكن مطلعش زي ما أنتي متخيلة ، يمكن أطلع أوحش .

سها بلا مبالاه : معتقدش .

مالك : هتساعديني ليه ؟؟ .

سها بصت في ساعة إيديها و قالت : صعبت عليا قولت أساعدك ، أنا هخرج دلوقتي ورايا شغل ، عن إذنك .

مالك رفع حواجبه الأتنين في ذهول و لما خرجت أتنهد بهدوء و قام خرج و راح علي مكتبه .

Salma Elsayed Etman .


بعد ساعتين مالك خرج من مكتبه و ركب عربيته و راح علي البيت ، طول الطريق كان بيفكر في سها و المشاعر الي بيحس بيها و هو معاها و محسهاش مع أي بنت قبل كده ، هو أعترف لنفسه من جواه إنه بيحبها ، لكن كل المشاكل الي في حياته حس إنها أقوي منه عشان كده كل تصرفاته غلط ، حقده ، تفكيره الغلط في الي حواليه ، علاقته المتدهورة مع فهد ، و حاجات كتير ، و لما وصل البيت ركن عربيته و دخل ، لقي كيان قاعدة لوحدها في الجنينة ، دخل الجنينة و قرب منها و قال : كيان أنا عاوز أتكلم معاكي شوية .

كيان أتخضت و خافت من مواجهة الكلام و قالتله بإندفاع : مالك أنا مش عاوزة أتكلم خالص ، و متفتحش معايا الموضوع دا نهائي ، و أنسي إن............ .

قاطعها مالك و هو بيقولها : أهدي أهدي أنا و الله مش جاي أتكلم في كده خالص بالعكس ، أنا جاي أقولك أنسي كل الي أنا قولته ليكي قبل كده ، و الكلام الي قولته ل جدي أنا هتكلم معاه فيه ، و مش هيحصل متقلقيش و محدش هيغصبك علي أي حاجة ، بس أنا مش عاوزك تكرهيني لأنك بنت خالي ، مش هينفع نكون كده .

كيان أستغربت جدآ من الي قاله و من تغييره المفاجأ دا !! ، ردت و قالت : و طالما أنت عاوز كده ليه عملت كل الي أنت عملته دا من الأول .

مالك أتنهد و قال بخنقة واضحة : لأسباب جوايا ، لأسباب مدمراني ، مش حابب أقولها لحد ، (سها جت في باله في اللحظة دي و قال ) أو يمكن هقولها بس مع الوقت ، و مش لازم تعرفيها يا كيان ، كل الي عاوزك تعرفيه إني مش هقف في حياتك أنتي و فهد ، هو فعلاً بيحبك بجد و أنتي تستاهليه .

كيان معرفتش ترد عليه و حست بتعاطف معاه ، و ردت عليه و قالت : طب يا مالك أنت ليه علاقتك مع فهد كده ؟؟ ، دا أنتو حتي ولاد خال و عمة يعني أخوات ، و أنا عمري ما شوفت حد فيكوا بيأذي التاني ، ف ليه كده ؟! .

مالك : معرفش ، و مش عاوز أتكلم في دا ، كل الي عاوز أقوله ليكي قولته ، و دلوقتي هروح أتكلم مع جدي في الموضوع .

قال كلامه و سابها واقفة مذهولة فعلاً ، و بمجرد ما أختفي من قدامها قعدت و طلعت تليفونها و رنت علي فهد عشان تحكيله الي حصل ، في الوقت دا كان مالك دخل ل مكتب جده و قعد و بدأ يتكلم معاه و قال : أنا عاوز أتكلم معاك .

الجد محمد هز راسه بالإيجاب و قال : قول يا مالك ، سامعك يا ابني .

مالك : خلي فهد يتجوز كيان زي ما هو عاوز ، هو فعلاً بيحبها و هي بتحبه ، متوقفش قدامهم ، فهد أحنا مصدقنا إنه قدر يتعافي من موت حبيبته الأولي ، بلاش يتجرح تاني جرح زي دا .

الجد بهدوء : غريبة ، أنت مش كنت عاوزها أنت كمان .

مالك أفتكر أسباب طلبه لإيديها و قال بتهرب من الأسباب : كل الحكاية إني كنت حاسس بمشاعر ناحيتها ، ف عشان كده طلبت أتجوزها و تكون معايا في الحلال ، بس أنا أكتشفت إنها كانت مشاعر مزيفة مش حقيقية ، و كل دا أنا مكتشفتهوش في يوم و ليلة ، أنا عرفت كده من بدري بس كنت بكدب نفسي عشان كده طلبتها ، لكن لما لاقيت فهد بيحبها و أنا مضايقتش أو غيرت عليها منه ف صرفت نظر عن الموضوع دا ، و دلوقتي بقولك الحقيقة ، وافق أنت و عمي علي جوازهم ، دي حاجة مش هتضايقني خالص و لا هتسيب أثر جوايا حتي .

الجد قام من مكانه و قعد جنب مالك و مسك وشه بين كفوف إيده بحنان و قال و عيونه بتدمع : و الله يا مالك رغم إن أمك تبقي بنتي و أغلي ما أملك و أضحي بروحي عشانها لكن أنت ليك غلاوة خاصة و مكانتك في قلبي مختلفة ، يمكن متصدقش الي أنا بقوله دا ، بس و الله يا مالك أنا بحبك ، دا أنت ابن بنتي يا عبيط ، يعني ابني الي أنا مخلفتوش ، أنا الي ربيتك من بعد موت أبوك الله يرحمه ، أوعي تفكر في حاجة غير كده يا مالك .

بعد ما قال كلامه خده في حضنه و طبطب عليه ، أما مالك أتردد إنه يرفع إيده يبادله الحب دا رغم إنه بيحب جده جدآ ، لكن رفع إيده و غمض عيونه و دموعه نزلت بوجع ، جده حس بالدموع الي نزلت و حس بالذنب لأنه حس إنه سبب من أسباب تعب مالك في حياته .


فهد بعقد حاجبيه : يعني هو قالك كده ؟! .

كيان : أيوه و الله يا فهد ، مش عارفة بجد هو ازاي في يوم و ليلة غير كلامه كده .

فهد أتنهد و قال : كل الحكاية إن مالك كان بيعند معايا مش أكتر ، و مشاعره مزيفة ، أو يمكن مكنش فيه مشاعر أصلآ .

كيان بإحراج : أحم ، اه .

فهد : عبد الله كلمني و قالي إنهم جايين بعد بكرة .

كيان بفرحة : بعد بكرة بجد ، الله يا فهد أنا فرحانة أوي ، وحشوني جدآ أنت مش متخيل أنا نفسي أشوفهم أد اي .

فهد بإبتسامة : و أنا كمان ، تخيلي إنه بيقولي أنا مطمن علي كيان في وجودك عشان أنت أخوها الكبير ، مستوعبه كلمة أخوها .

كيان بكسوف : لما يجي هنفهمه ، أنت هتقوله ازاي .

فهد بإبتسامة : مش عارف هجبهاله ازاي ، بس يحلها ربنا لما يجي .

كيان : ماشي .

فهد بإبتسامة : كيان أنتي مقولتليش أنتي موافقة تتجوزيني ليه ؟؟ .

كيان بتوتر : عادي عشان يعني ، عادي .

فهد ضحك بخفة و بعدها أبتسم و قال : بردو فين الإجابة ، طب أنا هتجوزك عشان بحبك و عاوزك تبقي شريكة حياتي ، و مش شايف غيرك ، و لا عاوز غيرك ، و حاجات كتير مش هقولها دلوقتي ، ف أنتي بقا موافقة ليه ؟؟ ، أنا مش حقي أطمن بردو و لا اي .

كيان كتمت ضحكتها و قالت : عشان أنت ابن حلال .

فهد : أممم ، ابن حلال اه ، طب الله يخليكي مش عارف أرد أقولك اي بصراحة ، أقفلي يا كيان أقفلي .

كيان بضحك : استني بس .

فهد : ياستي أقفلي ياستي ، قفلتيني أساسآ .

كيان بضحك : طب استني خلاص و الله ، عشان أنا برتاح معاك يا فهد .

فهد : هو أنا مُسكن برتاح معاك يا فهد ، يبنتي ما قولتلك أقفلي ، سلام ياختي .

كيان بضحك : سلام .


Salma Elsayed Etman .


فهد : هتشلني ياربي .

في اللحظة دي دخل أحمد و قفل الباب وراه ، قرب من المكتب و قعد قدام فهد و قاله : أنا كنت عاوز أكلمك في موضوع مهم .

فهد : موضوع اي ؟! .

أحمد بثبات : كنت هتكلم مع عمي و جدي في الموضوع دا بس قولت أفتحه معاك أنت الأول عشان يبقي عندك علم .

فهد بإستغراب : ما تقول يا ابني في اي ؟؟ .

أحمد : أنا عاوز أتقدم ل ندي .

فهد بصدمة : ندي مين !! .

أحمد : ندي أختك يا فهد .

فهد بصدمة : ندي أختي ازاي يعني !! .

أحمد بعقد حاجبيه : هو اي الي ندي أختي ازاي يعني !! ، عاوز أتقدملها عادي يعني اي حرام !! .

فهد حاول يداري صدمته و قال : لاء مش قصدي ، قصدي إن ندي لسه صغيرة ، و أتفاجأت بلي أنت بتقوله .

أحمد بإستغراب : طب أتفاجأت بلي أنا بقوله ماشي ، لكن صغيرة اي !!! ، ندي متخرجة ، دي عندنا في الصعيد لو مكنتش متعلمة كان زمانها متجوزة و مخلفة عشرة .

فهد أستوعب فعلآ إن ندي متخرجة و سنها مناسب جداً للجواز لكن من صدمته كان بيحاول يلاقي سبب للرفض !!! ، مصدمهوش مشاعر أحمد ل ندي أد ما صدمه إن أخته هتبقي مع تاجر سلاح !!! ، حتي لو ابن عمته و بيحبه لكن هو عارف حياته عاملة ازاي ، حاول يبقي هادي و ثابت و كلامه معقول و قال : أنت شايف أختي مناسبة ليك و لا بتحبها ؟؟ .

أحمد أتنهد بهدوء و قال : أنا بحبها من زمان يا فهد ، بس كنت مستني الوقت المناسب ، أولآ مكنتش عاوز أشغلها عن دراستها و لأنها كانت رافضة الموضوع و ............. .

قاطعه فهد و قاله : رافضة موضوع اي هو أنت كنت بتكلمها !!! .

أحمد بصدق : أكيد لاء يعني ، أنا قصدي لما كنا كلنا بنقعد و بنتكلم في الموضوع دا عامةً ، كانت بتقول إنها مش بتفكر في الجواز غير لما تتخرج ، ف عشان كده أستنيت ، هو أنت عامل كده ليه أنا حاسس إنك مذهول .

فهد : أحم ، طبيعي يعني ، لما ألاقي ابن عمتي بيقولي فجأة إنه عاوز يتقدم لأختي و بيحبها أكيد هتفاجأ .

أحمد : طب اي !!! .

فهد فضل ساكت لحظات لأنه فعلاً من غير ما يفكر رافض تماماً !!! ، لكن بدء الكلام و قال : أحمد أنت عارف إن ندي دي أغلي حاجة في حياتي ، و هي مش بس أختي لاء أنا بحس إنها بنتي ، و أنا مليش غيرها في الدنيا دي كلها ، و أكيد هبقي عاوز أطمن عليها و أشوفها أسعد واحدة في الدنيا دي كلها ، و تتجوز و تعيش حياتها مع راجل حياته مستقرة ، و بيحبها ، و هيحميها ، و تحس بالأمان معاه ، و تبقي عايشة عيشة مرتاحة ، مفيهاش قلق و خوف من الي ممكن يحصل في المستقبل ، لكن ، أنت هتقدر توفرلها كل دا ؟! .

أحمد فهم قصده اي و قاله : و هو أنت حياتك مش زيي !! ، هي مش كيان دي بني آدمة بردو !! ، مش عندها أهل دي و أخ هتلاقيه بيفكر بنفس تفكيرك في أخته !!! ، هتقوله اي لما ينزل من السعودية بعد يومين !! ، هتقدمله نفسك علي إنك البشمهندس فهد الألفي و لا فهد بيه الي من أكبر تجار السلاح .

فهد قام وقف بضيق و قاله : متجبش دا قصاد دا يا أحمد أحنا مختلفين عن بعض .

أحمد قام وقف قدامه و قاله بجدية و حده : مختلفين عن بعض اي !! ، أنت معني كلامك إنك رافض تديني أختك لأني في نظرك أنا أحمد الجارحي تاجر السلاح ، الي مش هيعرف يحمي أختك من حياته صح !!! ، طب و أنت !!! ، أنت الملاك البرئ !!! ، علي أساس إنك مش تاجر سلاح زيي !!! ، طالما مش راضي بكده ل أختك راضي بكده ل كيان ليه ؟! ، أنت تفرق عني اي عشان تتجوز بنت عمك و ترفض تجوزني ندي و حياتي هي هي حياتك .

فهد بخنقة : يا أحمد قولتلك الحكاية مش كده ، أفهم بقا ، أنا مش هقدر أوضحلك أكتر من كده ، ندي مش هتنفعك ، مش عشان أنت شخص وحش لاء ، تقدر تقول إنكوا مش هتبقوا مناسبيين لبعض ، مش شرط عشان بتحبها يبقي هتتجوزها ، ما وارد الحب دا ميكملش عشان ربنا مش كاتب نصيب ليكوا و مش هتبقوا مناسبيين لحياة بعض ، و دا هو قصدي ، أنا عارف مصلحة أختي أكتر منك ، و أنت ابن عمتي أكيد هتمنالك كل الخير بردو ، عشان كده بقولك مش هينفع .

أحمد بإنفعال : لاء يا فهد أنت أناني ، يعني أنا ينفع أروح أقول ل عبد الله حياتك أنت ازاي سودة و أقوله إن الي عاوز يتجوز أختك دا يبقي تاجر سلاح !!! ، ليه سامح لنفسك تعيش و تخلي كيان تدخل حياتك و أنت كده لكن رافض أختك تعيش مصير كيان ، ليه عاوز تريح قلبك و تتجوز الي أنت بتحبها و تحرمني أنا من حُبي ل ندي رغم إن كلنا واحد و أنت عارف الي فيها .

فهد فضل باصصله و ساكت ، لأنه فعلاً مكنش عنده كلام يقوله ، مش هيقدر يوافق إن أحمد يتجوز أخته و هو كده ، و لا هيقدر يقوله الحقيقة ، أما أحمد لما ملاقاش رد قرب منه خطوة و قاله بكل هدوء : دايمآ كنت بدافع عنك قدام مالك ، دايمآ أقوله فهد بيحبك هو مش زي ما أنت بتقول ، لكن أول مرة أعرف إن مالك عنده حق ، و إن هو الوحيد فينا الي فاهمك صح ، أنت طلعت إنسان أناني ، و مش هامك غير مصلحتك و نفسك و بس يا فهد ، و أنا غير مالك ، أفهم دا كويس ، أنا هتكلم رسمي قدام أهلنا ، و هما يحددوا الرفض أو الموافقة ، و لو قبلوا يبقي أنت ملكش عندي حاجة ، و لو عاوز تقولهم الحقيقة قولهم ، عشان نتحرق كلنا من الحقيقة الي هتقولها ، و محدش فينا هياخد حاجة هو عاوزها ، و أنت أول واحد فينا هتتحرق ، يا كبير العيلة .

Salma Elsayed Etman .

قال كلامه في وشه و سابه و خرج ، فهد غمض عيونه بضيق و فتحها و فجأة صرخ و هو بيشيل الفازة من علي الترابيزة و بيخبطها في المراية الي قدامه بعصبية و خنقة و قال : ليه بيحصل فيا كده ليييييييييييه .

فضل ياخد نفسه بسرعة و بخنقة و قعد و حس باليأس و لأول مرة في حياته يحس بكده و قال : مبقاش مالك بس الي ضدي ، مش مالك بس الي علي وشك إني أخسره ، حتي أحمد ، أحمد كمان هخسره ، (حط راسه بين كفوف إيده و قال ) حتي أحمد هخسره .


نفس اليوم بليل في الڤيلا .


كانوا كلهم قاعدين ما عدا البنات كانوا قاعدين في الجنينة برا ، جدهم كان ملاحظ صمت أحمد الي علي غير العادة ، و ملامح فهد الي باين عليها التعب ، و مالك و دا أكتر واحد مش مفهومله حاجة بالنسبة لجده ، قطع الصمت دا الجد و قال : بإذن الله زين هيخرج من المصحة بعد يومين ، نحمد ربنا و نشكره ، الدكتور قال حالته كويسة ، و نفسيته فجأة أتحسنت ، أكيد وجود أمه و أبوه معاه فرق كتير ، حتي لو أيام بسيطة .

الكل : الحمد لله .

الجد : مالك أتكلم معايا يا فهد بخصوص موضوع كيان ، إن شاء الله خير ، و كل حاجة ترجع لأصلها .

فهد بهدوء : عندي علم بلي حصل .

الجد هز راسه بالإيجاب في صمت ، و قال بعدها : مالك يا أحمد ؟؟ ، غريبة يعني قاعد ساكت من ساعة ما جيت ، لا بتتكلم و لا بتنكش حد زي عادتك .

أحمد بضيق : بفكر في الشغل بس مش أكتر ، أنا خارج .

قام وقف و مشي من قدامهم وسط إستغراب الكل من تصرفه ، رد يحيي و قال : مال أخوك يا مالك ؟؟؟ .

مالك : و الله مش عارف يا خالي ، من الصبح و هو كده ، حاولت أتكلم معاه لكن قالي مفيش حاجة .

فهد قام من القاعدة في صمت و دخل الجنينة و نده علي أخته و قال : ندي .

ندي بصوت عالي : جاية حاضر .

ندي قامت من وسطهم و راحت ل فهد و قالت : نعم يا فهد .

فهد : تعالي عاوزك .

خدها و طلع بيها علي أوضتها و دخلوا و قفلوا الباب ، و قعد معاها ، و ندي قالت : في اي يا فهد قلقتني ؟! .

فهد بتنهد : بدون لف و دوران ، و من غير ما تتحرجي أو تتكسفي مني ، هسألك سؤال واحد بس و تردي عليا بصراحة .

ندي بقلق : في اي ؟؟ .

فهد : أنتي فيه حاجة بينك و بين أحمد ابن عمتنا ؟! .

ندي أزدرءت ريقها بتوتر و قالت : لاء ، يعني حاجة زي اي ؟؟ .

فهد : مشاعر مثلآ ، بتحبيه ؟؟ .

ندي بان عليها التوتر و سكتت مردتش ، و فهد فهم سكوتها دا و قال : يعني بتحبيه ، يعني لو أتقدم ليكي هتوافقي طبعاً .

ندي : أحمد كويس يا فهد ، و لو الي أنت بتقوله دا صح ف هو مش هتلاقي زيه يحبني و يخاف عليا .

فهد قام وقف و مشي إيده علي وشه بضيق و قال بهدوء : طيب من غير إنفعال أو رد فعل يخلينا يتخانق مع بعض ، أحمد هيتقدملك ، و أنا مش موافق عليه ، و مش هوافق .

يتبع................... .

رأيكوا في الي حصل مع مالك و فهد و أحمد ؟؟ 🙈

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ♥️ .العشق و الآلام " البارت ١٩ " 🦋 .


فهد قام وقف و مشي إيده علي وشه بضيق و قال بهدوء : طيب من غير إنفعال أو رد فعل يخلينا نتخانق مع بعض ، أحمد هيتقدملك ، أنا مش موافق عليه ، و مش هوافق .

ندي بتفاجأ : ليه يا فهد ؟؟ .

فهد : عشان أنا مش شايفه مناسب ليكي .

ندي بدموع : اي الي مش مناسب ليه يا فهد !! ، هو في اي وحش فيه ، تعليم و أخلاق و ابن عمتي و عايشيين كلنا من صغرنا في نفس البيت و أنت أكتر واحد عارفه .

فهد : ما هو عشان أنا أكتر واحد عارفه بقول إنه مش مناسب .

ندي : و السبب ؟؟ .

فهد : يا ندي ما أنا قولتلك هو دا السبب .

ندي بإنفعال : يا فهد أنت مش مديني سبب أصلآ ، أنا أساسآ مصدومة برفضك ل أحمد .

فهد بشدة : قولتلك من غير إنفعال يا ندي .

ندي بإنفعال و دموع : لاء يا فهد ، لو أحمد أتقدم زي ما أنت بتقول أنا هوافق عليه ، أنت لما حبيت كيان محدش قالك حبيتها ليه ، لما هتتقدملها محدش هيقولك لاء ، اي الفرق بقا ، أحمد فيه اي عشان يترفض ، أنا بحبه و هو بيحبني يا فهد و أنت مش من حقك ترفض .

في اللحظة دي مامتهم دخلت و قالت بخضة : في اي ؟؟ ، صوتكوا عالي ليه ؟؟ ، مالك يا ندي أنتي معيطة و لا اي ؟! .

ندي بضيق : مفيش يا ماما .

مامت فهد : هو اي الي مفيش يا ماما !! ، ما تنطقوا أنتو الأتنين ؟؟ .

فهد : أحمد ابن عمتي أحتمال كبير يتقدم ل ندي و .......... .

قبل ما يكمل كلامه قاطعته و قالت بفرحة : اي دا بجد !!! ، و الله كان قلبي حاسس و الله ، هو كلمك يعني يا فهد قالك اي قولي يا ابني .

فهد بذهول : أنتي فرحانة كده ليه يا ماما أنا مش موافق .

مامت فهد : مش موافق ليه يا فهد ؟؟ ، دا الواد كويس و محترم و ابننا ، دا أحنا الي مربينه و كبر في حضننا ، اي سبب إعتراضك أنا مستغربة جدآ .

فهد مكنش عارف يرد يقول اي ف رد بإندفاع و قال : لما يجي وقتها بقا أنا خارج .

و لما خرج من الأوضة و قفل الباب ندي قعدت و فضلت تعيط و مامتها قعدت جانبها و قالت : يا ندي متعيطيش أصبري بس نفهم ، أحمد لسه حتي متكلمش منسبقش الأحداث .

ندي بعياط و إنفعال : هيتكلم يا ماما هيتكلم ، و أنا موافقة عليه و مش هوافق علي أي حد غيره ، و رفض فهد دا أنا مليش دعوة بيه ، دي حياتي أنا و أنا حرة فيها ، هو كان حد فينا أعترض لما قال إنه عاوز يتجوز كيان .

مامت فهد : يبنتي عيب كده دا أخوكي الكبير مينفعش الي بتقوليه دا ، أهدي يا ندي أكيد فهد ليه وجهة نظر مختلفة عننا عشان كده رفضه .

ندي بعياط : و أفرضي بقا فضل مُصمم علي رفضه دا ، أنا كده مش هتجوز أحمد !!! ، دا أنا أموت فيها .

مامت فهد بتنهد : أستغفر الله العظيم يارب ، أنا مش عارفة في اي في البيت دا و الله ، الكل عمال يتخانق مع بعضه و مش طايق كلمة للتاني  .


Salma Elsayed Etman .


تاني يوم العصر فهد كان قاعد في مكتبه و فجأة لاقي زين داخل عليه ، فرح جدآ و قام حضنه و قال : زين ، حبيب قلبي ، عامل اي ؟؟ .

زين بإبتسامة : الحمد لله ، أول ما خرجت قولتلهم روحوا أنتو أنا هروح علي الشركة لازم أشوف ولاد عمي .

فهد بفرحة : حمد لله على السلامة يا زين ، الحمد لله إنك خرجت علي خير و رجعت زي الأول ، أقعد أقعد .

زين قعد و بص حواليه و قال : أومال فين مالك و أحمد ؟؟ ، مشوفتهومش و أنا داخل خالص .

فهد بان علي ملامح وشه الزعل و قال : حصلت حاجات كتير أوي يا زين ، مبقتش عارف ألاقيها منيين و لا منيين و الله .

زين : شكلي كده فاتني كتير ، أحكيلي اي الي حصل ؟! .

فهد حكي ل زين كل حاجة بالتفصيل ، و زين فعلاً كان في صدمة من الي بيسمعه ، و بعد ما فهد نهي كلامه زين قال : أنتو ملقتوش غير أختي كيان الي تحبوها أنتو الأتنين !! .

فهد بإنفعال : يا ابني متعصبنيش بقا محدش بيحبها غيري ، و الله العظيم الي هيفكر بس يقرب منها أنا همحيه من علي وش الأرض .

زين ضحك بذهول و قال : أهدي أهدي في اي صلي على النبي يا راجل مش كده ، يخربيت الحب و سنينه ، طب مشاكلك مع مالك و فهمناها ، و مالك خلاص عرف غلطه و أتكلم مع جدي ، لكن الي أنا مستغرب منه جدآ فعلآ هو أنت ليه رافض أحمد يتجوز ندي ، أنا بجد مش قادر ألاقي سبب ل دا ، أحمد تعليم و أخلاق و أخونا و كلنا واكلين في نفس الطبق و عايشيين سوي ، ف ليه رافض أنا مش فاهم .

فهد بتهرب : حاسس إنه مش هيبقي مناسب لأختي ، أحمد طايش .

زين بذهول : أحمد مين الي طايش !!! ، أنت بتقول أي حاجة يا فهد و لا اي دا أحمد دا الوحيد فينا الي مفيش أهدي منه و الله العظيم ما تقول سبب يدخل الدماغ يا عم .

فهد بنرفزة : معرفش بقا معرفش .

في اللحظة دي الباب خبط و لما فهد أذن بالدخول لاقاه عبد الرحمن ، أستغرب جدآ من وجوده و كان عارف إنه إستحالة يكلمه في الشغل لأنهم مبيتقابلوش في الشركة ، ف قام وقف وسلم عليه و قال : أهلآ يا عبد الرحمن أتفضل أقعد ، أعرفك دا زين الألفي ابن عمي .

عبد الرحمن أبتسم و قال : أزيك يا زين ؟؟ .

زين مد إيده و رد السلام و قال بإبتسامة : الحمد لله أنا بخير ، أنت عامل اي ؟؟ .

عبد الرحمن : الحمد لله .

فهد : تشرب اي ؟؟ .

عبد الرحمن : لاء و لا أي حاجة ، أنا كنت جاي أكلمك في موضوع .

فهد : موضوع اي ؟؟ .

عبد الرحمن بص ل زين و بص ل فهد عشان أول مرة يشوف زين ، و فهد كان متأكد إن الموضوع ميخُصش الشغل خالص ف كان بالنسبة له وجود زين مفيهوش مشكلة ، ف رد و قال بضحك : لاء أمان أتكلم قدامه عادي .

زين بضحك : كلنا شباب زي بعض يا عم بس و الله لو موضوع خاص أنا ممكن أخرج عادي .

عبد الرحمن بضحكة خفيفة : لاء و الله عادي معنديش مشكلة .

زين ضيق عيونه و قال : يبقي أحكي أصل أنا مش مرتاحلك أحكي .

عبد الرحمن ضحك و بعدها سكت و قال : بُص يا فهد أنا مش عارف أنام الليل ، أنا في وارطة و الله .

زين : معاك مشاكل في شغلك ؟ .

عبد الرحمن : لاء .

زين : أهلك بعد الشر يعني حد فيهم مريض ؟ .

عبد الرحمن : لاء .

زين : عليك ديون و لا حاجة ؟ .

عبد الرحمن بإستغراب : بردو لاء .

زين : أمممممم ، يبقي بتحب .

فهد رفع حواجبه الأتنين و قال : أصل حضرتك يا أستاذ عبد الرحمن بتتكلم قدام دكتور أمراض نفسية ف هتلاقيه بيحللك و أنت قاعد ، كلامه صح و لا اي ؟! .

عبد الرحمن : لاء هو مش بالظبط يعني ، موصلتش لدرجة إني أحبها لسه ، أنا معرفهاش أوي يعني .

فهد : أووووووه دا أنت وقعت بقا .

زين بغمزة : مش قولتلك بيحب ، طب اي بقا أحكي التفاصيل .

عبد الرحمن فكر في ميرنا و هو بيتكلم أبتسم بهيام و نسي إن الي قدامه يبقي ابن عمها و ميعرفش إن زين أخوها !! و قال : أنا شوفتها مرتين بس ، أول مرة متكلمتش معاها خالص ، و تاني مرة أتكلمت بس قليل يعني ، هي جميلة جداً ، و حاسس إنها صغيرة بس مش متأكد ، ملامحها هادية و فيها قبول من أول ما تشوفها ، مبتخرجش من بالي ، علطول بفكر فيها ، بس خايف تكون مخطوبة أو بتحب حد أنا مش عارف .

فهد كان حاطط إيده تحت دقنه و باصصله بإبتسامة و قال : أممممممم كمل ، هي مين بقا ؟؟ .

عبد الرحمن : أحم أحم ، بُص أنا مش قصدي حاجة و الله ، و نيتي مش وحشة أبدآ صدقني ، هي ، هي تبقي ميرنا بنت عمك يا فهد .

فهد نزل إيده بسرعة و بخضة و هو بيبص لزين الي أول ما سمع اسم أخته قام وقف و قال : ناااااااعم ، ميرنا بنت عمك يا فهد !!!! .

فهد بص ل عبد الرحمن و كتم ضحكته و قال : روحت في داهية يا عبد الرحمن .

زين مسك في عبد الرحمن و أتكلم بعصبية و غيرهه و قال : بقا أنت قاعد عمال تتغزل في البت و جمال اي و مش عارف اي و تطلع أختي !!! .

عبد الرحمن أتصدم و بص ل فهد و قاله : أنا روحت في داهية فعلآ ، أسمع بس يا زين أقسم بالله أنا مش قصدي حاجة .

فهد قام بسرعة و بيبعد زين عن عبد الرحمن و بيقوله : يا زين أهدي هو متغزلش و لا حاجة هو بس كان بيطلع الي في قلبه لينا .

زين بعصبية و غيرهه : و أنت تفكر في أختي ازاي أصلآ و وقفت أتكلمت معاها فين دا أنت مش طالع عليك نهار بكرة .

عبد الرحمن : يا ابني أسمعني و الله العظيم أنا لا أعرفها و لا هي تعرفني أساسآ و لا عمرنا أتكلمنا حتي ، أنا روحت مرة البيت عندكوا بسأل علي فهد و سألتها هي عليه عشان فهد مكنش موجود و كانت صدفة و الله ، و بعدين أنا بقولكوا نيتي مش وحشة أنا عاوز أتقدملها عشان أتعرف عليها لأني معجب بيها .

زين مسك الفازة بعصبية و غيرهه و عاوز يخبطها في عبد الرحمن و قال : دا بيقول معجب بيها قدامي أقسم بالله أنا ما ......... .

فهد خد منه الفازة و قاطعه و قال : يا ابني أهدي بقا هو مش قصده يا زين أهدي ، هو بس كان بيفضفض عشان أنا صاحبه المقرب يعني ف كان بيقولي عن إحساسه مش أكتر ، و بعدين هو قالك أنه عاوز يتقدملها .

زين بعصبية : يتقدم ل مين يا بابا دي لسه في تالتة ثانوي عام .

عبد الرحمن بذهول : تالتة ثانوي عام !!! ، (رفع إيده بتلقائية يعد علي صوابعه فرق السن الي بينهم و قال ) سبع سنيين يعني مش كتير أوي تنفع بردو .

زين بعصبية و غيرهه : أخرس بقا بقولك اي أطلع برا معندناش بنات للجواز ، بدل ما أرتكب جر*يمة دلوقتي برا .

في اللحظة دي دخل مالك و أحمد ، و فهد قال بسرعة : كويس إنكوا جيتوا خدوا زين الله يباركلكوا و أنا جاي .

مالك بعدم فهم : في اي و أنت يا زين جيت أمتي ؟؟؟ و ......... ، اي دا مش أنت عبد الرحمن ؟! .

فهد بتوتر من وجود مالك و أحمد قدام عبد الرحمن : يا عم أنتو لسه هتتعرفوا ما تاخدوا بقا يله يا أحمد .

أحمد بعدم فهم : تعالي بس يا زين تعالي .

مالك وأحمد خدوا زين و راحوا علي مكتب مالك و لما قفلوا الباب عبد الرحمن بص ل فهد و قاله بنرفزة : و أتكلم قدامه يا عبد الرحمن ، عادي يا عبد الرحمن ، دا أمان يا عبد الرحمن .

فهد : و أنا اش عرف أمي إنك هتتكلم عن حاجة زي كده و تبقي أخته كمان ، و بعدين استني استني تعالي هنا ، أنت معملتش حساب إنها بنت عمي أنا كمان و لا اي .

عبد الرحمن بإنفعال : بقولك اي متعصبنيش أنت كمان ، أنا مقولتش حاجة وحشة أنا كنت بتكلم و بحكيلك كونك صاحبي الوحيد مش ابن عمها ، و بعدين أنا مقولتش عاوز أتسلي بيها يعني دا أنا قولت عاوز أتقدملها .

فهد بتنهد : طب خلاص أقعد و أهدي ، ما هو طبيعي يعمل كده يا عبد الرحمن دي أخته و هو غار من كلامك عليها حقه ، دا أنت تحمد ربنا إني عرفت أبعدك من تحت إيده .

عبد الرحمن سكت لحظات و بعدها قال : أيوه و اي الحل دلوقتي يعني أنا عاوز أتقدملها ، هو ممكن يرفض ؟! .

فهد بضحك : معرفش .

عبد الرحمن بضيق : يا فهد متضحكش هي مش ناقصة و الله .

فهد بضحك : و الله مش قادر أصل الموقف صدفته عجيبة و الله ، لكن خير خير ، أصل هو هيرفضك ليه يعني .

عبد الرحمن : ما أنا مش عارف دا علي كده بقا هو هيرفض كل العرسان الي هيتقدمولها .

فهد : هو بس الفكرة إن ميرنا لسه في تالتة ثانوي و هتمتحن و لسه كلية و مشوار طويل يا عبد الرحمن .

عبد الرحمن : ماشي ما أنا معنديش مانع أكيد ، ما تكمل دراستها براحتها ، يعني مثلآ لو هما وافقوا هتكمل تعليمها عادي أكيد يعني مش هقول حاجة .

فهد : الفكرة مش في التعليم بس ، الفكرة كمان إنها هتعوز تشتغل لما تتخرج .

عبد الرحمن : يعني هي هتشتغل طول عمرها يا فهد !! ، ما هي هيجلها وقت وهتقعد من الشغل و هتتفرغ لبيتها ، دا الطبيعي لأي بنت ، هتتعلم و هتشتغل تمام بس هيجي وقت و هتقعد دي معروفة .

فهد : ماشي يا حبيبي أكيد دا هيحصل ، بس هي ممكن تقول لاء أنا عاوزة أشتغل فترة كبيرة  .

عبد الرحمن : و الله معنديش مانع يا فهد مش هقول لاء و الكلام دا خالص و الله ، يعني أنا مش هقف قصاد مستقبلها .

فهد : طيب أهدي بس و خير إن شاء الله ، هو بس أتعصب ساعة الموقف لكن هنتكلم معاه و الي فيه الخير هيقدمه ربنا .

عبد الرحمن : يارب ، هو مفيش أخبار عن سيف الأسيوطي خالص .

فهد : سيف مسافر برا بقاله كام أسبوع ، أنت مش شايف الدنيا هادية ازاي في الشركات و التجارة ، بس هدوئه دا مش مطمني .

عبد الرحمن : و لا عن الأسماء المجهولة ؟؟ . 

فهد بثبات : لاء ، معرفش عنهم حاجة لسه .

 لما عبد الرحمن قال كده فهد أفتكر دخول مالك و أحمد المكتب من شوية و ازاي عبد الرحمن كان قريب منهم أوي كده و ميعرفش إن دول الي هما بيدوروا عليهم !! ، بص ل عبد الرحمن و قاله : عبد الرحمن ، هي عقوبة المجهولين دول اي ؟؟ .

عبد الرحمن : و الله علي حسب الجرايم ، لو علي تجارة السلاح بس ف فيها سجن ، أما لو فيه جرايم قت*ل مثلاً هتبقي إعدام .

فهد بقلق : ماشي ، خير .


Salma Elsayed Etman .


نفس اليوم بليل .


سها : و دي كل الأوراق بتاعت الصفقة الجديدة ، و الوفد التركي جه و عملنا اللقاء معاهم ، و كل حاجة مظبوطة .

مالك قال و هو بيبص علي الأوراق : كويس جداً ، الموضوع دا فيه فايدة كبيرة لينا ، بس لازم حد مننا يسافر ، و طبعاً أنتي أول واحدة لازم تطلعي السفرية دي عشان الترجمة .

سها : أيوه أكيد عندي علم ب كده ، كام واحد هيطلع ؟؟ .

مالك : أنتي و سالي ، لأن سالي معاها اللغة الفرنسية و أحتمال كبير نقابل حد منهم هناك ، و البشمهندس مراد كمان ، و أحتمال أنا أو أحمد .

سها : و فهد ؟؟ .

مالك : مش هينفع فهد يطلع لأن لازم يكون هنا عشان الشغل الي جاي ، و لازم حد مننا يكون معاه ، ف يا أنا يا أحمد هنبقي معاه و التاني هيسافر تركيا .

سها بتفكير : سافر أنت معانا ، و خلي أحمد مع فهد .

مالك أبتسم بإستغراب و قال : أشمعنا .

سها بصدق : عشان أنت و فهد لوحدكوا هنا مش بعيد تولعوا في الشركة بمشاكلكوا ، ف الأفضل تسافر أنت .

مالك بضحك : الجديد الي متعرفهوش بقا إن أحمد كمان بقا يعمل مشاكل مع فهد .

سها بعقد حاجبيه : دا العيب فيك أنت و أخوك بقا ، چيناتكوا واحدة .

مالك بصلها و قال : و ليه ميكونش العيب في فهد ، و بنعرفه علي حقيقته مثلآ .

سها بلا مبالاه : فهد طيب علي فكرة و كويس .

مالك قام و هو بيقول : و أحنا الوحشين في رواية أحدهم أيوه .

سها : استني بس أنا مش قصدي حاجة و الله ، أنا قصدي إن فهد بحس إنه لوحده ، و أنتو الي بعيد عنه ، بمعني أصح أنت الي بعيد عنه يا مالك .

مالك ببرود : هتروحي البيت دلوقتي و لا هتستني شوية .

سها : مالك علي فكرة أنا بتكلم في موضوع تاني .

مالك : من رأيي تروحي دلوقتي خلاص شغلك خلص .

سابها واقفة و خرج ، و سها تأففت و خرجت وراه ، و نزلوا تحت في جراچ الشركة ، مالك  فتح باب عربيته و قال : خدي بالك من نفسك .

سها بإبتسامة : ماشي .

و لما سها ركبت العربية و جت تشغلها مشتغلتش ، حاولت مرة و أتنين و مفيش فايدة ، مالك نزل من عربيته و قال : خلاص سيبيها و بكرة نجيب حد يشوفها ، تعالي أوصلك .

سها بتردد : لاء أنا هطلب أوبر .

مالك بتنهد : بلاش الأوبر بيحصل فيه مشاكل و حوادث كتير اليومين دول .

سها : خلاص هاخد تاكسي .

مالك : هنروح للأخطر برجلينا صح !! ، يله يا سها أركبي أنا مش هخ*طفك متقلقيش ، مع إني لو عاوز أخط*فك مش هستني عربيتك تعطل و تركبي معايا .

سها : هزارك رخم .

مالك أبتسم و قال ببرود : مخدتش رأيك ، يله أركبي .

سها أتنهدت بهدوء و ركبت معاه ، و هما في الطريق قالت : أنت عارف البيت ؟؟ .

مالك : أكيد ، دا بيت بدر بيه ، و لا اي !! .

سها مردتش عليه و سكتت طول الطريق .

و لما وصلت قدام البيت قالت بإبتسامة : شكرآ يا مالك .

مالك أبتسم و قال : العفو .

في اللحظة دي عربية سيف عدت من جنب مالك و وقفت ، و مالك أستغرب جدآ لوجود سيف ، أولآ لوجوده عند بدر ، و ثانياً هو رجع من السفر أمتي !! ، سها لاحظت ملامح مالك و عيونه الي مركزة علي سيف و قالت : هو فيه حاجة ؟؟ .

مالك : لاء .

سها : ماشي ، سلام .

مالك : سلام .

و لما سها نزلت من العربية و وصلت للباب كان سيف وقف و بصلها و قال : سها ، مبسوط إني شوفتك .

سها : أهلآ .

سيف : و مالك كده بتقوليها من تحت ضرسك ليه !! .

مالك لما لاقاه بيتكلم معاها أتغاظ و غار عليها منه و نزل من عربيته بسرعة و سيف أتصدم لما شافه ، سها أتخضت من نزول مالك و قبل ما تتكلم مالك قال : قولت مش معقول أشوف سيف بعد الغيبة دي كلها و مسلمش عليه .

سيف بص ل سها و فهم إنها كانت مع مالك و قال : طبعآ ، دا أنت الغالي .

مالك : أكيد بدر بيه جوا ، و إلا اي الي هيكون جايبك هنا ، بس غريبة .

سيف بإبتسامة و قاصد إستفزازه : و صدقني لو حتي بدر بيه مش موجود ، ف أكيد فيه ناس أهم في البيت أقعد معاهم  .

مالك بص ل سها الي بان علي ملامحها الصدمة و التوتر و قال : معلش يا أستاذة سها ، شكلنا هنكلفكوا إنهارده ، أصل أنا عزمت نفسي عندكوا جوا .

سها أزدرءت ريقها و قالت : اه طبعآ ، أتفضل ، بابا جوا .


فهد بص ل كيان و خدها في حضنه و هو بيُقبل وجنتيها و قال بإبتسامة : أنا عمري ما حبيت حد أدك ، و لا هحب حد زي ما حبيتك ، يله عشان ن.............. .

قطع كلامه الطلقة الي جت فيه من ورا و الكل صرخ !!!! ، و بدون أي مقدمات مالك نزل من العربية بسرعة و طلع سلاحه هو و أحمد و ضر*بوا نار علي العربية الي ضر*بت فهد بالنار لكن العربية جريت بسرعة ، الكل أتخض من تصرف من مالك و أحمد لكن محدش ركز أد ما ركزوا في فهد الي وقع علي الأرض و الطلقة في ضهره ، الكل كان مصدوم و مرعوب من الموقف و كيان كانت جنب فهد و بتعيط بصدمة و رعب و بتقول : فهد ، فهد ، رد عليا .

أمه كانت بتصرخ و أهله كانوا في حالة ذهول و الكل بيحاول يعمل أي حاجة ، مالك و زين جريوا عليه و رفعوا و أحمد فتح باب العربية ليهم و عبد الله قال بصوت عالي و لهفة ل مراته : كلمي أخوكي بسرعة قوليله يجهز أوضة العمليات .

شروق بخضة : حاضر حاضر .

عبد الرحمن خد أبو فهد و جده و عمه في عربيته و طلعوا ورا عربية فهد الي كان سايقها أحمد و زين جانبه و فهد و مالك ورا ، أما عبد الله ف خد بقيت أهله و كيان معاه .

Salma Elsayed Etman .

في عربية فهد كان مالك حاطط راس فهد علي رجله و نايم علي بطنه عشان الإصابة الي في ضهره و كان كاتم الدم بقماش و بيعيط و بيقول : أستحمل يا فهد ماشي ، عشان خاطري أستحمل .

فهد كان بينزف و عرقان جدآ و من كتر الألم مكنش قادر ينطق و كان علي وشك فقدان الوعي و هو بيقول : ل..لو مقومتش يا مالك ، أوعدني إن...إنكوا ت...تبعدوا عن الطريق دا .

مالك بعياط : أسكت متتكلمش أنت مش هيحصلك حاجة .

أحمد كان ماشي بسرعة و عمال يبص عليه من المرايه الي قدامه و كان في حالة صدمة و مش عارف يتكلم ، زين لف و حط إيده علي رقبة فهد يشوف النبض و قال بخضة : سرع أكتر يا أحمد بسرعة .


أما عبد الله ف كان مشي في إتجاه البيت و كيان لما لاحظت دا قالت بعياط شديد : أنت مش ماشي وراهم ليه ؟؟؟ .

عبد الله بتوتر من الموقف : أنتو لازم تروحوا مش هينفع تيجوا معانا ، و بعدين أنتي مش شايفة نفسك أنتي بفستان الفرح .

أم فهد بعياط و صرخة : أنا عاوزة أروح ل ابني يا عبد الله وديني ليه .

عبد الله : و الله حاضر بس دي جريمة و البوليس هيجي و أنا مش عاوزكوا تتبهدلوا ، و جدي قالي مش عاوز يشوف و لا حد فيكوا في المستشفي .


و علي ما وصلوا المستشفي كان فهد فقد الوعي تماماً ، و أخو نور الدكتور عمر الجراح كان جهز كل حاجة و بمجرد وصول فهد المستشفي كانوا خرجوا ليه بسرير ، مالك و أحمد و زين خرجوه من العربية و رفعوه علي السرير و الدكاترة جريوا بيه علي أوضة العمليات .


أحمد كان حاطط إيده علي دماغه و بيقول بخوف و دموع : لاء مش هيحصل ، مش هخسر حد تاني ، الي حصل ل حبيبة مش هيتكرر تاني لاء .

مالك قال بعصبية و دموع و الخوف مسيطر علي قلبه : ضرغام ، هو الي عمل كده ، هو الي هيتسبب في موت فهد ، أقسم بالله هق*تله ، هق*تله .

في اللحظة دي كان عبد الرحمن و بقيت أهل مالك و فهد جم و أحمد كتم بوق مالك بإيده و قال بتحذير : أسكت ، أوعي تفتح بوقك بكلمة واحدة ، كلهم جم أسكت .

زين كان واقف مذهول و مش فاهم حاجة و مش عارف يركز مع فهد و لا يفكر في الي ولاد عمته بيقولوه .

أبو فهد بدموع و خوف : ابني ، ابني يا بابا ، ابني هيروح مني .

الجد محمد كان خايف لكن كان بيحاول يبقي ثابت و متماسك و مسك وش ابنه و قال : لاء مش هيروح ، فهد الألفي مش هيموت بالطريقة دي ، أهدي و ادعي ربنا ، ابننا هيقوم منها .

زين بص لأبوه بدموع و قاله : بابا الرصاصة كانت في ضهره ، و نبضه كان قليل جداً ، فهد هيموت يا بابا ، هيموت .

يحيي خد زين في حضنه و دموعه نزلت و قال : بس يا زين ، متخافش ، ربنا كبير يا ابني كبير أوي .

الجد قرب من مالك و أحمد و قالهم بحده و جدية : مش عاوز أشوف دموع حد فيكوا ، أمسح دموعك يا مالك أخوك هيقوم بخير .

أحمد بص للأوضة و سابهم و مشي ، خرج من المستشفى و هو مش شايف قدامه من الغضب ، ركب عربيته و أتحرك بيها بسرعة و بعد وقت وصل للبيت و أهله كانوا هناك ، دخل البيت و عبد الله كان خرج من عشر دقايق يروحلهم علي المستشفي ، و لما أحمد دخل و شافوه كلهم قاموا وقفوا و سألوه بلهفة و عياط عن حالة فهد ، أحمد موقفش و رد و هو ماشي بسرعة حتي عيونه مجتش في عيونهم و قال : هو كويس كويس .

طلع علي السلم بسرعة و دخل أوضته ، و هما تحت كانوا منهارين جدآ و أعصابهم باظت ، و ندي أفتكرت في اللحظة دي الي سمعته من فهد و أحمد و هما بيتكلموا مع بعض ، قامت من جانبهم و طلعت علي السلم عشان تروح ل أحمد ، في الوقت دا أحمد كان فاتح دولابه و بيطلع منه سلاح تاني و خِزن !! ، و راح قدام الكومود و حط الخِزن و بدأ يظبط سلاحه التاني و سلاحه الأول علي الكومود ، بص لنفسه في المراية و منع دموعه تنزل ، و سحب سلاحه من علي الكومود و حطه في جانبه اليمين و السلاح التاني في جانبه الشمال ، و في اللحظة الي كان بيحط فيها السلاح ندي دخلت و مسكته و قالتله بخوف و عياط : عشان خاطري بلاش يا أحمد ، خلي البوليس هو الي يتصرف مش أنت .

أحمد بإنفعال : أبعدي من وشي يا ندي .

ندي بعياط : يا أحمد أرجوك بلاش ، مش هستحمل و الله أنت كمان تروح مني ، أوعي تكون فاكر إني مش عارفة أنت رايح فين ، أنت أكيد رايح تق*تل الشخص الي كان بيهددكوا و إنه أكيد هو الي عمل كده .

أحمد أتفاجأ و قال : أنتي عرفتي الكلام دا ازاي ؟؟ .

ندي بعياط : مش مهم عرفته ازاي المهم إني عرفته ، بلاش تروح يا أحمد ، بلاش تلف حبل المشنقة حوالين رقبتك بإيدك .

أحمد بعصبية و دموع : أومال أسيب ابن الك*لب دا عايش و بيتنفس و هو السبب في إن ابن خالي بين الحيا و الموت دلوقتي !!!! ، أسيبه لما يصفينا كلنا واحد واحد !!!! .

ندي بعياط و خوف : خلي البوليس هو الي يتصرف ، خلي كل حاجة ماشية بالقانون عشان خاطري بلاش تتهور أرجوك ، كفاية مصايب بقا كفاية ، طب راعي خوفي ، فكر فيا طيب ، أنا أخويا أتض*رب بالنار يوم فرحه و بين الحيا و الموت دلوقتي ، و لو روحت أنت كمان ممكن تموت ، أنا هعمل اي ، (كملت كلامها و هي بتقع بين إيديه علي الأرض و بتقول بعياط) مش هستحمل تضيعوا مني أنتوا الأتنين .

أحمد نزل لمستواها و كانت منهارة قدامه و مش عارفة تاخد نفسها من كتر العياط و الخوف ، دموعه نزلت و رفع وشها و قال : طب أهدي ، خلاص مش هعمل حاجة .

ندي بعياط شديد : أنا خايفة ، خايفة أوي يا أحمد ، خايفة فهد يموت .

أحمد لما تخيل إن فهد ممكن يموت فعلآ ، غمض عيونه بوجع و قهرة و خوف !!! ، فتح عيونه و حاول يتكلم بتماسك و قال : مش هيموت ، بإذن الله هيعيش ، متخافيش أنا جانبك .

كيان في الوقت دا كانت في أوضتها بتغير فستانها و ملك معاها و بعد ما خلصت كانت عاوزة تخرج و ملك مسكتها و قالت بدموع : بس يا كيان أنتي راحة فين مفيش خروج .

كيان بعياط هستيري : لاء أنا عاوزة أخرج سيبيني يا ملك أنا لازم أروح لفهد أنا عاوزة أشوفه .

ملك دموعها نزلت و قالت : يا كيان جدك و عمامك قالوا محدش يجي المستشفى ، و عيلتك طبعها ناشف و ممكن يزعقوا ليكي و تحصل حاجة ، معلش عشان خاطري أنا عارفة إنه صعب بس أسمعي الكلام .

كيان بعياط و خوف : فهد يا ملك فهد ، فهد هيموت و هيسبني ، مكنتش متخيلة إنه هيجي في يوم و يسبني لاء ، ليه بالسرعة دي ، منظره و هو بين إيديا و الدم مغرقة مش راضي يروح من بالي .

ملك حضنتها و عيطت و قالت : طب حاولي تهدي يا كيان ، هندعيله كلنا و إن شاء الله مش هيسيبك . 

Salma Elsayed Etman .

في المستشفي كان الكل واقف قدام أوضة العمليات و الكل قاعد ساكت ، و فجأة تليفون عبد الرحمن رن ، بص ل الاسم و كتم صوت رنة التليفون و بص عليهم كلهم بنظرة سريعة و بعدها قام عشان يرد ، بعد عنهم و بص ورا و أتأكد إن مفيش حد موجود و رد علي التليفون و قال : ألو يا فندم .

القائد بقلق : طمني يا عبد الرحمن اي الأخبار ؟؟ .

عبد الرحمن أتنهد و قال بقلق : لسه مخرجش من العمليات ، دخلها من حوالي ساعة إلا ربع ، حالته صعبة .

القائد أتنهد بحزن و قال : إن شاء الله يقوم بالسلامة ، تفتكر مين الي عمل كده يا عبد الرحمن ؟! .

عبد الرحمن : و الله يا فندم مش عارف ، بس إستحالة يكون حد من تُجار السلاح الي بيراقبهم ، لأن فهد هويته مش مكشوفة ليهم و محدش يعرف أكيد إنه عنصر مخا*برات ، حتي الي جاب عنهم معلومات و أتسجنوا هما ميعرفوش مين الي عمل فيهم كده .

في اللحظة دي مالك كان واقف و سمع كل كلمة أتقالت !!!!! ، كان واقف مصدوم و نظرات عيونه كلها ذهول ، حس إن تفكيره أتشل !!! ، و قال لنفسه بصدمة : فهد عنصر مخا*برات !!! .

  

القائد : خلاص يا عبد الرحمن ، المهم دلوقتي صحة فهد ، إن شاء الله أتمني يقوم بخير .

عبد الرحمن : بإذن الله يا فندم .

القائد : أي حاجة تحصل بلغني بيها فوراً ، مع السلامة .

عبد الرحمن : أكيد يا فندم ، مع السلامة .

مالك فاق بسرعة من شروده و أتحرك بسرعة لكن خبط في أوكرة الباب جامد ف لف بسرعة و وقف جنب الحيطة ، عبد الرحمن سمع الصوت و عقد حاجبيه و خرج بسرعة يبُص يشوف مين ، بص يمين و شمال حواليه و ملاقاش حد ، و مالك كان جنب الحيطة و كان هادي و ثابت ، عبد الرحمن فضل واقف لحظات و بعدها مشي و راح ليهم ، و لما راح ملاقاش مالك !!! ، أستغرب لكن سكت و قعد ، و بعد لحظات مالك جه ، كان باين علي وشه الصدمة لكن كان بيحاول يداريها بأي طريقة ، لكن عبد الرحمن لاحظ ملامحه الغريبة و قاله : أنت كنت فين فيه حاجة و لا اي ؟؟ .

مالك بثبات : لاء ، كان معايا مكالمة تليفون .

عبد الرحمن بشك : وشك مخطوف ليه ؟؟ .

مالك بحده : أكيد لازم يبقي مخطوف ، ابن خالي مضر*وب بالنار و بينه و بين الموت خطوة دلوقتي .

عبد الرحمن فضل باصصله لحظات و بعدها هز راسه بالإيجاب في صمت و قعد .

يتبع.................... .

معلش البارت المرة دي صغير شوية ، هطوله المرة الي جاية ♥️ .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .العشق و الآلام " البارت ٢٥ " 🦋 .


مالك بحده : أكيد لازم يبقي وشي مخطوف ، ابن خالي مضر*وب بالنار و بينه و بين الموت خطوة دلوقتي .

عبد الرحمن فضل باصصله لحظات و بعدها هز راسه بالإيجاب في صمت و قعد .

أما مالك ف راح قعد و هو بيبص علي أوضة عمليات فهد بصدمة و حزن .


في شركة سيف .


سيف بذهول : اي !!! ، أتضر*ب بالنار !! .

خالد بإستغراب : أنت متعرفش و لا اي !!! ، دا أنا أفتكرت إن أنت الي عملت كده .

سيف بإبتسامة ذهول : لاء مش أنا ، أنا نفسي فهد الألفي يموت إنهارده قبل كده بس مش أنا الي عملت كده ، كتر خيره و الله الي عمل كده ، بس يا تري مين !!! ، دا حتي بدر السيوفي الله يرحمه بقا ، مين يا تري بيكرهه فهد لدرجة إنه يعوز يق*تله .

خالد بإستغراب : مش عارف .

سيف : طب المهم دلوقتي هو حالة فهد اي ؟؟ .

خالد : مش عارف بالظبط ، بس بيقولوا الرصاصة جت في ضهره .

سيف رجع بضهره و هو قاعد علي الكرسي و قال : مش كانت جت في قلبه مباشر كنا خلصنا منه في ساعتها .

خالد بضيق : أنت للدرجة دي بتكرهم أوي كده ، يعني أنت لو كان في إيدك تق*تله أنت كنت عملتها ؟! .

سيف بشر : و مكنتش هتردد لحظة واحدة حتي .


في بيت ضرغام .


ضرغام بزعيق و عصبية : اه يا أغبية يا ولاد ******* ، يعني هو عايش دلوقتي و في إحتمال يفضل عايش !! ، أنا مش قايلكوا الرصاص مش خسارة فيه و عاوزه يموت .

الحارس : يا ضرغام بيه الدنيا كانت زحمة أوي من الفرح ، و لما شوفناه وقع من الرصاصة قولنا إنه مات .

ضرغام بغيظ و ضيق و زعيق : خلاص أطلعوا برا .

الحارس و بقيت الي معاه طلعوا و ضرغام قال بشر : و أنا مش هسكت لحد ما أقت*لهم كلهم واحد واحد ، مش هسيب حق ابني الي ضاع و حق هويتي الميتة طول السنيين دي كلها .


فلاش باك قبل سنيين .


Salma Elsayed Etman .


كان مالك معزوم في حفلة كبيرة جداً جداً كل الي فيها من الطبقات الغنية ، و الحفلة كان فيها إختلاط بشكل مُبالغ فيه جدآ علي غير العادي و الطبيعي ، و كان من ضمن الي في الحفلة ابن ضرغام ، و بنات ناس مهمة ، و من ضمنهم بنت جابت صاحبتها ، و صاحبتها اسمها جنة و مكنتش من الطبقة دي خالص و لا تشبههم ، لكن كانت أتعرفت علي البنت الغنية بالصدفة و حبتها جدآ و عزمتها علي الحفلة ، رفضت في الأول رفض تام لكن مع الزن و المحاولة قدرت البنت الغنية(مريم ) تغير رأي جنة ، و جه وقت الحفلة و بدأت و الكل كان موجود .


مالك كان قاعد علي ترابيزة ناس مهمة جدآ و من ضمنهم ابن ضرغام الي كان عمال يشرب لحد ما سِكر ، و أتعزم علي مالك بالشرب و مالك قال : مبشربش .

سعد ضحك جامد و قال : بقا واحد زيك يا مالك بيه مبيشربش غريبة دي ، جرب مش هتخسر حاجة ، هتعجبك .

مالك أبتسم ببرود و قال : أنا مبكررش كلمتي يا سعد بيه .

سعد بصله بضيق و سكت و شرب هو .

أما يوسف ابن ضرغام قام من علي الترابيزة و كان سكرا*ن جدآ و مالك قاله بسخرية : طب فوق الأول بدل ما تسوق كده و تموت و لا تجيب لنفسك كارثة .

يوسف بسُكر : ملكش دعوة .

مكنش قادر يمشي ، و بعد خروجه بلحظات مالك قام عشان يمشي ، و كان في نفس الوقت الي جنة بتطلب من مريم إنها هتمشي لأنها مش عارفة تقعد أكتر من كده و مريم معترضتش ، بس جنة خرجت قبل مالك ، و هي خارجة قابلها يوسف و مسكها و شدها و قال بوقاحة و سُكر : شكلك مش من هنا ، باين عليكي أوي ، بس تصدقي ، (بصلها نظرة غريبة و قال ) رغم إنك مش زي البنات الي جوا لكن أجمل منهم بكتير .

جنة بخوف : أوعي سيب إيدي أنت مجنون .

في الوقت دا مالك كان راح ل عربيته و شايفهم لكن كل الي جه في دماغه إنها واحدة راضية بلي يوسف بيعمله لكن كان مستغرب شكل البنت و لبسها الي مش شبه أي بنت جوا خالص !!! .

و لما لاقي يوسف بيتمادي مع البنت أكتر و عاوز يدخلها عربيته بالغصب و البنت بتصرخ و بتزقه و تعيط مالك فهم إن يوسف بيعمل كده بالغصب ف نزل من عربيته بسرعة و العصبية متحكمة فيه و جري عليهم و خد جنة من إيد يوسف و قاله و هو بيضر*به بدماغه : دي مش رجولة يا روح أمك .

و لما يوسف وقع من الضر*به و قام من علي الأرض بغيظ و كان عاوز يض*رب مالك ، مالك مسكه و نزل فيه ضر*ب لحد ما نزف و كان علي وشك فقدان الوعي و الحرس بعدوا مالك عن يوسف ، و مالك قال بعد ما سابه : وريني بقا رجولتك و جرب تلمسها تاني .

و مالك بص للبنت الي كانت واقفة مرعوبة و بتعيط و جسمها كله بيترعش ، خدها بعيد عن الي حصل و خد إزازة ميه من عربيته و قال : خلاص أهدي خدي أشربي .

جنة كانت خايفة تاخد منه الميه و تفكيرها راح لبعيد ، و مالك فهم خوفها و قال : الميه مفيهاش حاجة متخافيش ، مقفولة أهي لسه متفتحتش زي ما أنتي شايفة .

لكن جنة كانت علي نفس حالتها و بردو مخدتش منه الميه ، و مالك قال : خلاص براحتك ، أنتي بنت مين جوا و لا قريبة مين ؟؟ .

جنة بعياط : أنا مش من هنا أصلآ و لا أعرف حد من الي جوا .

مالك : كنت متأكد من حاجة زي كده ، أومال جيتي هنا ازاي ؟؟ .

جنة بعياط : أنا صاحبتي تبقي مريم صفوان ، عزمتني علي الحفلة دي و صممت إني أجي و أنا وافقت و جيت معاها .

مالك : و أهلك بقا عارفين إنك في مكان زي دا ؟؟ .

جنة عيطت أكتر و حطت إيديها علي وشها و هي بتهز راسها بالنفي .

مالك بحده : يعني مش غبية بس و قبلتي بعزومة زي دي مش شبهك و لا شبه تربيتك و لا تصلح ليكي من أي جهة لاء و كمان كدبتي علي أهلك ومعرفاهم إنك في مكان و أنتي في مكان تاني خالص زي دا ، أفرضي كان حصلك حاجة جوا ما أنتي شايفة القرف الي جوا عامل ازاي ، و أفرضي الشاب دا كان خدك و أنا مكنتش واقف ، أنتي عارفة اي الي كان هيحصلك لو كان قدر يدخلك العربية ، مش محتاج أوضح أكتر من كده ، كنتي هتعملي اي ساعتها !!! ، وأهلك كانوا هيعملوا اي !!! ، أنتي زي ما أنتي عيشي عيشتك و ملكيش دعوة بلي أعلي منك و خصوصاً الطبقة دي عشان دول مش شبهك و مش بقل منك نهائياً و الله لكن كل قصدي إن تربيتهم و حريتهم و لبسهم و أخلاقهم مش شبهك نهائي ف ليه تحطي نفسك في موقف زي دا و تصاحبي واحدة زي مريم صفوان .

جنة بعياط : و الله مريم كويسة و مؤدبة عشان كده أنا وافقت .

مالك : حتي لو هي كويسة و مؤدبة بس بيئتها غير بيئتك ولا تصلح إنها تكون صاحبتك ، رغم إني مش عارف مريم صفوان ازاي كويسة و مؤدبة لكن ماشي ، بعد كده تفوقي لنفسك و إختياراتك لأصحابك ، و إياكي تكدبي علي أهلك تاني و تضيعي ثقتهم فيكي ، أحمدي ربنا إنه نجاكي علي خير من الي كان هيحصل  .

جنة قالت بعياط : الحمد لله ، أنا و الله مش هعمل كده تاني .

مالك : أتمني ، يله قومي روحي بيتك ، بس ممكن أبقي معاكي لحد ما تركبي و أطمن إنك مشيتي .

جنة مسحت دموعها و بصتله بتردد و سكتت .

مالك أبتسم و قال : متقلقيش مش هنركب عربيتي و هناخدها مشي ، و بعدين أنا عندي زيك ، أختي تقريباً من سنك ، و كان وارد تبقي هي مكانك .

جنة هزت راسها بالإيجاب في صمت ، و لما مالك خدها و مشي كانوا طول الطريق ساكتين و كان فعلاً كل هدف مالك إن البنت تروح بيتها بالسلامة ، و لما وصلت للمكان الي هتركب منه بصتله و أبتسمت بإمتنان و قالت : شكراً جدآ علي الي أنت عملته ، أنا ممنونة ليك .

مالك بإبتسامة : العفو ، يله أركبي .

جنة ركبت و العربية الي هي ركبت فيها مشيت و مالك كمان مشي بعد ما هي مشيت و راح لنفس المكان و ركب عربيته و مشي ، و نسي أصلآ الموضوع و ولا حطه في دماغه و نسي البنت حتي إنه مسألهاش علي أسمها و لا عارف عنها أي حاجة ، و بعد الموقف دا بأسبوع مالك كان قاعد في شقته جوا أوضته و كانت الساعة ٣ بليل ، و قبل ما ينام فجأة سمع صوت برا في الصالة ، أستغرب جدآ لأنه لوحده في الشقة ، فتح باب الأوضة و طلع برا و يوسف ظهر فجأة من الجنب و ضر*ب مالك في وشه علي غفلة ، مالك كان هيقع لكن لحق نفسه و رد الضر*به ل يوسف ، و أتبادلوا الضر*ب هما الأتنين مع بعض ، يوسف وقع مالك علي الأرض و كان ماسكه من رقبته جامد بيخنق فيه و بيقوله بشر : أنا هدفعك تمن الي أنت عملته فيا قدام الناس يا مالك ، عشان أنت متعرفش مين هو يوسف ابن ضرغام .

Salma Elsayed Etman .

لكن مالك قدر إنه يضر*ب يوسف بحركة معينة خلت إيده سابت رقبته و قام بسرعة ، لكن يوسف طلع سلاحه و وجههُ ناحية مالك و مالك مسكه جامد منه و كان بيحاول يبعده عنه لكن الطلقة خرجت بالغلط من السلاح وجت في قلب يوسف قت*لته !! .

وقع علي الأرض و روحه طلعت في لحظة و مالك السلاح كان في إيده و مصدوم من الموقف ، وطي علي الأرض و شاف نبض يوسف و لاقاه مات ، ف رمي السلاح علي الأرض بنرفزة و قال بضيق : مصيبة ، مكنش لازم دا يحصل .

لكن أتصرف صح و أستجمع نفسه و قوته و بلغ علي البوليس و لما البوليس رد مالك قال : عاوز أبلغ عن جر*يمة ق*تل ، و العنوان ******** .

و لما البوليس جه و شاف الجر*يمة و الظابط سأل مالك ، مالك رد عليه و قال : أنا الي قت*لته ، لكن كان دفاع عن النفس و قت*ل بالخطأ مش قصدي إني أقت*له و لا كانت نيتي كده و لا كنت مُتعمد ، دي شقتي أنا ، و سلاح الجر*يمة بتاعه هو ، و هو الي جه و أتهجم عليا في بيتي و كان عاوز يقت*لني ، و أنا دافعت عن نفسي ، و فيه كاميرات في البيت من تحت يعني حضرتك ممكن تفحصها و تتأكد بنفسك .

البوليس خد مالك علي القسم و فهد و أحمد و أهله كلهم راحوا ليه ، و البوليس فعلاً حقق في الموضوع و أكتشف إن كلام مالك كله صح و مالك متسجنش .

و هي دي عداوة ضرغام معاهم و خصوصاً مالك .

أما بالنسبة ل ضرغام كان ظاهر ميت ازاي ف كلهم كانوا طلعوا صفقة سلاح كبيرة جداً و مهمة ، و البوليس عرف و جه موقع التسليم ، مالك و فهد و أحمد قدروا إنهم يبعدوا + إن فهد كده كده من المخا*برات و فاهم اي الي هيحصل و مظبط كل حاجة ، و مالك و أحمد هويتهم مكنتش مكشوفة ، لكن مالك و هو بيبعد أشتبك مع واحد رجالة ضرغام و القناع أتشال من علي وشه ، و مالك و هو بيشتبك كانت الدنيا ضلمة لكن الشخص شاف وشه في لحظة نور جت في المكان ، مالك محطش في دماغه و في لحظة الشخص كان أتضر*ب بالنار من البوليس ، مالك أطمن بسرعة إن الشخص مات عشان ميعترفش علي هويته ، و البوليس ملحقش يشوف وش مالك .

و لما مالك و فهد و أحمد و رجالتهم مشيوا ، الشخص الي أتض*رب بالنار مكنش مات و قدر يهرب ، و البوليس أشتبك مع ضرغام و رجالته ، ف واحد من رجالته مات و ضرغام قدر يثبت إن الي مات دا كأنه هو عشان ميتسجنش ، و طبعآ الشخص الي أتضر*ب بالنار في الأول و مامتش أعترف علي مالك لضرغام ، و ضرغام هوية مالك الحقيقة بانت قدامه .

و السببين دول هما الي كانوا السبب في العداوة ، موت يوسف ابن ضرغام و الي حصل ل ضرغام .


Salma Elsayed Etman .,


باك بعد سنيين .


كانوا كلهم قاعدين في المستشفي مستنيين أي خبر و أحمد و عبد الله كانوا وصلوا .

أما في البيت كانت سها قاعدة في أوضتها و قافلة الباب علي نفسها و مش عاوزة تكلم حد و عاوزة تقعد لوحدها ، و كانت بتعيط و كل فكرها إن كان ممكن مالك هو الي يكون مكان فهد لأن التهديد جاله هو ، و إن أكيد فهد حصله كده بسبب شغل تجارة السلاح ، كانت مستمرة في العياط و فضلت علي حالتها وقت طويل .

و كيان مكنتش قادرة تقعد لحظة واحدة كمان في البيت و هي بعيدة عن فهد و خرجت عشان تروحلهم و ملك صاحبتها كانت معاها و ندي أخت فهد .

و لما وصلوا المستشفي جدهم بصلهم بحده و قال : هو أنا مش قولت مش عاوز ولا واحدة فيكوا في المستشفي .

كيان بعياط : الي جوا بيموت دا جوزي ، أنت ازاي يا جدو عاوزني أقعد في البيت و هو هنا .

و لسه الجد هيتكلم تاني أبو فهد تدخل و قال بتعب : معلش يا بابا سبهم ، خليهم يبقوا جانبه .

قام و حضن كيان و كيان أنهارت أكتر في حضنه و قالت بعياط و شهقات : مش هيسبني صح .

أبو فهد أبتسم بحزن و دموعه علي خده و قال : مش هيسيبك يا كيان إن شاء الله ، أدعيله بس .

و مد إيده التانية ل ندي بنته و هي واقفة بتعيط و خدهم الأتنين في حضنه .

مالك لاحظ غياب سها و ميرنا ، قام و راح ل ملك و قال : ملك هي سها و ميرنا فين ؟؟ .

ملك بدموع : سها من ساعة الي حصل و هي تعبانة و قافلة علي نفسها و مش عاوزة تكلم حد ، و ميرنا مجتش عشان الي في البيت تعبانيين أوي و مرضيتش تسبهم لوحدهم .

مالك هز راسه بالإيجاب و بعد عنهم شوية و طلع تليفونه و رن علي سها لكن هي شافت الرنة و مردتش عليه ، جرب مرة و أتنين و تلاتة و مفيش فايدة .

أتنهد بهدوء و راح وقف معاهم و الكل كان علي أعصابه ، و بعد وقت طويل الدكتور عمر خرج و كلهم راحوا ليه و سألوه و كان رد عمر إنه قال بإرهاق : أول حاجة أطمنوا الطلقة مش في ضهره ، الطلقة في كتفه من ورا ، مكانها كان خطير بس الحمد لله قدرنا إننا ننقذه ، لو كان أتساب شوية كمان قبل ما يجي هنا كان الموضوع هيبقي أخطر من كده و صعب .

أبو فهد بدموع : طب هيبقي كويس ؟؟؟ ، يعني مفيش خطر علي حياته ؟؟ ، و لا أي أثر دايم .

عمر طمنهم و قال بإبتسامة : لاء أطمن يا حاج هو هيبقي كويس ، هو بس نزف كتير جدآ و أحتاجنا إننا ننقل دم ليه ، و طلوع الرصاصة كان صعب لكن الحمد لله هو كويس ، و دا كرم ربنا و لطفه .

كيان عيطت جامد و مكنتش عارفة هي كانت بتعيط من الخوف و لا إنها مش مصدقة إنه عايش ، بصلها عمر و قال : يا كيان متخافيش و الله هو بخير ، أحمدي ربنا ، دا كويس إنه عايش ، و الله و مش بكدب عليكي من حوالي شهر و نص جالنا حالة زي فهد و المريض توفي وقت العملية ، أما فهد عمليته نجحت الحمد لله أطمني .

عبد الله خدها في حضنه و قال : خلاص أهدي الحمد لله هيبقي كويس .

أما مالك ف كان ساكت طول ما الكل أتكلم مع عمر عن فهد ، مينكرش إنه روحه كان حاسس إنها هتطلع من كتر الخوف علي فهد لكن الي عرفه كان صادمه جامد .

و بعد لحظات رنوا علي البيت طمنوهم ، و أحمد لاحظ ملامح مالك الي مش مفهومة ، هو فرحان إن فهد بخير و لا لسه في صدمته و لا اي حكايته ، خده بعيد عن كل الي قاعد و عبد الرحمن خد باله منهم و ركز معاهم لأنه مش عاجبه تصرفات مالك الي بالنسبة له غريبة جدآ ، أحمد لما بعد عنهم ب مالك قاله : مالك يا مالك ؟؟ ، فهد الحمد لله كويس خلاص أهدي .

مالك : الحمد لله ، أنا أطمنت عليه بس مش دا الي شاغل بالي .

أحمد بفهم : و الله الي ضرغام عمله دا ما هيعدي كده ، لولا ندي أقسم بالله أنا كنت روحت قت*لته من بدري و كنا زمانا بنترحم عليه دلوقتي .

مالك بجمود : و لا دا الي شاغل بالي يا أحمد ، ضرغام كده كده حفر قبره بإيده .

أحمد بإستغراب : أومال اي ؟؟ .

مالك سكت عدة ثواني و بعدها قال بهدوء : فهد عنصر مخا*برات ، و القيادة حطاه وسط تجارة السلاح عشان يقدر يسجنهم و يهدهم كلهم و الظباط بيساعدوه .

أحمد فضل باصصله بذهول من الي سمعه و مكنش مصدق ، أبتسم بذهول و قال : أنت بتقول اي يا مالك ؟؟! ، دا كلام ميدخلش العقل ، أنت جبت الكلام دا منيين ؟! .

مالك : عبد الرحمن مش مُحاسب يا أحمد دا ظابط ، و سمعته بيكلم القائد بتاعهم و بيقوله ..........(مالك قال ل أحمد كل الي سمعه ) و بعد ما خلص كلامه أحمد كان مصدوم و قال بصدمة شديدة : يعني ، يعني فهد عاوز يسجنا !! .

مالك قال بدفعة : لاء طبعآ أنت أتجننت ، مش هو دا هدف فهد ، فهد لو كان عاوز يسجنا كان عمل كده من زمان ، دا بقاله ٨ سنيين في التجارة دي ، علي الأقل كان أستغل أي موقف من الي حصل في ال ٨ سنيين دول و قبض علينا ، لكن فهد معملش كده ، بالعكس ، دا كان بيحاول يبعدنا ، فهد طول عمره بيفضل يجرنا وراه و يبعدنا عن طريق التجارة ، لو كان عاوز يسجنا كان كشف هويتنا من زمان .

أحمد بص علي الي قاعدين بالصدفة و لاقي عبد الرحمن باصص في عيونه ، مالك بص هو كمان ل عبد الرحمن و قال بهدوء : عبد الرحمن وجوده وسطينا خطر كبير .

أحمد بص ل مالك و قال : لو فهد قام بالسلامة عبد الرحمن مش بعيد يدخل العيلة لأن زين بدأ يفكر في حوار ميرنا و ممكن يوافق ، أنا قولتلك يا مالك إننا نبعد عن الطريق دا من بدري ، علي الأقل مكناش هنبقي بالحالة الي أحنا فيها دي .

مالك بصله و قاله : مكنش هيبقي بسهولة كده يا أحمد ، الوضع دلوقتي أخطر من الأول ، ضرغام عارف هويتي ، و قدر إنه يأذي فهد في لحظة غدر ، صدقني كل حاجة هتنتهي ، و عشان خاطر سها كمان ، لأني مش هقدر أخسرها ، بس كل حاجة لوقتها ، لكن هانت .

يتبع.............. .

الرواية فاضلها أربع أو خمس بارتات و تخلص .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .العشق و الآلام " البارت ٢٦ " 🦋 .


مالك بصله و قاله : مكنش هيبقي بسهولة كده يا أحمد ، الوضع دلوقتي أخطر من الأول ، ضرغام عارف هويتي ، و قدر إنه يأذي فهد في لحظة غدر ، صدقني كل حاجة هتنتهي ، و عشان خاطر سها كمان ، لأني مش هقدر أخسرها ، بس كل حاجة لوقتها ، لكن هانت .

أحمد سكت لحظات و بعدها قال : ندي عرفت .

ماله بصله بصدمة و قال : عرفت اي !!!! .

أحمد بضيق : عرفت إننا تجار سلاح ، كانت سمعتني أنا و فهد بنتكلم لما ضرغام هددك أول مرة .

مالك حط إيديه الأتنين علي دماغه من ورا و لف ضهره بضيق و عبد الرحمن كان مركز معاهم جدآ ، أتكلم أحمد في اللحظة دي و قال : متقلقش هي مش هتقول حاجة .

مالك بصله و قاله بعصبية مكتومة : الفكرة مش في إنها هتقول حاجة و لا لاء ، الفكرة ف إنها عرفت دا غلط ، يا أحمد دي النهايات ، السر الي كنا مخبينه ٨ سنيين بدأ ينكشف بكل سهولة في كام يوم بس ، زي ما يكون ربنا بدأ في عقابه لينا .

أحمد بتنهد : طب و فهد ؟؟ .

مالك : أهم حاجة بس دلوقتي إنه يقوم بالسلامة ، و بعدها أنا هتكلم معاه .


تاني يوم الصبح كان فهد بدأ يفوق ، ألمه كان صعب جدآ ، و باين عليه التعب أوي ، لكن كانوا كلهم جانبوا و محدش سابه ، خصوصاً كيان الي دموعها مفارقتش عيونها ، و طول الوقت قاعدة جانبه ، بصلها فهد و قال بهدوء و إبتسامة : خلاص بطلي عياط ما أنا كويس قدامك أهو .

كيان بعياط : أنت مشوفتش اللحظة الي أنا شوفتك فيها واقع قدامي يا فهد و الدم مغرقك و مبتردش عليا كنت حاسة إني هموت و الله ، و لما روحت البيت محدش خلاني أجيلك علطول مكنتش قادرة يا فهد .

فهد تخيل الي كان بيحصل ف رد بهزار ممزوج بالتعب : عيشنا لحظات فيلم أكشن جامدة ، بذمتك مش مغامرة كريتيڤ كده .

كيان بصلته بذهول و دموعها علي خدها و قالت : أنت بتهزر يا فهد !!! ، كنت هتموت في أقل من ثانية و بتهزر !!! .

فهد ضحك بخفة و قال : بنغير مود الكآبة الي أحنا فيه دا يا كيان ، (كمل بتنهد و قال) منهم لله ولاد الجز*مة ضيعوا عليا اليوم الي كنت مستنيه من زمان ، أشوف فيهم يوم يارب .

كيان ضحكت و هي بتمسح دموعها و قالت : يا فهد المهم إنك بخير دا أنت رايق و الله ، صح مالك كان عاوزك و قالي لما تطمني عليه و تقعدي معاه أخرجي أندهيلي .

فهد خمن إنه أكيد عاوزه عشان ضرغام ف هزلها راسه بالإيجاب و قال : خليه يدخل دلوقتي .

كيان : حاضر ، فهد هو مين الي عمل فيك كده و عمل كده ليه ؟؟ ، يعني اي الي حصل يخلي واحد ياخد قرار بق*تل واحد تاني ؟! .

فهد بثبات : معرفش ، البوليس هيحقق و هنعرف كل حاجة .

كيان هزت راسها بالإيجاب في صمت و قامت خرجت و ندهت ل مالك و مالك دخل ، و لما دخل قرب من فهد و حضنه و قاله بإبتسامة : حمد لله على سلامتك .

فهد بإبتسامة : الله يسلمك .

مالك بعد عنه و قعد و سكت و كيان فضلت واقفة ، فهد بص ل مالك و بصلها و قال : معلش يا كيان ممكن تسبينا لوحدنا شوية .

كيان شكت في لحظة لأن مستحيل يتكلموا في شغل في وقت زي دا ، + إنهم بيتكلموا في الشغل قدامهم عادي ، ف أبتسمت إبتسامة مهزوزة و هي بتفكر مين الي ممكن يكون عمل كده ، و خرجت .

Salma Elsayed Etman .


مالك إبتسامته أختفت و فهد قاله بقلق : أوعوا تكونوا عملتوا أي حاجة يا مالك ، بلاش تهور أرجوك .

مالك بجمود : أطمن ، محدش فينا عمل أي حاجة ، خايف علينا صح ؟! .

فهد بصدق : أكيد طبعاً ، أصل أكيد أنتو عارفين إن ضرغام هو الي عمل كده و نفذ تهديده ، متتخيلش الرعب الي دب في قلبي لما فوقت و سألت عليك أنت و أحمد و قالولي إنكوا مش موجودين ، كنت خايف حد فيكوا يكون أتصرف بتهور .

مالك : متقلقش ، كنا هنتصرف بتهور ، بس قولنا نفكر الأول و بعدها ناخد حقنا .

فهد حاول يتعدل و أتألم و مالك ساعده و بعد ما فهد أتعدل قال : لا نفكر و لا زفت يا مالك ، القانون هو الي هيجيب حقنا المرة دي مش أحنا .

مالك أبتسم إبتسامة غريبة و قال : أشمعنا المرة دي !!! ، خايف ل عبد الرحمن يشك فينا و لا حاجة !! .

فهد عقد حاجبيه و حاول يكدب الي ممكن يكون فهمه صح و قال : اي علاقة عبد الرحمن بالحوار ؟ .

مالك بنفس الإبتسامة : عشان ظابط مثلاً ، و وارد يشك إننا المجهولين و لا اي !! .

فهد فهم لكن مظهرش علي وشه ملامح الصدمة و كان ثابت و هادي جدآ ، و رد و قال : و عرفت اي كمان ؟؟ .

مالك أتكلم بحزن و قال : و عرفت إنك ظابط مخا*برات .

فهد بدفعة : أنا مش ظابط يا مالك متكبرش الموضوع .

مالك عقد حاجبيه و أتكلم بعتاب و قال بدفعة : أومال أنت اي ها ، أنت اي قولي ، ليه كده يا فهد ، ليه تعيشنا وسط الكدبة دي كل دا ، ليه تحط العيون علينا ، مفكرتش إن إرتباطك بالمخا*برات و مراقبتهم ليك عشان حمايتك ممكن يكشفنا أحنا لأن العيون هتبقي علينا أحنا كمان .

فهد أتنهد بضيق و قال : يا مالك أنت مش فاهم أي حاجة ، بالعكس وجودي وسطيكوا كان حاميكوا ، أنا و الله مش ظابط أنا عنصر مخا*برات بس ، و بعدين أنا مش عارف أنت عرفت منيين أنت مكنش المفروض تعرف حاجة زي كده لا أنت و لا أي مخلوق علي وجه الأرض ، أنا مع المخا*برات من زمان ، و لما تجارة السلاح ذادت كان لازم يحطوا كذا عنصر وسط كذا مجموعة بحيث يسيطروا علي الوضع ، أنا كنت هتحط في مجموعة تانية و عبد الرحمن كان هو الي هيتحط وسطيكوا ، ساعتها يا مالك كنتوا هتنكشفوا في أقل من أسبوع لأن عبد الرحمن مكنش هيدافع عنكوا و كان هيتعامل معاكوا بالقانون و بس ، و أنا تعمدت إني أحاول أخد مكانه وهو ياخد مكاني عشان أعرف أحميكوا و أبعدكوا عن القرف الي أنتو ماشيين فيه دا ، يبقي ازاي كنت حاطط العيون عليكوا و أنا وسطيكوا !! ، أنا كان بيطلع عين أهلي كل يوم عشان أحميكوا ، أنا مكنتش بنام الليل يا مالك ، كنت شايل ضغط و هموم الدنيا كلها فوق راسي ، بحاول أحميكوا و في نفس الوقت مخالفش القانون عشان ضميري قدام ربنا ، أنا بحمد ربنا إن مفيش و لا واحد فيكوا أرتكب جر*يمة و إلا كان زمان الوضع هيبقي مختلف تماماً ، ساعتها مكنتش هعرف أحميكوا ، عرفت ليه بقا أنا طول الوقت كنت خايف لحسن حد فيكوا يق*تل !!!! ، عرفت ليه طول الوقت مكنتش بخلي حد فيكوا يروح الصفقات بنفسه !!!! ، قبل ما علاقتنا تتصلح كنت أنت دايمآ بتقول إني بتحكم فيكوا و عاوز أخد الليلة لوحدي ، لكن فهمت دلوقتي ليه أنا كنت بعمل كده !!! .

مالك فضل ساكت وقت طويل ، مكنش عنده كلام يقوله ، + إنه حس بالذنب و تأنيب الضمير ، بص ل فهد و قاله بهدوء : و العمل دلوقتي ؟! .

فهد : هتسيبوا تجارة السلاح فورآ ، و أنا هتصرف مع هويتكوا ، هطلع شخصيات مزيفة ماتت بجد كأنها أنتو و الموضوع هيبقي بالنسبة لي سهل و نقفل علي الموضوع دا و نعيش حياتنا بقا .

مالك بدفعة :  و حق أختي !!! ، حق حبيبة يا فهد و لا نسيت !! ، و سيف هنسيبه بعد كل الي عمله !!! ، و ضرغام دا هنسيبه كده بعد الي عمله فيك ؟؟ ، أفرض كنت مُت !!! .

فهد : أسمع يا مالك ، حق حبيبة علي وشك إنه يجي أنا مظبط كل حاجة ، و كله بالقانون و محدش فينا هيتأذي ، أما ضرغام ف أنا أكتر واحد هعرف أتصرف معاه من غير قلق من إن البوليس يقبض عليا لأني بنتمني ليهم ، لكن أنت و أحمد إستحالة ، الوضع بقا أخطر من الأول ، عشان خاطري ابعدوا أنتو عن الموضوع دا .

Salma Elsayed Etman .

مالك بنرفزة : هو أحنا عيال صغيرة قدامك ، عاوزنا نقعد زي الستات في البيت حاطين إيدينا علي خدنا و مستنيين الفرج !! .

فهد بقلق : يا مالك أنتو وضعكوا غيري أفهم بقا ، أوعدك إني هقولك كل حاجة بتحصل و هتحصل ، و الله مش بقل من تصرفكوا لكن هتنكشفوا يا غبي و هتتسجنوا ، خلينا يا مالك كده عشان خاطري أسمع الكلام بقا و متعاندش .

مالك سكت شوية و بعدها قال بغموض : ماشي .


و من بعد اللحظة دي كانت الأوضاع حذرة جدآ و هادية ، عدي شهر و نص علي هذا الحال ، علاقة سها و مالك مش أحسن حاجة ، هي نفسيتها طول الوقت تعبانة من الي بيحصل و مالك بيحاول يرجع علاقتهم تاني و يكون جانبها لأنه عارف إن الي هي فيه بسببه و غصب عنه ، أما عبد الرحمن ف طول الوقت بيفكر في مالك و أحمد و بيجيب معلومات عنهم و الشك ملي عقله ، و أتكلم مع أهل ميرنا في إنه يتقدم و هما وافقوا و الخطوبة هتكون بعد إمتحاناتها ، و مالك كان أكتر واحد مضايق من دخول عبد الرحمن العيلة ، و أحمد و ندي أتخطبوا و فهد كان من جواه رافض تماماً علي الأقل علي ما الوضع يستقر لكن مكنش يقدر يقول حاجة تخص أحمد ، و زين معجب جدآ ب ملك لكن مبينش و لا قال لحد ، و عبد الله خد مراته و مشي من بيت العيلة راح علي بيته ، و في يوم مامت فهد ندهتله و قعدت معاه .

فهد : خير يا ماما .

مامت فهد بإبتسامة : كل خير يا حبيبي ، بقالي كتير مقعدتش معاك ف قولت أندهلك نقعد نتكلم شوية .

فهد : يا شيخة !! ، أومال مين الي كانت قاعدة معايا إمبارح طول اليوم دي .

مامت فهد : ها !!! ، يوه بقا دا أنت واد رخم بصحيح .

فهد بضحك : قولي يا ماما الي عاوزه تقوليه .

مامت فهد : أنت عامل اي مع مراتك ؟؟ .

فهد بإبتسامة : كل خير ، ملقتش زيها و لا هلاقي زيها .

مامت فهد : طب الحمد لله ، قصدي في علاقتكوا يعني أنتو كويسين مع بعض ؟؟ .

فهد : أيوه الحمد لله ، هي قالتلك إني مزعلها و لا حاجة ؟؟ .

مامت فهد بصدق : لاء أبدآ و الله ، دي بتحبك أوي يا فهد ، أنا بس كنت عاوزة أقولك علي حاجة تانية .

فهد : حاجة اي ؟؟ .

مامت فهد : ما تاخد مراتك و تروحوا للدكتور يا فهد .

فهد بإستغراب : أخدها و نروح للدكتور ليه ؟؟ .

مامت فهد : هو اي الي ليه !! ، أنتوا يا ابني داخلين علي شهرين متجوزين و مراتك محملتش لحد دلوقتي .

فهد بفهم : اااااه ، لاء مهو مفيش حاجة أصلآ .

مامت فهد : نعم !!!! ، يعني اي ؟؟؟ .

فهد : يعني مش دلوقتي ، أولآ فترة علاجي من الرصاصة كانت تعباني أوي ، ثانياً كيان طول الوقت متوترة و أنا بحاول أهديها ، ف مش وقته خالص المهم دلوقتي إنها تبقي معايا و أنا معاها .

مامت فهد بشدة : يعني اي يا فهد الكلام دا ؟! ، أحنا صعايدة و مينفعش كده ، عمتك و مرتات عمامك بيسألوني .

فهد : لا إله إلا الله ، صعايدة اي و مش صعايدة اي أنا مليش دعوة بتفكيروا القديم دا ، و بعدين هما مالهم بحاجة زي كده ، دي حياتي الشخصية أنا و مراتي و محدش ليه دعوة بموضوع زي دا ، دي حاجة تخص حياتنا الشخصية أنا و هي بس ، و مش من حق أي حد يسألك عن حاجة زي كده .

مامت فهد بشدة : ماشي يا فهد بس مينفعش كده ، اي الدلع دا ، لو مش عاوزه تحمل مكنتش أتجوزت بقا هي ناقصة .

فهد بكل هدوء : تدلع براحتها هي مراتي و أنا جوزها ، و أنا إستحالة أجي في يوم أقسي عليها ، و كل حاجة هتبقي برضاها ، لو ندي أختي مكانها هتمنالها الراحة و الإطمئنان في كل وقت مع جوزها ، و مراتي دي وصية ديني ، و ياريت يا ماما منتكلمش في الموضوع دا تاني ، و خاصةً مع كيان ، محدش ليه دعوة .

مامت فهد بضيق : أدي أخرة الدلع ، ماشي ياخويا ، خلي شباب البيت كله يتجوز و يخلف و أنتو لسه مع إنك أنت كبير العيلة بعد جدك و المفروض عيالك هما أول عيال يمشوا علي رجليهم في البيت دا .

فهد برفعة حاجب : و الله !! ، طب بعد الشر لو ربنا أراد إني مخلفش أصلآ ، هتعملي اي ساعتها !!! ، ماما موضوع العيال دا بتاع ربنا مش بتاعنا ، و الله يباركلك خلاص أنا مش عاوز أتكلم تاني ، تصبحي علي خير .

فهد مشي من قدامها و هي قالت بذهول : شوفي الواد !!! ، اه يا كيان يا بنت فاطمة ، أنتي سحرتيله و لا اي !!! .

فهد و هو طالع علي السلم لمح مالك قاعد لوحده في الجنينة ، ف نزل ليه تاني ، و دخل الجنينة و قعد قدامه و قال : مالك ؟؟ .

مالك بحزن : علي حالي .

فهد بتنهد : سها لسه مبتكلمكش .

مالك : بتنطق الكلمة بالعافية يا فهد ، خبطتين في الراس في أقل من شهر توجع ، موت أبوها و حقيقة جوزها ، مش عارف أعملها اي تاني ، بحاول أرضيها بكل الطرق ، بس هي شيفاني مجرم ، مش عارفة تتعامل معايا ، بشوف تعاملها معايا دلوقتي و أفتكر تعاملنا الطبيعي بتاع الأول بحس إن مش هي دي سها ، و لا أنا مالك .

فهد : مش عارف أقولك اي لكن متيأسش يا مالك ، الي هي فيه دا طبيعي ، قولها الحقيقة ، قولها إنك هتسيب تجارة السلاح و هتبعد عن الطريق دا .

مالك : أنا أهم حاجة عندي دلوقتي صحتها و إنها تبقي كويسة ، ثم أي حاجة تانية .

في الوقت الي هما كانوا بيتكلموا فيه دا كانت كيان فوق في أوضتها و أوضة فهد بتظبط حاجات ، و بالصدفة فتحت درج المكتب ، و لأن أوضتهم كبيرة ف جزء منها مكتب فهد ، أستغربت جدآ لما لاقت تليفون في الدرج و قالت : اي دا !!! ، هو فهد جاب تليفون تاني أمتي !! .

مسكت التليفون لاقته مقفول ف قالت : و كمان مقفول !!! ، اي الغموض دا .

فتحت التليفون لاقته معمول بباسورد ، جربت باسورد تليفون فهد مفتحش ، و جربت عيد ميلادها و بردو مفتحش .

عقدت حاجبيها بإستغراب و قالت : اي التليفون دا !! .

و بالصدفة و هي مسكاه جت رسالة ل فهد منه تخص تجارة السلاح !!! ، أتخضت و بصت للرسالة بذهول لأن إشعار الرسالة كان مكتوب فيه تفاصيل كانت كفيلة ترعبها ، لما جت تقرأ بقيت الرسالة مظهرتش لأن التليفون مقفول و لازم تفتحه عشان الرسالة تظهر كاملة ، و طبعآ الرسالة كانت من تاجر من التجار الي فهد وسطيهم .

التليفون وقع من إيديها من الصدمة !!! ، و عيونها دمعت و عقلها مكنش قادر يستوعب الي قرأته !!! ، في الوقت دا كان فهد ساب مالك و طلع أوضته ، كانت كيان قعدت علي السرير و دموعها متجمعة في عيونها و علامات الذهول علي وشها ، فهد دخل و أبتسملها و قفل الباب ، قعد قدامها و قال بتنهد : ماما كلمتني في موضوع الخلفة ، يعني نوعاً ما طبيعي تسألني من قلقها مش أكتر ، بس خير يعني هي مش هتفتح الموضوع دا تاني .

كان باصصلها و مستغرب هي حالتها عاملة كده لكن خمن إن كلامه ضايقها ، ف رفع إيده يلمس وشها بحنان و قال بإبتسامة : متضايقيش يا كيان هي أكيد مش قص......... .

لاقاها قامت بسرعة و قالت و دموعها بتنزل : متلمسنيش .

فهد إبتسامته أختفت و قام وقف قدامها و قال : مالك في اي ؟؟ ، أنتي بتعيطتي ليه ؟؟ .

و هو بيتكلم شاف تليفونه التاني واقع علي الأرض مكان ما وقع من إيديها ف بصلها و قبل ما ينطق كانت هي سبقته و قالت : أن..أنت ، أنت تاجر سلاح يا فهد !! .

فهد في اللحظة دي لو كان يطول إنه يهد الدنيا كلها من الخنقة الي جاتله و إن الأوضاع بتتعقد أكتر و أكتر كان عملها ، سكت و مردش لأنه فعلاً كان هيلاقيها منيين و لا منيين ، كيان كررت سؤالها و هي بتقول و دموعها بتنزل بغزارة و ذهول : رد عليا ، أنت تاجر سلاح ؟! .

فهد أتنهد بضيق و قال : طب أقعدي و أنا هفهمك .

كيان بعياط و إنفعال : تفهمني اي ؟؟ ، تفهمني اي يا فهد !!! ، يعني كلامي صح !!! ، يعني الي أنا فهمته صح !! ، يعني أنت مجرم !!!! ، ليه كده !!! ، ليه كده أنا مش قادرة أصدق ليه .

فهد : يا كيان أنا و الله م......، (مكنش عارف يقول اي ، قرب منها و هو بيمسكها و قال ) طب أهدي ، أهدي و بطلي عياط و هنتكلم بهدوء .

كيان شدت دراعها منه بقوة و قالت بإنفعال ممزوج بالعياط : قولتلك متلمسنيش ، قال و مامتك بتسألك علي الخلفة !!! ، دا كويس إنه محصلش حاجة ، أخلف منك ازاي !!!! ، عشان عيالي يكبروا يلاقوا أبوهم مجرم !!!! ، يلاقوا الراجل الي أمهم قالت عليه أعظم راجل في الدنيا و مفيش أحسن منه مجرم !!! ، يلاقوه تاجر سلاح !!! ، يلاقوه إنسان ظالم و قذر !!!! ، دا أنا هتحاسب علي إختياري ليك .

فهد كان مصدوم من كلامها لكن أفتكر موقف مالك مع مراته في نفس الي حصل دا ، حاول يستقبل كلامها الوحش و الحلو كله بهدوء من غير ما ينفعل لأنه مش من حقه ينفعل و لأنه فاهم الصدمة الي هي فيها ، لكن أتصدم أكتر من كلامها الأخير الي بدأ يجرح فيه و كأنه ق*طع قلبه و سابه ينزف لما قالت بعياط و إنفعال : أنا الي كنت خايفة منه حصل ، كنت بقول ازاي وثقت فيك بالسرعة دي ، يارتني ما وثقت فيك و لا عرفتك يا فهد ، أنت إنسان مجرم ، أنا هقرف أصلآ إني أخلف منك .

فهد لما سمع الكلام دا و كأن الدنيا كلها ضلمت في وشه و فقد السيطرة علي نفسه تماماً و أتعصب و مسكها من دراعها جامد ألمها و قال بعصبية : لاء فوقي لنفسك و أنتي بتتكلمي معايا ، أنا جوزك و أنتي واجب عليكي تحترميني ، أنا مش واحد من الشارع عشان تقوليلي الكلام دا ، و الخلفة دي من حقي و محدش يقدر يقولي عليها لاء ، أنا من حقي أخلف منك واحد و أتنين و عشرة و أنتي متقدريش ترفضي ، أنا كنت ساكت عشان مراعي الصدمة الي أنتي فيها و لأني بحبك ، لكن تحاسبي علي كلامك و تحترميني يا أما قسمآ بالله أسلوبي معاكي هيبقي مختلف يا كيان .

كيان بعياط شديد و زعيق : مش لما تبقي تحترم حياتك و نفسك الأول أبقي أحترمك .

فهد محسش بنفسه غير و هو بيسيب قبضة إيده من علي دراعها و بيضر*بها بالقلم علي وشها جامد بسبب شتيمتها ليه .

كيان لما أتض*ربت بالقلم ذادت في عياطها و حست و كأنها خلاص فقدت وعيها و بتتكلم بدون عقل و قالت و هي بتزقه جامد : طلقني يا فهد ، أنا مش عاوزة أعيش معاك ، أنت إنسان كداب طلقني .


كيان و هي بتزقه فهد مسك إيديها الأتنين و أضايق من نفسه إنه ضر*بها و منظرها قدامه و هي بتعيط بسبب الي عرفته و القلم كان واجع قلبه ، لكن الضغط الي كان عليه كان أكبر من إنه يتكلم .


في أوضة مالك .


سها بإستغراب : مالك هو دا صوت كيان ؟! .

مالك و هو بينام علي السرير : كيان مين الي هتعيط الساعة ٢ بليل يا سها .

سها قالت و هي بتهز فيه : قوم معلش شوفهم طيب .

مالك قام أتعدل و قال : يبنتي أنتي عبيطة ، هخبط علي واحد و مراته الساعة ٢ بليل .

سها بخوف : لاء يا مالك قوم و الله العظيم دا صوت كيان .

مالك لما ركز في الصوت لاقاه صوت كيان فعلاً ، قام بسرعة من علي السرير و قال : فهد أكيد معاها دا لسه سايبني من شوية .

فتح الباب و خرج و نزل علي السلم و قبل ما يخلص السلم لاقي فهد خارج من الأوضة و هو متعصب و رزع باب الأوضة وراه ، مالك سرع خطواته و نده عليه و قال : يا فهد ، استني .

لكن فهد مردش عليه و فضل ماشي بعصبية و مالك نزل و لحقه و مسكه قبل ما يركب عربيته و قال : يا ابني في اي ، اي الي حصل ؟؟؟ .

فهد بعصبية : سبني دلوقتي يا مالك .

مالك : يا عم أسيبك فين أنت مجنون في اي ما تقول ؟! .

فهد مردش عليه و ركب عربيته و مالك لف بسرعة و قال و هو بيركب جانبه : يله هروح معاك .

و بردو فهد مردش عليه و ساق العربية بسرعة جدآ .

سها شافتهم من البلكونة و هما بيمشوا ف دخلت بسرعة و نزلت بهدوء و دخلت أوضة كيان و فهد لاقت كيان قاعدة علي الأرض و منهارة من العياط ، سها شهقت بخضة و دخلت و قفلت الباب و جريت عليها و قالت : في اي ؟؟ ، اي الي حصل طيب أهدي .

كيان راحت على حضنها و سها حضنتها و طبطبت عليها و قالت بدموع : طب خلاص بس ، عشان خاطري يا كيان أهدي ، و الله كل المشاكل هتتحل .

كيان هزت راسها بالنفي و هي بتعيط في صمت من غير ما تتكلم .

Salma Elsayed Etman .


عدي نص ساعة علي الوضع دا و سها وخداها في حضنها و سيباها تعيط و تطلع كل الي جواها ، و كان في الوقت دا فهد و مالك نزلوا من العربية في مكان و فهد حكاله كل الي حصل ، مالك متصدمش !! ، و كأنه حس باليأس و قال : في الأول سها ، و بعدها ندي ، و دلوقتي كيان ، وضرعام كمان عرف ، ناقص مين تاني يعرف يا فهد ، علي الأقل أنت مش تاجر بجد و كيان مسيرها هتعرف الحقيقة ، بس ليه ضر*بتها !! .

فهد بخنقة : و الله العظيم كنت مستحمل كلامها ، و ساكت و مراعي صدمتها ، و أفتكرت كل الكلام الي كنت بقوله ليك عشان سها ، بس كيان مكتفتش بعياط و صريخ و صدمة ، قالت كلام جرحني أوي و كسرني ، و بعدين هي شتمتني ، و أنا بسبب كلامها مقدرتش أمسك أعصابي أكتر من كده ، و الله محستش بنفسي غير بعد ما ضر*بتها بالقلم ، ندمت و الله بس كنت أعمل اي ، لما تلاقي مراتك هانتك و أنت تستحمل بالرغم إنك مظلوم بس لازم تسكت لأنها مينفعش تعرف حاجة عن حقيقتك دلوقتي ، و فوق كل دا أنت مجبور تستحمل كلامها ، لكن هي ذادت فيها و أنا مقدرتش أستحمل ، عذرتها ، يعني فكرة إن واحدة تكون متجوزة واحد بتحبه و عايشة معاه و خلاص ملهاش غيره و فجأة تعرف إنه تاجر سلاح و زي المج*رمين في نظرها الوضع صعب عليها عارف ، و عارف إن كلامها أكيد من صدمتها و مكنتش وعياله بس أنا مقدرتش أستحمل شتيمتها و إهانتها و الله محستش بنفسي .

مالك بتنهد و قال و قلبه مش مطمن : معاك حق ، و معاها حق ، مش عارف المفروض أحس بمين فيكوا ، لكن كله هيعدي يا فهد ، هانت ، أحنا في النهاية أساسآ .

فهد فضل باصصله و سكت ، و بعدها أتنهد و غمض عيونه و حط راسه بين كفوف إيده .

فضلوا دقايق علي الوضع دا و مالك قال : يله نروح ، خليك جانبها دلوقتي ، و يله يا عم الله يسامحك خلتني أجري وراك بالترنج .

فهد ضحك بخفة لكن كان مضايق جدآ من الي حصل و قاموا مشيوا .


أما سها ف كانت بتحاول تعرف كيان مالها لكن كيان رفضت تحكيلها عشان متفضحش فهد قدامها ، + إنها متعرفش إن مالك تاجر سلاح هو و أحمد و سها عارفة بموضوع فهد و مالك ، ف ردت كيان و قالت بدموع و تعب : أتخانقنا يا سها ، هو زعق جامد و أنا عيطت و صوتي كان عالي ، معلش قلقتك .

سها بإبتسامة : أحنا أخوات يا كيان ، المهم لما فهد يجي أقعدوا أتكلموا مع بعض ، و حلوا مشاكلكوا سوي ، يعني أنتو دايمآ متفاهمين و بتحبوا بعض ف مفيش سبب يخليكي بالحالة دي ، (كملت بعفوية و مرح ) إلا بقا لو أنتي الي حساسة بزيادة و كل شوية تعيطتي .

كيان ضحكت بهدوء و بالعافية لكن دموعها ما زالت مستمرة ، سها و هي قاعدة معاها سمعت صوت العربية تحت ، ف فهمت إنهم جم ، ف بصت ل كيان و قالت بإبتسامة : أنا هروح أنام دلوقتي ، و زي ما قولتلك .

كيان كانت باصه في الأرض و هزت راسها بالإيجاب في صمت و سها خرجت ، و بعد عشر دقايق فهد دخل الأوضة ، لاقاها قاعدة علي الكنبه الي تحت الشباك و سانده راسها علي الحيطة و عيونها علي السما ، قفل الباب و ساب مفاتيحه و تليفونه علي الترابيزة ، قرب منها و قعد قدامها بهدوء و قال بندم : كيان أنا آسف ، حقك عليا ، عارف إني غلطت ، بس أنتي كمان غلطتي ، و غلطتي جامد كمان ، و مش ببرر الي أنا عملته بس لو واحد تاني غيري كان ممكن تصرفه يكون أقسي من كده معاكي ، أحنا الأتنين غلطانيين ، بس متناميش و أنتي زعلانة مني ، أنا مكنتش متخيل إن هيحصل زعل بينا زي كده في يوم من الأيام ، بس أنا بحبك و أنتي عارفة كده كويس أوي ، و عارفة أنا عملت اي عشانك .

كيان بصتله بدموع و عتاب و قالت : الي بيحب مبيأذيش يا فهد .

فهد : و أنا مأذتكيش ، و لا عمري فكرت أعمل كده ، و لو فكرتي في حاجة زي كده تبقي غبية ، أنا مش شخص وحش زي ما أنتي فاهمة ، و لنفرض إني وحش و فكرت آذي الدنيا دي كلها هاجي لحد عندك و مش هعرف أعمل حاجة ، أنتي مش مراتي و بس يا كيان ، أنتي حبيبتي و عشيقتي و بنتي و مراتي و أختي و كل حاجة ليا .

دموعها نزلت و قالت بإنفعال : و الي أنت فيه دا مش أذي ليا !! ، مش أذي لحياتنا أنا و أنت !! ، مفكرتش اي الي ممكن يحصلنا بسبب الطريق الي أنت ماشي فيه دا !! ، طب سيبك مني أنا ، أنت مش خايف علي حياتك ، الطلقة الي خدتها في كتفك يوم فرحنا كانت ممكن تيجي في قلبك ، مفكرتش في حاجة زي كده !! ، مفكرتش إني هاجي في يوم و أعرف كل حاجة !!! ، ليه يا فهد كده !! ، دا أنت كنت بالنسبة لي العوض عن كل حاجة ، أنا كنت شايفة فيك إحتواء الأب الي فقدته من و أنا صغيرة ، شوفت فيك حنان الأخ الي طول عمري مشوفتهوش إلا كام مرة بس عشان هو طالع عين أهله عشان يقدر يصرف عليا أنا و ماما ، شوفت فيك الصاحب و الزوج ، كنت بالنسبة لي مفيش منك في الكون كله ، دا أنا كنت بحسد نفسي عليك ، أقول أنا معايا راجل أي بنت في الدنيا تتمناه ، و في الآخر تطلع زيك زي المجر*مين بالظبط ، و شوهت صورتك كلها قدامي يا فهد ، (كملت بعياط و خوف ) أنت ممكن تضيع مني في أي لحظة ، ممكن تموت بسبب رصاصة طايشة في لحظة ، أستفدت اي يا فهد من شغلك دا !! ، فلوس !! ، ازاي و أنتو مفيش أغني منكوا ، جاه و شُهرة مثلآ !!! ، ازاي و أنتو من أشهر عائلات الصعيد كلها ، كنت محتاج اي يا فهد !! .

فهد عيونه دمعت و خدها في حضنه و كيان ذادت في عياطها بطريقة هستيرية ، و فهد قالها  : كل حاجة هتعدي ، كل دا هينتهي أوعدك و الله ، و هتفهمي الحقيقة بوضوح عن كده ، أنتي لسه مش فاهمة حاجة يا كيان ، لكن و الله حياتنا هترجع طبيعية تاني ، و أوعدك إن الي حصل مني إنهارده دا مش هيتكرر تاني .

كيان حضنته أقوي و قالت بعياط : أنا آسفة ، أنت كمان حقك عليا ، بس أنت مش حاسس بلي أنا حساه دلوقتي .

فهد غمض عيونه بوجع و دموعه نزلت و قالت بهدوء : لاء حاسس يا كيان ، حاسس و فاهمك ، يمكن موجوع أكتر منك دلوقتي ، لأني شايل هم و ضغط فوق طاقتي ، حاسس خلاص كأن روحي بتنسحب مني ، حاسس قلبي هيقف من كتر التعب .

كيان خرجت من حضنه و مسحت دموعه و بصتله بدموع و قالت : طب أحكيلي ، مش يمكن أقدر أفكر معاك و أساعدك !! .

فهد باس كف إيديها الي محطوط علي وشه و الدموع نازلة من عيونه و شايف صورة موت مالك و أحمد قدامه و قال : مش وقته يا كيان ، كل الي طالبه منك إنك تبقي معايا ، و متسبنيش .

كيان بدموع : مش هسيبك .


Salma Elsayed Etman .


ميرنا في الوقت دا كانت سافرت الصعيد بقالها أسبوعين عشان إمتحاناتها بدأت ، و مامتها و أبوها معاها ، لكن زين و الباقي ما زالوا في القاهرة ، كانت قاعدة بتذاكر و لاقت عبد الرحمن بيرن عليها ، بصت في الساعة لاقتها ٢ و نص بليل ، الوقت كان متأخر لكن ردت و قالت : ألو .

عبد الرحمن : الوقت متأخر بس أنتي وراكي إمتحان بكرة و قولت زمانك صاحية و قاعدة بتذاكري ف قولت أتصل أطمن عليكي .

ميرنا بإبتسامة : ما أنا عشان كده رديت عليك ، قولت أكيد عاوز يطمن ، عامل اي ؟؟ .

عبد الرحمن بإبتسامة : الحمد لله ، و أخبار الرياضة ؟؟ .

ميرنا بضيق و قلق : أنا خايفة أوي يا عبد الرحمن ، حاسة كأني ناسية كل الي ذاكرته ، هو أنت مش حاسبات و معلومات بردو و كنت علمي رياضة ، ما تخليك معايا في المكالمة للصبح و ذاكرلي .

عبد الرحمن : أحم ، كان نفسي و الله بس أنا ناسي منهجك ، بقالي يجي أربع خمس سنيين أهو .

ميرنا بضحك : في محاسب بينسي منهجه برده !!! .

عبد الرحمن : ياستي أنا كنت فاشل أصلآ أنا مش عارف أنا جبت مجموعها ازاي .

ميرنا بتأفف : يا عبد الرحمن أفتكر بقا عشان بجد أنا متوترة ، (كملت و قالت عن قصد ) تعرف إن فيه واحد في الدرس معانا شاطر أوي أوي دا دحيح الدفعة ، عامل جروب و بيشرح فيه للعيال ، هخليه يشرحلي أنا كمان بقا .

عبد الرحمن : نعم ياختي !!! ، و أنتي عقلك وقف عشان يشرحلك هو .

ميرنا بإستفزاز : اي يا بودي أنت هتغير من واحد بالنسبة لك عيل صغير !! .

عبد الرحمن بغيره : بودي اه ، بقولك اي بلاش تنرفزيني بدل ما أنكد عليكي و أنتي راحة الإمتحان كمان كام ساعة .

ميرنا بمرح : خلاص يبقي ذاكر معايا .

عبد الرحمن حط إيده علي وشه بضيق و قال : هتنيل حاضر ، يارتني ما رنيت .

ميرنا : بتقول حاجة يا حبيبي .

عبد الرحمن : لاء يا روحي أبدآ بقول كويس إني رنيت عشان متبقيش لوحدك يعني .

ميرنا بضحك : ماشي هنعديها عشان بس الواحد مش ناقص توتر .

عبد الرحمن : هتذاكري اي ؟ .

ميرنا : بُص فيه سؤال كده فيه معادلة أنا مش فاهمه هو اي يعني ، أحنا المفروض يبقي عندنا س تربيع و .......... ، أنت فين يا عبد الرحمن ما تجاريني في الكلام كده ، هو أنا بكلم نفسي .

عبد الرحمن : لاء طبعآ أنا معاكي أهو ، أيوه صح لازم يكون فيه س تربيع و إلا المعادلة هتبوظ كده مش هتحقق الإجابة المطلوبة .

ميرنا بتركيز : بالظبط ، يله نكمل حلها .

عبد الرحمن كتم الصوت و حط إيديه الأتنين علي دماغه و قال : ياربي أنا ظابط و الله أقولها اي دي دا اي الليلة الي مش معدية دي ياربي يارتني ما رنيت .

ميرنا بنرفزة : يا عبد الرحمن ما تركز بقا .

عبد الرحمن فتح الصوت و قال : معاكي يا حبيبتي دا أنا كنت بجيب ورقة و قلم عشان أحل معاكي .

ميرنا بتركيز : طيب تمام شاطر .


Salma Elsayed Etman .


من تاني يوم الصبح فهد كان خرج من البيت و بدأ يجهز و يخطط و يظبط هويات الناس الميتة الي هيخليهم هما المجهولين و يبعد مالك و أحمد عن الموضوع دا كله ، و بالفعل هو كان مظبط جزء كبير منه و أنجز الوضع بسرعة و لأنه ليه معارف كتير ساعدوه و قادر إنه يتصرف ، و في نفس اليوم بليل عبد الرحمن دخله المكتب و قاله بلهفة : فهد الهويات علي وشك إنها تنكشف خلاص .

فهد بتمثيل الصدمة : بجد !! ، ازاي ؟؟ .

عبد الرحمن : المعلومات الي أنت سلمتها للقائد أنت مش متخيل هي طلعت خطيرة و مهمة أد اي ، خلاص يا فهد أخيراً هينكشفوا ، و هنسجنهم و ننضف البلد من القرف دا بقا ، مش ناقص غير سيف ، لكن هانت خلاص هو كمان قربنا نثبت عليه كل حاجة .

فهد بثبات : كويس أوي الحمد لله ، أحنا كنا مستنيين اليوم دا من بدري .

عبد الرحمن خد نفسه ب راحة نفسية و قال : أخيراً و الله .

فهد بإستغراب : أنت عينك مالها ؟؟ ، كأنك مش نايم ، أنت مطبق و لا اي ؟! .

عبد الرحمن : اه يا سيدي مطبق ، كنت بذاكر طول الليل .

فهد أبتسم بذهول و قال : بتذاكر اي معلش !! .

عبد الرحمن حط إيده علي خده و قال بملل : كنت بذاكر ل بنت عمك ، أصل أنا محاسب بقا و كنت علمي رياضة و هي في حكم خطيبتي و مفيش غيري يقدر يساعدها لأني محاسب ذكي و شاطر .

فهد ضحك جامد لدرجة إن عيونه دمعت من كتر الضحك ، و عبد الرحمن قاله : ضحكتك أوي النكتة دي ، أنا كنت هتشل يا فهد ، أنا لا عارف حاجة و لا فاهم حاجة و اي سينات التربيع و التكعيب الي بتتنطق أكتر من كلمة بحبك دي ، يالهوي يا أما ، دا عذاب .

فهد بضحك : كنت رن عليا أساعدك أقولك تقولها اي ، أنت ناسي إني مهندس .

عبد الرحمن : أسكت يا عم أسكت ، بس الحمد لله إمتحانها عدي علي خير و حلت كويس ، فرحت أوي و الله ، حاسس إنها بنتي مش خطيبتي .

فهد : فرق السن بردو .

عبد الرحمن : فرق السن مين يا عم هو أنت شايفني في مرحلة الشيخوخة ، دا هما سبع سنيين يعني مش حوار .

فهد بضحك : يا عم بهزر في اي دا الفرق بين أبويا و أمي ١٢ سنة مش ٧ دا ميرنا في نعمة والله .

في اللحظة دي أحمد رن علي فهد و لما فهد رد أحمد قاله : فهد هو مالك معاك ؟؟ .

فهد : لاء ليه ؟؟ .

أحمد بقلق : من المغرب و تليفونه مقفول ، الساعة دلوقتي ١٢ و محدش عارف عنه حاجة ، حتي سها بترن عليه من بدري و مبيردش ، هي كمان خايفة أوي .

فهد بإستغراب : طيب قول ل سها متقلقش ، هو أكيد في مكان مفيهوش شبكة ، هرجع أكلمك تاني لو عرفت حاجة .

أحمد : ماشي يا فهد ، سلام .

فهد : سلام .

فهد قلق ليكون مالك أتهور في تصرف ، كان سرحان فيه و قطع تفكيره صوت عبد الرحمن و هو بيقوله : في اي ؟؟ .

فهد : مفيش ، بس مالك من المغرب تليفونه مقفول و لسه مروحش البيت لحد دلوقتي .

عبد الرحمن بعقد حاجبيه : هو مش عيل صغير أنتو قلقانيين أوي كده ليه !! .

فهد بصله بمعني أنت مش فاهم حاجة و لا فاهم هو ممكن يعمل اي و ليه هما قلقانيين أوي كده ، رد عليه و قاله : دا عشان مراته بس قلقانة عليه ، أنت عارف طبع البنات يعني .

عبد الرحمن : أيوه صح .

رن تليفون فهد و كان رقم غريب ، رد و قال : ألو ؟؟ .

شخص من رجالة سيف : كان نفسي أرن عليك في ظروف أحسن من كده يا فهد بيه ، زمانكوا دلوقتي لاحظتوا إختفاء مالك الجارحي ، (كمل بتلاعب و قال) كان نفسي أقولك تلحقه بس الأفضل إنك تجهز كفنه و قبره ، أصله الله يرحمه بقا .

ضربات قلب فهد ذادت جدآ و حس كأن جسمه أتشل و قال : أنت مين ؟؟ .

الشخص بضحك : مش مهم ، لو عاوز تشوف المرحوم ، العنوان ********* .

و قفل التليفون ، فهد قام وقف بسرعة و قال بصوت عالي : ألو ، ألووو ، عملتوا فيه اي يا ولاد ال****** .

عبد الرحمن قام وقف و قال بخضة : في اي ؟؟ .

فهد أزدرء ريقه بصعوبة و قال و هو حاسس إنه تايه : واحد بيقولي إن مالك مات ، مالك يا عبد الرحمن ، مالك .

قال جُملته و خرج يجري و عبد الرحمن جري وراه .


فلاش باك قبل ساعات .


كان مالك ماشي بالعربية و فجأة لاقي واحد واقع في نص طريقه ، أستغرب إن ازاي محدش شافه ، ركن عربيته و نزل و قرب منه بسرعة ، كان راجل في سن الأربعينات و كان نايم علي بطنه ، عدله مالك و هو بيقول : يا أستاذ ، (خبطله علي وشه و قال ) أنت سامعني ، ف.......... .

قطع كلامه الشخص الي ضر*به علي دماغه من ورا بالسلاح ومالك وقع علي الأرض و أغمي عليه ، و الراجل الي كان علي الأرض قام و قال : خدوه ، ضرغام بيه هيستضيفه أحلي إستضافة .


Salma Elsayed Etman .


في نفس الوقت كان ضرغام بعت أتنين من رجالته ل سيف .


سيف بإستغراب : و هو عاوزني ليه ؟؟ .

الشخص : فيه موضوع مهم لازم يتكلم معاك فيه .

سيف : الموضوع دا مكنش يتأجل للصبح ؟! .

الشخص : لاء ، لو سمحت يا سيف بيه ، أتفضل معانا ، الموضوع حياة أو موت .

سيف أتنهد و قال : طيب حاضر ، أسبقوني علي تحت و أنا جاي .

الشخص : أمرك .


و بعد وقت كان سيف وصل المبني الي فيه ضرغام ، و مالك كان جوا لكن ما زال مغمي عليه ، ضرغام رحب ب سيف و كلامه و نظرات عيونه و جواه خبث ، قعدوا علي السفرة و ضرغام قال : شرفتني يا سيف بيه ، منور مكاني المتواضع .

سيف : عاوز اي يا ضرغام ؟! ، غريبة يعني إنك طلبتني .

ضرغام بإبتسامة خبيثة : اي يا سيف ، أحنا مش أعداء .

سيف : و مش أصدقاء ، ف وجودي هنا أكيد ليه سبب .

ضرغام بخبث : أنا عارف عداوتك الكبيرة مع عيلة الألفي ، فهد ، مالك ، أحمد ، زين ، و كلهم ، و خصوصاً فهد و مالك و أحمد ، و علي حد علمي يعني إن بدر الله يرحمه كان علي وشك إنه يدي لمالك و فهد كل الأدلة الي تثبت إنك أنت الي قت*لت حبيبة الجارحي أخت مالك و أحمد ، لكن شوف سبحان الله ، يشاء القدر و بدر يموت قبل ما يسلمهم الأدلة .

سيف أبتسم ببرود و قال : الله يرحمه بقا ، كان راجل طيب ، بس بردو ، اي العلاقة .

ضرغام : شوف يا سيف ، أنا كبير ، و كبير أوي كمان ، و أنت عارف حاجة زي كده ، و عارف إن محدش يقدر يقف قصادي ، أنا حابب أساعدك ، مالك و فهد فضلهم تكة و يلاقوا كل الأدلة الي تثبت إنك أنت الي قت*لت حبيبة ، و أنت أكيد مش عاوز حاجة زي كده تحصل ، أنا هخليك تق*تل مالك الجارحي ، هحطه قدامك و تعمل كل الي أنت عاوزه ، تق*تله بقا تعذ*به ، المهم إنك هتخلص منه ، و طبعآ القت*ل مش حاجة جديدة عليك .

سيف سكت لحظات و بعدها قال : و أنت اي الي هتستفاده لما تساعدني ؟! .

ضرغام بخبث : لأنك كنت غالي عند يوسف ابني الله يرحمه ، كنتو صحاب و هو كان بيحبك أوي ، ف تقدر تقول إن غلاوتك من غلاوة ابني و عاوز أساعدك عشان حبه ليك مش أكتر .

سيف ضحك و بصله و قال : يعني مش عشان مالك هو الي قت*ل يوسف ف عاوز تنتقم منه !!!! .

ضرغام بخبث : و لنفرض إن كلامك صح ، يبقي ضر*بنا عصفورين بحجر واحد ، أنت قت*لت الأدلة ، و أنا قت*لت قا*تل ابني .

و طبعاً مش دي خطة ضرغام خالص ، كل هدف ضرغام إنه يخلي سيف يلبس قت*ل مالك و يبقي هو برا الموضوع كله ، ضرغام مكنش فارق معاه سيف نهائيآ ، يعني سواء مات أو لاء ف الي هيحصل مش فارق معاه ، كل الي همه إنه مالك يموت ، و سيف وافق علي كلام ضرغام كله !!!! .


Salma Elsayed Etman .


باك في الوقت الحالي .


مالك كان فاق من الإغماء و لاقي نفسه قاعد علي كرسي و مربوط من كل حته ، بص حواليه و حاول يقوم و يفك نفسه لكن مقدرش ، و طول الوقت دا فهد و عبد الرحمن و أحمد كانوا جايين في الطريق علي المكان ، و كانوا بلغوا البوليس ، لأن فهد فهم عبد الرحمن إنهم عملوا كده في مالك عشان فهد أذي تجار السلاح ، ف بالنسبة لعبد الرحمن كده هو راح ينقذ واحد هيبقي ضحية مهمة صاحبه !! ، لكن طبعاً هو ميعرفش أصل الحوار ، و الشخص الي كلم فهد و قاله العنوان دا فعلآ من رجالة سيف بس خاين ، و خد الأوامر من ضرغام إنه يرن علي فهد عشان ينفذ بقيت خطته المجهولة !!! .


ضرغام دخل ل مالك و مالك بصله و قال : كنت متأكد .

ضرغام قرب منه و قال بإبتسامة خبيثة : شوف الدنيا صغيرة ازاي يا مالك ، شوف أنا واقف علي رجلي و أنت مربوط قدامي ، و بإشارة مني بس هتموت .

مالك بكل ثبات : طب يله مستني اي !! ، ما تق*تلني .

ضرغام قرب وشه منه و قال : مش بالسهولة دي ، أشكرك إنك لما قت*لت ابني قت*لته من غير ما يتألم و الرصاصة جابت أجله فورآ ، بس أنا غيرك بقا ، أنا لازم أشوفك بتتعذب قبل ما تموت .

مالك بإستحقار : أنا مقت*لتش ابنك عن قصد ، أنا كنت بدافع عن نفسي ، و علي فكرة بقا أنا مش ندمان ، ابنك كان يستاهل الحرق بسبب الي كان هيعمله في البنت .

ضرغام رفع وشه بعيد عن مالك و قال بخبث و كدب في كلامه و قاصد يذله : ماشي ، بردو ابني غلط اه ، علي فكرة أنا عندي إستعداد أسيبك ، بس لو طلبت مني الرحمة .

مالك ضحك جامد أوي و قال : أطلب منك أنت الرحمة !!! ، أنا مكنتش أعرف إن الحس الفكاهي عندك جامد أوي كده يا ضرغام ، (كمل كلامه بكل ثبات و هدوء ) أنا مبطلبش الرحمة غير من الي خلقني ، و أشرفلي أموت من إني أطلب الرحمة من واحد **** زيك .

ضرغام هز راسه بالإيجاب و هو بيطلع من جيبه أنبوبة إزاز صغيرة و قال : أنت صح ، أنا أصلآ مكنتش هعفي عنك ، و ما زلت علي قراري ، و هو إني عاوز أشوفك بتت*عذب قبل ما تموت ، شايف الأنبوبة الصغيرة الجميلة دي ، شكلها يقول إنها حبة مية لا راحوا و لا جُم ، لكن دا س*م يا مالك ، لما بينزل المعدة بيدمر البني آدم و بعدها بوقت بيموت ، عملته مخصوص عشانك ، (كمل بشر و قال ) و شربه من نصيبك أنت .

و فجأة مسك وش مالك بقوة و مالك كان مربوط من كل حتة و طبعاً مكنش عارف يفلت منه ، مالك كان بيقاومه ب وشه لكن بلا فائدة لأن ضرغام في الوقت دا أقوي منه ، فضل ماسكه لحد ما أتحكم في حركة وشه و شربه الس*م بالعافية !!!! ، و بعد ما الأنبوبة فضيت مالك فضل يكح جامد جدآ و قال بصوت عالي : يا ابن ال ****** ، هيق*تلوك يا ضرغام ، أقسملك بالله حتي لو أنا مت دلوقتي هيق*تلوك ، مالك الجارحي فيه زيه ألف واحد في عيلته ، متفتكرش إني لما أموت تبقي دي النهاية ، فيه زيي أربعة ياكلوا الحجر (فهد ، أحمد ، زين ، عبد الله) ، هيجي ألف واحد هينتقم منك .

ضرغام كان باصصله بدون رحمة و لا شفقة و قال : يا حرام يا مالك ، معلش أنا عاذرك في الي أنت بتقوله ، أصل الي بيعرف إنه خلاص بيموت مبيبقاش عارف و لا فاهم هو بيقول اي ، لكن أوعدك إني زي ما خدت روحك هاخد روحهم هما كمان بعد شوية متقلقش ، هما زمانهم علي وصول .

مالك كان مستمر في الكحة و بدأ يحس بحاجات غريبة في جسمه بتحصله ، ضرغام بص لرجالته و قال : فكوه ، خليني أشوف علامات الألم في جسمه .

و لما رجالة ضرغام فكوه مالك وقع علي الأرض ، و سيف في اللحظة دي دخل ، أبتسم لما شاف مالك بالمنظر دا و بص ل ضرغام و ضرغام قال : خُد حقك أنت كمان .

و بعد ما قاله كده سابه و خرج .

سيف قرب من مالك و هو علي الأرض بيتألم أبشع الآلام و سيف قاله : مكنتش متخيل أبدآ إني هاجي في يوم أشوفك كده يا مالك ، لكن أوعدك إني هخلصك من الآلم دا و هرحمك منه ، هبعتك لأختك الي أنا قت*لتها ، و هق*تلك أنت كمان زيها يا مالك .

طلع سلاحه بسرعة و رفعه في وش مالك لكن مالك طول الوقت كان بيحاول يستجمع قوته حتي لو جزء بسيط منها و بحركة سريعة منه زق إيد سيف جامد قبل ما يضر*به بالنار و السلاح وقع علي الأرض و هو كمان قام ، سيف ضر*ب مالك في وشه جامد و قبل ما يضر*به الضر*به التانية مالك صدها و ضر*به في وشه بطريقة أقوي ، و في رقبته لغاية ما عجزه ، و بعدها مالك أتألم أكتر و بعد عن سيف و مقدرش يكمل ، و سيف كان بينزف من كل وشه و كان جانبه حديدة طالع منها سن كفيل يق*تل أي حد لو دخل فيه ، سيف حاول يقوم و مسكه و هج*م بيه علي مالك لكن قبل ما يدخل في مالك كان مالك مسك السلاح الي علي الأرض و ضر*ب سيف بالرصاصة في دماغه قت*له !!! ، ضرغام سمع صوت الطلقة لكن كل الي جه في دماغه إن مالك هو الي مات مش سيف ف أبتسم ، و من بعد اللحظة دي فجأة المكان تحت أتغطي بهج*وم البوليس و ضر*ب النار كان قوي جدآ و الإشتباك كان بين رجالة ضرغام و البوليس قوي جدآ ، مالك كان واقع علي الأرض و دموعه نزلت من عيونه بغزارة ، ماسك معدته و وشه أحمر زي الدم و عروق رقبته و جسمه كله برزت من شدة الألم وبدأ ينزف دم من بوقه ، كان فقد كل طاقته و قوته و حركته !!! ، كان شايف قدامه حبيبة أخته بتبتسم إبتسامة جميلة و بتمد إيديها ليه !!! ، مالك كان آلمه مستمر مع النزيف و مد إيده يمسك إيد أخته في الخيال الي كان قدامه و قال بتعب : حبيبة .

ضربات قلبه قلت !! ، نفسه بقا متقطع !!! ، غمض عيونه و ............... .

يتبع................... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️العشق و الآلام " البارت ٢٨ " 🦋 .

أسفة علي التأخير و معلش البارت صغير شوية بس فيه ضغط كبير الأيام دي لكن إن شاء الله البارت الي جاي هيبقي كبير ♥️ .


مالك كان آلمه مستمر مع النزيف و مد إيده يمسك إيد أخته في الخيال الي كان قدامه و قال بتعب : حبيبة .

ضربات قلبه قلت !! ، نفسه بقا متقطع !!! ، غمض عيونه و فتحها تاني و غمض آخر مرة !! ، و إيده نزلت أتهبدت جانبه !!! ، في نفس اللحظة دي فهد و عبد الرحمن و أحمد دخلوا و أتصدموا من جثة سيف الي لاقوها قدامهم لكن طبعآ مكنتش أكبر من صدمتهم لما شافوا مالك !! ، فهد جري عليه هو و أحمد و عبد الرحمن عيونه دمعت و فضل واقف مكانه ، فهد عدله و قال بدموع : مالك ، مالك يا حبيبي و الله أحنا جينا .

أحمد عيط و أداله الحقنة فوراً !!! ، حقنة !!!! .


فلاش باك .


في الوقت الي كان مالك بيشتبك فيه مع سيف كان فهد و عبد الرحمن و أحمد دخلوا المبني و أشتبكوا إشتباك مُسلح ، و بالصدفة أحمد و هو بيض*رب واحد وقع منه حقنة ، أحمد مسك الحقنة بإيد و بالإيد التانية بيخنق بيها الشخص و بيقول بصوت عالي : بتاعة اي الحقنة دي أنطق ، عملتوا فيه اي يا ولاد ال ******* .

الشخص كان بيتخنق و مش قادر ينطق ، عبد الرحمن جه بسرعة و زق أحمد و قال : هيموت في إيدك و هتبقي جريمة ليك أوعي .

و فهد مسك الشخص و نزل ضر*ب في وشه و مسكه من دقنه جامد و قال بشر و صوت عالي : قسمآ بالله لو مقولتش الحقنة دي بتاعت اي و مالك فين أنا هفصل رقبتك عن جسمك و مش هخلي حد يعرف يلم جثتك أنطق ، و فين مالك ؟؟ .

الشخص بخوف : م..مالك ضرغام أداله س*م ، و الحقنة دي مادة هتبطل مفعول الس*م ، بس لازم ياخدها بسرعة ، هو هيغمي عليه بعد ما ياخد الس*م و لازم ياخد الحقنة عشان يعيش ، و لو ملحقتوش تدوله الحقنة هيموت ، و مكانه في ال ****** .

فهد أتعصب عليه أكتر و أداله ضر*به في وشه جامد خلته أغمي عليه ، و جري هو و أحمد و عبد الرحمن عشان يلحقوا ، و لما وصلوا المكان و دخلوا عليه لاقوه فعلاً مغمي عليه .


Salma Elsayed Etman .,


باك في الوقت الحالي .


فهد عدله و قال بدموع : مالك ، مالك يا حبيبي و الله أحنا جينا .

أحمد عيط و أداله الحقنة فوراً !!! ، و قال بخوف : هيعيش صح ؟؟ ، هيعيش يا فهد ؟؟ ، بوقه بينزف ، جسمه متلج يا فهد .

في اللحظة دي دخل ظابط بلهفة و قال : عبد الرحمن بسرعة المبني فاضله سبع دقايق و ينفجر .

فهد و أحمد مكنش هاممهم كلام الظابط و كان كُل تركيزهم مع مالك ، عبد الرحمن قال بلهفة و قلق : يله يا فهد خُد مالك أنت و أحمد و أطلع برا المبني بسرعة .

فهد هز راسه بالإيجاب و قال : أحمد يله أخرج بيه أنت و أنا هساعدك .

عبد الرحمن : و أنت ؟؟ .

فهد : أنا و أنت لازم نقبض علي ضرغام .

عبد الرحمن بزعيق : يا فهد يله المبني هينف*جر ، أخرج بيه مع أحمد يله .

فهد كان رافض لكن لاقي فعلاً المسافة كبيرة و أحمد مش هيعرف يخرج ب مالك لوحده و إن قدر ف مش هيلحق في ٧ دقايق و خصوصًا إن مالك مغمي عليه و مش هيقاوم مع أحمد في الخروج !! .

فهد وافق بعد قلق و صعوبة و رفع مالك هو و أحمد عشان يخرجوا بيه من المبني ، و عبد الرحمن و الظابط الي معاه و كذا واحد في المبني كان بيدوروا علي ضرغام قبل ما يخرجوا ، و أتفرقوا في الأماكن و ملقوش ضرغام !!!! ، الظباط خرجت و عبد الرحمن كان لسه جوا و هو خارج قابله أتنين أشتبكوا معاه و عطلوه عن الخروج ، ق*تل واحد منهم و التاني أصابه جامد ، و بص في ساعته لاقي فاضل دقيقة علي التف*جير ، جري جامد و هو بيردد و بيقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .


في الوقت دا كان فهد خرج هو و أحمد ب مالك و المكان برا كان أتملي بالبوليس و العساكر ، راحوا بيه علي عربية الإسعاف و كل دا بحركات سريعة ، و فهد بص حواليه نظرات سريعة لاقي كل الظباط برا إلا عبد الرحمن !! ، ساب مالك و أحمد و جري لكن أحمد مسكه و قاله بزعيق : أنت رايح فين المبني هينف*جر .

فهد زق أحمد بعيد عنه و قال بزعيق : أوعي سبني أنا لازم أدخله .

و جري علي المبني و قبل ما يدخل المبني أتف*جر تف*جير قوي و ضخم جداً !!! ، الكل كان واقف مذهول من منظر التف*جير !!! ، القائد قرب من المبني و وقف جنب فهد و هو بيبص علي فريقه الي كان كله موجود بالكامل إلا عبد الرحمن !! ، و الظابط الي كان مع عبد الرحمن قال بذهول : عبد الرحمن مخرجش !!! .

فهد كان باصص للمبني بصدمة و دموعه بتنزل من عيونه ، و النص المبني أتهد !! .

أحمد عيونه دمعت و غمض عيونه بوجع و بعدها فتحها و بص ل مالك و ركب جانبه بيأس و هو عارف إن عبد الرحمن أستُشهد !! ، الوضع كان صعب جدآ في اللحظة دي ، عربية الإسعاف مشيت ب مالك و أحمد كان معاه ، أما فهد ف فضل في موقع الحادث ، و فضلوا لحد الصبح موجودين ، و علي الضُهر كانوا طلعوا كل الي ماتوا جوا ، كانوا خرجوا ٥ أكياس جثث جواها أشلاء !!! ، فهد كان واقف قدام الأكياس و دموعه مش مفارقه عيونه و القائد كان واقف جانبه ، و فهد قال بدموع غزيرة و صدمة : واحد من دول عبد الرحمن ، واحد من دول صاحب عمري .

القائد دمع و قال بحزن : الله يرحمه ، دا شهيد يا فهد ، يعني لينا الفخر .

فهد فجأة انهار من العياط و كان هيقع علي ركبه و القائد مسكه و قال بحزن و ثبات : لاء يا فهد ، أنا مش عاوز أشوف حد فيكوا بينهار ، عاوزكوا كلكوا واقفين علي رجليكوا .

فهد بعياط و حزن : هقول اي لأهله ، هقول اي ل ميرنا لما تسألني عنه ، أنا هعيش ازاي و أنا كانت روحي فيه .


فهد فجأة انهار من العياط و كان هيقع علي ركبه و القائد قال بحزن و ثبات : لاء يا فهد ، أنا مش عاوز أشوف حد فيكوا بينهار ، عاوزكوا كلكوا واقفين علي رجليكوا .

فهد بعياط و حزن : هقول اي لأهله ، هقول اي ل ميرنا لما تسألني عنه ، أنا هعيش ازاي و أنا كانت روحي فيه .

القائد بدموع : هتعيش يا فهد ، و أنت راسك مرفوعة ، مع كل واحد بيروح مننا لازم نبقي مرفوعين الراس .

فهد قال بعياط و بدون وعي : أنا السبب ، أنا السبب في موته ، لولا أنا عبد الرحمن مكنش مات .

القائد مفهمش قصد و مجاش في دماغه أي تخمين و كل الي فهمه إن الكلام دا من الحزن مش أكتر رد و قال : لاء يا فهد و الله مش أنت ، دي كانت مهمة و دا أجله .

فهد ذاد في عياطه و هز راسه بالنفي .


و بعد فترة من الوقت فهد مشي لكن مراحش علي المستشفى الي فيها مالك ، راح علي البيت علطول ، كان عامل زي المجنون ، كان زي ما يكون فقد عقله من كتر الحزن و الإحساس بالذنب ، طلع علي أوضته و كانت كيان مستنياه ، أول ما شافته جريت عليه بخضة و حضنته و قالت : فهد الحمد لله إنك بخير ، كنت هموت من الرعب عليك لما لاقيتك مش بترد علي التليفون ، مالك يا فهد بتعيط ليه ؟؟ ، مالك كويس و الله العظيم لحقوه في المستشفي .

فهد بعياط : عبد الرحمن مات يا كيان في الإنف*جار .

كيان شهقت بصدمة و عيونها دمعت فورآ ، و كمل فهد كلامه و قال بعياط شديد و قهرة : أنا السبب و الله أنا السبب ، أنا كنت بحمي مالك و أحمد طول السنيين دي و كنت بكدب عليه عشان ميتقبضش عليهم ، و لما خدوا مالك كان بسبب شغله و عبد الرحمن جه معايا ينقذه ، كلنا طلعنا بخير إلا هو ، مات بسببي .

كيان كانت بصاله بصدمة و هو بيتكلم و دموعها بتنزل من عيونها ، فهد مكنش قادر يقف على رجليه و حس بجسمه كله كأنه مبقاش فيه أعصاب ، كان بيقع بين إيديها لحد ما قعد علي الأرض و صوت عياطه كان كفيل يعبر عن حزنه ، كيان حضنته و خدت راسه في حضنها و عيطت و هو قال بعياط : لو كان خرج معايا مكنش مات ، لو مكنش قاعد معايا وقت ما سمعت الخبر عن مالك مكنش جه و مكنش هيموت ، كله بسببي ، أنا الي ضيعته ، هو مكنش ليه دعوة بأي حاجة ، دي كانت مواضيعنا أحنا و أحنا الي كنا المفروض ندفع تمنها مش هو .

كيان كانت بتحاول تبقي متماسكة قدامه و قالت : يا فهد دا قضاء و قدر ، دا عمره ، و لو مكنش مات بسبب الإنف*جار كان هيموت لأي سبب تاني .

في اللحظة دي ميرنا رنت علي فهد ، و فهد شاف رقمها و قال بحزن و صدمة و دموعه علي خده : هقولها اي لما تسألني عنه !!! ، أكيد بترن عليه من بدري عشان كده رنت تسألني عنه ، هقولها خطيبك مات !! ، هقولها أتف*جر بسبب ولاد عمك !!! .

كيان بعياط : يا فهد أنتو ملكوش دعوة ب موته و الله ، متحملش نفسك ذنب مش ذنبك .

Salma Elsayed Etman.

( عاوزة أوضح نقطة البعض فهمها غلط ، في البارت الي فات لما قولت فاضل علي الإنف*جار ٧ دقايق و عبد الرحمن قال مش هيخرج غير لما يقبض علي ضرغام ، كان القصد إنه مش هيتكفل بالقبض عليه طول ال ٧ دقايق ، لأن مفيش واقع بيقول إن حد يقبض علي حد في ٧ دقايق ، لكن القصد إن عبد الرحمن و صحابه كون دي وظيفتهم و شغلهم ف بيستغلوا كل ثانية ، و هما خصصوا جزء من ال ٧ دقايق إنهم يشوفوا أماكن معينة سريعاً إحتمال يكون ضرغام لسه فيها و مخرجش من المبني ، إحتمال !!! ، لكن مش إنهم يقبضوا علي ضرغام و رجالته في ٧ دقايق ) .


في الصعيد .


ميرنا بضيق : أفففففف .

مامت ميرنا : في اي يبنتي مالك ؟؟ .

ميرنا : برن علي عبد الرحمن من إمبارح و مبيردش ، و لا حتي أحمد بيرد و لا زين و دلوقتي برن علي فهد هو كمان مبيردش ، دا حتي مالك الي تليفونه مبيفارقهوش لحظة مغلق ، أنا بجد مش عارفه عبد الرحمن من إمبارح مرنش عليا ليه دا أول مرة يعملها .

مامت ميرنا : يبنتي يمكن مشغول و لا حاجة .

ميرنا : يا ماما مشغول اي انهارده أجازته من الشركة أصلآ .

مامت ميرنا : طب أهدي ممكن تكون في حاجة في تليفونه و بعدها هيكلمك .

ميرنا : طب و تليفونات ولاد عمي كمان بايظة !! .

مامت ميرنا : يبنتي الله يهديكي أهدي و ذاكري بقا متقلقيش ، أنتي إمتحانك بكرة .

ميرنا بقلق : طب معلش ممكن ترني علي مرات عمي تسأل فهد ، فهد صاحبه و مبيسبهوش خالص .

مامت ميرنا بتنهد : حاضر ، أقعدي طيب ذاكري أنتي و أنا هكلمها و هجيلك .

ميرنا : طيب .

و لما مامتها خرجت مسكت تليفونها و فتحته و لما شافته صورتها هي و هو خلفية هي حطاها علي تليفونها أبتسمت و طلعت رقمه و رنت تاني و أداها مغلق ، تأففت بضيق و قالت : بس أما أشوف وشك يا عبد الرحمن و الله لوريك علي قلقي دا .

مامتها راحت أوضتها و لاقت يحيي جوزها قاعد حزين و بيعيط ، أتخضت و قفلت الباب و قالت : مالك يا يحيي في اي ؟؟ .

يحيي بدموع : ميرنا فين ؟؟ .

مامت ميرنا بخضة : في أوضتها بتذاكر ، اي الي حصل في اي ؟؟ .

يحيي بعياط : مالك ابن اختي أتس*مم إمبارح يا نجوي ، الواد كان هيموت ، و عبد الرحمن مات .

نجوي صرخت و قالت بعياط : يالهوي ، مات ازاي يا يحيي ، مات ازاي ؟؟ .

ميرنا سمعت صوت مامتها ف أتخضت و قامت من علي مكتبها بسرعة و دخلت أوضة مامتها و باباها و قالت بخوف : في اي يا ماما مالك ؟؟ ، اي يا بابا بتعيط ليه ؟؟؟ .

نجوي كانت عمالة تعيط و يحيي مكنش عارف هيقول الخبر دا لبنته ازاي !!!! ، لكن مكنش فيه مفر من الموقف وقال و هو بيمسكها : عبد الرحمن .

ميرنا أزدرءت ريقها بصعوبة و قالت : م...ماله ؟! .

يحيي سكت لحظات بيستجمع نفسه و بعدها قال بتماسك : عبد الرحمن توفي إمبارح يا ميرنا .

و دي مكنتش صدمة بس بالنسبة لميرنا ، دي كانت أقوي صدمة خدتها في حياتها ، أكبر حزن دخل قلبها ، عقلها مجمعش الجملة في ساعتها ، كانت بصاله بذهول و وشها أتخ*طف في لحظة و بتقول : لا لا ، لاء يا بابا لاء ، لاء أكيد فيه حاجة غلط ، لاء مستحيل و الله لاء .

يحيي عيط و ميرنا فجأة صرخت جامد و هي بتعيط بأقوي ما عندها و بتقول : لاء يا بابا ، عشان خاطري قولي إنه مش صح ، عبد الرحمن لاء يا بابا .

نجوي خدتها في حضنها جامد و ميرنا انهارت في حضنها و حالتها كانت صعبة جداً و مكنتش تتوصف ، في لحظة الدنيا أسودت في وشها ، الموت خ*طف منها حُبها الوحيد ، أول واحد فتحت قلبها ليه ، أول واحد طمنها و أول واحد كان حنيين عليها من بعد أهلها ، كانت مصدومة و مش مصدقة إنه في غمضة عين راح منها و مش هتشوفه تاني .

كانت مصممة تنزل القاهرة و مكنش في دماغها أي حاجة تانية غير عبد الرحمن ، نسيت إمتحاناتها بكل الدنيا ، نزلوا القاهرة و وصلوا تاني يوم ، كانوا كلهم مع مالك في المستشفي ، مالك كان نايم مفاقش لسه و المحاليل متعلقة ليه و الدكاترة بيدوه علاج يخرج أي آثار س*م من جسمه ، و سها كانت متدمرة بمعني الكلمة ، قاعدة جنب مالك طول الوقت و مش قادرة تسيبه لحظة ، هي كانت عارفة و متأكدة إن نهاية طريقه وجع قلب ، لكن ربنا سترها المرة دي ، لكن المرة الجاية !!!! .


Salma Elsayed Etman .


فهد و زين و أحمد و عبد الله و رجالة العيلة كانوا مع أهل عبد الرحمن لما خدوا خبر موته ، مامت عبد الرحمن حضنت فهد جامد و هي بتعيط و بتقول بقهرة : كان بيحبك أوي يا فهد ، كان بيحبك أوي يا ابني ، و أنا كنت بحبه ، مكنش ليا غيره ، كان ابني و أخويا و حبيبي و كل ما أملك .

فهد دموعه كانت بتنزل في صمت و حاضنها و ساكت ، مكنش قادر يتكلم ، مكنش عنده كلام يقوله ، زين قرب منهم و قال بدموع و هو بياخدها من فهد و بيبوس إيديها و قال : أحنا عيالك ، أحنا مش هنسيبك لحظة و الله ، عبد الرحمن و الله كان أخونا ، دخل بينا بسرعة و حبيناه كأنه من دمنا ، و إن شاء الله حقه هيرجع ، مفيش حاجة بتعوض فقدان الابن لكن و الله أحنا كمان عيالك و أعتبرينا زيه .

مامته عيطت أكتر و زين حضنها و دموعه نزلت .

أحمد مقدرش يقف و يشوفها بالحالة دي خرج برا و فضل يعيط و عبد الله خرجله ، و أحمد قال : مكنش ليها غيره يا عبدالله ، أبو عبد الرحمن متوفي من زمان و عبد الرحمن معندوش أخوات و أهل أمه كلهم بعاد عنها ، و فقدت ابنها الوحيد .

عبد الله بحزن : ربنا هيصبرها والله يا أحمد و هيكون في عونها أهدي ، ربنا يرحمه يارب و يغفر له .


أما ميرنا كانت في البيت و راح عليها إمتحانها لكن مكنتش فكراه أساسآ ، كانت ساكتة و بتعيط في صمت و صدمة ، قعدت جانبها كيان و حطت إيديها علي خد ميرنا بحنان و ميرنا غمضت عيونها و نزلت دموعها بغزارة و قالت بإبتسامة و صدمة : كنت بحبه جدآ يا كيان ، أول راجل يدخل حياتي من بعد أبويا و أخويا ، كان بيخاف عليا كأني بنته ، كان بيزعقلي لما أهمل مذاكرتي كأنه أبويا ، في مرة كان قاعد معايا بليل ، كان الجو برد أوي ، و المطر بينزل ، و الدنيا هادية فوق الوصف ، كان بيحكيلي ازاي حبني ، و ازاي عاوز يبني حياته كلها معايا ، نظرات عيونه ليا و الحب الي باين فيها كان بيوديني عالم تاني ، حتي خناقتنا سوي كان ليها وضع مختلف ، كنا بنتخانق و أبقي عارفة إنه هيصالحني و مش هيبقي قاسي عليا حتي لو أنا الي غلطانة ، متخيلتش إني هتحرم منه بسرعة كده .

كيان دموعها نزلت و خدتها في حضنها و غمضت عيونها و قالت : ربنا يرحمه يا ميرنا ، إن شاء الله ربنا هيصبرك و هتعدي من الأزمة دي علي خير ، و أنا معاكي و مش هسيبك لحظة .


و بعد ٣ أيام من الصمت و الحزن التام ظهرت نتيجة تحاليل الأشلاء و الي طلع جزء منها مطابق لجسم عبد الرحمن !!! ، و مالك كان خرج من المستشفى بعد معالجة أثار التس*مم ، و كان حزين جداً علي عبد الرحمن لما عرف الي حصل كله ، و جه يوم الجنازة ، الكل كان في وضع صعب ، و أكتر تلاتة كان الحزن باين في عيونهم و القهرة في قلبهم فهد و مامت عبد الرحمن و ميرنا ، الجنازة كانت مليانة ظباط و بعض أفراد الجيش و القادة ، و بعد ما مراسم الجنازة خلصت أهل عبد الرحمن خدوا أمه و مشيوا ، أما فهد كان جنب قبره و الدموع مش مفارقاه لحظة ، قربت منه ميرنا و قالت بحزن و دموع : أنت كنت عارف إنه ظابط من قبل ما يتقدملي يا فهد ؟؟ .

فهد كان باصص علي اسم عبد الرحمن المكتوب قدامه و هز راسه بالإيجاب في صمت ، و ميرنا دموعها نزلت بغزارة و صمت ، زين قرب منها و حاوط كتفها بدراعه و قال : يله يا ميرنا .

زين خد أخته و مشيوا ، و فهد و مالك و أحمد و كيان و سها و ندي كانوا واقفين عند القبر ، فهد الوحيد الي كان بيعيط في صمت ، دموعه بتنزل في صمت ، نظرات عيونه مش مفهومة ، مكنش قادر يسمع أي كلمة من حد حتي أقرب الناس ليه ، إحساسه بالذنب كان محطمه رغم إنه معملش حاجة ، مش قادر يستوعب إن عبد الرحمن مبقاش موجود معاه في الدنيا ، و إن أشلائه مدفونة قدامه !!! ، كيان مسكته من إيده و قالت بدموع : يله يا فهد .

لكن فهد مردش عليها و مكنش باصص غير علي اسم عبد الرحمن ، كيان بصتلهم و مالك أتنهد بهدوء و وقف قدامه و قاله : عارف إن الوضع صعب جداً بس يا فه.............. .

قاطعه فهد و هو بيقول : مش عاوز أسمع حاجة يا مالك ، الحكاية خلاص أنتهت ، نهايتها بقت واضحة ، راح مني واحد ملوش علاقة بأي حاجة ، الي دفع التمن واحد ملوش أي صلة بلي حصل ، روح يا مالك أنت و أحمد و أرتاحوا ، كنت قولتلكوا قبل كده عن موضوع هويات المجر*مين المتوفية الي هظهرها كأنهم هما المجهولين ، و بالفعل نفذت وعدي ليكوا ، و الوضع دلوقتي مبقاش مشكوك فيه ، إمبارح البوليس أكتشف الهويات و عرفوا إنهم المجهولين و لما عملوا تحريات عنهم إكتشفوا إنهم ماتوا نتيجة حادثة قضاء و قدر .

أحمد كان متفاجأ و قال : أنت عملت كده ازاي ؟؟ .

فهد : محدش يسألني أنا عملت كده ازاي ، المهم إني عملت و حميت حياتكوا ، (بص ل مالك و أحمد بنظرة حادة و عيونه محمرة و دموعه علي خده و قال ) و من اللحظة دي تنسوا تجارة السلاح نهائياً ، أقسم بالله ، أقسم بالله ، لو فضلتوا في الي أنتو فيه و مبعدتوش عن الطريق دا أنا الي هبلغ عنكوا بنفسي ، أنا الي هحطكوا في السجن بإيدي .

كيان بصتله و ضغطت علي إيده عشان يسكت لأن كلامه قاله بشدة و بنظرات حاده ، أحمد و مالك أضايقوا من كلامه و الي لأول مرة يقوله ، أحمد عذر فهد لأن حزنه كبير و يمكن ميكونش واعي للي بيقوله ، بص ل فهد و خد ندي و سابهم و مشي ، أما مالك هو كمان عذره لكن رد عليه بضيق و قال : أحنا فعلاً هنبعد عن تجارة السلاح ، بس مش عشان أحنا خايفين منك و من تهديدك ، أحنا هنبعد عشان كفاية كده ، عشان عرفنا إننا ماشيين في طريق غلط ، عشان قدرنا تعبك و ضغطك و حمايتك لينا من السجن طول السنيين دي ، عشان عاوزين نعيش حياة نضيفة ، و ياريت تخلي بالك من طريقتك يا فهد .

سها بصت ل مالك لأنها معجبهاش آخر جملة هو قالها ، و مالك خدها و مشي ، و لما طلعوا برا قالتله : مكنش لازم تقوله كده يا مالك ، أنت عارف إنه في وقت صعب و المفروض محدش يعتب عليه في أي حاجة هيقولها .

مالك أضايق من نفسه و قال بإنفعال : معرفش بقا يا سها أهو الي قولته و خلاص ، بس كلامه صعب حسسني إننا تحت إيده و حسيت إنه جه علي كرامتنا .

سها : لاء و الله يا مالك هو مش قصده كده ، هو و الله عشان موت عبد الرحمن جه علي غفلة و مآثر عليه مش أكتر ، هو بس عشان مش قادر يستوعب إن صاحبه مات بسبب حاجة زي كده .

مالك أفتكر عبد الرحمن و بص للمقابر و عيونه دمعت لكن منعها تنزل و فتح باب عربيته ركبها و سها ركبت جانبه و مشيوا .


فهد قعد قدام القبر و بحالة حزن صعبة ، كلهم كانوا زعلانيين لكن فهد هو الي كان صاحب عبد الرحمن في كل حاجة ، هو الي هيحس بغيابه مش هما ، و قال بدموع و قهرة و صوت مهزوز : كان نفسي تبقي معايا أكتر من كده ، مكنش ليا غيرك ، كان المفروض أنا الي أموت مش أنت يا عبد الرحمن ، دول كانوا أعدائي أنا ، دي كانت مشاكلي أنا مش أنت ، أنت الي دفعت التمن .

و عيط بعد ما قال كده ، كيان حضنته و كان قلبها واجعها عليه جدآ ، لكن مكنش في إيديها حاجة غير إنها تبقي جانبه و تهون عليه لحد ما يعدي من المحنة دي ، كيان مسكته و هو قام معاهم و بعد ما خرجوا من المقابر و ركب العربية و قبل ما يتحرك بيها جاله تليفون و .................. .

يتبع........... .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .

(البارت الي جاي هيبقي الي قبل الأخير أو الأخير) ♥️ .العشق و الآلام " البارت ٣٠ " 🦋 . (البارت الي قبل الأخير) .


كيان مسكته و هو قام معاها و بعد ما خرجوا من المقابر و ركب العربية و قبل ما يتحرك بيها جاله تليفون ، و لما بص علي الاسم لاقاه زميل ليه من الظباط اسمه عمرو ، ف نزل من العربية تاني و بعِد شوية عن العربية تحت نظرات إستغراب كيان ، و رد و قال : ألو .

عمرو : تم القبض عليه ، و هو دلوقتي زي الكل*ب قاعد في التحقيقات .

فهد فرح من جواه و قال : كويس ، كنت واثق فيكوا ، ساعتين و هكون عندك .

عمرو : تمام ، أنا خاطرت و عملت زي ما قولتلي ، محدش هيدخل التحقيق قبلك ، مع إن دا مش قانوني بس أنا مشيت الدنيا .

فهد : شكراً يا عمرو ، أنت خدمتني ، مع السلامة .

عمرو : سلام .

و لما فهد رجع للعربية تاني فتح بابها و ركب و قال : هوصلك البيت و هروح مشوار و جاي علطول .

كيان : مشوار اي ؟؟ .

فهد : شغل .

كيان بعقد حاجبيها : بس إنهارده أجازتك ، و بعد تعب اليوم دا كله أنت لازم ترتاح .

فهد بضيق : كيان معلش مش عاوز أتكلم كتير ، جالي شغل مُفاجأ هخلصه و هرجع علطول .

كيان أتنهدت بضيق و بصت قدامها و سكتت ، و طول الطريق محدش فيهم أتكلم ، و لما وصلوا البيت قبل ما تنزل من العربية قالت : فهد عاوزة أسألك سؤال ؟؟ .

فهد : أسألي .

كيان بإستغراب : هو ازاي أنت قولت ل مالك و أحمد إنهم لو فضلوا في طريق تجارة السلاح أنت الي هتقبض عليهم بنفسك و هتحطهم في السجن بإيدك ، و أنت أصلآ تاجر زيهم ؟! .

فهد بصلها و فضل ساكت و أستوعب فعلآ هو ازاي قال كده !!! ، من حزنه و صدمته و غيظه من الي حصل مكنتش واعي هو بيقول اي !!! ، رد بكل ثبات و قال : عادي يا كيان ، كان قصدي ساعتها إن أنا الي هبلغ عنهم و هبقي السبب في إنهم يتسجنوا .

كيان بشك : أومال ليه مالك أضايق أوي و أنت كنت بتتكلم بثقة زيادة .

فهد أعصابه فلتت منه و قال بإنفعال : ذلة لسان يا كيان ، خاني التعبير ياستي ، هو تحقيق و خلاص .

كيان بإستغراب : أنت بتزعق ليه دلوقتي ؟؟ .

فهد بزعيق : عشان أسئلتك غريبة جداً ، عوزاني أرد عليكي أقولك اي .

كيان بضيق : متقولش حاجة خلاص مش عاوزة أسمع أي حاجة ، أنا نازلة .

نزلت من العربية و رزعت الباب و دخلت البيت ، و فهد مسك دماغه بتعب و ألم و حس عيونه رؤيتها ضعفت ، سند راسه علي دريكسيون العربية و قال : يارب ، هون عليا ، أحميني من نفسي .

رفع راسه و أتنهد و حرك دريكسيون العربية و مشي .


Salma Elsayed Etman .


سها و مالك كانوا في أوضتهم و بعد ما غيروا و قعدوا سها قربت من مالك و قالتله : نتيجة التحاليل هتطلع بكرة .

مالك : أيوه فاكر ، المعمل كلمني ، قالي إنها هتبقي موجودة الساعة تلاتة .

سها بقلق : مالك أنا خايفة .

مالك بهدوء : خوفك ملوش داعي علي فكرة ، الحمل أتأخر شوية و دا طبيعي عادي مش شرط يحصل بسرعة ، و أحنا عملنا التحاليل عشان نطمن بس مش أكتر .

سها دمعت و قالت بخوف : طب لو ظهر فيها حاجة وحشة ، يعني مثلاً أنا طلعت مبخلفش ، هتسبني ؟؟ .

مالك مسك وشها بين كفوف إيديه و قال : هو أنتي ليه بتفكري في الوحش ، مش أنا قولتلك إن التحاليل دي أحنا عملناها عشان نطمن بس مش أكتر ، و لنفرض بعد الشر إن فيه حاجة وحشة ، أشمعنا تكون منك ما يمكن أنا الي أطلع مبخلفش ، و بعدين سواء أنا أو أنتي هي هتفرق يعني !!! ، هل هسيبك مثلآ ؟! ، أو أنتي هتسبيني ؟! .

سها دموعها نزلت و قالت بقلق : أنت مش فاهم خوفي ، يا مالك أنت صعيدي ، لو أنت مُتحضر و مُتعلم ف أهلك هيبقوا بنفس عقلية أبهاتهُم و أجدادهُم و هيجبروك تتجوز عشان تجيب ولد يشيل اسمك .

مالك ضحك بهدوء وسط تعبه و قال : و اي الي يضمن بقا إن الي هتجوزها بعدك دي تجبلي الولد !!! ، اي الي يضمن إنها تخلف أصلآ !!! ، و بعدين محدش ليه دعوة ، دي حياتي أنا و أنتي لوحدنا ، مش هقولك إنهم هيسكتوا لاء دول هيقلبوا الدنيا بس و لا يفرق معايا لأني عاوزك أنتي و بس ، و ياستي ليه الفال الوحش دا أنا عمال أقولك من الصبح إن دي تحاليل عشان نطمن بس ، و ليه جايبة التعب فيكي أنتي ، أنتي عبيطة يا سها !! .

خدها في حضنه و إيده علي شعرها و التانية علي ضهرها و ضمها ليه بقلق من نتيجة التحاليل ، هو طمنها و حاول يزيل قلقها لكن من جواه لا يقل عن خوفها .

قبلها من وجنتيها و قال : يله ننام شوية ، عشان حاسس إني تعبان و مرهق و عاوز أرتاح .

سها مسحت دموعها و هزت راسها بالإيجاب و هي بتبتسم .


كيان كانت في أوضتها و مامتها قاعدة معاها و قالت : مالك يا كيان ؟؟؟ .

كيان : مفيش .

مامت كيان : لاء فيه ، شكلك مش عاجبني ، هو أنا مش عرفاكي يعني .

كيان سكتت لحظات و بعدها قالت بزعل : فهد يا ماما ، متغير أوي ، حاسة إنه بقا طول الوقت مهموم و مُشتت ، حاسه إنه تايهه و مش عارفة اي السبب ، و معظم الوقت بقا ينفعل بسرعة ، حاسة صبره قل مبقاش زي الأول .

مامت كيان : يا حبيبتي معاه حق ، جوزك آخر فترة دي كان مهدود حيله ، الي حصل في الشغل و الخناقات الي بتحصل مع العيلة دايمآ و الي حصل ل مالك و آخرهم موت صاحبه المقرب ، عوزاه يعمل اي يعني !! ، مفيش بني آدم بيفضل علي حاله يبنتي ، الضغوطات و الهموم و الحزن بيتعبوا أوي و بيغيروا ، بس مش تغير دايم لاء يا روح قلبي دا تغير مؤقت و الله لحد ما ربنا ينزل صبره و الأوضاع تهدي و هيرجع زي الأول ، و أنتي واجبك تستحمليه طالما مبيغلطش فيكي و لا بيهينك ، و تقفي جانبه في أوقاته الصعبة ، يمكن يتعصب عليكي في مرة و يمكن يزعق بس دا هيبقي غصب عنه ، و أنتي و هو بتحبوا بعض و متفاهمين ف متخافيش ، و بعدين دا فهد مفيش أحن منه عليكي .

كيان أبتسمت بدموع و قالت : دي حقيقة يا ماما .

مامت كيان بإبتسامة : ربنا يسعدكوا يبنتي و يرزقكوا بالذرية الصالحة .

كيان بتنهد : يارب .

مامت كيان : كيان هسألك سؤال ، أنتو مش متابعين مع دكتور و لا حاجة عشان تأخر الحمل دا ؟؟ .

كيان : لاء .

مامت كيان : طب ليه ؟؟ .

كيان بتوتر : ما هو ، ما هو مفيش حاجة حصلت أصلآ .

مامت كيان بخضة : نعم !! ، أنتي أتجننتي ، دا أنتو بقالكوا فترة كبيرة متجوزين و تقوليلي محصلش حاجة ، اي يا كيان في اي ؟؟ ، أنتي مجنونة ؟! ، طب في الأول كنتي لسه خايفة من البيت و عندك رهبة من حياتك الجديدة و متوترة طب دلوقتي اي ؟؟ .

كيان بضيق : يا ماما أسمعيني و الله العظيم مش قصدي ، في الأول ماشي كنت كده بس لما أبتديت أهدي كانت الأوضاع ساءت في البيت و المشاكل بقت كتيرة و فهد طول الوقت برا و تعبان و مضغوط زي ما أنتي شايفة ، و المصايب جت ورا بعضها مفيش فاصل ، و الله الظروف الي مش سامحة مش أكتر .

مامت كيان بتنهد : صبرني يارب صبرني ، أنا مش عارفة أقولك اي بس أنا خايفة الحوار دا يتقلب عليكي بالضد ، و أنتي فهماني يا كيان ، مفيش هزار في الحاجات دي .

كيان بصت جانبها علي صورتها هي و فهد المحطوطة علي الكومود و قالت : فاهمة يا ماما .


Salma Elsayed Etman .


و بعد وقت كان فهد وصل مقر التحقيقات ، و دخل المبني ، و لما وصل للأوضة عمرو وقفه و قال : سيب كل حاجة و أنت داخل .

فهد : أكيد مش هقت*له جوا يعني .

عمرو : معلش يا فهد دي قوانيين و أنت عارف .

فهد : عارف .

فهد طلع كل حاجة معاه سابها برا و دخل ، و كان الي قاعد جوا ضرغام !!!! ، ضرغام أول ما شاف فهد أتصدم لأن كل معرفته إن فهد تاجر سلاح ، فهد قعد قدامه و قال بهدوء : مُفاجأة صح !! ، و قبل ما نبدأ في أي تفاصيل ، طبعآ أنت عارف إني البشمهندس فهد ، و أحياناً بيتقالي فهد بيه نظراً لتجارتي للسلاح ، لكن عمرك ما تخيلت إني أكون قاعد في تحقيقك الي هيجبلك إعد*ام ، و طبعآ لو أنت لماح ف يعرفك إني كنت مجهول هوية الوظيفة دي ، و أكيد أنت سيد العارفين بمجهولين الهوية ، يعني المفروض محدش يعرفني ، و معني إنك عرفتني لاء و أنا كمان الي خلاتك تعرفني ف دا يثبتلك إنك مش هتقدر تقول لحد أو أي حد في الدنيا دي كلها يعرف بسببك ، و طبعآ أنت عارف إن دا معناه إنك مش هتخرج من هنا ، و أكيد عدم خروجك من هنا يعني نهايتك هنا ، أظن الرسالة وصلت .

ضرغام بغيظ : أنا اه مقدرتش أقت*لك يا ابن الألفي ، و إنك نفدت من إنف*جار المبني ، بس يكفيني إني حرقت قلبكوا علي موت واحد منكوا ، يكفيني إني قت*لت مالك قا*تل ابني .

فهد ضحك جامد و قال : مش معقول يا ضرغام ، طب خد المُفاجأ يا أبو يوسف ، مالك الي أنت فرحان بموته دا كان لسه واقف بيتكلم معايا الصبح ، اه و الله زي ما بقولك كده ، أصل ربنا أراد إنه ينجيه من الموت ، و مالك عايش ، و أنت الي هتموت .

ضرغام أتصدم و قال بذهول : لا لا لا ، لاء مستحيل ، مستحيل دا يحصل ، (كمل بعصبية و إيده متقيدة في الترابيزة و كان عامل زي المجنون) لااااااااااااااء ، مستحيل ، أكيد أنت بتكدب ، مالك مات ، أنا سبته روحه بتطلع .

فهد ببرود : تحب أسمعك صوته عشان تصدق ، خلاص يا ضرغام دي نهايتك و نهاية شرك أنت و أمثالك .

ضرغام قرب بوشه و قال بغيظ و وشه محمر : ماشي يا فهد ماشي ، بس بردو حرقت قلوبكوا ، مش بردو الظابط الي اسمه عبد الرحمن مات ، (كمل بضحك و قال ) عرفت إنه خرج أشلاء من المبني ، يا حرام أكيد كان في صعوبة في دفنته لأنها أشلاء مش جثة و ........... .

فهد مستحملش الكلام و فجأة قام ضر*به في وشه جامد و مسكه من رقبته بيخنقه و قال بشر و صوت عالي : دا مامتش يا ******** دا أستُشهد ، عارف دا مكانه في الجنة دلوقتي ، و هيجي زيه ألف واحد ، الي زي عبد الرحمن مبيخلصوش يا ******* ، أما أنت مش هيجي زيك حيوان حتي ، و مصيرك جُهنم ، الي مات دا شهيد و الكل هيتكلم عنه ، أما أنت الزبا*لة ليها قيمة عنك ، و محدش هيفتكرك حتي بالرحمة .

ضرغام كان بيتخنق و مش قادر ينطق و دخل عمرو بسرعة و جري عليهم و قال بزعيق : بس يا فهد سيبه .

لكن فهد كان باصص ل ضرغام بشر و غيظ و بيقوي قبضة إيده علي رقبة ضرغام و مش منتبه لكلام عمرو .

عمرو كان بيحاول يبعد فهد عن ضرغام و قال : يا فهد أوعي سيبه هيموت في إيدك و هتتسجن ، سيبه بقا دي مخالفة للقانون .

فهد بعد لحظات سابه و هو بينهج و ضرغام وشه كان أحمر جدآ و فضل يكح بشدة ، و فهد بصله بإشمئزاز و بصق في وشه و خرج .


نفس اليوم بليل ميرنا كانت قاعدة في أوضتها سرحانة و دموعها علي خدها ، و زين أخوها كان قاعد معاها ، و بعدها دخل أحمد بهدوء و قفل الباب وراه ، و قعد معاهم ، و بص ل ميرنا و قال بزعل : أنا شايف الأكل زي ما هو يعني ، أنتي مكلتيش ليه ؟؟ .

ميرنا بحزن : مش جعانة .

زين بصله و رجع بصلها و قال : علي فكرة أنا و أحمد مكلناش من الصبح و هنموت من الجوع ، تعالي ناكل سوي أنتي عارفة إننا بنحب ناكل كلنا سوي .

ميرنا مردتش عليه و فضلت ساكتة شوية و بعدها قامت ، فتحت الدولاب بتاعها طلعت منه طرحة ، زين و أحمد أستغربوا هي بتعمل اي لكن فضلوا ساكتين ، و وقفت قدام المرايا و حطت الطرحة علي راسها و لفتها كويس و دموعها بتنزل من عيونها .

زين : بتعملي اي يا ميرنا ؟؟ .

ميرنا بحزن و دموع : عبد الرحمن جابلي الطرحة دي مع فستان يوم عيد ميلادي الي فات ، و قالي إنه نفسه إني أتحجب ، و أنا قولتله حاضر ، و دلوقتي بنفذ الي هو قالي عليه ، أنا بس كان نفسي يشوفني بيها ، (كملت كلامها بعياط و قالت ) و الله كنت هتحجب بمجرد ما قالي بس مش عارفه ليه طولت ، يارتني كنت لبستها أول ما قالي و شافني بيها .

زين عيونه دمعت و قام خدها في حضنه و هي انهارت من العياط و الشهقات ، و أحمد متابع الموقف بحزن و بصمت .


Salma Elsayed Etman .


أما فهد ف طلع علي أوضته و فتح الباب و دخل و قفله وراه ، و لاقي كيان نايمة على السرير ، كان متأكد إنها مش نايمة لأنها مبتنامش طول ما هو برا ، قرب من السرير و قعد جانبها و مشي إيده علي شعرها بحنان و قال : كيان أنتي نايمة ؟؟ .

لكن كيان مردتش عليه ، ف أتنهد بهدوء و عدل نفسه و نام جانبها و سند راسه علي دماغها و حضنها و قال : أنا عارف إنك صاحية ، و إنك زعلانة مني ، بس مش هقدر أقولك غير إن ربنا لوحده هو الي عالم بلي أنا فيه و جوايا اي .

غمض عيونه و دمعة نزلت منها لما أفتكر عبد الرحمن ، و لما كيان حست بيها لفت ليه بسرعة و قامت حضنته جامد و قالت بحنان و هو بتمشي إيديها علي شعره : أنا مش زعلانة منك يا فهد و الله ، محصلش حاجة أصلآ ، المهم عندي إنك تبقي بخير و بس ، أنا مش عاوزة حاجة تاني غير كده .

فهد قبلها من وجنتيها و سكت و بعدها قال بتعب : أنا عاوز أنام .

كيان دمعت علي حالته و قالت : طيب مش هتاخد دش و تغير هدومك .

فهد كان بينام علي السرير و قال بتعب : لاء مش قادر ، أنا عاوز أنام و بس .

نام و غمض عيونه و كيان جانبه حاطه إيديها علي وشه و مش عارفة تعمله اي .


تاني يوم كان مالك راح هو و سها للدكتور ، و كانت سها متوترة أكتر منه و كانت ماسكة في إيده و إيديها زي التلج ، بصلها مالك و قال : يا حبيبتي أهدي مالك ، يا سها و الله دا إطمئنان بس لكن مفيش حاجة .

سها بخوف : مش عارفة يا مالك ، قلبي مقبوض ، أنا هبقي كويسة لما ندخل و نطمن .

مالك : خير متخافيش .

و بعد شوية دخلوا للدكتور و في إيديهم التحاليل ، مالك قعد و سها قدامه و بص للدكتور و قاله : دي التحاليل الي حضرتك طلبتها ، لسه جايبها من المعمل ، و فيهم بردو تحاليل مراتي الي الدكتورة بتاعتها طلبتها منها ، لكن لسه مروحناش للدكتورة و جينا هنا علطول حضرتك تقولنا نتيجة التحاليل بتاعتي و بتاعتها ، بس دكتور المعمل مقالش ليا أي تفاصيل ، قالي إنه الأفضل الدكتور بتاعكوا هو الي يشوفها و يقولك .

الدكتور مسك التحاليل و قرأها كلها و بان علي وشه الزعل ، نزل الورق من قدام عيونه و قال و هو بيمد إيده ليهم : أتفضلي يا أستاذة سها تحاليلك ، أتفضل يا بشمهندس تحاليلك .

مالك بقلق من جواه : طمني .

الدكتور بزعل : في الحقيقة يا بشمهندس فيه مشكلة في نتيجة التحاليل .

مالك و سها كانوا بيسمعوا الي الدكتور بيقوله و قال الجملة الي نزلت علي مالك زي الصاعقة الي دمرت الأخضر و اليابس ، الجملة الي هزته و هزت كيانه كله ، الجملة الي حطمته !! ، الصدمة الي جاتله لما الدكتور قاله بزعل : فيه مشكلة عندك أنت في نتيجة تحاليلك يا بشمهندس ، و للأسف أنت مش هتقدر تخلف ، و بالنسبة ل أستاذة سها ف نتيجتها سليمة .

سها دمعت و بصت ل مالك بصدمة !! ، و مالك في اللحظة دي أتحطم !!! .

يتبع................ .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ♥️ .انا سها صاحبة الكاتبة سلمى السيد عتمان سلمى للأسف بسبب مشكلة في تليفونها مش قادرة تنزل البارت فأنا هنزله من الاكونت بتاعي واي كومنتات هي اللي هترد عليها عادي


العشق و الآلام " البارت ٣١ " و الأخير 🦋 ،  البارت طويل 😂🥳 .


سها دمعت و بصت ل مالك بصدمة !! ، و مالك في اللحظة دي أتحطم !!! ، حس كأن جسمه أتشل ، سرح !!! ، مفاقش غير لما سها مسكت إيده و بتقوله : الدكتور بيكلمك يا مالك .

مالك أنتبه و بص للدكتور و الدكتور قال : شوف يا بشمهندس ، مفيش حاجة بعيدة عن ربنا أبدآ ، حتي لو حاجة مستحيلة ، مش هكدب عليك و أقولك إن بالعلاج كل حاجة هترجع لطبيعتها ، لأن الي أنا شايفه قدامي بيقول غير كده ، بس صدقني ربنا بيعمل المعجزات ، و أحنا هنعمل الي علينا ، و هنعالجك ، بحيث إننا نقرب المسافات ، يعني نزود إحتمال إنك ممكن تتعالج .

مالك متكلمش نهائي ، و بعد ما الدكتور نهي كلامه مالك قام و قال : شكرآ يا دكتور .

و خرج و سها خرجت وراه ، و قبل ما يركب العربية سها مسكت إيده بدموع و قالت : ممكن نتكلم .

مالك بهدوء : هنتكلم في اي !! ، دا عقاب ربنا ليا يا سها ، كل الي عملته في حياتي مكنش هيعدي كده ، يله نرجع البيت .

سها دموعها نزلت و متكلمتش و لفت و ركبت العربية ، و روحوا بيت العيلة مش شقتهم ، الأوضاع كانت هادية ، الكل كان في عالم يخصه لوحده ، لكن بليل مالك نزل لأهله ، قعد مع أمه و جده و قال : أنا و سها جبنا نتيجة التحاليل إنهارده الصبح .

سهام بقلق : طب اي الدكتور قالك اي ؟؟ .

مالك سكت لحظات و بعدها قال : قال إننا مش هنخلف .

سهام بخضة : يالهوي ، و دا بسبب اي !!! ، لاء بقولك اي يا مالك ، سها دي زي بنتي و علي عيني و علي راسي و بحبها جدآ و ربنا يشهد عليا و الله ، بس لاء يا ابني أنا مش هقدر أشوفك حزين طول عمرك ، أنا نفسي أشوف عيالك أنت و أخوك قبل ما أموت ، أتصرف يا مالك ، أنت لازم تتجوز تاني .

مالك أبتسم بهدوء و بص ل جده و قال : و رأيك اي يا جدو أنت كمان ؟؟ .

الجد بزعل : والله يا ابني مش عارف أقولك اي ، أنا عارف إنك بتحب سها جدآ ، و عارف إن حوار الجواز هيأذيها نفسيآ ، بس يا ابني أنت من حقك تكون أب بردو ، اسمك و اسم العيلة يا مالك لازم يفضل .

مالك : أممممم ، يعني رأيك من رأي ماما .

الجد : أيوه .

مالك : أنا بس عاوز أسألكوا سؤال واحد ، هو ليه لما قولتلكوا إننا مش هنخلف أول حاجة جت في دماغكوا إن المشكلة فيها هي ، أنتي يا ماما أنفعلتي و لازم تتجوز يا مالك و جدي أيدك في رأيك ، ليه مجاش في دماغكوا إن المشكلة ممكن تكون فيا أنا ؟! ، مش أنا جوزها بردو !!! ، و الخلفة دي مشتركة بينا أحنا الأتنين !!! ، و عدمها بسبب مشكلة في حد فينا !!! ، ليه هي أتكلمتوا عنها و كأن مشاكل الحمل كلها مبتكونش غير في البنات .

سهام دمعت و قالت بذهول : أنت قصدك اي يا مالك ؟؟ .

مالك قام وقف و قال : قصدي إن أنا الي مبخلفش ، قصدي إن المشكلة فيا أنا مش فيها هي مراتي سليمة ، اي رأيك بقا يا ماما أطلقها عشان تتجوز راجل تاني غيري و تحمل منه ، ما من حقها بقا تكون أم مش دا كلامك بردو .

جده أتصدم و حس بوجع في قلبه ، و سهام عيطت جامد و قالت : يادي المصيبة ، ليه كده !!! ، لاء يا مالك لاء ، أنت راجل و هتخلف .

مالك بإنفعال : اي علاقة الرجولة بالخلفة ، ما تفوقوا بقا من تفكيركوا الجاهل دا ، العقم دلوقتي بقا مصيبة !!!! ، قضاء ربنا و قدره للبني آدم بقا بالنسبة لكوا مصيبة !!! ، الحاجة دي بإيد ربنا أحنا ملناش دخل فيها ، و لو المشكلة كانت فيها هي أنا مكنتش هتجوز عليها لأن دي إرادة ربنا ، و أنا ساعتها كان اي الي يضمنلي إن التانية تخلف !! ، اي الي يضمنلي حتي إنها لو خلفت إنها تجيب ولد !! ، اي الي يضمنلي سواء ولد أو بنت إنهم يبقوا ذرية صالحة !!! ، فوقوا بقا فوقوا .

Salma Elsayed Etman .

قال كلامه و سابهم و خرج من المكتب متنرفز و خبط في فهد لأنه كان داخل و فهد سمع كل الكلام ، زعل جدآ و أتأثر ، دخل ل جده و عمته الي كانت منهارة من العياط و بتندب و قال بشدة : اي يا عمتي في اي الي بتعمليه دا حرام مينفعش كده ، بلاش أسلوب الندب دا .

لكن سهام لا حياة لمن تنادي ، و الجد كان ساكت و مضايق ، و بص ل فهد و قال بحده في وشه : أنا مش هستحمل تبقي أنت كمان ممكن تكون مبتخلفش ، بكرة تروح تعمل تحاليل و تطمن .

فهد بذهول : أنتو للدرجة دي بتفكروا بالرجعية دي !!! ، أنا بجد مش قادر أصدق ، و الله مش قادر أستوعبكوا .

الجد بزعيق : أحنا صعايدة يا فهد ، و الولد هو الأهم ، هو الي هيشيل اسم العيلة ، هو الي هيشيل اسمك و هيبقي كبيرها من بعدك .

فهد رد بكل برود و قال : و الله !!! ، طب اي رأيك بقا ندفن ميرنا و ندي بالحيا !!! ، لأنهم بنات بقا ما دا الي ناقص .

الجد زعق في وشه جامد و قال : فهد ، ألزم حدودك معايا و أنت بتتكلم .

فهد : و أنتو فكروا صح بقا و كفاية ظلم و تفكيركوا دا .

 قال كلامه و خرج و سابهم و طلع أوضته .


أما مالك ف لما طلع أوضته كان عامل زي المجنون ، هو مؤمن جدآ بإن الموضوع دا مش بإيده بس دا ميمنعش إنه حزين و حس إن برج من دماغه هيطير ، كان واقف قدام التسريحة و باصص للمراية بقهرة ، و لما سها وقفت جانبه و نطقت و لسه هتكمل كلامها أتنرفز و هو بيكسر كل حاجة علي التسريحة و بيرميها علي الأرض و قال بإنفغال : أسكتي يا سها خلاص مش عاوز أسمع حاجة ، و بيني حزنك قدامي عادي لأنك أكيد كنتي بتتمني إنك تكوني أم ، مفيش بنت في الكون دا كله متتمناش حاجة زي كده ، (كمل بإنفعال أكبر و دموع و غيره  كبيرة من الفكرة الي قالها لكن كان مضطر يقولها و قال ) عاوزة تطلقي مني و تتجوزي راجل تاني غيري موافق ، عشان أنتي كمان من حقك تكوني أم ، أنا مش هفضل حارمك من الخلفة طول عمرك .

سها بصتله بذهول و دموع و قالتله : يا مالك أنا مطلبتش حاجة زي كده و لا عمري هطلبها ، أنا و الله العظيم عمري ما هسيبك أبدآ ، الي رابطني بيك مش الخلفة بس ، و بعدين ما كان وارد أكون أنا الي مبخلفش ، كنت هتتجوز عليا !! ، كنت هتقول أنا من حقي أكون أب و هتتجوز التانية .

مالك مردش و دموعه نزلت من حزنه و سها حضنته جامد و عيطت و قالت : عشان خاطري يا مالك أنا مش عاوزة أشوف دموعك دي ، أنت عندي بالدنيا دي كلها و الله أنا مش عاوزة غيرك ، (خرجت من حضنه و مسكت وشه بكفوق إيديها و قالت بإبتسامة و دموعها بتنزل) مش أنت دايمآ بتقولي إني بنتك و حبيبتك و كل حاجة ليك ، خلاص يا عم عامليني زي ما هتعامل بنتك بالظبط ، دا أنت طماع أوي دا أنا كمان مراتك ، بص أنت واخد كل حاجة ازاي .

مالك ضحك وسط عياطه و عياطها و حضنها و قال : أنا بحبك أوي يا سها .

سها غمضت عيونها و أبتسمت و قالت : و أنا بحبك أكتر .


بعد مرور أسبوعين كان فهد بدأ يستوعب غياب عبد الرحمن و نوعاً ما صدمته بدأت تهدي ، و كان قاعد و كيان معاه ، و قالت كيان بزعل : ميرنا ضاع عليها إمتحاناتها بسبب حزنها ، هتعيد السنة يا فهد .

فهد بزعل : أيوه عارف ، هي كانت بتحبه أوي و مات في إمتحاناتها ف طبيعي دا يحصلها ، ربنا يرحمه يارب .

كيان : يارب .

كيان فتحت تليفونها و طلعت صور لبس لأطفال صغيرة و قالت بإبتسامة : بص يا فهد الطقم دا ، هجيبه لو خلفنا بنت ، و دا لو خلفنا ولد ، بص كمان الكوتش دا شكله تحفة أوي ، اي رأيك ؟؟ .

فهد بص للصور و قال بإبتسامة : شكلهم جميل أوي ، نجبهم ماشي ، (بصلها بإبتسامة و قال) بس نجيب الي هيلبسوا اللبس دا الأول و لا نجيبه و نلبسه أنا و أنتي و لا اي .

كيان ضحكت و هي بتحاوط رقبته و قالت بإبتسامة : هنسمي مكة و محمد .

فهد حاوطها و قال بإبتسامة : بس أنا عاوز نسمي روفيدة و تميم .

كيان بتفكير : أمممممممم ، خلاص نسمي مكة و تميم ، أو روفيدة و محمد .

فهد ضحك بخفة و هو بيقبلها و قال : موافق .


Salma Elsayed Etman 

 

في نفس الوقت دا زين نزل من أوضته و دخل الجنينة و لاقي أحمد قاعد لوحده ف راح قعد معاه ، و زين قاله : أنا لسه مكلم مامت عبد الرحمن دلوقتي كنت بطمن عليها ، هي كويسة الحمد لله .

أحمد : الحمد لله ، و أنا كنت عندها إمبارح ، و سألتني علي فهد ، رنيت عليه دلوقتي بس مردش .

زين : هو فوق بس تلاقيه نايم ، (كمل بحزن و قال ) عرفت بلي حصل مع مالك ؟؟ .

أحمد بحزن : أيوه ، إن شاء الله يتعالج أتمني و الله .

زين : إن شاء الله .

أحمد : يارب ، (كمل كلامه بغمزة و إبتسامة و قال ) أخبار القمر اي ؟؟ .

زين بتنهد : أسكت يا أحمد ، أنا هتجنن و الله معرفش عنها أي حاجة ، من ساعة فرح كيان مشوفتش ملك دي غير مرتين بس ، هموت و أشوفها .

أحمد : طب ما تخلي كيان تكلمها تجيلها هنا و تشوفها .

زين : هتبقي باينة أوي يعني ف لاء .

أحمد : خلاص عندي حل أجمل بكتير من دا .

زين : اي هو ؟؟ .

أحمد بإبتسامة و بحسن نية : تروحلها أنت .

زين بذهول : اي العبط دا يا أحمد و أنا الي كنت فاكرك محترم .

أحمد بضحك : أنت الي دماغك شمال و الله ، أنا قصدي تروحلها أنت و أحنا معاك يعني نطلبها .

زين : أممممممممم ، أطلبها اه ، هترفض أصلآ ، ما كنت عملت كده من بدري .

أحمد بإستغراب : أشمعنا ؟؟ .

زين : أصل آخر مرة شوفتها فيها تقريباً شتمنا بعض بطريقة غير مباشرة ، بصراحة أنا كنت قاصد أنكشها بس هي الي دبش .

أحمد بضحك : يبقي هتوافق أسمع مني ، أصل أنا و ندي كنا توم و چيري .

زين ضحك و قال : بس ندي أصلآ كانت بتحبك و أنت بتحبها .

أحمد بإبتسامة : خير و الله ، خُد الخطوة أنت بس و سيبها علي الله .

زين أتنهد و قال : ماشي ، و نعم بالله .


مر سنة كاملة علي الأحداث دي و حصل فيها حاجات كتير ، ميرنا كانت بتحاول تستجمع نفسها تاني عشان تعرف تكمل حياتها و كلهم كانوا واقفين جانبها ، و عشان تقدر تدرس السنة تاني و تنجح ، و زين أتقدم ل ملك و بالفعل ملك وافقت هي و أهلها لأن كان الإعجاب مُتبادل و حاليآ علاقتهم بقت جميلة أوي ، أما مالك و سها أتأقلموا علي الوضع الي هما فيه و مالك كان بيتعالج لكن مفيش إحتمال صغير حتي إنه يقدر يخلف !!! ، و كيان بقت حامل و فهد كان أسعد إنسان في الدنيا و كل الي همه إن مراته تقوم بالسلامة بدون أي ضرر ليها ، و أحمد كتب كتابه علي ندي و باقي علي الفرح أسبوعين ، و طبعاً ضرغام أتعدم و هوية فهد متكشفتش لحد ، و أحمد و مالك بعدوا عن تجارة السلاح تماماً .


في أوضة فهد .


Salma Elsayed Etman .


فهد كان قاعد و محاوط كتف كيان بدراعه و كيان قالتله : فهد أنهي أحلي فيهم ، الفستان دا و لا دا لفرح أحمد و ندي .

فهد بص علي الصور و قال : الموڤ دا هيبقي ضيق عليكي ، خليكي في الأسود أحسن شكله جميل و الله .

كيان : يا فهد ما كله هيبقي ضيق أصلآ أنت مش شايف البطيخة الي قدامي دي ، مخلياني مش عارفه ألبس حاجة .

فهد ضحك و قال : أول مرة أشوف واحدة بتتنمر علي نفسها .

كيان بزعل : بجد يا فهد مضايقة أوي إن الفرح هيتعمل و أنا حامل ، ما كانوا أستنوا لما أولد عشان أعرف ألبس براحتي .

فهد : معلش يا روحي تتعوض في فرح زين و ملك إن شاء الله .

كيان بألم : إن شاء الله ، اااااه .

فهد بخضة : في اي ؟؟ .

و فجأة كيان صوتت جامد و قالت : ااااااااااااه ، مش قادرة يا فهد أنا بولد .

فهد قام مفزوع و قال : بتولدي اي لسه بدري .

كيان بصويت : أنت بتسألني أنا ، ااااااااااااااه ، هموت يا فهد مش قادرة .

فهد : أعمل اي أعمل اي ، ماما .

فتح باب الأوضة بسرعة و خرج و كانوا كلهم قاعدين تحت و قال و هو فوق : يا ماما ألحقيني كيان بتولد .

ميرنا بخضة و خوف : يالهوي دا مش ميعاد ولادتها .

زين دكتور أمراض نفسية لكن عنده علم بكذا معلومة في الطب البشري عامةً و قال بلهفة : لا لا متخافيش دا طبيعي ، بسرعة أندهوا الداية تيجي تولدها هي مش هتلحق تروح المستشفى يله بسرعة .

ندي جريت و هي بتقول : حاضر حاضر .

و كلهم طلعوا فوق و فهد قعد جنب كيان و مسك إيديها و قال بخوف : متخافيش يا حبيبتي هانت خلاص أهو .

كيان بعياط و ألم : يله نروح المستشفى مش قادرة .

مامت فهد : يا حبيبتي مش هتلحقي أنتي كده هتولدي مننا في الطريق ، ندي راحت تجيب الداية بسرعة و جاية .

كيان صوتت جامد و قالت : داية لاء يا فهد لاااااااااااء ، اااااااااه .

سها كتمت ضحكتها و مالك شافها و همسلها و قال : بتضحكي علي اي هتودينا في داهية .

سها مسكت في دراع مالك و كتمت ضحكتها بالعافية و همست جنب ودنه و هي بتداري وشها في كتفه و عشان ضحكتها متظهرش : و الله صعبانة عليا و خايفة عليها بس شوف لما عرفت إن الداية جاية منظرها ضحكني .

مالك بهدوء : أهدي يا سها هتفضحينا .

كيان بعياط و ألم : مش قادرة و الله يا فهد هموت خلاص .

فهد دمع و قال و هو ماسك إيديها جامد : يا حبيبتي متخافيش خلاص هانت و الله كلها دقايق .

و في الوقت دا ندي دخلت بسرعة و معاها الداية و قالت بلهفة : يله يا جماعة أطلعوا برا كلكوا بعد إذنكوا ، مش عاوزة بنات معايا في الأوضة ، خليكي أنتي يا أم فهد ساعديني .

مامت فهد بلهفة : حاضر حاضر يله يا ولاد .

كيان بعياط : فهد رنلي علي ماما خليها تيجي بسرعة .

فهد باس إيديها و قال بلهفة : حاضر و الله حاضر .

و كلهم خرجوا و كانوا واقفين قدام باب الأوضة و قال بخوف : كان لازم تروح المستشفى كيان مش هتستحمل بهدلة ولادة البيت .

سهام : يا ابني البت جالها الطلق فجأة كُنا هنروح بيها ازاي دي كانت هتولد مننا في الطريق .

فهد بقلق : دي بتصوت جامد أنا خايف لتتعب منها .

زين : يا حبيبي دي واحدة بتولد عاوزها تعمل اي تزغرط يعني ، ما طبيعي تصوت .

فهد حط إيديه علي وشه و قال : يارب ، يارب تقوم بالسلامة يارب .

مالك : إن شاء الله هتقوم بالسلامة متخافش .

ندي كانت واقفة عيونها مدمعة و باين علي وشها الخوف ، و أحمد لاحظ و جه وقف جانبها و قال : مالك ؟؟ .

ندي بصتله بدموع و قالت بخوف : أحمد هو أنا هبقي زيها كده في يوم من الأيام !! ، يعني هتعب كده و أصوت و هبقي كده .

أحمد قال بتعمُد : أيوه ، و هتنهاري يا ندي و هتتعبي أكتر من كده لأنك فافي أساسآ ، و بعد الولادة بقا بيقولوا إن التعب بيبقي أكتر و هتتخني و هتبقي حالتك الله أعلم بيها بقا .

ندي بخوف : أنا مش هولد لاء ، أنا مش عاوزة أبقي كده .

أحمد : أولد أنا مكانك يعني و لا أعمل اي !! .

ندي بخوف : خلاص مش هتجوزك أنا صرفت نظر عن الموضوع دا خلاص .

أحمد ضحك بخفة و قال : بهزر يا ندي أهدي ، أكيد مش هتبقي زي كيان لأن ولادة المستشفي بتكون أسهل و الي أنا أعرفه يعني إن بيبقي فيه مُخدر و بتبقي عادي مش حاسة بحاجة ، بس كيان عشان الطلق جالها مُفاجأ ، ف أضطرينا نجيب حد يولدها هنا بس .

ندي : أنت بتكدب عليا عشان متخوفنيش صح ؟! .

أحمد : ندي أبوس إيدك أسكتي ، هكدب عليكي ليه أنتي المفروض عارفة الحاجات دي أكتر مني .

الجد كان صعبان عليه كيان جدآ و قلبه واجعه علي صويتها و قال بتنهد : يارب سهل ، و تقوم بالسلامة يارب .

فهد كان واقف و خلاص الدموع هتنزل من عيونه و غمض عيونه و هو مرعوب عليها و بيتقطع علي حالتها و فتح عيونه بسرعة لما سمع صوت طفل صغير !!! .

الكل فرح و فهد دخل بسرعة و بلهفة و راح علي كيان أول واحدة ، كانت تعبانة جدآ و وشها عرقان و مرهق و هو أبتسملها و دموعه بتنزل بإبتسامة و قال : حمد لله على سلامتك .

كيان أبتسمت بتعب و قالت : الله يسلمك .

و هو و كيان بصوا علي بنتهم و الداية بتظبطها و أمه بتساعدها ، و زين برا قال و هو بيشاور ل زين من برا لكن مدخلش : هرن علي المستشفى تجيب عربية إسعاف عشان يشوفوها هما هناك و يهتموا بيها أكتر .

فهد هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : ماشي رن .


Salma Elsayed Etman .


و بعد وقت مامت فهد كانت ماسكة البنت و بتقول بفرحة و إبتسامة : ما شاء الله ، الله أكبر قمر أوي يا فهد ، خدي يا كيان بنتك .

كيان كانت فرحانة جدآ و مسكت بنتها شالتها و فهد جانبها بيلمس خدودها بحنان و قال بفرحة و دموع : ياربي كل حاجة فيها أد عقلة الصابع .

كيان ضحكت و قالت بإبتسامة : بص جميلة ازاي .

و بعد وقت كانوا ظبطوا الأوضة و بقيت العيلة دخلت و البنت بدأت تفتح عيونها ، و لما كيان شافت عيونها أتفاجأت و قالت : ألحق يا فهد دي عيونها خضرة ، ازاي دا لا أنا و لا أنت عيونا خضرة .

فهد بتفاجأ : اي دا .

مالك بفرحة : طالعة عيونها خضرة ل عمها هاتي هاتي أنتي و هو .

مالك شال البنت و باسها و قلبه دق جامد و حس إن جسمه أترعش لما شالها و إحساسه بالعاطفة تجاه البنت و هو بيفكر إنه عمره ما هيخلف ، بصلها بحب و إبتسامة و قال : ما شاء الله عليها يا فهد بنتك زي القمر ، و أحلي ما فيها عيونها الخضرة الي زيي دي .

الكل ضحك و سها قالت بإبتسامة : وريني كده .

و لما شافت عيونها قالت بعفوية و لطافة : لاء يا جماعة عيون جوزي أحلي .

كلهم ضحكوا و مالك باس سها من خدها و هو بيضحك ، ردت أمه سهام و قالت : شوفوا الواد و بجاحته بيبوسها قدامنا .

مالك : اي يا حاجة دي بوسه من خدها دي مراتي .

و فعلاً كانوا عايشيين لحظة من أجمل لحظات حياتهم ، الجد أبتسم و قال : هتسمي بنتك اي يا فهد .

فهد أبتسم و خد البنت من إيد مالك و قال : و الله مش عارف ، أنا و كيان كنا قولنا هنسمي مكة و تميم أو روفيدة و محمد ، (بص ل كيان و قال ) طب اي ؟؟ .

كيان ضحكت و قالت : مش عارفه .

رد زين و قال : طب بصوا أنا هريحكوا من الحيرة دي ، أنا هجيب ٣ ورقات و هكتب اسم مكة و روفيدة و هنختار من الورق ، و الاسم الي هيطلع ٣ مرات هو دا الي هنسميه اي رأيكوا .

فهد ضحك و قال : ماشي .

و زين فعلاً عمل كده و بدأوا اللعبة ، و الاسم الي طلع هو " مكة " .

كان وقتهم جميل أوي لا ينقصهم سوي وجود الأشخاص الي أصبحت ذكريات ، و بعد شوية جت أم كيان و أخوها عبد الله و مراته ، و عربية الإسعاف جت و راحوا علي المستشفى ب كيان .

عدي أسبوع علي الأوضاع دي و حياتهم مستقرة ، و جه يوم سبوع مكة فهد جاله تليفون و كان العميد ، و لما رد عليه و خلصوا المكالمة كان رد فهد : حاضر يا سيادة العميد أنا جاي حالآ .

و لما قفل و لبس و جه ينزل وقفته كيان و قالت : أنت رايح فين ؟؟ .

فهد : معلش يا حبيبتي لازم أنزل رايح مشوار و جاي علطول .

كيان بزعل : مشوار اي يا فهد دلوقتي سبوع مكة إنهارده .

فهد : يا كيان واحد صاحبي تعبان و هو ملوش حد غيرنا و لازم نروحله و نكون معاه ، و الله مش هتأخر .

كيان بتنهد : خلاص طالما صاحبك تعبان ، بس أوعي تتأخر .

فهد باسها من راسها و قال و هو بيخرج : لاء مش هتأخر .


و نزل و خرج من البيت و بعد وقت كان وصل مقر كبير ، دخل و وصل للأوضة و سمحوله بالدخول ، و كان قاعد جوا اللواء و العميد و بعض القادة ، و رحبوا بيه و قعدوا كلهم ، و العميد بدأ الكلام و قال : معلش يا فهد جبناك يوم سبوع بنتك ، بس الموضوع مهم .

فهد : و لا يهم حضرتك ، بس اي الموضوع المهم ؟؟ .

اللواء : أولآ لازم تهدي و تسمعني كويس،  من مدة كبيرة حوالي سنة و شوية تمت مهمة صعبة جداً لإنقاذ مالك ، و للأسف تم فيها فقدان الظابط عبد الرحمن عز الدين .

فهد أفتكر عبد الرحمن و قال بحزن : أيوه .

العميد : جالنا معلومات بتقول إن عبد الرحمن قبل ما يخرج من المبني أشتبك مع أتنين عطلوه عن الخروج ، ق*تل واحد و أصاب التاني ، و الي قت*له دا كان ابن أخو ضرغام .

فهد بإستغراب : ابن أخوه !! .

العميد : أيوه ، لو كان عبد الرحمن خرج عايش من المبني كان ضرغام هيق*تله ، لأن بعد موت يوسف ابن ضرغام هو أعتبر ابن أخوه دا ابنه التاني و مكنش ليه غيره و كان دراعه اليمين .

فهد بحزن : هيفيد ب اي يا سيادة العميد ، سواء كان هيق*تل عبد الرحمن أو لاء ، كده كده عبد الرحمن مات .

اللواء أبتسم و قال : دا الي قدام الناس يا فهد .

فهد مقدرش يستوعب الجُملة و قال بعقد حاجبيه : ازاي يعني ؟! .

اللواء : عبد الرحمن بعد ما قت*ل ابن أخو ضرغام و أصاب التاني قدر إنه يخرج من المبني قبل إنفجاره بعدة ثواني ، و الشخص الي أتصاب قدر يهرب هو كمان ، و وقت ما الإنفجار حصل عبد الرحمن كان لسه قريب من المبني و ضغط الإنفجار خلاه يغمي عليه ، لكن بصراحة إغماء عبد الرحمن جه نعمة من عند ربنا و في مصلحة عبد الرحمن ، لأن لو كان عبد الرحمن ظهر بينا و أعلنا إنه عايش و بعدها عرفنا إن ابن أخو ضرغام مات ف حماية عبد الرحمن كانت هتبقي صعبة لأننا مكناش عارفين أحنا هنقبض علي ضرغام أمتي ، أحنا كلنا بالفعل أفتكرنا عبد الرحمن مات جوا المبني ، و بعد دقايق من إنفجار المبني عرفنا إن ابن أخو ضرغام أتق*تل و الي ق*تله عبد الرحمن ، لأن الشخص الي أتصاب و هرب دا أحنا قبضنا عليه في ساعة هروبه ، لكن للأسف هو كان بلغ ضرغام بموت ابن أخوه و قاله إنه عبد الرحمن هو الي ق*تله ، بعدها فيه عسكري شاف عبد الرحمن مغمي عليه ورا المبني ، و أحنا عشان حمايته قررنا إننا نقول إنه مات ، علي ما نقبض علي ضرغام و نحمي عبد الرحمن ، و بالنسبة للأشلاء الي خرجت من المبني و أثبتنا إنها مطابقة لجسم عبد الرحمن ف دا كان شغل المخا*برات ، و دلوقتي الوضع بقا مناسب لظهور عبد الرحمن .

مكنش فيه كلام يوصف حالة فهد في اللحظة دي ، صدمته و ذهوله لما عرف إن عبد الرحمن عايش كانت أكبر من صدمته لما عرف أنه مات !!! ، مكنش قادر يستوعب و لا يصدق الي أتقال ، يعني اي صاحبه يكون ميت بقاله أكتر من سنة و فجأة يكتشف إنه عايش !!!! ، كان بالنسبة له هو في حلم !!! ، مش قادر يفهم و يستوعب الفكرة !! ، الموضوع كان مرعب بالنسبة له !! ، رد بصوت مبحوح و قال : يعن....يعني عبد الرحمن عايش دلوقتي !! .

العميد أبتسم و قال : أيوه .

العميد شاور للعكسري الي واقف علي الباب يفتح الباب ، و بمجرد ما فتحه عبد الرحمن دخل لأنه كان واقف برا ، فهد أول ما شافه قام وقف بخضة ، حس إن رجلاه مش شيلاه من علي الأرض ، وشه كان مخطوف من الصدمة !! ، عيونه مدمعة جدآ و حاسس إن أعصابه كلها باظت في جسمه ، غمض عيونه و فتحها أكتر من مرة إفتراضآ إنه في حلم و هيفوق منه ، لكن هو في الواقع !!! ، كان بالنسبة له دي معجزة كبيرة ، إنه يبقي دافن صاحبه بإيده و بعد فترة يكتشف إنه عايش و شايفه قدام عيونه !!! ، عبد الرحمن قرب منه و قال بإبتسامة و الدموع متجمعة في عيونه : أزيك يا فهد ، عارف إنك مش مصدق دلوقتي ، و يمكن حاسس إن قلبك هيقف من كتر الصدمة ، و عارف إنك من أكتر الناس الي أتعذبت بسبب غيابي ، بس صدقني و الله غصب عني .

فجأة فهد حضنه أوي و عيط جامد و قال : أنا مش قادر أصدق يا عبد الرحمن إنك عايش ، أنت متقدرش تتخيل أنا تعبت أد اي عشانك ، عانيت ازاي في غيابك ، كنت حاسس إن أنا كمان مُت و جسمي بس هو الي موجود في الدنيا .

عبد الرحمن كان رافع إيده علي ضهر فهد و هو كمان كان بيعيط و فعلاً الموقف كان صعب جدآ و قاله : عارف و الله عارف ، بس دي كانت أوامر و مقدرش أخالفها .

فهد خرجه من حضنه و مسكه من وشه بين كفوف إيديه و قال بعياط و فرحه : مامتك و ميرنا أكيد هما كمان هيعرفوا إنك عايش صح ؟! ، لازم هما كمان يعرفوا يا عبد الرحمن .

عبد الرحمن هز راسه بالإيجاب و هو بيبتسم و دموعه بتنزل و قال : أيوه هيعرفوا .

و قعدوا الأتنين مع بعض طول اليوم و عبد الرحمن بيحكيله تفاصيل الي حصل و روحهم رجعت للحياة تاني بوجودهم سوي ، و في نهاية الكلام قال عبد الرحمن بإبتسامة : و كيان عاملة اي ؟؟ .

فهد بإبتسامة : الحمد لله بخير ، و سبوع مكة إنهارده .

عبد الرحمن عقد حاجبيه و قال بإبتسامة : مكة مين ؟! .

فهد بإبتسامة : مكة بنتي أنا و كيان .

عبد الرحمن بفرحة : أنتو خلفتوا !!!! ، دا أنا فاتني كتير أوي ، ألف ألف مبروك يا فهد ، تتربي في عزك إن شاء الله ، ربنا يحفظهالك يارب .

فهد بإبتسامة و فرحة : آمين .

عبد الرحمن إبتسامته أختفت و قال بحزن و هو بيفتكر ميرنا : ميرنا نتيجتها قربت تظهر صح ؟! .

فهد : أيوه ، أكيد عندك علم إنها عادت السنة بسبب الي حصلك .

عبد الرحمن بحزن : أيوه عارف ، علي فكرة أيام إمتحاناتها كلها أنا كنت موجود ، مكنتش بسبها لحظة واحدة ، بس طبعاً مكنتش ظاهر نفسي .

فهد بذهول : بجد !!! ، يعني لما قالتلي مرة إنها تخيلتك في الشارع قدام المدرسة دا مكنش تخيل دا كان بجد !!! .

عبد الرحمن و هو بيفتكر : هو فيه مرة واحد خبط فيا جامد بالغلط و الكاب و النضارة الي كنت لابسهم وقعوا ، شلتهم بسرعة من علي الأرض و لبستهم و عيوني جت في عيونها بالصدفة ، ستر ربنا إن كان الشارع زحمة أوي أوي و أختفيت من قدامها بسرعة .

فهد أبتسم و قال بزعل : ميرنا رجعت في اليوم دا منهارة و بتعيط جامد ، و كانت بتقول إنها شافت واحد شبهك بالظبط عيونها جت في عيونه ، و إنها كانت لسه هتقرب منه عشان تتأكد أفتكرت إنك ميت و وقفت و روحت علطول .

عبد الرحمن : الأيام دي كلها كانت وجع يا فهد ، أمي من ناحية و ميرنا من ناحية تانية ، حتي أنت مكنتش ببطل تفكير فيك و في الي بيحصلك ، أنا شوفت قبري و أنا عايش يا فهد ، روحت في مرة هناك و شوفته ، مش قادر أوصفلك إحساسي كان عامل ازاي ساعتها .

فهد بتنهد : الي حصل كان صعب يا عبد الرحمن بس كان خير ليك .

عبد الرحمن : الحمد لله ، أنا عاوز أشوف أمي ، هروحلها إنهارده .


Salma Elsayed Etman 


 بالفعل دا الي حصل ، راحوا بيت عبد الرحمن و طلعوا ، لكن فهد دخل الأول و مهدلها كل حاجة ، عيطت جامد و صدمتها كانت أكبر بكتير من صدمة و إحساس فهد ، تخيلوا إنها صدمة أم عرفت إن ابنها الي فضلت تعيط عليه طول الليل و النهار و قلبها أتكسر عشانه يطلع عايش !! ، و لما فهد خلي عبد الرحمن يدخل و دخل و شافته كانت لحظة صعب تتوصف بالكلام ، حست كأن روحها سكنت جسمها تاني بعد ما كانت راحت منه ، حضنه ليها كأنه أعاد الحياة لأرض نشفت و بقت زي الصحراء ، و عبد الرحمن كان عاوز يروح لميرنا في نفس اليوم ، و فهد معترضش و خدهم الأتنين علي البيت ، و بعد وقت وصلوا و فهد دخل الأول ، كيان راحت ليه و قالت : هو دا الي مش هتأخر يا فهد ، دا الساعة بقت ٩ بليل و الله أنت بتهزر اي دا .

فهد أبتسم و قال : معلش الظروف ، بس معايا خبر هيخليكي تنسي زعلك دا و هيغير مود كل الي موجودين و الله ، تعالي تعالي .

خدها و قعد و العيلة كلها كانت موجودة و قال نفس الكلام و التمهيد الي قاله لأم عبد الرحمن و كل الي قاله العميد ليه ، الكل كانت في حالة ذهول و صدمة كبيرة متتوصفش خاصةً ميرنا ، الي كانت حاسة إن عقلها بقا مُغيب عن الواقع من كتر ما هي مش مصدقة الي بيتقال من فهد !!! ، رد زين و قال بذهول : الي أنت بتقوله دا أنا بشوفه في الأفلام الأجنبية بس و الله .

مالك بصدمة : يعني عبد الرحمن دلوقتي واقف برا !!! .

أحمد بذهول : عبد الرحمن الي أحنا دفناه بإيدينا واقف برا !!! .

فهد بتنهد : أيوه ، ممكن تهدوا عشان الوضع أصلآ موتر لوحده ، (بص ل ميرنا و قال ) أنا هدخله دلوقتي ، ممكن تحاولي تبقي هادية .

ندي قالت بهمس ل أحمد : هادية اي دي مش بعيد تاخده بالحضن لما تشوفه .

أحمد بذهول : و الله هيبقي معاها حق .

ندي خبطته في كتفه و قالت بغيظ : حق اي طب أنا بهزر ، عيب طبعاً و حرام دا خطيبها مش جوزها .

أحمد بذهول : معاكي حق بس بصراحة أنا الي يلي صاحبه و مش أوي كمان مش قادر أفوق من الصدمة و حاسس لو شوفته هفضل واخده في حضني و مش هسيبه ، ما بالك هي بقا .

و بعد لحظات دخل عبد الرحمن و مامته ، سها أزدرءت ريقها و قالت : مالك دا عايش بجد !! .

الكل كان مصدوم فعلاً و كأنهم شايفيين معجزة قدامهم مش بني آدم ، الكل عبر عن فرحته و صدمته قدامه و عبد الرحمن بادلهم ما عدا ميرنا الي كانت واقفة بعيد عنهم و دموعها بتنزل من عيونها بغزارة و مبتتكلمش و مش قادرة تصدق إنها شيفاه قدامها !!! ، قرب منها عبد الرحمن و أبتسم و دموعه في عيونه و قال : وحشتيني .

مسك إيديها و قال : عارف إن مفيش كلام يوصف الموقف الي أحنا فيه دا بس ، بس أنا موجود معاكي بجد و مش هسيبك أبدآ ، بالمناسبة ، الطرحة جميلة جدآ عليكي .

ميرنا حست برعشة في جسمها من لمسة إيده كونه موجود بجد و حقيقي مش خيال ، عيطت فجأة جامد و هي بصاله ، عياطها ممزوج بالفرحة و الصدمة و الذهول و السعادة و العتاب !! ، مشاعر متناقضة هجمتها فجأة بدون أي مقدمات ، لكن مع كلام عبد الرحمن ليها و كلام أهلها بدأت تستوعب الي هي فيه ، و بعد لحظات قليلة الجو أتقلب من مود الصدمة و العياط للفرحة و السعادة و البهجة ليهم كلهم ، ضحكهم مع بعض و فرحتهم بقوا صوتهم عالي ، و بدأ الأحتفال بالسبوع و فعلاً هما عيلة جميلة جداً ، و كلهم كانوا مع بعض في جو سعيد .


و بعد أسبوع تم جواز أحمد و ندي .


بعد مرور خمس سنيين .


كانوا كل العشاق أتجوزوا ، أحمد و ندي ، زين و ملك ، عبد الرحمن و ميرنا ، و كلهم خلفوا و عيالهم كلهم صغيريين بيجروا حواليهم ، و فهد و كيان خلفوا تاني و جابوا " تميم " ، و ما زال مالك و سها ربنا ما أرادش ليهم الخلفة .


و بعد شهرين سها تعبت فجأة كان بالنسبة لها تعب غريب .

مالك : طب قومي ألبسي هنروح نكشف .

سها بتعب : لاء يا مالك مش قادرة أنزل ، دا برد مش أكتر .

مالك بقلق : برد اي يا سها قومي بقا و بطلي عناد ، أنتي بقالك يومين علي كده .

سها بتعب : يا مالك و الله مش قادرة أنزل .

مالك : معلش هساعدك و هتقدري ، يله قومي .

و فعلاً قومها و لبسوا و نزلوا راحوا للدكتورة ، و بعد ما الدكتورة كشفت عليها قالت بإبتسامة و هي بتبصولهم : مبروك يا مدام سها أنتي حامل .

سها و مالك بصولها بصدمة ، دول كانوا فقدوا الأمل خلاص !!! ، لكن المفروض الأمل بالله حبل لا ينقطع ، رد مالك علي الدكتورة و هو بيبتسم بذهول و قال : حامل ازاي ؟! .

الدكتورة ضحكت و قالت : يا بشمهندس اي الي حامل ازاي هي مش مراتك ، و بعدين أنا كان عندي أمل في حالتك ، و كنت متأكدة إن هيجي في يوم و يتم الحمل ، اه هو بعد سنيين كتير لكن المهم النتيجة و إنه تم .

سها دموعها نزلت بصدمة و قالت : هو حضرتك متأكدة ؟؟ ، يعني واضح أوي قدامك إني حامل ؟! .

الدكتورة بإبتسامة : متأكدة يا سها زي ما أنا متأكدة إني بكلمك دلوقتي في الواقع .

مالك بص ل سها و دموعه نزلت من عيونه بفرحة كبيرة متتوصفش و قام حضنها جامد و سها كانت بتعيط ، و مالك باسها من راسها و قال بفرحة و دموع : الحمد لله .

سها بعياط و فرحة : ربنا استجاب لدعائنا يا مالك .

مالك حضنها بفرحة و قال : أيوه الحمد لله ، الحمد لله ، ألف مبروك يا حبيبتي .

سها بفرحة : الله يبارك فيك .

و نزلوا من عند الدكتور و راحوا بيت العيلة و اليوم دا كان الجد عازم الكل عنده ، و كان أكتر وقت مناسب إن مالك يقول فيه الخبر ، و لما دخل و هو ماسك سها في إيده وقالهم كلهم البنات كلها زغرطت و الفرحة ملت قلوبهم و كانت أجمل لحظة في حياتهم ، فرحتهم ب مالك و سها كانت كبيرة جداً ، الكل كان بيتمني ليهم خبر زي دا من زمان ، راح تميم ابن فهد ل سها و حط إيده علي بطنها و قال ببراءة طفولية : يعني يا سها فيه طفل في بطنك دلوقتي ؟! .

فهد : عيب يالا أسمها طنط سها اي سها دي .

سها ضحكت و شالته و قالت : سيبه يا فهد دا صاحبي أصلآ ، اه يا حبيب قلبي فيه نونو صغير هنا ، لو طلعت بنت هجوزهالك لما تكبروا .

كيان بهزار : لاء يا حبيبتي أنا ابني مش هيتجوز أنا بغير عليه دا هيفضل جانبي .

مامت فهد عوجت بوقها و قالت : ما أنا جوزتك لابني ياختي و أنا كانت روحي فيه و بغير عليه أنا كمان ، اي رأيك أخده منك دلوقتي عشان دا ابني و عوزاه جانبي .

ابو فهد بصلها و قال بهمس ليها : لا إله إلا الله ، أهدي علي نفسك شوية و سيبي البت في حالها .

كيان كانت باصه لحماتها بذهول و فهد ضحك و حاوط كتف كيان بدراعه و قال و هو بيحاول يظبط الموقف : مش قصدها يا روح قلبي أنتي عارفة ماما بتحب تهزر معاكي كتير مش كده يا ماما .

مامت فهد بتنهد : كده يا ابني كده .

فهد همس ل كيان و قال بإبتسامة و هو بيحاول يهديها : أهدي أبوس إيدك مكنتش كلمة عشان خاطري أعتبريها أمك عادي ماشي يا روحي .

كيان أتنهدت و قالت بإبتسامة : خلاص و الله مش زعلانة ، دا أنا لو زعلت ف بعد كلامك دا خلاص أصلآ .

فهد بصلها بحب و إبتسامة و قال : أنا بحبك أوي .

كيان بإبتسامة : و أنا بموت فيك .


SaLma Elsayed Etman .


مالك : ممكن يا أستاذ تميم تنزل من علي رجل مراتي عشان بغير عليها .

تميم حضن رقبة سها و طلع لسانه ل مالك و قال : لاء .

مالك قال بصوت عالي : ولااااااااا ،  (مسكه من هدومه و رفعه بإيده و قال ) أنت يالا عندك خمس سنيين ازاي أنت ، ما تربي ابنك يا فهد .

أحمد ضحك و قال : ما هو طالع ل عمه مالك و هو صغير ، بتاع بنات أقسم بالله ما هي نفس النسخة .

فهد خبط كف علي كف و قال بضحك : أنا مش عارف و الله عيالي كلهم طالعين ل مالك ليه ، البت عيونها خضرة زيه و الواد طالع بتاع بنت و هو لسه عيل ، يارب أرحمني يارب .

مالك ضيق عيونه لتميم و هو لسه رافعه من هدومه و قال : أنت بتاع بنات يالا ؟! .

تميم بص ل أمه و ضحك و قال : و الله يا عمو كل دا عشان قولتلهم أنا أديت قلم لصاحبتي في الحضانة عشان بحبها .

الكل ضحك جامد و خصوصًا مالك و خد تميم في حضنه وباسه من خده و قال : تربيتي .

و كلهم كانوا عمالين يضحكوا و عيالهم كلهم بيلعبوا مع بعض و مكة بتلعب مع ولاد عمها و بتضحك ، فهد بصلها و أبتسم و قال : الحمد لله يارب بنتي أكبر حفيدة في العيال و خصوصاً الولاد و مش هتلاقي ابن عم يحبها و يعمل حوارات زي عمه ما عمل .

كيان ضحكت و فهمته و قالت : بكرة تلاقي واحد بيحبها و جاي ياخدها منك .

فهد أضايق و قال : بس بس أسكتي ، اي ياخدها مني دي ، دي بنتي أنا مش هو ، (كمل بإستيعاب و هو بيقول بإبتسامة ) بس تصدقي الحب و التفاهم جميل ، أنا إستحالة أقف ضد الحب طالما حب نضيف و كويس ، أنا هديها للي يستاهلها .


و توتة توتة و خلصت الحدوتة😂😂😂💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻 .


و الله يا باشا دي قصة كانت بتقول إن دا واحد رايح يجيب بنت عمه من محطة القطر و هي كارهة العيشة معاهم و هو عامل مشاكل كبيرة مع ابن عمته ، اي بقا الحوارات الكبيرة الي دخلوا فيها دي أنا مش عارفة 😂♥️ ، اي رأيكوا في النهاية و خصوصاً أحداث و مواقف البارت دا 🙈💃🏻 .

اللهم صل وسلم على نبينا محمد 🥰 . ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏

 ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏



 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


 ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

تعليقات