" " " " " " " " رواية وميض الحب – الفصل الثانى و الثلاثون 32 – بقلم لولى سامى
📁 آحدث المقالات

رواية وميض الحب – الفصل الثانى و الثلاثون 32 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب – الفصل الثانى و الثلاثون 32 – بقلم لولى سامى

🖊️ بقلم: لولى سامى – قلم مبدع يكتب لحكايتنا

رواية  وميض الحب – الفصل الثانى و الثلاثون 32 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب الفصل الثانى و الثلاثون بقلم لولى سامى


فرصة ذهبية وهو خير مستغل للفرص …
بعد أن أنهى مكالماته مع عبدالله الذي وضعه فيها امام نفسه ابتسم نصف ابتسامة وهو يتمتم لحاله / هي بنات الناس لعبة ولا ايه !!
حظك يا ابن عمي وقعت مع واحدة تبعي فاشرب بقى ….
نظر للأعلى سائلا حاله /هو صحيح أنا اللي تبعه بما أن هو الأقدم ولا هو اللي تبعي ؟؟
وضع يده أسفل ذقنه مفكرا ليقرر قائلا / هو دلوقتي بره وانا جوة يبقى هو اللي تبعي …
امسك بهاتفه وأجرى اتصالا بها وكأنها كانت تنتظر اتصاله ليجد أنها فتحت المكالمة مع صدوح اول رنة ليعقد حاجبيه متهكما / دانتي مستنية بقى…
وصل لها تعليقه لتعنف حالها ووضعت يدها على فمها لوأد الشهقة ثم فكرت سريعا لتجيبه على تهكمه بطريقة تخرصه فقالت بثقة لا تعرف من اين اتت بها/ بالعكس أنا جيت افتح رسالة واتساب بتاعة صاحبتي انت اتصلت وأيدي جت غلط على. زرا. الرد….
افحمه ردها ليصمت قليلا ويجز على أسنانه لكبت غضبه فهو يريد إطالة الحديث معها …
استشعرت من صمته أسلوبها الفظ لتقضم على شفتاها ندما ….
حاول هو التغاضي عن الجملة السابقة بل وأدار مجرى الحوار ممازحا / كويس جدا دانا أمي دعيالي علشان كنت محتاجك بجد ….
لم تطمئن لهدوءه هذا فتساءلت في ريبه / خير محتاجني في ايه؟؟
ظل يسرد لها حديثه الكامل مع عبدالله دون أن يشعر بأنه استرسل بالحوار….
طوال سرده للأحداث شعرت هي بالسعادة والفخر كونه كان سدهم المنيع الذي يحميهم ويحمي سيرتهم …
بل والأدهى أنها استعذبت حديثه لدرجة أنستها أنه يسرد موضوع خاص بهم من الدرجة الأولى ..حتى انتبهت على سؤاله / ها ايه رايك ؟؟
اخذت حدقتيها تدور بالمكان لا تعلم بماذا تجيبه أو عن ماذا يجيبه ؟؟
شُل تفكيرها قليلا وهي تبحث بين جنيبات عقلها عن أساس الموضوع فقد كان كل تفكيرها أثناء سرده في صوته وشجاعته واقدامه استعداده في الدفاع عنهم فلم تنتبه لاصل الموضوع حتى استمعت لتعليقه قائلا / ملكيش دعوة خالص باللي عملته….
شوفوا عايزين تعذبوه ازاي وانا معاكم قلبا وقالبا …
تعجبت من موقفه لتترك اجابتها جانبا وتسأله عن سبب موقفه هذا / مش غريبه يبقى ابن عمك وصاحبك ومش واقف جنبه !!
ومش بس كدة دانت بتشجعنا ناخد حقنا منه مهما حصل …
حاول تعديل جملتها مصححا / تحاولوا تاخدوا حقكم منه ونرجع الماية لمجاريها مش مهما حصل ….
خلي بالك تفرق كتير ….
تساءلت عن مقصده ليتابع موضحا / تاخدوا حقكم بالشروط اللي تعجبكم وتنشفوا ريقه وتطلعوا عينه كمان لو حابين وانا معاكم ……
لكن مش مسموح الوضع يوصل للانفصال ….
وان مكنش علشان مصلحتهم يبقى علشان مصلحتي ….
بكل جمله لابد أن يضع لغزا هكذا فسرت حديثه لتتساءل بسلامة نية / وايه مضلحتك في أنهم يرجعوا لبعض ؟؟
لوهله تعجب من سؤالها ولكنه ابتسم نصف ابتسامة وهو يجيبها / لا دي هسيبهالهالك تفكري فيها شوية ….
طب ازاي عايزنا ناخد حقنا منه حتى لو طلعنا عينه وانت هتساعدنا كمان !!
انا بدأت أحس إنك مبتحبش عبدالله وفرحان فيه …
من الواضح أنها مرتدية عباءة الغباء اليوم هكذا نعتها ليقلب عينيه للأعلى وهو لا يعلم كيف يتحمل غباءها هذا فمن لمعروف عنه أنه لا يتحمل شرح أو تفسير أقواله ليتعجب من حاله وهو يعلق على رأيها / اولا ياريت بلاش تشغلي احساسك تاني لانه عطلان الايادم دي لابعد حد ….
ألقى جملته واستطرد مفسرا سبب هجومه على عبدالله/ ثانيا بقى عبدالله ده اخويا بجد اللي مجبتوش امي ….
كبرنا سوا وحلمنا سوا واسرارنا دايما مع بعض ….
عبدالله اللي حاربت الظروف علشان احافظ عليه مهما كانت الخسائر…..
لا يمكن اسيبه يتوه في السكه …
* انا مش فاهمه …
هكذا عبرت عن حالها ليردف هو موضحا / يعني لما اقف معاكم ضد عبدالله حاليا ده علشان بنقذه من اللي عايز يغرقه…..
لما اقسى على عبدالله دلوقتي ده علشان ارشده للطريق الصحيح …
عبدالله مش وحش يا يسرا بس اللي حواليه مستغليين حبه لهم لدرجة أنهم ممكن يأذوا عبدالله نفسه …….
لم تقتنع برأيه في عبدالله ولكنها علمت بماذا تجيبه عن اول سؤال لها / بس انا رأيي زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ….
* تؤتؤتؤتؤ……
أطلق صوتا يعبر عن الرفض ثم اتبعه بحزم / محبش اسمع منك الجملة دي خالص لا في حالة اختك ولا في حالتك …..
اخيرا فهمت مقصده لتشتعل وجنتيها خجلا وهي تجيبه بصوت يغلفه الخجل / مش فاهمة قصدك ايه بحالتي …..
أطلق ضحكة عالية دغدغت مشاعرها وتمنت لو كانت تراه الان ليعلق بنهايتها وكأنه يريد كيدها / متاخديش في بالك المهم خلينا في اختك …
عضت على أصابعها وهي تحاول كتم غيظها ….
بينما هو يالجهة الأخرى يتخيل منظرها ثم حاول تغيير الحوار وتحول كليا لصوت حازم يبعد تماما عن النبرة الهزلية السابقة / المهم دلوقتي عايزك تبلغي اختك أن عبدالله ندمان أشد الندم ومستعد يعمل اي شيء المهم انها ترجعله ….
عايزك بقى تشوفيلي اختك مقررة ايه وطلباتها ايه علشان نفكر ونتكتك مع بعض ….
أرادت الهروب من سطوته التي تسيطر عليها تماما وايضا رد الصاع له وإثبات أنها اجابت عنه بمحض الصدفة لتجيبه بكل ثبات / برغم اني عارفة رأي اختي بس هقولها ….
لكن متنتظرش منى موضوع نفكر ونتكتك مع بعض…
علشان أنا اصلا مش هرد عليك تاني بعد كدة….
ولو عايز حاجة تخص يمنى تقدر تكلم يمنى …..
وعن اذنك علشان ورايا مذاكرة ….
نطقت باخر جملتها وأغلقت المهاتفة ليتفاجئ برد فعلها متمتما لحالة / يابنت المجانين دي مش اول مرة تعمليها ….
بس ماشي يا يسرا أن ما عدلتك مكنش جاسر ….
على الجهة الأخرى أغلقت المهاتقة وهي ترتجف بمكانها وتضع كفها موضع قلبها الذي كاد يخرج من بين ضلوعها ليخبره عن مكنوناته بكل صراحة …
انتظرت اتصاله الذي سيطيح بالاخضر واليابس كرد على فعلتها الشنعاء تلك ..
حتى أنها فكرت باكثر من حجة كمبرر لغلق المكالمة …
ولكنها هدأت قليلا حينما وجدته لم يعيد الاتصال لتعتقد خاطئة أنه تقبل الأمر ورحم ضعفها….
استقامت فرحة متوجهه تجاه غرفة اختها ….
دلفت عليها بدون اي سابق إنذار …
ربما حالة السعادة التي اتت بها جعلتها تتناسى اداب الدلوف لتقف بمكانها معتذرة وهي تقول / اسفة يا يمنى دخلت فجأة …..
بس بصراحة كنت فرحانة وقولت اجي افرحك ….
كانت الأخيرة تتمدد على الفراش دون أي رد فعل …
تنظر للأعلى بعيون تملؤها الدموع لتقترب يسرا منها وتجلس بجوارها وهي تحاول التخفيف عنها قليلا / مش هينفع اللي عملاه في نفسك ده يا يمنى ….
عبدالله عرف غلطته خلاص وندمان جدا لدرجة أنه بعت مع جاسر أنه مستعد يعمل اي حاجة بس ترضي عنه ….
التفتت يمنى بنظراتها تجاه اختها وضيقت عيونها سائلة / انتي لسه بتكلمي جاسر ؟؟؟
اعتدلت من رقدتها وهي تنهر اختها قائلة / أنا مش حذرتك وقولتلك ملكيش دعوة. بأي حد من العيلة دي ….
ايييه مستنية لما تاخدي القلم بنفسك …
طب يا ستي خدي القلم من دلوقتي….
جاسر معروف عنه أنه بتاع بنات…..
وتلاقية قفل معاكي وفتح مكالمة مع واحدة تانية …
ولو مش مصدقاني اسأليه يعرف كام بنت قبلك ويعرف كام بنت معاكي ؟؟
أنهت حديثها الصارم والجارح غير عابئة بما فعلته بقلب اختها ….
هي تظن أنها تنقذ الامر قبل اختراق المحظور جدار القلب…..
ولم تدرك أن سهام الحب قد نفذت بالفعل بل والتحمت ولم يتبقى له إلا الاعتراف والجهر به ….
تلقت يسرا تعنيفها بقلب ملتاع لتستقم من جلستها وهي تجاهد عيونها بألا تقذف حممها التي تجمعت على أطرافها ….
ألقت كافة المبررات كمحاولة لحفظ ماء الوجه / أنا ميخصنيش يعرف قبلي حد ولا دلوقتي…
وياريت تبطلي تتوقعي اني دايبة في دباديبه …
مش علشان عحبني مرة وقولتلك يبقى خلاص…
ثم ان كل كلامنا كان عنك علشان لو هترجعي لعبدالله…
بس تمام …..
حاضر يا يمنى مش هكلمه تاني….
وياريت تبقي تكلمي انتي جاسر بقى وتقوليله على رأيك في عبدالله …
وااه ….متنسيش تبقي تقوليله يبعد عني ….
ألقت بقذائفها دفعة واحدة وانطلقت عائدة لغرفتها تشكوا فيها حالها وتلعن لوعة قلبها ….
مقررة وأد حبها قبل توهج نيرانه بقلبها ….
بينما الأخرى فور خروج اختها من غرفتها أمسكت بهاتفها مقررة إنهاء كل الخيوط التي تؤدي لأختها خوفا عليها من الوصول لنفس المصير ….
كان يجلس على مقعده بأريحية تامة …
ابتسامته العذبه تنير وجهه وهو يشاهد الصور الذي مازال محتفظا بها منذ عرس ابن عمه …
يتأمل في ملامحها البريئة والشقية بذات الوقت …
يحادث الصورة وكأنها تجيب عليه / هنفضل نلف وندور على بعض كتير كدة ؟؟
ماهو مينفعش مشاكل الناس توقف حالي برضه ….
انا اروح لابوكي واقوله عبدالله ده مليش دعوة بيه …
امسك ذقنه وعقد حاجبيه وكأنه استمع لاعتراض الصورة فذم شفتيه قائلا / عندك حق لو انا مليش دعوة بعبدالله اختك هتعملي فيها ايه !!
رفع حاجبيه ونظر بالاتجاه الاخر ثم التفت فجأة لشاشة الحاسوب الذي تملؤها صورتها قائلا بمعارضة/ بس أصل اختك دماغها ناشفة اوي يا يسرا حاولي تلينيها شوية ….
وعلى إثر سيرتها وجد هاتفه يصدح بجواره معلنا اتصال باسم يمنى لينظر بهاتفه بتعجب ثم التفت للصورة سائلا / ايه لحقتي تقنعيها ؟؟
امسك الهاتف وفتح المهاتفة وقبل أن يلقي التحية وجد وابل من الاسئلة تطرح عليه بعصبية مفرطة / عايز من اختي ايه يا جاسر ؟؟
بتلف وتدور عليها ليييه ؟؟
عايز تضمها لقايمة البنات اللي تعرفهم؟؟
ولا ناوي تشربها المر زي ابن عمك ؟؟؟
حاول إيقافها مرارا إلا أنها كانت تتحدث دون أن تستمع لحرف وكأنها تصك أذنيها عن أي كلمة….
لذلك تركها تخرج كل ما بجعبتها لربما تهدأ قليلا …
أكملت بقذائفها / ياريت ترجع للبنات اللي تعرفهم وتسيبك من يسرا …..
علشان من رابع المستحيلات أن بابا يوافق على جوازكم ….
وخاصة لو انا حكيت اللي لحد دلوقتي مقلتوش ….
انا لحد دلوقتي عاملة حساب للعيش والملح ومش راضية اوحش صورتكم اكتر من كدة واحكي على كل اللي عندي …
بس لو اضطرتني اعملها علشان احمي اختي هعملها ومش هتردد لحظة …..
* ويا ترى انتي مش راضية تحكي علشان العيش والملح زي ما بتقولي ولا علشان يكون في باب موارب للرجعة ؟؟
معروف عنه صراحته الفجة والتي يواجه بها دائما من يحاول المراوغة …
ألقى بسؤاله المستفز قاصدا النبش بقلبها …
شُلت كلماتها أمام مواجهته لها …
هدأت ثوارتها الظاهرة لينبع محلها ثورة من نوع اخر …
ثورة اشتياق وعشق …
تساءلت بداخلها نفس سؤاله لتجد الإجابة أنها مازالت تحتفظ بحبه بقلبها ولا تريد تشويه صورته بشكل نهائي …
صمتا كلاهما لوهلة ليلقي جاسر تصريحه الاخير بوجهها وكأنه يلقي بالكارت الاخير للمواجهه/ ياريت متفكريش بانانية وقسوة يا يمنى
وتبطلي تحكمي على اختك لمجرد انك مريتي بتجربة ممكن تكوني اتصرفتي فيها من البداية غلط …
شعرت أنه يحاصرها ويطوق أفكارها لتحاول التملص من حصاره هذا فخرجت عن صمتها بالقاء قنبلتها
التي تتوقع أنه ليس على علم بها / ياريت تسأل ابن عمك اللي بيوهمك أنه بيحاول يرجعني عمل ايه في موضوع الشباك اللي بالمنور وياترى واجه التعبان ولا لسه سايبه …..
لما توصل لإجابة السؤال منه ابقى قولي ساعتها آمن اختي تدخل العيلة دي ازاي …
ولحد ما تجاوب على السؤال ياريت متكلمش اختي تاني …
اوصدت الهاتف دون حتى أن تلقي بسلامها …
يبدو أن الجنون وراثة بهذه العائلة …
هكذا علق جاسر ثم قضب جبينه متسائلا عن سؤالها الاخير ….
ماذا تقصد بنافذة المنور ؟؟
وعن اي ثعبان تتحدث فالثعابين كثر بأسرة عبدالله…
اغلق الحاسوب الذي امامه واستقام ليعود لمنزله وهو يقرر سؤال عبدالله ……
……………………………
عادت فتون اخيرا لتجد التجهم والغضب والحزن يخيم على أوجه كل من بالمنزل ….
دلفت متعجبة من حالتهم فلم تكن حالتهم هكذا قبل خروجها ….
جلست بصمت تام وكأنها تشاركهم صمتهم …..
ظلت تنظر تجاه دعاء وهي تتخيل مدى الحسرة التي ستعيشها حينما تعلم بما تم لها ….. ..
مررت نظرها تجاه حكمت تتفحص فيه كم القسوة والدهاء التي تتعايش بهم…
انتبهت على انين سمر وهي تمسك رأسها تارة وتارة أخرى تضع ايديها على أذنها تتألم بشدة لتعلق دعاء بنصيحة يغلفها القسوة / ما تدخلي تريحي جوة شوية بدل الزن ده …
خلينا نفكر في النكبة اللي احنا فيها …
التفت اليها عبدالله بنظرة غضب وهو يلومها / في ايه يا دعاء؟؟
اختك تعبانة ومقهورة مش ناقصة تكملي عليها …
لوحت دعاء بكفها وهي تمتم بصوت مسموع / والنبي ما حد مقهور غيرنا …
واحدة مبتعرفش تخرج لوحدها بتخرج لييه كانت قالتلي وانا كنت رحت معاها ….
كانت تمرر نظراتها بين دعاء وعبدالله لا تعرف على ماذا يتحدثون….
وسمر تأن وتبكي غير عابئة بالحديث الدائر وكأنه لا يخصها من الاساس …
رأت حكمت الوضع سيحتد قليلا لتحاول انقاذ الأمر فنظرت تجاه فتون أمره إياها / قومي يا فتون دخلي سمر اوضتها واديها العلاج …
ثم مررت نظرها تجاه سمر قائلة / يالا يا سمر ادخلي مع فتون والصباح رباح…..
نهضت فتون متجهه نحو سمر ولكن الأخيرة لم تعلق ولم تنهض من الاساس لتربت فتون على كتفها ….
رفعت سمر عيونها الدامعه تجاه فتون لتجدها تحرك شفتاها وكأنها تتحدث …
عقدت سمر حاجبيها تتسائل بحيرة / انتي بتقولي حاجة يا فتون ؟؟؟
انتبه الجميع على سؤال سمر لينادي عبدالله على سمر حتى تنظر إليه ولكنها لم تلتفت نحوه …
لتجحظ عيون فتون وتصدر الشهقات من دعاء وحكمت ….
لتنادي حكمت بصوت أشبه للصراخ لسمر وهنا التفتت لها سمر متسائلة / في ايه يا ماما عايزين ايه ؟؟؟
زفروا جميعا بقليل من الارتياح لتخبرها حكمت بصوت عالي نسبيا / ادخلي ريحي يا سمر وخدي العلاج …..
استقامت سمر وتبعتها فتون لداخل غرفتها ….
نظروا جميعهم لبعض بريبة وكأنهم يحاولون التحدث بلغة العيون خوفا من نطق أحدهم بما يتوقعونه ….
ولكن عبدالله لم ينتظر فألقى عليهم مخاوفه / الموضوع اللي عند سمر مينفعش نسكت عليه ….
انا بكرة هدورلها على دكتور شاطر واخدها عنده ….
اومأت حكمت برأسها لتتبعها دعاء معلقة بقسوتها المعتادة / أنا قلبي وقع في رجلي لما حسيت انها مش سمعانا ….
ده لو حصل تبقى كارثة مش هنعرف نتعامل معاها …
بس أن شاء الله هيطلع دور التهاب ويروح لحاله……
نظر عبدالله لها باشمئزاز واستقام خارجا متوجها لشقته ….
تعجبت دعاء من أسلوبه لتنظر لوالدتها متسائلة / ماله ده ؟؟
تشدقت حكمت بشفتاها وهي تتساءل بتعجب / بقى مش عارفه ماله !!!
لما تقولي مش هعرف اتعامل مع اختك لو حصلها حاجة وبتسألي ….
تعجبت دعاء من تساؤل والدتها لتجيب عليها بوقاحة تامة /الله هو أنا قولت ايه غلط ؟؟
طب ماهو صحيح هنتعامل معاها إزاي بالاشارة ؟؟
نظرت لها حكمت بتوجس وكأنها لأول مرة ترى نتاج سمومها …
أكملت دعاء حديثها بتعجب من الأمر / بقى دعاء اللي بتسمع دبة النملة وتنقلنا الاخبار كلها يحصلها كدة …..
يالا ربنا يشفيها …….
حاولت حكمت تغيير مجرى الحوار بعد أن دعت لابنتها بالشفاء / المهم خلينا موضوع عبدالله وفتون قربي كدة علشان تسمعيني كويس ….
همست حكمت لدعاء في أذنها خوفا من استماع أحدا لهم وأخذت الأخيرة تومأ برأسها تعبيرا عن موافقتها على المخطط لتنهي حكمت حديثها قائلة /
الموضوع ده يتم بكرة بالكتير….
قبل ما صبري يتجن في عقله ويعمل حاجة ….
سامعة !!!
……………………………
بداخل الغرفة اجلست فتون سمر وحاولت التحدث معها بصوتها الطبيعي كمحاولة لاختبار حاسة السمع لديها ولكن من الواضح أن شكها في محله …
لاحظت سمر تحرك شفتاي فتون وكأنها تتحدث ولكنها لم تستمع لصوتها لينتابها قلق ورعب فسألتها بوجل / انتي بتقولي حاجة يا فتون؟
انا مش سمعاكي ….
ارتسمت الابتسامة الشامتة على وجه فتون بدون قصد لتمتم بداخلها بسعادة / انتقام ربنا احسن …
ثم تحدثت بنبرة صوت اعلى قليلا وعي تحاول طمأنة سمر / لا يا حبيبتي كنت بغني في سري ….
ألقت مبررها وهي تمد يدها بقرص الخديعة لتبتلع سمر القرص معتقدة خاطئة أن فتون لم تتحدث وان شفاءها في هذا القرص
قوليلي بقى زعلانة ليه ؟؟؟
ألقت فتون سؤالها بصوت عالي فهي أيقنت أن سمر الان لن تسمع الاصوات الطبيعية ……
سردت لها سمر كل ما تم كما سردت لعائلتها ولكن فتون كانت ترى ما خلف الكواليس فهي تعلم جيدا أنها كانت تقابل وليد وتعرف نوايا هذا الخبيث والذي توقعت أن ربما يكون له تدخل بهذا الأمر ….
فلم تعلق على الموضوع برمته سواء بكلمة واحدة ترى أنها تستحقها / بالشفاء ….
……………………………………..
أنهت دعاء حديثها مع والدتها لتعود إلى شقتها وقد اخبرت فتون أن تظل مع سمر ربما احتاجت إليها …..
لاحظت دعاء تأخر سيد لتحاول الاتصال به إلا أن الأخير لم يجيبها …..
بعد فترة قليلة عاد متجهم الوجه ليدلف مباشرة لغرفة النوم دون حتى أن يحدثها …..
تعجبت من حاله ولكنها لم تعتاد على مراضيته فدلفت خلفه وتسطحت على الفراش استعدادا للنوم …….
…………………………………
اشرق النهار معلنا عن بداية يوم جديد بأحداث جديدة وربما بحياة جديدة ……
توجه عبدالله لعمله بملابس غير مهندمة وشعر غير مهذب ومزاج عكر وذقن قد طالت بشكل يخبر كل من يراه أنه بحالة مزرية …..
تساءلت حكمت زوجة ابنها هند عن صبري لتعلم أنه لم يحضر منذ الأمس ليطمأن قلبها أن اليوم هو الموعد المناسب …..
بعد انتهاء الافطار واعطاء سمر جرعة الدواء الذي لم يؤثر عليها سواء أنه يجعلها تغط في نوم عميق ..
طلبت حكمت من فتون الصعود لشقة عبدالله من أجل غسل وتنظيف فرش بشقته ….
ثم اجرت حكمت اتصالا بدعاء أمام فتون قبل رحيلها أن تلحق بفتون ولا تتركها بمفردها ….
وبرغم اعتراض دعاء على الموعد بسبب وجود زوجها إلا أن حكمت أشارت لها باسبابها / معلش يا دعاء استاذني من سيد ساعتين بس عبدالله مش موجود وصبري كمان يعني يادوب تلحقوا تخلصوا ….
بالفعل صعدت فتون ولحقت بها دعاء….
شرعن بالفعل في غسل بعض المفروشات الأرضية ولاول مرة ترى فتون شخصية دعاء المازحة….
كانت دعاء تمزح بسكب الماء على فتون لتبادلها الأخيرة بنفس الفعل …..
ظلا يتبادلان تراشق المياه حتى شعرت دعاء بالبرد فاستاذنت قائلة / يخرب بيت شيطانك يا فتون من زمان مضحكتش ولعبت كدة ….
أجابت عليها فتون بسلامة نية / اوعي تكوني زعلتي انتي اللي بداتي الاول …
ضحكت دعاء وهي تؤكد عدم غضبها ثم انتبهوا كلاهما على اتصال بهاتف دعاء والذي كان من والدتها ….
بعد أن أجابت على والدتها استأذنت قائلة / سيد تقريبا عايزني هنزل اشوفه هو وماما وطلعالك تاني …..
تركتها قليلا وتوجهت لغرفة أخيها قبل أن تهبط ثم عادت حاملة قميص شفاف من ملابس يمنى ….
مدت يدها لفتون وهي تقول / غيري هدومك المبلولة دي قبل ما تاخدي برد وانا هنزل اغير واشوفهم عايزين ايه واطلعلك علشان نخلص ….
تركتها دعاء وانسحبت لتقف فتون متعجبة بما أتت لها دعاء من ملابس …..
فتحت القميص لتجد أنه قميص نوم مثير فأخذت تتساءل هل هذا القميص هو من سيحميها من البرد ؟؟؟
شعرت أن هناك خطب ما لتضع القميص على الأريكة مقررة إنهاء تواجدها بهذه الشقة ….
دلفت للغرفة للبحث عن ملابس أخرى فلم تجد على المشجب سوا جلباب لعبدالله فسحبته مؤقتا وتوجهت للمرحاض حتى تغتسل وتخرج من الشقة ….
خلال دقائق استمعت لاحد يفتح الباب فاعتقدت أنها دعاء لترتدي الجلباب وتخرج من المرخاض…..
دلف الشقة متعجبا من كم المياة السائلة حوله توجه ناحية المرحاض لغلق الصنبور فإذا بباب المرحاض يفتح وتخرج فتون من داخله ….
فور رؤيتها له تسمرت مكانها خاصة وهي ترتدي حلبابه ….
أما هو فور رؤيته لها عرف انها سبب في كل هذه الفوضى…..
أخذ يصرخ بها غاضبا ومتسائلا/ انتي بتعملي ايه ؟؟؟
فزعت فتون من صوته ولم تستطع إجابته مما زاد غضبه فأخذ يكرر سؤاله بعصبية وغضب نتيجة لإفساد كل شئ / بوظتي السجاجيد وبوظتي العفش ….
مين قالك اعملي كدة ؟؟
انتي بتعملي هنا اييييه؟؟
كانت تقف مرتعشة أمامه تحاول بقلة حيلة شرح موقفها ولكنه لم يمهلها وقت للإجابة بل جن جنونه واخذ يمسكها من كتفيها ويهزها وكأنه وجد مخرج لكم الغضب بداخله….
خرجت هند على إثر الصوت لتدلف للشقة فترى عبدالله ينهر بفتون وممسكا بها قائلا / حرام عليكي عملتي كدة ليه ؟؟؟
رأت هند فتون بجلباب عبدالله لتجحظ عيونها وتضع كفها على فمها وقد ترأى لعقلها صورة اخرى….
صعدت دعاء مهرولة وخلفها سيد لتدلف للشقة وهى ترى فتون بملابسها اخيها ….
برغم انها توقعت ملابس أخرى ولكن عقلها بلور الفكرة سريعا واعاد صياغتها بثواني معدودة….
دلف خلفها سيد الذي نظر لفتون بريبة بينما الأخيرة اخذت تبكي وهي تهز رأسها برفض لتوقعاتهم وتصوراتهم …..
تصنعت دعاء المفاجأة وهي تضيغ الأمر بطريقة أكثر ريبة….
فأخذت تحاول تهدأة أخيها ولكنها بالحقيقة تحاول زرع وتثبيت الفكرة برؤوس المتواجدين / أهدى يا عبدالله وسيبها يمكن عملت كدة علشان بتحبك يا حبيبي وعينها منك ….
أهدى يا عبدالله….
لم ينتبه عبدالله للسموم التي تحاول دعاء دسها…
ولكن كلماتها المسمومة وصلت لجميع الاذان المتواجدة وكلا فسرها حسب تخيلاته….
حضرت حكمت اخيرا فإذا بفتون تهرول تجاهها محاولة التشبث بأي امل يثبت براءتها / الحقيني يا خالتي مش انتي اللي قولتيلي اغسل السجاجيد ….
والله دعاء غرقت……
لم تمهلها حكمت من الاسترسال لتقطع حديثها بجملتها / بس مقولتش ليكي البسي لبس عبدالله واقعدي استنيه بالشكل ده ….
والله اعلم باللي حصل بينكم بقى…
لو عينك منه كنتي قوليلي …..
لكن تلبسي جلابيته وتستنيه دي مينفعش يتسكت عليه …..
هنا انتبه عبدالله لحديث والدته ودعاء ليتساءل باندهاش من تغير مجرى الحوار وصرخ بهم ناهرا / ايه اللي انتوا بتقولوه ده !!!
لتشير حكمت لما ترتديه فتون باستنفار/ واللي لابساه ده نقول عليه ايه ؟؟
لو متفقين ومنسجمين مع بعض قولولي لكن مبقاش زي الاطرش في الزفة بالشكل ده….
للوهلة الاولى انتبه على ما ترتديه فتون من إشارة والدته وحديثها المستفز….
نظر تجاه فتون متساءلا باندهاش/ ايه اللي انتي لابساه ده ؟؟؟
لابسة كدة لييييه ؟؟؟
وجهت حكمت سؤالها لعبدالله بصوت عال أو بالأحرى اتهامها قائلة / انت هنا من امتى يا عبدالله ؟؟
يعني معتدتش عليا وانت طالع ولا جاي من بدري وأحنا مش عارفين !!!!
وهل حصل حاجة بينكم لدرجة أنها تلبس جلابيتك ؟؟؟
ذعر عبدالله من اتهام والدته ليلتفت إليها بغضب متسائلا باستنكار تام / ايه اللي بتقوله ده يا ماما ….
انا لسه جاي اساسا ….
دانتي حتى اللي اتصلتي بيا علشان المائة السايبة في شقتي……..
حاولت الشوشرة على اخر جملته لتعنف فتون باقذر السباب وتلعن قدومها / دانا اعتبرتك بنتي تقومي تدنسي البيت بالشكل ده وتطعنيني في ابني….
بس ملحقوقة ….
البيت ده لازم يفضل طاهر …..
التفتت فجأة لعبدالله بوسط زهول كلا من فتون وعبدالله وبأمر نافذ ونبرة لا تقبل الجدال وكأنها تنطق بالحكم النهائي / خلاص يا عبدالله ملوش لازمة نقول ونعيد…
إذا كان حصل حاجة بينكم أو البنت عشقاك لدرجة أنها تلبس جلابيتك وتستناك….
فدي برضك بنت خالتك واللي يعرها يعرنا ….
ولازمن تستر عليها…
صرخت فتون بقلب منفطر وهي تحاول تحرير صورتها من ايطار الفسق التي تصر حكمت تقيدها به ….
صرخت بأعلى صوتها من بين شهقاتها ونحيبها …
ربما حررت ذاتها من وصمة العار هذه / والله ما عملت حاجة….
ولا بينا حاجة….
أنا مظلومة يا ناس….
حرام عليكم مينفعش كدة …..
حاول عبدالله التملص من أجحاف حكمت المستبد ليرفض بصورة قاطعة الموضوع برمته شكلا وموضوعا / قولتلك مفيش حاجة بينا ….
وجواز مش هتجوز ..؟
علشان أنا اصلا متجوز …..
وكلمة كمان هسيبلكم البيت وامشي ….
نطق عبدالله بجملته كمحاولة لإرضاخ والدته عن حكمها إلا أن الأخيرة نطقت بكل جبروت وطغيان / لم الفضيحة واكتب عليها وامشي زي مانت عايز …
جحظت عينيه وهو يرى والدته تحكم الشِباك حوله وكأنه لا يوجد سبيل غير الرضوخ لاوامرها ….
أخذ عقله يفكر سريعا في كيفية الهروب من هذا المأزق ليتوصل عقله لمبدأ المراوغة والمماطلة لحين التفكير في حل في هذه الداهية بالاتفاق مع فتون ..
إلا أنه افلج تفكيره حينما استمع لكلمة والدته الحاسمة وهي تنظر تجاه سيد قائلة بحزم / روح يا سيد شوف مأذون بسرعة…..
مش هينفع نستنى ولا دقيقة بعد كدة……..
لازم نلحق الفضيحة …….
* تتجوز إزاي وهي متجوزة !!!!!
………………………..


تعليقات