" " " " " " " " رواية وميض الحب – الفصل الثالث عشر 13 – بقلم لولى سامى
📁 آحدث المقالات

رواية وميض الحب – الفصل الثالث عشر 13 – بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب – الفصل الثالث عشر 13 – بقلم لولى سامى

🖊️ بقلم: لولى سامى – الأديب المبدع لدى موقع حكايتنا

رواية  وميض الحب – الفصل الثالث عشر 13 – بقلم لولى سامى

 

 

رواية وميض الحب الفصل الثالث عشر بقلم لولى سامى



بالاسفل وصل خبر زواج مصطفى طليق سمر إليهم والتي كانت صفاء تجاهد في اخفاءه حتى لا يصل خبر حضورها الحفل ولكن من أراد إيصال الخبر كان هدفة الاصلي من هذا هو إيصال حضور اختها ليقع الخبر كالصاعقة على سمر وحكمت ولكن كلا منهن لها شعورها الخاص ..
فسمر كانت تتوقع عودة مصطفى لها طالبا العفو بعد أن تركت له أبناءها كنوع من الضغط ولكنه لم يعد بل وتزوج بأخرى لتتأكل النيران قلبها وجلست تقضم باظافرها وتبكي حظها ولكنها لم تعطي لعقلها فرصة ولو قليلة حتى تفكر في سبب ما هي فيه أو حتى تشعر بالندم لما وصلت إليه…
بل أنها رأت نفسها ضحية الحظ العسر والإختيار الخاطئ ..
كما تذكرت خبر حضور اختها الحفل والذي ضاعف من حزنها واحساسها بالضحية …
مليئت عيونها بالحقد وهي تتخيل اختها التي لم تعر لمشاعرها اي اهتمام…
بل وذهبت لحضور الحفل حتى تستمتع مع زوجها وابناءها ونهاية الليل تنعم باحضان زوجها….
بينما هى تتقلب على جمر فراشها لتتمنى لأختها أن تعيش حالها وتشعر بما تعانيه …
أما حكمت فقد شعرت بالخزي وخيبة الرجاء من ابنتها صفاء …
كيف وافقت زوجها على الذهاب معه ؟
الهذه الدرجة هي مسيره وملك يده ؟؟؟
لماذا خانعة لهذا الحد ؟
الم تفكر ولو للحظة باختها ؟
الم تفكر أن تعارضه ولديها الحجة القوية؟؟
توعدت حكمت لصفاء لتمسك بهاتفها وهي تتوعد بهذا المتسلط كما تنعته
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
وصلت صفاء بوقت قياسي لمنزل والدتها وكان متزامنا مع وصول عبدالله الذي قابلها على باب منزلهم عندما رأها تترجل من سيارة الأجرة ليهم بالذهاب لسائق السيارة ويصر على دفع أجرة السائق لتشعر صفاء بالفخر أن لها اخ كهذا .
احتضنها ثم توجها للمنزل ودلف بمفتاحه وهو ينادي /يا أم عبدالله صفاء جت .
فور ذكره لهذه الجملة وجد سمر تطلق صيحات سباب وتهرول عليها متوعده لها لتحتمي صفاء خلف أخيها بينما هو أخذ يمنع وصول سمر لصفاء بدون أن يعي سبب هذه المشاجرة .
وعلى حين غرة اثناء ما كان يحاول في الفصل بينهم فإذا بحكمت تقدمت من الخلف لتمسك بشعر صفاء ساحبة إياها لتطلق صفاء صراخا من أثر سحبها ليستدير عبدالله متعجبا مما يحدث وينطلق محاولا تخليص صفاء من ايدي والدته واخته سمر التي فور التفاته توجهت مباشرة لوالدتها تكيل لصفاء بعض اللكمات .
هرول كل من بالمنزل على هذا الصراخ المدوي من سمر وصفاء ووعيد حكمت حتى عبدالله كان صوته عال يحاول إنهاء هذا التشابك .
هبطت دعاء التي فور أن رأت المنظر هرولت تحاول عبدالله في التفرقة بينهم .
بينما هرولت خلفها هند واتخذت مقعد المشاهد وهى تتمنى أن ينهى هذا الخلاف عليهم جميعا .
أما يمنى فور استماعها لهذه الصرخات ارتدت إسدال الصلاة الخاص وخرجت من شقتهاةلتجد صابر أمامها ليشير لها أن تتقدم وتهبط هي أمامه فينتهز الفرصة هو ويهبط خلفها .
فور وصولها بالاسفل حتى رأت المشهد فحاولت التدخل ولكن وجدت يد هند تمسك بها قائلة / متدخليش هما اخوات في بعض .
وقفت يمنى تحاول إدراك فحوى جملتها. بينما هند نظرت لصابر الذي رأته يتفحص بيمنى من خلفها لتوكزه قائلة / ما تقدم حوش بين اخواتك بدل وقفتك الغلط دي .
انتبه صابر لحاله ليقتحم المعركة ساحبا سمر من خصرها للخلف قليلا بينما عبدالله استطاع أن ينجد صفاء من براثن والدته لتقف صفاء تبكي خلف عبدالله وقد أدركت اخيرا سبب دعوتها لتكفكف دموعها وتحاول تهذيب شعرها المشعث من أثر الخناقة ..
بعد قليل هدأ الأمر قليلا حتى جلست صفاء تحاول الاحتماء عبدالله الذي كان شغله الشاغل حمايتها فلم ينتبه لزوجته التي تقف بزاوية بالغرفة تشعر بالضيق من نظرات صابر الذي يواجهها من الجهة المقابلة.
تشعر أن نظراته غير بريئة بل تشعر أنه يعريها.
أما صابر الذي كان يختلس النظرات ليمنى محاولا تبين تفاصيل الثياب الذي ترتديه أسفل الاسدال مدى طوله ولونه وطبيعته.
ليدقق النظر بها إلا أن زوجته من حين لآخر تزغر له ولكنه لم يعر لنظراتها اهتماما.
في ذلك الحين كانا يتشاجرا كلا من سمر وصفاء وحكمت على ذهاب صفاء لهذا الحفل وعدم اعتراضها لتجاهد صفاء كل هذا اللوم الساقط عليها وتحاول تبرير موقفها بما يترائى مع شخصياتهم الخقودة فصرخت قائلة وهي توجه نظراتها لسمر / أنا رحت علشان خاطرك…
رحت اشوف اللي اختارها من بعدك هيكون شكلها ليه ؟؟
رحت علشان اتاكد أنه خسرك يا سمر .
حديث صفاء أثلج قلب سمر قليلا بينما كل هذه المبررات لم تقنع حكمت ولو قيد أنملة لتبتسم بطرف شفاها وتترك الساحة بين بناتها تشاهد وترى من ستقنع الأخرى منهم.
بعد انتهاء حديث سمر وصفاء حاولت دعاء لملمة الموقف لتحسم قائلة / صلوا على النبي يا جماعة هنتخانق علشان كلب ميستحقش التفكير حتى.
ثم التفتت تجاه صفاء معاتبة اياها وكأنها تعلم ما بين السطور / بصي يا صفاء فضولك هيزعل منك اقرب الناس .
وان جينا للحق مكنش المفروض تحضري حتى لو فيها طلاقك .
التفتت صفاء إليها بعيون متسعة وكادت أن تنطق معترفة بكل شئ لولا أنقذها كلمة اهيعا عبدالله هادرا بالجميع/ خلاص بقى الموضوع اخد اكتر من حقه.
ثم التفت كليا تجاه سمر بعيون مشتعلة غيظا معاتبا / في ايه يا سمر بتعملي كل ده علشان ايه ؟
مش هو ده اللي قولتي مش عايزاه ؟
مش هو ده اللي ياما اتحايلت عليكي علشان تهدي وترجعي له وانتي اتمسكتي برايك !!
اشمعنا دلوقتي حلي في عينك ؟؟
كادت أن تنطق سمر ليهدر بها مخرصا إياها / ولا كلمة خلاص انتي اخترتي ومنقدرش نجبره يترهبن عقبال ما تحني عليه.
انخفضت سمر انتظارها للاسفل فهي حقا من اختارت طريق العناد لتنتبه على سؤال أخيها / اخر كلام لو عايزة اولادك قوليلي وانا هجبهملك لحد عندك غير كدة مسمعكيش تتكلمي عنه في حاجة كمان .
رفعت سمر عيونها تنظر لعبدالله وكل العيون تحاوطها تنتظر قرارها الاخير لتضيق سمر عيونها وتتلبسها روح العناد ثانية قائلة بإصرار / لا مش عايزة العيال خليهم مع ابوهم علشان السنيورة تعرف انها اخدت راجل بعياله مش يتهنى هي وهو وانا أشيل الطين.
كان يعتقد أن عنادها قد خمد إلا أنه فور نطقها بجملتها هذه اغلق عيونه ويزم شفتاه بضجر من تفكير أخته العقيم التي قد اعماها عنادها حتى عن حالها وحال أبناءها.
زفر أنفاسه ولم يعلق على اختيارها فقد رأى أنها اختارت عقابها لا خلاصها بينما حكمت ودعاء فور نطق سمر لقرارها ابتسمت كلا منهما فقد شعرا بالقلق لوهلة أن تختار سمر أبناءها وحينها ستنشغل بهم عنهم وهذا قد يؤثر على مصالحهم .
بينما صفاء صعقت من قرار سمر فقد كانت تتوقع انتهازها لآخر فرصة وتطالب بعودة أبناءها لاحضانها فهى لا تتخيل أن تبتعد عن أبناءها ليطمئن قلبها قليلا أنها باتباعها زوجها لم تظلم اختها بل إن اختها من اختارت أن تظلم نفسها.
أنهى عبدالله الحوار كليا ليتركهم ويصطحب يمنى للأعلى لينصرف صابر وتبعته هند وابناءها بينما ظلت حكمت وبناتها الثلاثة لتنشق عنهم سمر وتدلف لغرفتها صافقة الباب خلفها لتنهض صفاء مسرعة تلملم اشياءها وهرولت لخارج المنزل متوجهه إلى منزلها دون أن ينادي عليها أحد ليظلا حكمت ودعاء ينظرا لبعضهم بصمت تام حتى قطعت دعاء هذه النظرات قائلة / اقطع دراعي لو مكنش جوز صفاء غصب عليها علشان يحرق دمنا.
ابتسمت حكمت بجانب فمها وهي تؤكد على حديث دعاء لتكمل هى / معلش بكرة يمرمطها وترجعلنا تطلب نقف جنبها وساعتها وحياة أمه لمرمطه في المحاكم واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليه.
عقدت دعاء حاجبيها لا تعي ما ترمي إليه والدتها لتساله باستفسار / مش فاهمة كلامك!!
قصدك هتستني لما يختلفوا وصفاء تيجي تشتكلنا ؟؟
بس ممكن صفاء متقولناش حاجة..
اتسعت ابتسامة حكمت وعيونها تنطق شرا قبل فاهها وهي تقول / ده لما تكون المشكلة بينهم ومحدش يعرف عنها حاجة…
لكن لما تكون المشكلة من خلالنا وفي نفس الوقت ميبنش تدخلنا ساعتها هتجلنا جري تقول الحقوني .
ظلت دعاء بملامح توحي بعدم الفهم لتستطرد حكمت قائلة/ قومي هاتيلي الموبايل وهتفهمي وانا بعمل المكالمة دي …….
…………………
داخل غرفة سمر ارتمت على فراشها تبكي بحرقة وهي تشعر بقلبها يتلظى بنار الغيرة.
لا تعرف اتنعي حظها ام تنعي غباءها..
ظلت تبكي حتى شعرت أن بجوفها صرخة مدمرة يجب أن تخرجها من صدرها وإلا سيحترق قلبها بنار حارقة.
دست وجهها بوسادتها لتطلق صرخاتها القابعة بصدرها واحدة تلو الأخرى حتى خارت قواها من كثرة صرخاتها لترفع راسها وهي تلهث محاولة استنشاق الأكسجين الذي ازاد من اشتعال نظراتها حقدا على اختها التي رأت أنها تتنازل عن كبرياءها وتطاوع زوجها من أجل استمرار زيجتها والتنعم بقرب أبناءها….
………………………
صعد صابر لشقته ودلف بها ليرتمي على الأريكة أمرا زوجته بأن تعد له الغداء فيومهم كان شاق ..
بالفعل جلسوا جميعهم يتناولون طعام الغداء ليأمرها بعده أن تنيم أبناءه لتستعد لليلة حميمية كتعويضا عن احداث اليوم المكئبة على حد قوله.
اصطحبت هند أبناءها لغرفتهم وظلت بجوارهم حتى غفيا كلا منهم لتتسحب على أطرافها حتى وصلت لغرفتها فوجدت صابر مددا على الفراش يرتدي سروال قطني فقط.
أغلقت الباب خلفها لتستمع له وهو يقول / غيري الجلابية دي والبسي حاجة تفتح النفس.
أطلقت زفيرا حارا وهي مازالت تعطيه ظهرها لتتوجه مباشرة إلى الخزانة تخرج قميص وترتديع بينما هو كان يشاهد شئ ما بهاتفه فلم ينتبه لما ترتديه.
فور أن أنهى ما يشاهده ترك هاتفه على الكوميد بجواره وانتصب متوجها لهند التي فوجئت به يسحبها سحبا للفراش بطريقة عنيفة لم يتبعها معها من قبل.
بعد قليل اعتدل من فوقها وهو يلهث وينعتها بالبرود ثم ينظر لها باشمئزاز قائلا / ست نكدية صحيح نكدتي عليا الصبح والمسا إلا ما لاقي فيكي حاجة عدلة جتك الهم …
سحبت هند الشرشف تواري بها جسدها ودموعها تنساب على وجنتيها وهي تعاتبه قائلة / أنا برضه اللي نكدية ولا انت اللي بقيت غريب؟
ايه اللي انت عملته ده حرام عليك أنا بنت ناس مش جايبني من الشارع…
لوح بكفه وهو يشعل سيجاره قائلا / انتي ولا حصلتي بنت ناس ولا حصلتي بنت من الشارع جاتك الهم انا قرفت منك مش عارفه تمتعي جوزك إزاي؟
انتفضت جالسة وهي تصيح به متذنرة / حرام عليك بقى دي مبقتش عيشة انا قرفت منك ومن اهلك.
اخدم تحت واتهان فوق علشان ايه.
أنا بكرة رايحة لأهلي مادمت مش عجباك .
التفت لها غاضبا فور سماعه لحديثها ليمسك بشعرها هادرا بها / بقى قرفتي مني يا بنت …..
أنا هعرفك القرف بصحيح.
أخذ يضربها ضربا مبرحا وهي تصرخ وتحاول الاحتماء من عنفه بشرشف الفراش حيث أنها مازالت عارية والضرب يؤثر بها تأثيرا مضاعفا
استيقظ الاطفال على صراخ والدتهم وأخذا يطرقون على باب غرفتها إلا أن صبري لم يستجيب لبكاءهم أو نداءهم ليتوجه الاطفال إلى شقة عمهم عبدالله يطرقون عليه ليحاول إنقاذ والدتهم من براثن والده .
………………………………….
منذ قليل بشقة عبدالله فور صعوده واصطحابه ليمنى دلفا سويا ليجلسا على اقرب أريكة واضعا عبدالله رأسه بين كفيه وبجواره يمنى لا تعلم بماذا تخفف من وطأة ما حدث.
استقامت تعد الغداء لتتذكر ما فعلته دعاء بها لتقرر أخباره أثناء تناولهم الطعام إلا أنها تراجعت حينما وجدته يتناول طعامه في صمت تام وكأنه مكبلا بالهموم فلم تعرف اتزيده همومها ام تتنازل عن نصيبها اليوم ويكفيه ما عاناه!؟
بعد الغداء بقليل ظل جالسا بصمت زارعا وجهه بين كفيه وهي تجاوره بصمت .
مسدت على ظهره محاولة وهي تقول / متشلش الهم يا عبدالله كله هيبقى كويس أن شاء الله ..
رفع رأسه ونظر إليها وملامحه بها شئ من الصدمة..
تحدث وكانه يحادث ذاته ويسألها وهو ينظر إليها/ كنت مستعد اقف معاها لآخر لحظة بس فوجئت بقسوة قلبها وغباءها !!
ظلت تنظر له وتسمعه دون مقاطعة لعل هذا يخفف من همه ليردف مكملا / عارف أن صفاء راحت غصب عنها الفرح وان ممكن عادل يكون ارغمها علشان بس يضايق سمر وماما .
بس صفاء مضطرة تسمع كلام جوزها والا هتواجه نفس مصير سمر.
فوجئت بتحليله فكانت على وشك الاقتناع بحديث صفاء إلا أن عبدالله حلل الموقف بصورة أكثر واقعية ولكنها حتى الآن لا تعلم لما يتبع عادل هذا الأسلوب الكيدي فهي لم تقابله حتى الآن ولا تعرف خلفيات ما بينهم ولكنها آثرت الصمت حاليا فهذا ليس بوقت الاستفسارات.
تركته يكمل حديثه الذي أظهر به موقفه الحرج / مبقتش عارف اضغط على سمر واقلل من كرامتها ولا اضغط على صفاء وممكن اكون السبب في خراب بيتها.
نظر ليمنى بعيون ضائعة يطلب منها المساعدة / قوليلي يا يمنى المفروض عليا اعمل ايه ؟؟
كادت أن تتحدث يمنى إلا أنهم استمعوا لصدوح رنين جرس الباب لينهض عبدالله مسرعاوخاصة حين استمع لصوت ابن أخيه ينادي عليه ..
فتح الباب ليجد الطفل أمامه يبكي ويقول بانتحاب / الحق ماما يا عمو بابا بيضربها جامد …
اتسعت حدقتي يمنى بينما توجه عبدالله مسرعا تجاه شقة أخيه ليدلفةمسرعا حين استمع لصراخ هند الآتي من غرفتهم التي باخر الشقة.
اسرع تجاه الغرفة يطرق على بابها وينادي على أخيه بأن يفتح بينما الاخير كان قد جن جنونه ليسحب حزام بنطاله ويهوى على جسد زوجته بكثير من الضربات.
كاد أن يكسر عبدالله الباب إلا أن يمنى أمسكت بيده قائلة / استنى يا عبدالله دي اوضة نوم مينفعش تدخل عليهم فيها .
التفت عبدالله ليمنى ليعقل حديثها ثم أخذ يطرق على الباب بصورة مفزعة وينادي على أخيه بأن يكف ما يفعله حتى جاء على إثر صوته كل من بالبيت..
حينها انفتح الباب وخرج صابر وهو ينهج بشدة ويتصبب عرقا لتنطلق يمنى ودعاء وسمر لداخل الغرفة لتشهق كلا منهن عند رؤيتهم لحال هند والتي كانت بالكاد تحاول تغطية حالها لتهرع يمنى إلى أقرب جلياب معلق وتلبسها إياه .
بينما دعاء اخذت تزم شفتيها وتقول معاتبة / هو أنا مش قولتلك اسمعي كلامه وبلاش تعانديه ؟؟؟
مفيش فايدة فيكي تستاهلي اللي يجرالك .
حين استمعت يمنى لجملة دعاء توقفت عما تفعله لترفع انظارها تجاه دعاء مصعوقة بينما هند كانت بعالم اخر من الالم يمنعها من الاستماع أو التركيز لما يحدث حولها…..
حاولت هند الارتكاز على أيدي يمنى واكملت ارتداء ملابسها ثم أخذت تلملم بعض احتياجاتها واحتياجات أطفالها الذين كانوا يقفون مرتعبين بجوار الحائط لتنصحها دعاء / بلاش اللي بيدور في دماغك يا هند هتعقدي الموضوع اكتر…
لم تجيبها هند بل أكملت ما تفعله لتنطق سمر معلقة على حديث اختها وحال زوجة أخيها / سيبيها يا دعاء انتي نصحتيها وهي دماغها ناشفة يكشف يطلقها حتى….
اللي اعرفه أن اللي متسمعش كلام جوزها تستاهل كدة واكتر .
هنا خرجت هند عن صمتها لترد لسمر ودعاء الصاع صاعين حين نطقت قائلة / زيك كدة يا سمر اتطلقتي علشان مسمعتيش الكلام ومقدرش يعاشرك…
صمت الجميع إلا يمنى التي ابتسمت فرحة لرد هند ومازالت تساندها ليحل على رؤس دعاء وسمر الطير وتخرص كلا منهن دون التفوه بكلمه
جلس عبدالله مع أخيه بالخارج يلومه على ما فعله لينطق صابر مبررا أفعاله / اسكت يا عبدالله انت مجربتش الست النكدية حرفيا بتخرجك من شعورك…
ده غير أن مهما تعمل ومهما يكون عندك ظروف مبتقدرش.
نظر عبدالله لأخيه بتفكير مشتت فهو حقا لم يجرب المرأة النكدية الاستفزازية ليعلق على أخيه / بس برضه متوديش نفسك في داهية ، وكمان ولادك إزاي يشوفوك بتعمل كدة في امهم ..
لوح صابر بكفيه بلامبالاه ليعلق قائلا / اهم طالعين ليها نكدين.
حاول عبدالله أن يهدأ من حدة الموقف ويوجه أخيه للكريق الصخيح / يا صابر هند إنسانة كويسة ومستحملاك مفيهاش حاجة لما تعدلها اي غلط لكن ميوصلش الحال كدة.
نظر صابر لعبدالله بتعجب وكان أخيه يهذي ليعلق ثانية ولكن هذه المرة كاد أن يظهر بما يعتريه صدره / والنبي متبقاش متهني وتيجي للي زيي تقوله استحمل.
عقد عبدالله حاجبيه فلم يعي فحوى جملة أخيه لينتبه الاخير على حاله فيحاول تعديل ما صدر منه / أقصد يعني انت لسه بشهر العسل، لسه مدخلتش في العميق استنى شوية وبعدين ابقى احكم….
انتبها عبدالله وصابر على خروج هند من غرفتها واساندها يمنى وهي تسحب بيدها حقيبة سفر وتنادي لأطفالها ليهم عبدالله بالوقوف سائلا / رائحة فين يا ام على استهدي بالله واغزي الشيطان .
نظرت هند بعيون عبدالله بعيون تقطر دما وهي تجيبه على سؤاله / انت مترضاش اللي حصلي يحصل لاخت من اخواتك يا عبدالله.
ولما يبقى اخوك يحس بغلطه هيلاقيني في بيت اهلي …
زغر عبدالله لصابر يحاول أن يحثه بالحديث ليجده يلوح بكفه بلامبالاه قائلا / سيبها يا عبدالله انا قرفت .
سيبها يا راجل هترتاح وتريحني والله بلا هم .
هنا لم يستطيع عبدالله أن يتحدث أو يدافع عن أخيه ليمسك منها الحقيبة ويطلب من يمنى أن تساندها ليقرر أن يوصلها بنفسه لمنزل والدها لعله بهذا الإجراء يقلل من حدة الموقف ولو قليلا.
في هذه الأثناء وصل سيد زوج دعاء ليتساءل عن ما حدث لتسحبه دعاء خلفها قائلة / تعالى ورايا علشان تتغدى واحكيلك ….
بعد أن دلفا لشقتهم استشعر أمر غريب ليقف بمنتصف الردهه سائلا / الشقة فيها حاجة غريبة يا صفاء انتي غيرتي مكان حاجة …
لوحت دعاء بكفها وهي تحضر الطعام لزوجها لتقول له / ولا غيرت اي حاجة البت هند بس مسحت الشقة ونفضتها تنضيفة تمام…
وضعت الطعام أمامه ليقترب من الطعام شامما إياه ليسالها مجددا / هو انتي اللي عاملة الاكل ده ؟؟
جلست بجواره قائلة / لا دي البت هند عملت الغدا وطلعتلهم منه في شقتهم علشان ولادها ميبهدلوش الشقة بعد ما نضفت …
شرع سيد في تناول الطعام وهو يتذوق مذاقه البارع ولكن دون إبداء أي رأي ليتسائل بفضول / أمال ايه بقى اللي حصل علشان تمشي بالشكل ده ؟؟
عبست بوجهها وهي تسرد له ما تم لتنهي حديثها قائلة / أنا قولتلها متعاندش قصاده ، شكلها مسمعتش الكلام واهي اخدت نصيبها …
ثم شهقت وهي تكمل ما تسرده / اسكت يا سيد داحنا طلعنا لاقناه ضاربها وهي قالعة خالص …
غبية مش عارفه تسايس أمورها …
شعر سيد بالاستهجان من زوجته لينظر لها بتقزز وهو يرى خصالها القبيحة التي طغت على ملامحها لتطفي عليها لمسة القبح …
♥️♥️♥️♥️♥️♥️
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بمنزل صفاء بعد أن عادت وجدت عادل جالسا بانتظارها لتدلف متهدلة الاكتاف ورأسها منكسرة تحاول اخفاء اثار ضرب أهلها لها ولكنه كان يتوقع ما سيحدث ولكن ليس لهذا القدر ، ليقف أمامها يمنعها من الدلوف ويضيق عيونه سائلا / ايه اللي مبهدلك كدة …
رمشت بأهدابها وما زالت توجه انظارها للاسفل وهي تجيبه بخفوت / اصلي اتزحلقت في الشارع ..
حاولت العبور من جواره إلا أنه سد الطريق عليها مرة أخرى ووضع سبابته اسفل ذقنها ليرفع رأسها فنظرت إليه بعيون يتخللها الدموع فأدرك سبب حالتها لتشتعل نظراته وهو يسألها / حد اتعرضلك يا صفاء ؟؟
حاولت الهروب بنظراتها ليكرر سؤاله بطريقة أكثر حدة مما جعلها تنتفض بمكانها لتجيبه بإصرار / محدش اتعرضلي أنا اللي اتزحلقت وانا راجعة..
حاوط وجهها بين كفيه وأخذ يحدثها بنبرة حنونة / صفاء قوليلي لو حد اتعرضلك ورحمة امي ما هرحمه حتى لو كان مين…
انخفضت نظراتها مرة اخرى تحاول الهروب من نظراته التي تحاصرها ليكمل هو اسألته / طب حد كلمك بخصوص حضورك لفرح مصطفى…
رفعت اهدابها فجأة وكادت ان تنطق بما في صدرها إلا أن رنين هاتفها اخرسها خاصة عند انتشله عادل من يدها ليرى رقم المتصل لتتبدل حالته ونظراته وحتى نبرته حين سألها بشراسة / ده بيتصل بيكي ليه ؟
تغيرت نظراتها من مكسورة لمذعورة وهي توزع نظراتها ما بين وجه عادل وشاشة هاتفها وهي تجيب برهبة بكلمة واحدة ولكنها لم تكن الشافية لعادل / معرفش
عقد عادل جبينه وهو يسألها / يعني ايه متعرفيش ؟؟
هو كان عند اهلك وانتي هناك ..
اومأت برأسها أن لا لينهي عادل الجدال حاسما أمره بفتح المكالمة خاصة عند تكرار الاتصال مرة أخرى التي انطلق صوت المتصل فور أن فتحت المكالمة / أيوة يا صفصف وصلتي يا حبيبتي طمنيني عليكي…
اتسعت حدقتي صفاء لينظر لها عادل بغضب عارم بينما هي تحرك راسها رافضة ما يستمعوا إليه ليكمل من بالهاتف حديثه دون أن يجيبوا عليه / مش بتردي ليه يا حياتي ؟
المهم دلوقتي اوعي تقولي لجوزك حاجة مينفعش يعرف اللي حصل ابدا ده لمصلحتك …
تحولت نظرات عادل من غاضبة لحارقة حين استطاع الشيطان أن يتلاعب بأفكاره ليصل مستوى تخيالاته إلى ما لا يتحمله ….
اغلق الهاتف ليسالها مجددا ولكن بحال غير الحال فقد اشتعلت عيونه وأصبحت تشبه ألسنة النيران حتى كادت أن تخرج لهيبا منها / بسالك لآخر مرة ايه اللي عمل فيكي كدة ؟؟؟
…………………….

تعليقات