الفصل التاسع عشر
كان يقف بجانب ابيه بداخل الشقه التى يتم تجهيزها لتصبح شركه هندسيه .... بقلمى ساره مجدى لم يتبقى سوى اسبوع على ميعاد عرسهم ولابد ان يكون كل شئ على اكمل وجه
قال والده بعد ان انتهى من وصف ما انجزه العمال بداخل الشقه
- كده قدامهم يومين بالكتير وكل حاجه تخلص ... ونجيب العفش .. المكاتب ولوازم الهندسه يا بشمهندس .... بس ما قولتليش انت اخترت اسم الشركه ولا لسه .
ليهز راسه وهو يقول
- اه يا بابا .... واليافطه هتكون موجوده بعد يومين
انتبه الى وصول رساله على احدى مواقع الدردشه ليفتحها ويصدم بصوت غالى
اهتذت يده التى تمسك بالهاتف ليساعده والده على الجلوس وهو يستمع معه الى كل تلك الحقائق ... حتى وصل الى ما يخص صهيب .... ليفجع الاب مما يسمع ... ومما تعرض اليه ولده من كره وحقد من انسان مريض نفسيا ... اما صهيب فقد تحجرت عيناه وظهر الشرر بها
شعر الحاج ابراهيم ان ابنه ليس بخير فامسك يده واوقفه وغادر الشقه وذهب الى البيت وبعد ان أدخله الى غرفته اتصل سريعا على زهره التى حين عرفت ما حصل انهارت من البكاء ذلك الرجل الذى دمر حبيبها لاربع سنوات ... وما زال يعانى .... كل ذلك بسب الحقد والغل .... وامراضه النفسبه حضرت سريعا ودخلت اليه .... وجدته يجلس ارضا .... بعد ان قام بتكسير كل ما يمكن كسره بالغرفه وجدت ازاز منثور فى كل مكان ..... بقلمى ساره مجدى جلست امامه تنظر الى وجه المحتقن من الغضب وعيناه الحمراء وتلك الدمعه الوحيده التى كسرت رجولته غصبا وغادرت عيناه وضعت يدها على يده ليبعدها بعصبيه و هو يدفعها بعيد عنه و يقول
- جيتى ليه انا مش عايزك امشى
لتمسك يده من جديد وهى تقول
- انا مش همشى يا صهيب وانت عارف كده وبعدين انت هتخليه يهزمك تانى ... مش كفايه هزمك اربع سنين كامله دافن نفسك فيها هنا جوه الاوضه دى ..... عمى قالى على كل كلمه قالها الحقير ده وقد ايه نجاحك ونجاح جواد بيقتله ..... وبيقهره ... عايزه يغلبك تانى بحقده وغله ... ولا هتغلبه انت باصرارك ونجاحك .... صهيب انت خرجت للدنيا تانى ... اوعى تستخبى تانى اوعى .
حاول ان يقف لتساعده هى وقف ينظر اليها وكأنه يراها وقال
- غالى كان صاحبى ... كنت بخاف عليه وبحبه ... صحيح كنت رافض كل سلوكياته لكن كنت بشوف فيه شيء كويس .... ليه يعمل كده .... فيا وفى ميما وجواد .. عملنالوا ايه
لتحركه بهدوء بعيدا عن الزجاج الذى ازاحته بحزائها واجلسته على السرير وجثت امامه على ركبتيها وقالت
- هو انسان مش سوى .... الى فهمته من عمى ... ان ميعرفش اهله ... وده خلى عنده عقده ... مشفش تربيه صالحه ... ولا حنان وحب زى الى انت وجواد شفتوه ... مكنش فى اب وراه يخرج راجل سوى هو كره نفسه لما اتمنى يكون زيكم ومقدرش ... ده مش ذنبك ولا ذنب جواد ..... ده ذنب اهل عديمى المسؤليه ... واختياره هو .
ظل يستمع الى كلماتها التى تطفئ نار قلبه وامسك يدها ليقبلها ولكن وجد بها سائل دافئ لزج فقال بهلع
- ايه ده ايدك مالها بقلمى ساره مجدى
لتنظر الى يدها التى تنذف بشده وقالت كاذبه
- ولا حاجه ... دى فيها حاجات من الى انت كسرتها وملت الارض
ليقرب يدها الى انفه وقال بعصبيه
-ده دم ... انت مجروحه
ثم نادا بصوت عالى على امه وقال حين دلفت الى الغرفه
- امى ايد زهره ارجوكى شوفيها
لتتقدم امه منها وهى تمسك يدها لتنظر لها بشفقه لتشير زهره لها علامه السكوت بوضع اصبعها على فمها ... هزت الحاجه راضيه راسها بنعم وقالت
- فعلا يا بنى بس متخفش جرح صغير .... خليك بس قاعد علشان الارض مليانه ازاز وانا هبعت صباح تنضف الارض بسرعه ... وهشوف جرح زهره وتجيلك تانى . بقلمى ساره مجدى
************************
بعد ان نرحل صديقه ظل جالسا فى مكانه يفكر فيها لقد تركها نائمه وغادر .... وتذكر امس بعد ان انتهت من الرسم ونزلى الى شقتهم ... وقفت حائره مكانها لا تعلم ماذا عليها ان تفعل لينظر لها بشفقه لثوانى ثم تحولت نظراته لحب جارف حين وقف امامها وقال
- مهيره مش عايزك تحتارى .... اليوم الى هيجمعنا فيه سرير واحد لازم يكون يوم يليق بيكى .... لازم تكونى عروستى بجد .... واليوم ده قريب جدا جدا يا مهيره .
ثم امسك يدها وتوجه بها الى غرفتها فتحها وقبل جبينها ويدها وقال
- انا النهارده أسعد راجل فى الدنيا .... شكرا يا حبيبتى ... شكرا على حبك وثقتك فيا .... شكرا على كل المشاعر الحلوه الى عشتها معاكى النهارده .....
ثم اقترب منها ليخطف شامتها التى يعشقها ليقبلها بشغف وهو يداعب طابع الحسن بيده ويده الاخرى تتوغل بداخل غابات شعرها ابتعد عنها لحاجتها للهواء وعلى وجه ابتسامه عاشق لتبادله النظرات بحب قوى لا يكذبه احد .... بقلمى ساره مجدى ليبتسم لها وهو يدفعها الى داخل الغرفه وهو يقول
- يلا نامى علشان افضل راجل محافظ على وعده بدل ما اطلع عيل دلوقتى ... وهيكون منظرى نيله خالص .
اغلق الباب سريعا ليسمع صوت ضحكاها فقال
- نامى يا بنت الناس خلى اليوم يعدى على خير
لتقترب هى من الباب وتقول
- حاضر ... تصبح على خير
ليجيبها من كل قلبه ورحه .
- وانت كل اهلى .
ليبتسم فى سعاده اقترابها منه بذلك الشكل حلم كان يخشى عدم تحققه .... ولكنها الان بين يديه تحبه وتثق به
متأكد من انها لم تصبح من داخلها سليمه بالكامل ... نعم هى امنت بحبه وثقت به صدقت حبه وامنت به ولكنها مازالت تعانى من نقص فى الثقه .... بقلمى ساره مجدى هو متأكد مع اقرب موقف ستقف خائفه من النبذ ... عليه ان يذيد من ثقتها بذاتها ... وكانت فكره المرسم اول خطوه .... والباقى ياتى
************************
عاد زين الى بلده صديقه ووقف امام مقر شركته يتوعد تلك القصيره دلف الى الداخل وهو يدعوا فى سره ان يلاقيها ووقتها لكل حادث حديث
وقف امام المصعد كالمره السابقه ولكنه لم يستمع لصوت خطواتها ... ولا حتى تلك الانفاس الرقيقه
انتبه الى نفسه قائلا
- بقا هى انفاسها رقيقه يا زين ... احنى هنكدب من اولها
دلف الى المصعد وطلب طابق صديقه ... بقلمى ساره مجدى وحين خرج منه وجدها تحمل بعض الملفات وتتوجه الى احدى المكاتب ظل على وقفته يتابعها ... رقيقه صغيره ... باسمه المحيى ... ملابسها محتشمه وحجابها طويل .خطواتها دائما يشعر بها متعثره رغم ثباتها .... تابعها بعينيه حين عودتها ليراها تدخل الى قسم المحاسبه ... تحرك ليسال الفتاه التى كانت تحدثها قائلا
- لو سمحتى الانسه الى كانت هنا اسمها ايه
لتنظر له بشك ... فقال لها سريعا
- اصل فى حاجه وقعت منها وعايز اديهالها ... ومش عايز احرج نفسى بس وانا معرفش اسمها ايه
لتقول له الفتاه بابتسامه لبقه
- فرح قسم المحاسبه .
ليبتسم بتشفى وشكرها ورحل سريعا .
*****************************
جلس امام صديقه يخبره بكل ما قرره .... بقلمى ساره مجدى ليشجعه ايمن واخبره ان فى نفس المبنى يوجد مكتب خالى يمكنه ان يأجره .
- بجد يا ايمن دى فرصه هايله .. ويا سلام بقا لو فى شقه كده قريبه من بيتك كمان
ليقف ايمن سريعا وهو يقول
- طيب وليه .. ما شقتى موجوده ... ليه تأجر ... ليه تقعد لوحدك وانا قاعد لوحدى
ليبتسم زين وهو يقول
- متشكر يا ايمن .... بس
- بس ايه
ليقول زين بحرج مصتنع
- كنت عايز منك خدمه صغيره .
ليجيبه ايمن سريعا وهو يربت على ركبته قائلا
- انت تآمر يا زين كفايه وقفتك جمبى فى الموضوع اياه .
ليرتبك زين لثوانى ثم قال
- بلاش سيره الموضوع ده انا بحاول انساه ... المهم ... فى بنت بتشتغل هنا اسمها فرح فى قسم المحاسبه .... انا عايزها معايا فى الشركه على مظبت الامور .
لينظر له ايمن بشك ثم قال
- انت تعرفها يعنى
لينفى قائلا
- لا خالص انا بس شفتها كذا مره هنا فى الشركه ... وسمعت حد نداها باسمها .. بنت ملتزمه ...و محترمه .... يعنى مناسبه للشغل معايا .
ظل ايمن ينظر لصديقه طويلا ثم قال .
- تمام يا زين ... بس زى ما انت قولت هى محترمه وملتزمه وبقالها سنين بتشتغل معايا هنا ... ومش هقبل ابدا باى تجاوز معاها .
ليقف زين امام صديقه وامسكه من ملابسه ليقف هو الاخر وقال
- انا زين الجاسم محتاج انك تقولى الكلام ده
ليبعد ايمن يده عن ملابسه ويعيد ترتيبها وهو يقول ببرود يشابه برود صديقه
- زين الجاسم لاول مره يكذب .
وتحرك من امامه ليمسك الهاتف قائلا
- ملك لو سمحتى اطلبيلى الانسه فرح قسم المحاسبه
**************************
رغم معرفتها بان خديجه هى من ستهتم بامر وجبه الغداء الا انها لم تستطع ان تظل جالسه ... بقلمى ساره مجدى وقفت تعد الكب كيك لان محمد يحبه ... و قامت بإعداد الجيلى من اجل مريم ... وصنعت قالب كيك كبير من اجل محمود و عادل .... و وقفت تعمل بجهد شديد فى صنع صنيه البسبوسة بالمكسرات التى تعشقها خديجه
فى نفس الوقت كانت خديجه تتمم على مزاق الطاعم ... فلقد اعدت اليوم وليمه كبيره على زوق جميع افراد العائله ..... نادت بصوت عالى على محمد قائله
- انزل اسأل طنط مريم عندها لمون و لا لا لان الى عندى خلص
ليشعر محمد بالغرابه ولكنه نفذ كلمات امه ونزل وطرق باب مريم لتفتح الباب له بابتسامه رائعه وقالت
- تعالى يا محمد .
ليشعر بالغرابه هو اخيه توأم متماثل حتى والده احيانا يختلط بينهم فقط امه من تميزهم بسهوله
لاحظت وقوفه وعلامات الاندهاش تملئ وجه فقالت
- مالك يا حبيبى فى حاجه
ليقول لها ببرائه بقلمى ساره مجدى
- هو حضرتك عرفتينى ازاى ؟
لتبتسم وهى تقول
- انت شعرك انعم من شعر محمود ... ده غير ان انا سمعت ماما وهى بتنادى عليك .
ليهز رأسه بنعم ثم قال
- ماما بتسأل عند حضرتك لمون لان الى عندها خلص
لتمسك يده وتدخله وهى تقول
- اه عندى تعال ... بس انا عايزه منك خدمه ممكن
لم يجيبها ... لتنظر له قائله
- هتسعدنى .
ليهز الطفل رأسه قائلا
- اكيد .
لتمسك علبه كبيره بها الكب كيك تعطيها له وقالت
- طلع دى لماما ... وانزلى تانى .
نظر الى العلبه ثم لها وقال
- بس ماما
لتقول له بهدوء وابتسامه ناعمه
- استاذنها لو قالتك لا خلاص متنزلش تانى ... متفقين .
ليهز الطفل راسه بنعم ... وتحرك وبين يديه علبه الكب كيك وكيس صغير به بعض حبات الليمون .
صعدت مريم بمفردها رافضه ان تصعد مع عادل حتى لا تشعر خديحه باى سؤ مهما كان
كانت تحمل بين يديها صنيه البسبوسه التى لم تعطيها لمحمد مع باقى الاغراض الذى نقلها هو نيابه عنها بقلمى ساره مجدى
استقبلتها خديجه بترحيب حزر ولكنه جيد
وقفت مريم امامها قائله
- عارفه انك بتحبى البسبوسه ... حبيبت اشكرك على تعبك النهارده ... وقولك تسلم ايدك .
مدت يدها بالصينيه لتمسكها منها خديجه بسعاد حقيقه فكم تعشق البسبوسة وقالت
- تسلم ايدك انتى كمان
نظرت الى الاولاد وقالت
- تعالو يا ولاد سلموا
كان يتابع ما يحدث بصمت لا يريد التدخل فهو يشعر بالتوتر بل الخوف ... دعى الله فى سره ان يعينه ويمكنه من عدم جرح احداهما .... يعلم ان مريم لا تشعر بالغيرة . . بل يعلم كيف تفكر ... هى لا تريد سوى بقاه بجانبها وفى حياتها ... وايضا لا تريد ان تخرب علاقته بخديجه ولا باولاده ويعلم ايضا بغيره خديجه التى تدل على حب كبير كيف يلومها عليها
لاحظ سلام محمد المريح نسيبا على مريم وبعده سلام محمود المتحفز ... وبعدهم تقدمت الصغيره لتقف امامها تنظر اليها بتمعن ثم قالت
- هو احنى ليه اسمنا زى بعض
لتنظر مريم الى خديجه وقالت
- ماما تقولك يا حبيبتى
لتنظر الصغيره الى امها تنتظر الاجابه لتشير لهم خديجه حتى يجلسوا وهى تقول
- تعالى نقعد واحكيلك .
كانت تتذكر شجارها الاخير مع عادل بسب مريم ... بقلمى ساره مجدى كانت تشعر بنار تحرقها ....فمن وقت معرفتها بجنس الجنين وهى تخشى ان يفكر فى ان يسميها على اسمها ولكنه لم يتكلم لم يقل يوما وهى تريد ان ترتاح
انتظرته حتى عاد الى المنزل وجلست امامه قائله بهدوء مصتنع
- مقولتليش هنسميها ايه
ووضعت يدها على بطنها البارزة لينظر لها بنظره متفهمه قائلا
- قولى اقترحاتك وانا اختار
لتندهش من اجابته ولكنها قالت
- لسه مش عارفه قولى انت كده يمكن اختيارك يعجبنى
ليدعى التفكير للحظات ثم قال
- ايه رايك ..... فى شمس .... او ... هبه .... او يارا .... او ممكن منه
كان مع كل اسم ينطق به كانت تشعر بالاندهاش .... هو لم يذكر اسمها من قريب او بعيد
هى لم تعد تحتمل .. تعلم انها غبيه ان سألته ولكنها تريد ان ترتاح ان يتوقف عقلها عن فرض الصور والتخيلات عن رغبته فى تسميتها على اسمها فقالت باندفاع
- يعنى قولت كل الاسماء دى ومقلتش اسمها عايز تقنعى انك مش بتتمنى انك تسميها على اسمها
ظل ينظر اليها كثيرا ثم قال
- للدرجه دى شيفانى ندل وخسيس ... انا لا يمكن اجرحك جرح زى ده... لانى عارف ومتاكد ان ده هيوجعك فعمرى ما هعمله ... انا مش عارف ليه لحد النهارده مش عايزه تصدقى انى بحبك .. ولا يمكن اجرحك . بقلمى ساره مجدى
عادت من ذكرياتها على سؤال ابنتها فقالت
- يوم ما ولتك كنت حاسه بنشاط وطاقه فقررت انزل اجيب شويه طلبات للبيت ..... نزلت ولفيت واشتريت ... وانا راجعه حسيت بوجع جامد ومكنتش قادره اتحرك كنت واقفه جمب سور كبير سنت عليه وحاولت اكتم صوت صريخى بس مقدرتش صرخت بصوت عالى فجأه لقيت واحده مسكانى وبتساعدنى .... ولقيت نفسى داخل المسجد الى كنت سانده على السور بتاعه .... الى سعتدنى اولد كانت راهبه بس عندها خبره لانها كانت دكتوره قبل ما تترهبن ....
صمتت قليلا وكان كل من عادل ومريم يستمعون الى الحديث وعلى وجههم ابتسامه هادئه وكان عادل يتذكر ما حدث حين اتصلت به ووجد من يحدثه شخص اخر غيرها ... وأخبره بما حدث ليركض اليها سريعا ... وكان الاولاد الثلاث يستمعون بتركيز شديد ... اكملت خديجه حديثها قائلا
- كنت فى عز ما انا بتالم وبقول يارب ... يارب ... كانت هى بتقول يا مريم يا عذراء .... وفى دقايق كانت الانسه فى حض الراهبه دى
صمتت لثوانى ثم قالت
- عيونى كانت عليها فى كل حركه بتعملها معاكى ازاى حضنتك ولفتك بخمار ابيض واحده من المسجد جابته ..... وانتبهت ان فى ستات كتير واقفه جمبى غير واحده قاعده جمب دماغى ... وكانت بتقرء سوره مريم ... غمض عينى لثوانى وفتحتها لقيت الراهبه قاعده جمبى وضماكى لحضنها وهى بتقول
- بسم الرب ملاك .... اتولدت جوه المسجد .... وعلى سوره مريم العذراء الرب يبارك فيها بقلمى ساره مجدى
داعبت شعر مريم الصغيره وقالت
- ووقتها قررت اسميكى مريم .
ضحك عادل بصوت عالى ثم قال
- والحمد لله ان هى الى قررت
لتضحك مريم وهى تقول
- بس يا عادل اى حاجه وكل حاجه من حقها ... و كان لازم هى الى تقرر
لتقف خديجه متخصره وقالت بغرور مرح
- طبعا كله قرارى انا ... انا سيده القصر
ليضحك الجميع على ذلك المرح الذى لم يعتاد احد منهم عليه من قبل
********************
وضع يده على الهاتف ليقطع اتصاله بسكرتيرته وقال
- مش دلوقتى يا ايمن .
لينظر له ايمن بشك ... ليقول له موضحا
- انا لسه مأجرتش المكتب ولا عملت اى حاجه هنقولها ليه من دلوقتى .. انا بس حبيت ان انت تكون عارف من الاول
ليهز ايمن راسه بنعم ....ثم قال
- تمام يا زين ... تمام
خرج زين من مكتبه ليستدعى ايمن ملك قائلا
- لو سمحتى يا ملك عايزك تاجلى اى مواعيد عندى يوم السبت الجاى لانى مسافر الجمعه ومش عارف هرجع السبت ولا لا .
لتهز راسها بنعم رفع عينه اليها وقال
- ايه يا ملك مش بتردى ليه .
لتقول سريعا
- اسفه يا فندم .. حاضر اوامر تانيه
لياخذ نفس يملئ به رئتيه عله يهدء وقال
- لا مفيش طلبات تانيه ... يا ملك
لتتحرك خطوه واحده .... ثم وقفت مكانها من جدبد ونظرت اليه قائله
- باشمهندس كنت يعنى
لينظر لها باهتمام قائلا
- خير يا ملك عايزه ايه
لتقول بخجل
- ممكن بس يعنى اتاخر بكره ساعتين بس
ليقطب جبينه وهو يقول باهتمام
-ليه ... ايه السبب يعنى .
اخفضت رأسها وقالت بقلمى ساره مجدى
- لازم اروح مع ماما بكره المستشفى علشان عندها جلسه غسيل كلى .
ليتحرك ويقف امامها قائلا
- الف سلامه عليها .... مفيش مشكله ..متشليش هم .
لتنظر له بابتسامه بسيطه وقالت
- شكرا لحضرتك .. عن اذنك
ظل ينظر الى مكانها الخالى وهو يشعر بشعور غريب لم يفهمه
**********************
مرت الايام سريعا وكان زفاف زهره وصهيب بسيط ولكنه راقى وملئ بالسعاده ..... كانت زهره تجلس صباحا على سريرها تنظر الى صهيب النائم بجانبها تذكرت تفاصيل ليلتها امس وكم كان رقيق محب كم كانت هى متشوقه ومتلهفه لقربه ... كم من مره داعبها بكلماته الرقيقه .... ولمساته الناعمه .... كم من مره سألها هل هى بخير .... كم كان مراعى وحساس .. سعيده هى حقا تشعر انها تطير فوق السحاب اقتربت منه تقبله برقه وهى تداعب شعره القصير ..... حين بدء يتململ فى نومه .... لتقول له بهدوء ... بصوت يملئه الاغراء
- حبيبى افتح عنيك ... وحشتنى .
واحنت راسها لتقبله قبله صغيره على شفتيه ليحولها هو لقبله طويله متملكه ومتطلبه استجابت هى لها بكل جوارحها .
كانت تنام على صدره بعد ان اخذها الى عالمه الساحر المليئ بالحب .... تداعب اصابعه اصابع يدها لتقول له
- انا مش قادره اصدق ... انا وانت والحب .
لتضحك بخجل فطرى وهى تخبئ وجهها فى صدره ليقول لها بقلمى ساره مجدى
- مكسوفه من ايه هو انا شايفك ... وبعدين ازاى مسكوفه امال مين الى كانت معايه من شويه مجنونه ومنفتحه .
لتضرب صدره بقوه قائله
- ايه الاحراج ده .... انا وانا فى حضنك بنسا انا مين ... وبعدين انت جوزى حلالى حبيبى .... وملكى واعمل فيك الى انا عايزاه.
ليضحك بصوت عالى وهو يقول بتقرير
- فى ده معاكى حق انا جوزك حلالك وملكك ومن حقك تعملى فيا كل الى نفسك فيه .... ما هو لو معملتيش معايا انا هتعمليه مع مين يعنى .
قال الاخيره بلهجه تحزيريه شريره مصاحبه لشد بعض خصلات شعرها
لتضحك وهى تقول
- طبعا طبعا ... هو انا قولت حاجه
************************
كان نائم بجانبها يستند على يده ينظر الى ملامحها الهادئة الرقيقه ... ابتسم بحزن وهو يتذكر خوفها منه ... وخجلها ... ترددها الذى شعره بكل حواسه ..ولكنه رفض ان يرجع الى الخلف من جديد .. لقد نفذ وعده واقام لها حفل زفاف صغير .. صحيح لم يحضره احد غيرهم ولكنه جعلها ترتدى فساتن الزفاف كاى فتاه وجعل لها به ذكريات رائعه وتلك الصور ستذكرهم بذلك اليوم دائما بقلمى ساره مجدى
امسك خصله من شعرها ليتذكر بعد ان اصبحت زوجته قولا وفعلا .... خجلها الذى لم يجعلها تستطيع النظر اليه او هكذا كان يفكر .. حتى صدم بما داخل عقلها من افكار حين قال لها
- اخيرا يا مهيره ... بقيتى بين اديها وفى حضنى ... اخيرا النجمه العاليه سمحتلى المسها ... وقطف من نورها .
لم تجيبه بل شعر بها تخبئ نفسها فى حضنه ظن انها خجله فقال
- متتكسفيش يا حبيبتى .... انا وانت دلوقتى بقيا واحد ... والكسوف مبقاش له مكان ما بينا .
ليسمع صوت بكائها الذى تحاول كتمه بصعوبه ليعتدل فى جلسته ويجلسها امامه ينظر الي وجهها المحتقن من محاوله كتم بكائها فقال بقلق
- مالك يا حبيبتى ... فيكى ايه ... انا اذيتك ... تعبانه .. بتتالمى
لتهز راسها بلا ليقول بقلق واضح
- طيب ليه ده كله ايه الى حصل
لتنظر له بخوف جعله يشعر بالصدمه واذداد باندهاش صادم حين قالت
- عايز تفهمنى انك اتبسط معايا وانى انا طلعت ست كامله اقدر اسعد راجل زيك
كانت علمات زهول ترتسم على ملامحه ... وشعور داخلى بالقهر ... وصدمه بالغه افقدته النطق للحظات ..... قال بهدوء لا يعرف من اين اتى به
- انت بتقولى ايه ... حرام عليكى يا مهيره انا كنت فى سابع سما ....
امسك يدها يضعها على قلبه وهو يقول
- اسمعى قلبى ... طيب بصى فى عينى .... اسمعى نبره صوتى وانا جمبك ... يا مهيره انا النهارده ملكت الدنيا يوم ما امتلكتك .... انا وانا بين اديكى كنت حاسس ان الدنيا كلها بين اديا .. وانا فى حضنك .. كنت حاسس ان انا ملك زمانى ومفيش حد قدى .... مهيره ارجوكى ثقى فيا وفى حبى ... ارجوكى سيبى نفسك ليا وخرجى من جواكى اى خوف .... انا شايفك بعينى ست الستات .. وقبل الليله دى كنت ملكه البنات .
ارتمت فى احضانه تبكى بحرقه وقوه وهو يربت على ظهرها بحنان حتى
هدأت تماما ثم ابتعدت عن حضنه لتقبل يده وجبينه ووجنتيه ثم ظلت تنظر الى شفاه ليبتسم بشقاوه وهو يرفع حاجبه الايسر ... حتى اقتربت منه دون ان تنظر الى عينيه وقبلته قبله خجله صغيره تركها تفعل ما يريحها ... اشعرها باستجابته وسعادته بما تفعل بقلمى ساره مجدى
لتبتعد تنظر الى عينيه بخجل لتجد ابتسامه عشق رائعه على وجه لتقول بخجل
- انا عارفه ان عقدى ساعات بضايقك ... بس انت استحملتنى الفتره الى فاتت ... استحملنى شويه كمان ... واوعدك انى احاول بجد انى انسى كل الالم والخوف واليائس الى كنت فيه ... انا بحبك بحبك جدا ونفسى اسعدك .
ليضمها الى صدره وهو يقول
- وانا بحبك جدا ... لو صدقتينى بجد هترتاحى وعمرك ما هتخافى ولا هيجى فى بالك اى حاجه من الى بضايقك دى .
كان يتحدث مع صديقه عبر الهاتف يطمئن عليه .... فلقد اهدى صديقه رحله الى منطقه ساحلية هادئه ... فبعد ما حدث مع غالى وكل تلك الاحقاد والغل الذى كان بداخله والتى لم يكن يتخيلها ..... بقلمى ساره مجدى وبعد ان اخبره بما حدث ... وثورته وغضبه الذى طاله و طال زهره لبعض الوقت قبل ان تستطيع ان تسيطر عليه من جديد وتعيده لنفسه مره اخرى .
- طمنى عليك يا صاحبى .. رفعت راسنا ولا ايه
ليضحك صهيب بصوت عالى ثم قال
- وانت مالك اصلا ... وارفع راسك انت ليه اساسا
ليقول جواد بجديه مضحكه
- يا ابنى انا بتكلم بالنيابه عن معشر الرجال جميعا .
ليضحك صهيب مره اخرى ثم قال
- طيب يا اخويا طمن معشر الرجال .
ليصمت الصديقان لثوانى حين قال صهيب
- ميما اخبارها ايه
ليتنهد جواد براحه ثم قال
- بدأت تهدى ... ضحكتها بقت اصفى .. سعيده على طول ... وديما تقولى انها بتحبنى .
ليقول صهيب بسعاده
- الحمد لله ... انا بجد حسيت بصدمه كبيره لمجرد التخيل ما بالك بيها هى وهى عاشت كل الكذب والحقد ده
ليقول جواد بتقرير
- معاك حق ... انا كمان ارتحت جدا يا صهيب ... جدا
احساس انك ممكن تكون ارتكبت زنا ده صعب جدا يا صاحبى حتى بعد ما انا وهى فعلا بقيا زوج وزجه واكتشفنا ان هى زى ما هى ما جاش فى بلنا ولا تخيلنا انها ممكن تكون لعبه حقيره اووى كده من حد زى غالى .
ليقول صهيب بتحذير
- خلاص يا جواد بلاش تفضل تتكلم فى الموضوع ده ... انساه وعيش وخليها هى كمان تنساه
ليجيبه قائلا
- انت معاك حق ... بس صحيح مقولتليش اخبار انسه زهره ايه
قالها بمشاغبه ضاحكه ليجيبه صهيب
- شكلك كده زهقت من لسانك ونفسك تخلص منه .
ليضحك جواد بصوت عالى وهو يقول بقلمى ساره مجدى
- خلاص يا عم انا اسف .. اسيبك بقا لحسن العروسه تقلب عليك .. سلام يا مشرف معشر الرجال .
#سارة_مجدي