" " " " " " " " لا تقتل الحب، الفصل الثامن عشر
📁 آحدث المقالات

لا تقتل الحب، الفصل الثامن عشر


 جولة سياحية

هبطت الطائرة بهما بعد وصولهم إلي أرض أسبانيا

وبعد إنتهاء إجراءات الوصول غادرا المطار علي الفور

وانطلقا إلي الفندق الذي سبق وحجز لهما فيه

لقد كان الجناح الذي حجزه إلياس لهما في غاية الروعة والجمال

 أندهشت هي من مدي روعته كان عبارة عن غرفتان وغرفة

معيشة بها أريكة وتلفاز مسطح معلق بالحائط

طوال الوقت كانت وسام صامتة ولم تتحدث بكلمة واحدة

وهو الآخر لم يهتم كثيراً بالتحدث إليها

عندما وجدها تقف في منتصف الجناح الخاص بهما أشار

إلي إحدى الغرف وقال لها

- دي أوضتك لو حابة تستريحي من السفر

أنصتت إليه ثم نظرت إلى الأتجاه الذي يشير إليه

ثم أمسكت بمقبض الحقيبة الخاصة بها وجرتها خلفها

متجهة إلى الغرفة التي ستكون خاصة بها

عندما دلفت الغرفة ونظرت إليها وجدت بها فراش ملكي له

أعمدة ومحاط بستائر ملونة

ثم نظرت في الاتجاه الآخر فوجدت باب خمنت أنه يؤدي إلى

مرحاضا فحمدت ربها أن الغرفة لها مرحاض خاص بها

جرت حقيبتها إلي جانب الفراش ثم وضعتها عليه

وأخرجت منها منامة بيضاء لكي تستحم وترتاح من عناء السفر

 بعد فترة من الزمن خرجت من المرحاض وهي ترتدي المئزر

الخاص به وتلف رأسها بمنشفة صغيره

أزالت المئزر من علي جسدها ثم أرتدت منامتها

توجهت إلي طاولة الزينة وتناول الفرشاة وبدأت في تصفيف

شعرها وهي تنظر إلى وجهها بالمرآة ،لقد كانت الهالات السوداء

تحيط بعينيها بسبب نومها لفترة قصيرة بالأمس

لقد بقت طوال الليل ساهرة تنتحب على ماحدث لها وتفكر

ماذا سوف بعد ذلك

أبتعدت عن المرآة وجلست على فراشها قاصدة النوم

نامت علي الفور من شدة إرهاقها

بعد أخذه لحمام دافئ خرج من غرفته وأتجه إلي غرفة المعيشة

بحث بعينيه عنها فلم يجدها فعلم أنها مازالت بغرفتها

أتجه نحو الهاتف الأرضي وهاتف خدمة الغرف وطلب

الطعام لهما هما الأثنان

لابد وأنها جائعة فلم تمس الطعام الذي جلبته والدتها في الصباح

ولم تتناول في الطائرة سوي كأس من العصير

أنتظر حتي قدوم أحد موظفي الفندق بالطعام وفتح الباب له

ثم أدخل الطعام إلي الداخل وأعطي الموظف إكرامية له

رحل النادل وأغلق إلياس الباب خلفه ثم أتجه نحو غرفتها

طرق علي الباب عدة طرقات ولكن لم يجب أحد

فتح الباب فتحة صغيرة ونظر من خلالها فوجدها نائمة

علي الفراش مرتدية منامة بيضاء اللون

خمن أنها سقطت نائمة من إرهاق السفر فتردد أيوقظها أم يتركها

نائمة ولكنه حسم أمره بأن يحاول إيقاظها لتناول الطعام

أقترب منها ووضع يده على كتفها وأخذ يهزه برفق

ولكنه فوجئ بردة فعلها

حيث قامت بسحب يده ووضعتها أسفل وجنتها ثم أبتسمت له

علم أنها كانت مستغرقة في النوم ولابد أنها تحلم

كانت تحلم به في منامها كانت تراه يقف أمامها وهو يبتسم

لها ويمطرها بكلمات الحب والغزل ثم يمد يده إليها ليتلمس

وجنتها التي صبغت باللون الأحمر علي أثر تغزله بها

وضع يده علي وجنتها وأخذ يتلمسها فرفعت يدها وغطت

يده وأبتسمت له

عندما أراد أن يسحب يده من أسفل يده هتفت بإسمه قائلة

- إلياس

صعق إلياس مما سمعه لقد هتفت بإسمه إذا كانت تحلم به

وتبتسم له ،هي مازالت تعشقه حتى بعد أن أعلن لها عن خداعه

لها ،هو مازال بطل أحلامها

سحب يده بعدها سريعاً وأسرع بخطواته للخارج حتي لا

تستيقظ وتجده بجوارها في الغرفة

أستيقظت من حلمها وهي تهتف بإسمه وترجوه الا يرحل

هي تعلم أنها مازالت تعشقه رغم ما فعله بها

ولكنها تريد أن تتوقف عن ذلك الحب الذي لم يجلب لها سوي

الحزن والألم

تعرف أنه أمر صعب فالقلب ليس له جهاز تحكم لكي نستطيع

التحكم به نغلقه وقتما نشاء أو نقوم بفتحه

إلياس الجابري سيكون بطل أحلامها شاءت أم أبت ولكنها

كانت تتمنى أن تكون تلك الأحلام هي الواقع وتعيش

جنتها علي الأرض معه هو

اتجهت إلي غرفة المعيشة لتجده يجلس علي الأريكة

يشاهد التلفاز

أحس بها قادمة نحو فأدار وجهه إليها وحدثها قائلا

- أنا كلمت الروم سيرفس وطلبت غدا لينا إحنا الأتنين

أكيد أنتي جعانة دلوقتي

أومأت برأسها دليل على موافقته الرأي

فأشار لها علي الطعام الموضوع علي المائدة وطلب منها أن

تذهب لتناوله

أتجهت للطاولة وسحبت لها مقعدا ثم جلست عليه

أمسكت الملعقة بيدها وأنتظرت قليلا ثم سألته

- أنت مش هتاكل

دهش من إهتمامها بتناوله الطعام من عدمه فأجاب عليها

- أيوة أنا هغسل أيديا وهأجي أكل معاكي

أجابته قائلة

- طيب

أنتظرته حتي ينتهي ويجلس لتناول الطعام بجوارها

جلس علي المائدة وبدأ ينظر إليها في صمت

أحست بنظراته إليها فأمسكت بملعقتها جيدا وشرعت في تناول

الطعام بصمت تام

بعد الأنتهاء من الطعام أخبرها أنه سوف يتجه إلى الخارج

للقيام بجولة وأنها لو تريد مرافقته عليها بإرتداء ملابسها

أخبرته قائلة

- أنا مش حابة أروح مكان ،هفضل هنا في الجناح أتفرج شوية

علي التلفزيون وبعدين هنام

أجابها قائلا

- براحتك ،اللي عايزة تعمليه أعمليه

أومأت له ثم أتجهت إلي غرفتها

حسنا يا إلياس الطريق إلي قلبك ملئ بالحفر والمطبات

وموضوع علي أوله يافطة أحذر خطر الموت

خداعه لها جرحها في كرامتها وأهان كبريائها ولكنه علمت أنه

القصاص العادل فيما فعلته له وما جعلته يشعر به

ورغم ذلك ستحاول ولكن قبلها عليها أن تعيد ترتيب أوراقها

بعد عدة ساعات بالخارج عاد إلياس إلي جناحهما وبحث عنها

فلم يجدها فعلم أنها لابد وأن تكون خلدت إلي النوم

فتوجه بخطواته نحو غرفته الخاصة ودلف إليها ثم أغلق

الباب خلفه

مضي أكثر من عدة أيام علي مجيئهما إلي أسبانيا ولم تتجه

وسام إلي الخارج قط ،كانت تتجنبه طوال تلك الأيام الفائتة

وهو أيضاً صامت لا يحاول أن يخلق حديثا بينهما

ولكنها اليوم عندما فكرت أنها هنا في اسبانيا ولم تزر أي

شئ من معالمها السياحية والأثرية

علمت أنها مخطئة في سجن نفسها بتلك الطريقة

لذا عند موعد مغادرته للخارج قامت بإرتداء ملابسها

وخرجت إليه وأخبرته قائلة

- أنا عايزة أخرج النهارده عايزة أشوف الآثار اللي سابوها

المسلمين في الأندلس

تعجب إلياس من رؤيتها وطلبها منه أن ترافقه للخارج

لتشاهد بعض المعالم الأندلسية

أومأ برأسه إليها موافقا علي طلبها

كان إلياس قد أستأجر إحدي السيارات ليقوم بالتجول بها

في أسبانيا

أستقل الأثنان السيارة ثم ادارها إلياس وتوجه نحو قصر الحمراء

أشهر معالم الأندلس والذي بناه المسلمين العرب أثناء

حكمهم بأسبانيا

أعجبت وسام بمنظر القصر وجمال موقعه وروعته

وبعد أن أمضوا قرابة الساعة خرجوا وتوجهوا إلي أحد الأسواق

لأخذ جولة بها أنتهت بدخولهم إلى أحد المطاعم لتناول وجبة

الغداء بداخله

في المساء عادا إلي الفندق واتجهوا إلي جناحهما

ودلفوا إليه ثم اتجهت وسام بخطواتها للإريكة وجلست عليها

مريحة لجسدها الذي أنهك من تلك الجولة الساحرة

وصل إليها إلياس وجلس مجاورا لها مما جعلها تتعجب من

فعلته تلك ،رأته وهو يرجع برأسه إلي الخلف وبعض الألم

ظاهر علي وجهه

تحدثت إليه بعد رؤيته بتلك الحالة قائلة

- مالك يا إلياس في حاجة تعباك

دهش من ملاحظتها لألمه وأجابها بنبرة خافتة

- شوية صداع

أخبرته قائلة

- أنا هقوم أجبلك حبتين مسكن عشان الوجع يخف

أومأ برأسه إليها موافقا علي أقتراحها

أستاقمت واقفة واتجهت إلى غرفتها وعادت بعد دقيقتين

حاملة بيدها الدواء المسكن وأعطته أياهم بيده ليأخذهما

منها ويبتلعهما مع رشفات من المياه

شكرها علي مساعدته له وتوجه بعدها إلي غرفته

توجه للفراش بعدها ونام عليه بكامل ملابسه وحذائه

الفصل الثامن عشر

أمرأة أخرى في حياته

بعدما ناولته الأقراص المسكنة ونام بعدها توجهت للغرفة الأخري

ونامت هي الأخرى

في الصباح سمعت طرقات علي باب الغرفة

نهضت من على الفراش وفتحت له الباب أخبرها أنهم

سيتوجهوا اليوم لزيارة خاله عماد والذي يسكن مدريد

وطلب منها أن تستعد لتلك الزيارة

دخلت المرحاض وأخذت حماما بارد سريعا ثم

خرجت وبدأت في إرتداء ملابسها حيث إرتدت ثوب أحمر

اللون به ورود سوداء وارتدت حجاب من نفس اللونين

عندما رأها لم يعلم لم تذكر ذلك الثوب الأحمر الذي

إبتاعه من أجلها ،هو مايزال محتفظا به

طلب منها اللحاق به إلي الأسفل حيث سيقوم

بإدارة السيارة ثم سيتوجهوا علي الفور إلي مدريد

كانا طوال الطريق صامتين ولم يكسر الصمت سوي صوت

 الموسيقى المنبعث من الراديو الخاص بالسيارة

كانت وسام تراقب الطريق من خلال نافذة السيارة

بعد فترة من الوقت

وصل إلياس إلي منزل شقيق والدته الذي أستقبله بترحيب

شديد هو ووسام ودلفا بهما لداخل المنزل

فوجئت وسام بفتاة في نفس عمرها مقبلةعلي إلياس زوجها

وعانقته وقبلته علي وجنته وهو بادلها العناق واخبرها أنه

إشتاق إليها

أرادت وسام أن تخلص زوجها من بين أحضان تلك الفتاة

التي تعانق زوجها وتقبله بلا حياء

كانت فتاة سمراء الملامح وذات شعر غجري أسود اللون

لم تستطع وسام التحدث ولكنها نظرت إليه بغضب شديد

تعجب إلياس من نظرات وسام له ولكنه سرعان

ما فسرها علي أنها نظرة غضب وغيره ،هي

تغار عليه من ابنة خاله لوجين

ألقت لوجين علي وسام وصافحتها وقالت لها

- مبروك يا وسام علي الجواز ،مقدرناش نحضر الفرح بس

أكيد هعوضه ليكم بزيارة أحلي الأماكن في أسبانيا

البلد هنا جميلة والجو بتاعها يجنن

أومأت وسام برأسها موافقة علي حديثها

بعد فترة كان الجميع يتناولون الغداء على مائدة الطعام

وبعد الأنتهاء أخبرت لوجين وسام بأن تستعد لأنها ستأخذهما

في جولة سياحية في مدريد

خرج إلياس ووسام برفقة لوجين والتي جلست بجوار

إلياس جوار مقعد السائق وأخذت تتحدث معه عن أخر أخبار

العائلة وكذلك أخبار كرة القدم في أسبانيا

شاهدوا العديد من الأماكن الرائعة في أسبانيا وأعجبت

وسام بها للغاية

في نهاية اليوم ودع إلياس عائلته ووعدهم بزيارة أخري

قاد إلياس السيارة إلي الفندق الذي ينزلون به

وعندما وصلوا أخبرها أن تصعد هي وهو سيخرج ليري

صديق له في أحد الأماكن

أخذت منه البطاقة الممغنطة الخاصة بالفندق وصعدت إلي

الجناح الخاص بهما

دلفت إلي غرفتها وجلست على فراشها وأخذت تفكر في

الفتاة التي قابلوها اليوم وقامت بمعانقة زوجها وتقبيله

نار الغيرة أشتعل بداخلها خاصة أنها لم تراعي وجود

زوجته معه

وكذلك جلست بجواره بالسيارة أثناء الجولة السياحة

كم أرادت أن تصفعها وتقول لها أتركي زوجي

ولكنها كانت تذكر نفسها بكلامه لها عن عدم إستكمال زواجهما

أخذت منشفة ودلفت للمرحاض لتستحم وتطفئ لهيب

غضبها منه وغيرتها عليه

مر أكثر من يوم علي تلك الزيارة

وفوجئت بمجيء لوجين إلي الفندق لزيارتها والتجول معها

وأخبرتها أن إلياس مرشد سياحي فاشل وأنها ستقوم بدلا منه

بتلك المهمة

خرجتا سويا وزارا العديد من الأماكن ثم بعض

المحال التجارية وابتاعا بعض الملابس والهدايا إلي أهلها

عندما عادوا طلب إلياس من لوجين الذهاب لتناول العشاء

وأخبرها أن زوجته وسام لابد وأن تكون تريد أن تستريح

بعد تلك الجولة وأستجابت لوجين لدعوته

كان إلياس يعلم أنها تغار وكان يحاول تغذية

تلك النار بداخلها

شكت وسام بوجود علاقة بين إلياس وولوجين ولذلك

هو لم يحبها لانه تزوجها ضد إرادته

علمت من إلياس عودة لوجين إلي مدريد وأنها سوف تعود بعد

غد لزيارتهم

وعندما جاء ذلك اليوم وأثناء إنفرادها بلوجين

حدثتها قائلة

- لما أنتوا بتحبوا بعض قوي كده متجوزتوش ليه

ليه رضيتي يتجوز واحدة غيرك وانت بتحبيه كل ده

تعجبت لوجين من حديث وسام لها ثم أنفجرت في موجة

من الضحك وقال لها بنبرة ضاحكة.

- أنا وإلياس بنحب بعض ،ونتجوز ،إيه اللي بتقوليه ده

يا وسام إلياس يبقي أخويا في الرضاعة

هو ملكيش ولا أيه

الله يخرب عليك يا إلياس ،تلاقيه كان عايز يعرف

أنك هتغيري عليه ولا لا

تسألت وسام في صدمة

- أيوة أخوات ،خالتي الله يرحمها كانت بتتعب كتير وماما

 أضطرت تنزل مصر أسبوع تقعد معاها

وكنا بنرضع سوا إحنا الأتنين

وبس يا ستي بيقينا أنا وهو أخوات

الغريبة أنك فاكرة إننا بنحب بعض طول الفترة دي

وساكتة ومتكلمتيش

دا أنا لو واحدة قربت ل أحمد خطيبي هقتلها

تعالت صوت ضحكات الأثنتان علي تلك الحادثة المضحكة

حدثت نفسها قائلة

- بقي كدا يا إلياس طيب هوريك

عادا الأثنان إلي الوطن وبقي الحال كما هو كلا منهما

ينام في غرفة مستقلة

بعد مرور خمسة عشر يوما

في المساء هاتفت وسام مروة وحكت لها ما حدث

بينها وبين زوجها إلياس

نصحتها مروة بفرصة أخيرة تحاول إصلاح أمور زوجها

عليها أن تعطيه فرصة ثانية وتخبره بحبها له

وهي نوت إعطائه تلك الفرصة.


نهاية الفصل 



تعليقات