الحب سوف يحيا
عندما تفحص جسدها ولم يجد هناك دماء ينزف منها
حمد ربه علي ذلك وأسرع في طلب الإسعاف حتي يذهب
بها للمشفي ويطمئن من عدم وجود كسر في أحد أطرافها
كان يريد لمسها في ولكنه كان خائف أن يقوم بحركة
خاطئة فيؤذيها أكثر أمسك بالطفل الصغير وحمله بين
ذراعيه وحاول أن يطمئنه لقد كان خائفا مذعور يهتف
علي والدته النائمة علي الأرض ولا تستطيع الرد عليه
جاءت سيارة الإسعاف وحملوا جسدها للداخل السيارة
أستقل السيارة بجوارها بعدما أخبر رجال الإسعاف أنها
زوجته ووالدة إبنه ،نظر إلي ملامح الطفل الذي يقبع
بين أحضانه وجدها تذكره بملامح أحد يعرفه في صغره
تذكر حديث والده عن رؤيته لإلياس الصغير ونظر للطفل
مرة أخرى وجدها ملامح وجه ،شدد علي حضن الصغير
وقبله علي رأسه ثم وجنتيه وأبتسم له وحاول إخفاء
تلك الدمعات، دمعات الفرح التي تختبئ خلف جفنيه
همس للصغير مهدئا إياه
- متخافش يا حبيبي ،ماما هتكون بخير
وبابا هيفضل وياك علي طول
تسأل الصغير بنبرة فرحة
- أت سوفت البابا تاع أبتو
أجابه قائلا
- أيوة يا حبيبي ،أنا بابا إلياس كنت مسافر وأديني جيت
تسأل الصغير قائلا
- أت مس سافل وسيب أبتو تاني
أبتسم إلياس علي حديث ابنه وأخذه بين أحضانه وأجابه
بنبرة مرحة
- لا مس سيب أبتو تاني
وصلت عربة الإسعاف للمشفي وتم إستقبالها وإدخالها إلي
إحدى الغرف الخاصة
فحصها الطبيب الذي أخبر إلياس أنهم سيقومون بعمل
إشاعات تشمل الجسد بالكاملل للإطمئنان عليها
مرت ساعة وأنتهت الإشاعات والتي كانت نتيجتها
سلبية ما عدا جزع في اليد اليمني والقدم اليسري
وبعض الرضوض والكدمات بجسدها
سأل إلياس الطبيب هل يستطيع أن يغادروا المشفي
أجابه الطبيب أنهم سوف يقومون بلف ذراعها وقدمها بالرباط
الطبي ويكتب له وصفة طبية ثم يستطيعوا الخروج
بعد مرور الوقت
قام إلياس بمهاتفة أحد أصدقائه وطلب منه القدوم لأمر عاجل
تعجب صديقه من إتصال إلياس به ،خاصة وأنه كان مختفي
لمدة كبيرة حتي شريف لا يعلم عنه شيئا
أجابه أنه قادم إليه بعد أن أملاه إلياس عنوان المشفي المتواجد
به هو وزوجته
حضر صديقه بعد نصف ساعة تقريباً وطلب منه إلياس حمل
الصغير حتي يستطيع إدخال وسام إلي الجزء الخلفي
من السيارة وبعد الانتهاء من تنفيذ ذلك أنطلق إلي المنزل
الخاص بوالده
حمل إلياس وسام بين يديه وهو مستقل المصعد الكهربائي
بينما الصغير غلبه النعاس في السيارة فحمله صديقه
أثناء صعودهما ،عندما وصلا إلى الشقة الخاصة بوالده
أخرج المفتاح الخاص بها وطلب من صديقه أن يقوم
بفتح الباب ليستطيعوا الدخول
دلف إلياس إلي الشقة ثم توجه إلى غرفته القديمة
وجدها مثل ما كانت وقام بوضع وسام علي الفراش وأتجه
للخارج ليحمل الصغير ويريحه علي الفراش
شكر إلياس صديقه كثيرا على مساعدته إياه في ذلك الوقت
المتأخر فأجابه أن الأصدقاء خلقوا لذلك
بعدما ودع صديقه وأرقد الصغير في غرفة النوم الأخري
ذهب إلى غرفته ليطمئن عليها ،لقد سأل الطبيب عن عدم
إفاقتها إلي الآن فأجابه أنها ربما تكون صدمة نفسية
ولجأ الجسد إلي النوم كحيلة للهروب من تحمل الآلم
سخر إلياس من الموقف قائلا
-دي أول ما شفتني هربت ،كأنها شافت عفريت
الحمد لله أنها بخير والطفل كمان ،ابني اللي مكنتش
أعرف عنه حاجة ،عندي ابن من سنتين ومعرفش أنه موجود
من الأساس ،هو مفيش نهاية لكدبك يا وسام
ولكنه عاد وقال لنفسه
- وأنت بتلومها علي اللي عملته ،بعد الطريقة اللي أتصرفت
بيها معاها الكلام اللي قولته ليها
أكيد كرهتك ومش عايزة تشوفك تاني وخصوصاً بعد ما سبتها
زي ما قولت لها معلقة لا هي مراتك ولاهي منفصلة تقدر ترتبط
باللي عايزاه ،عند تلك النقطة وشبت النار بداخله
هل تريد الإنفصال عنه وترتبط برجل آخر غيره يلمسها
يقبلها ويتذوق عبيرها ،لا لن يسمح لها بذلك هي له منذ
البداية منذ أن تنكرت في هيئة ذلك الصبي
لقد تأكد من حبه لها وهو بعيدا عنها ولكن كبريائه منعه من
العودة لها مرة أخرى خاصة بعد أن وصفته بأنه ليس برجل
والتي كانت ضربة قوية لكرامته كرجل مما جعله يتصرف
معها بطريقة بدائية ندم عليها بعد ذلك
والآن هاهي في منزله وبين يديه لابد وأن هناك فرصة
للعودة مرة أخرى سويا ومعهما الصغير خاصته
عندما نظر إليها وهي راقدة على الفراش كانت ملابسها
متسخة وممزقة قليلا فقرر أنه لابد أن يزيل عنها تلك الملابس
تردد قليلا قبل أن يدخل إلي المرحاض ويجلب وعاء
صغير به ماء دافئ ومنشفة صغيرة
أزال عنها ملابسها وأبقي على ملابسها الداخلية
أخذ يبلل المنشفة ثم ينظف بها جسدها المستكين
لقد كان ملئ بالكدمات وتحول للون الأزرق
شعر بالحزن عند رؤيتها بذلك الشكل خاصة وأنه
هو السبب في ما حدث لها فرؤيتها له جعلتها تهرب راكضة
حتي خطت وسط السيارات
لابد وأنها ذعرت عند رؤيته ولكن لماذا ،أمن أجل الصغير
أتخيلت أنه عندما يراه سيأخذه منها ويحرمها منه
ما كان ليفعل ذلك لا يستطيع أن يحرم أم من ابنها
خاصة وأنها ذاق مرار ذلك الحرمان
أنتهي من تنظيف جسدها وأعاد الوعاء إلي المرحاض
وبحث عن شيء يلبسه لها فلم يجد سوى مئذر الحمام خاصته
ألبسها إياه وتوجه بعدها لأخذ حماما دافئ
خرج من المرحاض وتناول ملابسه من الخزانة وقام بإرتدائها
نظر إليها وجدها مازالت نائمة فتوجه للغرفة الأخري
ليطمئن على الصغير فوجده مازال نائما هو الآخر
عاد للغرفة وأحس بالحاجة إلى النوم فتوجه إلي الفراش
ونام بجوارها في الجهة الأخرى نظر إلي وجهها كانت هناك
كدمة في مقدمة رأسها أصبح لونها داكنا بعض الشيء
حاول أن يلمسها فوضع يده على وجهها وأخذ يتلمسها
كانت كالملاك النائم ،سخر من نفسه هذه هي المرة الأولى
التي ينام بها بجوار زوجته ،ماعدا الليلة التي توحدا بها
الليلة الذي زرع بذوره في رحمها فأنبتت صغيره
ملامحه كانت شبيها له ماعدا لون العينان كانا مثل لون
عينان والدته أما الأنف والشفتان ولون البشرة فيشبهانه هو
غلبه النعاس وهو يفكر بها ودون أن يقصد وضع
ذراعه علي خصرها وأطبق عليه
بعد عدة ساعات
حاولت فتح عيناها جفناها ثقيلان ورأسها وكأن هناك مطرقة
بداخله فتحت عيناها ونظرت حولها فوجدت أنها راقدة علي
الفراش بغرفة نوم لا تألفها ،أحست بثقل موضوع علي
خصرها فنظرت لتري ما السبب فصعقت لما رأت
رأت إلياس نائم بجوارها على الفراش ويضع يده حولها
أسرعت بتخليص نفسها منه ثم نهضت من الفراش
نظرت إلي نفسها فوجدت أن أحد قام بتغيير ملابسها
وألبسها هذا المئذر ،يدها وقدمها آلماها فتحسستهما فوجدت
أنهم ملفوفان في رباط طبي حاولت التحرك فشعرت بألم
شديد بقدمها فجلست مرة أخرى على الفراش وبدأت في البكاء
كان مستغرق في النوم عندما سمع أحدهم ينتحب ففتح عيناه
ونظر حوله ،وجدها تحني ظهرها وتنتحب
إذا أستيقظت ورأت نفسها بمنزلي فبكت وأحست بالخوف
أقترب منها ووضع يده على كتفها وسألها
- في حاجة واجعاكي
جفلت عندما لمس كتفها وتعجبت من إهتمامه بها وسؤاله
عن إذا هناك ما يؤلمها
أجابت عليه متسألة
- أيه اللي حصل وأيه اللي جابني هنا
أجابها قائلا
- وأنتي بتجري مني عربية خبطتك بس الحمد لله
مفيش غير جزع بسيط في ايدك ورجلك وشوية كدمات
أنتبهت أن صغيرها ليس بجوارها فسألته بلهفة
- فين عبدالله ،هو كويس صح
أخبرها مطمئنا إياها
- متخافيش هو بخير ونايم في الأوضة التانية
أطمئنات بعض الشيء ولكنها سألته
- أنت جبتنا ليه هنا ،مروحتنيش ليه لبيت العيلة
أجابها بسخرية
- أنا جبتك لبيتك وبيت جوزك وابنك ،يعني مش بيت غريب ولا أيه
أجابته بنبرة ساخرة
- جوزي ،هو فين جوزي ده اللي ليا تلت سنين معرفش عنه
حاجة ،وكأنه أختفي من الدنيا حتي أبوه سابه ومسألش فيه
أحس بغضب من وصفها له بالجاحد تارك أبيه
لا أحد يعلم ما مر به وما تحمله من آلام ،الكل يعتقد أنه ذلك
الزوج الهاجر لزوجته والعاق لأبيه
أجابها بنبرة يشوبها الحزن
- بلاش تلومي وتصدري أحكام وأنتي متعرفيش حاجة
في حاجات بتحصل للواحد بتكون غصباً عنه.
حاجات ممكن جهل الناس التانية بيها أحسن ليهم
تعجبت من حديثه لها وتسألت ماذا يقصد بتلك الأشياء
ولكنها فكرت أنه يريد وضع تبريرات إلي أفعاله
طلبت منه أن يجلب الصغير إليها فنفذ لها رغبتها
كان الصغير مازال نائما ولكن عندما حملته بين يديها
وأخذت تتفحص جسده لتطمئن عليه تململ الصغير وأستيقظ
من غفوته ونظر إليها مبتسما وقال لها
- ماما بابا ياس ته من سفل سان أبتو
نظرت إلى إلياس وعلمت أنه قد أخبره عن هويته
أجابته قائلة
- أيوة يا عبدالله بابا إلياس جه عشان خاطر يشوف عبده
أجفلها بسؤاله لها
- هو عنده كام دلوقت
أجابته بنبرة ساخرة
- أكيد لوفكرت كويس هتعرف ولا لسه مش واثق في أخلاقي
نظر إليها متعجباً من هجومها عليه واخبر نفسه قائلا
- تستحق ذلك يا إلياس فمن يزرع شيئا يحصده
أراد أن يعتذر منها علي كلماته الجارحة التي قالها لها
- وسام أنا آسف على الكلام اللي انا قلته في حقك زمان
الموضوع مكنش يستحق كل السنين اللي راحت من غير لازمة
الكره والمرارة مش هتفيد بحاجة خصوصا لما تشوف الموت
بعينك ويبقى أقرب ليك حتي من أنفاسك
لا تعلم لما أصابت تلك الكلمات قلبها وجعلتها تشعر نحوه
بالشفقة،فسالته قائلة
- قصدك أيه بأن الواحد يشوف الموت بعينه
إلياس هو فيه حاجة حصلت وأنتي مش عايز تقول عليها
أجابها قائلا
- الكلام دلوقت مش هيفيد بشئ خلي اللي في القلب في القلب
المهم دلوقت أكيد أنتي وعبدالله جعانين ،أنا هقوم أشوف
حاجة تتأكل في التلاجة وأتجه بخطواته مغادرا الغرفة
ولكنه ألتفت بعدها وسألها
- هو عبدالله بيأكل أي حاجة عادي ولا لازم لبن
أجابته بنبرة هادئة
- هو بيأكل أي حاجة دلوقت ،هو عدي السنتين من كام شهر
بس لو في لبن أو زبادي يكون أحسن ليه
أومأ لها برأسه موافقا ثم توجه للخارج
بعد فترة قصيرة
عاد للغرفة وهو يحمل بيده صنية طعام وعليها عدة أطباق من
الجبن والمربي والخبز وكوب من الحليب من أجل الصغير
شكرته علي إهتمامه بها وأخبرته أنها تريد محادثة أخيها زيد
في الهاتف لكي تطمئنه عليهما
ناولها هاتفه المحمول فأخذته منه وضغطت على الأرقام
وأجرت الإتصال
تعالي رنين الإنتظار في الهاتف ثم وصلها صوت أخيها زيد
- آلو أيوة يا زيد أنا وسام
- أيوة متخفش أصل في حاجة حصلت خلتني أروح بيت
عمي محمود بالليل
- لأ متقلقش أنا بخير
- مش هقدر أجي دلوقت ،أبقي تعال في الصبح
عارف العنوان صح
- أيوة طمن ماما وقولها أنا وعبدالله بخير
- طيب سلام دلوقت
أغلقت الهاتف مع أخيها فسألها إلياس
- أنتي ليه مقولتلوش إنك معايا هنا في البيت
أجابته بنبرة ساخرة
- أحسن أنه مقولتلوش ،إنت مش عارف زيد حالف
يعمل معاك أيه
أجابها ساخرا
- أيه هيضربني مثلا
سخرت منه وقالت
- أبدا حالف يقتلك بس ،وطبعا أنت عارف ليه
سبت أخته الناس تمسك سيرتها وتتكلم عليها كلام زي الزفت
لدرجة أنه في ناس قالت أنك رمتها لما لقتها مش،،،،،
غصة وقفت في حلقه لسماعها لحديثها ،لم يعلم أن الأمور
وصلت إلى ذلك الحد من تجريح البعض والتعرض لسمعة
زوجته وعائلته بل وصل الأمر إلى حد القذف والخوض
في العرض والشرف
الدموع هطلت من عينيها عند تلك الفترة من حياتها
أكملت قائلة
- أنت عارف بابا مات أزاي
الجرايد مسبتش سبب عن هجران لاعب الكرة الشهير ابن
عيلة الجابري اللي ونشرته ،بابا متحملش قلبه تعب وبقي
مش عارف يعمل ايه والناس كلها ماسكة سيرة بنته
رغم وقوف عمي محمود معانا بس الناس مسكتتش
بابا حصلتله أزمة قلبية مفاجئة ومات فيها
زيد ساب شغله من كتر خناقاته مع الناس بسبب سيرة أخته
بعدها دخلت في حالة نفسية مخرجتش منها غير لما
سافرنا دبي وأستقرينا فيها
أقترب منها وحاول مواساتها وأخذها بين أحضانه وقبلها
علي رأسها ،أعتذر منها مرارا علي ما فعل ولكنها أبتعدت عنه
أخبرته في نبرة لأئمة
- أنت السبب في كل حاجة وحشة حصلت معايا ،أنت السبب
في إن بابا مات وسابني
أخذت شهقاتها تتعالي بالبكاء ولكنها عادت للحديث
- أوقات كتيرة كنت بتمنى إنك أنت اللي مت مش هو
هو في ناس كتير بتحبه ومحتجاه لكن إنت مفيش حد بيحبك
طعنة قاتلة أصابته بها في قلبه ،أوصلت لتلك الدرجة من الكره
أن تتمني له أن يموت ،ربما دعائها هو السبب في الحادث الذي
وقع له وكاد أن يموت خلاله ولكنه لم يخرج منه سليما
أيضا خرج وهو ليس لديه أمل في أن يسير
علي قدميه مرة أخرى
أجابها بشئ من الحسرة
- عندك حق ،هو كان في ناس بتحبه ومحتجاه لكن أنا معنديش
حد يحبني ولا يخاف حتى عليا
أتجه بعدها بخطوات إلي الخارج ويتمنى أنه لم يعد من الأساس
وضعت يدها على فمها وبدأت تنتحب ،ماذا فعلت ااخبرته
أنها تتمنى له الموت أن لا أحد يريده بحياته
يا إلهي أوصلنا الحقد إلي تلك الدرجة من المرارة تحولنا إلي
أناس آخرون لا نعرفهم ونشمئز منهم
لقد وصلت إلى الحضيض بكلماتها تلك معه ،هي ندمت على
دعائها عليه وتتمني أن تخبره بذلك ولكنها علمت أن
الأوان قد فات لذلك
الخاتمة
وعادت إلى حياتي
بعد فترة من الزمن
طرق باب الغرفة وفتحت له واخبرها أنه ذاهب لزيارة والده
في المشفي ليطمئن عليه
عندما وصل للغرفة وجد بعض الزوار عند والده
عندما دخل للغرفة وجد أنه ابن عمه زين الجابري وزوجته فريدة
التي تزوجها منذ عامان ويبدو عليها الحمل الآن .
خمن أن زين الذي يعمل طبيبا للقلب جاء ليطمئن على عمه
أخبر محمود إلياس أن زين أخبره بسلامة قلبه وسلبية
التحاليل وأنه سيغادر المشفي الآن
ساعد إلياس والده في إرتداء ملابسه ثم توجهوا إلى المنزل
فوجئ الجميع بوجود زيد في منزل إلياس
عندما رأى زيد إلياس توجه إليه ولكمه في فكه مما جعله يميل
الى الخلف وعندما رفع إلياس وجهه مرة أخرى لكمه زيد
ثانيا ،حاول زين الجابري التدخل وإبعاد زيد عن إلياس إلا أن
إلياس أخبره أن يتركه
تعجب زيد من حديث إلياس وأنه لا يمانع من ضربه له
أخبر إلياس زيد وسأله
- خلصت ضرب ولا لسه
تراجعت خطوات زيد للخلف ونظر له بتعجب
تحدث إلياس لوالده قائلا
- أنا هروح أوضتي عشان في ناس مش طايقة تشوفني وبتكره وجودي
نظر محمود بحزن لولده إلياس ثم إلي وسام التي نكست رأسها
أمر زيد وسام بجلب عبدالله والرحيل إلي المنزل الآن
طلب منه محمود أن يترك وسام وعبدالله لمدة أسبوع
ليستطيع التمتع مع عبدالله والتعرف عليه جيدا
اومأت وسام برأسها موافقة فتركها ورحل
طلب زين زوجته مساعدة وسام للغرفة حتي تستريح
تحدث محمود مع زين وأخبره بوجود شئ خاطئ
في إلياس الذي يبدو حزين ومنكسر وهو يرد معرفة السر
في المساء
استقبل محمود عماد شقيق زوجته الراحلة ورحب به
ثم سأله ما الذي حدث مع إلياس
تردد قليلا في الأجابة ثم أخبره
إلياس عمل حادثة كبيرة بالعربية بعد تلت أسابيع من سفره
الحادث عمل إرتجاج في المخ ورجليه الأتنين أتكسروا وكان
ممكن مش يقدر يمشي تاني
إلياس قعد في غيبوبة لمدة تلت شهور
ولما فاق الدكاترة قرروا يعملوا كذا عملية ورا بعض
إلياس كان في حالة نفسية وحشة ولولا وجودنا أنا ولوجين
كان مرضيش يكمل علاجه
صدمة قوية وقعت على قلب محمود لم يصدق أن صغيره
كل ذلك بمفرده كما يفعل دائما
كانت تستمع لكلمات شقيق والدته بقلب حزين وهبطت الدموع
من عيناها ،تحاملت علي نفسها وذهبت لغرفته ولم تجده ولكنها
ا أستمعت إلي صوت مياه جارية فخمنت أنه يستحم
أنتظرته منكسة الرأس جالسه على الفراش
خرج بعد دقائق ووجدها بتلك الحالة فأقترب منها وسألها
- هو في حاجة بتوجعك
أخبرته بنبرة غاضبة
-ليه
سألها هو
- أيه هو اللي ليه
- ليه أنت أناني بالشكل ده
أزاي يجيلك قلب تخبي اللي حصل معاك على والدك والناس اللي
بتحبك ،قدرت تستحمل كل الوجع والآلم ده إزاي
أخذت تضربه علي صدره وتسأله لماذا
أمسك بيدها اللتان كانتا تتضربانه وسألها
- مش قولتي أنك بتكرهيني ونفسك إن أنا اللي كنت مت
هزت راسها نافية وأخبرته
- كنت غبية وفاكرة إني كدا بجرحك وبخلص تاري منك
لكن لما عرفت باللي حصلك قلبي واجعني ،في حاجة أنكسرت
فيه ،وكأن أنا اللي حصل معايا الحادثة دي
سألها إلياس قائلا
- يعني لسه بتحبيني
أومأت برأسها موافقة
- وأنا بحبك يا وسام من أول يوم شفتك فيه وأنتي عاملة
نفسك ولد ،كانت في حاجة بتشدني ليكي
وكنت بأنب نفسي إني بفكر فيكي واليوم اللي عرفت فيه
إنك بنت فرحت وزعلت في الوقت نفسه
كبريائي وكرامتي خلوني أتصرف بالشكل ده
لكن في الحقيقة أنا بحبك وبعشقك كمان
هبط بعدها بشفتيه يتذوق رحيق شفتيها ويعيد
إلي نفسه الترياق
بعد قليل كانت بعض الهمهمات بجوارهم وكثير من الأعين
تنظر إليهما وتعالت بعض الضحكات
نظر حوله فوجد والده ينظر إليه وكذلك خاله وابن عمه وزوجته
خجلت وسام من الموقف بينما مازح إلياس والده قائلا
- هو كل مرة بتيجي في أوقات غلط يا حاج ..
أبتسم الجميع ونظروا إليه بحب وفرحة علي رجوع زوجته
إليه وتبادل النظرات بينه وبين والده
والده سأله بعيناه
- أعادت إليك من جديد
وأجابه الآخر
- نعم عادت إلى حياتي
أخبره والده أن يرتدي ملابسه ثم يلحق به
فهناك حديث هام لابد من إجرائه
بعد مرور عام
-شدي حيلك يا كابتن مصر
- طب ما تيجي بدالي يا كابتن إلياس
لم تعلم وسام اتضحك علي مزاح إلياس معها أم تغرس
أسنانها في ذراعه ليتوقف عن حديثه لها
طلبت منه أن يقف بجانبها عند ولادتها بينما هو يمازحها
والطبيب المختص يبتسم علي مزاحهما سويا
- يالا يا كابتن مصر
زقة كمان وهتجيب الجون التاني
بعد مزيد من الدفعات من وسام خرج محمود إلياس الجابري
إلي الحياة
- بصي كدا قمر شبه أبوه
أخبرته قائلة
- مدام شبه أبوه يبقي قمر يا حبيبي
تمت بحمد الله
