" " " " " " " " رواية عالم الأقدار الفصل السادس
📁 آحدث المقالات

رواية عالم الأقدار الفصل السادس


 

 

 

الفصل السادس

 

حقيقة يُضاجعُها الوهم!

***

 

جذبني قدر بشدة وأخذني الى طابق علوي وجدتهُ يصعد درجات  سلالمه بسهولة كأنه مبصر يرى الأشياء بوضوح بينما أنا ظللت خلال صعود درج السلم أسقط وأنهض مجددًا نتيجة لتعثر أقدامي لاسيما والظلام المحيط بالمكان, لقد لاحظت أن قدر هذا يجيد التعامل مع الظلام ولغاته بمهارة فائقة ولعل هذا يرجع الى كونه (قدر أعمى), بعد الوصول الى الطابق العلوي وجدتُ غرفٌ أخرى مرصوصة كالتي موجوده بالطابق الأسفل وبمجرد الوصول الى الطابق العلوي سمعت أصوات صراخ واستغاثات تتأوى من آلام ما لعل سببها ضربات قدر ولعلها أيضًا آلام تعذيب! حاولت التماسك بل قمتُ بوضع أصابعي داخل اذني كي اقلل من حدة دوي أصوات الصراخ قبل أن يقف قدر أمام باب الغرفة الموصد فيتح الباب في الحال غضيت بصري من هول المنظر الذي رأيته فور فتح باب الغرفة!

امرأة عارية تمامًا يضاجعها رجل عاري تصرخ وتتأوى لا من آلام النشوة الجنسية بل من الام التعذيب السادي الموحش حيث رأيتها تنزف دمًا تبكِ وتصرح ألمًا تطلب الإغاثة دون أن تجد مغيث!

انحنيت لكي أتقيأ قبلما أفاجأ بقدر يساعدني على النهوض ويُثبتُني قبل (الصدمة) الصدمة التي كان يُعدها إليّ قدر ذلك عندما أمسك بزراعي وجذبني ناحيته بقوة قائلًا:

أزعجك صراخ السيدة اليس كذلك؟

-أني أٌشفقُ على حالها, هذا الخنزير الآدمي يضاجعها بعنف ووحشية إنه سادي مريض الا تراه يضحك ويستمتع كلما يجدها تصرخ  المًا؟ بل ويستمنى على وجهها في منظر مقزز وضيع!

-هل تعلم من تكون هذه السيدة؟

-لا ياقدر لا أعلم ولكن مهما كانت فالذي يحدث معها لا يرضى أحد

-تلك السيدة البائسة أسمها الحقيقي ( حقيقة ) بينما أسم الشهرة (عدالة) وأما الخنزير الآدمي المتوحش الذي تتحدث عنه فإسمه الحقيقي

(وهم) وشهرته (ظلم)

-وكيف لك تترك الوهم أو الظلم يضاجع العدالة أو الحقيقة بهذه الوحشية القذرة؟ الا يوجد من يدافع عن العدالة؟!

-العدالة بحاجة إلى عادل كي يدافع عنها ضد بطش  الظلم وقبحه.

-وأين هو هذا العادل؟

-ليس موجود الآن!

-هل رحل؟ وإذا كان قد رحلَ الى أين رحل؟

-انه هنااااااك.

-هناكَ! أين أين ؟؟؟

-بين البين, في أقصى الأقصى  مشبوح بين الأقواس محاط بآلاف الملايين من علامات التعجب والاستفهام!!

-وامُصيبتا العادل يترك العدالة يعذبها الظلم بهذا الشكل؟ الحق الواضح الظاهر الشفاف يترك الحقيقة تهان من قِبَل الوهم هكذا؟! لا أصدقُ نفسي!

-النفس هي الشيء الوحيد الذي لا يجب أن تصدقهُ لأن النفس أمَّارة بالسوء.

-وأُصدق مَن اذن؟ أُصدقكَ أنت؟ أنت أيها الضرير؟!

-أنا لستُ بضرير أنا مُضار أنا ذلك الذي تحمَّل على عاتقهِ التبِعة تحمل أوزار جرائمكُم البشعة أنا (قدر)

-ويحكَ ياقدر! أنت تبكِ؟ القدر يبكِ؟! أتبكِ حزنًا أم تبكِ ساخرًا (سخرية قدر)؟!

-أبكي على قسوة قدري على نتائج إرادة عُلية

حملتني مسئولية المجهول مسئولية النسيان!

نسيان الإنسان! والآن,

-دعكَ من دموعي وتعالى معي كي نفتح الباب التالي.

 

 

تعليقات