الخوف
الفصل الثالث
الجزء الثاني
حاولت اتبارد عليها زى ما هي بتسوق عليا برودها قدام جوزها، قررت انا كمان ارد عليها ردود تحرجها، علشان كده لقيت نفسي بقول:
- سمر حبيبتي الخاطبة والاستعجال على الجواز ده للبنات اللى مش بتقدر تتحكم فى نفسها وهتموت وتبقى مع راجل، لكن انا براحة راحتي اعيش حياتي على كيفي ووقت ما يجيلي اللى يعجبني افكر اوافق او لاء، انتي مش هتفهمي كلامي لأن انتي متقدملكيش غير رامي وهو اللى اتجوزتيه، او يمكن برضو بتفكيرك ده لو مكانش رامي كان زمانك بتدوري على الخاطبة اللى بتقولي عليها دي، اصل انا شايفة ان تفكيرك كله فى الجواز والرجالة.
خلصت كلامي ومسكت تليفوني بصيت فيه وانا شايفة وش سمر اللى قفل وانفعلت وهي بتقول:
- قصدك ايه يعني؟ انا لو مكانش رامي اتقدملي كنت هبقى عانس ومش هلاقي اللى يتجوزني؟ لييييه هو...
رامي بمقاطعه:
- ايه يا سمر؟ انتي هتتكلمي عن الرجالة كمان وانا قاعد معاكي، يا جماعة مش كل ما نتجمع مع بعض تشدوا بالطريقة دي، سامحيني يا طنط لو مجيتش تاني بس مش معقول كده دول لو لسه فى ثانوي مش هيتناقروا كده.
نعمت صوتي وبصيت لرامي بتركيز وقولتله:
- انا اسفة يا رامي، انت شايف كل مرة لازم تتكلم معايا بطريقة فيها تقليل مني وانا بسكت احترام ليك ولماما...
رامي:
- عندك حق يا سارة، سمر انتي غلطانة وبتتعمدي تتكلمي فى مواضيع بايخة ومالهاش لازمة.
سمر بأنفعال:
- يعني بقى الغلط عندي انا؟ بقى كل ده علشان خايفة عليها وعايزاها تشوف طريقة تتجوز بيها؟ انا غلطانة يعني يا ماما؟
ماما:
- استهدوا بالله بقى يابنات، انا تعبت من خناقكم كل شوية ده لا كأنكم اطفال، وانت يارامي سيبك منهم ده بيتك يا حبيبي وانت مكان محمد هنا تعلمهم الادب ومحدش هيعدّل على كلامك بحرف.
رديت برقة:
- خلاص يا رامي علشان خاطرك بس انا مش هرد على كلامها ده.
حاولنا نغير الكلام ومن جوايا اخدت قرار اني اتصرف بالطريقة اللى تلفت انتباه رامي ليا...مش كواحدة ست، لاء كواحدة مختلفة تماما عن مراته، تفكير، كلام، تصرفات، ستايل، نظرات...الخ، وفعلا ابتديت اعمل كده، اشتريت هدوم جديدة للبيت اقدر اقعد بيها قدامه تكون دلوعة كده وفى نفس الوقت مناسبة اني اقعد بيها، بقيت بهتم بنفسي اكتر وانا قاعدة فى البيت وبهتم ببشرتي وماسكات بقى وحركات كده علشان وشي يرجع ينور تاني، كل ده بعمله واحيانا بحس من جوايا بذنب رهيب بيلومني على اني بفكر فى جوز اختي، لكن الفكرة اني مش عايزة اخطفه منها، لاء خالص انا بس عايزة احس اني ملفتة او اقدر اشد انتباه راجل مميز زى رامي، سمر بقيت تطول على ما تيجي البيت عندنا ومعظم المرات كان رامي مش بييجي معاها من وقت اللى حصل، مكنتش متضايقة من ده لحد ما احس اني راضية عن شكلي واشوف نتيجة للي بعمله، حتى سمر لما كانت بتيجي كنت بعمل نفسي نايمة لاني مش عايزاها تلاحظ عليا تغيير يخليها تعلق تعليق يعصبني وانا حابة اكون هادية جدا، الوقت بيمشي بهدوء جدا والدنيا طبيعية لحد اليوم اللى صحيت فيه الصبح على صوت ماما وهي جنبي على السرير وبتقولي:
- سارة حبيبتي، قومي لازم ننزل نروح لأختك دلوقتي...
صحيت مخضوضة وقلقت عليها، رديت على ماما بفزع:
- مالها يا ماما سمر؟ فى ايه؟
ماما بتطمني:
- متقلقيش يا حبيبتي، هي بس وقعت من على الكرسي على ضهرها ورامي كلمني قاللي علشان نروح نطمن عليها.
لقيت نفسي قمت من سريري جري علشان اغير هدومي، فى الوقت ده مكانش هاممني غير اني اروح اطمن عليها فعلا، نسيت بصراحة اللى كنت شاغلة بالي بيه واللى حطاه فى دماغي، فعلا مش عارفة جهزت ازاي بسرعة وجرينا على بيتها، كان رامي نزل شغله وكانت لواحدها فى البيت ولما ضربنا الجرس اخدت وقت لحد ما فتحت...
ماما بخضة:
- بعد الشر عليكي يا قلب امك، ياريت كنت انا وانتي لاء.
سمر:
- بالراحة يا ماما ضهري واجعني اوي.
طلعت سمر من حضن ماما وكملت كلامها:
- بعد الشر عنك يا حبيبتي، بسيطة متقلقيش.
دخلت وانا قلقانة عليها وصعبانة عليا وهي بتتألم:
- بعد الشر عنك يا مورا، حصل ازاي بس يا حبيبتي؟
سمر وهي بتدخل الصالون واحنا معاها:
- كنت بشيل الستاير علشان اغسلهم، رجل الكرسي اتكسرت وقعت، نزلت على ضهري لما مش قادرة منه.
ماما:
- طيب وليه رامي ميعملهمش هو يا سمر؟ ينفع يعني كده؟ افرضي حامل؟ لاء انا مش هينفع اسيبك لواحدك.
سمر:
- انا قولت اسلي نفسي يا ماما، وبعدين يا حبيبتي هتقعدي معايا تعملي ايه؟ هخليكي تخدميني مثلا؟
ماما:
- ومخدمكيش ليه؟ اومال يعني عايزة تبقى تعبانة كده وتقومي وتتحركي وتعملي شغل البيت؟ خلاص تعالي معايا هناك.
سمر:
- لاء يا ماما مش هينفع اسيب البيت، كمان رامي بيحس انه مقيدكم لما بيكون هناك وانا مش هينفع اسيبه لواحده، وبعدين يعني هبقى انا قاعدة واسيبك انتي تقومي تخدميني انا وجوزي؟
ماما:
- خلاص اختك تقعد معاكي هي تشوف طلباتك الفترة دي لحد ما ضهرك يخف.
بصراحة انا لأول مرة متضايقش من ان ماما تقرر بالنيابة عني فى حاجة خاصة بسمر، مش علشان هبقى فى نفس البيت اللى فيه رامي، بس علشان سمر فعلا صعبانة عليا، بس رد سمر خلاها كبرت فى دماغي وحطيت رامي فى بالي اكتر لما قالت:
- يعني يا ماما يبقى هو مش عايز ييجي يقعد عندكم علشان تبقوا براحتكم، تيجي سارة هنا تقيده وميعرفش يبقى براحته؟
ماما بأنفعال:
- بت انتي، سيبك يا حبيبتي من المياعة بتاعتك دي، صحتك مفيهاش كلام، اختك تقعد تخدمك ولما تبقى كويسة اتمرقعوا براحتكم، مش هفرح انا لما من دلوقتي الاقيكي بتعرجي ولا مش قادرة تشيلي نفسك بسبب انك مرتاحتيش بعد الوقعة دي.
امي اوفر شوية فى قلقها وخوفها على سمر، بس ماشى بقى اخر العنقود والدلوعة بتاعتها، وفكرة الكلمة بتاعت اختك تخدمك اختك تخدمك دي كانت مضايقاني لأنها المفروض تتقال بطريقة احسن من كده لأني مش هاخد اجرتي مقابل خدمتي ليها:
- اسمها اختك هتقعد تساعدك يا ماما يا حبيبتي، وبعدين يا سمر معلش يا حبيبتي لازم ترتاحي فعلا شوية علشان مشاكل الضهر دي بالذات لما بتكبر بتأثر جدا على كل حاجة بعد كده.
سمر طبعا كانت مش عارفة تخلع من اصرار ماما، وماما قررت يا اما انا اقعد يا اما هي تيجي تقعد معانا، وطبعا لأنها عارفة ان رامي هيرفض ييجي يقعد فترة هو اخره يومين تلاتة فكانت مش هتتحمل انها تبات عندنا من غير ما يكون فى حضنها...مرقعة فارغه.
- طيب بصي يا سمر، بلغي انتي بقى رامي...وانا هروح اوصل ماما واجيب هدوم ليا وارجعلك.
ماما:
- وايه يوديكي ويجيبك يا سارة؟ خليكي مع اختك يا حبيبتي ومتقلقيش هاخد تاكسي يوصلني.
رديت بهدوء:
- اولا ياست ماما مش هسيبك تطلعي وتنزلي من مواصلات لواحدك، ثانيا هدوم سمر مش هينفع اقعد بيها براحتي هنا، ثالثا بقى عايزة اجيب اللاب توب بتاعي علشان شغلي.
سمر:
- صح يا ماما، هدومي مش هتناسبها خالص...مع اني شايفاكي خاسة فعلا لكن انا كل هدومي مفتوحة مش هينفع تقعدي بيها.
رديت بسعادة من ملاحظتها اللى خدت بالها منها:
- اه بحاول اعمل حاجة جديدة.
سمر:
- جدعة، التخن بيتقل وكمان بيبين العجز بسرعة.
ضحكت وانا بقولها:
- اهو العجوزة هتخدم الصغننة ياست سمر، ها ياماما تحبي ننزل امتى علشان مرجعش متأخرة؟
ماما:
- شوية كده وننزل.
فعلا قعدنا شوية، قمت فيهم انا لميت الستاير وغسلتها ونشرتها من غير ما اغير هدومي حتى وكنت سايبة ماما وسمر يتكلموا براحتهم، خلصت ترويق البيت والمواعين اللى فى الحوض وروحت لماما:
- يلا بقى يا ست الكل علشان انا لو قعدت هكسل انزل.
ماما:
- لاء يلا بينا، انا لو جايبة معايا دوا الضغط كنت فضلت قاعدة معاكم.
سمر:
- انا عارفة انك مش بترتاحي غير فى سريرك، متقلقيش سارة هتكون معايا.
فعلا اتحركنا ونزلت وصلت ماما اللى قعدت توصيني على سمر واني مسيبهاش تتحرك خالص ولا تعمل اي حاجة، واحاول اقنعها انها تروح لدكتور تكشف على ضهرها، كنت بسمعها وبقول:
- حاضر.
على كل كلمة بتقولها، لحد ما طلعنا البيت، لقيت نفسي دخلت اخدت الميك اب الجديد بتاعي اللى جيبته، البيجامات الجديدة بتاعتي وحتى هدوم الخروج الجديدة والهيلز اللى مش بستخدمه كتير...رغم اني مش محتاجة اوصل لحاجة بعينها لكن كنت محتاجة اعمل ده، اخدت اللاب توب بتاعي وحاجتي واطمنت على ادوية ماما ورجعت تاني عند سمر اللى عقبال ما وصلت عندها كان رامي رجع من شغله فتحلي الباب ورحب بيا وهو بيقولي بأعجاب:
- اوووووه، ايه الحلاوة دي؟ ادخلي ياستي، هو كان لازم يبقى عندنا اصابة يعني علشان تنورينا؟
ضحكت وانا بدخل وبمشي على مهلي وهو قفل الباب ودخل ورايا ولسه هيكمل كلام، لقينا سمر طالعة من الاوضة وهي بتقول:
- معلش بقى يا سارة...اليومين دول هتتعبي معانا شوية، حضريلنا الغدا علشان رامي راجع ميت من الجوع ورفض يخليني اعمل حاجة.
رامي:
- لالا...اكل ايه اللى تدخل تعمله؟ انا هطلب اكل من برة.
سمر لسه هترد لكن سبقتها وانا بضحك:
- والله ابدا، ده انا عندي شوية اكلات نفسي اجربهم فيكم لأن ماما مالهاش فى الاكل ده، ادخل انت ارتاح يا رامي وانتي نامي بقى على ضهرك علشان متتعبيش وانا يادوب اغير هدومي واعملكم احلى غدا.