الوصول إلى قوس قزح والسقوط على الأرض
كانت قد أنهت للتو حديثها مع زوجة أخيها زيد والتي نصحتها
بأن تترك لقلبها المجال وأن تحاول أن تصلح الأمور بينها
وبين زوجها،عليهم أن يتركوا أمور الماضي للماضي
فلا توجد فائدة ترجي من الأنتقام
قررت أن تتنازل قليلا لتنقذ مركب حياتها من الغرق
تلك هي الفرصة الأخيرة التي سوف تمنحها له
إما أن يأخذها وإما أن يقتل فصل النهاية في حكايتهما
أتجهت للمرحاض لتأخذ حماما دافئا لتسترخي قليلاً
بعد فترة خرجت مرتدية مئذر الحمام ثم أتجهت إلي خزانة
ملابسها وأنتقت غلالة سوداء والمئذر الخاص بها
هي تعلم أنه يعشق هذا اللون والذي كان يناقض بياض
بشرتها مما يظهر جمالها
عليها أن تغويه وهذا الأمر شاق عليها ولكنه زوجها الذي
تحب بل تعشق فلا ضرر من أن تتنازل هي بعض الشيء
وتبدأ بالمصالحة
هي لا تحب الزينة الصاخبة لأنها لا تليق بها فأختارت بعض
الزينة البسيطة حيث كحل أسود بعينيها وملمع شفاه وردي
اللون،نظرت بعدها للمرآة بعين الرضا وقالت لنفسها
- كدا تمام ،انا جهزت وهعمله مفاجأة يارب أسترها معايا
فترة من الزمن مضت
عاد إلى المنزل ونظر حوله فلم يجدها فكر أنها ولابد أن
تكون خلدت إلي النوم فالساعة وصلت إلى منتصف الليل
توجه إلى غرفته ودلف إليها وفوجئ مما رأي
لقد وجدها داخل غرفته تنتظره
ولكن ما هذا الذي يراه،أنها هي في كامل فتنتها ترتدي
غلالة سوداء وفوقها مئزر بنفس اللون وتزين وجهها
ببعض الزينة وشفتيها تبدوان بلون الورد الندي
ما هذا الجمال ياالله أنها آية في الفتنة والغواية
وما الذي تفعله هنا في غرفته وماذا تريد منه
أتريد أن تنهي حياته بفتنتها تلك، لاينكر أنه يشتهيها ولكنه
يخاف ،يخاف أن تحاول التلاعب به مرة أخرى
وجدها تقترب منه بخطوات متمهلة حتي وصلت إليه
وحدثته قائلة
- إلياس أنا عايزة أتكلم معاك في حاجة،،،،،
صمتت لبعض من اللحظات ونظر إليها وجدها تفرك يديها سويا
وكأنها تتردد في قول ما تريد ،وضعت يدها على ذراعه
وأستكملت حديثها
- إلياس أنا بحبك بجد ونفسي الخلافات اللي بينا تنتهي
ضاقت عيناه يفكر في ما قالته له ،أتقول أنها تحبه وجاءت إليه
وتحاول أن تغويه ،يا الله لايستطيع أن ينصت لما تقول
كل ما يفكر به الآن هو أن يأخذها في جولة عشق
أن يختبر معها ذلك العالم ولما لا فهي من آتت إليه
فليستغل ذلك ولينهل من ذلك الشهد
أنها حواء في كامل فتنتها،عيناها بلون بحر هادر
وشفتان بلون الورد الندي تري ما نكهتهما
أهو رحيق الأزهار أم شهد العسل
يا الله سيجن حتماً
نظرت إليه وجدته ينظر إليها بشرود وعيناه بهما نظرة
غريبة لم تراها بهما قبل ذلك ،فحاولت أن تتحدث إليه
- إلياس أنت سامعني ،إلياس
أفاق علي حديثها له وسألها
- أيوة كنت بتقولي أيه
ولكن بداخله لا يريد أن يسمع كلمة أخري،هو يريدها الآن
وليحترق العالم بعد ذلك
وبدأ في تنفيذ ما ينوي فأتجه إليها وأطبق شفتيه علي شفتيها
وأخذ يتذوقهما ويستعيد ذلك المذاق الذي في خياله
والآن يبدو أن مذاقهما أفضل من كل ما سبق
تلك النكهة تسبب له الجنون وتجعله يريد المزيد منها
حتي يصل إلى إدمانها
أستسلمت هي لذلك الهجوم بكل حب وعشق
فحلم حياتها سيتحقق ستكون له ويكون لها أخيراً
بعد سنوات من الأنتظار سينتصر عشقهما
وسيكتمل حبهما بالروح والجسد معا
قدمت له نفسها ولم تبالي بذلك الآلم الذي أحست به
بل ظلت تروي له عطشه وكأنها ذلك الترياق
الذي سيعيد إليه الحياة
أخذه لها كان حلم يراوده كل ليلة ولكنه لم يسعي لتحقيقه
والآن قد وصل ونال الحلم وحققه
لم يكن مثل أي شيء مما أختبره سابقا وكأنه في جنة
يختار منها ما يشتهي ويريد ،القلب ينتفض في الداخل
من لذة ذلك القرب الذي كان يتوق له كل يوم
مضي الوقت على المحبين ونهل كلا من الآخر عشقه ووله
إستكان هو بجوارها بلهاث
أما هي فسترت جسدها بغطاء الفراش وأغمضت عيناها
كانت تتذكر كلمات الحب التي أمطرها بها في جولة عشقهما
لا تصدق انها أخيراً أصبحت له كليا هي ملك ل إلياس
حبيبها من تمنت وعشقت وكذلك أنتظرت
بينما هو أخذ يفكر كيف أستسلم لها وكيف كان ضعيفا
أمام سحرها ولم يقاومها وسقط في الفخ
أراد أن يثبت لها أنها لم تنتصر عليه ولم تخدعه مرة أخرى
فحاول إذلالها ببعض الكلمات
- بس براڤوا عليكي يا وسام طلعتي شاطرة أهو وعرفتي
تغويني وانا أستسلمت ليكي
نظرت إليه وهي تحاول إستيعاب ما يقوله لها من كلمات
ألم يمطرها بكلمات الغزل والعشق أثناء أخذه لها
ما السخافة التي يقولها عن كونها ماهرة وقامت بخداعه
صمتت ولم تجب عليه
وكأن قلبه جريحا وتم طعنه ألف طعنة ،كان يريد النجاة
وكانت إهانته لها وإيلامها هي القشة التي سوف يتمسك بها
لكي ينجو من الموت
- زمان عرفتي تكدبي عليا وتخدعيني ،ضحكتي الناس عليا
ودلوقتي غويتيني وخلتيني أستسلم ليكي
ياتري عايزة مني أيه المرة دي
كلما رأي ألمها في عينيها كلما زادت نشوته ،أراد أن يذيقها
ما ذاقه من خيبة أمل وكسرة
أستكمل قائلا
- بس طلعتي شاطرة في كل حاجه ،كدب وخداع وكمان
غواية،ياتري كدبتي علي مين بعدي وغويتي مين غيري
طعنة قاتلة تلقاها قلبها وأحست أنها على وشك الموت
ماذا يقول لها حبيبها وبماذا يتهمها،أنها كاذبة ومخادعة وماذا أيضاً
لا ،لن تسكت على هذه الكلمات المشينة
لقد كانت مراهقة طائشة تعلم وندمت علي ما فعلت
ولكن لا يحق له،لا يحق له وصمها بتلك الكلمات
صرخت فيه بصوت عال
- أنت أيه،ليه مش عايز تنسي الماضي،سنين فاتت علي الحكاية
دي ،ليه مش مصدق إني كنت عيلة طايشة وندمت
ليه عايز تكرهني فيك ،كدابة ومخادعة ماشي يا إلياس
هسامحك على الكلام ده لكن إنك تقول عني إني معنديش
أخلاق لا مش هسمحلك ،وأظن إنك أتاكدت إنك أنت الاول
في حياتي من شوية،ودي كانت أكبر غلطة غلطها في حياتي
غلطة هفضل طول عمري أندم عليها
إني قدمت نفسي لواحد زيك أناني مش هامه غير نفسه وبس
واحد ميستحقش الحب اللي حبيته ليه
لأن أنا أستحق راجل بجد يحبني ويحترمتي مش زيك
تعالت ضحكات إلياس علي كلماتها تلك وسخر منها قائلا
- وأنا مطلبتش منك الحب اللي بتقولي عليه
طعنة جديده أضيفت إلي طعناته لها بقلبها فأرادت أن تجعله
يشعر بما تشعر به فصرخت به وأخبرته
- انت فعلا متستحقش أي شعور عارف ليه لأنك جبان
والراجل بس اللي يستحق الحب وأنت مش راجل
من الأساس يا إلياس
صفعة قاسية سقطت على وجنتها وتركتها في صدمة كبيرة
أيصفعها أيزيد في إهانتها
عيناه أستعر فيهما الجحيم ،وانطلق منها الشرر
وكأن شيطان قد تلبسه ،زعق فيها قائلا
- بقي أنا مش راجل يا وسام،طب أنا هوريكي إذا كنت
راجل ولا لا
أحكم يديه على خصرها وأطبق شفتيه علي شفتيها
وقبلها بكل قسوة ممكنة،كان يريد إمتلاكها عنوة
يريد أن يذيقها مرارة القسوة والإهانة
كانت تصرخ فيه وتخبره بكرهها له
مضت عليها الدقائق كسنوات من العذاب
لقد أذاقها في يوم واحد حلاوة الحب ومرارته
علمها كيف تحبه وكيف تلعنه
كانت في كل دقيقة تسبه وتلعنه وتعلن له كرهها
بعد إنتهائه منها تراجع عن الفراش وأبتعد عنها ينوي
التوجه إلى المرحاض
أحكمت لف الشرشف حول جسدها ثم تبعته وأخذت تلكم
صدره العريض
- طلقني ،طلقني يا إلياس أنا مش ممكن أعيش معاك يوم
واحد بعد النهارده بكرهك طلقني
سخر منها وأخبرها
أطلقك ،انا هسيبك كدا لا طايلة سما ولا أرض
عشان تعرفي إن اللي يغلط في إلياس الجابري
هيكون جزاته أيه
قال تلك الكلمات ودلف إلي المرحاض
تركها تعاني من فقدان الحب وموت المشاعر
خطت للخارج في وهن وذهبت إلى غرفتها وأحكمت إغلاقها
جلست على فراشها وأخذت تبكي كما لم تبك من قبل.
نهاية الفصل
