" " " " " " " " لا تقتل الحب، الفصل الخامس عشر
📁 آحدث المقالات

لا تقتل الحب، الفصل الخامس عشر


 


هدفان مقابل لاشيء

أغلق معها الهاتف وأبتسم علي خجلها ،لقد لاحظ ذلك بنفسه

وتحول وجنتيها إلي اللون الأحمر القاني عند شعورها بالخجل

لقد أخطأ عندما فكر أن الطريق في الوصول إلى قلبها سيكون سهلا عليه ،وأنه لن يتأثر بذلك سيكمل اللعب إلي آخر المباراة دون أن يصاب بأذى فقط بعض الهجمات والحيل الخفية وسيهزم العدو سيجعل دفاعه يتداعي سيصيبه بالربكة ثم ينفذ هو هجمته ويحرز الهدف ،تماما كما تعلم في كرة القدم فالحياة ما هي سوي لعبة هناك دفاع وهناك هجوم

هناك خاسر وهناك رابح وهو لن يكون ابدا خاسر مجددا

عندما عاد للمنزل أخبره والده أنهم سوف يطلعوه غدا علي

الموعد المناسب ليوم الزفاف سيناقشوا الأمر مع وسام ثم يقومون بإعلامهم به

سرد لأبيه ما حدث في سابقا في المطعم وقدم له البطاقة الخاصة بإياد الزيات

أخبره والده أنهم عائلة شهيرة في مجال الفنادق في مصر

وأن لديهم خبرة كبيرة في مجال السياحة

 بعد حديث قصير عن عائلة الزيات أخبر والده أنه يريد الخلود إلى النوم فهو مرهق ومتعب للغاية

شمس يوما آخر أشرقت وأشعتها الحارقة أيقظت الغافلة من النوم فتحت عيناها بتأفف وتوعدت لمن قام بفتح الشرفة وجعل حرارة الشمس تصل إليها

سبة قوية كانت سوف تخرج منها لولا رؤيتها لوالدتها وهي تدخل إليها حاملة بعض الطعام

- صباح الخير يا وسام ،أخيرا صحيتي أنا كنت قربت أيئس منك

- ليه هي الساعة كام

- إحنا بقينا الضهر يا حبيبتي ،بابا لما ليقيكي أتأخرتي طلب مني أسيبك ترتاحي ،قالي النهارده إجازة ليكي

- الحمدلله ،كنت فكراه هيزعل مني

- بس شكلك مانمتيش كويس بالليل ،خير مين اللي شاغل بالك

- يوه يا ماما ،هو لازم يكون في حد شاغل بالي عشان منمتش كويس ليه ميكونش أرق مثلا

- علي ماما يا وسام ،علي العموم ربنا يهنيكي ،ياله قومي أفطري وبعدين تأخدي حمام وتنزلي تحت ورانا موضوع الفرح عايزين نتكلم فيه وكمان ورانا مشاوير كتير عشان نجيب جهازك

-جهازي

- أيوة جهازك ولا أنت فاكرة إنك هتتجوزي من غير جهاز ،دا حالفة إني أجيب أحلي جهاز لأحلي عروسة في الدنيا

أقتربت والدة وسام منها ثم قبلتها علي رأسها وأمرتها بتناول طعامها فورا ثم رحلت عنها

جلست تفكر بعد رحيل والدتها هل حقاً أثر عليها إلياس وجعلها تفكر به وحرم عيناها من النوم

نهضت من علي الفراش وأتجهت للمرحاض لأخذ حماما سريعاً ثم خرجت وارتدت غطاء الصلاة وأدت فرضها

تناولت بعدها طعامها وبعد أنتهائها أرتدت ملابسها وهبطت للأسفل

أستقبلتها والدتها مبتسمة وأخبرتها عن نيتها في الذهاب للتسوق في أحد المراكز التجارية الشهيرة

قادت سيارتها للمركز التجاري وعند وصولها صفت السيارة في الخارج ودلفت هي ووالدتها إليه

تنقلت والدتها بين مختلف المحلات التجارية لتفحص الملابس

وبقية الأشياء التي سوف تحتاج إليها في جهاز عرسها

وسألتها متي سيذهب بها إلياس ليرها الڤيلا الصغيرة التي سوف يسكنون بها بعد زواجهما

لم تجب علي سؤال والدتها لأنها لا تعلم شيئا عن أمر هذه الفيلا

لماذا لم يحدثها عنها أليس من المفترض أنه سيكون منزلها أليس لديها حق في أختيار تفاصيله بنفسها ،شئ من الغضب تسرب إليها جعلها تخرج الهاتف من حقيبتها وتستخرج رقمه الخاص وتهاتفه

رنين الهاتف الموضوع علي الكومود التي بجوار فراشه أخذ في التصاعد ،فتح عينيه بإنزعاج وأعتدل في نومه وتناول الهاتف

ونظر إلى شاشته ليري من المتصل ،فوجئ بظهور أسمها في شاشة الأتصال وأبتسم بسخرية ثم قام بإجابة الهاتف

- آلو،،،،،،

شعرت وسام برجفة تجتاحها عند سماع صوته الرخيم

يالله إن هذا الرجل يشعرها دائما بالإرتباك ،كل شئ فيه يؤثر فيها ،نبرة صوته تلك المسالمة تجعلها تشعر بالذوبان فما بال عندما يبدأ في مغازلتها ذلك شئ يجعل قوس قزح مشاعرها يعلن الأنفجار

تعجب إلياس من صمتها وعدم بدأها بالحديث ونظر للهاتف فوجد أن المكالمة مازالت جارية فتحدث مرة أخرى

- آلو،،،،،

أجابته تلك المرة بشئ من الحرج يشوب صوتها

- أيوة ،السلام عليكم

أجاب التحية بشئ من التعجب

- وعليكم السلام

- إلياس أنا ،،،،،،،

صمتت لعدة ثوان ثم أستكملت حديثها قائلة

- هو أنت ليه ماقولتليش علي موضوع الڤيلا ده ،مش المفروض أنه بيتنا وأنا اللي أرتبه براحتي

أبتسم علي حديثها إذا إعتدت الأمر يا وسام وآمنت أننا أن مصيرنا واحد وتتحدثين عن منزلنا سويا ،حسنا سأقوم بإرضائك

أجابها بشئ من اللؤم

- معلش يا حبيبتي نسيت اقولك،أصل إمبارح كنت مشغول مع القمر وخلاني نسيت كل حاجة

لماذا يحاول دغدغة مشاعرها ويحدثها بلفظ التحبب ذاك أهي حبيبته حقا أم أنه مجرد لفظ قيل بلا معنى

ويزيد عليها بأن وصفها بالقمر الذي أنساه جميع الأشياء

علم أنه أخجلها بحديثه ذالك مما جعلها تصمت ولا تقوي علي الحديث

- وسام ،،،

تنحنت لتفيق من شرودها وتجيبه

- نعم ،،،،

نغمة صوتها وهي تجيبه حرك شيئا في قلبه ،لا يعلم لما تخيلها وهي أمامه تهمس بإسمه وهو يجيبها ويأخذ شفتيها المغريتان في جولة عشق تسكرهما سويا

نهي نفسه عن ذلك الفكر و عاد لحديثه معها

- لو تحبي تشوفي الڨيلا أنا ممكن أجي أخدك ونروح نشوفها دلوقت

- ماهو مش هينفع دلوقت ،أصل أنا برة البيت

- برة البيت بتعملي أيه دلوقت

- ماما طلبت مني نروح المول نشتري حاجات لزوم الجهاز والكلام ده،أنت عارف الأمهات في مصر الجهاز وأطقم الصيني عندهم حاجة مقدسة

- مش مشكلة أنا ممكن أجي أتفرج معاكم شوية وبعدين نروح على الڤيلا

- اللي تشوفه

- طب العنوان فين

أملت إليه عنوان المركز التجاري فأجابها

- طيب تمام،ساعة وأكون عندكم ،سلام

أغلق المكالمة معها ثم توجه إلى المرحاض ليأخذ حماما منعشا

عادت هي إلي والدتها فوجدتها تتفحص طقم مصنوع من الخزف أسود اللون وتناقش البائع في ثمنه أبتسمت علي والدتها وإصرارها علي مناقشة البائع في الثمن كمثل كل سيدة مصرية أصيلة

كانت وصلت إلى متجر للملابس عندما هاتفها إلياس ليسألها عن مكان تواجدها وصفت له موقع المتجر وما كتب علي الواجهة الأمامية

إلتقت به أمام المتجر حيث كانت في إنتظاره تاركة والدتها بالداخل بعدما أخبرتها عن مكالمة إلياس معها وقدومه ليذهبوا سويا لرؤية الڤيلا الخاصة بهما

دخلا سويا للمتجر وألقي التحية علي والدتها وقام بمصافحتها

رحبت به أيضاً وطلبت منه الجلوس وإنتظارهم حتي ينتهوا من إختيار بعض الملابس الخاصة لزوجته

جلس إلياس علي الأريكة الموجودة في ركن المتجر وتركهم يختارون ما يشاءون من ملابس

تجول بعينيه في الملابس المعروضة بالمتجر ووقف بصره علي

ثوبا باللون الاحمر الصارخ بحملتين رفعتين وقصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل ،تحرك بقدميه وتوجه إلى العارضة الرخامية التي تحمله وأخذ في تفحصه

تخيلها وهي ترتديه له ويرقصون سويا على إحدى النغمات الرومانسية ممسكا هو بخصىرها وهي تضع يديها خلف رأسه وتهمس له بكلمات العشق والغرام ثم يهبط بشفتيه مقبلا إياها

رأته والدتها وأتجهت إليه وأبتسمت قائلة

- الله ذوقك حلو قوي يا إلياس ،الفستان تحفة وأكيد هيطلع حلو علي وسام مش كدا

- أجابها بنبرة مرتبكة

- أكيد حضرتك

ثم نظر إلى وسام التي صبغ وجهها باللون الاحمر من خجلها

طلبت والدتها منها تجربة الثوب في المكان المخصص للمحجبات لم يرق الأمر إلي إلياس بأن تقوم بتجربة الثوب في المتجر ولم يستطع تخيل أحد ينظر إليها وهي بذلك الثوب القصير والذي لا يلبس إلا داخل غرفة النوم فقط

كاد يهم برفض ذلك الأمر ولكنها سبقته وأجابت والدتها

- ماما أنتي عارفه إني مبحبش أجرب أي لبس بره البيت

خصوصا إن الفستان قصير وعريان قوي عامل زي ،،،،،

أبتسم إلياس داخله على خجلها وعلم الكلمة التي خجلت من قولها لوالدتها بسبب وجوده بجوارها ،كانت ستقول مثل غلالة النوم هو يعلم ذلك

تفهمت والدتها حرج وسام وأشارت إلى الفتاة التي تعمل بالمتجر علي الثوب وأنهم يريدون شرائه

قامت الفتاة بإحضار الثوب وقامت بوضعه في حقيبة ورقيه ثم أعطته إياها

تدخل إلياس في الأمر قائلاً

- بعد إذنك يا حماتي أنا حابب أشتري الفستان ده لوسام هدية مني ليها

تفهمت والدتها الأمر وأبتسمت بود له علي تلك اللافتة الرومانسية منه وتعجبت أكثر عندما طلب منها أن يحتفظ بالثوب معه وسوف يقوم بإهدائه لها في الوقت الملائم

أتجه بهم نحو الڤيلا خاصته بعد أن أنتهوا من شراء بعض الملابس وأدوات المنزل التي طلبوا من المتجر إيصالها للمنزل

كانت الڤيلا تتميز بموقع هادي بعيدا عن ضجة العاصمة وإزدحامها والمسافة أيضاً ليست بالطويلة

جدرانها طليت بألوان تتدرج من اللون الأزرق الداكن إلي اللون الفيروزي وهما اللونين المفضلين لها

أعجبت والدتها بها وأثنت علي جمالها وهدوء المكان حولها

- بسم الله ماشاءالله تبارك الله،الڤيلا تجنن مساحتها حلوة والوانها فظيعة نفس الألوان اللي بتحبها وسام بالظبط وكمان هادية ومش بعيدة عننا

- أنا مبسوط أنها عجبت حضرتك ،وأنتي يا وسام رأيك أيه !

باغتها بسؤاله ذاك ،المكان جميل لا شك في ذلك وكذلك الألوان لاتعلم أهي صدفة أن يختار ما تفضله من ألوان أم أنه يتعمد ذلك

- أيوة الڤيلا حلوة فعلا

- ولسه لما تشوفوا الدور اللي فوق المنظر فوق تحفة ،أنا لما الوكيل وراني الصور علي النت صممت أنه يشتريها ليا وانا مسافر

تسألت والدة وسام عن موقع المطبخ وأرادت رؤيته ،ثم طلبت منهم الصعود إلى أعلي لرؤية بقية الغرف ثم سوف تلحق هي بهما

سبقها إلي الأعلي ليقوم بفتح الغرف لها ليتسني لها رؤيتهم

كان هناك ثلاث غرف بذلك الطابق اثنتان منهما بحجم صغير نسبي وأخري ذات مساحة كبيرة

دلف إلي تلك الغرفة المطلية باللون الأزرق الداكن وأشار إليها بالدخول وسألها عن رأيها بها

- ها أيه رأيك في الأوضة دي ،أنا اخترتها تكون أوضة النوم

تحرجت وسام من إشارته إلي تلك الغرفة بأنها ستكون غرفة نومها فيما بعض وظهر الحرج علي وجهها عندما تحول خديها للون الأحمر

أعجبه ذلك الأمر وأراد إستكمال تسليته بها فأقترب منها بضع خطوات مما جعلها تستند علي باب الغرفة الذي أغلق خلفها عندما أقتربت منه

- ها ماقولتليش أيه رأيك في لون الأوضة ،مش بيفكرك بحاجة

نظرت إليه في خوف وسألته

- حاجة أيه

- لون عنيكي ،زرق زي لون البحر بالظبط ،بحس إن عنيكي بحر بيشدوني إني أغرق فيهم ،وأنا بصراحة نفسي أغرق

خطوتان كانت هي المسافة التي قطعها ووصل إليه ثم رفع ذقنها بيده و أخفض شفتيه علي شفتيها وفعل ما كان يتخيله طوال اليوم قبلها ،أذاب شفتيها و أحل الإعصار بقلبها وجعل طوفان مشاعرها يغرقها به أكثر

هي تريد الأبتعاد الآن لا تتحمل كل تلك المشاعر التي لم تعرفها من قبل ،لماذا يحاول أن يغرقها به أكثر وأكثر ،لماذا يصر على أخذها إلي تلك الدوامة من الأحاسيس

لم تعد تدري ما يجب عليها فعله أتستجيب له وتعطيه ما يريده أم تبتعد عنه وتتركه وترحل

هل هو جن أم ما الذي حدث له لماذا لا يستطيع أن يبعد يديه عنها وكأنها أصبحت إدمانه وتلك الشفتان هما سبب اللعنة

كلما نظر إليهما أراد تذوق رحيقهما

عليه أن يتركها الآن حتي تستطيع أن تستعيد أنفاسها التي ضاعت في قبلتهما

صوت خطوات صاعدة علي الدرجات جعلته يتركها ويرحل سريعاً إلى الشرفة بينما أخذت هي في تسوية ملابسها والتأكد من وضع حجابها عندما علمت أن والدتها تصعد درجات السلم

فتحت الباب لها ثم شغلت نفسها بتأمل جدران الغرفة

أستند بجسده علي أحد جدران الشرفة حتى تهدأ أنفاسه اللاهثة

مضيقأ عيناه وحدث ذاته

النتيجة دلوقت

اتنين إلياس

وسام صفر

لفت نظر والدة وسام لون الغرفة الذي كان بالكامل باللون الأزرق الداكن وأرادت سؤاله عن ذلك الأمر

بعد صعودها وجدت ابنتها تنظر إلى الجدران وعندما سألتها عنه أخبرتها أنه بالشرفة فأتجهت إليه

- بتعمل إيه عندك

- أبدا يا حماتي ،بشم شوية هوا

إيه رأيك في الجنينة الصغيرة دي ،الهوا فيها غير

- فعلا يا ابني حاجة حلوة ،هوا نقي بعيد عن الزحمة اللي تخنق

- ما أنا عشان أشترتها ،حضرتك عارفة أنا عايز،،،،



نهاية الفصل.


تعليقات