من يحب يخسر
كان يعيش الجحيم في ذلك الوقت
كان يريدها بكل جزءًا من من كيانه حتي أنه فكر للحظات أن يترك الإنتقام ويبدأ حياتهما سويا بدون تدخل من الماضي
ولكنه عاد لظلمة عقله بعدها
بعد أن تركها ودلف للغرفة الأخري أزال ملابسه ودلف للمرحاض ليأخذ حماما بارد ،ليطفئ نيران رغبته بها
أمضت ليلتها باكية تندب حظها العسر
هي كانت تشعر منذ البداية بوجود شئ خفي من وراء عودته للبلاد وتعامله معها بتلك الطريقة ولكن تلك الهالة من الحب التي أدخلها بها جعلتها تنسي حذرها وتأمن له
لقد قال لها حبيبتي وأسمعها كلمات الحب
لقد أغرقها في بحور عشقه وتركها لتغرق
لقد أستباح عذرية شفتيها وجعلها تخطو خطواتها الأولى في طريق العشق ويقول لها الأمر أنتهي
أن ما حدث بينهما كان مجرد لعبة إنتقام فاز هو بها وأخذ يعدد لها النقاط التي حصل عليها بينما هي لم تحصل على شئ
أضجعت بعدها على الفراش وضمت ركبيتها إلي صدرها في وضع الجنين حتى غفت دون أن تشعر
في الصباح جاءت لهما والدتها كعادة مصرية شهيرة
حيث تحمل والدة العروس طعام الإفطار للعروسين
ثم تطمئن علي ابنتها فيما يعرف "الصباحية".
كان مستغرق في النوم عندما سمع رنين جرس المنزل
فتح عينيه ونظر حوله وتذكر أين هو، لم يزر النوم أجفانه سوي بعد شروق الشمس ،أستقام واقفا ثم ألتقط الهاتف ونظر إلى شاشته فوجد أن الوقت هو العاشرة صباحاً
تسأل من الذي سيأتي في ذلك الوقت ،ولكنه فكر أنها ولابد أن تكون والدة زوجته تريد الأطمئنان عليها
أتجه إلي غرفة النوم وطرق علي الباب ولكنه لم يجد إجابة
فتح الباب ببطء ونظر من خلال الفتحة فوجدها غارقة في النوم ومازالت بملابس الأمس
أقترب منها ليحاول إيقاظها وهاله ما رأي
لقد رأي وجهها محتقن وكحل عينيها وقد سال عليه
لابد وأنها كانت تبكي حتى غلبها النعاس ،شعر ببعض الشفقة عليها ولكنه تذكر أنها تستحق ذلك لما فعلته به
وضع يده على كتفها وأخذ يهزه قليلا حتي تستفيق
شعرت بيد أحدهم علي كتفها ويطلب منها أن تستيقظ
أبتعدت عنه منتفضة
- أنت بتعمل أيه هنا !
- مامتك شكلها جت تطمن عليكي ،انا لسة مفتحتش الباب
قومي غيري هدومك عشان تنزلي تقابليها
أدار لها ظهره ثم تسأل
- فكرتي في كلامي وقررتي ولا لسه!
أجابته بنبرة حادة
- أكيد فكرت ،وكمان قررت
- والنتيجة هي ،،،،
- هي سنة واحدة هنعيشها تحت سقف واحد وبعدها هطلق منك وكل واحد يروح لحاله
- تمام،وأنا موافق
خرج بعدها منهي الحديث بينهما وأتجه للأسفل ليقوم بفتح الباب لوالدة زوجته
قام بفتح الباب وسألها الدخول الى المنزل
ألقت عليه التحية وناولته بعض الحقائب البلاستيكة ثم تسألت عن ابنتها فأخبرها أنها تنعش وجهها ببعض الماء وسوف تلحق به
عدة دقائق مرت حتي آتت إليها وأتجهت إليها وعانقتها
- أزيك يا وسام يا حبيبتي عاملة أيه
- الحمدلله يا ماما
شعر إلياس بالحرج حيث علم أنه والدتها تريد سؤالها عن ما حدث ليلة أمس وتطمئن عليها
فأخبرها أنه سوف يجلب لها شئ ما تقوم بإرتشافه
وأتجه بعدها لغرفة الطهي ليفسح لهما المجال للحديث
أنتظرت والدتها رحيله لتستطيع سؤل ابنتها عن ليلة أمس
أطرقت وسام بنظرها للأسفل خجلا فعلمت والدتها أن الأمور سارت على ما يرام وأن ابنتها بدأت حياتها الزوجية بشكل طبيعي
أجابتها بنبرة خجلة
- الحمد لله
- طيب يا بنتي أنا أطمنت عليكي خلاص
أسيبكم بقي عشان تجهزوا نفسكم للسفر أنا عارفة إن إلياس
محضرلك مفاجأة تجنن
تعجبت من قول والدتها بوجود مفاجأة في إنتظارها
وحدثت ذاتها بسخرية
- وهو لسه في مفاجأت تاني ،انا إمبارح خدت أكبر مفاجأة في حياتي
ودعت والدتها التي أستقلت السيارة الخاصة بالعائلة وأمرت السائق أن يعيدها للمنزل
خرج بعدها فوجدها تجلس على الأريكة أقترب منها بخطوات وسألها
- هي مامتك مشيت ولا أيه !
أجابته بنبرة باردة
- أيوة مشيت
أبتعدت عنه تنوي صعود الدرج ،أمسك بذراعها وأدارها إليه
ثم نظر لها وسألها
- أنتي قولتي أيه لمامتك !
ردت عليه بنبرة حادة
- قولتلها علي الحقيقة
- واللي هي ،،،،
- متخافش ،فهمتها أنه كل شيء طبيعي وأنك أحسن راجل في الدنيا ،خصوصا بعد ما قالتلي علي المفاجأة اللي محضرهالي
يا ترى المفاجأة هتكون أيه المرة دي
ماتش جديد هنلعبه سوا ولا أيه !
أستفزته بطريقتها تلك فأقترب منها وأخبرها بنبرة ساخرة
- شهر عسل يا عروسة ولا ملكيش نفس لشهر العسل
ضحكت علي كلماته وأجابته هازئة
- دا بجد والله،بس اللي أنا أعرفه إن شهر العسل ده للي لسه متجوزين وبيحبوا بعض ونفسهم يكونوا سوا علي طول
وأنت وأنا بعيد عن كل الكلام ده ،إحنا مجرد صورة حلوة الناس تبص عليها من بعيد ويعجبوا بيها لكن الحقيقة حاجة تانية
مجرد لعبة زي ما بتقول
ولولا إن الكل عارف بحكاية شهر العسل ده أنا مكنتش وافقت أبقي معاك في مكان واحد ولا حتي أشوفك وشك قدام عنيا
كلماتها جعلته غاضبا منها أكثر ،فكيف تقول له أنها لا تريد رؤيته
- بقي مش عايزة تشوفيني طب وكده
أمسك بخصرها وقربها منه ثم قبلها بقسوة آدمت شفتيها
مما جعلها تئن من تلك القسوة غير المعتادة عليها في تقبيله لها
وضعت كلتا يديها على صدره العريض حتي تدفعه بعيدا عنها
وأخذت تقاومه فتركها في النهاية منقطعة الأنفاس
حاولت أستعادة أنفاسها ثم أشارت إليه بسبابتها
- إياك ثم إياك تقرب مني تاني وإلا مش هتلوم إلا نفسك
علت ضحكاته علي تهديدها له وتسأل
- أيه هتضربيني مثلا
أجابته ساخرة
- جرب تعمل كدا تاني وهتشوف أنا ممكن أعمل أيه
- طيب يا كابتن مصر جهزي نفسك للسفر عشان الماتش الجديد قرب يبتدئ
مش أنتي بتتحديني وانا هكون كريم معاكي وبقدملك فرصة جديدة
"مباراة العودة" وهنشوف ياتري مين فينا اللي هيكسب
أنا أفوز وأكسب الكاس
ولا أنتي تفوزي ويحصل تعادل
تسألت بنبرة متحدية
- ولو حصل تعادل أيه اللي هيحصل
بسيطة هنلجأ لضربات الجزاء واللي الحكم فيها هيكون للقدر
- وأنا موافقة
وصلا إلي المطار بعد ساعتين وجلسا في صالة الركاب
لإنتظار رحلتهم والتي علمت أن الوجهة ستكون أسبانيا
والأندلس بالتحديد
أعلن عن قيام رحلتهم في الساعة الثانية ظهراً وبعدها
صعدوا للطائرة بعد أن مروا بكافة الإجراءات التفتشية التي يقوم بها رجال آمن المطار
كان إلياس قد حجز لهم في مقاعد الدرجة الأولى وجلست وسام بالكرسي جانب النافذة
شردت وسام بحياتهما سويا والتحدي الذي وجهه لها
تري هل ستسطيع هزيمته أم ستخسر وتعلن الإنسحاب
وأثناء ذلك أعلنت المضيفة عن ضرورة ربط أحزمة الآمان
الخاصة بالطائرة حيث هم علي وشك الإقلاع
لاحظ شروده ذاك وأمرها بربط الحزام ولكنها لم تكن تستمع له
مال بخصره عليها وقام بلف الحزام حول خصرها ليستعد لربطه
فوجئت به وهو يميل بخصره عليها يكاد يكون داخل أحضانها
نظرت إليه بعينيها وبادلها هو تلك النظرة التي جعلته يفقد سيطرته على نفسه ويهم بتقبيلها ولكنها نحت وجهها عنه
أستشعر الحرج بعدها وأدرك ما كان مقدم عليه
لقد كاد يقبلها هنا في الطائرة وسط ذلك الجمع
ستكون فضيحة له إذا
لعن ذاته مائة مرة وتسرب إليه شك صغير بأنها هي من ستفوز بالتحدي.
نهاية الفصل.
