كان حلم
دار السجال بينهما كانت وسام تحاول إثبات قدرتها على اللعب
وأستطاعت أن تهاجم إلياس مرة أو اثنتين بينما سجل
إلياس هدفان ،اصابها الأحباط بعدها ولكنها سرعان ما
عادت تهاجم وسجلت هدفا لصالحها وذلك ما أسعدها بشدة
بعدها جلست على الأرض لاهثة ثم حدثته بأنفاس سريعة
- كفاية يا كابتن التمرين فاضل عليه عشر دقايق
جاورها في جلوسها ونظر إليها قائلا
- علي فكرة بتلعب حلو
أبتسمت علي حديثه لها وقالت
- بجد يا كابتن ولا بتجاملني
رد عليها نافيا
- أنا عمري ما كدبت علي حد ولا قولت كلام عشان أجامل
الناس وخلاص
فسألته قائلة
- يعني عمرك ما أضطريت تكدب كدبة بيضاء عشان تثبت
حاجة لحد ،او تعدي من موقف مثلا
نظر إليها متعجباً ثم قال لها
- وأكدب ليه،انا أكتر حاجة بكرها في حياتي هي الكدب
وعمري ما بسامح اللي بيكدبوا عليا ولا بنسي ابدا
أنا إنسان دوغري ومبحبش غير الصراحة هي اللي
بتنفع في النهاية لكن اللف والدوران هجيب لصاحبه المشاكل
تسألت في نفسها
ماذا إذا علمت أن كل ما نحن فيه مجرد كذبة
لم تدرك ماذا تفعل لذا فعلت ما تفعله دائما عندما تقع في
أمر محير
افترشت الأرض بجسدها ثم وجهت نظرها للسماء
وبدأت تتأملها بفكر شارد
رجعت إلي سنوات مضت من عمرها عندما كانت تلعب
الكرة دائما مع أخيها زيد وتفوز عليه في كثير من الأحيان
أرادت أن تنضم إلى إحدى الفرق النسائية الخاصة
بتلك الرياضة وأخبرت والدها برغبتها تلك
رفض والدها بشدة وكان دائما يخبرها
- إنتي صدقتي بجد أنك ولد ولا أيه
إحنا سايبينك تلعبي مع أخوكي وتلبسي لبسه
عشان عارفين إنك مصيرك تكبري وتعرفي انك بنت
وإنه في فرق كبير بين الولد والبنت
ومش معنى إن أخوكي بيسيبك تغلبيه عشان مش
يزعلك تبقي بتعرفي تلعبي كورة كويس
منذ ذلك الحديث المؤلم من والدها وهي عاهدت نفسها
إن تثبت له وللجميع أنها تجيد لعب الكرة وهي تستحق
إن تلتحق بفريق نسائي وتحترف اللعبة
لذا اختارت هدفها عندما رأته وسمعت حديث الجميع عنه
"إلياس الجابري"اللاعب الشهير تطلب منه أن يعلمها
بعضا من خبرته تثقل مهاراتها ثم تري الجميع
قدرتها علي لعب الكرة مثله وأكثر
سألها عندما لمح شرودها بالسماء
- هو انت بتعمل ايه يا وسام
أجابته بنبرة هادئة
- ببص للسما
سألها متعجباً
- بتبص للسما
حدثته قائلة
- اعمل زي ونام بضهرك على النجيلة وبص للسما
لايعلم لما نفذ كلمات ذلك الفتي بدون تردد
أفترش الأرض بجسده ووضع يديه أسفل عنقه
ثم وجه نظره للسماء
نظرت إليه بوجه باسم قائلة
السماء دي فيها حاجة خفية بتخلي الواحد بيحس بالراحة
قال لها متعجباً
- أديني بصيت للسما بس مش شايف حاجة
أبتسمت علي كلماته وقالت له
- علي فكرة دلوقتي مفيش قمر ولا نجوم عشان تشفهم
بس فكرة إنك تتوه في وسط السما الواسعة وتحس انك انت وهمومك وأحزانك مجيوش حاجة في بحر السما
نظر إليها بتعجب وقال لها
- غريبة بحر وسما مع بعض
أخبرته بنبرة مرحة
- عارفة ،بص للسحاب اللي بيمشي ومحدش بيحس بيه
تخيل إن مشكالك وهمومك هما السحاب وأنهم مهما ملؤ قلبك
وروحك لكن مصيرهم يرحوا وقلبك يرجع صافي ونقي
زي الأول من غ حزن ولا هم
نظر لها وقال لها بنبرة متهكمة
- الظاهر أنا قاعد مع فيلسوف وانا مش عارف
أجابته بنبرة يشوبها الحزن
- ولا فيلسوف ولا حاجة بس الدنيا بتعلم الواحد
حاجات كتير غصباً عنه
أجابها بتقرير
- عندك حق التجارب اللي بيمر بيها الواحد بتعلمه
إنه لازم يقوي ويقف علي رجليه مهما جري
أرادت إخراجه من ذلك الحزن الذي بدأ يتسلل إلي نفسه
فقالت له بنبرة مرحة
- علي فكرة السماء بالليل غير ،النجوم والقمر ليهم سحر
خاص بيهم ،سحر محدش يعرفه غير اللي يصاحبهم
ويتعودوا عليه ،الناس اللي بيكلموهم ويكلموه
نظر إليها بتهكم قائلا
- وأنت بتكلم النجوم والقمر وهما بيردوا عليك
أجابته بنبرة متسرعة
- كل يوم بالليل لازم أكلم القمر و،،،
أحست في داخلها أنها أطالت الحديث فنهضت من على الأرض
وأستقامت واقفة
عندما رآها تهم بالوقوف أتبعها هو الآخر وأستقام واقفا وسألها
- أنت هتروح خلاص
أجابته بنبرة مرحة
- لازم أروح زمان سيادة،،،،قصدي أبويا بيدور عليا
وكمان أنا لازم أذاكر ،أنت ناسي إني ثانوية عامة ولا أيه
يا كابتن إلياس
أخبرها قائلا
- طب خد بالك من نفسك ،،،،
لم يستطع إكمال حديثه حيث رأي شريف قادما إليهما
ألقي شريف التحية على صديقه وعلي الفتي
صاحب حادثة ركلة الكرة
أجاب إلياس التحية هو ووسام
بعدها أقترب شريف من وسام ووضع يده كتفها
أسرعت وسام بإنزال ذراع شريف من علي كتفيها
تعجب شريف من ذلك فقام بضربه علي كتفه ممازحا
قائلا لها
- مالك يا ،،،،
لم يستطع شريف إكمال كلماته حيث فوجئ بوقوع وسام
أرضا علي إثر ضربة شريف له
أنفجر شريف بالضحك علي وسام وما حدث له
بينما أنعقد حاجبي إلياس ومال بجزعه مادا يده إلي وسام
لكي تقف على قدميها
كانت ستوشك علي البكاء وأحتقن وجهها ولكنها تذكرت أنها فتي
والفتيان لا يبكون لذا حبست تلك الدموع خلف جفونها
التي أغلقتها بشدة حتي لا أحد يراها
زعق إلياس في شريف ونهره وأمره بالتوقف عن الضحك
أجابه شريف بصعوبة
- مش قادر أمسك نفسي ،الواد يدوب بزقه في كتفه وقع
عاد شريف للضحك فنظر له إلياس قائلا
- بس ياشريف
- وانا مالي مش هو اللي خرع وعامل زي البنات كدا
بعنيه الزرقا دول ،اللي قولي يا واد يا وسام
هو انت ليك قرايب أتراك ولا حاجة
صمتت وسام ولم تجب علي مزاح شريف معها
كان إلياس ينظر إليها وهي منكسة الرأس تنظر إلى
الأرض فحدث شريف قائلا
- شريف روح التمرين وانا هاجي وراك
تفهم شريف أن إلياس قد غضب من مزاحه مع الفتي
ضئيل الحجم لذا تركهم ورحل
تابع إلياس تحديقه بوسام قائلا
- وسام ارفع راسك لفوق مينفعش حد يكلمك وتنزل راسك
لتحت وتعيط
أجابته بكلمات مختنقة
- أنا مش بعيط
أخبرها بتهكم
- أمال عنيك حمرا ليه ،لازم تتعلم أنك هتقابل اكتر من كدا
متبينش لحد ان إنت ضعيف،وانا مش قصدي شريف
شريف صاحبي وعارف أنه بيهزر معاك ،انا بتكلم عن
الناس اللي حواليك ،الدنيا مبترحمش الضعيف خليك قوي
فاهم ،،،
زعق فيه إلياس بنبرة عالية مكرراً
- فاهم يا وسام
أجابته بنبرة خافتة
-فاهم يا كابتن
أشفق إلياس عليه ولكنه أستكمل حديثه قائلاً
- وبعدين لازم تشوف حل في موضوع جسمك الضعيف ده
أكيد الناس هتتريق عليك وانت بتقع من الهوا
حاول تلعب رياضة تقوي بيها عضلاتك بدل ما انت
عامل زي ،،،،،
توقف إلياس عن إكمال كلمته لعدم إحراج وسام ولكنها فهمت
ما يعنيه وأنه يشبهه بالفتاة ولكنه لا يعلم أنه حقا
فتاة لا أكثر ولا أقل
أجابته وسام بصوت منخفض
- حاضر يا كابتن،عن إذنك دلوقت
لم يجب إلياس عليه وظل صامتا متابعا رحيله وهو
يحدث نفسه أن هناك شيء خاطئ لا يعلمه
ما لا تعلمه وسام أن ابنة خالتها مروة لحقت بها إلي المرحاض
ولم تجدها بالداخل فبحثت عنها في داخل النادي ولكنها لم
تجدها أيضاً ولكن عند عودتها إلى العائلة رأت فتي ملامحه
تشبه ملامح ابنة خالتها وسام
تتبعت الفتي فوجدته يدخل المرحاض فتعجبت من الأمر
فقامت بتتبع الفتي وأنتظرت في الداخل بعد قليل
خرج الفتي ،،،،،،، مهلا هذا ليس بفتي هذه هي ابنة خالتها وسام
كانت تتنكر بزي فتي ولكن لماذا تفعل وسام ذلك
وما الأمر الذي تخفيه عنها وعن الجميع
تقدمت نحوها بخطوات ثم هتفت قائلة
- وسام
صدمت وسام من رؤية ابنة خالتها مروة لها
وعلمت وقتها أن سرها قد كشف
لم تجد مفرا من قول الحقيقة فقد آن أوان ظهورها
سردت لها كل ما حدث من بداية ذلك الرهان الذي جمح
عقدته مع نفسها إلي تنكرها علي هيئة فتي
وتعرفها عليه بتلك الهيئة
أنبتها مروة علي فعلتها المتهورة وطلبت منها علاقتها
مع اللاعب الشهير إلياس الجابري
وعليها أن تحمد ربها أن لا أحد يعلم هويتها الحقيقية
وأخبرتها بنبرة لأئمة
- طب ما فكرتيش في أبوكي وأخوكي لو عرفوا ممكن يعملوا ايه
طب تخيلتي مثلا إن إلياس يعرف الحقيقة ويفضحك
في كل حتة
كل ده مجاش في بالك يا وسام
أجابت عليها بنبرة حزينة
- أكيد بابا هيسامحني وهيعرف أنا عملت كدا ليه
وكمان إلياس طيب وحنين عمره ما هيعمل كدا
أجابتها مروة بنبرة زاعقة
- أي حد في مكانه هيعمل كدا وأكتر لما يعرف إنه كان
بيضحك عليه
أجابتها وسام بنبرة خافتة
- عندك حق
أنا الأول كنت فاكرة إن إلياس الجابري لاعب مغرور وشايف
نفسه قوي عشان مبيردش علي البنات ولا بيرضي
يتعامل معهم ،لكن لما إتعاملت معاه عرفت قد إيه هو
إنسان طيب وبيحب يساعد الغير حتي لو ميعرفوش
سألتها مروة قائلة
- طب لما عرفتي كدا مفكرتيش ترجعي عن اللي في دماغك
ليه عايزة تثبتي نفسك علي حسابه هو
مفكرتيش إنك بكدا بتأذيه نفسيا وممكن ما تخلهوش
يثق في حد لما يعرف إنك كنتي بتكدبي عليه
تراجعت وسام بخطوات للخلف مذهولة مما قالته مروة لها
لا هي لم تفكر في ذلك الأمر قط،لم يأتي في بالها أن يتأذى
بسببها هي ،إذا مروة علي حق عليها أن تتوقف عما تفعله
هي لن تحاول أن تكسب ذاتها على حساب أحدا آخر وخاصة
إلياس ذلك الغريب القريب الذي دخلت هي إلي حياته
سريعا ولكنه دخل إلي قلبها أسرع
ولما لا إلياس يدخل إلي قلب كل من يعرفه ويتعامل معه
هو طيب ومتواضع فلم يستكبر أن يفترش الأرض
بجسده ويتبع ما قالته له كما بدي فاتنا وهو يتهكم عليها
لقد كانت تلك الأسابيع القليلة هي أجمل أيام حياتها
كأنها مغامرة خاضتها أو حلم عاشت بداخله
حسمت أمرها ستقطع كل صلتها به
وإن حدث ورأته يوما بعدها في الطريق
سترحل وتمشي في طريق آخر
عاد الجميع إلي منازلهم بعد إنتهاء يوم العطلة الأسبوعية
وسام عاهدت مروة أنها ستنسحب من حياة إلياس
ولكنها ستودعه قبلها ،ستخبره عن فرصة عمل
آتت لوالدها في أحد البلاد وهم سيرحلون معه
نعم قلبها سيكسر ولكن هذا أفضل للجميع
أتجهت إلي فراشها وأمسكت كتاب من كتبها المدرسية
وبدأت في دراسته ،هي ستنفذ له طلبه وستنجح بتفوق
أجتمعت العائلة علي مائدة العشاء وكان والدها يتحدث
عن وجود حفل سيقام بمناسبة المشروع الإستثماري المشترك
بين شركة العائلة وإحدي الشركات الأخرى
سألت سهام زوجها عبدالله مستفهمة
- هو الحفلة دي إحنا هنحضرها
أجابها بتهكم
- أكيد يا سهام أمال أن بتكلم عنها ليه
تعالت ضحكات زيد ووجه حديثه لوسام قائلا
- أهو حفلة يا ست وسام هتلبسي أيه فيها
تحبي أجبلك بدلة معايا أنا وبشتري
أغتاظت وسام من حديثه لها فقالت
- لا أنا هجيب فستان وهطلع أحلي واحدة في الحفلة
ثم أخرجت له طرف لسانها لإيغاظته
ضحك والدها قائلا
- أميرة العيلة حلوة من غير حاجة
أبتسمت لوالدها وقالت
- ربنا يخليك ليا يا أحسن أب في الدنيا
ثم نظرت لوالدتها وحدثتها قائلة
- ماما بكرة هأخد مروة ونروح المول أشتري فستان وشوية
إكسسوارات
قهقه زيد عليها وقال
- ولا ووسام كبرت وبقيت تجيب إكسسوارات
معرفش مين اللي كان لابس الترننج بتاعي
لازم كان واحد صاحبي وانا معرفش
نهرته والدته وطلبت منه أن يأكل بصمت ويدع
شقيقته وشأنها
وشقيقته كانت تفكر في أمر آخر
في حوالي الثالثة عصراً كانت هي ومروة في طريقها للنادي
الرياضي حيث طلبت وسام أن تقوم بذلك للمرة الأخيرة
ستراه وتخبره كذبة ما ثم تودعه
ذهبت إليه وجدته يتحدث مع صديقه شريف أقتربت منهم
وألقت التحيغ ثم أستئذنت في التحدث معه بمفردهما
تفهم شريف ذلك وتركهما ورحل
بدأت حديثها بأن والداها قد عرضت عليه وظيفة أخري
في أحد مقرات النادي في إحدي المحافظات الأخرى
وأنهم جميعا سيرحلون معه في سفره
حزن إلياس عند سماعه لذلك الخبر وحدث وسام قائلا
- يعني أنت مسافر مع والدك
أجابته هي قائلة
- أيوة للأسف لازم كلنا نسافر معاه
أنا جيت النهارده عشان أودعك يا كابتن إلياس
وأشكرك أنك كنت جدع وطيب معايا
أجابه إلياس
- والله أنا أتعودت عليك واعتبرتك زي أخويا الصغير
علي العموم ربنا يوفقك ،عايزك تاخد بالك من دراستك
وزي مافهمتك ما تخليش حد يستضعفك توعدني
عاهدته قائلة
- أوعدك يا كابتن
مدت يدها بعدها لتصافحه وتودعه بعدها
- مع السلامة يا كابتن
أقترب منها إلياس وعانقها مربتا علي ظهرها قائلا
- هتوحشني يا واد يا وسام
ترددت للحظات قبل أن تبادله ذلك العناق قائلة
- وأنت كمان هتوحشني يا إلياس
أبتعدت عنه بخطوات مسرعة ثم رحلت
وتركته يشيعها في حزن
كان حلم
دار السجال بينهما كانت وسام تحاول إثبات قدرتها على اللعب
وأستطاعت أن تهاجم إلياس مرة أو اثنتين بينما سجل
إلياس هدفان ،اصابها الأحباط بعدها ولكنها سرعان ما
عادت تهاجم وسجلت هدفا لصالحها وذلك ما أسعدها بشدة
بعدها جلست على الأرض لاهثة ثم حدثته بأنفاس سريعة
- كفاية يا كابتن التمرين فاضل عليه عشر دقايق
جاورها في جلوسها ونظر إليها قائلا
- علي فكرة بتلعب حلو
أبتسمت علي حديثه لها وقالت
- بجد يا كابتن ولا بتجاملني
رد عليها نافيا
- أنا عمري ما كدبت علي حد ولا قولت كلام عشان أجامل
الناس وخلاص
فسألته قائلة
- يعني عمرك ما أضطريت تكدب كدبة بيضاء عشان تثبت
حاجة لحد ،او تعدي من موقف مثلا
نظر إليها متعجباً ثم قال لها
- وأكدب ليه،انا أكتر حاجة بكرها في حياتي هي الكدب
وعمري ما بسامح اللي بيكدبوا عليا ولا بنسي ابدا
أنا إنسان دوغري ومبحبش غير الصراحة هي اللي
بتنفع في النهاية لكن اللف والدوران هجيب لصاحبه المشاكل
تسألت في نفسها
ماذا إذا علمت أن كل ما نحن فيه مجرد كذبة
لم تدرك ماذا تفعل لذا فعلت ما تفعله دائما عندما تقع في
أمر محير
افترشت الأرض بجسدها ثم وجهت نظرها للسماء
وبدأت تتأملها بفكر شارد
رجعت إلي سنوات مضت من عمرها عندما كانت تلعب
الكرة دائما مع أخيها زيد وتفوز عليه في كثير من الأحيان
أرادت أن تنضم إلى إحدى الفرق النسائية الخاصة
بتلك الرياضة وأخبرت والدها برغبتها تلك
رفض والدها بشدة وكان دائما يخبرها
- إنتي صدقتي بجد أنك ولد ولا أيه
إحنا سايبينك تلعبي مع أخوكي وتلبسي لبسه
عشان عارفين إنك مصيرك تكبري وتعرفي انك بنت
وإنه في فرق كبير بين الولد والبنت
ومش معنى إن أخوكي بيسيبك تغلبيه عشان مش
يزعلك تبقي بتعرفي تلعبي كورة كويس
منذ ذلك الحديث المؤلم من والدها وهي عاهدت نفسها
إن تثبت له وللجميع أنها تجيد لعب الكرة وهي تستحق
إن تلتحق بفريق نسائي وتحترف اللعبة
لذا اختارت هدفها عندما رأته وسمعت حديث الجميع عنه
"إلياس الجابري"اللاعب الشهير تطلب منه أن يعلمها
بعضا من خبرته تثقل مهاراتها ثم تري الجميع
قدرتها علي لعب الكرة مثله وأكثر
سألها عندما لمح شرودها بالسماء
- هو انت بتعمل ايه يا وسام
أجابته بنبرة هادئة
- ببص للسما
سألها متعجباً
- بتبص للسما
حدثته قائلة
- اعمل زي ونام بضهرك على النجيلة وبص للسما
لايعلم لما نفذ كلمات ذلك الفتي بدون تردد
أفترش الأرض بجسده ووضع يديه أسفل عنقه
ثم وجه نظره للسماء
نظرت إليه بوجه باسم قائلة
السماء دي فيها حاجة خفية بتخلي الواحد بيحس بالراحة
قال لها متعجباً
- أديني بصيت للسما بس مش شايف حاجة
أبتسمت علي كلماته وقالت له
- علي فكرة دلوقتي مفيش قمر ولا نجوم عشان تشفهم
بس فكرة إنك تتوه في وسط السما الواسعة وتحس انك انت وهمومك وأحزانك مجيوش حاجة في بحر السما
نظر إليها بتعجب وقال لها
- غريبة بحر وسما مع بعض
أخبرته بنبرة مرحة
- عارفة ،بص للسحاب اللي بيمشي ومحدش بيحس بيه
تخيل إن مشكالك وهمومك هما السحاب وأنهم مهما ملؤ قلبك
وروحك لكن مصيرهم يرحوا وقلبك يرجع صافي ونقي
زي الأول من غ حزن ولا هم
نظر لها وقال لها بنبرة متهكمة
- الظاهر أنا قاعد مع فيلسوف وانا مش عارف
أجابته بنبرة يشوبها الحزن
- ولا فيلسوف ولا حاجة بس الدنيا بتعلم الواحد
حاجات كتير غصباً عنه
أجابها بتقرير
- عندك حق التجارب اللي بيمر بيها الواحد بتعلمه
إنه لازم يقوي ويقف علي رجليه مهما جري
أرادت إخراجه من ذلك الحزن الذي بدأ يتسلل إلي نفسه
فقالت له بنبرة مرحة
- علي فكرة السماء بالليل غير ،النجوم والقمر ليهم سحر
خاص بيهم ،سحر محدش يعرفه غير اللي يصاحبهم
ويتعودوا عليه ،الناس اللي بيكلموهم ويكلموه
نظر إليها بتهكم قائلا
- وأنت بتكلم النجوم والقمر وهما بيردوا عليك
أجابته بنبرة متسرعة
- كل يوم بالليل لازم أكلم القمر و،،،
أحست في داخلها أنها أطالت الحديث فنهضت من على الأرض
وأستقامت واقفة
عندما رآها تهم بالوقوف أتبعها هو الآخر وأستقام واقفا وسألها
- أنت هتروح خلاص
أجابته بنبرة مرحة
- لازم أروح زمان سيادة،،،،قصدي أبويا بيدور عليا
وكمان أنا لازم أذاكر ،أنت ناسي إني ثانوية عامة ولا أيه
يا كابتن إلياس
أخبرها قائلا
- طب خد بالك من نفسك ،،،،
لم يستطع إكمال حديثه حيث رأي شريف قادما إليهما
ألقي شريف التحية على صديقه وعلي الفتي
صاحب حادثة ركلة الكرة
أجاب إلياس التحية هو ووسام
بعدها أقترب شريف من وسام ووضع يده كتفها
أسرعت وسام بإنزال ذراع شريف من علي كتفيها
تعجب شريف من ذلك فقام بضربه علي كتفه ممازحا
قائلا لها
- مالك يا ،،،،
لم يستطع شريف إكمال كلماته حيث فوجئ بوقوع وسام
أرضا علي إثر ضربة شريف له
أنفجر شريف بالضحك علي وسام وما حدث له
بينما أنعقد حاجبي إلياس ومال بجزعه مادا يده إلي وسام
لكي تقف على قدميها
كانت ستوشك علي البكاء وأحتقن وجهها ولكنها تذكرت أنها فتي
والفتيان لا يبكون لذا حبست تلك الدموع خلف جفونها
التي أغلقتها بشدة حتي لا أحد يراها
زعق إلياس في شريف ونهره وأمره بالتوقف عن الضحك
أجابه شريف بصعوبة
- مش قادر أمسك نفسي ،الواد يدوب بزقه في كتفه وقع
عاد شريف للضحك فنظر له إلياس قائلا
- بس ياشريف
- وانا مالي مش هو اللي خرع وعامل زي البنات كدا
بعنيه الزرقا دول ،اللي قولي يا واد يا وسام
هو انت ليك قرايب أتراك ولا حاجة
صمتت وسام ولم تجب علي مزاح شريف معها
كان إلياس ينظر إليها وهي منكسة الرأس تنظر إلى
الأرض فحدث شريف قائلا
- شريف روح التمرين وانا هاجي وراك
تفهم شريف أن إلياس قد غضب من مزاحه مع الفتي
ضئيل الحجم لذا تركهم ورحل
تابع إلياس تحديقه بوسام قائلا
- وسام ارفع راسك لفوق مينفعش حد يكلمك وتنزل راسك
لتحت وتعيط
أجابته بكلمات مختنقة
- أنا مش بعيط
أخبرها بتهكم
- أمال عنيك حمرا ليه ،لازم تتعلم أنك هتقابل اكتر من كدا
متبينش لحد ان إنت ضعيف،وانا مش قصدي شريف
شريف صاحبي وعارف أنه بيهزر معاك ،انا بتكلم عن
الناس اللي حواليك ،الدنيا مبترحمش الضعيف خليك قوي
فاهم ،،،
زعق فيه إلياس بنبرة عالية مكرراً
- فاهم يا وسام
أجابته بنبرة خافتة
-فاهم يا كابتن
أشفق إلياس عليه ولكنه أستكمل حديثه قائلاً
- وبعدين لازم تشوف حل في موضوع جسمك الضعيف ده
أكيد الناس هتتريق عليك وانت بتقع من الهوا
حاول تلعب رياضة تقوي بيها عضلاتك بدل ما انت
عامل زي ،،،،،
توقف إلياس عن إكمال كلمته لعدم إحراج وسام ولكنها فهمت
ما يعنيه وأنه يشبهه بالفتاة ولكنه لا يعلم أنه حقا
فتاة لا أكثر ولا أقل
أجابته وسام بصوت منخفض
- حاضر يا كابتن،عن إذنك دلوقت
لم يجب إلياس عليه وظل صامتا متابعا رحيله وهو
يحدث نفسه أن هناك شيء خاطئ لا يعلمه
ما لا تعلمه وسام أن ابنة خالتها مروة لحقت بها إلي المرحاض
ولم تجدها بالداخل فبحثت عنها في داخل النادي ولكنها لم
تجدها أيضاً ولكن عند عودتها إلى العائلة رأت فتي ملامحه
تشبه ملامح ابنة خالتها وسام
تتبعت الفتي فوجدته يدخل المرحاض فتعجبت من الأمر
فقامت بتتبع الفتي وأنتظرت في الداخل بعد قليل
خرج الفتي ،،،،،،، مهلا هذا ليس بفتي هذه هي ابنة خالتها وسام
كانت تتنكر بزي فتي ولكن لماذا تفعل وسام ذلك
وما الأمر الذي تخفيه عنها وعن الجميع
تقدمت نحوها بخطوات ثم هتفت قائلة
- وسام
صدمت وسام من رؤية ابنة خالتها مروة لها
وعلمت وقتها أن سرها قد كشف
لم تجد مفرا من قول الحقيقة فقد آن أوان ظهورها
سردت لها كل ما حدث من بداية ذلك الرهان الذي جمح
عقدته مع نفسها إلي تنكرها علي هيئة فتي
وتعرفها عليه بتلك الهيئة
أنبتها مروة علي فعلتها المتهورة وطلبت منها علاقتها
مع اللاعب الشهير إلياس الجابري
وعليها أن تحمد ربها أن لا أحد يعلم هويتها الحقيقية
وأخبرتها بنبرة لأئمة
- طب ما فكرتيش في أبوكي وأخوكي لو عرفوا ممكن يعملوا ايه
طب تخيلتي مثلا إن إلياس يعرف الحقيقة ويفضحك
في كل حتة
كل ده مجاش في بالك يا وسام
أجابت عليها بنبرة حزينة
- أكيد بابا هيسامحني وهيعرف أنا عملت كدا ليه
وكمان إلياس طيب وحنين عمره ما هيعمل كدا
أجابتها مروة بنبرة زاعقة
- أي حد في مكانه هيعمل كدا وأكتر لما يعرف إنه كان
بيضحك عليه
أجابتها وسام بنبرة خافتة
- عندك حق
أنا الأول كنت فاكرة إن إلياس الجابري لاعب مغرور وشايف
نفسه قوي عشان مبيردش علي البنات ولا بيرضي
يتعامل معهم ،لكن لما إتعاملت معاه عرفت قد إيه هو
إنسان طيب وبيحب يساعد الغير حتي لو ميعرفوش
سألتها مروة قائلة
- طب لما عرفتي كدا مفكرتيش ترجعي عن اللي في دماغك
ليه عايزة تثبتي نفسك علي حسابه هو
مفكرتيش إنك بكدا بتأذيه نفسيا وممكن ما تخلهوش
يثق في حد لما يعرف إنك كنتي بتكدبي عليه
تراجعت وسام بخطوات للخلف مذهولة مما قالته مروة لها
لا هي لم تفكر في ذلك الأمر قط،لم يأتي في بالها أن يتأذى
بسببها هي ،إذا مروة علي حق عليها أن تتوقف عما تفعله
هي لن تحاول أن تكسب ذاتها على حساب أحدا آخر وخاصة
إلياس ذلك الغريب القريب الذي دخلت هي إلي حياته
سريعا ولكنه دخل إلي قلبها أسرع
ولما لا إلياس يدخل إلي قلب كل من يعرفه ويتعامل معه
هو طيب ومتواضع فلم يستكبر أن يفترش الأرض
بجسده ويتبع ما قالته له كما بدي فاتنا وهو يتهكم عليها
لقد كانت تلك الأسابيع القليلة هي أجمل أيام حياتها
كأنها مغامرة خاضتها أو حلم عاشت بداخله
حسمت أمرها ستقطع كل صلتها به
وإن حدث ورأته يوما بعدها في الطريق
سترحل وتمشي في طريق آخر
عاد الجميع إلي منازلهم بعد إنتهاء يوم العطلة الأسبوعية
وسام عاهدت مروة أنها ستنسحب من حياة إلياس
ولكنها ستودعه قبلها ،ستخبره عن فرصة عمل
آتت لوالدها في أحد البلاد وهم سيرحلون معه
نعم قلبها سيكسر ولكن هذا أفضل للجميع
أتجهت إلي فراشها وأمسكت كتاب من كتبها المدرسية
وبدأت في دراسته ،هي ستنفذ له طلبه وستنجح بتفوق
أجتمعت العائلة علي مائدة العشاء وكان والدها يتحدث
عن وجود حفل سيقام بمناسبة المشروع الإستثماري المشترك
بين شركة العائلة وإحدي الشركات الأخرى
سألت سهام زوجها عبدالله مستفهمة
- هو الحفلة دي إحنا هنحضرها
أجابها بتهكم
- أكيد يا سهام أمال أن بتكلم عنها ليه
تعالت ضحكات زيد ووجه حديثه لوسام قائلا
- أهو حفلة يا ست وسام هتلبسي أيه فيها
تحبي أجبلك بدلة معايا أنا وبشتري
أغتاظت وسام من حديثه لها فقالت
- لا أنا هجيب فستان وهطلع أحلي واحدة في الحفلة
ثم أخرجت له طرف لسانها لإيغاظته
ضحك والدها قائلا
- أميرة العيلة حلوة من غير حاجة
أبتسمت لوالدها وقالت
- ربنا يخليك ليا يا أحسن أب في الدنيا
ثم نظرت لوالدتها وحدثتها قائلة
- ماما بكرة هأخد مروة ونروح المول أشتري فستان وشوية
إكسسوارات
قهقه زيد عليها وقال
- ولا ووسام كبرت وبقيت تجيب إكسسوارات
معرفش مين اللي كان لابس الترننج بتاعي
لازم كان واحد صاحبي وانا معرفش
نهرته والدته وطلبت منه أن يأكل بصمت ويدع
شقيقته وشأنها
وشقيقته كانت تفكر في أمر آخر
في حوالي الثالثة عصراً كانت هي ومروة في طريقها للنادي
الرياضي حيث طلبت وسام أن تقوم بذلك للمرة الأخيرة
ستراه وتخبره كذبة ما ثم تودعه
ذهبت إليه وجدته يتحدث مع صديقه شريف أقتربت منهم
وألقت التحيغ ثم أستئذنت في التحدث معه بمفردهما
تفهم شريف ذلك وتركهما ورحل
بدأت حديثها بأن والداها قد عرضت عليه وظيفة أخري
في أحد مقرات النادي في إحدي المحافظات الأخرى
وأنهم جميعا سيرحلون معه في سفره
حزن إلياس عند سماعه لذلك الخبر وحدث وسام قائلا
- يعني أنت مسافر مع والدك
أجابته هي قائلة
- أيوة للأسف لازم كلنا نسافر معاه
أنا جيت النهارده عشان أودعك يا كابتن إلياس
وأشكرك أنك كنت جدع وطيب معايا
أجابه إلياس
- والله أنا أتعودت عليك واعتبرتك زي أخويا الصغير
علي العموم ربنا يوفقك ،عايزك تاخد بالك من دراستك
وزي مافهمتك ما تخليش حد يستضعفك توعدني
عاهدته قائلة
- أوعدك يا كابتن
مدت يدها بعدها لتصافحه وتودعه بعدها
- مع السلامة يا كابتن
أقترب منها إلياس وعانقها مربتا علي ظهرها قائلا
- هتوحشني يا واد يا وسام
ترددت للحظات قبل أن تبادله ذلك العناق قائلة
- وأنت كمان هتوحشني يا إلياس
أبتعدت عنه بخطوات مسرعة ثم رحلت
وتركته يشيعها في حزن
