" " " " " " " " لا تقتل الحب، الفصل العشرون
📁 آحدث المقالات

لا تقتل الحب، الفصل العشرون


 


ذهب ولم يعد

أنتظرت علي فراشها طوال الليل حتي شروق الشمس

أتجهت للمرحاض بعدها وتركت نفسها تحت رذاذ الماء

وتناولت سائل الأستحمام ،سكبته على رأسها وأخذت تفركه

علي جسدها ،كانت تريد التخلص من آثره عليها

خرجت بعدها من تحت رشاش المياه وارتدت المئزر

عادت لغرفتها وفتحت خزانة الملابس وأنتقت ثوب رمادي اللون

ووشاح خاص به

أرتدتهم علي عجل ثم بحثت عن حقيبة السفر الخاصة بها

أخذت تجمع فيها ملابسها على عجل وعندما انتهت قامت

بإغلاقها وأنزلتها بجوار الفراش ثم أمسكت بالمقبض الخاص

بها وجرتها خلفها راحلة

علمت أنها لم يعد لها مكان هنا لم تعد تنتمي إليه

لقد دخلت إلي ذالك المنزل وكلها أمل في الحب والسعادة

وها هي خارجة منها مطعونة في القلب والجسد

وصلت إلى سيارتها وأستقرت بها ثم أدارت المحرك

ووضعت يدها على المقود ثم نظرت للمنزل نظرة أخيرة ورحلت

بعد فترة من الوقت

وصلت لمنزل والدها تجر حقيبتها خلفها ثم ضغطت على زر

 الجرس وبعد دقيقتين فتحت لها الخادمة باب المنزل

والتي تعجبت من قدوم السيدة وسام في ذلك الوقت المبكر

وهي تحمل حقيبة ملابسها

تنحت الخادمة جانبا لتسمح لها بالدخول

بعد دخولها رأت والدتها تقف علي مقدمة الدرج من الأعلي

صدمت والدتها برؤيتها في ذلك الوقت ووجهها يبدو عليه

الأحمرار وبجوارها حقيبة الملابس الخاصة بها

نزلت والدتها الدرج سريعاً وعانقتها ثم تحركت بها وجلسا على

 الأريكة بغرفة المعيشة

بعد مرور عدة دقائق أنتهت فيهم وسام من النحيب سألتها

والدتها قائلة

- وسام يا بنتي خير أيه اللي حصل وخلاكي تجي في الوقت ده

بشنطة هدومك وعمال تعيطي

لم تجب سؤال والدتها ولكنها واصلت البكاء مرة أخرى

لم تتحمل والدتها نحيبها فقالت بهلع

- بسم الله عليكي يا وسام يا بنتي أيه اللي جري

هو انتي وإلياس جوزك أتخانقتوا سوا

أجابت والدتها بصوت باكي

- أيوة يا ماما إلياس،،،،

تسألت والدتها

- إلياس ماله يا بنتي

أجابتها بنبرة خافتة

- إلياس ضربني بالقلم يا ماما

شهقت خرجت من فم والدتها ولكنها حاولت أن تتماسك أمامها

- لا حول ولا قوة إلا بالله،أيه اللي جرالكم بس ما كنتم كويسين

وليكم أسبوعين راجعين من شهر العسل

أكيد الناس حسدتكم علي حبكم لبعض

لم تتحمل وسام حديث والدتها عن الحب والسعادة فألقت

كل ما كان يحمله قلبها من أثقال

- إلياس مكنش بيحبني يا ماما ،كله كان كدب من يوم الفرح

وأنا عايشة في عذاب ،حتي شهر العسل كان كدب

من أول يوم وهو قالي أنه كان بيمثل عليا أنه بيحبني وعايز

 نتمم جوازنا عشان ينتقم مني علي اللي عملته فيه زمان

تعجبت سهام من حديث ابنتها وتسألت

- ينتقم منك ،كلام أيه اللي بتقوليه دا يا بنتي

أجابتها قائلة

- أيوة هي دي الحقيقة

سهام بنبرة حزينة

- يا عيني يا بنتي وانتي كنتي مستحملة كل ده

أخبرتها وسام قائلة

- لاني كنت بحبه ،رغم كل اللي عمله معايا ،بس دلوقت بقيت

بكره ومش عايزة أشوفه تاني

حاولت سهام تهدأتها فقالت لها

- خلاص أهدي يا بنتي وكفاية عياط

اجابتها وسام قائلة

- أنا لازم أطلق منه لازم

عندما لم يجد عبدالله زوجته في الفراش بجواره قلق بعض

 الشيء وبحث عنها في المرحاض فلم يجدها فقرر أن يبحث

عنها بالطابق السفلي وبينما ينزل الدرج سمع صوت نحيب

أحدهم ويطلب الطلاق

أسرع بخطواته حتي وصل إليهما وفوجئ بابنته وسام بي

 ذراعي والدتها وهي تنتحب

توجه إليها وأخذها بين أحضانه وسألها قائلا

- مالك يا وسام يا بنتي بتعيطي ليه

صمتت ولم تجبه فتحدثت والدتها بدلا منها

- أصلها اتخانقت هي وإلياس،وسابت البيت وجت

تعجب عبدالله من حديث زوجته فقال

- وهي اللي تزعل مع جوزها تسيب البيت وتمشي

أجابته زوجته وقالت

- معلش يا عبد الله شوية وهتهدي ،وهنعرف منها اللي حصل

وربك يصلح الأحوال

وجه حديثه إلي وسام وقال لها

- خلاص يا وسام كفاية عياط ،انت عارفه دموعك دي

غالية علينا قد أيه

أجابته بنبرة باكية

- عارفة يا بابا

أخبرها ممازحا

- خلاص يا ستي ليكي عليا أخلي عمك اللواء هشام

يحب.٤2سهولك يومين عشان يتعلم تاني مرة ميزعلش القمر بتاعنا

ابتسمت علي مزاح والدها وقالت

- ياريت يا بابا ،اهو نستريح منه،،

ضحك والدها علي حديثها ثم قال ممازحا إياها

- بقي مش هيصعب عليكي وتقوليلي سيبه يا بابا دا جوزي

 أجابته بنبرة يشوبها الحزن

- مستحيل بعد اللي عمله فيا

تسأل والداها بقلق

- وهو عمل أيه خلاكي زعلتي منه بالشكل ده بعد أقل من شهرين

من جوازكم

أجابته بنبرة خافتة

- إلياس ضربني بالقلم يا بابا

أرادت سهام إيقاف ابنتها قبل أن تسرد كل ما حدث

لوالدها فقالت له

- خلاص يا عبدالله ،أنت عارف أنهم لسه متعودوش علي بعض

أكيد وسام عندت معاه وناكفت فيه لحد ما أستفزته وعمل كدا

أجابها بنبرة غاضبة

- قوم يضربها بالقلم ،لا دا مش عمايل ناس عاقلين

أنا هكلم أبوه يتصرف معاه

تسألت سهام بتعجب

- هتكلمه دلوقتي

أجابها بتصميم

- أيوة هكلمه دلوقت وأخليه يروح لابنه يشوفه إزاي

يضرب بنات الناس ويسبهم يمشوا من بيتهم

تحدث عبدالله مع محمود الجابري والد إلياس علي الهاتف

وأخبره بكل ماحدث وطلب منه التصرف مع ابنه المتهور

أغلق بعدها عبدالله الهاتف فسألته سهام

- ها قالك أيه ؟

اخبرها قائلا

- أضايق من ابنه وقال هيكلمه ويخليه يجي لحد.

عندها ويحب علي رأسها

تدخلت وسام في الحديث وأخبرت والدها

- لا يا بابا أنا مش عايزاه يجي يصالحني ،انا عايزة اطلق

غضب والداها من حديثها وقال لها

- جرا إيه يا وسام ،طلاق أيه وزفت أيه اللي عايزاه

عايزة تطلقي بعد أقل من شهرين من جوازك ،الناس هتقول

أيه عليكي ،وبعدين مش هو ده إلياس اللي كنت طايرة بيه

أجابته بنبرة يشوبها الحزن

- بس أنا دلوقتي كرهته

وجه حديثه إلي زوجته وأخبرها قائلا

- سهام خدي بنتك فوق في أوضتها وعقليها شوية

قوليلها أنها كبرت علي لعب العيال بتاعها

أجابته سهام

- حاضر أنا هعرف اخليها تهدي

أمسكت والدتها بيدها وصعدوا سويا مع متابعته لهما وأخذ

يردد في داخله أن يسوي الله الأمر على خير

أستفاق علي رنين جرس الهاتف يعلن أستقباله لمكالمة

فتح عيناه وتناول الهاتف المحمول من علي الكومود بجواره

نظر للهاتف ووجده والده فأجاب عليه

- أيوة يا بابا ،خير أيه اللي حصل

أجابه والده بنبرة غاضبة

- وهيجي منين الخير ،نفذت اللي في دماغك برده يا إلياس

أجابه إلياس بتسأل

- قصدك ايه يا بابا مش فاهم حاجه

سخر والده منه وسأله

- مش عارف قصدي أيه ،طب هسألك مراتك فين يا إلياس

تعجب من حديث والده وقال

- مراتي في البيت نايمة دلوقتي

أخبره والده بنبرة ساخرة

- صباح الخير يا إلياس،مراتك في بيت أبوها رايحة

غضبانة منك وبتقول أنك مديت أيدك عليها

أبوها أتصل بيا وحكي ليا علي اللي حصل

عايزك تقوم تفوق نفسك وأنا هعدي عليك عشان نروح

سوا تصالح مراتك

أجابه إلياس بنبرة هادئة

- بابا دقايق وهكلم حضرتك تاني

أغلق الهاتف مع والده ،وبغضب شديد نهض من علي الفراش

وتوجه إلى غرفتها

فتح باب الغرفة ونظر بداخلها فلم يجدها

توجه نحو خزانة الملابس وجد أغلب ملابسها مختفية

علم حينها أن والده محق

هكذا إذا يا وسام تذهبين غاضبة إلي منزل والديك

وأنا أيضاً سوف أنفذ وعدي لك

توجه إلى غرفته وبحث عن هاتفه المحمول

وجده ملقي علي الفراش فقام بإلتقاطه وأجري إتصال

مع صديق له

- سامر أنا عايز منك خدمة ،،،،،،،،،

تعجب محمود من إغلاق ابنه الهاتف وعدم إعادته الأتصال مرة

أخري فرأي أنه من الأفضل الذهاب إلى منزله الخاص

فكلما حاول الاتصال بإلياس وجد الهاتف مغلق

وصل إلي منزل إلياس الخاص فوجئ بأن المنزل مغلق

وعندما سأل حارس المبني أجابه بأن

كابتن إلياس الجابري ترك مفتاح منزله ورحل

تفاجئ محمود من فعلة ابنه إلياس وذهب إلى منزل

عبد الله النويري وطلب منهم رؤية زوجة ابنه بمفردها

جاءت إليه وهي يبدو عليها الوهن والحزن

أستقبلها وأخذ يدها وأجلسها علي الأريكة ثم بدأ حديثه معها

- حقك عليا يا وسام يا بنتي ،أنا عارف إن المفروض كنت أقولك

قبل ما الفرح يتم بس لما لاقيته فرحان ومبسوط قلت

يمكن نسي موضوع أنه ينتقم منك

الموضوع غريب شوية ويمكن تقولي أنه تفكير أطفال بس

الحكاية بدأت من الفترة اللي تعبت فيها والدة إلياس الله يرحمها

إلياس كان متعلق بوالدته بشكل كبير كان بيبقي معاها طول

الوقت خصوصا وأنا كنت مشغول ديما في شغل العيلة

والدة إلياس زي ما أنتي عارفه كان عندها لوكيميا

وأنت فاهمة يعني أيه المرض ده زمان ومفيش أي علاج ليه

لما والدته دخلت المستشفى مكانتش حابة إلياس يشوفها ..

بالحالة اللي كنت فيها خصوصا وأن المرض جه في الآخر

وبقي أشرس شكلها كله أتغير بقيت واحدة تانية

وكل يوم إلياس يسأل عنها أقوله أنها مسافرة عند خالته

وهتيجي بكرة ،يوم ورا يوم وإلياس أبتدا يزهق ويزن عليا

عايز يشوف مامته وأنا مكنتش عارف أتصرف إزاي

أخليه يشوفها وينصدم صدمة كبيرة ولا أفضل أكدب عليه

لما ربنا أخد أمانته ووالدة إلياس أتوفت إلياس أنهار وفضل

يصرخ فيا وقالي إني كدبت عليه وبعدت والدته عنه

فضل فترة مخاصمني ومش عايز يكلم حد ابدا

لأن في نظره الناس كلها بتكدب وبتضحك عليه

أنا حكتلك كل ده عشان تعرفي إيه اللي خلي إلياس يفكر

بالطريقة دي ،معرفتك بالحكاية هتخليكي تعرفي تتصرفي

معاه بعدين ،المهم دلوقتي نوصله

طلب منها أن يتجهوا للخارج ليستطيع التحدث مع والدها

وجد والدها بالخارج في إنتظاره فتقدم نحوه وحدثه قائلا

- أنا كنت عايز إلياس يجي يصالح وسام بس،،،،

تسأل عبد الله بنبرة قلقة

- بس أيه يا محمود ،خير أيه اللي حصل

أجابه محمود قائلا

- روحت البيت لقيته مقفول والحارس بيقول إن إلياس

ساب ليه المفاتيح وسافر

تفاجئ الجميع بذلك الخبر وتسأل عبدالله

- يسافر إزاي يعني ويسيب مراته زعلانة في بيت أبوها

مش عمايل ناس عاقلين دي

أجابه محمود بنبرة هادئه

- يمكن في ظروف جدت في النادي بتاعه

لاعيبة الكورة وقتهم مش ملك ليهم

أجابه عبدالله قائلا

- لما نستني ونشوف أخرتها أيه

بينما نظر محمود إلي وسام وهو يرد داخله

- يارب أستر وميكونش إلياس عاملها تاني

مر أسبوع علي رحيل إلياس والده علم أنه في أسبانيا ولكن

لا يعلم في أي منطقة منها علي الأخص

والهاتف الخاص به مغلق على الدوام وكأنه

لا يريد أن يجده أحد.


نهاية الفصل.

تعليقات