أغفر لي
عاد زيد بوالدته وبشقيقته وسام إلي منزل العائلة وسط صمت الجميع ماعدا وسام التي كان
صوت نحيبها يقطع نياط القلب ولكن لا أحد يستطيع أن يحدثها في الأمر ،الجميع سينتظر عودة الأب حتي يتم فهم الأمر وحقيقته الكاملة
بعد إيصاله لابنة خالته اولا نعم ابنة خالته مروة شتان بين قبل بداية الحفل وبين تلك الواقعة التي حدثت وتسببت في عودتهم باكرا إلي المنزل
في بداية الحفل كان مرحا فرحا ،حتي أنه أراد مفاتحة والدته في أمر خطبته لها،يعلم أن الأمر سابق لأوانه ولكن
كان يريد أن يعلم الجميع برغبته تلك حتى لو تم الأمر بعد حصولها علي الثانوية العامة ثم تكون هناك خطبة لمدة عامان أو ثلاث
ليست هناك مشكلة لديه في الإنتظار كل تلك المدة حتي لو وصل الأمر أن ينتظر تخرجها من جامعتها،الأهم أن تكون له في نهاية الأمر
ولكن الآن لا يعلم ما الذي سوف يحدث تاليا فهو يعلم أن شقيقته وسام تتصف بالغباء والطيش ولكن لا يعلم ما مدي تورطها مع إلياس الجابري لاعب الكرة الشهير وما معني تلك الكلمات التي أطلقها عليها
لقد قال أنها ممثلة بارعة وكذلك أنها كانت تتنكر في هيئة صبي
هو لا يعلم ما الذي فعلته وسام تحديداً ولكنه يعلم أنه ينتظرها عقاب قاسي من والدهما على أفعالها الشنعاء تلك
فقط سينتظر حتي تتضح الأمور ويعلم ما الذي سيصل إليه الأمر في النهاية
دلف ل جميعاً إلي المنزل وتوجهت وسام علي الفور لغرفتها الخاصة بها ،كانت في حالة يرثى لها حيث تحول وجهها لحالة من الفوضي فقد أختلط كحل عينيها بدموعها التي من مازالت تزرفهم
نعم هي تشعر بالندم فكل ما حدث كان خطأها هي منذ بداية إدعاهها بأنها صبي وتعرفها على إلياس بتلك الهيئة والكذب عليه
كل ما أرادته هو أنها تستطيع اللعب مثل الرجال في تلك الرياضة فكثيرا من الفتيات قد أنضممن إلي فرق رياضية نسائية في جميع الألعاب بل تفوقن فيها وأصبحن يعرفن في أنحاء البلاد
لذا لما التزمت من قبل والداها ولما الأستهانة بقدراتها تلك
هل السبب أن والداها يعمل في مجال الشرطة أم بسبب شهرة العائلة في الوسط التجاري المصري
ستعلن ندمها ذلك أمام والدها وستطلب منه العفو والصفح
فترة من الزمن قد مرت بعدها سمعت صوت والدها وهو يصيح بصوت عالٍ في المنزل ويهتف بإسمها
- وسام ،وسام ،تعالي هنا بسرعة
أستجابت لنداء أبيها ونزلت علي الفور إلي الأسفل بسرعة كبيرة
أقتربت من والدها ببطء بعد ذلك ثم نكست رأسها للأسفل
وأعلنت له عن أسفها
- أنا أسفة يا بابا علي اللي حصل ،بس كنت خلاص بطلت أقابله في النادي وقولتله أني مسافرة ،أنا مكنتش أعرف إني ممكن أقابله تاني
- بصي يا وسام أنا عمري ما فرقت في المعاملة بينك وبين أخوكي زيد بالعكس أنا كنت بعاملك أحسن كمان
ومفيش مرة فكرت إني أستخدم معاكم الضرب والعنف في المعاملة مظبوط الكلام ده
- أيوة يا بابا مظبوط
- طب ليه تتصرفي كدا ،إيه خلاكي تعملي كدا!
- أنا كنت أثبت لحضرتك إني بعرف كورة كويس ،عشان كدا عملت نفسي ولد وخليت إلياس يفكر إني بحب لعبه ونفسي ابقي زيه
- وطبعا هو صدق كدا
- أيوة ،وكنت بروح النادي عشان يدربني ويساعدني ،أصل أنا قلتله أنه بابا موظف في النادي ومش عايزني ألعب كورة
- وقولتي إيه كمان فهميني
- مفيش حاجة تانية
- ماشي يا وسام بقي الموضوع عشان تثبتي أنك لاعيبة في الكورة صح !تعملي الهبل ده كله عشان تثبتي أنك بتعرفي تلعبي أحسن حتي من المشهورين
طب مفكرتيش لحظة أنا ليه منعتك من اللعب !
مفكرتيش إني مثلاً خايف عليكي ،أو مش عايزك تبعدي عننا عشان لو فعلا بقيتي لاعيبة كورة يبقى لازم تسافري وتروحي وتيجي
مفكرتيش أني خايف عليكي من اللعب لأحسن تتأذى وتنصابي مثلاً زي ما بيحصل للناس اللي بتلعب
كل ده مفكرتيش فيه ،فكرتي بس إني أب ظالم بمنع بنتي من أنها تعمل اللي بتحبه فرحتي من وراي تلعبي وتثبتي نفسك
- بابا أنا،،،،،
- خلاص متكلميش الظاهر أنا دلعتك زيادة عن اللزوم،من النهارده مفيش كورة تنسي خالص موضوع الكورة ده وكمان مفيش مرواح للنادي ،من دلوقتي نظامك يا وسام من البيت للمدرسة والعكس ده تمامك ،غير كدا هتشوفي مني وش تاني عمرك ما شوفتيه في حياتك
- أثرت الصمت فماذا ستقول هي جنت على نفسها بالتأكيد بفعلتها تلك والآن عليها أن تتحمل العواقب
- حاضر يا بابا ،اللي حضرتك تشوفه عن إذن حضرتك
أستئذنت من والدها وصعدت علي الفور لغرفتها لتكمل ما كانت تفعله وهو النحيب كانت تريد أن تثبت ذاتها للجميع ولم تفكر في المقابل بما أخبرها والدها به
أحقا خوفه عليها وحرصه على عدم إبتعادها عنه السبب في منعها من مزاولة الكرة
أنها أخطأت في حق والدها نعم ،ولكنها أخطأت بشدة في حق إلياس وعليها أن تصلح الأمر
عليها أن تفكر فيما ستفعله غدا وكيف ستطلب منه العفو
مغمض العينين وينصت لصوت السيدة أم كلثوم التي تنشد للحب والمحبين بصوتها العذب الجميل
كان هذا حاله في ذلك الوقت ،حيث أفادته الجولات بتلك المركب النيلي ،ذلك الهدوء جعل ذهنه يصفي بعض الشيء وبدأ يفكر فيما فعلت تلك الفتاة به ،لقد أقسم علي الإنتقام منها علي فعلتها تلك وأن يجعل منها عبرة لمن يريد العبث معه
لم يكن يوماً من محبي العبث أو نوع من المشكلات ولكن هي من فعلت ذلك فعليها أن تتحمل عاقبة الأمر
جاءه صوت شريف يهتف بإسمه ممازحا
- جري إيه يا عم إلياس هو الجو خدك مننا كدا ومش سامعني وأنا بنده عليك ولا أيه!
- فعلاً الجو هنا جميل ،صوت أم كلثوم مع النيل حاجة تانية
- عشان تعرف بس إن أخوك شريف لما بيقول حاجة لازم تحصل
وأديني شوفتك هديت أهو مش عايز تقولي على اللي حصل
تنهد إلياس بصوت عالٍ ،لابد وأن يعلم شريف ما حدث لأنه لن يهدأ له بال حتى يعلم كل شيء
-حاضر هقولك علي اللي حصل النهارده في الحفل
قص إلياس جميع ما حدث في الحفل الخاص بالعائلة والمفاجأة التي وجدها
- بص أنا هقولك حاجه ومتتعصبش عليا
-خير قول
- أنا كنت شاكك من الأول إن فيه حاجة غلط في الواد قصدي البت دي
- شاكك إزاي يعني !
- فاكر لما قولتلك إن الواد ده تحس إنه ناعم كدا في نفسه ومش خشن زي الرجالة ،فأنت قولتلي أنه لسه عيل صغير
حتي صوته كدا تحس أنه كان فيه حاجة غريبة كدا
- الظاهر إن أنا الوحيد اللي ما كنتش حاسس بحاجة ،بس والله لأدفعها التمن
-
تمن إيه يا إلياس دي عيلة صغيرة
- وفي عيلة صغيرة تعمل اللي هيا عملته
- طب قولي ناوي على أيه !
- معرفش لسه مفكرتش في حاجة لما أهدي أبقي أقولك
- ماشي يا إلياس براحتك،الساعة دلوقتي واحدة بالليل إيه مش ناوي تروح ولا القعدة عجبتك
- لا أنا تعبان وعايز أنا يلا بينا نروح
- ياعم جمعة لف وإرجع بينا للبر تاني
عادت المركب للمرسا الذي ترسو فيه وهبط منها إلياس وشريف
ودع إلياس العم جمعة بمصافحة ومبلغ مالي كبير في يده
وصعدا الأثنان للخارج وتوجهوا إلي السيارة خاصة شريف
- تحب أوصلك البيت ولا هتروح تجيب العربية الأول
-لا أنا خلاص هجيب العربية وأروح بيها ،أنت تمام لحد كدا
معلش قلقتك معايا
- عيب يا إلياس ماتقولش كدا دا إحنا إخوات مش أصحاب وزمايل
- ما أنا عارف عشان كدا أنا كلمتك لما أحتجتلك
وصل إلياس إلي سيارته ثم دلف إليها بعد أن ودع شريف وأنطلق بعدها عائدا إلي المنزل
يوما آخر قد جاء حمل بين طياته الكثير من الآلآم والعواصف للجميع
أستغلت ذهاب والدها وشقيقها للعمل وتسللت إلي خارج المنزل للذهاب إليه في منزله الخاص به ،فكرت في البداية أن تذهب إلى النادي لمقابلته ولكنها فكرت أنه ربما سيكون هناك صحافيين موجودون بداخل أروقة النادي خاصه بعد ما حدث في الأمس
لذا فضلت الذهاب مبكرا إلي منزله
كانت قد حدثت مروة علي الهاتف وطلبت منها الذهاب برفقتها إلي منزل اللاعب الشهير لكن الأخيرة رفضت وقالت لها أنها جنت بالتأكيد ،كيف لها أن تريد الذهاب إلى منزل رجل غريب عنها وتريد منها أن تشاركها هذا الجنون
- الله يخرب بيتك يا وسام،انتي أتجننتي علي الآخر ،عايزة تروحلي البيت مش خايفه ولا حاسة أنك بتعملي حاجة غلط
دا لو باباكي عرف مش بعيد يضربك يا وسام !
- أنا كلمتك عشان تيجي معايا ولا عشان تقعدي تزعقي فيا
أنا لازم أروح أفهمه إن كل اللي حصل هو ملهوش دخل فيه وإن الحكاية بيني وبين بابا ،لازم يفهم كدا عشان الشغل اللي بين بابا وبين عيلته ميتأثرش ،فهمتي ولا لسه
- لا يا وسام عايزة تفهميه يبقى تروحي ليه النادي مش البيت
- ما أنا فكرت في كدا فعلا،بس فكرت أنه لاعب مشهور وأكيد الصحافة موجودة هناك خصوصا بعد اللي حصل إمبارح
- طب حتي كنتي كلمتي زيد يمكن كان فهم منك الحكاية ورضي أنه يروح معاكي
- لا ،أنا مش عايزة أدخل حد في الموضوع عشان ميحصلش مشاكل بينهم
_يابنتى عمالة تقفليها ليه طيب ،بس أنا من رأيي متروحيش
لم تجد وسام بد من إغلاق الهاتف في وجه ابنة خالتها ،هي عزمت على الذهاب له وأنتهي الأمر
سيارة أجرة حملتها إلي منزله بعدها سألت حارس البناية عن رقم الشقة الخاصة ب إلياس الجابري وأخبرته أنها من طرف صديقه شريف
ولأن حارس المبني يعلم صداقته بشريف كما أن هيئتها لا توحي بأنها من الصحافة أو ما شابه أخبرها الرقم ،بل ارشدها للمصعد لكي تصعد به إليه
رنين الجرس هو ما أيقظ إلياس من النوم ،تسأل من القادم الآن في ذلك الوقت ،ولأن الخادم الخاص بهم لم يأتي اليوم أضطر إلي النهوض وفتح الباب بنفسه
صدمة قوية وقعت على عقل إلياس مما رأي، لقد فوجئ بوجود الفتاةعلي عتبة منزله
ماذا أجنت تلك الفتاة أم أصابها الهوس ،وما الذي آتي بها إلي هنا
- أنتي ،أيه اللي جابك هنا عندي
- أنا جاية عشان أعتذرلك علي اللي حصل مني ،وكمان عشان أفهمك الحقيقة
- يا سلام بقي جاية بنفسك عشان تتآسفي ليا لا والله كتر خيرك!
- إلياس من فضلك !
- أخرسي ،أنا مش عايز أسمع صوتك ولا طايق أشوفك أساسا
وبعدين إنتي أيه
مش خايفة وأنتي جاية لحد عندي وفي بيتي كمان ها
فهميني بس إنتي عندك عقل ولا مفيش عقل خالص تفكري بيه
إنتي عارفه إني لو حبيت أنتقم منك دلوقتي أقدر أنتقم من غير ما حد يمنعني
أصابتها رجفة شديدة عند قوله لتلك الكلمات ،لقد ظنت أن الأمر سهل تشرح له حقيقة الأمر وتعتذر وترحل في سلام ولكن كلماته تلك تخيفها وكذلك هيئته ، تزيد من خوفها وكأنه ليس هو لقد تبدل ،هذا ليس إلياس الذي تعرفه هذا شخصاً
شخص غاضب بشدة ،هناك شعور يتسرب إليها بأن عليها الهروب عليها أن ترحل علي الفور قبل أن تتطور الأمور ولكن هناك صوت آخر يخبرها أن تكمل المهمة التي جاءت من أجلها وترحل بعدها
أستمعت إلي الصوت الآخر وهتفت قائلة
- تنتقم مني إزاي يعني وليه ،انا مش خايفة منك علي فكرة
- بتسألي أنتقم منك ليه صح ،عايزة تعرفي ليه !
بصوت هادر صرخ بها جعلها ترتجف في محلها وزاد إحساس الخوف لديها ،عليها أن تهرب الآن لن تنتظر سوف تخرج وتنجو بنفسها من غضبه ،إنها بلا عقل نعم لقد أتت إليه بقدميها ،دخلت إلي عرين الأسد وقالت له أنا هنا غبية أنت يا وسام وأيضا حمقاء عنيدة لا تنصت لأحد والآن عليها أن تجد طريقة للهروب
- عملتي مني لعبة تلعبي بيها وتضحكي عليها وتخليها فرجة قدام الناس هو ده اللي عملتيه حاجة بسيطة صح ،ها قوليلي أنها بسيطة ومتزعلش
خطا إليها بعض الخطوات وقبض على معصميها وأحكم قبضته عليهما ثم نظر في عينيها ووجدوهما ترتجفان وهناك دموع على وشك الهطول ،للحظة فكر في أن يتركها ترحل بصمت ولكنه ما لبث أن قرر أن عليه تعليمها درس لا ينسى
- نظر إليها بلؤم وجعلها ترتعد من الخوف
- أنت عارفه إني ممكن معاكي حاجات كتير من غير ما حد يلومني عليها ،عارفه أتكلمي
واحدة وجاية لواحد لحد عنده تبقي عايزة منه أيه !
- شهقة قوية خرجت منها ،لم تظن أن مرارة الإنتقام تصل به إلي ذلك الحد الذي يشير إليه
والآن ماذا تفعل أتتوسله أن يتركها ترحل في سلام ،أم تظهر له أنها شجاعة ولا تخاف منه
حسها الأنثوي يقول لها توسلي الرحيل ،وجانبها العنيد يقول لها لا تخافي
لاحظ شرودها مع نفسها فتحرك إليها مندفعا وطوق خصرها بيده وقرب وجهه من وجهها وأنتظر ردة فعلها
أستفاقت من شرودها علي ذلك الوضع ،حاولت أن تفلت من بين يديه فوضعت يديها علي صدره العريض لتدفعه بعيدا عنها وأخذت تقاومه حتي تركها وأبتعد عنها
صفعة قوية هبطت علي وجه إلياس بادرته بها علي فعلته تلك وإقترابه منها بهذا الشكل
- أنت فاكرني إيه يا حيوان أنت ،فاكرني واحدة مين اللي بيتسلوا بيها
فوجئ إلياس بتلك الصفعة علي وجه فزاد غضبه منها وهجم عليها يرد لها الصفعة ووجدها بدأت في البكاء على الفور
صرخ بها وهو ممسك بها بين يديه
- بقي أنا حيوان ،لا وكمان بتضربيني أنا بالقلم طب أنا مش هوريكي الحيوانات بيتعاملوا إزاي دلوقتي
بدأت تصرخ به وتأمره بالإبتعاد عنها
فوجئ إلياس بأحد ما يمسك به ويدفعه بعيدا عنها ،نظر إليه فوجده أخيها زيد لقد رآه أمس في الحفل عندما دافع عنها
ثم وجه لكمة قوية إلي فكه مما جعله يترأجح قليلا
دار برأسه فوجد والده ينظر إليه في آسف
علم إلياس أن أباه قد شاهد ما حدث ولكنه فسر الأمر بطريقة خاطئة الجميع الآن سوف يظن به السوء ،وأنه أراد مهاجمة تلك الفتاة
يا الله ماذا سوف يحدث الآن وماذا سيقول لهم ،أيخبرهم أنه لم يرد سوي تعليم تلك الفتاة الحمقاء درس وعبرة لا ينسوا وهل سيصدقونه حينها أم ماذا
أراد التكلم وتفسير الأمر ولكن والده اسكته بكلماته
- أخرس متقولش ولا كلمة ،يا خسارة يا إلياس كنت فاكرك حاجة تانية ،بتستقوي علي بنت ضعيفة من غير لا حول ولاقوة هو ده اللي ربيتك عليه يا إلياس
نفي ذلك فورا وأخبره أنه لم يكن سيفعل لها شيئا وأنه أراد إخافتها فقط
- يا بابا أنا مكنتش هأذيها أنا كنت عايز أخوفها وبس
-كنت عايز تخوفها تقوم تعمل كدا
تدخل زيد مخبرا إياهم
- أنا عارف إن أختي غلطت لما جت هنا لوحدها ،بس هي كانت عايزة تفهمه علي الحكاية كلها بس ابنك قام بالواجب وزيادة
علي العموم الغلط علي أختي اللي مشيت بدمغها من غير ما تعمل إعتبار لأبوها ولا لأخوها
- محمود يا ابني أنا آسف على اللي حصل من ابني إلياس بس ابني مش كده ،والناس كلها عارفه أخلاقه وأدبه وهو دلوقتي هيعتذر ليك ولأختك كمان ،صح يا إلياس
أراد إلياس الإعتراض على كلمات والده ولكنه نظر إليه نظرة اخرسته
- حاضر يا بابا
إعترض زيد علي ذلك
- أحنا هنمشي ومش عايزين إعتذارات من حد ،يالا يا وسام
شرع زيد في الرحيل هو وشقيقته وسام وخرجوا من الشقة الخاصة ب إلياس وسط لحاق والده ورجائه لهم في الإنتظار
كل تلك الأحداث مرت ولم يكن في الحسبان أن هناك من يقوم بتسجيل ما حدث والكلام الذي قيل من قبل الصحفي الذي يسكن في الطابق الأعلى منهم
لقد وجد سبق صحفي خاص به واخيرا قد أتته الفرصة الذهبية في عالم الشهرة والنجاح
لقد وقع إلياس الجابري في سقوط مدوي وفضيحة كبيرة مع ابنة الحسب والنسب ،كريمة عائلة النويري وابنة اللواء النويري
شقيقة الملازم اول زيد النويري أيضاً
لقد دعت له أمه في ليلة مفترجة ،او أنه ربح الجائزة الكبرى في اليانصيب
علي الفور هاتف رئيسه بالعمل وأخبره بتلك الأنباء المفرحة
- أيوة يا ريس ليك عندي اخبار ولا في الاحلام
-تخص مين ،تخص حبيبك ابن الجابري اللي نافخ ريشه علينا
- أيوة ياريس أنا سجلت كل اللي حصل
- تمام يا ريس نص ساعة بالكتير وأكون عندك ،متخفش مش هتأخر عليك
أغلق الهاتف مع رئيسه وهنا نفسه علي ما حصل عليه من أخبار
وتوجه علي الفور للذهاب إلى مقر الصحيفة التي يعمل بها.
