خاتمة
بعد مرور خمسه عشر سنه كان قصر فجر ادم راجى الكاشف سابقا .... يستعد للاستقبال ضيوفه فى يوم العائله الجمعه الاولى من كل شهر .... يحضر الجميع بلا استثناء
كان سفيان يقف فى شرفه غرفته ينظر الى ولده وهو يشرف على كل شيء بدقه كما اعتاد ان يرى والده يفعل .... ادم ذلك الشاب الفتى الذى سلك نهج والده والتحق بكليه الشرطه .... وقد اوشك على التخرج ... اصبح فى طول والده عريض المنكبين بجسد رياضى متناسق .... خرجت من باب القصر شابه جميله بملابس محتشمه تحمل بين يديها طبق كبير به اللحم المتبل ليركض ادم اليها يحمل منها الطبق وهو يناغشها بسب قصر قامتها التى تشبه والدتها به كانت نظرات فجر معلقه على بوابه القصر الكبيره تنظر الى ساعتها فقترب ادم من اذنها قائلا
- اتقلى شويه ... الواد تقيل بطبعه بقلمى ساره مجدى
نظرت له بغضب لبضع لحظات ثم لوت فمها كالاطفال وقالت
- نفسى ادخل جوه دماغه وافهم بيفكر ازاى ... انا مش عارفه هو ساكت ليه لحد دلوقتى .
صمت ادم لثوانى ثم قال مستفهما
- انت متاكده ان حاله أواب مش مسببه ليكى اى مشكله
لتنظر له بغضب قائله
- حاله ... حاله ايه يا ادم ... أواب بقا كاتب مشهور من هو عنده ستاشر سنه .... عنده ثلاث روايات .... أواب العاقل الرزين الحكيم فى كل كلامه وتصرفاته .... الى اقنعنى بالحجاب بهدوء .... حاله ايه يا ادم
ليرفع يده بجانب راسه وقال باستسلام
- انا مقصدش حاجه بس الشكل يعنى
لتبتسم وهى تقول
- احلى ابتسامه شفتها فى حياتى هى ابتسامته
ليضرب كتفها وهو يقول بغضب مصتنع
- ما تحترمى نفسك انت بتكلمى اخوكى على فكره مش واحده صحبتك ... ناقص تقوليلى بحبه يا ادم
لتقول بابتسامه
- ما انا بحبه يا ادم
كاد ان يرد حين سمعوا صوت من خلفهم يقول
- وانا كمان بحبه يا ادم بس بحب بنتى اكتر .
التفت الأثنان لذلك الاب الحنون الصديق الاكبر بابتسامه لتركض فجر وتحتضنه بقوه حين اكمل هو
- انت عارفه انى مش ممانع ارتباطك باواب بس لازم هو الى يكلمنى .... وهو الى يجرى وراكى مش العكس
اخفضت بصرها ارضا ليضع اصبعه اسفل زقنها قائلا بأمر
- اوعى توطى راسك او عينك فى يوم .... خليكى ديما راسك لفوق ... خليكى نجمه عاليه والى يوصلها لازم يتعب ... انا بحب أواب جدا بس صمته طال اوى .
سمعا فى تلك اللحظه انفتاح بوابه القصر وعبور سياره كبيره تحرك ادم فى اتجاه مكان وقوف السيارات ليقول من بين اسنانه
- خالى حبيبى نورت والله .
ليترجل من السياره كل من محمود ومحمد ومريم وخديجه ...وخديجه الكبيره .
ليقول محمود بهدوئه المعتاد .
- خالك من انهى اتجاه .
ليقبل خديجه وهو يقول
- مش انت اخو خديجه وخديجه اخت ماما يعنى انت فى مقام خالى يا خالى .
ليضحك محمد بصوت عالى وهو يقول
- طول عمرك يا ادم بتعذ محمود معذه خاصه
لتضحك مريم قائله
- فعلا وانا اشهد على كده وخصوصا انى شفت المحبه دى فى الزياره الى فاتت .
محمود اصبح معيد فى كليه الحقوق التى تدرس بها جورى ابنه جودى وحذيفه ... ومحمد اصبح لاعب كره قدم محترف ... ومريم تخرجت من كليه فنون جميله وها هى تعد لمعرضها الاول بالاشتراك مع مهيره وأواب .
وخديجه فى سنتها الاخيره فى الاداب
كان السيد عادل توفى منذ حوالى الخمس سنوات بعد وفاه السيده مريم بعامين و لحقت بهم السيده نوال
وايضا توفى راجى الكاشف من سبع سنوات
استمعا الى صوت سياره و اخرى خلفها دخلت سياره مكشوفه بسرعه عاليه
ليترجل منها اسر وبجانبه زينه وترجل من السياره الجيب السيد زين وزوجته فرح التى مازالت تحمل ملامح وجهها تلك الابتسامه المرحه التى تجعل من زين ذلك الرجل الهادئ السعيد اقترب اسر من وقفه الشباب بعد ان رفع يده بتحيه عسكريه لسفيان وردها الاخيره بابتسامه وقال وهو ينظر الى خديجه
- مساء السعاده يا سكر زياده وحشتونى والله يا شله الانس
لينظر له محمود من اسفل نظراته بغرابه ثم غادر ليقف بجانب سفيان وزين .
وكانت نظرات محمد المصلته على زينه ملحوظه من فجر التى تتابع كل ما يحدث فى صمت فى انتظار حضور سارق قلبها منذ صغرها
كان اسر التحق هو الاخر بكليه الشرطه وزينه تحلم بدراسه الفنون الجميله بعد انتهائها من سنتها الاخيره بالثانويه كفجر و مريم ايضا
بعد نصف ساعه اخرى حضر ايمن وملك مع ابنتيه شمس وليل التى كانت تشبهان والدتهما بشده كان ايمن كما هو يمرح كثيرا ويقوم بالمزاح مع الجميع وكانت ملك دائما توبخه على مقالبه الدائمه بها
وبعد عده دقائق اخرى دلفت سياره حذيفه ليقرع قلب فجر داخل صدرها من شده شوقها له ترجل جميع من بالسياره لتركض الصغيره لمى الى حضن خالها ونظرت جورى الى ادم بابتسامه ناعمه بادلها الابتسامه مصاحبه بغمزه وقبله فى الهواء فهى خطيبته منذ شهر تقريبا كان أواب ينظر اليها بابتسامته الرزينه وتقدم بهدوه المعتاد من سفيان وهو يؤكد لنفسه انه سيفاتحه اليوم فى الامر فقد اعتذرت زهره اليوم عن الحضور لمرض والدتها
خرجت مهيره ترحب بالجميع واحتضنت خديجه بقوه ..... بقلمى ساره مجدى
وقف الشباب لاعداد اللحم وقامت الفتيات بباقى العمل من اعداد السفره والسلطات والطبق الجانبى ثم جلسن يتسامرا فى حين كان يجلس الكبار جميعا حول خديجه ومعهم محمود
اما أواب فيجلس اسفل تلك الشجره الكبيره التى كانت تجلس مهيره تحتها ترسم ... وكان يقوم برسم شيء ما بتركيز شديد
مرت اكثر من ساعه وهى تراقبه من بعيد لم تعد تحتمل لتتجه اليه وقفت امامه لبعض الوقت لكنه لم يشعر بها فجلست بجانبه تنظر الى ما يقوم به بتركيز شديد انها متعه فى حد ذاتها مراقبته وهو يرسم هو حقا موهوب بكل ما يفعل ولكن تلك اللوحه غريبه من نوعها انها رائعه ولها معنى ولكنها لا تفهم ما يقصده منها هى اعتادت قرأه افكاره ولكن هذه المره لا
نظرت اليه لتجده شديد التركيز عادت تنظر الى اللوحه بصمت واجلت سؤالها حتى ينتهى وبعد مرور ساعه تقريبا نظر لها بابتسامته التى اسرتها منذ الوهله الاولى وقال
- ايه رأيك؟
نظرت له ثم الى تلك الرسمه التى لمست روحها تشعر انه يقصد بها شيء عميق ولكنها نظرت اليه من جديد وقالت
- حساها اوى بس مش فاهمه تقصد منها ايه
ظل صامت لبعض الوقت ثم قال
-انت شايفه ايه ؟
نظرت للصوره بتركيز اكبر ثم قالت
- اعتقد ده شخص عايش فى ظلام او ظلم او عنده مشكله كبيره بس جواه شعله نور او امل الى هى البنت الى انت راسمها جواه مش كده .
ابتسم أواب وقال
- صح .... ايه رأيك فى اسم ظلمه
وضعت يدها اسفل زقنها وهى تفكر ثم قالت
- حلو ... غامض
ليقول لها باقرار
- ده غلاف روايتى الجديدة الى هكتبها
لتصفق بيدها فى سعاده وهى تقول
- بجد يا أواب انا فرحانه جدا انا بحب اقرى اى حاجه انت بتكتبها
ليقول بهدوء
- بس دى هتكون مختلفه جدا عن الى قبلها
لتنظر له بتمعن وهى تقول باستفهام
- اوعى تقولى هتكتب قصه حياتك
ليبتسم بتهكم قائلا
- لا طبعا .... بس دى روايه من نوع خاص
قالت هى باقرار
- انت مميز فى كل حاجه بتعملها ... انا واثقه انك هتنجح
نظر لها بحب لا تخطؤه عيناها دون كلام
قطع تلك اللحظه صوت سفيان يطلب منهم الانضمام لهم لتناول الغداء
مر اليوم بين مرح ومزاح ولكن كان هناك فى احدى جوانب الحديقه شجار كبير دائر بين ادم وجورى بعد ان وجدها تقف هى ومحمود يتحدثان وكانت تضحك على شيء ما قاله لها .... اقترب منهم وعيناه تتحدث عن غضب مكتوم اعتذر محمود منهم وغادر ليظل ينظر لها يغضب قالت بهدوء مستفهمه
- مالك يا ادم فى حاجه مضيقاك
ليقول بعصبيه
- ايه الى الموقفك مع محمود وايه المياصه دى والضحك عمال على بطال
رفعت حاجبها ببرود وهى تفكر بداخلها لن ننتهى من تلك القصه هى لا تستطيع استيعاب غيره ادم من د.محمود فهو فى مقام اخيها الاكبر وايضا هو استاذها فى الجامعه
قالت ببرود
- مياصه .... انا مش مايصه يا حضره الظابط ... وبعدين انا كنت بضحك لسبب ...
واقتربت منه لترفع اصبعها امام عينيه مؤشره به
- واذا كنت مايصه ومش عجباك ومش واثق فيا خطبتنى ليه .
كاد ان يجيبها ولكنها سبقته قائله
- معاك لحد اجازتك الجايه تحدد موقفك وتعرفنى
وتركته فاغر الفاه مصدوم من كلماتها .
*****************************
كان يجلس خلف مكتبه ينظر بهدوء لذلك الجالس امامه ينظر اليه بنفس الهدوء ولكن بداخله نار مشتعله وحرب ضروس وخوف قاتل
اجلى صوته وقال بهدوء حزر
- انا عندى طلب حبيت اكلمك فيه الاول لوحدى من غير ما اعرف حد علشان ميكونش فى اى شيء يأثر على رأيك
كانت ملامح سفيان ثابته هادئه لا تظهر كم الشفقه التى يشعر بها تجاه ذلك الشاب الذى خطف قلوبهم جميعا من اول لحظه وقعت عيونهم عليه
اكمل أواب قائلا
- وارجوك انا عايز رد قاطع وبدون مجاملات .
ليقول سفيان بأمر
- ما تقول على طول يا ولد بدون مقدمات كتير
اجلى أواب صوته من جديد ثم قال بثبات لا يشعر بذره واحده منه بداخله
- انا طالب ايد فجر
ليبتسم سفيان بعد ان تنهد براحه وقال بمرح
- واخيرا يا ابنى انا افتكرت انك مستنى ان البنت تروح تطلبك من ابوك
كان أواب ينظر له بعدم فهم ولكن سفيان اكمل بابتسامه بقلمى ساره مجدى
- موافق طبعا ...مبروك
كان لا يصدق ما يسمع وقف واقترب من المكتب وقال
- حضرتك قولت ايه
ليقف سفيان هو الاخر واتجه اليه ووضع يده حول كتفه وتحرك به ليخرج من المكتب الى الجميع فى الخارج
حين وقعت عين حذيفه عليهما فهم ما حدث فغمز لسفيان الذى ابتسم بسعاده وقال
- يا جماعه عايز اقولكم حاجه مهمه
انتبه له جميع خاصه تلك العاشقه المولعه بالعشق
فقال هو بابتسامه كبيره
- أواب خطب فجر وانا وفقت
ليصفق الجميع بسعاده وأطلق اسر ومحمد صفير عالى واقتربت الفتيات من فجر تهنئها وهى عيناها ثابته على والدها الذى غمز لها لتبتسم بسعاده
وفى التو تمت قرأه الفاتحه وتحديد الخميس المقبل حفل الخطبه مر الليل سعيد على الجميع ما عدا ذلك العاشق التى صفعته حبيبته بحقيقه غيرته التى لا تحتمل
*******************************
فى صباح اليوم التالى لم يحتمل الانتظار ليرتدى ملابسه مقررا الذهاب لها فى جامعتها ... لابد ان يراضيها
كان يقف بجانب سيارته ينتظرها حتى تنتهى محضراتها هو يقف هنا منذ الصباح وها هى الساعه شارفت على الثالثه ظهرا
كان يهز قدميه بتوتر فهى تخاصمه منذ الامس وهو فقط يشعر بالغيره اليس لديه الحق فى ذلك هى حبيبته وصديقته منذ الصغر كيف تفكر انه لا يثق بها هو يغار كيف يقبل وقوفها مع ذلك المحمود بحجه قرابته لنا او انه استاذها هى تعانده دائما نفخ بضيق وهو يأنب نفسه
- متضحكش على نفسك انت الى غيرتك اوفر وانت عارف و متأكد انها عمرها ما هتفكر فى محمود و بتحبك انت وكمان محمود عمره ما هيفكر فيها .
تنهد بملل ولكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح حين وقعت عيناه عليها تتقدم منه بثقه وتلك الطله المميزه التى تتميز بها منذ صغرها فى عينيه
وقفت امامه وكتفت يديها امام صدرها دون كلمه واحده حاول هو قول شيء ولكنها قالت ببرود
- خالى الى بعتك علشان توصلنى .... طيب يلا بسرعه علشان متاخره
وفتحت الباب الخلفى وركبت بهدوء دون كلمه اخرى ظل ينظر االيها باندهاش وشعر انها لن تمررها له تلك المره بسهوله بقلمى ساره مجدى
ركب مكان السائق وقاد سيارته بصمت ولكنه لن يسمح لها ان تكون لها الكلمه العليا اليوم .... هو يعلم جيدا كيف يصالحها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يقف على منصه التدريس يلقى محاضرته بمهاره شديده اكتسبها من اول يوم له كاستاذ بالجامعه واستطاع اكتساب احترام الجميع طلاب وهيئه تدريس
كانت عينيه ثابته النظرات لكنها من وقت لاخر تتحرك لتلك التى تنظر له بهيام تعتقد انه لم يلاحظه ولكنه الان يود لو يذهب اليها يسحبها من يدها ويعيدها الى البيت
كانت هى تجلس امامه تستمع الى شرحه الوافى بسعاده هى تعشقه بكل جوارحها ولا تعلم اذا كان يراها او لاحظها من الاساس ولكن قلبها يخفق له بشده انتهى من كلماته وكاد ان يغادر ولكنه وقف للحظه ينظر لها بغضب ثم انصرف لم تصدق نفسها فى تلك اللحظه لملمت اغراضها وخرجت خلفه سريعا ونادته
- د . محمود
ليقف مكانه للحظه ثم التفت اليها ولكنه ظل صامت وقفت امامه لاهثه وقالت
- انا اسفه يا دكتور بس كنت عايزه اسال حضرتك على حاجه
كتف يديه امام صدره وظل صامت
فقالت بتوتر
- حضرتك انا عملت حاجه غلط ....او حاجه ضايقت حضرتك
ظل على صمته لثوانى ثم اخرج هاتفه من جيب الجاكيت واعطاه له بعد ان فتحه وقال
- سجلى رقم والدك لو سمحتى
كانت تنظر اليه باندهاش واستفهام ولكنه لم يهتم لسؤالها الصامت وظل صامت دون ايضاح السبب لطلبه الغريب
امسكت الهاتف وسجلت الرقم بهدوء واعادته له من جديد ليغادر دون كلمه اخرى ولكنه ابتعد خطوه واحده ثم عاد اليها وهو يشير الى ما ترتديه وقال بأمر
- الطقم ده ميتلبيسش تانى .... مفهوم
لتحرك راسها بنعم وكانها مغيبه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس بمقاعد المتفرجين تشاهد تمرين فريق كره القدم الذى حضر الى بلدتهم اليوم للمران استعدادا لمباره الغد ... ويال سعادتها فاليوم تراه من جديد بعد زيارتها للعم سفيان ورؤيته هناك
كانت تبتسم مع كل مره قدمه تلمس الكره فهو محترف وبشده يعشق كره القدم منذ صغره
انتهى المِران فى تلك اللحظه ليرفع عينيه اليها بابتسامه ساحره تخطف تلك الزهره الرقيقه من موقعها تزرعها فوق غيوم ورديه ناعمه صعد سلالم المدرج سريعا ليقف امامها يلهث ولكن عينيه تحتضنها بشوق ولهفه
ظلت النظرات المتبادله بينهم حتى قال
- وحشتينى
لتحمر وجنتاها خجلا ليكمل قائلا
- يالهووووى عليا يا بنتى بلاش خدودك تحمر ببقا نفسى اكولهم
لتضحك بخجل ودون صوت فقال هو باقرار
- انا مش همشى من البلد دى الا لما اطلبك من ابوكى .
لتنظر له باندهاش واستفهام واشارت بيدها ما يعنى
- انت متأكد من كلامك ده ... والدتك هتوافق انك تتجوز خرساء
قطب جبينه وهو يقول
- وماما ايه دخلها بالموضوع انا الى هتجوز مش هيا ... وبعدين هو يعنى بايدك ... دى ايراده ربنا ... وانا مش فارق معايا بصراحه غير وجودك فى حياتى وبس
اخفضت نظرها ارضا ثم اشارت بيدها بما يعنى
- مش كل الناس بتفكر زيك كده ... وقبل ما تكلم بابا اتكلم مع والدتك الاول وأعرف رأيها
نظر لها بضيق وقال باصرار
- زينه من فضلك متقليليش من نفسك .... وانا متمسك بيكى وعلى استعداد احارب العالم كله علشانك .
كانت نظراتها تملئها الفخر بذلك الرجل المميز ... ولكنها حقا خائفه .... هى متأكده من رفض السيده خديجه لها .. ولكنها ايضا تحبه بجنون ... ولا تريد شيء سواه فى هذه الحياه .... بقلمى ساره مجدى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان جالسا فى وسط تؤمتيه الغالين على قلبه ورد وياسمين وكان جواد يجلس امامه .... كانت زهره تعد لهم بعض الفواكه فى عاده اساسيه لتلك العائله ... يجلسون بعد الغداء لمده ساعتين يتحدثان فى كل شئ حتى تظل الاسره متماسكه قويه
اقتربت ورد من والدها اكثر وقالت
- بابا ... هو انت عمرك غيرت على ماما
كانت زهره عائده من المطبخ ومعها طبق الفاكهه الكبير حين سمعت ذلك السؤال لتقف مكانها تنتظر سماع اجابته بقلمى ساره مجدى
ابتسم صهيب ابتسامه صغيره وقال باقرار
- عمرها ما خلتنى احس الاحساس ده لانى لو كنت حسيته وانا فى حالتى دى كنت هفقد احساسى بنفسى وبرجولتى .... ورغم انها متاكده انى بحبها وبعشق تراب رجليها ومتاكده انى عمرى ما افكر فى غيرها .... وانى ملكيه خاصه ليها لكن ديما كانت تحسسنى انى مرغوب والبنات بتعكسنى ... وتعمل معايا مشاكل علشان فلانه بصتلى .. ولا فلانه قالت كلمه كده .. ولا عملت حركه كده
انا عشت مع زهره اكتر من حياه .... زهره كانت نور وامل متعه وشباب وانطلاق ..... زهره هى روح صهيب وجنته على الارض
ليطلق جواد صفير عالى وصفقت الفتاتان بإعجاب شديد تقدمت زهره لتضع الطبق على الطاوله وجثت على ركبتيها امام صهيب لتقبل يده بحب جارف وشوق حارق وقالت
- هتفضل طول عمرك صهيب اعجاب الطفوله وجنون الصبا وحب الشباب .... وعشق الشيخوخه ... يا سيدى وسيد قلبى .
لينحنى ليقبل راسها ليقف جواد قائلا باعتراض
- على فكره كده مينفعش راعوا السناجل شويه مش كده .
ثم تقدم ليجثوا بجانب والدته وامسك بيد والده وهو يقول
- بابا انا عايز اتجوز .
لتنظر له زهره بسعاده وهى تقول
- بجد يا جواد بجد
ليرفع صهيب حاجبه قائلا
- بجد ايه ... ابنك لسه فى ثالثه ثانوى ... خلص يا حبيبى دراستك ونبقا نشوف وقتها
ليضحك جواد بصوت عالى وهو يقول
- يبقا ترحمنا انت وزهرتك ... علشان احنى الحياه ناشفه اوى علينا .
لتضحك زهره بصوت عالى ثم ضربت ابنها على كتفه قائله
- يا ابنى اكبر شويه مش كده .
ليهز جواد رأسه بلا وهو يقول
- الله يرحمك يا سعد باشا .... فعلا مفيش فايده
ليضحك الجميع بسعاده .... وكان صهيب يشعر ان الدنيا ملك يديه زوجته الغاليه وابنائه الغالين ماذا يريد اكثر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان اسر يقف امام والده مكتف اليدين ينظر اليه بتركيز وتمعن وهو يقول
- يا بابا انا خايف تروح منى .... خديجه حلوه بذياده وانا بحبها بجد .
لينفخ زين بملل وهو يقول
- يا ابنى اصبر لحد ما تتخرج انت لسه قدامك سنتين .. وهى كمان ونبقا وقتها نشوف
جلس اسر باستسلام وهو يقول
- حاضر يا بابا ... بس على الاقل قول لونكل سفيان خليه عنده خلفيه ... يلمح لطنط مهيره و د.محمود .
شعر زين ان الامر جديى بالفعل ... وان ابنه عاشق من الدرجه الاولى جلس بجانبه وهى يربت على كتفه وقال
- شكلك وقعت ومحدش سما عليك .... ماشى هكلمه بس دى اكبر منك يا اسر بسنتين تقريبا .
ليقف اسر قائلا بغضب
- وايه يعنى يا بابا انا بحبها ... بحس قدام رقتها وانا ضخم كده وجلف انى ببص على قطعه مرشميلوا .... يا بابا انا بحب خديجه بجد .... ارجوك
ليهز زين راسه بنعم وهو يتنهد بصوت عالى وقال مؤكد
- هكلمهم بس توقع الرفض علشان فرق السن ده ماشى
ليهز اسر راسه بنعم وانحنى يقبل راس ابيه باحترام ويده بقلمى ساره مجدى
لينظر له زين وهو يرفع حاجبه باندهاش وقال بنوع من السخريه
- ما تبوس رجلى بالمره ايه الادب ده كله
لينحنى اسر فورا فى محاوله جاده لتقبيل قدم والده ولكن زين منعه بصعوبه ونظر الى عيون ولده بلوم ليقول اسر بابتسامه حلوه
- هو انا يا بابا اول مره ابوس ايدك وراسك ..... يا بابا انا مش بعمل كده علشان حضرتك تعملى الى انا عايزه .... بابا انت افضالك عليا كتير ... واقسملك انا لو اطول ابوس موضع قدمك على الارض مع كل خطوه هعمل كده
ليبتسم زين بسعاده حقيقه وفخر من ذلك الابن الذى يتمناه اى رجل .
فى نفس اللحظه التى دلفت فيها فرح الى غرفه المكتب تقول
- زين الكابتن محمد بره وعايزك.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تفرك يدها بقوه وهى جالسه فى غرفتها بعد ان جعلها تظن انه اقتنع بكلماتها وسيتحدث مع والدته اولا ... تفاجئت به حضر الى البيت وها هو جالسا مع والديها واخيها
كان زين ينظر الى محمد بتمعن يستمع لكلماته بتركيز شديد حتى انتهى عم الصمت المكان وعلى الوجوه نظره ترقب وانتظار وتفكير الا اسر فكان يبتسم بسعاده .
شعر زين ان هناك ما يعرفه اسر ولا يعرفه هو فسال ابنه قائلا
- انت مبتسم اووى كده ليه
ليقول اسر دون ان يحرك عينيه عن عيون محمد
-اصله طلع راجل بجد .... كنت بشوف نظراته لزينه وحسيت انه فى حاجه جواه نحيتها ... استنيت يكلمها او يكلمنى لكن هو جه على البيت على طول .
ليبتسم محمد ثم قال
- فى الحقيقه انا شفتها صدفه فى النادى وكلمتها لكنها رفضت انى اجى لحضرتك الا بعد ما اتكلم مع والدتى ... لكن انا متمسك بزينه لابعد الحدود .
قالت فرح بهدوء
- بنتى فى نظرى ونظر ابوها مش ناقصها اى حاجه .. لكن فعلا معظم الناس بيشفوها معيوبه ومحدش يرضا ان ابنه يتجوز واحده ... واحده خرسا ....واحنى مش هنقبل ان بنتنا تنهان او تسمع كلمه تجرحها .
اخفض محمد راسه ارضا وهو يقول
- وانا مسمحش لحضرتك انك تقولى عنها معيوبه ... زينه مفيش منها ... ادب رقه وتربيه عاليه ... ده كله طبعا غير جمال الشكل والروح .... بقلمى ساره مجدى
نظر لزين بثقه وهو يقول
- انا حبيت افتح الموضوع مع حضرتك .... علشان تاخد وقتك فى التفكير ... وانا اول ما ارجع هكلم والدتى واخويا ... وهتصل بحضرتك احدد معاد لكن
- لكن ايه
ساله زين بهدوء
- لكن لو حصل ووالدتى رفضت .. انا بعيد كلامى تانى انا متمسك بزينه وانا راجل قد كلمتى .. عمرى ما هخسر والدتى لكن كمان عمرى ما هخسر زينه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تتحدث معه تساله الى اين ياخذها ولكنه لا يجيب ظلت تضرب كتفه بيدها وهو يضحك بصوت عالى حتى توقف امام البحر وقال
- خلاص وصلنا انزلى .
لتنظر حولها لتكتشف انها خارج بلدتها وتقف امام البحر كانت فارغه الفاه وهى تقول باندهاش
- يا مجنون انت خرجت بره المدينه انت مجنون يا ادم بابا وماما هيقلقوا عليا
ليبتسم بثقه وهو يقول
- ابوكى عارف .
نظرت له بشر وكتفت ذراعيها امامها بغضب ليقول هو موضحا
- انا عايز اعتذرلك ... بصراحه يا جورى انا اقر بحموريتى فى غيرتى من محمود بس اعمل ايه محمود ده من صغرى مسببلى عقده ... رزين كده وعاقل وشيك .. ووسيم وسامه تخوف ... وانا بحبك ... يعنى مش من حقى اغير عليكى ولا ايه
تنهدت بصوت عالى ثم قالت باقرار
- من حقك تغير... والغيره يعنى حب ... بس لما تبقا متاكد انى عمرى ما هفكر فى د. محمود وهو كمان صعب جدا يفكر فيا ده يبقا اسمه شك .. وانا مقبلش ده ابدا .... بقلمى ساره مجدى
أخفض عينيه ارضا لتقع عيناه على قدميها الصغيره ابتسم وهز يقول لنفسه
- عقلها كبير اوى ورجلها صغيره اوووى ... اااااه امتى اتجوزها بقا ده انا ههريها بوس .
لتفرقع باصابع يدها امام عينيه لينظر ليدها ثم الى وجهها وقال
- طيب اعمل ايه ما انا اعترفت بحمريتى فى الموضوع ده سماح بقا .... واوعدك انى عمرى ما هزعلك تانى بسب الموضوع ده ماشى .
لترفع حاجبها وهى تقول
- عفونا عنك ..... ويلا بقا اعزمنى على أكله سمك حلوه كده علشان نلحق نرجع .
وعادت الى السياره وجلست مره اخرى فى الخلف لينظر لها بزهول واقترب ليفتح الباب سائلا
-خير ان شاء الله قعتى ورى ليه تانى
لترفع كتفيها ببرود وقالتى
- والله انت النهارده السواق بتاعى وانا مش بقعد جمب السواق ....
ثم نظرت له بتحدى وقالت
- ولا عندك اعتراض
ليبتسم ابتسامه صفراء بعد ان كاد ان يكسر اسنانه من ضغطه عليهم بغضب وهو يقول
-ابدا تحت امرك يا هانم
ليغلق الباب بقوه انتفضت على اثرها ولكنها ضحكت بصوت عالى ليذهب فورا كل ذلك الغضب ويبتسم لها بحب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس امام لوحتها الجديده ترسم تلك الملامح التى عشقتها عن ظهر قلب
تركت الفرشه من يدها وهى تفكر به ...ذلك الرجل الذى خطف قلبها منذ اللحظه الاولى التى راته فيها حين ذهبت الى تلك الورشه للعمل بها ... شعرت ان قلبها سولب منها دون ايرادتها ولكنها سعيده بذلك تشعر انه يبادلها نفس الشعور والاحساس ولكنه لا يتحدث حين تقف معه للحديث عن العمل تشعر انه يود لو يخبئها بداخله ولكنه يصمت دائما يصمت
هى اليوم قد قررت كسر ذلك الصمت هى لم تعد تحتمل صمته ولم تعد تحتمل كلمات والدتها عن زواجها الذى تاخر ارتدت ملابسها التى اختارتها بعنايه ووضعت حجابها واخذت ادواتها وغادرت المنزل بعد ان استمعت لحديث كل يوم عن الزواج والاسره والاستقرار ... تنهدت بصوت عالى وهى تترحم على والدها ... الذى كان سيساندها .... بقلمى ساره مجدى
وقفت امامه عقلها بعيد تماما عن العمل الذى يتحدث عنه وحين انتبه لشرودها قال
- انسه مريم انت مش معايا خالص .
لتبتسم وهى تقول
- بالعكس انا معاك على طول .
استند على عكازه الذى اصبح رفيق دربه منذ اكثر من عشر سنوات بعد حادث مروع فقد فيه زوجته وطفله وقدمه اليمنى ..... ورفضه التام لاستخدام طرف صناعى ... كنوع من العقاب لاحساسه بالذنب .
وابتعد خطوتان ليسمعها تناديه باسمه دون القاب
- عمر .
وقف مكانه لتتحرك هى وتقف امامه قائله
- تتجوزنى
ظهرت معالم الدهشه والاستفهام على وجه
ثم الاستنكار والغضب وهو يقول
- انت بتقولى ايه يا انسه انت ....
لتقاطعه قائله
- عارفه هتقول ايه ... بس يا عمر انا بحبك ... وانت كمان فى شيء جواك نحيتى بس انت مستمر فى معاقبه نفسك ... وانا مش قادره اكون لحد تانى غيرك ... انا كل يوم تقريبا برفض عريس علشان عيزاك انت وعارفه انك عمرك ما هتتكلم فعلشان كده اتكلمت انا .
خيم الصمت عليهم ولكن نظراته المستنكره جرحتها فقالت
- ارجوك بلاش نظره عنيك دى ... بلاش تحسسنى انى رخيصه ارجوك .
لم يستطع ان يقول شيء بسب رنين هاتفها وتشنج ملامحها وخروجها السريع بعد كلمه لا مؤلمه
عرف بعدها ان والدتها توفيت .. والان مر اسبوعان على غيابها وهو يشعر ان هناك شئ كبير ومهم ينقصه فاخذ قراره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان محمد ومحمود ومريم وخديجه يجلسان جميعا معا بعد مرور أسبوعان على وفاه خديجه المفاجئ ... كل منهم كان يخطط لحياته وان يريح والدته التى تطلب منهم الزواج ... واخر كلماتها لمحمود
- كان نفسى يا ابنى افرح بيكم ... بلاش حزن وعيشوا واتجوزا وخلفوا ... وخلى بالك من اخواتك البنات .
فنظر الى خديجه وقال
- متقدملك عريس بس هو اصغر منك بسنتين اسر ابن انكل زين ..
تلونت وجنه خديجه بالون القانى ولكنها قالت بهدوئها المعتاد
- اجل الكلام ده دلوقتى يا ابيه على الاقل بعد الاربعين بتاع ماما خديجه
لياكد الجميع على كلامها فهز محمود راسه ولكنه قال
- ماشى بس كل واحد يرجع شغله مينفعش قعدتكم دى .
ايده الجميع ايضا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر اسبوعان اخران وكان يجلس امام والدها فى مقر عمل الاخير بعد ان اتصل به واخذ منه العنوان
اجلى محمود صوته وقال بثقه
- انا محمود عادل دكتور فى كليه الانسه ندى
تحفز الرجل الذى امامه فاكمل محمود بثقه
- حضرتك فعلا عرفت تربى .. انسه ندى منتها الادب والاخلاق انا اخذت رقم تليفون حضرتك منها من غير ما اقولها اى حاجه .
اعتدل الرجل فى جلسته ليكمل محمود قائلا
- فى الحقيقه انا كنت هكلم حضرتك من مده بس والدتى اتوفت .
ليقول الاستاذ عماد
- البقاء لله يا ابنى .
ليهز محمود راسه بنعم ثم قال
- انا بس مش هقدر اجى البيت بشكل رسمى فى الوقت الحالى لكن حبيت يكون فى كلام رسمى بينى وبين حضرتك .. وان شاء الله فى اقرب وقت يكون فى ارتباط رسمى .. وفى الفتره دى حضرتك ممكن تسال عليا وعلى عيلتى .
كان السيد عماد يشعر بالراحه فمن الاساس هو كان يعلم عنه بعد ان قصت عليه ندى ما حدث بقلمى ساره مجدى
فقال بهدوء
- شوف يا ابنى انت باين عليك انسان محترم ... شوف الوقت الى يناسبك وابقا كلمنى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان عائد الى المنزل ليجد محمد جالسا على الدرج قطب جبينه باندهاش واقترب منه ووقف امامه وقال
- مالك يا محمد ؟
نظر اليه محمد وقال بهدوء
- مستنيك
ليجلس محمود بجانبه وقال
- وانا جيت اهو مالك ؟
قال محمد بتوتر
- انا عايز اخطب .
ثم نظر الى اخيه وقال
- انا عارف ان ده مش وقته بس انا عايز افاتحك انت فى الموضوع واعرف رايك .
ربت على ركبه اخيه وقال
- انا سمعك
اجلى محمد صوته وقال
- انا عايز اخطب زينه
صمت محمود لثوانى ثم قال
- تقصد زينه زين .
ليهز محمد راسه بنعم
ظل محمود ينظر الى اخيه ثم قال
- انت واثق من اختيارك
ليهز محمد راسه بنعم وهو يقول
- جدا يا محمود جدا .. انا بحبها جدا ومش فارق معايا انها مش بتتكلم .. انا بحبها بجد يا محمود
ليبتسم محمود وهو يقول
- يبقا مبروك يا حبيبى ... شوف عايز نرحلهم امتى وبلغنى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت واقفه تتابع العمل حين دلف الى الورشه ليجدها واقفه هناك شعر ان قلبه يرقص فى مكانه سار ببطء بسب قدمه وعكازه
ليقف خلفها مباشره وقال
- حمدلله على السلامه يا انسه مريم
ذادت نبضات قلبها مع صوته الذى تعشقه ولكنها التفتت اليه بهدوء بارد وقالت
- الله يسلمك يا استاذ عمر
وعادت تنظر الى ما كانت تتابعه بتركيز
شعر ان قلبه سيخرج من مكانه ليقترب منها خطوه واحده شعرت بها بكل جوارحها بقلمى ساره مجدى
ليقول بصوت هادئ ولكنه ملئ بالخوف
- تتجوزينى
جحظت عيناها ثم نظرت اليه باستفهام فاكمل قائلا
- ايوه انا اصلا بحبك من اول يوم شفتك فيه .. بس كنت شايف نفسى مستحقكيش .... وان انا مستحقش انى احب واتحب من جديد .
كانت تستمع اليه وقلبها يرقص فرحا
ابتسم وقال
- ممكن رقم اخوكى .
لتهز راسها بنعم ... ولكنها طلبت منه الانتظار الى المساء حتى تعطيه خبر
وبالفعل عادت الى البيت وجلست مع اخوتها وقصت عليهم كل شيء كان الاثنان ينظران لها باندهاش
ارمل اكبر منها بعشر سنوات وايضا لديه قدم مبتوره
وما زاد اندهاشهم موافقتها الواضحه
تنهد محمود وهو يقول بهدوء
- انا هقولك زى ما قولت لمحمد .. واثقه و متأكده من قرارك
وقبل ان تجيب كان هاتفه يعلو رنينه لتبتسم وهى تقول
-واثقه يا محمود .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالسه امامه بخجل عادتها التى تشبه بها أختها بشده ابتسم سفيان وهو يقول
- بصى يا خديجه ... فى الحقيقه اسر عايز يتقدملك .
اخفضت نظرها ارضا وهى تفرق يدها بقوه ليقول هو لها موضحا
- صحيح اسر اصغر منك بسنتين بس هو راجل حقيقى ويعتمد عليه .
صمت لثوانى ثم قال
- انت قد بنتى ... ولو كان اسر طلبها صدقينى كنت وافقت بدون تردد لكن طبعا القرار قرارك شاورى اخواتك
ليقول محمود من خلفها .
- اكيد اخوها هيوافق على الى هتوافق عليه يا عمو ... حضرتك انا بحترم قراراتك وافكارك كلها ....
لينظر سفيان الى محمود بابتسامه فخوره ليجلس محمود بجانب خديجه وقال
- انا كمان جايلك فى نفس الموضوع انا ومحمد ومريم
محمد عايز يخطب زينه اخت اسر ... ومريم متقدملها زميل ليها فى الشغل ...وانا عايز اخطب تلميذه عندى فى الجامعه .
ليضحك سفيان بصوت عالى
وهو يقول
- خير والله .... احنى كده نعمل فرح جماعى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور سته اشهر كان الجميع مجتمع فقصر فجر ادم للاحتفال بنجاح معرض مريم وأواب ومهيره وفجر وايضا اصدار اولا طبعات روايه أواب الجديده
كان قد تم زفاف كل من ادم وجورى و أواب وفجر ومريم وعمر و محمود و ندى وتمت خطبه اسر وخديجه ومحمد و زينه حتى ينتخرج اسر من كليه الشرطه ... وايضا تنتهى زينه من دراستها ..... بقلمى ساره مجدى
كان سفيان يقف بجانب مهيره وهى تتعلق بذراعه وعلى وجهها ابتسامه ناعمه رقيقه .... وقالت
- عيلتنا بتكبر يا سيفو .
ليضحك وهو يقول
- قربت ابقا جد و لسه بتقوليلى سيفو
لتضحك هى الاخرى وقالت
- هفضل اقولك سيفو لحد ما اموت
ضمها الى صدره وهو يقول
- الولاد كبروا واتجوزا وبكره يخلفو ... وانت كل يوم بتحلوى وبتصغرى ... وكل يوم بتخطفى قلبى اكتر ... بس فى حاجه مهمه عايز اسالك عليها
لتنظر له باهتمام ليقول
- صوره النهارده الى كنتى حطاها فى الوسط تقصدى بيها ايه
اغمضت عينيها لثوانى ثم قالت
- لو بصيت على كل العيله الكبيره دى هتلاقى فى كل واحد فيهم عيب ومشكله عاش عبد لفكره انه عاجز او مريض نفسى او جسدى .... كل واحد فيهم عاش عمره فى خوف من العجز ده او المرض كل واحد عايش حياه هو ميت فيها ... عشنا جوارى لافكار قديمه وعتيقه افكار سجنتنا جوا جدران سجن بارد خالى من الحب والامان ... انا نفسى عشت فيه سنين لحد مالاقيتك ... وكل واحد فيهم اتحرر من سجنه لما حب واتحب ..... كل واحد فينا مهما كانت ظروفه يقدر ينجح لما يلاقى الحب والامان والثقه ... وهى دى رساله اللوحه .
ليبتسم سفيان بسعاده وهو يضمها من جديد وعينيه تنظر الى الجميع بالفعل هو الحب الثقه الامان والايمان هم سر النجاح الاختلاف ليس سيء الاختلاف ضرورى ... ان تكون مختلف تلك ميزه وليس عيب ... ليس السير خلف القطيع دائما صحيح احيانا الاختلاف والتميز واختيار طريق مختلف هو سر النجاح .. كن انت كما انت لا تهتم لرائ احد ولا تهتم بهمهماتهم ونظراتهم المستنكره ... اذا كنت من داخلك مؤمن بذاتك لا يغرنك حديثهم ... متى منع نباح الكلاب سير القوافل
واخيرا كن انت كما انت فكما خلقك الله انت مميز ... امن بذاتك ولا تهتم لاحد ...لو لم يكن لك دور فى الحياه لما خلقك الله
تمت
يوجد مشهد اضافى
#سارة_مجدي
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني
حمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني