أصدقاء ولكن ليس إلي الأبد
كان ستقام مباراة خاصة بالفريق في مساء يوم الخميس
وكانت متيقنة أن والدها وزيد سوف يشاهدونها في المنزل
وأرادت أن تشاهد مهاراته في اللعب والتحكم بالكرة وهل
يستحق فعلا تلك الشهرة
التي يحظى بها أم أنها مجرد ضجة إعلامية بدون مغزي
في المساء كان المنزل يضج بصراخ والداها و أخيها زيد وهم
يهتفون بلاعبي الفريق يحثونهم علي اللعب ومحاولة تسجيل
الأهداف ،كان دفاع الفريق المنافس يحكم السيطرة على منطقة
منتصف الملعب مما جعل كل هجمة لصالح فريق إلياس
تبوء بالفشل ،حتي الخطأ الذي كان لصالح الفريق والذي من
المفترض أن يكون ركلة جزاء لم يقم الحكم بإحتسابه مما جعل
زيد يكيل ويسب الحكم وصفه بالظالم والغير منصف والعميل
والمرتش والمتواطئ إلي آخر القائمة من السباب
تلك اللعبة غريبة تجعل من الرجال العقلاء ذو الوقار يتحولون
إلي هؤلاء المجانين الفاقدين للعقل يقفزون ويركضون ويسبون
ويلعنون ،تجعلهم يعودون أطفال متعصبون مرة أخرى
هجمات الفريق المنافس كانت أقوي وكانوا علي وشك التهديف
أكثر من مرة، لولا صمود شريف في الدفاع ومهارة حارس
المرمى لكانت شباك الفريق اهتزت أكثر من مرة
انطلقت صافرة الحكم تعلن إنتهاء الشوط الأول بالتعادل
السلبي لكلا الفريقين
كانت أستراحة ما بين الشوطين فرصة لزيد لاستعادة صوته
وهدوءه الذي ذهب مع تشجيعه الفريق
تحدث هو وأبيه عن ضرورة تغيير خطة اللعب وإجراء
عدة تغييرات في أماكن اللاعبين وخروج البعض ودخول البعض
الآخر
ابتسمت وسام علي تحليلات والدها واخيها ،الجميع يعتقد أنه
لو كان في محل ذلك المدرب أو هذا اللاعب لأستطاع الفوز
بواسطة اصبع قدمه الصغير
انتهت أستراحة ما بين الشوطين وعاد لاعبي الفريقين لأرض
الملعب لإستكمال المباراة
اجري مدرب الفريق بعد التغيرات في صفوف اللاعبين
بدأ إلياس في بناء هجمة جديدة وانطلق بالكرة محاولا الوصول
للمرمي،لكن لاعب الفريق المنافس أستطاع الضغط عليه
وإستخلاص الكرة من بين قدميه وانطلق بها في هجمة مرتدة
سريعة ،ركلها إلي زميله الذي نقلها لآخر والذي وصل بها إلي
المرمى وركلها في الجانب العلوي منها
ولكن حمدا لله أصطدمت الكرة بالعارضة وخرجت إلي خارج
الملعب واحتسب الحكم ركلة مرمي للفريق
الدقائق تمر سريعا ،الجميع متوترون والداها يهتف للاعبي
الفريق في التحرك بسرعة كبيرة وإذا لم يتحرك يخبره
بصوت عال هل شلت قدماك
المباراة أصبحت في الدقيقة ثمانون والهجمات تتناقل من فريق
لآخر ولكن لم يحرز أحد الأهداف
اندفع لاعب الفريق المنافس بالكرة في هجمة جديدة واقترب
بها من منطقة الجزاء تدخل شريف وحاول وضع قدمه بين
اللاعب والكرة وإستطاع تخليص الكرة منه إلا أن اللاعب تظاهر
بالسقوط وبدأ بالعويل مما دفع زيد يلعق على الأمر قائلاً
- أهو دلوقت وقع ومثل إن شريف ضربه وعمال يصرخ زي
النسوان ،مش فالحين غير في كدا بس
وأكيد الحكم تبعهم وهيديهم ضربة جزاء والماتش هيخلص
أستمعت وسام لتحليل أخيها زيد ودعت ربها الا يحدث ذلك
تنفس الجميع الصعداء عندما أحتسب الحكم للفريق المنافس
خطأ فقط خارج منطقة الجزاء وقالوا أن هناك أمل
سدد لاعب الفريق المنافس الكرة للمرمي ولكن الحارس أستطاع
الإمساك بها بين يديه ونظر حوله فلمح إلياس علي بعد منه
وأشار إليه برأسه أن يركلها له
ركل الحارس الكرة لإلياس والذي أنطلق سريعاً مستغلا انشغال
لاعبي الفريق المنافس في الهجمة السابقة
وصل إلياس لمنطقة الجزاء نظر للمرمي وحدد النقطة التي
سيضع الكرة بها ولكنه لم يلاحظ المدافع القادم من خلفه والذي
حاول إزاحة إلياس عن الكرة فقام بعرقلته وسقط إلياس
سقط إلياس داخل منطقة الجزاء
الحكم أطلق صافرته الجميع وقف مترقبا لقرار الحكم
شهقة قوية خرجت من فمهما عندما رأته يسقط علي أرض الملعب
وضعت يدها على قلبها تدعو الله بسلامة إلياس بفوز الفريق
بعدها ظهر علي شاشة التلفاز
توجه الحكم نحو لاعب الفريق الآخر وأخرج له بطاقة صفراء
ثم بعدها أعلن الحكم أن سيكون
ضربة جزاء لصالح الفريق
فرح جميع لاعبي الفريق وتأملوا خيرا أن يستطيع إلياس تسديد ركلة الجزاء وتسجيلها هدفا ،تقدم إلياس نحو منطقة الجزاء ثم بعدها
وضع إلياس الكرة على أرض الملعب وانتظر صافرة الحكم
لتنفيذ ركلة الجزاء أتجه بجسده يمينا ليتحرك معه حارس مرمى
الفريق المنافس ،ثم عاد يسارا وركل الكرة بعد أن خدع الحارس
الجماهير تعالت أصواتهم بالفرحة ورجوا الملعب بهتافهم
بينما اللاعبين توجهوا نحوا إلياس وعانقوه وعندما ابتعدوا عنه
نزل بجسده علي أرض الملعب وأدي سجدة شكر لله على
توفيقه له
بعدها عاد الجميع للملعب لمواصلة اللعب ،مرت دقيقتين كان لاعبي الفريق يمرر الكرة من قدم إلي قدم حتي يفشلون محاولة الفريق المنافس من محاولة أخذ الكرة
الحكم أطلق صافرته معلنا إنتهاء المباراة في الدقيقة اثنان
وتسعون بنتيجة هدف للاشئ
جاء يوم العطلة الأسبوعية وموعد لقائها به ،أستئذنت كالعادة
وذهبت إليه
أستقبلها باسما ومد يده لمصافحتها فبادلته إياه
أخبرته بنبرة ضاحكة
- مبروك يا بطل ،الماتش إمبارح كان حكاية
كنت عامل زي البلدوزر جبتهم أرض
أجابها مبتسما
- علي كدا متابع كل الماتشات بتاعتي
أجابته بنبرة متسرعة
- أكيد يا كابتن إلياس مقدرش أفوت ماتش
حدثت نفسها قائلة
(يخرب بيت كدبك يا وسام مش هو ده اللي عمال تقولي عليه
لاعيب نص نص،اهو إمبارح كسب الماتش في دقيقتين)
إلياس لاعب متعدد المهارات يستطيع أن يوصل بفريقه إلي
الفوز ولو في دقائق المباراة النهائية
أهذا الذي تريدين مجابهته وإثبات ذاتك أمامه،أتريدين إعلان
التحدي وهزيمته،كم أنت حمقاء يا وسام وبلا عقل
كل ما تستطيعين فعله هو أن تطلبي منه أن يعلمك بعضاً من
قدراته ومهاراته وبعدها ،،،،،،،
ماذا بعدها يا وسام ما الذي ستفعلينه كيف ستشرحي الأمر
له أستخبرينه بالحقيقة وتفندي له أسبابك أم سترحلي بعيدا
عنه فجأة كما ظهرت له فجأة
نظر إلياس إلي الفتي فوجده شاردا فهتف عاليا
- وسام،انت يا ابني روحت فين
أفاقت من شروده علي صوته وهو يهتف بها بصوت عال
أجابته بنبرة هادئة
- أيوة يا كابتن إلياس
تسأل إلياس قائلا
- مالك يا وسام سرحان في أيه ،هو فيه حاجة حصلت بينك
وبين والدك في البيت
أجابته نافية
- لا يا كابتن مفيش حاجة
أخبرها إلياس قائلا
- بص يا وسام أنا أعتبرتك أخويا الصغير ولو أحتجت أي حاجة
قولي ولو في حاجة مزعلاك أحكيلي أنا زي اخوك الكبير
وكمان بلاش كابتن إلياس دي ،خليها إلياس بس إحنا أخوات
أجابته وسام قائلة
- أكيد يا كابتن إلياس
أبتسم إلياس من حديث وسام وحدثها قائلا
- برده كابتن إلياس ،خلاص مش مشكلة بكرة تتعود المهم
دلوقتي أنا عايز أقابل والدك عايز اتعرف عليه
أحست بالذعر عند سماعها لذلك لم تفكر أن إلياس سيطلب منها
التعرف على عائلتها يوماً ذلك سيكون عائق لها بالتأكيد ولكنها
ستحاول أن تجد له اعذار لعدم قدرة والدها علي لقائه
أجابته بنبرة مرتبكة
- هو ميعرفش إني بعرفك شخصيا وبقابلك في النادي
أجابها إلياس وقد تفهم ما تعنيه
- تمام مش مشكلة ،أنا هبقي أشوف حل للموضوع ده
المهم دلوقتي التمرين فاضل عليه نص ساعة تحب تلعب معايا
شوية
فرحت وسام بحديثه ذاك خاصة وأنها كانت تريد أن تطلب
ذلك الشئ منه وها هو يطلب منها أن تتباري معه
حسنا سيكون ذلك بمثابة اختبار لقدراتها فهل
هي تمتلك تلك القدرات والمهارات اللازمة للعب الكرة
أم أنها كما قال لها والداها يوما مجرد
حركات خرقاء لاقيمة لها.
