المقدمة
كذبة صغيرة ظنت أنها لن تؤذي بها احدا ولكنها ألمته بشدة رحل عنها لسنوات ثم عاد مرة أخري ،فهل عاد ليحي الحب بينهما أم يكتب له النهاية
هي قطة صغيرة مشاكسه تهوي اللعب ولا تهتم بما تفعله الفتيات لا تعلم من أدوات الزينة سوي قلم الحمرة والذي اعتادت أن تعبث به في صغرها والخاص بوالدتها أما الآن فهي لا تعرف إليه سبيل يكفيها كرة القدم الخاصة بأخيها لتلهو بها وتقضي ساعات فراغها تتنافس معه في لعبها وأحيانا الفوز عليه
تتصفح هاتفها أيضا أحيانا ليس للأستماع إلي الموسيقى أو الغناء أو قراءة إحدى الروايات كباقي أقرانها ،لا هذا ليس من شأنها أنها فقط تريد متابعة آخر أخبار الرياضة في مصر ومعرفة نتائج مباريات الدوري المصري لكرة القدم ولا تمانع أيضا بتفقد اخبار ريال مدريد خاصة نجمها المفضل رونالدو وكم هدف سجل حتي الآن
لا أريد أن أحبطكم يا سادة واقول أن بطلتي متبرأة من أفعال الأنثى ،حيث أن لديها بعض الحس الرومانسي فهي لا تنام حتي تبيت الكرة في أحضانها
أليست تلك رومانسية وحالة عشق خاصة ولكنها غريبة بعض الشيء فلو كانت تحتضن دمية وردية على هيئة دب أو ارنب حتي لكانت فتاة طبيعية من النوع الأنثوي المعتاد ولكنها هنا مختلفة في كل شيء حتي في ملبسها فهي ترتدي ملابس أخيها الأكبر ،ولا تشكو ولا تتملل كباقي الفتيات من عدم وجود ملابس تناسبها في كل مناسبة وعليها شراء شيء جديد ،هي فقط تذهب لغرفة أخيها وتختار ما تشاء من بدل رياضية ،أحد القمصان القطنية فتجعل أخيها يكاد يقتلع شعر رأسه من أفعالها
_يابنتي أنتي هتجننيني معاكي ،كل شوية اظبطك واخدة حاجة من دولابي هو انتي ايه نوعك بالظبط ،تكونيش اخويا الصغير وانا مش عارف
فترد عليه كلماته بمشاكستها المعتادة
_طب والله احلف
_احلف علي ايه
-أنك اول مرة تعرف
_اعرف ايه الله يخرب بيتك؟
_إن أنا أخوك الصغير
_لا والله ،بقي انتي اخوي الصغير وانا معرفش
_ايوة ،شفت أزاي
_طب عارفه يا وسام الزفت لو قفشتك مرة تانية في اوضتي عند دولابي ليكون آخر يوم في عمرك ،مش كل ما اشتري قميص جديد ادور عليه مش الاقيه ،هو سؤال واحد عايز اسألهولك من زمان
_اتفصل اسال
-هو انتي حجمك زي حجمي ،ازاي بتلبسي حاجة مش مقاسك أصلا
-يوووه يا زيد ما انت عارف إني مبحبش لبس البنات الضيق ده
_لبس البنات ،امال انتي ايه إن شاء الله؟
_لا أنا حاجة تانية
-,حاجة تانية أزاي يعني ،بصي غوري من وشي دلوقتي بدل ما اقلبك قرد دلوقتي وتبقي حاجة تانية فعلاً
وتلك هي أوقاتهم سويا دائما لا تخلو من المناكفة والمشاكسة مثل ناقر ونقير كما يقول المثل
هو نجم شهير في عالم المستديرة والمستطيل الأخضر
يقولون عنه كاره النساء الأول في مصر ولكنه لا يكرههن بل هو يتقي شرهن بمعنى أدق ،فكم من نجم شهير في عالم المستديرة
خبأ نجمه قبل الأوان بسبب علاقة غرامية فاشلة ،او أو انثي ماكرة تنجح في إغواه لتثبت لرفيقاتها قدرتها الخيالية علي إخضاع جميع الرجال تحت قدمي جمالها
او ربما فنانة مغمورة تريد أن يسطع نجمها علي حساب علاقتها بنجم الكرة الشهير والذي يلعب في الفريق الاشهر في البلاد
كل تلك التجارب أخذ خلاصتها الا وهو الأبتعاد ثم الأبتعاد عن حواء ذلك لا يعني أنه لا يؤمن بالحب
بل يؤمن أن الحب لا يكون إلا في مكانه الشرعي وهو الزواج
وتلك الخطوة مازال الحديث عنها مبكرا ،فهو في بداية مشواره الكروي وعليه إثبات ذاته ومحاولة الوصول إلى الأحتراف الخارجي في الدول الأوربية خاصة الدوري الاسباني الأشهر عالمياً والمنافسة الشرسة بين برشلونة وريال مدريد
نعم ريال مدريد يتخيل نفسه يوما ما أنه سيلعب لصالح ذلك النادي الشهير تلك جل أمنياته
كم تمني أن تكون والدته مازالت علي قيد الحياة ،ولكنه يعلم أن الإنسان لا يحصل علي كل شئ ،لابد وأن تفقد شيئا غاليا وعزيزا على قلبك وأنت في طريق الحياة
يتذكر كلماتها له وهو في صغره وبداية تعلقه بالكرة
-خليك ورا حلمك ومتيأسش
_يعني ايه يا ماما الكلام ده؟
_بكرة لما تكبر هتعرف ،بس أنا عايزاك تحفظ الكلام ده ،اوعي في يوم تيأس ولو حسيت إن الدنيا ضاقت عليك قول يارب
خليك دايما قريب من ربنا تكسب يا حبيبي
_حاضر يا ماما أوعدك
رحمة الله عليكي يا أماه اهديتني اجمل الكلمات وجعلتني استطيع المضي قدماً في حياتي دون الألتفات إلي ما ورائه حتى أحتار في تعقبي اصدقائي قبل أعدائي
نعم له قلة من الأصدقاء ،اثنان أو ثلاثة علي الأرجح ولكن الاقرب إلي القلب هو شريف رفيق الصبا والشباب
تقابلا سويا في مسابقة لإنضمام اللاعبين الصغار للنادي الشهير في سن ثمانية أعوام كان هو المهاجم أو رأس الحربة كما يطلقون عليه في مصطلحات كرة القدم وكان شريف هو المدافع وحدثت بينهما مباراة ثنائية أستطاع شريف منع إلياس من الدخول إلي منطقة الجزاء اكثر من مرة ،ولكن إلياس بمهارته أستطاع الوصول إلى المرمي وتسجيل هدف
وقتها كان مدرب الفريق يتابع السجال بينهما ورأي إصرار كلا منهما ،فتم قبول إنضمام الاثنان إلي الفريق
من ذلك الوقت وهما يلعبان سويا لذات الفريق ولا يفترقا ،رغم تفارق المستوى الإجتماعي بينهما إلا أن هذا الأمر لم يؤثر صداقتهما سويا
حيث كان إلياس من عائلة الجابري ذات الصيت الشائع في مصر
حيث كونها امبراطورية كبيرة من المصانع والشركات
كم حاول والد إلياس منعه من مزاولة الكرة وأنه لا عائد منها والأولي به الإلتحاق بعمل العائلة ،حتي أن والده أصر عليه أن يلتحق بكلية التجارة لكي يستطيع فيما بعد العمل معه في شركات العائلة ولكن إلياس رفض بشدة البعد عن محبوبته المستديرة وحدثت مشادات كلامية بينهما حتى وصل الأمر إلى تهديد إلياس والده بالرحيل نهائيا وعدم معرفة أحد بمكان تواجده ،لكن بتدخل باقي أفراد العائلة تم الصلح بين الأب وابنه ووافق إلياس علي مضض بمتابعة الدراسة كما أراد والده ،بينما تم إقناع والده أن مستقبل لاعب الكرة له عمر محدد وأن إلياس سيقوم بمتابعة عمل العائلة بعد تحقيق حلمه في الكرة
وكان شريف من الطبقة المتوسطة حيث والد يعمل مديرا في إحدي المدارس الحكومية ،والأم ربة منزل مصرية أصيلة
ولديه آخان يصغرانه مالك ومعاذ وهما تؤامان متطبقان في كل شيء
لاحظ والد شريف موهبة ابنه في كرة القدم ،وأراد أن ينميها له
فذهب به إلي إحدي المسابقات في أحد الأندية الشهيرة وتم الأمر وتم قبول شريف في النادي الشهير
كانا والدا شريف في غاية السعادة عند قبول طفلهم اللعب في أشهر نادي مصري لكرة القدم وتمني له المستقبل المشرق وان يكون ابنهما من اشهر اللاعبين في البلاد
وها هو شريف يعد المدافع الاول في فريقه بل في مصر.
