الخوف
الفصل الثامن
الجزء الثاني
والله حرفيا كنت مصدومة فعلا من رد فعلها معايا، فكرة رفضها انها تسمعني حتى كانت بتولعني، فضلت متنحة ليها وهي عمالة تتهمني وتقلل مني وتعيب فيا وانا مش مصدقة ان الكلام ده طالع من امي، خلصت كل اللى قالته وفي الاخر قالتلي:
- شوفي بقى هتاخديلها ايه معاكي وانتي رايحة علشان تراضيها بيه يمكن توافق تصالحك.
الغل اللى اتولد جوايا من ناحية امي خلاني اقنع نفسي باللي قررت اعمله، ابتسمت ابتسامة وخبيثة ورديت بهدوء عكس البركان اللى جوايا:
- حاضر يا ماما..هروح اصالحها واخدلها هدية.
ماما بغضب:
- يلا دلوقتي، وقبل الليل ما يليل تكوني هنا، ومتنزليش غير وهما متصالحين.
من غير رد لقيت نفسي سيبت ماما تكمل اللى عماله تعيد وتزيد فيه وقومت غيرت هدومي ونزلت من البيت، عديت على كام محل اخدت معايا شوية حاجات كده لسمر وطلعت على بيتها، رنيت الجرس اكتر من مرة واول ما فتحت الباب بصيتلي من فوق لتحت وقالتلي:
- ادخلي.
سابتني ودخلت قدامي وانا دخلت وراها وقفلت الباب وحاولت اتمالك اعصابي وانا بقولها:
- معلش لو زعلتك مع اني مش عارفة انا عملت ايه، بس عموما اني اكون سبب زعل بينك وبين جوزك دي حاجة مش هترضيني، خدي بقى جيبتلك شوية حاجات كده تدلعي نفسك بيها...علشان متبقيش زعلانة مني وتعرفي تخليه يصالحك كمان.
برغم اني بتقهر على نفسي وانا بذل نفسي ليها الا انها رديت رد عليا زود قهرتي:
- وتكلفي نفسك ليه؟ ما تجيبي الحاجة اللى مالية بيها الدواليب بتاعتك بدل ما تشيط وتتقطع من ركنتها، ولا لسه عندك امل انك هستعمليهم؟؟؟
حاولت ابتسم وقولتلها:
- مفيش داعي للكلام ده، هو جوزك راجع امتى؟ مش هنزل غير لما تتصالحوا.
قبل ما ترد عليا كان الباب بيتفتح ورامي كان وصل، اول ما شافني ابتسم ورحب بيا وقاللي:
- هو انا بقول عليكي طيبة من شوية؟ يعني انتي اللى زعلانة وانتي اللى جاية لحد هنا؟
ابتسمت وانا شايفة نظرات الغيرة فى عين سمر وقولتله:
- تسلم يا رامي، بس انا بقى عايزاك تعمل حساب لمجيتي دي وتصالح سمر، انا اصلا مزعلتش منها...مينفعش انت بقى تزعل منها وتتخاصموا كمان وبسبب حاجة انا طرف فيها.
رامي:
- يا سارة دى فضحتني قدام صاحبي....
سمر:
- تاني هتقول....
قاطعتها:
- علشان خاطري يا رامي...ولا انا ماليش خاطر عندك؟
سؤالي ده زود غضبها مني، غبية اوي فضلت تجرحني وتقلل مني قدامه لحد ما قدرت تخليني متشغلش غير بيه، اهي جابته لنفسها وهاخده منها، علشان تعرف اللى عملته ده هيتسبب لها في ايه.
حاول رامي يثبت على موقفه لكن انا فضلت احايل واسايس لحد ما نزلت من البيت عندهم وهما تقريبا بيتعاملوا مع بعض كويس، كانوا شبه اتصالحوا....ورجعت على البيت لأمي ست الحبايب بقى اللى فرحت وطارت من الفرحة اني قدرت اصالح دلوعتها على جوزها واعتذرت وراضيت وهاديت كمان، كأن انا اللى غلطت وكأن انا المذنبة ولا فيه اي حساب ليا، خلصت هي اللى عندها كله وانا كانت دماغي فى دنيا تانية:
- طيب مش يلا بينا بقى يا ست الكل نتغدا؟
ماما:
- اه انا كده نفسي اتفتحت، يلا حضري الاكل.
حضرت الاكل والرماد بتاع الورق اللى اتحرق غرقته فى مياه لحد ما داب فيها تماما وبقى كأنه مش باين شبه البودرة بالظبط، وعملت عصير وحطيته فيه وزودت العصير بنكهة كمان علشان ميبقاش فيه اي طعم غريب، وطلعت حضرت الصفرة واكلت انا وماما وبقيت عمالة اتكلم واهزر واتدلع عليها لحد ما اكلت وشربت العصير لأن ماما بتحب تاكل وجنبها حاجة بتبلع بيها الاكل، ومحسيتش بأي حاجة غريبة فى العصير...معرفش ايه اللى حصل بالظبط لكن لقيت امي بمجرد ما خلصت العصير غمضت عنيها.....قلقت فكرتها ماتت، لكن هي الحمد لله مماتتش دى نامت، مش عارفة نامت وقت قد ايه لكن بصراحة كنت مستنية اشوف نتيجة شربها للرماد، صحيت وكانت ساكتة...بتبص ليا وبس من غير كلام، مبقيتش عارفة انا اللى بيتهيألي ولا هي كده علشان لسه مفاقتش من النوم لحد ما فجأة سمعت اذان العشا، وهنا لقيت امي بتصرخ بطريقة غريبة وبتحاول تسد ودانها بأي شكل وبتبرقلي بطريقة تخوف...وقعدت تردد كلام غريب واغم عليها.
قلبي اتنفض فى اللحظة دي وحاولت افوقها وبقيت اغسل وشها بمياه لحد ما قدرت افوقها او مش عارفة اللى شربته ده هو اللى فوقها ولا هو اللى خلاها يغم عليها، مكنتش فاهمة بالظبط لكن اول ما فاقت حاولت تكون طبيعية على قد ما تقدر لكن نظراتها كانت غريبة لحد ما نامت حتى تاني يوم لما صحيت نظراتها وهدوئها غريب، برغم غرابتها دي الا اني مستنية اشوف اللى هيحصل، واشوف صفا هتظهر ولا ايه؟ او اسمع اي حاجة عن سمر ورامي ولا حد منهم يتصل يشتكي من التاني او اي حاجة، لكن اللى حصل اغرب من نظراتها وكل اللى بقوله ده، اللى حصل هو وصول محمد وريما المفاجئ اللى انا مكنتش عاملة حسابه بالمرة....ودي كانت صدمة بالنسبالي ومكنتش اعرف اللى هيحصل بعد رجوعهم، وبمقابلة ماما للحيلة بتاعها تقريبا رديت في وشها الدموية من تاني ولا كأنها كانت بتموت من شوية، مش هنكر اني كنت بتمنى اشوف اخويا، وطايرة من الفرحة برجوعه برضو لكن خوفي من انه يكون سبب عطلة فى طريقي وترني، بعد الترحيب والسلامات وكل اللى انتم عارفينه لقيت ماما بتكلم سمر ورامي وبتقولهم على وصول محمد....وطلبت منهم انهم ييجوا وطبعا دي حاجة مش هينفع ترفض سمر انها تسمع كلام ماما فيها، وبرغم تأخير الوقت اللى خلاني قولت انهم اكيد مش هييجوا النهاردة لقيت الجرس بيرن...وكانت سمر جاية مغم عليها تقريبا وامي اول ما شافتها كده وقعت من طولها وحصل اللى حصل......
الحقيقة كنت مخضوضة، اه انا فعلا حاسة انهم جايين عليا بزيادة، وحاسة انهم أذوني نفسيا، لكن فى نفس الوقت مش هتمنى لأمي او اختى انهم يمرضوا بسببي، كل اللى عايزاه ان انا الاقي راجل زي رامي يهتم بيا...ورامي بالذات كنوع من انواع العقاب لسمر على اللى عملته فيا، لكن تعب ومرض لاء مش فى دماغي خالص، طبعا خضتي كانت واخدة كتير من فرحتي بوصول محمد، وزى ما قولتلكم قلقت كمان شوية من ان اللى بعمله يتعطل بوصوله، خلص القلق والتوتر ورجعنا من المستشفى وكل واحد فينا دخل اوضته بعد شوية حاجات غريبة كده حصلت بين ريما وسمر، انا اه عارفة ان طبعا سمر بتغير من صوابع ايديها على رامي لكن مكنتش متوقعة انها تبقى واخدة موقف من ريما بالسرعة دي، المهم دخلت اوضتي وكان عندي فضول ان صفا تكون موجودة وتطمني على امي وعلى اللى بيحصل ده...لكن اللى حصل اني ظهر قدامي على شاشة اللاب توب كلام باللون الاحمر موجه ليا من غير ما اكون فاتحة الماسنجر او اي صفحة، خلفية الشاشة اتكتب عليها:
- سيبي كل حاجة تمشي زى ما احنا قررنا، بلاش تتدخلي فى اي حاجة بتحصل علشان توصلي لمرادك.
اطمنت وقررت انام، لكن كنت سامعة صوت طالع من اوضة سمر وكان واضح ان هي ورامي فيه سوء تفاهم بينهم، مكنتش عارفة ايه الموضوع بالظبط لكن فكرة انهم بيتخانقوا كانت مفرحاني جدا، مرضيتش انام علشان افضل سامعة خناقتهم مع بعض، لكن بعد شوية وقت لقيت صوتهم بقى واطي خالص اشبه بالهمس وطبعا ده غاظني جدا، قعدت فى نص سريري وحاسة بقلبي بيقيد بالنار وانا بتخيل ان رامي دلوقتي بياخدها فى حضنه، بيلمس وشها وشفايفها، بيعيشوا وقت بتمنى اني اكون انا اللى عايشاه، كنت متغاظة وكل ما اتخيل اللى بيعملوه احقد عليهم اكتر واكتر، لقيت نفسي بقول:
- وبعدين بقى!!! اومال طلاسم وبتاع والست هتموت مني ومفيش حاجة حصلت تنفعني انا، فايدته ايه بقى اللى عملته انا من الاول؟
فضلت فى السرير متغاظة، مش عارفة ازاي لقيت نفسي خارجة اتصنت عليهم عايزة اسمع بيقولوا ايه، واحس باللي بيعملوه...بس للأسف ملقيتش اي صوت خارج من عندهم، قولت:
- يمكن ناموا.
لسه هرجع اوضتي تاني، شميت ريحة سجاير، كنت متخيلة انه محمد، مشيت ناحية البلكونة لقيته قاعد وعاطيني ضهره ووشه للشارع والسيجارة فى ايديه...رامي، حسيت ان قلبي دق، فرحت اوي لما لقيته برة، مشيت بالراحة ناحيته وقربت بهدوء، اول ما وقفت وراه قولتله بصوت هادي:
- رامي..ايه اللى مصحيك لحد دلوقتي؟
اتخض لانه كان سرحان، قام مرة واحدة من مكانه ومجرد ما بص وراه وشافني كان فى وشي بالظبط تقريبا، مفيش بيني وبينه اي مسافة، عنينا فضلت فى عنين بعض ثواني وحاسة بنفسه بيعلى، بس رجع لتركيزه بسرعة وقاللي بأرتباك:
- اسف يا سارة، افتكرتك سمر.
رجع لورا واخد نفس من السيجارة وانا قولتله:
- لاء انا اللى اسفة اني خضيتك.
وقفت جنبه وابتديت احاول استحضر الكلام، واتكلمت وقولتله:
- مالك يا رامي؟ ايه اللى مسهرك.
رامي:
- مش عارف يا سارة، حاسس بخنقة، حاسس ان سمر ضاغطاني وبحاول اتحملها.
حسيت قلبي بيرقص لما اشتكى منها، ابتديت اجاريه فى الكلام واحاول اعمل العاقلة اللى بنصحه يتحملها، وهو كان بيسمع مني ومبسوط اوي بالكلام معايا وبعد ما خلصنا كلام عن سمر لقيته قاللي:
- الف شكر ليكي يا سارة.
رديت عليها بأستغراب:
- على ايه بتشكرني يا رامي؟
رامي:
- على انك سمعتي كلامي من غير ما تتضايقي وتزعلي اني بشتكي من اختك، شكرا أني ارتحت بعد ما اتكلمت معاكي..
حسيت ان الفرصة بتاعتي بتقرب، مديت ايدي وحطيتها على ايديه بنعومة وطبطبت عليه وانا بقوله:
- انا موجودة دايما يا رامي، وقت ما تحب تتكلم هتلاقيني، اعتبرني حد قريب منك وشيل الحساسية بتاعت اني اخت سمر، لما تبقى متضايق وحابب تتكلم انسى خالص اني اخلط الدنيا ببعضها.
رامي:
- شكرا جدا على انك موجودة فى حياتنا.
رديت عليه بأبتسامة:
- تصبح على خير، يلا ادخل نام بقى.
دخلت اوضتي وانا بتخيل ان رامي جوزى والوقت الهادي ده انا وهو بنستمتع بيه فى اوضتنا، كنت حاسة بأحساس جديد عليا، حالة رومانسية كده غريبة، وشغلت اغاني وحطيت الهاندي فري ونسيت كل اللى بيحصل فى البيت ومفتكرتش غير رامي بس ووجودى انا وهو لواحدنا وكلامنا سوا...فضلت على الحال ده لحد ما عيني راحت فى النوم ومش عارفة بعد وقت قد ايه صحيت على صوت فى اوضتي....صوت حد بيتكلم.