" " " " " " " " جاريتي الجزء الثاني: الفصل العشرون
📁 آحدث المقالات

جاريتي الجزء الثاني: الفصل العشرون

الفصل العشرون 

كانت عائده من عملها مرهقه فاليوم قامت بعمل اضافى حتى تستطيع الذهاب مع والدتها الى جلسه غسيل الكلى .... رغم تفهم مديرها ... ولكن لم ترد ان تكون مقصره فى اى شيء ... بقلمى ساره مجدى هى تتقاضى أجرا كبيرا وفى الحقيقه ذلك الاجر يساعدها كثيرا وهى ليست على استعداد لخسارته .... كادت ان تصل الى البيت حين سمعت صوته البغيض من خلفها 
وقفت مكانها ترتعش خوفا ولكنها لم تظهر ذلك على ملامحها 
وقف امامها ينظر اليها بشر وضحكه سمجه ..... وقال 
- يا اهلا يا اهلا بست الحسن و الجمال .... راجعه متاخره ليه يا مزه .. مش معادك ده ... ولا انت بتتسرمحى بعد الشغل
كان قلبها ينتفض بداخل صدرها خوفا ولكنها اجابته بصوت ثابت نسبيا 
- ميخصكش .
ليقترب منها حتى لفحت وجهها انفاسه الكريهه قائلا
- يخصنى ونص .. ولا انت نسيتى 
قال الاخيره بحركه موحيه واشاره من عينه لكتفها .
شعرت وكانها فى ذلك اليوم ... وكل ما حدث فيه يتكرر من جديد ..نظرت اليه وقالت 
- اوعى تكون فاكر انى هخاف منك .... انا مبقاش عندى حاجه اخسرها وممكن اقتلك انت فاهم ... ابعد عنى احسنلك .
وغادرت سريعا قبل ان تفقد شجاعتها وتبكى خوفا حتى عبرت باب البيت لتغلقه بقوه وتستند عليه تبكى ... تريد ان لا يلاحظ احد عليها اى شيء ... فلن يذيدهم هذا الا الما  .... وكان هو يتابعها بعينيه وهو يتأمل كل انش فى جسدها  ويتوعدها بداخله .... وعينه تخترق مفاتنها الذى يشتهيها ويتمنى ان يمتلكها بين يديه .... قال بصوت خفيض 
- قريب اووى ... هجيبك زحفه وتبوسى جزمتى وتتمسحى فى رجلى زى القطط 
كان ذلك الواقف بعيد يتابع ما يحدث دون فهم لاول مره يرى مكان كهذا .... بقلمى ساره مجدى منطقه شعبيه بسيطه للغايه .. بيوتها متراصه بجانب بعضها ... ومتقابله بشكل قريب جدا .... الاطفال تملئ ذلك الشارع الضيق بين البيوت ... وبعض السيدات تجلس على ابواب هذه البيوت تعمل شيء ما هو لم يرى جيدا ... ولكن هناك سر كبير لدى تلك التى خطفت قلبه 
**********************
كان يجلس مع السيده نوال وجودى ..  و أواب لتناول وجبه الإفطار بعد اصرار نوال وجودى على بقاء أواب معهم بالبيت حتى زفافهم ... بدلا من حياه الفنادق الغير مستقره 
نظر الى نوال وقال 
- على فكره انا اتصلت بابنك علشان استأذن يعنى قبل ما جى بس هو مردش عليا ... عامل فيها عريس
لتنظر له نوال بطرف عينيها وهى تقول 
- ايوه عريس طبعا ... واحلى عريس فى الدنيا ... ربنا يسعدهم ... وبعدين انت عايز اذن ليه ما انا موجوده يا واد ولا انا مش ماليه عينك .
ليقبل يدها وهو يقول بقلمى ساره مجدى 
- ده انت تملى عين التخين ... وانت الخير والبركه .. بس الاصول اصول يا نونو .
لتضحك وهى تقول 
- لا يا حبيبى وانت سيد من يعرف فى الاصول 
لتضحك جودى ويشاركها أواب الضحك حين قالت 
- تعال نسيب عوجيز الفرح دول مع بعض .. وندخل احنى جوه نكمل لعب .
لتغادر وهى تغمز لحذيفه جعلته يستشيط غضبا وقال 
- شايفه يا نونو عمايل بنتك ... ديما كده ركنانى على الرف ... طيب تعتبرنى أواب وتلعب معايا ... انا عايز العب عريس وعروسه يا نونو بقا تعبت .
لتضحك نوال بصوت عالى وهى تقول 
- يا ابنى اعقل انت دكتور جامعى ... خليك وقور واهدى كده مينفعش  
لينظر لها بشر وهو يقول 
- جوزينى يا نوال 
لتقول بتقرير 
- خلص شقتك بسرعه
ليقف سريعا قائلا 
- اسبوع وتكون خلصانه 
لتضرب كف بكف وهى تقول 
- لا حول ولا قوه الا بالله يا ابنى اسبوع ايه بس ... 
نظرت له ثم قالت 
- خلص الشقه وتتجوزا بعدها باسبوع ماشى .
*****************************
جالس يفكر فيها حين رآها اليوم بعد ان غادر مكتب صديقه كانت تتحدث فى الهاتف وتبتسم وتقطب جبينها. . وتضحك  شعر بشعور غريب اراد ان يعرف من ذلك الشخصةالتى تحدثه  هل من الممكن ان تكون مرتبطة ... اقترب بهدوء ووقف خلفها ليسمعها تقول 
- وبعدين معاك بقا يا ابو حميد ... هى الست امينه تضايقك ترخم عليا انا .... وبعدين يا سى السيد فين سلطاتك 
لتضحك بعدها وهى تقول 
- خلاص انا هكلمها ... بس كده بقا ممكن هى تقولك لم هدومك وعلى امك 
لتضحك مره اخرى وهى تقول 
- خلاص خلاص .. متزعلش كده .... انت حبيبى يا ابو حميد .
صمتت لثوانى ثم قالتى
- الله يرحمه .. لا طبعا فاكره يا بابا وقراءت له الفاتحه 
بعد ثوانى قالت 
- انت عارف اليوم ده ماما بتكون عصبيه جدا .. خلينا نستحملها .. وانا هكلمها واخليها تقلب عليا انا 
لتضحك بصوت عالى وهى تقول بمرح
- لا داعى للمدح دعونا  نعمل فى صمت .
كان يستمع اليها باندهاش ..بقلمى ساره مجدى  كم هى مرحه .. ولكن من الواضح ان اليوم ذكرى وفاه شخص من اقاربها  .... ولكن من هو يا ترى ... ولكنه ابتسم لعلاقتها بوالدها ... فيبدوا انها مقربه منهم بشده 
انتبه لها عائده الى مكتبها فاختبئ جيدا حتى لا تراه ... هو يريد ان يختفى عن عينيها تلك الايام حتى ينتهى من كل شيء .... وليرى وقتها ما هو رد فعلها على عملها معه .
******************************
جالسه فى غرفتها تتذكر ما حدث معها  منذ اكثر من سنتين ... كانت عائده من عملها الجديد ... حين سرقت حقيبه يدها لتصرخ بصوت عالى مستنجده باى شخص وبعد عده دقائق كانت فقدت الثقه فى ان يكون احد لحقه .
و بدأت فى التحرك لتعود الى بيتها  لتسمع صوت من خلفها يلهث وهو ينادى 
- يا انسه .. يا انسه .
لتقف تنظر الى الخلف فوجدت شاب بملابس بسيطه وقف امامها يلهث وقال 
- اتفضلى شنطتك 
لتمسك الشنطه بسعاده وقالت
- انا متشكره اووووى ... تعبتك 
فابتسم لها وغادرت سريعا 
اغمضت عينيها وهى تفكر ليتنى لم انتظر ... ليتنى لم التقى به لتضع يدها على كتفها وهى تبكى قهرا .... وخوفا
*********************
جالسه على البحر تنظر اليه بسعاده واصابع يدها تداعب خصلات شعره الناعمه ... ظل الصمت بينهم هى تنظر للبحر وهو ينظر اليها 
حتى قالت بهدوء وبصوت يسكنه الالم
- تعرف ان عمرى ما شفت البحر ... كان ديما بابا مشغول وبعيد عنى .. ده غير  كل الاحداث الى حصلت والى انت طبعا عارفها .... كنت ديما بحلم اشوفه واقعد قدامه 
حاول ان يغير تفكيرها وقال 
- ده انا قولت اكيد حسيتى بالملل ... وكنت هقولك نروح مكان تانى ... هنا مفيش غير انا والبحر 
لتنظر له وهى تقول بحب اسعده جدا ولمس قلبه 
- وانا مش محتاجه اكتر من من كده .. لان فى الاساس انت لوحدك كفايه . بقلمى ساره مجدى 
ليقف سريعا ثم حملها بين ذراعيه وقال
- طيب تعالى لما اخد كفايتى انا كمان .
لتضحك بصوت عالى وهى تلف ذراعيها حول رقبته قائله 
- وانا تحت امرك .... بس انا كمان محتاجه اخد كفايتى 
ليضحك بصوت عالى وهو يغلق باب الشاليه بقدمه وقال 
- حبيبتى تآمر وانا عليا انفز .. انا طول اوصل مولاتى للاكتفاء ..... ده انا اتمنى ... ويكون يوم سعدى وهنايا ووضعها هلى السرير وبدء فى مرحله التقبيل من قدميها مرورا بيدها رقبتها حتى وصل الى شفتيها ليقول
- تسمحلى مولاتى .
لتجيبه قائله 
- مش مسموح لغيرك . بقلمى ساره مجدى 
و غرق معها واغرقها فى بحر عشقه الغير منتهى


كانت زهره جالسه امامه فى غرفتهم بالفندق التى حجزها لهم جواد .... بقلمى ساره مجدى تقطع بعض الفاكهه و هى تقول 
- انا لو كنت مسكتها كنت قطتعتها زى الفاكهه دى البت البجحه عماله تبصلك وانا قاعده جمبك ولا عملالى حساب ... لا وكمان ايه جايه بكل بجاحه تكلمك قال ايه بتسأل على الساعه .... لا وانت زعلان منى انى جبتها من شعرها .. ده انا كان المفروض ارميها فى البحر .
كان يضحك مع كل كلمه تقولها ... وعند قولها الاخير لم يتمالك نفسه ليضحك بصوت عالى وهو يقول 
- يا مجنونه هو انا اصلا كنت شايفها .... وبعدين انت بتغيرى عليا اووى ... يمكن فاهمه الحكايه غلط .
لتمسكه من ملابسه وهى تقول بشر 
- اغير ليه انا غير على حاجه بحبها وهى مش بتاعتى ... لكن انت بتاعى ملكى ... باسمى .. والى تقرب من املاكى انسفها .. مفهوم 
ليضحك مره اخرى وهو يقول 
- انت عنيفه اووى يا حبيبتى .... اهدى يا حبى اهدى ... انا ملكك .. وبتاعك ..وتحت امرك كمان لتجلس مكانها من جديد بعد ان تركت ملابسه وقالت 
- انا لو عليا عايزه انقبك ... بس بقول سيبى الناس تشوف بديع صنع الله .. ويقولوا سبحان الله 
ليضرب جانب راسها وهو يقول بقلمى ساره مجدى 
- متنزلى صورتى على الفيس وقولى لو عجبتك اضغط ليك وقول سبحان الله ..... او اشحتى بيا . 
لتقول له بهدوء  
- بقا معقول القمر ده يتشحت بيه .... وبعدين مين قالك انى كل لما اشوفك ما بقولش سبحان الله ... يا ابنى انت من بديع الخالق ... متجيب بوسه .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول 
- لا ممكن تاخدينى كلي .
لتمسك يده وهى تقول 
- والله فكره ... تعال تعال ...هحكيلك حدوته .
******************************
عادت مهيره وسفيان الى بيتهم بعد قضاء اسبوع من العسل مع وعد بتكرار ذلك قريبا جدا ومفاجئه كبيره .... عادت بسب قدوم اخيها ورغبتها فى الانتهاء من كل الامور المعلقه بقلمى ساره مجدى 
كانت جالسه بحضن السيدة نوال وهى تبتسم فى سعاده 
كانت السيده نوال تستمع الى مذحات سفيان مع جودى لترى بعين قلبها مدى سعاده ابنها ... لتشعر بالراحة مالت على مهيره تسالها 
- طمنينى عليكى يا حبيبتى 
لترفع مهيره عينيها اليها وعلى وجهها ابتسامه سعاده وقالت 
- اطمنى عليا انا كويسه جدا ... بس الاهم تساليه هو ... يترى هو مبسوط ولالا .
لتنظر لها نوال بحنان ... مازالت مهيره تشعر بعدم الثقه وربتت على كتفها وهى تقول 
- بصيله وانت تعرفى .... اسمعى ضحكته ... و شوفى لمعه عنيه ... شوفى نظراته ليكى كل دقيقه ... ابنى سعيد جدا . 
جلس امام اخته ينظر لها بتمعن حين قال
- طمنينى عليكى ... اخبارك انت و حذيفه ايه 
لتبتسم بخجل وهى تقول
- حذيفه طلع بيحبنى يا ابيه ... انا مكنتش مصدقاك ... كنت بشوف تصرفاته وافكر فى كلامك وافضل اقول انك غلطان ... هو عمره ما حبنى ... بس دلوقتى صدقتك ... سفيان حذيفه مش بس بيحبنى ده مجنون بيا 
ليضربها على رأسها وهو يقول
- يا بت احترمى ان انا اخوكى الكبير ... طيب اتكسفى ... ولا خلى خدودك تحمر 
لتبتسم بخجل وهى تقول
- يا ابيه انت مش بس اخويا ... انت صاحبى وابويا وكل ما ليا  
ليضمها الى صدره بقوه وهو يقول
- فعلا انت بنتى واختى وصحبتى ... وانا فرحان جدا انكم سعدا مع بعض .... وهو لو بس فكر يزعلك .. هزعله على نفسه اووى . بقلمى ساره مجدى 
**********************
كانت تلملم اغراضها حتى ترحل فى نفس اللحظه الذى خرج فيها ايمن من مكتبه ظل ينظر اليها طويلا ثم قال
- انا بكره مسافر .... ومش عارف هرجع السبت ولا لا ... فى جميع الاحوال هنكون على تليفونات 
ظلت تنظر اليه بعض الوقت تحاول تجميع عقلها .. هى الان تشعر بالخوف .. اصبح عاده يوميه ان تراه وان يعترض طريقها بعد خروجه من السجن ... تشعر بالرعب .. لم تستطيع اخبار والدها ... فماذا سيفعل لها بحالته تلك غير انه سيشعر بالعجز 
كان ينظر اليها ويرى تعابير وجهها التى تتغير كل لحظه واخرى ... بقلمى ساره مجدى هو يراقبها طوال ذلك الاسبوع ليس لشيء سوى احساسه بخوفها من ذلك الرجل الذى يوقفها كل يوم اسفل منزلها لا يفعل شيء سوى التحدث لبضع ثوان ثم تغادر سريعا ... فرقع باصابعه امام وجهها لتنظر له بنظره استغاذه اختفت سريعا وهى تقول 
- حاضر ... حاضر 
ذاد احساسه بان هناك شيء ما .. وشيء خطير .... فاقترب منها وقال 
- فى ايه يا ملك مالك ... فى حاجه حصلت 
لتهز راسها بلا .. وعيناها تقول نعم 
ليقول بهدوء 
- ملك متخافيش منى ... قوليلى لو فى حاجه وصدقينى هكون قد المسؤليه ... 
ظلت تنظر اليه لبعض الوقت ثم قالت 
- مفيش حاجه يا باشمهندس كل حاجه كويسه .
وغادرت مباشره دون كلمه اخرى .
خرج خلفها وظل يراقبها حتى وجد ذلك الشخص يقترب منها 
حاول الاقتراب قدر الامكان حتى يسمع ما يقوله لها ...وقف بجانب حائط البيت الذين يقفون امامه ليسمعه يقول لها 
- اهلا بست البنات
نظرت له بصمت لثوانى ثم قالت 
- هو انا مش هخلص بقا من ظهورك فى وشى كل شويه ... عايز ايه يا حسان 
ليحك راسه وهو يزوم وكأنه يفكر وقال 
- يمكن عايز اشوف طلتك البهيه .... او ممكن لسه بحبك وعندى استعداد اسامحك على الى فات 
لتقول له بعصبيه
- انت الى تسامحنى ... بعد ما رمتنى بمايه نار ... انت الى المفروض تسامح .
صمتت لثوانى ثم قالت
- وبعدين مين قالك انى ممكن ارجع لك .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول 
- ده على اساس مين الى هيقفلى .. ابوكى العاجز ولا امك الى بتموت كل يوم من غسيل الكلى .
اقترب منها خطوه وقال بشر 
- انا صابر عليكى ومطول بالى .... لكن لو صبرى نفد مش جسمك الى هيتشوه ... هخليكى متسويش حاجه فى سوق الحريم ... وهخليكى تكرهى نفسك .. ومتفكريش تخرجى من البيت .
وغادر هو تلك المره ... بقلمى ساره مجدى بعد ان بث الرعب بداخل تلك الواقفه ترتجف كالاطفال 
كان مصدوم مما يسمع ... ما هذا ... من ذلك الشخص .. وكيف القى عليها الاسيد .... واين ... ولماذا هى صامته الان ... كل تلك الاسئله واكثر تدور بداخل راسه لينتبه منها ليجد مكان وقوفها خالى .
غادر سريعا وعقله يعمل فى كل الاتجاهات يحاول حل كل تلك المعادلات برأسه ... 
وكانت هى خائفه حد الرعب ... لا تجد احد لتفيض له بمكنون نفسها وتلقى اليه بكل ذلك الحمل الكبير ... لا تجد من يقف بجانبها يساعدها ويحميها عادت الى ما حدث من سنتين بعد ان اعاد لها الحقيبه ..... كانت كل يوم تراه فى ذلك الشارع يقف بجانبها محل كبير لبيع مستلزمات المطبخ كانت تظن فى بادئ الامر انه يعمل به .. بقلمى ساره مجدى وكانت هى تعمل فى شركه صغيره ..... وفى احدى المرات وقف امامها وقال 
- ازيك يا ست البنات .. يارب تكونى بخير .
لتبتسم بخجل وهى تقول
- الحمد لله ... خير فى حاجه 
لينظر حوله ثم نظر اليها وهو يقول
- شكلك مش فكرانى .. انا الى لحقت الحرامى ورجعتلك شنتطتك 
لتهز راسها بنعم وهى تقول 
- ايوه افتكرت ... شكرا مره تانيه يا...
- حسان .. اسمى حسان عوض .
لتقول بخجل وهى تحاول انهاء الحوار 
- شكرا يا استاذ حسان ... عن اذنك علشان اتاخرت  
ليقف جانبا وهو يقول 
- اسف يا ست البنات ... اتفضلى وفى رعايه الله 
لتغادره وعلى وجهها ابتسامه خجله وسعيده 
فاقت من ذكرياتها على صوت امها تنادينا ... لتمسح وجهها الغارق بالدموع وتخرج اليها 
*********************
كان يقف فى وسط مقر شركته الجديده بعد ان قام بتأجيرها وقام بفرشها بما يليق ... بقلمى ساره مجدى وعمل اعلان فى الصحف ... وقام بكل الإجراءات اللازمة وتعين بعض الافراد 
جلس على الكرسى الخاص به خلف مكتبه وهو يتذكر حين طلب من صديقه ان يستدعى فرح ويخيرها بما اتفقا عليه
حين دلفت الى الغرفه لم تلاحظ وجوده وجلست تستمع الى كلمات ايمن ويظهر على ملامحها الاندهاش مع كل كلمه حتى وصل الى اسمه واشار اليه 
لتقف هى سريعا وهى تنظر اليه بفزع .. خوف .. رعب .. لم يحدد ما هى تلك النظره التى كانت تنظر له بها .. او ربما كانت نظره اندهاش واستفهام ... فملامحها الساخره على الدوام .. بقلمى ساره مجدى حتى فى اكثر المواقف جديه لا يستطيع الان تحديد هويه شعورها ولكن كلماتها اوضحت رفضها للفكره .. وهى تقول 
- ايوه يا باشمهندس بس انا محاسبه مش سكرتيره .
ممكن ملك تقوم بالدور ده
ليقول ايمن بعصبيه لم يفهمها زين 
- لا طبعا ازاى يعنى .. ملك هتبقا سكرتيره فى شركتين صعب جدا 
نظر الى زين نظره قاتله وهو يقول 
- وده وضع مؤقت بس لحد ما الشركه تقف على رجليها .. والموضوع هيكون سهل يعنى هتقومى بالى انت تعرفيه المحاسبه وتنظيم مواعيد زين والشركه .. وانا عارف انك قدها
كانت تشعر بالسعاده من داخلها .. بقلمى ساره مجدى ها هى الفرصه تاتى اليها دون تعب ان تكون بجواره طوال الوقت ... ولكن ما كان يشغلها حقا لماذا هى بالتحديد وترجمت ذلك بسؤالها 
- بس هو اشمعنا انا ؟
ليجيبها ايمن بهدوء
- لانى عارفك كويس يا فرح امينه .. وبتحبى شغلك ... واكيد هتساعدى زين بكل طاقتك .
ابتسم زين لقدره صديقه على اقناع اى شخص بالموافقة على ما يريد ليستمع بالفعل لموافقتها 
وقف هو امامها ومد يده وهو يقول بطريقه غير مريحه 
- ان شاء الله ترتاحى معايا على الاخر
شعرت وقتها فرح انها سقتط فى فخ ما ولكنها لم تدرك بعد ما هو ... ولكنها الان تشعر بالخوف حقا ... وتريد ان تتراجع ولكنها كانت تبتسم له وهى من داخلها تقول « يا ماما » 
كان حقا يبتسم ان حتى ذكراها يجعله يبتسم .. هو الان لم يعد يهتم بانتقام .. واى انتقام هذا ولماذا ... هو يريد تلك الغريبه ان تكون بجواره ان يراها عن قرب .. يكتشف من هى ... ولماذا هى دائما ساخره ومرحه ... رغم ادبها والتزامها .. ولكنها فى اشد المواقف صعوبه تبتسم ... يريد ان يعرف كل شيئ عن حياتها خاصه بعد محادثتها مع والدها ... من ذلك الشخص الذى توفا .. ويجعل والدها ووالدتها فى حاجه لمشوره منها ... ولماذا كانت تبكى وقتها ولكن صوتها كان ضاحكا ... بقلمى ساره مجدى انها فتاه المتناقضات .. يوجد بها كل شيء وعكسه ... هو يريد اكتشافها ... هو يريدها وكفا .
***************************
وصل ايمن بيت اخته التى رحبت به بسعاده فائقه .... وكان هو يشعر بسعاده مماثله كم
هو جميل ذلك الاحساس رغم انه عاش عمره كله مع اخت .. ولكن دائما والده كان يضع بينهم حدود فلم يكونا صديقين.. ولم يجلس وتحدث معها بحريه وانفتاح كما حدث مع مهيره ... لم يكون يستطيع احتضنها او تقبيلها كاى اخوه ... ولذلك كل هذا مميز جدا لديه 
كان الجميع مجتمع لديها .. امها وزوجها ...الذى اكتشف انها حامل وسعد كثيرا لسعاده مهيره بالخبر .. وايضا السيده نوال ... تلك السيده كم يحبها وايضا جودى وخطيبها وابنه ...بقلمى ساره مجدى ذلك الطفل المميز الذى يشعر معه انه فى قطعه من الجنه ببراءته وشفافيته .. ومرحه ... وايضا يشعر معه انه يجلس مع رجل كبير بالغ .... انها حقا عائله مميزه .
وقفت مهيره امامه وقالت 
- تعالى معايا عايزه اتكلم معاك فى حاجه مهمه 
ذهب خلفها ليجد نفسه فى غرفه نوم غايه فى الرقه و الجمال ... ابتسم لها وهو يقول 
- سفيان مدلعك على الاخر .
لتبتسم هى الاخرى وقالت وهى تجلس على طرف السرير 
- سفيان ده هديه ربنا ليا ... ربنا يخليهولى 
ليامن خلفها ثم قال 
- خير يا مهيره كنت عايزه ايه 
ظلت تفرك يديها بتوتر ليتقدم ويقف امامها ثم جثى على ركبتيه وامسك يدها وقال 
- قلقتينى فى ايه ؟
لتقول مباشره 
- شركه بابا والقصر 
شعر بالبلاهه للحظه ثم قال 
- مالهم ؟
لتقول وهى تنظر له بحيره 
- هنعمل فيهم ايه ؟
اخفض رأسه وهو يتذكر وقت دخوله الى الشركه لاول مره مع الشهاوى ... واخر مره بعد ما حقق انتقامه من راجى وقام بنقل كل ملكيه الكاشف والشهاوى باسمه 
وذهب الى هناك ليجد الشهاوى يجلس على كرسى والده بتكبر ظل ايمن ينظر اليه ثم قال بصوت جهورى بقلمى ساره مجدى 
- انت بتعمل ايه هنا يا شهاوى 
لينظر له الشهاوى بغضب ثم قال 
- انت ازاى يا حيوان انت تتكلم معايا انا بالطريقه دى انت متعرفش انا مين 
ليقترب ايمن من المكتب وهو يقول بحقد وكره واضح
- انت قزر يا شهاوى قزر ....و النهارده نهايتك 
لينظر له الشهاوى بغضب وهو يقف على قدميه يقول بعظمه 
- انت مين علشان تكلمنى انا بالشكل ده انت مجرد اداه بتحكم بيها بفلوسى .
ليضحك ايمن بصوت عالى وهو يقول 
- انت الى مين .... انا مالك مجموعه الكاشف ... وكمان مالك مجموعه الشهاوى 
واقترب منه ليقول فى أذنه 
- وانت ولا حاجه
ثم يضغط زر جانبى 
ليحضر امن المجموعه و يمسكون بالشهاوى 
نظر ايمن له بانتصار وهو يجلس على الكرسى الفخم خلف المكتب وقال 
- ارموه بره
ليسحب رجال الامن الشهاوى الى الخارج بصوره مهينه وهو يقول بصوت عالى 
- كل ده بتاعى ..كله باسمى ... انا الشهاوى مفيش حد يقدر يقف قصادى .
كان يستمع الى صوته وهو يبتعد ويخفض ثم وقف لينظر من النافذه الزجاجية الكبيره الى الشارع الكبير ... وهو يشعر الان انه قد اخذ بثاره كمالا .
عاد من افكاره على صوت مهيره تقول 
- انت عارف انا عمرى ما شتغلت .. وسفيان ملوش فى شغل بابا ... وبصراحه انت اولى بكل دول .. انت اتحرمت من كل ده طول سنين عمرك .
ليبتسم لها .. كم هى بريئه وطاهره من الداخل 
امسك يدها ليقبلها وهو يقول 
- بصى انا عندى شركتى الى بصراحه مش هقدر اسيبها انا بنتها بتعب وجهد .. لو انت موافقه نبيع الشركه والفلوس تتوزع علينا بالشرع ... والقصر ده بتاعك اعملى فيه الى انت عايزاه 
لتجيبه بعد ثوانى من التفكير بقلمى ساره مجدى 
- انا معنديش مشكله فى بيع المجموعه بس الاقصر انت ليك نصيب فيه ...ولازم 
ليضع يده على فمها يسكتها وهو يقول 
- القصر بتاعك وانا هتنازلك عن نصيبى فيه ومش عايز جدال فى الموضوع ده .. والمجموعه انا هتصرف واشوف شارى كويس 
وانحنى يقبل يدها مره اخرى حين دلف سفيان الى الغرفه ليرى ذلك المشهد ليقترب سريعا منهم ويمسك ايمن من ملابسه خلف راسه ...وهو يقول 
- انت بتعمل ايه مع مراتى فى اوضه النوم .
ليضحك ايمن بصوت عالى وهو يقول 
- ايه المسكه دى يا سفيان انت ماسك حرامى .. وبعدين دى اختى يا جدع 
لتشهق مهيره بصوت عالى وهى تقول 
- فى ايه بس سفيان .. انت ماسكه كده ليه 
ليقول لهم بغضب مصتنع 
- هو انتوا لسه شفتوا حاجه .. شرفى .. ولا يسلم الشرف الرفيع من الاذى 
ليقول ايمن سريعا 
- فى ايه بس يا معلم حنفى .. دى اختى يا ابنى .. اهدى يا ابن حميدو .
لتضحك مهيره بصوت عالى .. كم هى سعيده الان ولا تتمنى شيء اخر ليترك سفيان ملابس ايمن وهو يقول بقلمى ساره مجدى 
- خلاص تنزل المر دى علشان بس مهيره ضحكت ....
وضرب كتف ايمن بقوه ليتاوه بشده وهو يقول 
- بس لو اتكررت تانى متلومش غير نفسك .
وامسك مهيره من كتفها وقال 
- يلا يا حياتى كلهم بيسالوا عليكى بره
#سارة_مجدي


تعليقات