الليل وسماه ونجومه و قمره
بعد إنتهاء العشاء عاد بها إلي المنزل و أخبرها أنه لن يستطيع الدخول معها لمنزل عائلتها لأن لديه أمر هام عليه أن يقوم به
أنطلق بسيارته إلي طريق كان يعلمه جيدا،إلي مكان كان يجد به الراحة والسكينة
عندما وصل إليه أخرج هاتفه المحمول وأجري اتصال
- صخرة مصر ،فينك يا كابتن واحشنا والله
- مين إلياس ،أوعي تقول أنك هنا في مصر
الرقم ده رقم مصري
- حزر كدا أنا فين !
- لا متقولش ،عم جمعة ،والنيل والمركب صح!
يا ابن الأيه يا إلياس ،كدا تنزل مصر ومتقوليش عشان أجي أستقبلك في المطار
- الموضوع جه بسرعة ،حتي بابا مكنش يعرف كنت عاملها مفاجأة ها حلوة ولا
- دي أحلي مفاجأة طبعا ،شوف لينا قد أيه مشفناش بعض !
- جرا إيه يا عم شريف دول مكانوش ست شهور لما كنت في معسكر المنتخب وفضلنا أسبوعين سوا ،لحقت أوحشك
- بقي كدا يا إلياس بتتريق عليا وأنا اللي كل يوم بكلم جودي عنك وأقولها عمك إلياس واحشني
- خلاص متزعلش يا صخرة مصر وأنت كمان واحشني وجودي القمر واحشاني قولها عمو إلياس جاي يشوفك بكرة وجايبلك حاجة حلوة معاه
ها هتيجي ولا المدام عاملة ليك حظر تجول بالليل !
- بتتريق ياعم إلياس ،بكرة تخيب خيبتي
تعالت صوت ضحكات إلياس علي مزاح صديقه عن حاله مع زوجته وأجابه بسخرية
- طب حاسب للحكومة تسمعك وتدفعك غرامة !
- تصدق دمك بقي خفيف وأنا معرفش ،علي العموم نص ساعة وهكون عندك ،سلام
أغلق شريف الهاتف مع إلياس وأتجه إلي سلمي زوجته وأخبرها عن تلك المكالمة
- مش هتصدقي مين اللي كان بيكلمني دلوقت !
- مين يا تري بيكلمك دلوقت ،خير هو في حاجة
- إلياس الجابري نزل مصر
فوجئت سلمي بذلك الخبر وأجابته
- بجد والله ،أخيرا الواحد كان زهق
خمس سنين والبنت متعلقة ياريت الموضوع يكمل علي خير ووسام قلبها يرتاح
- يارب ،المهم أنا نازل أقابله دلوقتي وإحتمال أتأخر شوية
- طيب مع السلامة ،في أمان الله
ذهب إليه فوجده بإنتظاره في مكانهم القديم في مركب العم جمعة ومرسي النيل الساحر
رحب بهما العم جمعة وقام شريف بمزاحته قائلا
- كابتن إلياس أهو يا عم جمعة اللي كنت داوش دماغي بيه
كل ما أجي تسألني عليه
- كابتن إلياس دا غالي علينا كلنا ،دا مشرفنا بره في بلاد الخواجات وصوره كل يوم بتنزل في الجرايد
دا أنا كل ما ينزل خبر عنه أقعد وسط الرجالة وأقراه ليهم
طبعا كل الناس بتحبه وتتمناله الخير
نظر إليه إلياس نظرة إمتنان وقال له
- ربنا يخليك يا عم جمعة ،أهتمامك بيا وبأخباري شئ يفرحني بجد
- دا بتشرف بيك يا كابتن وسط الرجالة وأقولهم كابتن إلياس ما بيحبش غير قعدة المركب بتاعي ،حتي وهو مسافر بيوصلي السلام مع كابتن شريف
تدخل شريف في الحديث ممازحا
- ما خلاص ياعم جمعة كفاية حب بقي ،مش هنأخد لفة بالعروسة بتاعتك
- عيني يا كابتن ،ثواني وهشغل المركب ،أتفضلوا جوا وانا هشغلكم الست أم كلثوم عشان الجو يحلو بزيادة
أضجع إلياس علي جانب المركب النيلي وأخذ ينظر إلي السماء
- مش هتقولي السر يا إلياس
- جيتك دلوقتي وراها سر ،انا صاحبك وفاهمك يا إلياس وبلاش لف ودوران وقول من الآخر ،الموضوع ليه علاقة بوسام
نظر إليه ولم يعقب علي حديثه ،فعاود شريف الحديث مرة أخري
- مدام سكت يبقي ليه علاقة ،أنتي ناوي على أيه يا صاحبي !
- ناوي على كل خير إن شاء الله
بابا طلب منهم نحدد ميعاد الفرح خلال يومين
- تعجب من البرود الذي يظهره ،اراد أن يهزه ويجعله يبوح بما يجول بخاطره
- إلياس
- شريف
- علي العموم براحتك واللي في دماغك أعمله ،بس اتمني مترجعش تندم في الآخر
ترك شريف الحديث في ذلك الموضوع الشائك بالنسبة إلى إلياس وبدأ الحديث عن آخر أخباره وأخبار كرة القدم في مصر
عاد شريف إلي منزله عندما وجد الساعة أصبحت الواحد صباحا
فأثر العودة إلى منزله وأصر على إلياس بضرورة حضوره إلي منزله حيث قام بدعوته إلي تناول الغداء ومقابلة جودي
بعد رحيل شريف بدأ في التفكير في حديثه معه ،هل حقا سيندم في نهاية الأمر
نظر إلي السماء شاردا وتذكرها ،تذكر فتاة نحيلة بذي صبي تخبره بعشقها للسماء والنظر إليها ومحادثتها للقمر
لا يعلم لماذا أبتسم علي حديثها تلك وقال بسخرية
- لا رومانسية فعلا وكمان بتكلم القمر
ومازاد الأمر دهشة هو صدوع صوت السيدة أم كلثوم بأغنيتها
تتحدث بها عن النجوم والقمر والحب
الليل وسماه ونجومه و قمره
قمره وسهره وأنت وأنا
ياحبيبي أنا يزقينا الهوي
ويقول بالهنا
يا حبيبي يالا نعيش بنجوم الليل
وعيون الليل ونقول للشمس
تعالي تعالي ،تعالي تعالي
بعد سنة،مش قبل سنة
في ليلة حب حلوة
بألف لليلة ليلة
لايعلم كيف أخرج هاتفه وهاتفها
أجابت هي الأتصال وتعجبت من كونه يهاتفها بذلك الوقت فترددت في إجابته ثم أستقبلت المكالمة
- آلو،،،
- لم تجد إجابة منه وكادت تغلق الهاتف لولا أنها أستمعت إلي صوت غناء ينبعث من الهاتف خمنت أنه للسيدة أم كلثوم
تتغنى بالحب
يا حبيبي يالا نعيش بنجوم الليل
وعيون الليل ونقول للشمس
تعالي تعالي،تعالي تعالي
بعد سنة مش قبل سنة
- أستمعت لكلمات الأغنية التي لامست شيئا في قلبها وهمست
تناديه بإسمه
- إلياس
معرفش ليه الأغنية دي فكرتني بيكي زمان وأنتي بتقوليلي عن حبك للسما والنجوم وكلامك مع القمر
عارفة المكان هنا ناقصه أيه !
ردت ببراءة تربكه ،تجعله يحتار في أمره معها
- مكان أيه اللي بتتكلم عنه يا إلياس أوعي يكون ،،،،
أبتسم بلؤم وأخبرها
- سكتي ليه ،أنا قاعد هنا مع النجوم والقمر والنيل مش ناقص غير الوجه الحسن ،ومفيش وجه حسن في حياتي غيرك فقولت أكلمك وأسمع صوتك
خجلت من كلمات غزله إليها ،لما تشعر أنه يحاول هدم خط دفاعاتها بهجماته تلك
- عايز أقولك حاجة علي فكرة
- حاجة أيه !
- واحشتيني
لم تعلم بما تجيب علي كلماته تلك ،أحس هو بإضطراب أنفاسها علي الهاتف فأبتسم على ذلك
هو العمر أيه غير ليلة
بكل العمر بألف ليلة وليلة
بألف ليلة وليلة
وعلم هو حينها أن أول حاجز بينهما قد هدم وأن تلك الليلة ما هي إلا بداية لألف ليلة أخرى.
نهاية الفصل.
