الخوف
الفصل العاشر
الجزء الثاني
كنت واقفة قدام سمر مش عارفة المفروض اتصرف ازاي، لكن سمعت صوت الرسالة على الماسنجر واول ما جريت عليه بصيت لقيت صفا بعتالي:
- جاهزة يا سارة؟
رديت عليها وانا قلقانة:
- أكيد انا جاهزة، بس لأيه بالظبط؟
صفا بسرعة:
- متسأليش قولتلك، لحد ما نخلص مش عايزة غير الطاعة، وخلي بالك اي غلطة فى التحضير محدش هيتأذي غيرك.
رديت بسرعة:
- حاضر..حاضر.
بعتتلي صفا:
- هاتي ورقة واكتبي عليها اللى هبعتهولك.
عملت اللى طلبته مني ولقيتها بعتالي:
( 69منع..69نار..32حسددددد..32فرااااق..69دممممم...تمممممم..خراب)
طبعا اللى بتقوله بنفذه، فكتبت الكلام زى ما هو بالظبط فى الورقة، وكأنها كانت شايفاني قبل ما اقولها اني خلصت لقيتها بتقولي:
- طبقي الورقة دي يا سارة، وحطي عليها العضمة اللى عندك على الترابيزة، وبالخيط الاحمر لفيها 7 لفات واعقديها 7 عقد، ولفي فوقها 7 لفات بالخيط الاسود واعقديه 7 عقد، لفيهم كويس فى قماشة سودة وخليهم تحت مخدتك، نفذي وارجعيلي.
عملت كل الخطوات بالتفصيل، برغم ان ريحة العضمة دي كانت مؤذية جدا، ومنظر سمر اللى مرمية على الارض موترني جدا، الا اني نفذت المطلوب، خلصت اللى طلبته ورجعتلها لقيتها بتقولي:
- هتدخلي الحمام وتولعي 3 شمعات على هيئة مثلث وهتقولي العزيمة اللى هقولهالك دي 7 مرات، ومن بعدها كل اللى انتي عايزاه هتلاقيه حصل، واللى فات برضو كنا احنا اللى وصلناكي ليه، اهدافك هتوصليلها واختك بقيت ملك لينا وبقيت عدوم لجوزها.
فرحتي باللي هي قالته فى الاخر خلاني مخافش من موضوع العزيمة والحمام والضلمة والكلام ده كله، بالعكس بالرغم من احساسي بالغلط اللى بعمله الا اني مكمله بأقتناع تام وحاسة انهم يستاهلوا اكتر من كده، نفذت اللى قالته بالحرف مع اني كنت مرعوبة، قولت العزيمة بالعدد اللى طلبته مني وبعد ده ما حصل حسيت بأن فيه حد بيلف حواليا وكأن فيه ايد بتلمسني...لالالا مش ايد واحدة، دى ايادي كتير بتلمس جسمي، كنت مرعوبة لكن واقفة ثابتة فى مكاني خايفة اتحرك ابوظ اي حاجة من اللى هي قالتلي عليها، استمر الوضع على كده واصوات كتير همهمات مش مفهومة، استمر الوضع ده مش كتير لحد ما لقيت الباب اتفتح لواحده والشمع اختفى والنور اشتغل لواحده، جريت على اوضتي عايزة اعرف من صفا هل نفذت المطلوب من بالظبط ولا غلطت فى حاجة؟ مهتمتش لعدم وجود سمر فى الارض مكان ما كنت سايباها، اول ما قعدت قدام اللاب توب لقيت صفا بعتالي:
- هايل...اتقبلتي يا سارة، لكن من دلوقتي ممنوع عليكي الوضوء...ممنوع تسمعي الاذان ولو سمعتيه تسدي ودنك، مفيش حاجة فى المكان اللى بتنامي فيه يكون عليها اية من ايات القرأن او مصحف او اي حاجة مذكور فيها كلام من القرأن...انتي بقيتي من اعوانهم وعبدتهم، ومش عليكي غير انك تسلمي نفسك ليهم وتستسلمي ليهم وتطيعي اوامرهم طاعة عميااااااااااء....وبكرة الساعة 10 بليل يكون معاكي حاجة من اثر رامي...يكون ريحته وعرقه فيها.
اختفيت كعادتها لكن سابتني مع اسئلة كتير مش مفهومة، هما مين اللى اسلم نفسي ليهم؟ مين اللى بقيت بعبدهم؟ مين اللى انا من اعوانهم؟ حاجات كتير مقدرتش الاقى اجابة ليها وابتديت ادخل ادور عليها بنفسي على النت...كتبت كل الحاجات اللى كانت طالبة مني اني اعمله وانا نفذتها بالحذافير....واكتشفت الكارثة، كل دى كانت طقوس للكفر، انا عملت طقوس توسل للشيطان علشان يقبل اني اكون من الكفار.....اترعبت وجسمي كله تلج وانا بقول لنفسي:
- بقيتي كافرة يا سارة؟
رن تليفوني وطلعني من تفكيري وصدمتي اني لقيت اسم رامي، رديت بسرعة وانا خايفة وقولتله:
- ايه يا رامي؟ حصل ايه؟ ريما ومحمد؟ ماما؟
رامي:
- متقلقيش يا سارة، كلهم بخير، ريما بس لازم تبقى تحت الملاحظة ومحمد طلب انه يكون لواحده شوية، وماما وضعها مستقر، انا بس اللي....
رجيت بسرعة:
- انت ايه؟ فى ايه؟ مالك؟
رامي:
- انا اللى مش كويس، مخنوق وقلبي مقبوض اوي، محتاج اتكلم معاكي، ضروري.
بصيت فى الساعة ولقيت نفسي بقوله بصدمة:
- رامي انت عارف الساعة كام؟
رامي:
- عارف، بس محتاج اتكلم معاكي، ومش هينفع فى البيت، متقلقيش محمد مش راجع دلوقتي، هستناكي على اول الشارع.
قفل الخط معايا ومستناش مني رد، قمت اتنططت فى مكاني وبقيت برقص حرفيا، نسيت سمر ونسيت هي راحت فين اصلا، كل اللى همني هو ان السحر ابتدا يشتغل بمنتهى السرعة، قررت قرار مجنون وهو اني هنزل اقابل رامي من غير حجاب، طلعت هدوم من الدولاب مكانتش ينفع تتلبس على بعضها، كنت مطلعة بنطلون جينز اسود ضيق على بادي لونه ابيض نص كم، فى العادي الطقم ده بلبس عليه جاكيت جينز طويل لكن قررت اني البسه لواحده، وقفت اتفرج على نفسي فى المرايا كنت جميله، لكن قررت ازود جمالي ده لما فردت شعري على ضهري ورسمت عيني بالكحل وحطيت روج فاتح وكنت زى القمر، لبست كوتشي ابيض لون البادي ونزلت وانا بتسحب علشان محدش يحس بيا، كنت حاسة اني خفيفة زي الريشة من خفة الحركة بتاعتي وكأني رجعت لسن العشرين من تاني، روحت وانا بتلفت حواليا قلقانة ان محمد يرجع ويشوفني لكن الشارع كان فاضي تماما، وصلت لعربية رامي واول ما فتحتها وقعدت جنبه وانا باخد نفسي لقيته معلق عينه عليا ومش شايلها وساكت بس، اخدت نفس واتكلمت بنعومة:
- شكلي وحش؟
رامي بسرحان وتركيز:
- جامدة جدا...اقصد زي القمر.
رديت عليه رغبة مني فى انه يقول كلام حلو:
- يعني بالحجاب احلى ولا كده؟
رامي:
- انتي فى الحالتين جميلة، بس ازاي نزلتي من غير حجاب.
رديت عليه بثقة:
- حسيت ان كده هكون مرتاحة اكتر، وبصراحة قررت اني اعمل الحاجة اللى تعجبني وتيجي فى دماغي وبس، لا هشغل بالي بالناس ولا بكلامهم، هما كده كده بيتكلموا يبقى خليهم بقى يتكلموا على حق وخلاص....سيبك بقى مني، قولي مالك فى ايه؟
رامي بعيون بتلمع:
- مصدوم، مكسور يا سارة، مش قادر اصدق اللى شوفته...
ولأني مش عارفة ايه اللى هو شافه اصلا ولا انا كنت داريانا باللي بيحصل ولا ايه اللى جرالهم لقيت نفسي بسأل بفضول فعلا:
- ايوووووة...ايه بقى اللى حصل وفاتني؟
رامي وهو بيخبط بأيديه فى الدريكسيون بأنفعال:
- اختك يا سارة...اختك كانت هي وريما مع بعض...
رديت بأستفهام حقيقي:
- مع بعض ازاي يعني؟ اتصالحوا؟
رامي بغضب:
- فى حضن بعض، زى الراجل ومراته يا سارة، اختك جابت لمرات اخوكي تهتك فى الرحم...انتي مستوعبة اللى احنا فيه؟ فاهمة الصدمة والكارثة؟
هنا برقت حرفيا واتصدمت، مكنتش عارفة المفروض يكون ايه رد فعلي على كلام زي ده، انا اه بغير من ريما الحقيقة لكن مش لدرجة ان حاجة زي دي تحصل، وبعدين ازاي سمر اصلا توصل ريما لحالة زي دي؟ واصلا من امتى اختى سمر لها فى المواضيع القذرة دي؟ كنت مش عارفة ارد اقول ايه..لكن رامي اتكلم بصدمة وقاللي:
- اتصرف ازاي؟ مش طايقها وحاسس اني ممكن اولع فيها، مش قادر استوعب اللى حصل، غيرتها العميا وبتحملها وبحاول اراضيها بأي شكل من حبي ليها، لكن توصل للقرف والكفر ده...انا مش هقبل حاجة زي دى ابدا.
كنت بحاول الاقي رد، لكن اكتشفت ان اللى حصل ده اكيد وراه صفا، وافتكرت اني لازم احاول اخليه موجود معايا فى البيت، وعلشان كده كان لازم الاقي رد يخليه يستنى:
- رامي انا مش لاقية حاجة اقولها، انا مصدومة صدمة عمري حرفيا، سمر مستحيل تعمل حاجة زي دي، بعيد عن مشاكلنا مع بعض او حتى مشاكلك معاها، وبعيد عن انها مش بتطيق ريما...الا انها مستحيل تعمل القرف ده....
قاطعني بأنفعال وهو ماسكني من كتفي وبيهزني وكأني انا سمر وبيطلع فيها غضبه:
- بقولك شوفناهم سوا فى حضن بعض راجل ومراته، بقولك الست جالها تهتك فى الرحم من العلاقة اللى كانت حاصلة بينهم، بقولك اخوكي طلق ريما وانا اتخرست ومقدرتش انطق...انا ازاي مقابلتكيش انتي الاول؟ ازاي تبقى سمر هي اللى مراتي مش انتي؟ اكيد لو شوفتك الاول وعرفتك صح كنت حبيتك.
على قد ما كلامه خلاني عايزة اخده بالحضن، لكن فى نفس الوقت انا لازم اتقل وارفض اللى بيتقال، وده يخليني انفعل عليه:
- انت اتجننت يا رامي؟ ايه الهبل ده؟ انت شارب حاجة ولا الصدمة أثرت عليك؟ باين عليك مش فاهم انت بتتكلم مع مين وبتقول ايه، انا عارفة ان اللى حصل لو فعلا زى ما انت بتحكيه فهو كارثة بكل المقاييس لكن ميسمحلكش انك تقول كده.
رامي وهو لسه ماسكني من كتفي:
- يا سارة لاء...انا صدقيني احساسي من ناحيتك مختلف، اه يمكن مكنتش قادر افسر معناه، لكن معنى اني بقيت برتاح فى كلامي معاكي، واول ما حسيت بخنقة مفكرتش فى غيرك ده فسرلي ان احساسي بيكي له معنى بعيد عن ان انتي اخت سمر وان انتى اخت مراتي.
طبعا كنت مش عايزة اقاطعه لأني مستمتعة بالكلام جدا، لكن فى نفس الوقت كان لازم افضل على موقفي واستمر فى اصراري عليه، نزلت ايديه من على كتفي وقولتله:
- الكلام اللى انت قولته ده حسابنا عليه لما تفوق، انا هروح اشوف ايه حكاية سمر دي، وانسى اللى قولته يا رامي لأني هخسرك لو اتكرر تاني.
سيبته وفتحت باب العربية وطلعت جريت على البيت، دخلت بصيت على سمر فى اوضتها لاني مشوفتهاش غير لما كانت فى اوضتي، لقيتها نايمة وفى سابع نومة مش عارفة ده نوم ولا اغماء ولا ايه، بس اطمنت لما لقيتها بتتنفس، قفلت عليها الباب وانا مبسوطة انها محسيتش بحاجة، فتحت اغاني على اللاب توب بتاعي وبقيت واقفة ارقص واتنطط زى العيال، كنت مش مصدقة ان بالسرعة دي وصلت للي انا عايزاه...ولسه يا رامي، انا هخليك تزحف ورايا.