الفصل الرابع
لقيت نفسي بدور على مصدر الصوت، لكن مشوفتش حد في اوضتي، بصيت على رامي كان في سابع نومة، باب البلكونة مقفول، قررت أطلع من اوضتي بهدوء وأنا مقررة أني لو لقيت ريما برة هتخانق معاها، برغم أني عارفه أنها مش صاحبه الصوت لكن عايزاها تمشي من البيت، وجودها مش مريحني، كنت ماشية بخطوات هادية لأن كل البيت نايم، قربت ناحية اوضة محمد وريما لقيت مفيش صوت خالص، اتأكدت أنهم نايمين، لكن تأكيدي مستمرش كتير لأن جه صوت من ورايا قاللي:
- أدخلي الحمام من غير ما تبصي وراكي.
رديت بخضة وصوت واطي من الخوف:
- ريما!
الصوت تتكرر بحدة:
- اسمعي إللي اتقال من غير كلام كتير.
لقيت نفسي بنفذ إللي اتقال من غير تردد، برغم أني مرعوبة إلا أني لازم أوافق يمكن أفهم سبب للي أنا فيه ده، وصلت الحمام ولسه بولع النور لقيتها بتقول:
- مش هتحتاجيه في حاجة.
وقبل ما اقفل الباب كانت هي قفلته، الضلمة إللي في الحمام اتحولت لإضاءة زرقا مقبضة، لكن بالنسبالي كانت أفضل من الضلمة والسواد إللي كان محاوطني.
- بصي على المرايا.
قالتها وبصيت وأنا مش في دماغي غير أن ريما بتنتقم مني او قاصدة تتصرف كده بسبب قلة ذوقي معاها، لكن من جوايا مقررة أكمل لحد ما اجيب آخرها وافضحها قدامهم كلهم، وساعتها أخويا أكيد هيطلقها، المرايا كانت شبه اللوحة، مكتوب عليها كلام مش عارفه اتجاهل أني اقرأه بسبب غرابة الطريقة المكتوب بيها، كان بالحرف مكتوب:
( ابليس المعظم...سام.ماكر..غ..ا.د..ر..غافل...خارق الطاعة...إله النار...م.و.ق.د.ه.ا)
بمجرد م انتهيت من قرأة إللي مكتوب حسيت أن الحمام بقى كله ريحة دخان، النور بقى لونه أحمر اوضح شوية من الازرق، لكن مشوفتش حاجة، صوتها متكررش تاني، والكلام اختفى والمرايا رجعت زي ماكانت، لكن مكنتش عارفه مصدر ريحة الدخان ايه، حسيت إني بتجنن تقريباً، لقيت نفسي بقوله:
- قسما بالله ما هسيبك يا زبالة.
خرجت من الحمام وأنا حاسة بغضب رهيب، خبطت على اوضة محمد اخويا جامد لدرجة أن رامي قام يجري على الصوت، وصحيت سارة كمان، وأنا تجاهلت استغرابهم وسؤالهم ليا لحد ما فتحلي محمد وهو مخضوض وواقفة وراه مراته إللي كانت لابسه من غير هدوم تقريباً، أول ماشوفتها التفت ورايا أشوف رامي عنيه فين، لكن لقيته باصصلي ومبرق وكأنه مصدوم من تصرفي، لكن قطع تركيزي مع رامي صوت محمد:
- في ايه؟ ماما جرالها حاجة؟
بيسأل وعنيه كلها نوم، لكن أنا من غضبي لقيت نفسي بقوله:
- أنتم إيه إللي رجعكم؟ جايبها تخربلنا حياتنا؟ مش كفاية عليها أنها خطفتك؟ جاية تخطف جوزي كم....
قاطعني محمد بحدة وكأنه كان مستني يفهم قصدي، لقيته اتحول وهو بيقول:
- اخرسي، كلمة زيادة ياسمر هنسى أنك أختي واتعامل معاكي بطريقة الشوارعجية، حسك عينك تجيبي سيرة مراتي مرة تانية.
سارة:
- هو في اييييه بيحصل؟ إيه ياسمر سبب إللي بتعمليه ده؟
رامي:
- أنتي مش في وعيك ياسمر، واضح أن تعب طنط مأثر عليكي.
رديت بأنفعال ليها وهي واقفة تمثل دور الملاك:
- انتم جايين عليا علشان خاطرها؟ أنتم مش عارفين عملت ايه، الهانم دخلت اوضتي وأنا نايمة مع جوزي، واول ما حسيت بيها استخبت ولما قمت ادور.....
محمد بيبص لريما وبيبص ليا تاني بغضب:
- اللهم طولك ياروح، استهدي بالله ياسمر، ريما مستحيل تعمل حاجه زى دي بطلي تخاريف، وأنا واضح أني غلطت فعلا لما رجعت، متقلقيش هنطمن على ماما وهنرجع مكان ما كنا.
رامي:
- إيه إللي بتقوله ده يامحمد؟ عيب والله، هي سمر تعبانة شوية من وأحنا في البيت واضح أنها كانت حاسه بطنط فكانت متوترة، آسف يامحمد... آسف يا ريما.
سارة:
- ده بيتك يا حبيبي، وريما مكانك مكانها، حقك عليا يا ريما، وأنتي يا سمر....
رديت بعصبية:
- يلا اطلبي أني أعتذر بالمرة، ماهي ظاطت بقى.
ريما برقة وهدوء غاظتني بيهم:
- خلاص ياجماعة حصل خير، مفيش حاجه مستاهلة اعتذار، كده كده جوزي متأكد من أني مستحيل أعمل كده، أما بالنسبة لسمر فأنا مقدرة توترها ويمكن كانت بتحلم وشافتني في حلمها فأنا جيت في بالها لما فاقت.
رقتها زودت انفعالي:
- هحلم بيكي ليه؟ عشقاكي في ال....
سارة بغضب:
- ما خلاص بقى ياسمر متزوديهاش، الدلع بتاعك ده لازم يبقى له حدود.
رامي:
- ادخلوا يا جماعه ارتاحوا، واسفين ياريما مرة تانية، يلا ياسمر ندخل اوضتنا.
كنت ببص ليهم كلهم بأنفعال وغضب وسيبتهم ودخلت اوضتي وأنا هموت من أن كلهم هاجموني، وزود غضبي تجاهل رامي ليا ورجوعه للنوم، كنت هطق، فتحت البلكونة وطلعت اشم هوا يمكن اهدا، كان الشارع فيه هدوء مريب، حتى مفيش صوت للهوا، إحساس كده كئيب وغريب، لكن فجأة اشتغل صوت كان مصدره تليفوني إللي على التسريحة في الاوضة:
(سامو..سام..ساااام..ممكن..هههااااام...الل..خ.ب.ث)
دي الكلمات اللي قدرت افهمها، ومن تاني مع ذهولي شميت ريحة الدخان، بقيت بلف حوالين نفسي علشان اعرف المصدر، لكن الغريب كان أن مصدر الدخان ده هو....أنا.
اه كنت أنا...أو بالأدق شعري، اه ريحة الدخان إللي مالية انفاسي مصدرها شعري،مسكته بأيدي وأنا خايفة ومش عارفه ازاي شعري ولع، لكن مكانش فيه أي حاجة غير الريحة وبس، عارفين ريحة الشياط؟
اهي دي نفس الريحة اللي خارجة من شعري إللي كنت بدور فيه وفي فروة رأسي كأني هلاقي النار ماسكة فيا مثلا، لكن إللي حصل هو أني لقيت فجأة على سور البلكونة وقف غراب .. غراب لونه اسود غريب.. خوفت أكتر وقفلت ازاز البلكونة بسرعة فعمل صوت قلق على قوته رامي مخضوض مرة تانية وهنا انفعل عليا وأنا عيني لسه على الغراب اللي مركز نظره لعنيا:
- لاء بقى ياسمر، الغيرة مش للدرجة دي، أنا بحاول اتعامل مع تصرفاتك المجنونة بهدوء علشان الظرف اللي إحنا فيه، بلاش تتمادي اكتر.
تجاهلت كلامه وكأن نظرة الغراب كانت بتسحرني، اتضايق رامي جدا ومركزتش معاه برغم أنه قام من السرير وغير هدومه وطلع من الاوضة...وفي اللحظة دي وبعد ما رامي قفل الباب وراه إللي عمله الغراب الأسود هو أنه......
يتبع