الفصل الثالث
أميرة العائلة
كن يثرثن كعادتهن عندما لاحظت مروة تأخر وسام في العودة
من المرحاض فتسألت بصوت عال
- غريبة يا بنات مش ملاحظين إن وسام أتأخرت في الحمام
أجابتها سلمي بنبرة متعجبة
- أيوة يا بنات دي بقالها أكتر من نص ساعة ،هي أتأخرت كدا ليه
أخبرتهم أروي
- طب هرن عليها أشوفها أتأخرت كدا ليه
قالت مروة بنفي
- لا أنا هروح أشوفها في الحمام أحسن ،،،،،
لم تكد تكمل مروة حديثها حتي فوجئت بوسام آتية نحوها
وبها شئ خاطئ
أجتمع الجميع حولها حيث ذعرت والدتها لما رآته بها وكذلك
والدها الذي أنتابه القلق حينما رآها
لقد كانت بداية الصدمة عند مروة ،عندما رآتها قادمة نحوها
ووجها وكأن قطار قد دهسه كما يقولون ،كان منتفخا كالبالون
وشديد الإحمرار ،هرعت إليها فورا وأخذت تهتف علي خالتها
وزوج خالتها اللواء عبد الله النويري
- يا خالتي سهام ،يا جوز خالتي ألحقوا وسام مش عارفه أيه
اللي جرالها ،وشها كله وارم عامل زي الكورة
سألتها سلمي بشئ من الهلع
- هو أيه اللي حصلك يا وسام
لم تستطع وسام الرد عليها ،رأسها يؤلمها وتريد بعض المسكنات
لعلها تستريح
أخذ والدها بيدها و أجلسها علي المقعد لتريح جسدها
أغمضت عينيها من الألم وآنت بصوت عال مما دفع أخيها زيد
يخبرهم أن عليهم الرحيل لكي يقوم الطبيب بمعاينة وسام
أتجه بعدها إليها وحملها بين ذراعيه وأتجه بخطواته لخارج
النادي الرياضي وطلب من والده أن يسبقه ويفتح له السيارة
لكي يتسنى له إدخال وسام في الجزء الخلفي منها
حزن الجميع على ما أصاب وسام وتسألوا فيما بينهم عما حدث
لها وأصاب وجهها بذلك الشكل
عادوا للمنزل وصعد بها زيد إلي غرفتها وأنزلها ببطء علي
الفراش لكي تستريح وأخبر والدته أنه سيهاتف الطبيب
لكن وسام أخبرته أنه لا داعي لجلب الطبيب وأنها مع كمادات
بارده وكريم مضاد للتورم ستشفي
أقتربت والدتها منها وأخذتها بين أحضانها وقالت لها
- يا حبيبتي يا بنتي إيه اللي جرالك بس ما أنتي كنتي زي الفل
أيه اللي عمل في وشك كدا
أجابتها وسام بنبرة خافتة
- كنت في الحمام والظاهر في حد موقع صابون علي الأرض
أتزحلقت وأتخبط في وشي
كان والدها قد صعد إليهم بعد إنتهائه من صف السيارة خارج
المنزل الخاص بهم
- طب مش كنتي تأخدي بالك وأنتي ماشية ،علي العموم
الحمدلله أنها جت على قد كدا ومحصلش كسر ولا حاجة
وعاد وسألها من جديد
- هي رأسك بتوجعك قوي يا وسام يا بنتي
أجابته بنبرة هادئة
- شوية يا بابا ،أنا هأخد مسكن وهنام
تدخلت والدتها في الحديث قائلة
- أنا هقوم أجبلك كريم تدهني بيه وشك عشان الورم يخف
شوية ،وكمان حبتين مسكن عشان تقدري تنامي كويس
أستئذن زيد في الخروج من الغرفة بعد أن أطمئن عليها وسألها
إذا كانت تحتاج إلى شئ آخر منه ،فأجابته بالنفي
جلس والدها بجوارها على الفراش في إنتظار عودة زوجته
بعد عدة دقائق عادت والدتها بالدواء والدهان المضاد للتورم
أعطتها المسكن فأبتلعته ببعض الماء وبعدها قامت والدتها بفرد
الدهان علي وجهها
بعد إنتهائها أشارت إلى زوجها بالرحيل ثم أطفأت ضوء الغرفة
وأغلقت الباب خلفها بعد أن خلدت وسام للنوم
للمرة الأولى كان يزور أحلامها بطلا ذو وجه مألوف أقتربت منه
لكي تستطيع مشاهدته رأته وهو يتلاعب بالكرة بكل جزء من جسده
كان الجميع يهتف له ويصفق بيده ولكنها صرخت بأعلى صوت
وأخبرتهم أنها هي أفضل منه وأتجهت إليه وأخذت منه الكرة
وأعادت جميع الحركات التي أداها ،ضيق عيناه ونظر إليها في ضيق
وسألها لماذا أختارته هو دون الجميع لتقوم بإهانته أمام
الجميع وهتف في وجهها بصوت عال
- ليه أنا بالذات ،ليه يا وسام ؟
أستفاقت من النوم على ذلك الصوت الهادر فنظرت حولها
ووجدت أنها مازالت في غرفتها نائمة على الفراش
أستغفرت ربها ثم نهضت من على الفراش وأضأت الغرفة ونظرت
إلي الساعة فوجدتها التاسعة مساء ،أتجهت بعدها إلى المرآة ونظرت إلي إنعكاسها بها
ففوجئت بوجهها وهو منتفخ بذلك الشكل
حدثت نفسها قائلة
- هو كنت ناقصة القرف ده ،وشه كله باظ مش هقدر اروح بيه
مكان دلوقتي ،الحمدلله إن بكرة السبت مفيش مدرسة
أما أروح أتوضا وأصلي العشاء
دلفت للمرحاض لتقوم بالوضوء وعندما خرجت ارتدت إسدالها
وأستقبلت القبلة وصلت
بعد أن قضت صلاتها قامت بتبديل ملابسها وهبطت للأسفل
وجدت عائلتها وهي مجتمعة على طاولة الطعام وتتناول عشائها
أرادت أن تظهر أنها أستعادت بعض من قوتها فقالت بمزاح
- اللي ياكل لوحده يزور
رآها زيد وهي آتية إليهم وتطلق مزحتهافردها عليها
- واللي يبص بعينه ،،،،،
وسام بمزاح
- أهو أنت يارب
أجابها ضاحكا
- بقي كدا يا ست وسام ،أتفضلي يا ست ماما بنتك اللي كنت قلقانة
عليها زي القرد أهي قدامك شوية تانية وهتقوم تتنطط
تسألت بنبرة متعجبة
- بقي أنا قرد يا حضرت الظابط زيد
أجابها مؤكداً
- بصراحة اه وبالذات بمنظر وشك اللي عامل زي الكورة ده
أتجهت إلي والدتها تشتكي لها قائلة
- عاجبك ياستي ماما اللي ابنك بيقولوا ليا ده،بقي أنا قرد يا ماما
أجابتها والدتها نافية
- قرد مين بعد الشر ،مالها بنتي يا زيد هو في حد بجمالها
وحلاوتها ،سيبك منه يا حبيبتي دا أنتي قمر ماشاء الله عليكي
شاكسها زيد مرة أخرى قائلا
- أهو مش قولتلك القرد في عين أمه غزال
دبت بقدماها علي الارض وبدأت في البكاء وسط صوت
ضحكات زيد علي ردة فعلها علي مزاحه معها
نظر إليه والده بعتب وأستقام واقفا ثم اتجه إليها وأخذها بين
ذراعيه وربت علي ظهرها مواسيا لها
- وسام دي أميرة العيلة واللي يزعلها أنا بقي اللي هقلبه قرد
فاهم ولا لا يا زيد
أجابه زيد بنبرة ضاحكة
- فاهمين يا سيادة اللواء ،هو في حد يقدر يزعل البرنسيس
وسام دلوعة ماما وبابا
والدته بعتاب
- زيد وبعدين بقي معاك
وضع يده على فمه مشيرا بعلامة الصمت وكأنه يقوم بغلق
حقيبة ما
تعالت أصوات الجميع على زيد وطريقة مزاحه معهم
بينما نظرت إليه وسام وأخرجت له لسانها لتقوم بإغاظته بتلك
الحركة الطفولية وتخبره
- شوفت بقي إن أنا أميرة بابا ومحدش يقدر يزعلني زي
ما بتقول احمد ربنا إنك قاعد معايا وبتشوفني أصلا
سألها مستنكرا
- لا والله بقي كدا
أجابته بنبرة ساخرة
- أيوة كدا وستين كدا
أنا وسام عبد الله النويري فاهم ولا مش فاهم
- فاهم يا أميرة فاهم
ونظر إليها متوعدا أنها سيأخذ بثأره منها بعد ذلك
فنظرت إليه وأخبرته
- ولا تهمني أصلا،ولا تقدر تعملي حاجة صح يا بابا
وكمان أنا قمر غصباً عنك ،أنت مش شايف لون عنيا الحلوين
دول ولا شعري كستنائي جذاب
أجابها بنبرة ضاحكة
- لا ياشيخة كستنائي جذاب ،الله يرحم أم شعر عامل زي القطة
ردت عليه قوله
- قطة في عينك ،شوف يا بابا زيد بيقول عليا قطة إزاي
أمره والده أن يكف عن مضايقة شقيقته
- خلاص يا زيد بطل تضايق في أختك
أخبر والدته متسأل
- طب سيبكم من حكاية القطة ،في أميرة في الدنيا بتلبس لبس
أخوها الكبير وتغطي شعرها الكستنائي زي ما بتقول
بالكاب بتاعه لما تخرج زي الولاد بالظبط
أجابته والدته
- بكرة تدخل الجامعة وتلبس فساتين زي البنات وأحسن كمان
- لما نشوف
أشار له والده أن يصمت
- كفاية كلام ،خلينا ناكل بهدوء الواحد جعان علي الآخر
أجابته وسام
- يالا يا بابا وانت يا زيد كفاية كلام أنا مش عارفة أنت بتحب
الكلام كدا ليه
زيد بنبرة متعجبة ومشيرا لنفسه
- دا أنا برضه
هتفت والدتهما في كلا منهما
- وبعدين معاك أنت وهي مش هتسكتوا
أجابها في الوقت ذاته وبنبرة واحدة
- خلاص هنسكت المرة دي إنما إعملي حسابك في المرة
الجاية لا يمكن نسكت أبدا
وانتهي الأمر علي صوت ضحكات العائلة علي مائدة العشاء
ونظر إليهم عبدالله داعي ربه أن يديم عليه تلك النعمة
