الخوف
الفصل السادس
الجزء الثاني
مع تفكيري واقتناعي بأني مش هينفع اضر اختي ولا اخرب بيتها كانت وصلت هي وماما من عند الدكتور، اول ما سمعت صوتهم برة طلعت من الاوضة اللى كنت حابسة نفسي فيها تقريبا، كانوا مبسوطين ورامي عمال يقول:
- طيب الحمد لله، انا كنت خايف يكون ضهرها اتأثر ولا حاجة.
طلعت وانا ببتسم:
- خير حصل ايه؟ طمنونى الدكتور قال ايه؟
سمر:
- الحمد لله مفيش حاجة محتاجة انك تساعديني علشانها، الدكتور قال اني تمام والوقعة كانت بسيطة، روحي انتي بقى مع ماما.
ماما:
- يابنتي خليها تساعدك كام يوم كمان لحد ما ترتاحي.
سمر:
- يا ماما ارتاح من ايه؟ انا كويسة والدكتور قال قدامك اهو، يبقى تقعد فى البيت هنا تعمل ايه؟ لا هي براحتها ولا احنا.....
رامي بمقاطعة:
- ده بيتكم يا جماعة تقعدوا فيه بدل اليوم سنة، انتي يا سمر ساعات بيسقط منك كلام ممكن يتفهم غلط.
اخيرا بعد ما زهقت من رميهم ليا لبعض قررت ارد:
- لاء انا فعلا لازم ارجع مع ماما يا رامي، انت برضو عارف ماما مش بتقدر تعمل لنفسها حاجة، والحمد لله ان سمر بخير وكتر خيرك على ذوقك.
سيبتهم ودخلت الاوضة لميت حاجتي اللى تقريبا ملحقتش ارصها، وكنت حاسة بحرقة دم وقرف من معاملتي كحاجة بيحركوها حسب رغبتهم، اه انا عارفة ان سمر مكانتش عايزاني اقعد عندها...لكن برضو مش مبرر يخليها تقولي امشي بالطريقة دي، ولا حتى امي تعزم عليها بيا بالطريقة دي، كنت سامعة صوتهم وانا فى الاوضة وسامعه رامي وهو بيلوم على سمر فى اللى قالته، وكانت سمر بترد بصوت عالي:
- هو انا كل ما هقول كلمة هتعلقلي عليها يا رامي؟ اتكلم مع اختي ازاي علشان كلامي يعجبك يعني؟ دي اختي يا رامي وهي عارفة اسلوبي ومش بتزعل مني، لو ممكن بقى بلاش تدخل نفسك فى كل حاجة بتحصل بيني وبين اختي.
بغض النظر عن ردود ماما ورامي عليها بعد اللى اتقال، وبغض النظر عن فكرة اقتناعها بأن كلامها مش بيزعلني، لكن ان رامي مهتم بالكلام اللى دايما بيكون موجود اسمي فيه دي حاجة فرحتني، واقنعتني انه مهتم بيا كمان، سيبت الجزء اللى زعلني ومسكت فى الجزء اللى اقنعني اتبسط وافرح، وبقيت اقول لنفسي:
- ده بيتضايق علشاني، مهتم بزعلي، مهتم بالكلام اللى بيضايقني....اكيد احساسي متبادل بس مش هيقدر يعترف بده.
خرجت من الاوضة ومعايا حاجتي كلها وقولت لسمر:
- انا مجهزة كل حاجة فى المطبخ، وجيبتلك شوية طلبات من السوبر ماركت...
سمر:
- ليه بس جيبتي حاجة؟ لاء خدي الحاجة معاكي بقى مدام هتروحي.
رديت وانا بضحك:
- انتي مجنونة ولا ايه؟ هو انا جايبة الحاجة علشان قاعدة فى بيتك بس؟ فى بيتك او فى بيتنا واحد.
رامي:
- تسلمي يا سارة، بس مكانش فيه داعي، ده انتي جايبة حاجات كتير انا شوفتها فى التلاجة.
ضحكت وانا بقولهم:
- ده بيت اختي، يعني بيتي...وانا متعودتش ابخل بحاجة على نفسي.
الكلام كان بالشكل ده وكنت بضحك معاهم وكانت سمر بتحاول تكون لطيفة ومتقولش حاجة تضايقني، ومش عارفة هل ده كان اقتناع منها بكلام رامي؟ ولا كانت بتحاول تخلي رامي ميتضايقش منها فبتمثل قدامه؟ مش مهم...المهم اني مبسوطه بأهتمامه بالدفاع عني دايما، مشيت انا وماما ورجعنا البيت واخدت قرار بأني ه اخد اجازة كام يوم وابدأ اهتم بماما شوية واريح اعصابي وافصل، فعلا عملت كده وحاولت اشغل نفسي على قد ما اقدر، طول الوقت بقعد مع ماما نضحك ونهزر ونتفرج على التليفزيون، لو سمر جاية بحاول اشغل نفسي اكبر وقت فى اي حاجة تخليني مقعدش معاهم فى حالة وجود رامي، او حتى اول ما بلاقيها هتتكلم عنه بسحب نفسي من القاعدة، يعني بقنع نفسي بأنه مينفعش يكون فيه احتمالية تفكير فيه.....لكن الكارثة بالنسبالي كانت بتبقى بليل، اول ما بلاقي نفسي قاعدة لواحدي، الهدوء والجو بتاع الليل ده بيخلي عندي طاقة رهيبة فى التفكير فى نفسي بس، فى مشاعري واحتياجاتي كبنت وبس، تفكير بيخليني اقتنع بأي حاجة مينفعش اقتنع بيها اصلا، كنت اسأل نفسي دايما:
- يا ترى بيفكر فيا؟ طيب شايفني ازاي؟ بيشوفني حلوة؟ بيشوفني واحدة ست عجباه ولا بيشوفني بس اخت مراته؟
كنت افكر واتكلم مع نفسي كتير وطول الليل مقدرش ابطل تفكير فيه، لكن اصحى الصبح وانا مش شاغلة نفسي بيه واتناساه تماما، فكرة اني بقيت مش بتعامل معاه براحتى دخلتني فى مرحلة اكتئاب مش بحس بيه غير بليل، وتقريبا طريقتي الجديدة فى التعامل حس بيها فمبقاش ييجي كتير زي الاول، وده ضايقني اكتر، لكن بتعايش...لحد اليوم اللى لقيته منزل فيه بوست بيقول:
(ليس عليك ان تشرح شعورك في كل مرة، من اراد ان يهتم لأمرك سيفهم حتى صمتك، ويراه لغة مفهومة جدا)
وكاتب فوق المقولة دي:
- أنا فاهم سبب الصمت.
حسيت بالبوست ده ان قلبي بيرقص حرفيا، شوفته وهو بيقولهولي بالكلام، اقنعت نفسي ان الكلام ده موجه ليا وصدقت اقناعي لنفسي، مقدرتش اعمل اي حاجة غير اني عملت(love)
على البوست، كانت عيني بتطلع قلوب وانا عمالة اكرر البوست واقراه مرة واتنين وعشرة...لكن اللى كان بالظبط شبه السكينة اللى اتغرست فى قلبي هو تعليق سمر اللى عملتلي منشن فى البوست وهي بتقولي:
- خير يا ابلة سارة، الكلام خبط فيكي ولا حاجة؟
حسيت ساعتها ان جردل مياه متلجة اتقلب على دماغي من الكسفة والاحراج، معرفتش المفروض ارد اقول ايه بس كان لازم اظهر بأني اتعاملت عادي فقولتلها:
- المقولة عجبتني يا مورا...هو مش انتي بتفهمي اللى بتحبيهم حتى لو ساكتين؟ انتي بتعملي معايا كده.
قولتها وعملت ايموشن بيضحك، تجاهلت هي الرد عليا وانا كنت متضايقة جدا، مقدرتش انام من التفكير فى الكومنت السخيف بتاعها، ولا تجاهلها لردي...تفكيري الكتير اللى ضيع النوم من عيني خلاني افتكرت ....صفا...الطلسم....السحر.
الموضوع خلاص اترتب فى دماغي وحسيت ان ده الطريق اللى لازم اخده، اخدت قرار باني افتح اللاب توب لكن سمعت صوت اذان الفجر....وكأنه اشارة ليا بأني معملش اللى بفكر فيه، حدفت نفسي على مخدتي وحطيت المخدة التانية على رأسي ابعد شيطاني عني بيها يمكن، ومهديتش غير لما قدرت انيم نفسي بصعوبة وصحيت الصبح على ماما وهي بتصحيني وتقولي:
- يا سوسو...اصحي يا حبيبتي متقدملك عريس.
فتحت عيني وبصيت لماما بحاول افوق، لقيتها بتضحك اوي بحماس وهي بتقولي:
- قومي بقى افرحي معايا، يارب بقى المرة دي يتمم على خير.
ابتسمت وقربت منها بوستها لما قعدت جنبي على سريري، حسيت من جوايا بالاحباط بسبب اللي بيحصل كل مرة، انا مش فاكرة اتقدملي كام عريس، كان واحد كان منبهر بيا حرفيا وبعد ما بيمشي نلاقيه باعت الرد او بيتصل يقول كل شئ نصيب، اتعودت لكن خلاص بقى مبقاش عندي طاقة لحكاية كل مرة دي ارفض واترفض الموضوع بقى بايخ، بس ماما قطعت تفكيري ده وهي بتقولي:
- هو انا بحب الواد رامي ده من شوية؟ بصي اول ما وقع قدامه عريس كويس فكر فيكي ازاي!! ده الاخ اللى بجد...اخص عليك يا محمد يابني....
ركزت اول فى الكلام وعلقت:
- راااامي....رامي اللى جايب العريس؟
ماما:
- ايوة يا حبيبتي، ده صاحبه، وبيقول عليه كويس جدا...
ماما كملت كلام كتير مش فاكرة منه حاجة، كل اللى في بالي هو ان رامي اللى انا بحبه وكنت متخيلة انه بيحبني هو كمان راح يجيبلي عريس...طلعت مش فى دماغه، مش حاسس بيا زى ما كنت بوهم نفسي، كتمت دموعي وقهرتي جوايا لحد ما عرفت ان المقابلة هتكون فى بيت سمر ورامي...واخدت قراري بالانتقام....من سمر؟! لالالا....من رامي اللى حسيت بكسرة نفس واهانة برفضه ليا، طبعا مبرر غير منطقي تماما انا مفيش بيني وبينه حاجة اصلا علشان يرفضني او يقبلني ولا ينفع، لكن كنت متخيلة بقى انه فاهم مشاعري ناحيته وبالطريقة دي هو بيرفضني...ومن هنا جالي الاقتناع التام بأني انتقم...وابتديت التنفيذ من يوم المقابلة، ولأني كنت فى بيتهم فكنت بجهز عندهم، دخلت الاوضة غيرت هدومي، فردت شعري وانا اصلا محجبة، ولبست فستان مجسم جدا ومش كت ولا نص كم فكان يعتبر كتفي كله باين، وحطيت كل حاجة لها علاقة بالميكب على وشي وكنت طالعة زي القمر، دخلت سمر الاوضة شافتني اتصدمت والغيرة بانت فى عنيها فى جزء من اللحظة ولقيتها مش قادرة تداريها وهي بتقول:
- ايه اللى انتي عاملاه فى نفسك ده؟ وبعدين انتي هتقعدي كده قدام رامي؟
ابتسمت وانا قاصدة اغيظها:
- في ايه يا مورا؟ عريس وجاي يشوفني، لازم اوريله امكانياتي علشان اضمن انه ميطيرش زى اللى قبله، مش عايزاني اتجوز انا كمان زيك ولا ايه؟ ولا انتي غيرانة يا حلوة؟؟؟ خلي عندك ثقة فى نفسك.
حاولت اهزر لكن الغل اللى جواها كانت مش قادرة تداريه نهائي، طلعنا من الاوضه قعدنا مع بعض اللى لمحته فى عين رامي هو الصدمة من شكلي، حاول يبعد عنيه عني لكن مقدرش، كنت مش عايزة اخليه يلاحظ تركيزي معاه علشان اسيبه يركز معايا هو براحته واشوف رد فعله، كنت مبسوطة اوي وهو مش عارف يمنع نفسه من انه يشوف جمالي، كانت سمر قاعدة على نار لحد ما وصل العريس، خالد...عنده 33 سنة، زميل رامي، عرفونا على بعض وسابونا نقعد شوية سوا نتكلم...بصراحة مقبول وظروفه كويسه، وسيم مش وحش، اقتنعت بيه...وكلمت نفسي وانا بقول:
- معقول ممكن يبقالي بيت فعلا؟ معقول ممكن اتجوز؟ يارب يكون من نصيبي وابطل التفكير العبيط بتاعي ده بقى...
فى الوقت ده دخل رامي وسمي وقعدوا معانا وانا فى دماغي اني خلاص كده دى الفرصة اللى لازم استغلها واقرب من ربنا واشيل من دماغي جوز اختي وافكر فى نفسي ومصلحتي بعيد عن خراب بيت حد تاني، وابتديت سمر تتكلم مع خالد واول جملة قالتها كانت:
- طبعا احنا عارفين ان كرم منك انك تقبل......