" " " " " " " " رواية عالم الأقدار الفصل التاسع
📁 آحدث المقالات

رواية عالم الأقدار الفصل التاسع

 

 

 

الفصل التاسع

 

حقيقة الحقائق

***

-ويحي ! ياويلات ما أدركت وما سمعت ويلي مما سمعت وعرفت, معنى قولك أنك لستَ وحدك!

-كفُ عن الولولة يابني واسمع لعلك تعي,كنتُ أظن نفسي واحد وحيد صحيح وحدي طيلة مائة عام ! ولكنني أدركتُ مؤخرا أنني كنتُ واحد ولستُ أحد! كنتُ ومازلتُ (قدر) بحاجة الى قدر يحرك لي حياتي الباقية في دنيا فانية ليتها القاضية ومعاونتي لك علَّها المُنجية! فجهلي عن المستقبل لا يفرق كثيرا عن جهلك بسر الوجود ! ومثلما ظهر لي أخٍ يدعى (خير) من الوارد أن يظهر لي شقيقُ آخر يدعى 

(شر) أو قد يظهر توأم جديد يسمى حق .. أو باطل .. أو يقين .. فلا أعرف مثلما أنت لا تعرف وعليك أن تعرف أنك لم تعرف شيئًا على الإطلاق!

-وماذا عن الهدف ؟! ماذا عن الثوابت والثبوت والإثباتات ؟!

-لن تجد ثوابت لشيء ولا ثبوت يثبت شيء ولا إثباتات عن شيء !! .. قال ذلك مما حَملني على الصراخ أمامه في وجهه غاضبا: كيف؟ ولمصلحة من كل هذا الغموض الذي نعيشهُ ؟! : صدقني يابني لمصلحتكم! لمصلحة الإنسان عدم معرفته بحقيقة أي شيء لأن المعرفةَ موتٌ بالبطيء والعلمُ سلاح ذو حدَّينِ!

إنها إرادة أرادها الساحر الأعظم أو البديع الأعظم منذ الأزل! المعرفة الوحيدة التي أرادها للإنسان هي المعرفة بالجهل, أن تعرف أنك على جهلٍ تامٍ تعيش! أو تعرف أنك لم تعرف على الإطلاق!

تلك ألاعيب وأعاجيب يقدمها لنا ذلك الساحرُ الأعظم من مسكنه المقدس من بين البين وحيث الحيث!

يقدم لنا علبة كبيرة تُجذبنا لمعرفة مابداخلها فنجد عند فتحها (علبة) علبة آخرى أصغر, نفتحها فنجد علبة أصغر وأصغر! الى مالانهاية أو الى أن يدركنا الملل أو ينهكنا البحث عن حقيقة العلبة ومعرفة سرها! وعليهِ, فلا تُصدق كل ماتسمع ولا تيقن بكل ماترىَ, إذا لزمت مقامك فقد لزمت والتزمت وإذا عرفت مقامك واعترفت فقد عرفت!

-أعرف ماذا ؟أتريد مني أن أنتحر؟ أم تريدني أزهد وأتَصوف؟  هذا ما قلتهُ للشيخ بغضب!

-أُريدُكَ فقط أن تُحقر من شأن الدنيا حتى لا تصطدم بمفاجأتها وتتفاجأ بمصائبها, لكي تصبر وتتماسك عند الحزن وتتروى وتهدأ عن الفرح! فلا يغرنك بالله وبالنفس الغرور! تلك هي أبلغ حقيقة تعيش من أجلها والتي لولا عدم درايتكَ بها ما وجدتَ الطعام بلا مذاق والسكر مُر عد الى حياتك واذهب الى حيث اتيت ودعك من أطباء النفس فأنت طبيب نفسك ومن الآن فصاعدا لن تجد الحياة تفاجئك بضربات ولا أزمات طالما أنك لزمت مقامك وقد عرفت أنها ببساطة ليست أكثر من مجرد

(دنيا)!

للعوبة كاذبة فانية دنية متدنية, لاخير فيها ولا خير فيمن يظن وجود الخير فيها!

****

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات