" " " " " " " " الخوف الفصل الخامس
📁 آحدث المقالات

الخوف الفصل الخامس

الخوف


الفصل الخامس

لقيت الغراب طار من قدامي، فوقت لرامي اللي كان خرج وأنا مش عارفه راح فين، كل إللي خدت بالي منه هو أن رامي مش في الاوضة، قررت أطلع بسرعة أشوفه لكن إللي كان مرسوم على الباب أغرب بكتير من أنه يسمح ليا أخرج من غير ما أركز فيه، كان مرسوم دايرة جواها نجمة خماسية محاطة بجمجمة كأن فجوة العين فيها بصالي وشايفاني، إللي كان مكتوب في زوايا النجمة حروف متفرقة لكن لما جمعتها لقيت أنها:
(ا...ب..ل..ي..س)
وفي منتصف النجمة مكتوب كلمتين واضحين:
- العظيم القاهر.
وكان في باقي الفراغات جوة الدايرة مكتوب:
- ج..ن...ا...ز..خراب...خرااااب...د..م... شيطانية..ل.ع.ن.ا..ت..ف.ر...ا..ق.
 البخار إللي زاد في الاوضة اقنعني أن الموضوع بعيد عن العقل، إللي بيحصل مالهوش علاقة بعلم أو منطق، قلبي اتقبض والموضوع بدأ ياخد معايا شكل تاني، وقفت في مكاني منتظرة حاجة جديدة تظهر، لكن مظهرتش أي حاجة مش عارفه مر وقت قد إيه على وقفتي دي، لكن إللي حصل هو أني نسيت رامي، مهتمتش بقى بخروجه ولا أني أعرف راح فين ولا حتى اراضيه او احاول أتكلم معاه في إللي بيحصل، لكن نسيته تماماً وفضلت مستنية لحد ماطلع النهار وفوقت على صوت خبطات على الباب مع تكرارها اختفيت كل حاجة كانت مرسومة، ليلة فاتت طويلة ومش مفهومة بكل اللي فيها، مشيت ناحية الباب وفتحته ولقيتها سارة اختي، سيبتها ودخلت وهي دخلت ورايا وقفلت الباب واتكلمت بجدية:
- احكيلي بقى كده أنتي إيه حكايتك؟ معنى اللي عملتيه مع اخوكي ومراته ده ايه؟ ومعنى إنك تسيبي جوزك يطلع ينام في الصالة ده ايه؟ مالك ياسمر؟
بصيتلها بتركيز وبحاول الاقي حاجة أقولها من غير ماتقول عليا مجنونة:
- مش مرتاحة لريما، وجودها قالقني، وحاسة أن فيه حاجات أسواء من إللي حصلت لماما هتحصل.
سارة:
- مجرد احساس ياسمر، البنت لسه واصلة امبارح، وملحقش يحصل منها حاجه علشان تبقى بالحالة دي، خلي عندك ثقة في نفسك شويه.
اتعصبت جدا من كلامها وحاولت امسك لساني من أني أرد عليها رد يجرحها فأكتفيت بكلمة:
- طيب اخرجي هجهز علشان ننزل لماما.
سارة:
- اطلعي صالحي جوزك الاول.
مش عارفه ليه مكنتش شاغلة بالي غير باللي بيحصل معايا، وده خلاني ارد بتقصير:
- هطلعله يا سارة، اخرجي بقى.
خرجت سارة من الاوضة ووقفت ابص لنفسي في المرايا، مش عارفه ليه شايفة فيا حاجة غريبة لكن مش قادره احدد هي إيه بالظبط، غيرت هدومي وطلعت من الاوضة وكان رامي قاعد بيشرب عصير، للحظة حسيت أنه قصّر معايا والمفروض أني الومه على تقصيره، ومن غير تردد وجهتله كلام يضايق:
- كمان قاعد تروق دمك وتشرب عصير، لا مهتم ولا شاغل بالك بيا ولا بنفسيتي، طبعاً وأنت يهمك ايه؟
سمعتها من ورايا بتزعقلي:
- أنتي بقيتي لا تطاقي ياسمر، مصممة تزعلي كل إللي حواليكي، استهبلي اكتر وزعلي اخوكي اكتر، ووضحي لمراته قد إيه أنتي معندكيش ثقة في نفسك.
رامي بزعل:
- أنا هنزل يا سارة، مقعدتش امبارح غير تقدير لكلامك، هروح اطمن على حالة ماما واطلع على شغلي، ولو محتاجين حاجة اتصلوا بيا.
سارة بتبص ليا بغضب:
- انتي هتسيبي جوزك ينزل كده؟ معندكيش حاجة تقوليها؟
قبل ما ارد أو أراجع نفسي جالي صوتها إللي بكرهه:
- صباح الخير، أنا حضرت الفطار ياجماعة، يلا تعالوا نفطر قبل ماننزل.
بصيتلها بحقد وبصيت لرامي اللي فهم نظرة الغيرة اللي في عيني فقال بأدب:
- معلش ياجماعة مضطر انزل حالا، لو فيه حاجه اتصلوا بيا.
قبل م أي حد يرد كان خرج من البيت، راحت سارة تفطر معاهم وانا رجعت اوضتي بفكر ازاي انتقم منها وبقول لنفسي:
- هُما العرب كده، شُغلتهم السحر والأعمال، مستحيل يكون اخويا ماشي وراها بالشكل ده من غير ما تكون سحراله، وعايزة كمان تخرب عليا بالسحر.
فضلت افكر في طريقه اكشفها بيها لحد ماخبطوا عليا وقالوا انهم جاهزين للنزول، وصلنا المستشفى وكل تركيزي مع ريما اللي كانت متجاهلاني تماماً، لكن سارة ومحمد كانوا بيتكلموا طول الطريق، حتى في المستشفى كانوا بيسألوا عن تفاصيل التفاصيل لحالة ماما، ومنتبهتش للي بيتقال غير لما سمعت الدكتور بيقول:
- الجلطة أثرت على رجليها، مع العلاج الطبيعي وشويه وقت هترجع كويسه، لكن هنحتاج وقت تفضل فيه تحت الملاحظة.
رديت بصدمة:
- شلل...؟!
الدكتور:
- لاء طبعا يادكتورة، ده حضرتك زميله حتى وفاهمة الآثار الجانبية المحتملة للجلطات، والحمدلله أنتم لحقتوها.
أنا عارفة أن ده وارد ومع الوقت هترجع كويسة حتى لو مش زي الاول لكن مش لدرجه شلل، بس كل افكاري كانت سوداوية جدا، وده كان متلاحظ، اطمنا على ماما وشوفناها، وعرفنا أن رامي جه اطمن عليها قبل مانوصل، خلص ميعاد الزيارة ومشينا وفي العربية لقيت محمد بيوجهلي الكلام:
- بصي يا سمر، أكيد مش هقدر اسيب أختك في البيت لواحدها على الأقل لحد ما تطلع ماما....
رديت بمقاطعة:
- أنا ورامي هنكون معاها.
رد محمد بعصبية:
- وهو محمد اخوها علشان يبقى وجوده طبيعي وأنا إللي امشي؟ مش اصول يا دكتوره.
ريما: 
- محمد طيب نرجع بيتنا وتيجي سارة معانا.
فجأة وقفت العربية وصوت الفرامل كان بيكحت الكاوتش في الاسفلت، وأحنا كل واحدة فينا كانت تقريباً مش في مكانها من قوة الدفعة إللي حصلت بسبب الفرملة مرة واحدة بالطريقة دي، وقال محمد بغضب:
......
يتبع
تعليقات