" " " " " " " " رواية عالم الأقدار الفصل السابع
📁 آحدث المقالات

رواية عالم الأقدار الفصل السابع

 

 "عالم الأقدار" 

الفصل السابع

 

جلَّاد الشُرفاء

***

 

 

وقف قدر أمام الباب الموصد كالعادة ففُتِحَ الباب لتظهر أمامنا

(العروسة)!

 هي قطعة خشبية يثبت بها الشخص بواسطة الحديد والحبال ليعطي ظهره الى الجلاد

كي يقوم الجلاد بضربه بالسوط دون رحمة أو شفقة, هذا ما وجدتهُ بداخل الغرفة الموصدة ثلاثة أشخاص شابين وفتاة يعانون النحافة والهزلان مقيدون بالعروسة الخشبية كل مربوط بعروسته الخاصة وحده بدون ملابس مصلوب, بينما خلفهم وجدتُ رجلا عابس عابث منكوش الشعر ذو رائحة منفرة خشن اللحية يمسك بسوط مخيف المنظر

يقوم بضرب الثلاثة كل منهم 200 جلدة بلا شفقة ولا هوادة أو إنسانية ودون أن تهتز له شعرة من رأسه التي يسكنها (القمل) بكميات كبيرة

وعند سؤال قدر عن  الجلاد قال بلهجة بائسة حزينة مُرة (كطعم الحقيقة)

-فأما الجلاد يدعى (وطن) وأما ضحاياه الثلاثة فهم بالترتيب .. شرف .. الشاب الذي ناحية اليمين.. أمانة .. الفتاة الموجودة بين الشابين منتصف الترتيب.. أما عن الشاب الذي ناحية الشمال فهو

(صفي الدين) هذا اسمه وصفته أيضًا مثلما هي أسمائهم وصفاتهم!

-ولماذا يفعل الوطن هذا الفعل الشنيع لماذا يعذبهم هكذا؟ بهؤلاء؟

-تلك هي آفة آخر الزمان!

-وهل نحن في آخر الزمان؟!

-آخر الزمان ياولدي موجود في كل وقت وزمان!

الحزن حقيقة والحقيقة مؤلمة موحشة بشعة مثلها مثل المعرفة فالعارف دائمًا ما يتألم إثر تمتعه بالمعرفة 

(المعرفة موت بالبطيء)!

 

****

  كل ذلك جعل الدنيا تَدورُ بي وكأني داخل دوامة لا نهائية, فقدتُ الوعي لوقت لا أستطيع تحديده وعندما إستفقتُ من غيبوبتي المؤقتة رأيت

(قدر أمام عيني مباشرة) ينظر إلي كأنه يراني ! لكني أصبحت إعتادُ على مقابلة ما يُذهلُني أمسك بي وقال.

-أنهض يابني لقد جاءت اللحظة الفارقة .. لحظة حقيقة الحقائق التي كنت وعدتُكَ بها!

ألم تكن تريد معرفة حقيقتي ؟

-نعم ولكن أهم حقيقة أودُ معرفتها الآن هي حقيقة كَف بصرك أعمى ضرير كيف استطعت التحكم في مصائر كل هؤلاء بينما لم تستطيع أن ترد إليك بصرك أو تمنع عنك المرض و الحوادث التي تضر بك!!! تلك أهم حقيقة أودُ معرفتها أيها الشيخ الحكيم من فضلك أرح قلبي! ماهي حقيقتك ومن أنت ومن تكون وأين نحن؟!..

أجبني ياقدر أريد التعرف عليك أكثر أريد الظفر بتعاليم أسرارك!


تعليقات