اللحظات السوداء
************
عاد رشيد يهزها لتفيق من أفكارها
"رينا, هيا بنا حبيبتي كم اشتقت لك, أين الغرفة
لنتمتع بحقنا الذي سلبه منا هذا الخادم الوقح الحقير"
ردت بصوت لم تعرفه, فلم يكن صوتها, ولم تسير معه
بقدميها, ولم تدخل بجسدها معه للغرفة.
"أعتقد أنها بالطابق الأعلى"
لحق بها حتى
وصلا للغرفة, أنتفض جسدها وهي تشعر بمقدار خطأها خاصة بعد سماعها صوت إغلاق الباب,
وازدادت اشمئزازاً من نفسها عندما شعرت بيدي رشيد على كتفيها فانتفضت مبتعدة
مصعوقة من نفسها أكثر من صدمتها من الرغبة التي تطل بأذنابها الشيطانية من عيني
ابن عمها
"رشيد ماذا تفعل؟"
"حبيبتي ألست مشتاقة لي مثلما أنا مشتاق لك؟"
هزت رأسها بدموع سخية متخيلة آخر مظهر لوجه آدم المقيد
لمقعده, وقد شعرت بالسكين التي ذبحته بها تنحر قلبها بلا رحمة
"رشيد,
هل ظننت للحظة أنني قد أسلم لك نفسي وأنا زوجة لرجل آخر أياً كان هو هذا
الرجل"
تراجع مبهوتاً
لا يصدق ما يسمع
"ولكنك وافقت, وصعدت معي إلى هنا, رينا أنت
لي"
حاولت تعبئة صدرها بالهواء دون جدوى فقد كان يتملكها
إحساس مميت بالاختناق ولكنها حاولت أن تحدث ابن عمها بالمنطق الغائب عن عقله
"نعم رشيد, سأكون لك ولكن ليس الآن, بعد شهور قليلة
سيطلقني آدم كما وعد, وسننسى كل هذه المحنة معاً"
هز رأسه هامساً بصوت بدأ يرتفع شيئاً فشيئاً
"لا ...لا... هذا لن يحدث أبداً, لن أتناول بقايا
مائدة ذلك الخادم"
وبدون أن تشعر رفعت يدها وصفعته, ظل مذهولاً للحظات من
فعلتها فهتفت
"رشيد سامحني أنا لم أقصد"
شدها من كتفيها صارخاً وقد تلاعبت شياطينه برأسه
"رينا أنت لي الليلة كما كنت له كل ليلة"
صرخت بحرقة
"قلت لك لم يمسني, لم يطق لمسي, لم لا تفهم أنه رجل
عند وعده لم يحنث به رغم.....رغم تمنياتي الدفينة أن يحنث به"
اشتدت أصابعه على ذراعيها وهو يهتف بصرير من بين أسنانه
"ماذا؟؟؟ أيتها الخائنة الساقطة, هل رغبت بالخادم؟
هل توسلته أن يضاجعك وأنا أتلظى على جمر النار كل ليلة أتخليكما معاً يجمعكما فراش
واحد, تسلمينه جسدك ليستبيحه وكأن له كل الحق به, ولكن مستحيل هذا لا يمكن أن يحدث
وتريدين مني تصديق هذا الهراء’ رجل مثله مع امرأة راغبة
ما يمنعه عن أن ينالها"
حاولت دفع يديه عن ذراعيها دون جدوى وهي تصيح باشمئزاز
"لأنه كما لن تكن أنت أبداً يا رشيد, رجل صاحب كلمة
ومبدأ لا يخونهما أبداً ولو كانت بين يديه مليكته وأميرة أحلامه"
رد بنبرة فحيح امتلأت بالرغبة وعيناه تجولان على جسدها
بوحشية المفترس أمام فريسته
سأصدق عندما
أجرب بنفسي"
ودفعها لتسقط على الفراش خلفها ولم تصدق حتى هذه اللحظة ما يحدث وأنها قد تصارع حبيبها وابن عمها من أجل الحفاظ على شرفها, تمتمت بصوت هامس باكي تنادي آدم وكلتا يداها تحاولان منعه بكل ما تملك من قوة, ولكنه كان يفوقها قوة بمراحل بالإضافة لغله الذي حوله لحيوان لا يسمع ولا يعقل, وقعت يدها المتخبطة على ولاعة آدم, لم يرها وهو ينقض على شفتيها, فأشعلت النار بشعره, ابتعد صارخاً مولولاً يحاول إطفاء النار بيده ثم أمسك أحد المناشف وضعها على رأسه فأطفأت النار فوراً, حدق بروجينا منهارة بالبكاء.
هز رأسه بأسف وكأنه أفاق لتوه, اقترب ليعتذر فأشاحت بوجهها ترفض حتى النظر لوجهه, فدار على عقبيه وولى الأدبار بعد أن تمتم بصوت خفيض"رينا... أنا آسف" وعم الصمت القاتل المكان, هدأت عاصفة بكائها وفكرت ماذا تفعل, لابد أن لا يعرف آدم بما حدث, حاولت الجلوس ولكن جسدها أبى أن يطاوعها, اخترقتها رعشة رعب شديدة ومحاولاتها تتجدد دون جدوى وهي تتذكر آخر مرة أصيبت بهذه الحالة عندما جاءها خبر وفاة والدها.
لهثت بقوة وهي تحاول من جديد أن تحرك أي من أطرافها, فقط يدها اليمنى كانت تتحرك, وازداد ذعرها عندما سمعت صوت خطوات متباطئة صاعدة الدرج.
كان عليها أن تفكر بسرعة فأمسكت المنشفة التي أطفأ
فيها رشيد النار المشتعلة بشعره والتي كانت لحسن حظها في متناول يدها وأخفتها
أسفل الغطاء الذي راحت تسويه على عجل وهي ترسم ابتسامة بصعوبة من جانب شفتيها
وتستعد لدخوله, دخل بوجه أقل ما يقال عنه أنه من الأموات, اعتدل في وقفته عندما
لاحظ ابتسامتها, جال بعينيه في أنحاء الغرفة ثم استقر عندها وهز رأسه قائلاً بصوت
يقطر مرارة
"لقد ربحت المعركة يا أميرة قصر النرجس, كسبتها عن
جدارة, واسمحي لي أن أنحني لك وأعلن خسارتي وأسفي لأنني ظننت أنه ربما يوماً ما قد
يخرج من بين الجدران العالية الباردة شئ نظيف جميل, ولكنكم جميعكم رغم أصولكم
العريقة ملطخون بالأوحال, ولست آسف إذا استطعت تنظيف نفسي منك, لن تنتظري الشهور
الباقية لتحصلي على الطلاق الذي تشوقته من أول ليلة, الآن في هذه اللحظة لو
استطعت, سأمنحك الطلاق و....أتخلص من عاري الذي سعيت بجهدي لحمله على رأسي,
روجينا...أنت طالق"
توقف عن الكلام متعجباً من صمتها ومن ابتسامتها المرسومة
برضى تملأ وجهها تحاول الوصول لعينيها بجهد فسألها مرتاباً
"أليس لديك
أي إضافة, أي جملة اعتراضية لتوضحي لي مرة أخرى كيف أن أصلي الوضيع لم يتكيف مع
مبادئكم القذرة"
انتظر مرة أخرى
ولم يعرف أن شفتيها أبت أن تخرج ولو كلمة واحدة تعبر عن
مقدار أسفها.
أطرق رأسه وخيل إليها أنه يداري دموعه مما عظم من فداحة
خطأها, ولم يزد حرفاً واحداً وهو يشيح برأسه ليغادر وكأنه ما عاد يطيق مجرد النظر
لها
الآن فقط وهي
تسمع صوت الباب يصفق بشدة تزايد شعورها بمدى فداحة جرمها في حقه, عرفت لماذا كان
يبتعد عنها ولم يغتنم أي فرصة ليحصل منها على حقوقه, رغم إحساسه بموافقتها
الضمنية, فقط لأنه أعطى كلمة, وكان رجلاً ليحترمها, وهي أحبت هذا الرجل, الآن فقط
اعترفت لنفسها بالإحساس الذي اختبأ خلف كبريائها وتكبرها, الآن فقط بعد فوات
الأوان.
ارتفعت الشمس
فوق السحب السوداء لتعلن عن شروق يوم جديد, حاولت التحرك من جديد واشتدت كثافة
دموعها بالكاد استطاعت التزحزح حتى وصلت لحافة الفراش ثم أوقعت نفسها أرضاً,وكانت
سقطة مؤلمة تسببت لها بالعديد من الكدمات, ظلت مكانها تبكي بصمت لا تدري ساعات مرت
أم أيام حتى سمعت صوت زوزو تناديها, راحت تضرب على الفراش بيدها وتزوم بصوت مبحوح,
حتى دخلت المربية العجوز شاهقة وأسرعت نحوها تحاول رفعها وهنا أدركت ما حدث لها.
فصرخت باكية
"يا إلهي, رينا حبيبتي ماذا حدث لك؟"
مر أسبوع وهي طريحة الفراش في المشفى, أسبوع كامل لم ترد
بكلمة واحدة على أي من زوزو أو أخوها.
دخل فؤاد يحمل باقة ورد فواحة ككل يوم, أشار لزوزو التي
لا تفارقها ليل ونهار
"كيف حال أختي الصغيرة؟"
ردت بحزن
"هي بخير"
اقترب من أخته وقبل جبينها هامساً
"آسف"
أمسكته من يده قبل أن ينصرف فابتهج وأمسك بها بكلتي يديه
"أوه رينا حبيبتي, حمداً لله على سلامتك"
هزت رأسها بضعف فسألها
"كيف تشعرين الآن؟"
ردت بصوت ضعيف من جانب فمها
"أنا بخير"
تردد للحظة وهو يرمق زوزو بنظرات مختلسة ثم قدم باقة
الورد لأخته
"هذه من زوجك أرسلها لك معي ويعتذر بشدة لعدم......,
يا إلهي, ماذا بك يا رينا لماذا تبكي؟؟"
ردت بصعوبة
"أنت كاذب سئ يا فؤاد, هل.. أرسل
آدم...الأوراق؟"
تساءل فؤاد بدهشة
"أي أوراق؟"
"أوراق...الطلاق"
احتقن وجهه وهو يصيح بغضب
"الوغد هل سيطلقك؟ بعد كل ما حدث, سأقتله قبل
أن.."
أمسكت بكمه متمتمة بصعوبة بالغة
"فؤاد, لقد ذبحته, أهنت..رجولته...و..أهدرت
شرفه...الطلاق هو الشئ الوحيد...الذي أستطيع به تعويضه عن بعض..."
ولم تستطع أن تكمل وانهارت في بكاء حارق هستيري وهي
تتذكر لحظاتها السوداء فأسرع ينادي الطبيب الذي عاجلها بإبرة مهدئ نامت على إثرها
فوراً ثم استدار لأخيها معاتباً
"ألم أصدر تعليماتي بعدم إزعاجها, أختك مصابة بشلل
نصفي وهذه ليست المرة الأولى هل تدرك خطورة هذا الأمر, كما أنها تعاني من انهيار
عصبي حاد, ابعدوا عنها أي أخبار سيئة أو حتى مفرحة حتى تجتاز مرحلة الخطر"
هز فؤاد رأسه بإطراقة حزن ثم نظر لزوزو مرة أخرى بعد
خروج الطبيب
"والآن أخبريني بالتفصيل, الآن ذهني صافي وأريد أن
أسمع منك القصة مرة أخرى, كيف عثرت عليها ولماذا ذهبت لذلك الكوخ؟"
أجابته بألم شديد وهي ترمق رينا المستلقية بين ملاءات
الفراش كالأموات
"لقد اتصل بي سيدي آدم وأخبرني أن أتجه للكوخ
لأساعد رينا على الانتقال للقصر وكي أكون في خدمتها وأصر على أن أعتني بها لأنه لن
يعود"
رفع فؤاد رأسه للسماء صارخاً: "بحق الله ما الذي
حدث لتصبح أختي بهذا الشكل, ماذا فعلت به أو ماذا فعل بها, من الضحية ومن
الجاني؟"
دخلت السكرتيرة الحسناء مكتب آدم, كان على حاله كما هو
لم يتغير مشعث الشعر لحيته تكاد تخفي بقية ملامحه العابسة عيناه محمرتان وكأنه لم
يضع رأسه على وسادة ويخلد للنوم من شهور, أجلت صوتها
"سيد آدم...سيد أدم.."
رد بصوت نزق دون أن يكلف نفسه عناء الالتفاف للرد عليها
"ماذا تريدين؟ ألم اقل لك ...."
"أعتقد أنك تريد مقابلة هذا السيد"
وضعت الكارت أمامه وخيل إليها أن دهراً مر قبل أن يتحرك
بكرسيه الدوار ليلتقط الكارت وقد ظهر بعض الاهتمام على ملامحه عندما قرأ اسمه ثم
تنهد بزفرة ضيق ورماه ليسقط على الأرض ثم قال بصوت منهك
"أخبريه أني مشغول في اجتماع"
"ولكني أراك وحدك ولست في اجتماع, هل تتهرب مني يا
آدم"
أطرق برأسه على المكتب يرفض المواجهة ثم أشار للسكرتيرة
لتخرج وبعد أن تأكد أنه أصبح وحده معه رفع رأسه وأشار له بعد أن اعتدل في مقعده
مضجعاً للخلف
"تفضل يا سيد فؤاد, تفضل بالجلوس"
طرق فؤاد على طرف المكتب بقبضتيه ليهتز بشده من فرط غضبه
وهو يصرخ
"لا أريد أن أجلس خاصة في مكان أنت تملكه, أريد
رداً واحداً على سؤالي؟ ماذا فعلت بأختي؟ أهذه هي الأمانة التي وعدت أن
تحفظها"
رد أدم ببرود محافظاً على عينيه المنكسرتين لا تتواجهان
مع عيني فؤاد الغاضبتين
"آسف وعدتك أن يصمد زواجنا ستة شهور, ولكني...ولكني
لم أحتمل أختك أكثر من هذه الفترة, وصدقني مرت بصعوبة كانت فوق احتمالي"
أزاح فؤاد كل ما فوق المكتب بفورة غضب واقترب من آدم
وأمسك بتلابيبه مهدداً وقد أعماه الغضب
"أنت لست رجل, ولن تكن أبداً كفْ لأختي لقد ظلمتها
بموافقتي على الزواج بك وأنت أقل من الرجل الذي تخيلته ليحافظ على أختي"
فوجئ فؤاد بآدم يضحك ويقهقه رغم أنه لا يزال يمسكه
بتلابيبه ويهدده بقبضته
"أنت على حق يا سيد فؤاد السيوفي, أنا أقل من أي
رجل يصلح لأختك"
انهال عليه فؤاد ضرباً بقبضته حتى عجز عن مواصلة ضربه
دون أن يحاول الدافاع عن نفسه ولو مرة واحدة, دفعه فؤاد ليسقط على مقعده مرة أخرى
وقد تخضب وجهه بالدم وهدده قبل أن يذهب
"ورقة الطلاق تصل لأختي بدون أي تأخير, أتمنى أن
تنسى المسكينة عذاب محنتها في الزواج منك"
صرخت سارة عندما دخلت ووجدت مديرها على هذه الحالة وقبل
أن تخرج لطلب الإسعاف أوقفها بصوت ضعيف
"اتصلي بسائقي, واطلبي منه انتظاري في جراج
الشركة"
"ولكن سيد آدم أنت بحاجة لـــ"
تمتم بصوت يائس النبرة
"أنا بحاجة لأن أموت"
بعد مرور شهران كانت قد استعادت بعض حيويتها وإن فقدت
عيناها بريق الحياة, ورغم المعالجة الفيزيائية التي تزورها باستمرار ولكن ظلت يدها
اليسرى غير قابلة لأي علاج, هزت المعالجة رأسها بأسى
"أنت ترفضين العلاج, جسدك لا يتجاوب معي, لماذا
روجينا؟"
أشاحت بوجهها ثم ضغطت زر استدعاء زوزو فجاءت فوراً
"زوزو, الطبيبة في طريقها للخارج من فضلك
اصحبيها"
ردت الطبيبة بأسى
"لا تكلفي نفسك أي عناء يا زوزو أنا هنا منذ أكثر
من شهرين أعرف طريقي جيداً, إلى اللقاء يا رينا أتمنى أن تكوني بخير"
جلست زوزو جوارها وأمسكت بيدها وكأنها تواسيها
"السيد فؤاد يريدك"
"دعيه يتفضل, لماذا تطلبين الإذن لدخوله, بالله
عليك يا زوزو نحن في بيته"
دخل فؤاد يحمل بيده أوراق ففهمت على الفور سبب تردده
والأسى المرسوم أخاديده بين ملامحه, فمدت يدها السليمة قائلة بصوت متحشرج حاولت أن
يكون غير مبالي
"أعتقد أن هذه أوراق الطلاق يا فؤاد؟"
أطرق برأسها فزفرت بضحكة
"بالله عليك يا أخي لقد تجاوزت هذه المرحلة هذه
الأوراق تأخرت بالفعل"
تنحنح ليجلي حلقه
"لقد بحث عنك المحامي, أخبره آدم أنك ستكونين
بالقصر, ولم يتوقع أن تكوني هنا, وعندما عاد من سفره.."
دق قلبها بقوة عندما عرفت خبر عودته, لقد أصبح قريباً ,
أردف فؤاد متجاهلاً رد فعلها لسماعها خبر عودة آدم
"سأل عن الأوراق ليوقعها فأخبره
المحامي أنه لم يجدك في قصر النرجس, لذلك أعطاه العنوان هنا فأرسل الأوراق,
ألن تعطي لنفسك فرصة للـ.."
صرخت بصوت مكتوم وهي تكور قبضتها على الأوراق حتى كادت
تتمزق بين أصابعها المتشنجة
"لو أخبرتك أنني لن أصبح بخير حال إلا بعد أن يحصل
آدم على حريته مني هل ستكف عن السؤال؟"
صاح فؤاد وهو يشد على كتفيها بحنان
"أخبريني ما الذي حدث, كيف وصل بك الحال لما أنت
فيه ماذا فعل بك؟"
صرخت بتشنج
"قلت لك أنا الذي فعلت به لما لا تصدقني؟, من فضلك أمسك
لي الأوراق لأستطيع وضع توقيعي"
رد بأسى
"هل ستتنازلين له عن كل حقوقك"
حدجته بنظرة نارية فغمغم وهو يمد لها الأوراق مستسلماً
"كما تشائين"
كانت يدها ترتعش بقوة ولكنها صممت على إنهاء المهمة قبل
أن تتراجع, دفعت له بالأوراق
"أرجوك لا تفتح معي هذا الموضوع مرة أخرى, أرجوك يا
فؤاد لو كنت حقاً تحبني"
رواية أمِيرة أحِلامي
