" " " " " " " " جاريتي الجزء الاول: الفصل التاسع والثلاثون
📁 آحدث المقالات

جاريتي الجزء الاول: الفصل التاسع والثلاثون

الفصل التاسع والثلاثون

كانت زهره ممسكه بيد جودى تقويها بعد استيقاظ سفيان وحالته العصبيه القويه التى سيطر عليها الطبيب بصعوبه بحقنه مهدئه 
وخروج حذيفه السريع مقرر البحث عن مهيره فى كل مكان ربتت على يدها وهى تقول 
- متقلقيش ان شاء الله هيلقيها وزى ما قلتوا ملهاش ناس كتير تروح عندهم فسهل ان شاء الله انه يلاقيها .
هزت جودى قائله 
- هو عنده حق هى مكنتش لسه اتعودت علينا ولا حست انها مننا علشان كده حست ان ملهاش مكان وسطنى خصوصا لو فكرت فعلا انها هى السبب فى الى حصله احنى غلطنا ... كل واحد عاش فى قلقه وخوفه ونسيناها .
لم تستطع زهره قول اى شيء خاصه ان جودى معها بعض الحق خاصه بمعرفتها بقصه مهيره وما عانته وطريقه زواجها بسفيان فمأكد هكذا ستفكر .

اتصل السيد راجى بالشهاوى وطلب منه ارسال احد رجاله لأخذ الاوراق الخاصه بالقصر 
وبالفعل حضر الرجل المخلص للشهاوى 
ووقف امام راجى ينظر له بانتصار حين قابله راجى شعر انه يعرفه من قبل ... هل قابله من قبل من الممكن فهو كما فهم يد الشهاوى اليمين ... ولكن هناك احساس مختلف تجاهه لا يفهم سببه .
قدم الورق له دون كلمه ولكن لذلك الواقف امامه رائ اخر .
فتقدم ليجلس على اقرب كرسى ووضع قدم فوق الاخرى وقال 
- اتفضل اقعد يا راجى بيه فى كلام ما بينا لازم نقوله

فى نفس الوقت كانت ندى الشهاوى جالسه فى غرفتها امام مرآتها تتأمل ملامحها حين سمعت صراخات عاليه ركضت لتخرج من غرفتها ولكن وجدت النار فى كل مكان صرخت بصوت عالى ..... تنادى على الامن الخدم لا احد يجيب صرخات وصرخات والنار تحاوطها من كل مكان خوف ورعب والنار تلتهم كل شيء من حولها لا مكان لها غير النافذه ولكنها كانت تنظر الى  النار والى النافذه ولكن القدر اختار لها النار انتقاما لكل خطاء قامت به  لكل مره ظلمت وجنت فى حق نفسها قبل الاخرين ظلت تتحرك فى كل الاتجاهات لتقع من النافذه دون حراك

ظل السيد راجى لذلك الرجل باندهاش من جرائته وجلس امامه سائلا 
- انت بتتكلم معايا كده اذاى .
نظر له ذلك الرجل بتمعن شديد وتكبر ايضا ونظره الانتصار لم تتغير عن وجه وقال 
- فى حساب قديم ما بينا وكان لازم اصفيه ... وبصراحه انا استغليت الشهاوى علشان احقق كل الى انا عايزه وحصل 
كان السيد راجى يشعر بالاندهاش حقا 
فاكمل ذلك الرجل قائلا 
- ودلوقتى قصر الشهاوى بقا رماد ومعاه بنته كمان .
جحظت عيون السيد راجى من الصدمه ولم يستطع النطق.

كان حذيفه يقف أمام بيت الداده زينب يشعر بالغضب تذكر نظرات السيده المتلهفه لمعرفه اى شيء عن ربيبتها وحين سألها عن مهيره بكت بحرقه على تلك الفتاه التى جارت عليها الدنيا ولم تسعدها يوما .
وها هو ينتظرها حتى يوصلها للمستشفى ويعود ليكمل بحث عن تلك المختفيه 

كان يراقب كل ما يحدث وهو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل انها تضعه فى موقف صعب لكنها وثقت به ولا يريد ان يخسر تلك الثقه 
اخرج هاتفه ليتصل بها 
وقال مباشره 
- سفيان فاق وحالتوا النفسيه سيئه جدا وعايز يسيب المستشفى علشان يدور عليكى .
كانت تبكى بحرقه وقهر ماذا تفعل الان ... 
اغلق الهاتف وهو فى حيره قويه .... هل ما فعله صواب ام خطأ.

كان صهيب جالس مع والده وعمه يتحدثان فى فكره زهره حتى يحقق لها ما ترغب ... انها تفكر فيه اكثر من اى شيء اخر ولذلك سيتغلب على وحوشه الوهميه ويخرج عن تلك القوقعه
واتفقا على شراء شقه كبيره فى منطقه راقيه وتجهيزها وعدم اخبار زهره اى شيء حتى تكون مفاجأه لها 
بعد الانتهاء من حديثهم خرج ليذهب لغرفته 
نظر الحج ابراهيم لاخيه وقال 
-انا مديون لزهره بحياتى رجعتلى ابنى للحياه .... مش عارف اكافئه بيه 
ربت الحاج حامد على كتف اخوه وقال 
- صهيب ابنى زى ما هو ابنك ...وانا كمان سعيد جدا بالى حصل وتغيره ورجوعه للحياه .... وزهره بتحبه بجد ... ودى اكتر حاجه مفرحانى هى مع صهيب فى أمان .
ابتسم الحاج ابراهيم فى سعاده وقال 
- هنفرح بيهم قريب .. وتقريبا كده صهيب عايز يعملها الشركة مفاجئه الفرح 
ضحك الحاج حامد بصوت عالى وهو يقول 
- هما أحرار بقا احنى نساعده من سكات ... ربنا يفرحهم 
حين دخل صهيب الى غرفته كان يضع الهاتف على اذنه وهو يقول 
- طمنينى صاحبتك واخوها عاملين ايه 
صمت يستمع لكلماتها  ثم قال 
- ربنا يشفيه ويعتره فى مراته ..... طيب هترجعى امتى ؟
صمت لثوانى فقط ثم قال 
- لوحدك !
صمت ثانيه اخرى ثم قال بصوت عالى 
- خلاص استنى هخلى عمى يجى يخدك .
استمع لكلماتها ثم قال 
- عمى هنا يا زهره ... دقايق ويكون عندك ... ومتعصبنيش يا زهره قولتلك استنى .
واغلق الهاتف ليخرج مره اخرى ويخبر عمه الذى ذهب مباشره لها وهو يربت على كتف صهيب بتشجيع .
حين استيقظ سفيان نظر حوله ليجد امه جالسه بجانبه تنظر اليه بلهفه فقال 
- بقالكوا قد ايه منيمنى .
اخفضت نظرها ارضا وقالت 
- من امبارح .
تحرك ببطء ورفع عنه الغطاء وانزل قدميه عن السرير فقالت 
- رايح فين يا سفيان .. يا ابنى انت لسه تعبان .
تجاهل اجابه السؤال وقال 
- حذيفه وصل لحاجه .
اجابته سريعا 
- زينب بره ومشفتهاش من اخر مره كنتوا مع بعض .
هز رأسه بنعم ودخل الى الحمام  وبعد عده دقائق خرج وهو يرتدى ملابسه فى اللحظه التى دخل فيها السيد عادل الغرفه قائلا 
- انا عارف فين مهيره اهدى يا سفيان علشان جرحك .
كل النظرات توجهت الى عادل الذى قال 

- اطمنوا هى بخير بس مش هقول هى فين غير لما تسمعونى كلكم كويس جدا .
كاد سفيان ان يتكلم ولكن قاطعه عادل قائلا 
- مهما تخيلت وتوقعت مش هتعرف هى فين وانا مش هقول حاجه غير لما تسمعونى
دخل الجميع الى الغرفه وجلسوا جميعا فى تأهب لما سيقال .
تنهد عادل بصوت عالى  وقال 
- من اكتر من عشرين سنه وقت ما مريم اشتغلت فى مجموعه الكاشف وقبل راجى ما يشوفها ويعمل كل الى عمله فى الحقيقه قبلها بخمس سنين كمان

صمت قليلا ثم اكمل قائلا 

- كانت فى واحده شغاله سكرتيره لمدير قسم فى الشركه

شافها راجى و عجبته  ونفس الى عمله مع مريم عمله معاها بس اكتر بكتير ... ومن غير جواز رسمى  كان اسمها امل ... سجن والدها الى كان شغال موظف بسيط فى مصلحه حكوميه ... بقضيه رشوه وبعدها تبديد عهده ... اخوتها وامها حايتهم ضاعت ومفيش مستقبل  لقت نفسها مفيش قدامها غير انها توافق .... وافقت انها تسلمه نفسها مقابل خروج ابوها وشغله عنده فى الشركه .... وفعلا حصل وفضل فتره كل ما يعوزها تروحله الفيله لحد ما فيوم اكتشفت انها حامل خافت تقوله لكن جربت تسال انها لو حامل هو هيعمل ايه .. وكانت اجابته « هقتلك » 

كانت دموع مريم تغرق وجهها وعلمات الصدمه ظاهره على ملامح جودى ونوال ... حذيفه كان ينظر ارضا فى محاوله للسيطره على اعصابه سفيان كان يغلى غضبا ... كان يشبك يديه ويعصر اصابعه من الغل الذى كان بداخله تجاه ذلك الرجل الذى كان يوم ما يعمل لديه لو عرف كل ذلك لقتله بدم بارد ودون ذره ندم ... وايضا قلقا على زوجته التى لا يعلم اين هى الى الان .

اكمل عادل كلماته قائلا 
- عرفت انها ميته ميته فقررت تهرب من كل ده وفى يوم خرجت من بيتها وهى مقرره تسيب البلد وتروح مكان جديد محدش يعرفها فيه كان معاها فلوس كويسه ما هو كان بيدها فلوس كل مره تروحله علشان يحسسها بالايهانه ... وفعلا اول ما وصلت بدأت  تدور على مكان تسكن فيه .... وعطرت فى  اوضه كده فوق سطوح عماره مكنتش مفروشه جابت سرير صغير وشويه لوازم .. وبدأت تدور على شغل لحد ما لقت شغل فى مصنع صغير كده ومعظم سكان العماره اتعرفوا عليها  كانت كل يوم تنزل من بدرى وترجع المغرب  .. فى مره وهى نازله قبلت واحد من سكان العماره كان راجل ارمل عنده بنت صغيره كان اسمه حسام الدين احمد .. كان بيشوفها كل يوم بينزلوا فى نفس المعاد وتقريبا بيرجعوا فى نفس المعاد .... لانه كان صاحب المصنع الى اشتغلت فيه .... بس لهى كانت تعرف ولا هو ... المهم انه حب يتعرف عليها وحكتله حكايتها من غير تفاصيل بعد موثقت فيه وارتحاتلوا ....  يعنى قالت انه واحد ضحك عليها  وانها حامل ...وان مفيش حد من سكان العماره عارف انها حامل وانها كام شهر وهتمشى تدور على مكان جيد ...... صعبت عليه وقرر يتجوزها  جواز على الورق تربى بنته ويكتب الطفل الى فى بطنها باسمه علشان الناس ... وفعلا عاشت معاه تقدروا تقولوا خدامه داده رفيقه سكن ... وهو عمره ما غلط فيها ولا ظلمها  .... هى جابت ولد ...  وساموه ايمن 
كبروا الولاد واتعلموا علام كويس .... بنته الى كان اسمها مها دخلت فنون جميله ... وايمن دخل هندسه .

تنهد بصوت عالى ووقف ليتجه الى الشباك ينظر الى الخارج واكمل قائلا 
- فى يوم الراجل ده تعب وهى اقعد تحت رجليه بتمرضه قالها .... انه شرعا ايمن ملوش فى فلوسه لكنه مش هعيمل كده ويكشف سر اندفن مع السنين وقبل ايمن ما يتخرج بكان شهر مات حسام الدين 
وبعدها بسنه اخته اتجوزت وسافرت مع جوزها امل كانت محجمه ايمن فى صرف فلوس ميراثه كان للضروره جدا فتح مكتب هندسى اقرب لشركه صغيره والباقى خلته يحطهم فى البنك وهو كان ولد مطيع متربى اووى كان بيسمع كلامها  ... و لما امل المرض اشتد عليها فى يوم اعترفت لابنها بكل حاجه 
اتقلبت حياته كلها وقرر ينتقم .
وقف سفيان فاقد الاعصاب وامسك عادل من ملابسه وقال

- انا ايه الى استفته من كلامك ده عايز تقول ان مهيره ليها اخ دخله ايه ده بمكان مراتى ... عايز تقول انها عند اخوها 
قولى العنوان .
امسك السيد عادل يد سفيان الممسكه بملابسه وقال بهدوء
- انا مقدر الحاله الى انت فيها ... بس كمان مش هقولك مهيره فين لحد ما اكمل باقى الحكايه 
تكلمت مريم قائله 
- انت عرفت كل ده ازاى يا عادل .
نظر لها عادل وابتسم وقال 
- بعد ما جتلك البيت انا وعمى وجوزك طردنا ... سافرت كام يوم عند صديق ليا .... والصديق ده هو حسام ... وحكالى كل حاجه بعد انا ما حكتله حكايتنا ... ومن وقتها وانا متابعهم ومتابع اخبارهم وعلى اتصال بايمن .
نظر لسفيان وقال 
- اسمعنى كويس وافهم الى هقوله ده كويس .
نظر له سفيان بتركيز فتكلم عادل قائلا 

-من مده قريبه ايمن قرر يشتغل مع الشهاوى عدو راجى اللدود وبدء يخطط ويرتب لكل الى حصل لراجى الفتره الى فاتت ... وهو الى خطط لاصابتك ...

زادت الهمهمات المستنكره والشهقات ولكن سفيان ضيق عينيه فى تركيز دون كلمه فاكمل عادل قائلا 
- اتفق مع واحد محترف اصابه خطيره لكن مش قاتله علشان الشهاوى يفضل يثق فيه ... ويجيب راجى تحت رجله .
تكلم سفيان قائلا 
- مش فاهم يعنى ايه .
- الشهاوى ماضى على توكيل عام لايمن ... طبعا من غير ما يعرف .... وبعد تنازل راجى عن المجموعه .. ايمن باعها لنفسه وكان فاضل القصر ....فكان لازم يستغل احساسه بالذنب بعد ما عرف قصه مهيره كامله ... وفعلا لما بلغوه بالى حصل جه هنا المستشفى وشاف حالتك وحاله مهيره واتنازل فعلا عن القصر للشهاوى .
بس ايمن قرر ينتقم كمان من الشهاوى لانه بضغطه على راجى جوزك مهيره هو فاكر انها مغصوبه ومش سعيده ... علشان كده انتقم من الكل ... ندى الشهاوى القصر ولع وهى فيه وماتت ... والشهاوى عرف انه خسر كل حاجه لحساب ايمن ... 
صمت قليلا ثم قال 
- اتجنن ..... ودلوقتى ايمن فى القصر عند راجى .
سأل سفيان 
- مهيره تعرف حاجه عن اخوها ؟
هز عادل راسه بنعم .وقال 
- بعد الى حصلك مهيره حست انها السبب فى كل الى بيحصلك لانها من وجه نظرها نحس وكل الى بتحبهم بيبعدوا عنها ..... قررت انها تبعد عنك المهم انك تعيش ... وفعلا دخلتلك الراعيه وبعدها خرجت وقتها كنت واقف قدام المستشفى بفهم ايه الحكايه بعد ما ايمن كلمنى وحكالى شفتها وهى نازله تايهه وضايعه دموعها ماليه عنيها ... اول ما شفتنى اترمت فى حضنى وفضلت تبكى وتقول 
« عايزه ابعد لازم ابعد .. سفيان لازم يعيش ... انا لازم ابعد » 
فضلت حاضنها وانا بهديها وقولتلها هوديكى لمريم صرخت وقالت لا ... ماما لا ... انا نحس ... ماما لا 
مكنش قدامى غير انى اخليها عند خديجه .... بس قبل ما نتحرك من المستشفى لقيت ايمن واقف قصادى .
وبدون ان يستمع لكلمه اخرى خرج سريعا من الغرفه حتى يطمئن عن مالكه قلبه وروحه ويضمها الى صدره يشعرها بالامان الاحتواء ويتنفس هو اخيرا
#سارة_مجدي
تعليقات