الخوف
الفصل الثاني
بلمس رامي وأنا برتجف لمحت دبلتي ولونها بيغير من لون الدهب للون الاحمر، من رعبي مسكت دبلتي وانا بصرخ:
- رامي، قوم الحفني.
فجأة حسيت بنار مكان دبلتي وفتح رامي عنيه بطريقة مخيفة وقال بصوت واحدة ست مرعبة:
- مشبعتيش سعادة ياسمر؟ كفايا عليكي ده دوري بقى.
مش عارفه إللي حصل ده معناه ايه، لكن إللي كان أغرب أني لما رجعت لتركيزى بعد توهاني بسبب الم صوباعي وصدمتي من إللي سمعته لقيت رامي قاعد قدامي وعمال يكلمني وأنا مش برد، انفعل وهو بيقولي:
- مبترديش ليه ياسمر؟ أنتي متنحة في ايه؟ مال ايدك مسكاها كده ليه؟
رديت وأنا في صدمة وبوريله صوباعي وبقوله:
- النار...النار مسكت في ايدي، الدبلة ولعت يارامي.
مسك أيدي بلهفة وقلق، وأنا مركزة مع نظراته وردود فعله إللي حفظاها، هو مفيش تغيير فيه خالص، لكن التغيير كان في إللي شوفته لما قاللي:
- كنتي نايمة عريانه باين عليكي، هههههه نار ايه ياهبلة أنتي فجعتيني.
بصيت لصوباعي بذهول وأنا متفاجأة من ان الحرق إللي ظهر فيه ولون الدبلة إللي أتغير والنار إللي كنت حساها بتاكل جلدي كل ده اختفى، اتوترت وأنا بقوله:
- مش عارفه يارامي، مش عارفه إللي حصل ده كان ايه، بس يمكن فعلا كابوس.
رامي:
- شكلك قاصدة تصحيني، وماله ياستي بس مش تخضيني كده.
رديت وأنا بقوم من على السرير:
- براحتي، أعمل إللي أنا عايزاه.
ضحك رامي وهو بيقوم ورايا وبيشيلني:
- طبعاً ياقمر أنت براحة راحتك ياجميل.
ضحكت وكبرت دماغي وركزت مع رامي وفوقنا من نومنا وقعدنا نتفرج على التليفزيون بعد ماعزمني على النسكافيه إللي عمله بأيديه الحلوة، وفجأة رن التليفون ولقيته بيقولي:
- ده رقم مامتك ياسمر، ربنا يستر.
سمر:
- غريبة مبتتصلش متأخر كده، رد طيب.
رد رامي بسرعة وأحنا قلقانين من اتصالها في الوقت ده لأنه مش العادي بتاعها:
- ايوة ياطنط، انتم بخير؟ في حاجة؟
ماما على الاسبيكر:
- هههههه بخير ياحبيبي، معلش لو قلقتكم، محمد ومراته لسه واصلين دلوقتي قولت أكلمكم افرحكم، وفرصة حلوة نتجمع.
رامي وهو بيتنفس بهدوء:
- الحمدلله، حمدالله على سلامتهم، طبعاً ياطنط حالا تلاقينا عندكم.
أول ما قفل معاها، ارتاحت أن مفيش حاجه تقلق بس لقيت نفسي بقوله:
- إيه إللي خلاك تقولها طيب أننا هنروح دلوقتي؟
رامي:
- تخيلت أنك هتبقى عايزة تشوفي اخوكي، محبيتش ازعل طنط لأنها بتتكلم بثقة أننا هنروح دلوقتي.
سمر:
- اكيد عايزة أشوفه بس مش مهيأة نفسي اشوف مراته السوسة دي، بصراحة مبتجيش معايا سكة خالص.
رامي بضحك:
- علشان الورد ياستي، معلش هما بييجوا ضيوف وأنتي بتتعاملي معاها علشان خاطر اخوكي، يلا نقوم نجهز علشان نلحق نجيب حاجة حلوة قبل المحلات ما تقفل.
رامي بصراحة بيفهم في الأصول جداً، وبيحب أهلي بجد وأنا بحترم ده جدآ فيه وعلشان كده حتى لو ماليش رغبة أني أروح بيت أمي دلوقتي هقوم أنزل علشان خاطر الكلام إللي قاله، فعلاً جهزنا وطبعا أنا وهو متعودين لما نخرج سوا لازم ألوان هدومنا تبقى شبه بعض، طبعاً روحنا على محل كبير للحلويات وجاب حاجات كتير غاليه ومستخسرش أبدا وكأن إللي راجعين من السفر دول أهله هو مش اخويا ومراته، بما أننا معانا عربية فالحركة بالنسبالنا سهلة جدا، ولاني بحب رامي يسوق بسرعة فكنت دايما اخليه يمشي من طريق فاضي برغم أنه أطول في المسافة لبيت أمي إلا أني بحبه علشان هادي وبليل بيبقى ممتع، كنا ماشيين بسرعة رهيبة ومعرفش إزاي في لحظة لمحتها في المرايا، شهقت من الخضة وده فجع رامي وخلاه يفرمل مرة واحدة وده كان سبب في أن العربية لفت حوالين نفسها لدرجة أنها كانت حرفياً هتقلب بينا، المشكلة برغم اننا كنا هنموت لكن إللي قلقني هو أني هقول إيه لرامي على سبب خضتي وشهقتي المفاجأة دي؟
مش بس كده، ده إللي اتهيألي أني شوفتها في المرايا اختفيت ومالهاش اثر، لقيت رامي نفسه طالع نازل وهو باصص على الطريق بعد ما وقفت العربية وبيقول بقلق:
- في ايه بقى ياسمر؟ شهقتي كده ليه؟ كنتي هتموتينا.
ارتبكت ورديت ببقلق منه:
- مش عارفه يا رامي بس فجأة حسيت بقلق كده من الطريق، بقولك ايه ماتيجي نرجع البيت ونأجل الزيارة دى للكرة.
رامي بأنفعال وهو بيخبط الدريكسيون بأيديه:
- الله يسامحك ياسمر، حرام عليكي، كنا هنموت دلوقتي بسببك.
وفجأة ظهرتلي تاني ولمحتها في المرايا، بس في اللحظة دي اختفى رامي من العربية، سمعت صوت بيقول بغضب:
- سواد ...سواااااد حاقد ماقد مناقد ايام سوااااد عيشة سواااااد مالع ناعل
موالع قهر قهر قهر فقر فقر فقر مرض موت سواد هم وغم سواااااد سوااااد قلة حيلة وضعف سواد ايام هم غم سواااد سوااااد.
ومحسيتش باللي حصل بعد كده غير لما.....