جاريتى ..... الفصل السابع والعشرون
كانت الجلسه عائليه لطيفه تعرفت فيها على ابناء السيد عادل
الصغيره مريم التى اندهشت انه اسماها على اسم امها فكيف قبلت زوجته يبدوا ان القصه لها جوانب كثيره هى لا تعرفها
وتعرفت ايضا على التؤامين محمد ومحمود
رحلت مهيره وقلبها يبكى بعدها عن امها من جديد ولكنهم اتفقوا على الزيارات المستمره المتابدله بينهم اوصل سفيان زينب الى منزلها و بدؤا رحله العوده للبيت كانت مهيره تنظر اليه بتركيز شديد تحاول نقش ملامحه داخل قلبها بحروف من ذهب انتبه لنظراتها فقال
- بتبصيلى كده ليه ؟
ابتسمت بسعاده ولم تجيبه ولكن فى لحظه خاطفه امسكت يديه لتقربها من فمها وتقبلها الكثير من القبلات وهى تقول
- شكرا على كل حاجه .... انت حققتلى حلم عيشت عمرى كله اتمناه ...
كانت قبلاتها مستمره على بشرته السمراء تفعل به الافاعيل كان يشعر بأكثر من شعور سعاده بسعادتها بلقاء والتدها.... و تلك القبلات على يديه كلمسات فرشات ناعمه تحرك مشاعره وتأجج ناره ... وايضا كان يشعر انها تقبلها بشعور من الفضل عليها وذلك دايقه قليلا
فاكملت هى قائله
- بعد ما رمانى ابويا عليك وسافر تخيلت انك هتكون شايفنى حمل ثقيل ... لكن انت عاملتنى كويس وحسيت فى بيتك بالامان واختك وماما نوال ... عيله حلمت بيها وبفضلك اتحققت ... لا وكمان ترجعلى امى ... انا مش عارفه اردلك كل جمايلك دى امتى وازاى ... شكرا .. شكرا على كل حاجه
وختمت كلماتها بقبله عميقه طويله على باطن يديه
كان قلبه يخفق بقوه مع كل كلمه تقولها ما هذا الكلام فضل وجمايل انها حقا حمقاء الم يعترف بحبه لها غير احاسيسه التى تشتعل الان من ملامسه شفاهها ليده صاح بها بصوت عالى ان تتوقف وهو يسحب يديه من يدها قائلا
- خلاص كفايه
نظرت له بخوف لكن هو ظل ينظر الى الطريق جيدا حتى وجد مكان مناسب ثم اوقف السياره بشيء من الحده ثم التفت اليها قائلا
- ينفع الى انت بتعمليه ده
كانت تنظر اليه بعدم فهم وخوف من ان تكون دون قصد أخطأت في حقه
اكمل و هو ينظر اليها بتمعن قائلا
- انت عارفه عملتى فيا ايه برفرفه الفراشات دى الى بتوزعيها على ايدى وانا سايق .. اه لو كنت فى البيت دلوقتى كنت وريتك بصحيح
كانت مقطبه الجبين لا تفهم شيء و لكنه اكمل دون ان يهتم بنظرات الاستفهام فى عينيها قائلا
- وبعدين انت بتشكرينى على ايه ها وفضل ايه وجمايل ايه هو انت ليه ديما بتنسى انك مراتى وحبيبتى وكل دنيتى
ابتسمت وهى تضربه على كتفه وهر تهتف بحنق
- خوفتنى جدا ..... ممل
نظر لها وهو يرفع حاجبيه قائلا
- هبله
اعجبتها اللعبه فقالت
- قليل الادب
ضحك بصوت عالى وهى تقول وقد زاد حنقها منه
- ممل وخنيق وقليل الادب ورخم و.و.و بحبك
اختفت الضحكه عن وجه وظل ينظر اليها ثم قال
- انت قولتى ايه ؟
لم تفهم رده فعله ففضلت الصمت
فقال هو بصوت ضعيف
- انت قولتى ايه يا مهيره ارجوكى انا مش حمل انى اطلع بتخيل ... ارجوكى قولتى ايه
اجابته دون كلمات نظرات عينيها تنطق بحب كبير تنهد بصوت عالى فهى لن تقولها مجددا ولكنه يريد تأكيد فنظر لها وقال برجاء
- طيب بلاش تعديها ... انت فعلا حساها
شعرت بالالم من أجله فخفضت بصرها وهى تحرك رأسها بنعم تنهد بصوت عالى وهو يحرك السياره دون كلمه اخرى وصل الى تحت البنايه التى يسكونوا فيها وقبل ان يترجل من السياره اخرج مفتاح من حامله مفاتيحه وأعطاه لها وقال
- احنى النهارده هيكون اول يوم لينا فى بيتنا وده المفتاح .
كانت تشعر بالخجل فاليوم لا يوجد ماما نوال او جودى .... ماذا سيحدث هى لا تعلم خائفه قلقه ولكنها تشعر بالأمان ايضا كيف يجتمع كل تلك المشاعر سويا .... وقف يتطلع اليها وهى تخطو الى شقته التى حلم كثيرا ان يراها هنا فى بيته بجواره الى الابد
كانت خطواتها العرجاء بخجلها الطبيعى تذيدها فى عينيه حبا وشغفا كم تمنى ان يجلس اسفل قدمها المصابه ويقبلها مرات ومرات ويعتذر لها مرات ومرات لا يعلم على ماذا سيعتذر بالتحديد ولكنه دائما يشعر انه لابد ان يعتذر لها عن كل لحظه الم عاشتها قبلا ..... كم تمنى قربها ووجودها الدائم بحياته وها هى الان تقف فى وسط بيته
هو لا يصدق .... ولكنه يسمع دقات قلبها الخائفه فتحرك اتجاهها وقال
- نورتى بيتك .
كررت الكلمه خلفه وكانها تتزوقها فاكمل كلماته قائلا
- تعالى اوريكى اوضتك .
مشت خلفه فى صمت وهو يتجه الى احدى الابواب المغلقه وفتحه ودخل خطوتين وانار الغرفه وقال
- يارب زوقى يعجبك .
ظلت تنظر الى اركان الغرفه التى تشبه غرف الأميرات بالوانها المفرحه وسريها الملكى الكبير
وقف امامها وقال بصوت رخيم و بهدوء شديد
- دى اوضتنا لكن دلوقتى مؤقتا هتكون اوضتك لوحدك لحد ما ترضى عنى وتسمحيلى اقرب منك
اوعى تفكرى للحظه ان انا عايز قربك كزوجه لمجرد رغبه لا انا اتمنى اكون ليكى كل شيء زى ما انت عندى كل حاجه
واقترب منها ليقبل اعلى رأسها قبله طويله ثم قال
- تصبحى على خير يا حبيبتى
وتركها وخرج من الغرفه واغلق الباب خلفه وهو يتنهد بصوت عالى داعيا الله ان يلهمه الصبر .
وقفت تنظر الى الباب المغلق وهى تشعر بامتنانها له ولتفهمه ودعت الله ان يعينها ويقربها من زوجها
مرت ايام فى روتينها المعتاد حتى اتى يوم الجمعه اتصل حذيفه بسفيان ليأكد معه معاد اليوم
اجابه سفيان ببعض الديق المصتنع
- هو انا معرفش انام منك ابدا ... عايز ايه
ضحك حذيفه بصوت عالى ثم قال
- ماشى يا عريس انا بس حبيت اكد عليك معاد النهارده
نفخ سفيان بديق وقال
-عريس ماشى يا اخويا عارفين ان الكونت حذيفه هيشرفنا النهارده ... فرشنا الارض ورد وعلقنا الزينه ... ممكن تسبنى انام بقا
عاد حذيفه يضحك وهو يقول
- خلاص يا برنس روح كمل نومك ... انا جاى بعد صلاه الجمعه .
اغمض سفيان عينيه بيأس وقال
- ماشى يا حذيفه فى انتظارك سلام بقا يا بارد .
واغلق الخط وهو يستمع لضحكات صديقه
كانت السيده نوال تعمل بالمطبخ على اصناف الغداء وما يحبه حذيفه ... وايضا ارادت ان يكون غداء استثنائي لاول مره لسفيان ومهيره بعد ان انتقلى الى شقتهما
كانت جودى بغرفتها تقوم بترتيبها حين سمعت صوت حركه فى المطبخ فتوجهت اليه لترى امها تعمل بنشاط وسعاده اطلقت صفيرا عاليا وهى تقول
- ايه النشاط ده كله يا نونا صباحك ورد .
ابتسمت نوال فى سعاده وقالت
- صباحك عسل لون عيونك ...
جلست جودى على الكرسى المقايل لامها وهى تقول
- ايوه بردوا صاحيه بدرى وعلى المطبخ على طول كده ليه .
اجابتها دون ان تنظر اليها
- حذيفه هيتغدا معانا النهارده هو و أواب و اخوكى ومراته
قطبت جودى حاجبيها وهى تشعر بالديق من تلك الزياره ولكنها لم تقل شيء لأمها عن ذلك
نحت ديقها جانبا وقالت
- تحبى اساعدك فى حاجه
رفعت امها عينيها عما تفعل وقالت
- هنا لا بس مهمتك ترتيب البيت
هزت جودى راسها بنعم وتوجهت لخارج المطبخ وهى تسب حذيفه فى سرها لماذا يحضر اليوم مازالت تلملم شتات نفسها وروحها بعد ما حدث بالجامعه .
مر الوقت سريعا وذهب سفيان لاداء الصلاه ومهيره جلست مع السيده نوال بالمطبخ بعد اتصالها بوالدتها لتطمئن عليها
كانت جودى بحاله ديق واضحه جعلت مهيره تخرج عن خجلها وتسالها ما بها
نظرت اليها جودى وقالت
- حاسه انى تايهه يا مهيره مش عارفه ارسى على بر ... ولأول مره احس انى خايفه .
لم تفهم مهيره من حديث جودى اى شيء ولكنها اقتربت منها وربتت على كتفها قائله
- انا مش عارفه ايه سبب الخوف والتوهه بس اكتر حاجه تريحك هى الصراحه يا جودى ... اتكلمى يمكن تفهمى الى جواكى .
وتركتها وعادت الى المطبخ ظلت جودى على جلستها حتى استمعت لصوت طرقات على الباب فوقفت على قدميها ودخلت غرفتها وأغلقت الباب
كانت الجلسه مرحه بسب مزاح حذيفه مع سفيان وردود سفيان البارده
كانت جودى فى عالم اخر مع أواب يلعبان ويتحدثان ولم تلاحظ نظرات حذيفه لها كل ما كان يشغل بالها هو ذلك الطفل بعقله الكبير وروحه الشفافه
حتى استمعت لصوت حذيفه يتكلم بجديه ولاول مره
- سفيان ماما نوال كنت عايز اتكلم معاكم فى موضوع كده
انتبت نوال اليه ونظر سفيان باهتمام وايضا مهيره دون مبالغه وبخجل حتى جودى تنبهت حواسها لما سيقول
تكلم مباشره قائلا
- انتم عارفنى كويس ومع ذلك انا مش متوقع الموافقه بس انا هطلب الى انا عايزه .... انا يشرفنى انى اطلب ايد الانسه جودى .
صمت تام سفيان ينظر لصديقه بتمعن دون ان يظهر على صفحه وجه اى شيء ونوال على وجهها ابتسامه بسيطه مهيره تنظر لتلك الجالسه ارضا حتى قطعت جودى ذلك الصمت حين وقفت صارخة
- انا مش موافقه .
#سارة_مجدي