ذهب إيان مع أماندا، وعندما وصلت وجدت هجوم على عالمها، وكانت تراهم عبارة عن بلورة تحتوي على الكثير من الأشخاص يرتدون ملابس بيضاء، وهو يعبر عن نقاء قلوبهم، في مقابل مجموعة من الأرواح يرتدون ملابس سوداء، فقامت أماندا بإطلاق إحدى التعويذات، كي تحاول المرور خلال تلك الصفوف، دون أن يشعر بها أحد.
وبالفعل قدرت هي وإيان على اختراق الصفوف، وبينما كانت تخترق الهالة للدخول شعر بها جون.
بينما كانت أحدهما تتحدث مع آخر قائلة:
- لا أحد يعلم بما فعلت، فلن أترك تلك المغرورة تنعم بحياتها، فلقد أرسلت إلى زوجها مجموعة من التسجيلات، التي تدينها.
قال لها الطرف الآخر:
- لو علمت بما فعلتي فلن تتركك، فإنها فتاة شرسة.
فأجابته بثقة:
- لا يهمني يكفي أن أجدها مذلولة ولو ساعة واحدة، فكيف لتلك الحمقاء أن تنتقل من بائعة للورد إلى صاحبة قصر، وعندما تصبح ذات مكانة تنسى وتتكبر علي، فأنا من سهلت لها كل ذلك، ولولا تخطيطي ما كانت سوف تصل لذلك المكان.
نظر لها ذلك الشخص قائلاً:
- كيف ذلك فإن كنت من فعلت ذلك، فكنت أولى أن تحصلي عليه أنت وليس هي.
نظرت له وقالت:
- أنني كنت لا أنفع، لأنني أعلم أنه يبحث عن الجمال، وأنا لا أتسم بذلك، فوضعتها في طريقه كي تحصل هي عليه وعلى أمواله وتعطيني جزءاً منها، ولكن ما فعلته هي جعلتني مثل ما وضعتها في ذلك المكان، سوف أعمل على نزعه منها.
بينما كان إيان يحاول أن يصد ذلك الهجوم، وجد من يحاول التواصل معه، وقد علم على الفور أنها جيسي فلقد أرسلت إليه رسالة، تحتوي على فلتنفذ ما أمرتك به، فليس لدي وقت كي أظل مع ذلك الأبله.
نظر أندرو بصدمة إلى الهاتف، وكانت أنظاره منقسم بين الهاتف وبين ذلك الهجوم، فإن العالم البشري ملىء بالقاسيه قلوبهم، قد وجد الآن أيضاً وجود بعض الأرواح تحمل قلوب متعطشة للدماء.
كانت إيفا بجانبه فقالت له:
- هل حدث شيئاً؟ أرى أن معالم وجهك قد تغيرت.
نظر لها وقال:
- كنت أظن عندما أصبحت روحاً، بأن قد انتهيت من عالم مليء بالحقد، ولكن ما أراه الآن وجدت أنه يوجد في كل مكان خير وشر، فكلما وجدت خير سوف تجد الشر.
في ذلك الوقت فطن جون لوجود أماندا في صفوفهم، فحاول منع أماندا من الدخول، ونظر لها وقال:
- سوف تظلين معنا حتى يسمح لنا بالدخول لذلك العالم.
لم ينهي جون حديثه حتى وجد أماندا بالفعل قد دخلت لعالمها.
شعر جون بحالة من الصدمة وقال:
- كيف لها أن تمر دون أن أشعر بها، فأنا كنت أتحدث معها في التو.
بينما في ذلك الوقت شكرت أماندا إيان عما فعله، فلقد ألقى تعويذة على جون، كي يمروا دون أن يدري ولذلك تفاجأ من وجودهم داخل العالم.
فأجابها إيان:
- لا تشكريني عزيزتي، فعليكي الآن الإنتباه كي لا يدخلوا، وأنا سوف أقوم بعمل بعض التعويذات، كي تزيد من قوة الهالة التي تحيط بنا.
بالفعل قام إيان بالدوران حولهم مع قراءته لبعض التعويذات، حتى أصبح العالم محاط بسور من البلورات الضخمة، التي لا يستطيع أحد على أقتحامها.
في ذلك الوقت كان جون قد أستطاع على فعل خلخلة في الهالة، ولكنه صدم عندما وجد أن ذلك العالم قد احاط ببلورات صلبة فقال:
- أعتقد أنهم يملكون الكثير من التعويذات، فلقد قدروا على حماية عالمهم منا، فقال آخر:
- وهل ليس لدينا من التمائم ما يفك تلك التعويذات.
نظر له جون قائلاً:
- تلك التعويذات من صنع البشر، وليس من صنع الأرواح، فعلى ما أعتقد أن هناك بشرياً يساعدهم بالفعل في ذلك العالم، قد دخل مع أماندا فقد عمل على حمايتهما، فعلينا الرحيل الآن فلا داعي لنا من الصمود، وإلا سوف نخسر أرواحنا، ثم نظر إلى أماندا التي نظرت له بأنتصار وقال:
- لم تنتهي الحرب بعد، بل سوف تبدأ فلتنتظري مني بأن أعود، ومعي قوة من التعويذات، ثم مال برأسه ونظر لها بشر وحقد قائلاً:
- ولتخبري ذلك البشري الذي أستعنتي به، بأني سوف لا أجعله ينعم بحياته في عالمه، فكما قمتِ بالإستعانة به، فسوف أستعين أن أيضاً ببعض البشر الذين لا يعرفون معنى الصفاء.
غادر جون وجيشه تحت أنظار الجميع، فقام الجميع بمحاوطة أماندا فرحين بما حدث، وشاكرين لها مجهودها في حمايتهما.
بينما نظر أندروا لها وقال:
- لقد فعلها البشري، فإنهم يملكون ما لا نملكه نحن.
فقالت مايان له:
- قد أخبرتك سابقاً أن للبشر قدرات تفوق قدرتنا، وعليك أن تحترس منهما.
في ذلك الوقت ذهبت أماندا وقامت بجلب إيان وقالت:
- لولا ذلك البشري لما قدرنا على حماية عالمنا.
نظر الجميع لبعضهم البعض وقال أحدهما:
- كيف لذلك البشري أن يكون له مكاناً وسطنا، فما جعلنا نوصل إلى ذلك المكان هم البشر.
شعر إيان أن وجوده غير مرغوب فيه، فعلى الفور قرأ شيء كي يعود إلى عالمه مرة أخرى.
في ذلك الوقت نظرت أماندا إلى جانبها فلم تجد إيان، فعلمت أنه قد رحل فقالت معنفة ذلك المتحدث قائلة:
- ليس جميع البشر يحملون السوء، كما أن ليس جميع الأرواح تحمل نفس القلوب، فالذين قد هاجموا علينا هم أرواح مثلنا، ولولا ذلك البشري الذي كنت تتحدث عنه بالسوء، لما حافظنا على وجودنا، كما أن ذلك البشر قد يساعدنا في الحصول على حرياتنا، فكيف لك أن تتهمه بالباطل، دون أن تعلم ما هويته.
هنا تدخل أندرو قائلاً:
- نعم أن إيان قد ساعدنا كثيراً، فلولا تلك التعويذات الذي قرأها، لما قدرنا على حماية عالمنا، فإنه يملك كثيراً من التعويذات، نظراً لكثرت قراءته في الكتب الخاصة بعالمنا وعالمهما، ثم نظر إلى أماندا وقال:
- عليكي أن تذهبي خلفه، فهو الآن يحتاجك وأنا سوف أقوم بدوري هنا كما أن جون، لن يقدر على المجيء في تلك الأيام، فلقد تكبد خسارة أمام جنوده.
أبتسمت له أماندا وهمست له قائلة:
-سوف تذهب إلى أرض البشر.
نظر لها وأبتسم فأكملت قائلة:
- أرجوك أن لا تقترب من جيسي، لأن إيان سوف يبدأ في محاسبتها، فلا تتدخل كي لا تعيق ذلك، فإن شعر بكَ إيان فلن يتراجع عن أذيتك، لأنه يحمل لجيسي الكثير من الحقد.
نظر لها أندرو وقال:
- حسناً سوف لا أقترب منها، ولكن سوف أصفي حسابي مع شخص آخر، فإنه قد حان دوره فلقد بدء هو اللعبة وأنا سوف أطلق صافرة النهاية.
نظرت له وقالت:
- حسناً فلتفعل ما تريد، ولكن عليك الحرص فليس جميع البشر مثل بعضهم البعض، كما أشعر بأن جون لن يتراجع، ففي حديثه معي أنه ينوي على الإستعانة بأحد من البشر، فيجب أن تهتم بأمره.
نظر لها أندرو وقال:
- لا تقلقي سوف أفعل ذلك.
بينما كانت تشعر بكثير من الصدمة، فكيف لها أن تنخدع في حب حياتها، فكيف له أن يكون متقن في ارتداء القناع، فهي قد عشقته وكانت ترى أنه فارس أحلامها، ولكنها قد فاقت أخيراً على وهم، فأكثر شخص وثقت فيه، هو أكثر شخصاً قد طعنها.
تحدثت إيفا قائلة:
- لا تحزني على ما مر يا مايان، ولكنك عليكي الإنتباه لما هو قادم، فعليكي أن تتعلمي من أخطائك كي تتفادي الوقوع بها مرة أخرى.
أبتسمت لها مايان وقالت:
- حسناً سوف أحاول أن أستعيد قوةِ مرة أخرى.
بينما كانوا يتحدثون وجدت أماندا أن الهالة، قد فتحت لدخول بعض الأرواح، في ذلك الوقت شعرت بالتعجب، فقالت:
- كيف لهم أن يدخلوا إلى عالمنا وهؤلاء كانوا مع الجيش الذي حضر به جون، هنا تحدث أحداً ما قائلاً:
- نعم كنا في ذلك الجيش، ولكننا قلبنا ما زال يحمل نبتة طيبة، وعندما قمنا برضع جون عما ينتوي عليه لما نقدر، لذلك قدمنا كي نكون معكم، وعندنا علم أن تلك الهالة لا تفتح إلا ذوات القلوب النقية، ولذلك فتحت لنا، وهذا يعني اننا بالفعل قد تغيرنا.
بينما كان يتحدث ذلك الشخص، وجدوا أحدى الفتيات تهجم على ذلك المتحدق، وتقول له:
- يا لك من مخادع، لقد خدعتني في عالم البشر، والآن تخدع أماندا، يا لك من حقير.
نظر إليها المتحدث بصدمة وقال:
- ترفان هل أنت هنا حقاّ، نعم فأنت ذات قلب رائع، قلب لا يعرف إلا النقاء، لقد أخطأت في حقك سامحيني يا عزيزتي.
نظرت إليه وقالت ترفان:
- تطلب مني أن أسامحك، كيف لي أن أسامحك أليكس، فما فعلته معي لا يمحيه مسامحه، فلقد خادعتني وغدرت بي.
هنا تدخلت أماندا وقالت لها:
- ما لا تعلميه ترفان انا بالفعل الهالة لن تسمح بمرور أحد إلا أن كان قلبه نقياً، وهذا يعني بأن ذلك الشخص قد تغير بالفعل.
نظرت لها ترفان وقالت بغضب:
- لن أسامحه حتى أسترد حقي، كي أحصل على حريتي، فلقد جعلني أخسر الكثير، أخسر حب الشخص الذي لم أشعر به إلا بعد وفاتي، فأديسون بالفعل يتذكرني دائماً، فلقد كسرته في مقابل أن أكسب ذلك المخادع.
نظرت لها أماندا وقالت لها:
- حسناً فلتعطيه فرصه أخرى لكي يكفر عما فعله، كما عليك أنت الآخر أليكس أن تساعدها في الحصول على حريتها في سبيل ما فعلته معها.
قال لها أندرو:
- أذهبي أماندا واتركيني كي أحل تلك المشكلة، ولا تقلقي بشأن ذلك، كما سوف اتناقش مع أليكس في بعض الأشياء، كي أعلم على ما ينوي جون فعله معنا.
بالفعل غادرت أماندا ووصلت إلى إيان، الذي وجدته يمسك إحدى الكتب بيده، ولكنه على غير هدى، كأن هناك شيء يقلقه، فقالت له:
- أسفه عما حدث في أرضنا، فلقد تلقى هؤلاء الأرواح درساً قاسية من البشر، ولذلك من الصعب أن يثقوا فيهم.
نظر لها إيان وقال:
- أن البشر لم يعطوا الأرواح درساً، بل لقد أعطوني أنا شخصياً درساً، فأنا يوجد في بيتي أفعى متلونة، متقنة في إرتداء الأقنعة، ولديها نبره كفحيح الأفعى.
في ذلك الوقت تذكرت أماندا أنها قبل أن تغادر، قام أندرو بأخبارها برسالة جيسي له، بأنها تأمره بقتل إيان وقال لها:
- عليكي أن تخبريه بذلك كي يأخذ حذره منها، كما سوف أبلغ جيسي بأن لدي بعض المهام المكلف بها، وعندما أنتهي منها، سوف أفعل ذلك حتى نفكر فيما سوف نفعله.
وبالفعل قامت بأخبار إيان بكل ما حدث فقال لها:
- حسناً فلقد أوشكت صافرة النهاية علي الإنطلاق.
يتبع
رواية روح بين عالمينْ