" " " " " " " " اسكريبت سمارة
📁 آحدث المقالات

اسكريبت سمارة

#سكريبت_سمارة 
 سكريبت سمارة 
#نعمة_شرابي 
***********
بداخل سوق الخضار وقفت تضع صناديق الفاكهة والخضار فوق العربة التي يجرها هذا الحصان، عدلت من هيئتها فقد كانت ترتدي
بنطال واسع أسود اللون، وقميص رجالي أسود اللون غطاء رأس ذات مظلة تحجب عنها ضوء الشمس، امتطت تلك العربة، توجه ذلك الحصان إلي وجهتها وتلك البلد التي تقطن بها منذ اسبوع.
داخل ذلك الطريق الممهد الذي سلكته للتوجه للبلدة الصغيرة، فتحت هاتفها ووضعت به تلك السماعات التي اوصلتها بأذنيها، وقامت بتشغيل القرآن الكريم، ووضعت الهاتف بجيب قميصها، وأخذت تردد الآيات القرآنية بقلب
خاشع. ولم تسمع ذلك البوق الذي أخذ يطلق صوتا عاليا كي ينبهها أن تتنحى جانبا كي تمر تلك السيارة، تقربت السيارة منها أكثر حتى
صرخ صاحبها وهو بداخلها، مردد بعض السباب عليها فقد ظنها رجل.
انتبهت "سمارة" وقامت بشد لجام حصانها واوقفت العربة، وفي ذات اللحظة داس "هشام"
علي مكابح السيارة وترجل منها، وهو في قمة غضبة ثائر وهتف قائلا: أنت ايها الغبي ألا
يكفيك الطريق لكي تسلكه من المنتصف.
نزلت سمارة من فوق العربة و احتضنت يديها بعدما خلعت عويناتها التي تحميها من الشمس و قبعتها التي تحمي بها رأسها و انسدل شعرها القصير ذو الملمس الانسيابي 
يطلق العنان لنفسه كي يترتخي علي جيدها 
 ناظرة إليه وقالت: ـ من أنت ايها المعتوه كي تسبني بالغبيّ، من الواضح إنك متعجرف، تفضل الطريق أمامك مر كما تشاء، وقفت بجانب الطريق كي يمر في طريقه. ****************
دون أي رد يصدر من "هشام"، استقل سيارته
وجلس خلف عجلة القيادة ونظر إليها متأملا
إياها، وقال لنفسه:ـ فتاة بكل هذا الجمال تمتطي عربة محملة بالخضار، وتقص شعرها
مثل الصبية وترتدي مثل الرجال، عجبت لك يازمن وداس على مكابح سيارته متوجه إلى بلدته التي غاب عنها ما يقارب الشهر.
دخلت "سمارة" (تلك الفتاة الارملة ذات اربعه وعشرون عاما)، من باب البيت وجرى عليها أطفالها "ساجد" "وسجدة" توأم غير متشابه.
اخذتهما تحت جناحيها تقبلهما، بينما تقف أمها تنظر إليها بشفقة على ما آلت إليه حياة ابنتها الوحيدة، انتبهت لها "سمارة" وتقربت منها تقبل جبينها ويدها وتسأل عن أحوالها مع اطفالها الاشقياء، تبسمت لها "وفاء" وقصت عليها يومها مع الأطفال، احست "وفاء" بأن ابنتها بداخلها شيء تخفيه، أعدت لهم طبق من الفاكهة.
جلست" وفاء" بجوار "سمارة" وقبل أن تسأل وفاء
قالت "سمارة":ـ آخر شيء كنت اتوقعه أمي أن أقابل اليوم ذلك الشخص الذي دمر حياتي.
وضعت" وفاء "كفها على فمها شاهقة مرددة: ـ هل عرفك؟
اومأت برأسها أن لا:ـ كيف له ان يعرفني هكذا اماه، فانا لم اعد تلك الفتاة المرحة الجميلة، التي ترتدي ما يحلو لها، لم اعد ذات الشعر الطويل والجمال الصارخ، لقد زال كل هذا يا أمي لم أعد هي. 
*******************
قامت" سمارة" من مكانها وتوجهت الي غرفتها، تتذكر ذلك اليوم الأليم، الذي غير حياتها رأسا علي عقب

كانت فتاة مرحة تحب الحياة. 
منطلقة اصدقاءها كثيرون، 
ابتسمت ابتسامة خفيفة عند تذكرها لذلك المدرس الجديد الذي أتي الي مدرستها.
حين دخل الي الفصل وكانت هي و الفتيات يغنون اغنية الماضي انتهي 

الماضي انتهي لما عرفتها
وعرفت أنها حبتني أكيد
حسيت وقتها إني بحبها
وابتدي حبها جوايا يزيد
احساسي انها عاشقه بقلبها وانا صدقتها خلاني بقيت

كل هذا وهو يقف ينتظر ان تجلس كل فتاه في مكانها كي يقوم بشرح الماده التي يدرسها كان يبتسم هو سعيد فتلك الاغنيه لها طابع خاص بداخلها وجد نفسه يقول:ـ
انا اقربلهامن الناس وبنتلها اجمل قصر وبيت
يا أرق ملاك انا قلبي ملك
بعيونك اه
كل الاحلام
احست الفتيات بصوت غريب بين اصواتهم و إلتفوا سريعا الى ذلك الصوت وجدوه ذلك المدرس الجديد تحركت الفتيات كل الى مكانها وهن ينظرن الى الارض. 

تنحنح هو وقال: ـ انتهي غنينا و انبسطنا جميعا، اعرفكم بنفسي أنا "أحمد رشدي" مدرس مادة الفيزياء. 
يسعدني وجودي بين نخبه ممتازة مثلما سمعت عنكم. 
ابتدأ في شرح الدرس الجديد، اخذت الفتيات تتجاوب معه ومع سلاسة شرحه، لكن لفت نظره إليها، حيث كانت تجلس 
تضع يدها تحت وجنتيها تنظر الي وسامته وشياكة ملبسه. 

تقرب منها وقام بالدق علي مكتبها، انتفضت واقفه سريعاً عندما لمحته بجوارها:ـ واضح إنك لستي معنا، الي أين وصلتي، إلي فزيتنا ام إلي شاطيء الاحلام. 
تلجلجت سمارة بينما ردت سريعاً وقصت ما شرحته، بطريقة مبسطة وثلثة ،لم يعلق احمد عليها، لكن أعجب بذكاءها وطريقة سردها. 
خرجن الفتيات في فترة الراحة، جلسن بجوار معمل الفيزياء تحت شجرة الفيكس الكبيرة، معهن كاست صغير، وضعن به شريط شرح مادة النحو وبعض الأسئلة التي قامت الفتيات بالاندماج في حلها، غافلين عن من وقف بجوار الباب يتأمل اصرارهم في المنافسة لحل صحيح. لكن لفت انتباهه سمارة وحركة شيفها وتعقلها في الرد والحديث مع الاخريات، تبسم حين ذكر وقوفه امامها. 
لمحت سمارة استاذها الجديد وهو يتأملها، اهتز قلبها بشدة 
مرت سنه وراء سنه واعجبت سمارة بأحمد وذاد حبها له. 
واحبها أحمد وعزم أمره علي خطبتها بعد حصولها علي الثانوية العامة، عاندهم القدر الذي القي ب سمارة في طريق ذلك الذئب البشري السكير في ذلك اليوم. 
فاقت سمارة من شرودها حين بكي ابنها ساجد وصرخت ساجدة يستنجدن بها 
*****************
في آخر اليوم اختلي هشام بنفسه في غرفته
يفكر في تلك التي رآها اليوم.
متعجبا من فتاة بهيئتها تلك فقد أحس حينها أنها تحمل هم كبير، يألم قلبها، ويجعل بداخلها كل هذا الحزن، الذي انعكس على كمية السواد الذي كانت ترتديه.
لكن ما أثار فضوله، هو كيف لفتاة في عمرها
تحلق شعرها نهائي في بلدة ريفية مثل بلدته.
التي تعد من بلدان الصعيد، وكيف لامرأة
تعيش بالصعيد أن ترتدي هكذا.
لكن ما لفت انتباه هي تلك العيون، التي يراها دائما في منامه وصحوه.
****************
وبعد مرور شهر وقفت" سمارة " ترص صناديق الفاكهة والخضار أمام ذلك المحل الذي قامت بفتحه أسفل منزلها، كادت ان تدخل المحل إلا أن استوقفها صوت رجل
كبير بالسن يقول: ـ ساعدني يا بني كي أجلس فوق ذلك الكرسي لكى ارتاح.
اعتدلت سمارة وامسكت يد الرجل واجلسته فوق المقعد الخيزران وقالت: ـ
إسمي سمارة يا سيدي، أنا السيدة التي اشترت
هذا البيت من شيخ الجامع.
جلس الرجل فوق الكرسي وهز رأسه ونظر إليها وقال: ـ اجلسي بنيتي أعلم كل هذا، ينتابني الفضول لأقوم بسؤالك، لما ترتدين ملابس الرجال وتقومين بعملهم وتحلق شعرك مثلهم، لا اتدخل في شؤون حياتك، لا سمح الله
لكن نحن نعيش في بلدة صغير.
يعيش فيها الناس كلا يعرف الآخر، وانت اتيت غريبة لا أحد يعرفك هنا.
قامت سمارة من مجلسها، وقامت بفتح زجاجة من المياة الغازية لذلك الرجل العجوز وتبسمت في وجهه فقدمتها إليه وقالت لكل انسان منا حكاية يا سيدي.
كل حكايتي اني ارملة وأم لطفلين، واخشي الزمان على نفسي واولادي.
وأنا نعم غريبة لكن أتيت لبلدكم، لأن زوجي رحمه الله اشتري أرض بالجهة الشرقية
وكان يود أن يعيش هنا، ويقوم بعمل مشروع
لمساعدة الناس هنا، وجئت كي أحقق حلمه في ذلك، أما عن حلاقة شعري، فقد اصابني مرض بعد وفاة زوجي واضطررت لذلك.
********************
بعد اسبوع بنفس الطريق كانت سمارة عائدة محملة العربة التي يجرها الحصان (كاروا) بصناديق الفاكهة متجهة إلي البلدة التي تقطن فيها.
وجدت سيارة تقف في الطريق، وبوق الصوت يصدر صوت عال تركت عربتها وذهبت تري ما هناك،
وقفت مشلولة الحركة، أنه هشام لا يقوي علي أخذ نفسه، وبلمح البصر دخلت جواره بالسيارة وقامت بفتح ازرار قميصه، واعطاءه شربة ماء. ظلت تنعشه حتي استرد وعيه
وقالت له: ـ أنت أحسن الآن
أماء لها بنعم، أكملت كلامها له:ـ لا تتحرك عشر دقائق وأعود إليك جرت عربتها وقفتها أمام بيتها
وقامت بالنداء على أمها، وقصت لها ما حدث
وأنها ستعود إلي هشام كي تقله إلى المستشفى، وتركتها ومشت
اوقفت عربة صغيرة (توكتوك) اوصلها الي مكان سيارة هشام.
وجدته كما هو لا يقوى على أخذ نفسه قامت بإخراجه من السيارة ووضعه في (التوكتوك)
وأغلقت السيارة واخذت المفاتيح.
طلبت من صاحب (التوكتوك) أن يذهب بهما إلى المستشفى.
هناك قام الأطباء بإدخال هشام العناية المشددة، ظلت سمارة جالسه أمام غرفة العناية.
خرجت الممرضة وأعطت لها المتعلقات الشخصية ل هشام.
نظرت سماره الى ما في يدها تتأمله بين ايديها اشياء هشام؟
فهذا هو هشام انه الماضي، والحاضر والمستقبل، هو أبا ابنائها التوأم.
هو من تزوجته داخل قسم الشرطة.
بعدما اعتدي عليها، في ذلك اليوم
كانت عائدة من درسها اللغة الالمانية في داخل ذلك الكمبوند القريب من بيتها.
كانت لأول مرة تعود دون ان يذهب
أحد لجلبها الي البيت
وبالطريق اصطدمت بتلك السيارة، لكن لا تعلم بعدها أين هي، فاقت وجدت بجوارها
رجل عاري الصدر يرتدي بنطال قصير
وهي مجرده من ملابسها، صرخت صرخة
مدوية هزت اركان المكان.
انتفض هشام جالسا، وجدها تلطم وجها
بكفيها تتساءل من أنت ومن أتي بي الي هنا.
حاول تهدئتها، قامت من مكانها وارتدت ملابسها وبحثت عن حقيبتها.
تصرخ اين حقيبتي ايها المعتوه.
صرخ بها هشام: ـ اصمتي انا لا اتذكر شيء
خرجت من الغرفة لتجد حقيبتها ملقاه بجوار الباب.
التقتها واخرجت الهاتف الذي وجدته
بدون حياة لقد نفذ شحنه.
اخذت تجري الي ان وصلت بيتها وعندما رأتها امها جرت عليها.
انهارت سمارة وهي تقص علي أمها ما حدث ظلت تنعي همها
لكن سرعان ما قالت: ـ تعلمين مكان ذلك
الوغد الحقير، إماءة وهي لا تقوي علي الحديث بنعم
امسكت الأم يد ابنتها القاصر، وتوجهت الي قسم الشرطة وابلغت عنه
حيث قامت قوة لإحضاره، واعترف هشام
بعدما تذكر ما حدث بأنه اعتدي عليها
وتم تزويجه منها داخل القسم
وبعد يومان أرسل لها ورقة طلاقها. 
رن ذلك الهاتف الذي بيدها لم تقوي علي الرد لكن لفت انتباها ذلك الاسم (حياتي)
جففت دموعها وهي تتنهد.
قامت من مكانها تسأل الطبيب ماذا به،
قال لها انها ذبحة صدرية ومن الجيد انها أتت به في الوقت المناسب.
عاود هاتف هشام برن مرة أخرى نظرت إليه سمارة وجدت نفس الاسم على شاشة الهاتف
 وقفت من مكانها تنظر حولها، وقامت بالرد، مرحبا أتاها صوته بسيدة كبيرة في السن تقول بلهفة أين أنت يا هشام.?
 قامت بالرد أنا لست هشام يا سيدتي ولكن السيد هشام ،محتجز الآن بالعناية المركزة في مستشفى البلد الكبير، وأنتظرك الآن أمام العناية.
 بعد فترة، خرج الطبيب من غرفة العناية وأخذ يبحث عن أحد قريب من هشام وجد سمارة تجلس على إحدى المقاعد توجه إليها وطلب منها الدخول إليه فقد أفاق هشام وطلب من أحضره إلى المستشفى بالدخول إليه.
 دخلت سمارة على استحياء وهي خائفة، لا تعلم بهذا الشعور الذي ينتابها إلى أن وصلت بجواره، بالقرب من السرير الذي يا نام عليه هشام.
 وقفت سمارة تنظر إليه وتتأمله، ولكن سرعان ما نظر إليها هشام.
 وتحدث قائلا: ـ اقترابي أنت سمارة
شابكت اصابعها مع بعضها، تشعر
برجفة قوية بداخلها.
هزت برأسها: ـ أي نعم أنا سمارة. أخرج زفير من صدره هشام حاول
ان يعتدل بفراشه، ساعدته الممرضة
نظر لها: ـ تقربي سمارة أين كنتِ؟
لقد بحثت عنك كثيراً.
لما لم تذكريني بك عند مقابلتي لكِ؟
تحدثِ لا تظلي صامته هكذا. جلست سمارة، وبداخلها رهبه وخوف، فهي تعلم ان هشام لن يتذكرها وقصت عليه كل ما حدث، وانها حملت منه، وتزوجت من أبن عمها الذي تزوجها فقط علي الورق
كي يعرف يداري عارها، فكان مريض بالقلب ويعرف أنه في مراحله الاخيرة.
توفي بعد عام من زواجهم، وقد كتب ساجد وساجدة في الاوراق الحكومية باسم هشام بناء علي قسيمة الزواج.
بعد عناء كبير، في روتين الحكومة، والآن ساجد وساجدة، في الحضانة ما قبل التعليم.
لام هشام نفسه كيف له ان يطلقها بعد يومان، لأنه بعدما عاد الي البيت وقص علي أمه ما حدث.
لامت عليه، أنبت ضميره بأنه أضاع مستقبل فتاة ليس لها ذنب.
أخذ يبحث عنها وخاصة بعدما علم من السيدة التي كانت تساعد أمها بالمنزل انها حامل؛ وان أبن عمها
قد أتي واخذهم الي بلدهم ولا تعرف اين هم.
بعد فتره عاد هشام من المرض
قابله صعوبات كثيرة في التقرب الي تلك الملاك سمارة، فهي عانت الكثير والكثير بعد واقعة الاغتصاب ولا تتحمل تقرب هشام منها ، حتي لو كان ابا ابناءها، 
مرت سنه وبعد توسولات ام هشام وامها وافقت سمارة. 
وتزوج هشام من سمارة وربي اطفاله
احب سمارة حبا كبيراً وساعدها
في بناء مصنع كبير لخدمة أهل بلده والقري القريبة.
كي تحقق حلم خالد ذلك الرجل الذي ستر ابنه عمه
                        سمارة
                        نعمة شرابي
نعمة شرابي
نعمة شرابي
حينما تود الرجوع يوما ما ستشعر في كل مرة قررت فيها النظر إلى الخلف ، بأنك تمتلك سكينا حاد تقتل بهِ نفسك، سوف يأخذ السكين من كبرياءك الكثير والكثير حتى لا يتبقى لك شيء، سوا قلب متألم و روحا ممزقة، و عندما تستيقظ من غفلتك سوف تندم كثيراً، ربما عليك الأن ترك السكين والنظر للأمام، قد تكون بداية جديدة، و لكن ليس كل ما يبهرك ألماس هناك الزجاج أيضا، فقط أنتبه .
تعليقات