عاد "أندرو" بسرعة، كي يستمع إلى مارت، عما حدث "لجيسي" ونشأتها الغير سوية، وبالفعل قالت "مارت" وهي تتذكر تلك الأحداث:
- لقد كنت أنا و"جيسي" طفلتان لا يترك بعضنا البعض، فإننا نشأنا في نفس المنطقة، وكان والدي ووالدها أصدقاء، وكنت أعشقها وأفعل لها كل ما تريد، وظلت العلاقة متوطدة حتى كبرنا.
في يوم من الأيام عادت "جيسي" وهي تشعر بالغضب وقالت لي:
- اننى ليس لنا حظ في هذه الدنيا، ويجب أن نأخذ حظ غير الذي حصل عليه والدينا، فلقد كنت أبحث عن وظيفة طول، لكن دون جدوى، فالجميع يريدون من له واسطة، وأنت تعلمين إننا لا نملك قوت يومنا.
"مارت" قائلة:
- لا بأس فلا تحزني، فإن الله سوف يدبر الأمر لنا ولكِ.
فأجابتها "جيسي" قائلة:
- هل يمكن أن تخبريني، ماذا اعددت لنا طعام اليوم؟
فردت عليها "مارت" قائلة:
- لقد أحضر والدك بعض الأطعمة اليوم، وقام بمناولتي إياها كي أعدها للجميع، فأنت تعلمين بأن والدك ووالدي يبحثون عن عمل منذ كنت صغار، والذي يحصل على أي مبلغ مالي ينفقه على الآخر.
فقالت بغضب:
- "مارت" فلتخبريني ماذا أعددتِ؟
فأخبرتها "مارت" وهي تشعر بالتردد:
- لقد أعددت طبق من المسقعة، بالإضافة إلى بعض المخللات.
نظرت لها "جيسي" بتزمر قائلة:
- هذا كل ما أرسله والدي.
أبتسمت لها "مارت" وأخبرتها بأن عندما أحضر ذلك الطعام والدها، قامت بأعداده على الفور.
فقالت "جيسي" وهي تشعر بالجوع:
- فلتضعي لنا الطعام كي نتناوله.
فأجابتها "مارت" بأنها لن تضع أي طعام حتى يحضروا والديهم.
نظرت لها "جيسي" وقالت:
- حسناً سوف أخلد للنوم، وعندما يحضرون فليقظني أحداً.
مر هذا اليوم وخلفه العديد من الأيام، حتى حدث أنني قد وجدت وظيفة وكنت سعيدة، لأنني لأول مرة أجد وظيفة، عدت إلى "جيسي" بكل سعادة وقلت لها:
- "جيسي" فلتفرحي معي، فلقد وجدت وظيفة.
نظرت وقالت:
- حقاً لقد وجدتِ وظيفة، وما هي تلك الوظيفة، دعيني أخمن، هل وجدتي وظيفة في إحدى شركات الصرافة.
فقمت بهزي رأسي بالنفي، فقالت:
- في إحدى البنوك.
فهززت رأسي مرة أخرى بالنفي، فقالت "جيسي":
- حسناً في إحدى المراكز الطبية.
فنظرت لها بنفاذ صبر، فقالت:
- حسناً فلتخبريني ماذا وجدتي؟
فأخبرتها بأنني قد وجدت وظيفة، كبائعة في إحدى محلات الورد.
نظرت لي وقالت بسخرية:
- بعد كل ذلك التعليم الذي حصلنا عليه، لم نجد وظيفة تناسب مؤهلنا.
فأخبرتها قائلة:
- يكفي أنني قد وجدت وظيفة، في ظل الظروف الراهنة، وسوف أستلم وظيفتي من غد.
فأخبرني قائلة:
- حسناً سوف أبحث أنا الأخرى عن وظيفة.
مرت الأيام وفي إحدى الأيام وجدت أن صاحب المحل يريد فتاة أخرى للعمل معى.
وهنا لم أتردد في أخبار "جيسي" وقامت بالالتحاق معي كبائعة، وكانت "لجيسي" شخصية يغرم بها كل من يراها، نظراً لجمالها، ورشاقة جسدها مقارنة لي.
كنت أشعر بالسعادة،عندما أراها تحقق جزء من ذاتها، في ذلك الوقت قررنا أن يستريح آبائنا، فيكفي ما فعلوه في صغرنا، وكانت بعض الأموال التى كان يتركها لنا المشتري، كانت تسد لنا الكثير.
وفي يوم كانت تتحدث معي قائلة:
- هل تعتقدين أننا يمكن أحداً من الإرتباط بشخص من الأثرياء.
أخبرتها قائلة:
- لا يوجد مستحيل فكل شيء يمكن، ثم نظرت من خلف الزجاج فوجدت سيارة أحدهما تقف أمام المحل، وعلمنا أنه كان كثير التردد على المحل كل شهر.
بعد مرور عدة شهور علمت منها أنها تعشق ذلك الشاب، فأخبرتها بأني سوف أساعدها كي تحصل على مرادها، وبالفعل كان كلما حضر "إيان" كان يجد "جيسي" ولا أتدخل في الأمر حتى تعلق بها.
كان "أندرو" يستمع إلى ذلك فقال:
-لماذا لم تحصلي أنت على ذلك العريس؟
فأجابته قائلة:
- أنني لست ذات جمال، كما أن جسدي غير ممشوق، وأنه كان يتصف بالوسامة، فكان بالفعل سوف يختار من تليق به.
أبتسم لها "أندرو" وقال لها:
- أن الجمال هو الذي يكمن بداخلك، فكل شخص يعكس داخله على روحه.
بينما قالت "مارت":
- كنت أعتقد بأن "جيسي" سوف تذكرني وتنتشلني مما أنا فيه، ولكن ما فعلته عكس ذلك، فلقد قطعت علاقتها بي وبوالدها بعد أن تزوجت، وقام صاحب المحل الذي كنت أعمل فيه بتصفية الجميع، مما جعلني أبحث عن عمل أخرى، ووجدت عمل في إحد مراكز التجميل، وكنت أحصل على أموال كثير من بعض الزبائن.
وفي ذات يوم حضرت فتاة إلى ذلك المركز، ووجدت إحدى أصدقائي تخبرني بأن أذهب إليها، لأن تلك الفتاه تعطي من تقوم بمهمتها معها الكثير من الأموال، فذهبت إليها وأنا أشعر بالسعادة، ولكن تفاجئت أنها هي "جيسي".
في ذلك الوقت اعتقدت بأنها سوف تأخذني في حضنها ولن تتركني، ولكن ما فعلته عكس ذلك حيث كادت أن تقتلني، كما أنها لم تتساءل عن والدها، وكيف أحواله؟
قال لها أندرو:
- هل والدها ما زال على قيد الحياة؟
فأجابته قائلة:
- في ذلك الوقت كان يوجد، ولكن قد توفى قبل أن تحضرني إلى هنا بيوم.
نظر لها "أندرو" قائلاً:
- أعتقد أنها لم تفعل ذلك بسبب نشأتها الغير سوية، فأنت نشأتي مثلها، ولكن الذي بداخلك عكس ما بداخلها، فهي كانت تريد أن تسيطر عما حولها، وعن طريق "إيان" فعلت ذلك .
نظرت له وقالت:
- هل بعد أن تنتهي سوف أعود إلى حياتي مرة أخرى.
نظر لها "أندرو" قائلاً:
- سوف أحاول مع من يملك ذلك المنزل، كي يتركه لك كما سوف أخبره أن يوفر لك وظيفة، ولكنك الآن يجب أن تختبئ عن عين "جيسي".
نظرت له بأبتسامة حزينة، فقالت:
- كنت أتوقع الكثير ولكن خاب ظني.
أخبرها "أندرو" بأنه سوف يغادر بالفعل لأن لديه الكثير من المهام، وألا تقلق إذا تأخر عليها، فإنه سوف يعود.
هزت رأسها بالإيجاب ورحل "أندرو" على الفور.
بينما كانت "إماليا" غير متوقعة ما يدور بعقل تلك الأفعى، فإنها بالفعل قد عشقت "إيان" من أول نظرة، فكيف أن تكون تلك المخلوقة، بداخلها كل تلك القسوة، فهي تعيش معه منذ فترة، فكيف لم يلين قلبها وكل هدفها هو الحصول على المال فقط.
لم تنتظر طويلاً حتى طلع الصباح، وتذكرت ذلك الموعد التي سوف تذهب مع "ألبرت" إلى بيت "ليزا" لم تكمل حديثها حتى وجدت أحداً ما يترك الباب، فذهبت كي تفتح، لأنها تعلم أنه "ألبرت" بالفعل.
وعندما فتح وجدته يقول:
- هيا لقد تأخرنا فإنني أمكث أمام بيتك منذ الليل، نظرت إليه بصدمة وقالت:
- هل جننت؟ ولماذا لم تخبرني بوجودك أمام المنزل؟
فقال "ألبرت":
- أنني لا أريد أن أتأخر لحظة.
بينما أرتدت إماليا ملابسها ونزلت على الفور، كي يذهبوا إلى "ليزا".
كانت في ذلك الوقت تتناول "ليزا" مع والدتها وجبة الفطار، فقالت لها والدتها:
- لقد تأخرتِ بالفعل على عملك.
فأخبرتها قائلة:
- أنها تشعر اليوم بأن صحتها ليست جيدة، ولذلك قد استأذنت كي أحصل على راحة.
أبتسمت لها والدتها وأخبرتها بأنها سعيدة، بأنها سوف تظل معها في المنزل، فإنها تسعد بالجلوس معها، والتحدث إليها.