" " " " " " " " روح بين عالمين الفصل التاسع
📁 آحدث المقالات

روح بين عالمين الفصل التاسع

( غدر الصديق)

حاول "أندرو" في الوصول إلى حل وسط، كي يتجنب كل من "تربان" و"أليكس" الاصطدام، وبالفعل نجح في ذلك، ثم جلس مع "أليكس" ليعلم ما يدور في عقل "جون"، وبالفعل أخبره بما ينوي "جون" فعله، ثم ذهب إلى "إيفا" التي كانت تجلس مع "ترفان" لتهدئتها، فقال لها:

- يجب أن أغادر وأذهب إلي أرض البشر، كي أحصل على جزء من حريتنا.

تبسمت له "إيفا" وقالت:

- فلتذهب ولا تقلق فسوف أظل مع "ترفان" حتى تهدأ.

وبالفعل ذهب إلى مكان أقرب أن يكون مليء بالحشرات، فإن صاحبه لا يعرف عن النظافة شيء، فالأشياء كلها غير مرتبة، والملابس ملقاة في كل مكان.

يجلس إحدى الأفراد يتناول الطعام، دون مبالاة بالمنظر الذي يحيط به والأدخنة التى تتصاعد حوله، يتحدث مع أصدقائه قائلاً:

- سوف أذهب للنوم فلقد غلب النوم عليه، وعليكم عندما تنتهون أن تغلقوا الباب خلفكم، فأجابه أحدهما:

- لماذا سوف تذهب مبكراً للنوم، فليس من عادتك.

فقال له:

- اعتقد بأني أشعر بالتعب.

ولكنه صمت وهو يتحدث عندما ظهر خيالاً لأحداً ما ثم يختفي، ثم وجد بعض الكلمات تكتب على الحائط ببطء، وكانت عبارة عن "قد بدأتُ اللعبة أنت من قبل، وحان الدور أن تنطلق صافرة النهاية"

أبتسم وقال لأصدقائه:

-  من منكم يحاول أن يلعب معي؟

نظر الجميع بتعجب لأنهم لا يعلمون عما يتحدث، فقال أحدهما:

-  هل فعل شخصاً منا شيء؟

فأجابه:

- من كتب على الحائط تلك المقولة؟

نظر الجميع للحائط فلم يجدوا شيئاً فقالوا له:

- أنه لا يوجد شيء، فإنك تتوهم.

فقال وهو يحاول أن يظل فائق:

- حسناً يبدو أن التعب قد تمكن مني.

ولكنه عاد النظر إلى إحدى الأماكن الفارغة، وأخذ يبحلق في الفراغ بها، فنظر الجميع إلى حيث ينظر لعلهم يجدوا شيء، فقال أحدهما:

- ماذا أمامك "راني"؟ هل هناك شيء لا نراه!

فقال لهم "راني":

- هناك أحداً ما، يتلاعب بي فأنه يظهر لي مرة وعلى وجهه شبح الأبتسامة، ثم يختفي ويظهر مرة أخرى وعلى وجه علامات الغضب، وعينيه تشع بالنار.

  شعر الجميع بالخوف مما يتحدث به ذلك المعتوه كما يسموه، ولكن لم يطل الأمر كثيراً حتى وجدوا "راني"، بعدما دخل إلى غرفته يخرج منها مسرعاً، وهو لا يرتدي ملابس ويصرخ بهم، بأن ينقذونه من ذلك الشبح، قائلاً:

- فليساعدني أحدكم أن الشبح يحاول أن يلاحقني كي يقتلني.

  شعر الجميع بالرعب وحاولوا الهروب ولكنهم  وجدوا الباب مغلق، كأن أحداً ما قام بفعل ذلك، فقال أحدهما:

- يا لك من مخادع يا راني، لقد قمت بأغلاق الباب علينا.

بينما تدخل آخر قائلاً:

- لقد أمرتنا أن نحضر، كي نرى ذلك العرض الساخر.

قال لهم راني:

- أنني لم أفعل ذلك بل فعلها الشبح، فلتفعلوا شيئاً، فليهاتف أحدكم الشرطة.

قال أحدهما بنفاذ صبر:

- "راني" يكفي مزاح فلتفتح لنا الباب، كي نرحل.

  بينما كانوا يتحدثون شعر الجميع بالصدمة، فأنهم يرون أمامهم بعض الكلمات تظهر بالفعل علي الحائط،  وكانت عبارة عن" نعم لقد علقوا حتى يروا نهايتك، فأنت المقصود وليس هم يا أعز أصدقائي"

نظر لهم "راني" وأخذ يصرخ بهم قائلاً:

- فلتنقذوني أنه يقصدني أنا، فلينقذني أحدكم أنه يريد أن يقتلني، أنني أشعر أن "أندرو" لم يموت، وقد عاد لينتقم مني، فهو الوحيد الذي غدرت به.

نظر الجميع لبعضهم البعض وقال أحدهما:

- هل لك يد في تلك الحادثة التي حدثت "لأندرو"؟

نظر لهم بندم:

- نعم لقد فعلتها ولكن لست وحدي بل مع أصدقائي، كي أنتقم من "إيفا" لأنها قد فضلته عليه، وقد عاد لي مرة أخرى كي ينتقم مني، فليمنعه أحدكما.

هنا صعق الجميع لما يسمعوه، فكيف له أن يغدر بأعز أصدقائه، والجميع يعلم مدى حب "إيفا" "لأندرو".

في تلك اللحظة وجد الجميع ظهور الدماء على وجه "راني"، كأن أحداً ما يضغط على عنقه، وقد خرج لسانه  من فمه، ثم تساقط أمامهم دون أدناه حركة.

نظر الجميع لبعضهم برعب وتحدث أحدهم قائلاً:

- فلنهرب قبل أن تأتي الشرطة، ونتهم أننا قد فعلناها، ولن يتحدث أحد بما رأيناه، حتى لا يصفوننا بالجنون، فأنا لا أصدق بوجود الأشباح، ولكن ما رأيته الآن، يؤكد بوجودهم، فلقد عادت روح أحدهم كي تنتقم منه، وعلينا  الرحيل قبل أن يكتشف أحداً ما حدث.

بينما كانت "إيفا" تجلس وجدت رجليها قد تحررت وصعدت إلى الأعلى فعلمت أن "أندروا" قد فعلها، كي يحصلون على جزء من حريتها فكانت السعادة تغمرها.

بينما كانت "أماندا" تجلس مع "إيان"، شعرت بحدوث شيئاً في عالمها، فأغمضت عينيها كي تعلم ماذا حدث هناك، وهي موجودة بالفعل في مكانها، فوجدت "إيفا" قد تحركت للأعلى، فعلمت أن "أندرو" قد فعلها وحصل على جزء من حريتهم، ولكن ما كان يثير شكوكها من الذي سوف يأتي عليه الدور.

فهي تشعر بالخوف أن يتسرع "أندرو" ويقوم بجلب حقه من "جيسي"، ففي ذلك الوقت سوف تكون خائنة العهد مع "إيان"، ولقد وعدته بأن تبعد "أندروا" عنها حتى يحصل هو على حقه منها.

بينما في ذلك الوقت شعرت "أماندا" بوجود أقدام قادمة إليهم، فأخبرت "إيان" قائلة:

- هناك من هو قادم.

فظلوا حتى يأتي ذلك الفرد، ولكنه بالفعل لم يأتي أحد، هنا نظر "إيان" من عقب الباب، فوجد خيال أحداً ما خلف الباب، فعلم أن هناك من يتجسس فقال بصوت عالي:

- أيها الأشباح هناك من يتجسس علينا من خلف الباب، فلتلاحقوه وتلقنوه درساً لن ينساه.

هنا سمعوا صوت أقدام تجري عكس الإتجاه، فضحك كلاً منهم، وقالت له "أماندا":

- كيف لها ان تكون بكل ذلك الجبن؟ وفي ذات الوقت يحمل قلبها كل ذلك حقد.

فأخبرها "إيان" قائلاً:

- أنها أصبحت عمياء لا ترى غير المال، وكيف تحصل  عليه، كما أنها يمكن أن تفعل أي شيء في سبيل الحصول عليه كاملاً، دون أن ينقص شيء، وأنها بالفعل قد شعرت في الأيام الأخيرة، بأنه قد كشف أمرها خاصة بعد إرسال أحداً ما لي إحدى الفيديوهات والتسجيلات الخاصة بها.

نظرت "أماندا" متسائلة:

- أي تسجيلات، فأنا لا أعلم عنها شيء.

أخبرها "إيان" قائلاً:

- هناك من قام بأرسال فيديوهات إلي، وعندما فتحتها علمت أن زواجي من "جيسي"، ليس بمحض الصدفة بل إنها قد نسجت خيوطها، كي تحاول أن تقع بي، لكي تحصل على أموالي كي تنعم بحياتها، وبذلك كنتُ الخزينة التي توفر لها المال، وليس غير ذلك.

صمت قليلاً وعاد متحدثاً بألم:

- كما أنها قامت بفعل الكثير من الأعمال المشينة، بأستخدام أموالي ومكانتي.

قالت له "أماندا":

- هل تعلم ماذا تفعل "جيسي" الآن؟

فقال لها:

- لا أدري ولا أريد أن أعلم فيما تفكر، فأنها بالطبع لن تفكر إلا في أذيت غيرها، وعلي أن أحترس منها حتى أسترد حقي.

بينما قالت له:

- أنها بالفعل في غرفتها تتجول بها، وتتحدث مع ذاتها قائلة:

- أنني أريد الآن أموال، فكيف لي أن أطلبها من "إيان"، وهو قد أعطاني أمس الكثير من الأموال، فما حجتي التي سوف أخبره بها، كي أحصل على المزيد من المال.

هنا أبتسم "إيان" لأنه يعلم تفكير زوجته، ولم يطل الأمر كثيراً حتى جاءت إليه قائلة وهي تبتسم:

- حبيبي "أيان" أنني أشعر بالأسف، فلقد فقدت حافظة نقودي عندما كنت في الخارج، فهل لك أن تعطيني جزء من الأموال، لكي أخرج.

نظر لها "إيان" وقال:

- أن ما لدي من مال الآن يكفي احتياجاتي، وأنني لم آتي بالكثير من الأموال، لأني أعلم انك تملكين حافظة نقودك.

فقالت له "جيسي":

- لا بأس فسوف أذهب إلى الشركة، لأحصل على ما أريد.

فأجابها ببرود قائلاً:

- أن دوام الموظفين بالفعل قد انتهى، ورحل الجميع ولقد نسيت بطاقات السحب لدي في مكتبي، فلتنتظر غداً يا عزيزتي، ولتذهبين حيث تريدين.

صمت قليلاً ولم تستطيع التحدث فأكمل قائلاً:

- فلتخبريني "جيسي" لماذا قدمتي إلى تلك الغرفة، ووقفتِ خلف الباب تتنصتين عليه، فهذه عادة من عاداتك، وأنني لا أفضل تلك العادة.

فقالت له ببرود:

- لا لم يحدث هذا، فأنا لم آتي نحو غرفتك.

أبتسم لها وقال:

- حسناً لا تقلقي فأنا قمت بإرسال بعض الأشباح خلف الذي كان يتنصت عليه.

نظرت إليه "جيسي" نظرة خوف وقالت:

- ماذا تقول؟ هل جننت? أنك تستخدم الأشباح في إخافتي.

نظر لها وقال:

-  لم يحدث، فأنا قد أرسلتهم خلف من تجسس عليه وليس أنتي.

بينما وجدت "أماندا" فرصة لها كي تتلاعب بها، فقامت برفع إحدى الفناجين من موضعها إلي أعلى، ونقلها إلى مكتب "إيان".

نظرت "جيسي" بصدمة إلى "إيان" وأخذت تحرك إصبعها قائلة بالتوتر:

- أنظر "إيان" فلقد تحرك هذا الفنجان من موضعه، فكيف هذا؟

أبتسم "أيان" وقال:

- ألم أخبرك بأني لدي الكثير من الأشباح أنك ِ لم تصدقيني.

فقالت وهي قد أصابها الهلع:

- أرجوك فلترجع أشباحك إلى هنا، فأنا لا أستطيع أن أعيش معهما في ذات البيت.

فقال لها "إيان":

- فلتخبريني إذن لماذا كنت تتجسسي عليه.

فأجابته قائلة:

- لقد قدمت كي أحصل على المال، وفي ذلك الوقت سمعتك تتحدث مع أحداً ما فوقفت خلف الباب حتى أسمع فيما تتحدث، فكنت أظنك أنك تتحدث مع أحداً ما في الهاتف.

  نظر إيان إلى "أماندا" فحركت رأسها بالنفي فقال:

- إنكِ بالفعل لم تأتي لذلك الأمر، ولكن سوف أمرر ذلك فعليك الإنتباه حتى لا أرسل من يؤذيكي.

غادرت "جيسي" وهي تشعر بالغضب، وقامت بمهاتفت 'راجو" على وجه السرعة، وقالت:

- راجو فلتفعل ما أمرتك به عاجلاً، فلا داعي للتكاسل ولتترك كل ما في يدك، وسوف أعطيك الكثير من المال في مقابل ذلك، وأن لن تفعل ما أمرتك به، فسوف أبحث على أحد آخر كي ينفذ لي ما أريد.

بينما كان يعود "أندروا" إلي عالمهم، جاءته الرسالة فغير وجهته إلى حيث "أماندا" قد وقعت تلك الرساله الى "اندرو" فغيرا اتجاهه من العالم الذي سوف يذهب إليه، إلي حيث توجد "أماندا".

بالفعل شعرت به "أماندا" هي و"إيان" عندما وصل إلى المكان، فقال لها "أيان":

- ألم تخبريني بأنك قد راجعتيه عما يريد فعله مع "جيسي".

فأجابته "أماندا" بالإيجاب، ونظرت إلى "أندرو" قائلة:

- ما الذي جاء بك إلى هنا "أندرو"، فقال لها:

- لقد جئت بسبب تلك الرسالة، فلقد أرسلت إلي "جيسي" رسالة.

وقام "أندرو" بإعطاء "أماندا" الرسالة، لكي تقرأها ولكن من أخذها هو "إيان" الذي اخذ منها قبل أن تقرأها، ونظر إليها بصدمة وقام بركل الطاولة بقدمه، وقال:

- لقد تخطت تلك المجنونه جميع الحدود، إذن فلتبدأ لعبتي، ومثل ما قُدمت بها إلى هنا سوف أجعلها تخرج دون ان تحصل على أي شيء.

كانت "إماليا" تشعر بالسعادة بسبب إنهائها آخر قضية لها، واستجمامها بالأجازة التى قد منحت لها، ولكن قد تأتي السفن بما لا تشتهي الأنفس، فلقد جاءها هاتف من أحداً ما قائلاً:

- حضرة المحقق "إماليا" أرجو منك القدوم إلى المركز، على وجه السرعة ومعك "ألبرت"، فهناك جريمة قد حدثت ونريد منك أن تمسكين تلك القضية، فأجابتهم قائلة:

- حسناً سوف آتي في القريب العاجل.

قامت "إماليا" بمحادثة "ألبرت" قائلة:

- هل تحضر نفسك "ألبرت" على إنتهاء العطلة، لقد حصلنا على قضية أخرى، فأجابها "ألبرت":

- ماذا هل قاموا بمنحنا تلك الأجازة كي نطمئن لم؟ فيقومون بسلبها منا و أعطائنا إحدى القضايا.

فأجابته بأن يسرع فإنها تشعر بالسعادة، لأن تلك القضية سوف تكون بعيدة كل البعد عن الأشباح، وعندما وصلت وجدت كثيراً من الأفراد يتجمعون حول المكان، فأخبرتهم بأن يفسحوا لها الطريق، كي تبدء التحقيقات، كما أوصت الجميع علي أن يبتعدوا  ولا يلمس أحد منهما أي شيء.

وبالفعل عندما دخلت إلى المنزل شعرت بالصدمة،  فنظر إليها "ألبرت" قائلاً:

- هل تشعرين بالاشمئزاز من منظر المنزل؟ فإنه به الكثير من الحشرات، كما أن الملابس ملقاة في جميع الجهات، فأعتقد أن تلك الضحية تتسم بالأهمال.

نظرت له "إماليا" بغضب قائلة:

- هذا ما لفت نظرك، لم يلفت نظرك شيء آخر، على ما يبدو أنني قد أخطأت عندما أخبرتك بأن تلك القضية بعيدة عن الأشباح، فأنا أعتقد بأن "أندرو" قد فعل تلك الجريمة، ولكن ما الرابط بين "راني" و"أندرو" و"مارك" هل هناك علاقه بينهما؟

يتبع





رواية روح بين عالمينْ 



تعليقات