" " " " " " " " اسكريبت لم أكن له الجزء الثانى للكاتبة مروة حمدى
📁 آحدث المقالات

اسكريبت لم أكن له الجزء الثانى للكاتبة مروة حمدى

 لم أكن له

الجزء الثانى.

تسير بطريق خالى من البشر وحولها العديد من الاشجار، رفعت اصبعها امامها، وجدت به محبس من الذهب قامت برفعه لأعلى وما ان همت بإخراجه نهائيا من اصبعها، حتى إعادته من جديد.

استيقظت من نومها تستغفر ربها وهى تستمع لاذان الفجر قامت وتوضت ادت فرضها.

بعد قليل على طاولة الطعام.

الام: مالك يا مريم سرحانه فى ايه؟

قصت رؤياها على والدتها.

الام بقلق حاولت اخفائه: خير يا بنتى خير هو أكرم جى انهاردة.

مريم بشرود : اه يا ماما، بقولك ياماما مش هروح انهاردة الشغل.

الام: حلو اقعدى وريحى شويه قبل ما خطيبك يجى.

مر الوقت لياتى أكرم يحدثها ويحدث والدتها بشكل طبيعى يتجنب نظراتها له المستفسرة تشعر بأن هناك شئ خاطى به.

استأذن وانصرف، هاتفته اكثر من مرة حتى تطمئن على وصوله ولكنه لا بجيب.

نهش القلق قلبها، حتى اقترب منتصف الليل.

وهى تطلب رقمه لتاتيها رساله على هاتفها من رقمه، فتحتها بلهفة.

"خلى بالك من نفسك"

قرأتها اكثر من مرة وهى تتساءل يعنى ايه؟

طلبت رقمه من جديد،ليجيب هذه المرة.

_الو.

_يعنى ايه؟

_يعنى انتى تستاهلي حد احسن منى.

_ليه؟

_مش مناسبين لبعض يا مريم ووو.

أغلقت بوجه لم تنتظر اكثر لتبدا بالصراخ بعدها بهيستريا ايقظت والدتها التى أتت لها فزعة تحتضنها تسألها ما بها.

_أكرم يا ماما.

_ماله، حصله حاجه؟

_سابنى.

_سابك ازاى، ما كان موجود من كم ساعة وكان حلو وكويس ما قالش ليه؟ ولا هو لعب عيال.

اخبرتها عن رسالته وما قاله لها.

الام: ده كان عايز وحده ملعب تتكلم معاه بالطريقة ال هو يعرفها ومتعود عليها من الأشكال ال زيه وكفاية أمه القرشانه شكلها كانت غضبانه على الجوازة ال ما شفناها ولا سمعنا صوتها حتى.

_بس انا حبيته بجد.

_لو متمسك بيكى هيرجعلك، بس جدعة انك منزلتيش من نفسك قدامه، تعالى يا بنتى فى حضنى محدش عارف الخير فين؟!

فى الصباح.

الام بحزن على ابنتها: لسه برضه مصرة تروحى شغلك انهاردة، كنتى استريحتى انهاردة.

_لا يا ماما شغلى هو راحتى وهو مش لازم يحس انه كسرنى ابدا.

_ربنا يقويكى يا بنتى ويراضيكى.

دلفت إلى العمل وجدت الجميع يتهامس علمت ان رانيا كعادتها اذاعت الخبر.

احد الفتيات تتحدث بصوت عالى لرفيقتها حتى يصل لها : يا بنتى انا شفته من كم يوم مع بنت أنما ايه لبس ايه مكياج ايه حاجه كده من ال بيحطوها على الكتالوج دى.

ابتلعت غصة بحلقها وتظاهرت بعدم الاهتمام قابلتها رانيا من بعيد ولم تجرؤ على الاقتراب منها.

بمجرد دلوفها قدمت لها إحدى الزميلات بسرعة.

_مريم انا عارفة انك فشكلتى قراية الفاتحه وبصراحة انا كان نفسى من زمان اتكلم معاكى، بس اليوم ال قولت هفاتحك فيه عرفت بقراءة فاتحتك فسكت لكن دلوقت مش هينفع استنى انتى ال زيك ما يتسبش.

_انا مش فاهمه قصدك ايه؟

_ انت عارفة ان ليا اخ مدرس وعيلتى ساكنه فى قريه...على أطراف المركز وانى انا ال متجوزة هنا.

_انا ايه دخلى بده كله؟

_بصراحة كنا حابين نتقدم ليكى وخصوصا ان اخويا شافك قبة كده فى حفلة الحضانة ومعجب بيكى.

_انتى مش شايفة أنه مش وقت الكلام ده؟

_ده هو ده وقته اسمعى منى.

قطع الحديث صوت رنات هاتفها.

تجيب على المكالمة: ايوه يا ماما.

رفيقتها تأخذ منها الهاتف بغته تحت نظراتها المصدومة منها.

_السلام عليكم، اهلا يا طنط انا فاتن زميلة مريم.

الام من الجهة الاخرى.

_اهلا يابنتى.

_.......

ايه؟ تزورونا انهاردة بس يعنى..

قطعت الحديث اثر اخذ اختها الهاتف منها.

استنى انتى بنتى خلينى افهم فى ايه؟ هى اسمها قولتيلى.

الام بقلة حيلة: فاتن.

_الو ايوه يا فاتن يا حبييتى انا خالة مريم ومراة عمها فى نفس الوقت.

_.........

_عايزين تيجوا انتوا والعيلة؟

_....

_يا سلام تنورونا طبعا بس معلش يا حبيبتى ممكن اسم اخوكى ووظيفته واسم العيلة.

_...

_ثوانى حبييتى ، ثوانى.

وضعت يدها على الهاتف، وجهت الحديث لاختها ورقة وقلم بسرعة.

احضرت لها ما ارادت تحت سخطها وضيقها مما يحدث.

بعد أن انتهت من التدوين.

_تمام فى انتظاركم بكرة انتوا تسألوا واحنا نسأل يا حبيبتى.

_...

_ادينى مريم من جنبك.

الو ايو يا مريم زميلتك مشيت؟

مريم: بغضب ايوه يا خالتى ،انتى ازاى تسايريها فى كلامها الأهبل ده؟

_الخالة بعدما ضغطت على زر السماعة الخارجية.

" اسمعى الكلام ده انتى وامك وافهميه كويس ، ايه ال مش عاجبك فى الكلام يا بت اختى ، الست شارية هى وأهلها واخوها ودخلين البيت من بابه، مش زى نجم السيما ال كنتى سحباه وجاينا بيه يا شيخة ده امه معبرتكيش".

مريم بزهول من الجهة الاخرى: سحباه.

الام: ايه ال بتقوليه ده، انا بنتى مالهاش فى الكلام ده.

الخالة: ونظراتهم لبعض والسهوكة يوميها ولا فاكرانا مش واخدين بالنا واسمعى يا بت انتى انا يوميها مسكت عمك بالعافية من أنه ما ياخدكيش جوز أقلام وهو شايفك انتى والوالدة مقرطسينه، وفضل يقولى أدى اخرتها اخويا يموت من هنا والبت عيارها يفلت لولا هديته وقولته ان اهو دخل البيت من بابه ليله ماسكت فما بالك لما يعرف ازاى سابك؟!

اطرقت الام براسها إلى أسفل من القهر فبعد سنوات من شقاءها على ابنتها اتهمت بالتقصير.

مريم : امى ربتني كويس اوى يا خالتى.

الخالة من الجهة الاخرى: والله هيبان يا حبييتى.

مريم: يعنى ايه؟

يعنى هنسال على الرجل لقيناه كويس محترم عنده شقة يبقى ليه لا.

مريم : بس انا لسه يعنى امبارح كان؟

الخالة: ال يرميني يا بت اختى اقلعى من رجلى وبعدين يعنى دى قعدة تعارف مش هتلزق.

ضحكت بسخرية وهى تعود من شرودها تردد تلك الكلمة مرارة" قعدة تعارف"

أعادت رأسها إلى الوراء تتذكر كيف انتهت تلك الجلسة، بقراءة فاتحتها والاتفاق على أن يوم الثلاثاء كتب الكتاب ويوم الخميس هو الزفاف ولما التأخير فالعريس جاهز والعروسة لا ينقصها سوا بعض الأشياء الصغيرة تخرج برفقة إحدى خالتها لشراءها.

العروس اين هى العروس؟ كانت تجلس كصنم ترى فقط نظراتهم الشامته بها المتوعدة لها حتى والدتها لم تسلم من نظراتهم المقللة لها الغير راضية عن تربية ابنتها.

بعد رحيل العريس وعائلته.

الخالة: سترة البنات حلوة، شب محترم من عيلة عنده بيت ملك هو شقة وأمه شقه ست كبيرة ولوحدها هتكونى ليها بنت عايزة ايه اكتر من كده؟

الام نظرت لابنتها برجاء فى عينيها الا تقلل منها امامهم، الشاب بالفعل جيدا جدا هى بالخفاء سألت إحدى صديقاتها بقريته عنه لتقر عن أخلاقه وكيف هو رجل بحق ، سأل عليه اعمامها ليحصلوا على نفس الإجابة، اى اعتراض منها عليه هو تأكيد لظنونهم بها.

قرأت مريم أعين والدتها وفهمتها جيدا كعادتهم سويا، هزت رأسها بالموافقة.

تم كل شئ بسرعة البرق ، لترى نفسها بثوب زفاف ابيض فى منتصف شقة وصوت رجل ياتى من الخلف.

مريم.

انتفضت فزعة .

اهدى، انا عارف اننا مالحقناش ناخد على بعض بس وحده وحده هنفهم بعض، ادخلى الاوضه غيرى واتوضى نصلى الاول وبعدين نشوف الدنيا هتمشى ازاى علشان خالتك ومامتك ال قاعدين عند ماما يطمنوا.

صفعة تلقتها على وجهها لم ينتبه هو لاثر حديثه و شحوب وجهها كيف ذكرها بما كان وبما سيكون لو فقط فتحت فمها وقالت لا.

لتخرج " حسبى الله ونعم الوكيل حارقة منها للمرة التى لا تعلم عددها"

هزت رأسها بآليه، دلفت للغرفة حتى تفعل ما قال.

بعد وقت قبل يدها هامس لها باذنها"مبروك" تاركا إياها تنظر إلى الفراغ بشرود، لم تشعر بأى شئ لا سعادة لا حزن فقط مهمة اكملت بها واجبها كأبنه جيده.

ليخرج إلى خارج الغرفة يهاتف والدته يطمئنهم فتلك هى العادات المتعارف عليها فى قريتهم تلك، ربما ذاك ما خف عليها من شعورها بالإهانة.

عادت من شرودها على صوت رنات هاتفها لتجده زوجها المتصل.

_الو.

_قربتى توصلي يا مريم؟

_تقريبا، ثوانى.

_يا اسطى احنا فين بالظبط؟

السائق فى...

_سمعته؟

_تمام، خليه ينزلك اول الكبرى ال جاى انا واقف مستنيكى.

_حاضر.

أغلقت معه لتقرر مع نفسها يجب أن تغلق اى باب يجعله يصل إليها هى لم تكن بابنه قليلة الحياء قبلا ولن تقبل بأن تكن زوجه خائنه، هى ليست كذلك ولن تكون وحتى لو كان بالفعل نادم يرغب بعودتها له لن تعود، تدعس قلبها ولا تعود له.

أخرجها صوت السائق من دائرة أفكارها، وصلنا الكوبري.

هبطت لتجده بالفعل ينتظرها، نظر لها بابتسامة بادلته اياها بشحوب وهى تسير إلى جواره.

عادل: مالك يا مريم فى حاجه؟

_مش عايزة ارجع الحضانة دى تانى؟

_ليه؟

_مشوار عليا واهو زى مانت شايف مستحملتش يوم وتعبت لو فى حضانة هنا ياريت .

_فى حضانة هتفتح جديد اعرف صاحبها هكلمهولك.

_شكرا .

_هه، شكرا يا بنتى جوزك انا وبعدين كده انا هبقى مرتاح ومطمئن عليكى اكتر.

لم تعود إلى تلك الحضانة ، حظرته من جميع الجهات، أغلقت على حالها جيدا بينما حياتها الشخصية كانت اقل ما يقال عنها جحيم بالنسبة لها فى اول عام للزواج طباعه مختلفه كليا عاداتهم حياة القرية نفسها، كانت كلما مرت بمشكلة مع زوجها شعرت بها بالقهر دعت بقلبها الايهنئ من اوصلها إلى هنا.

عندما كثرت شكواها إلى اهلها، اخبرتها خالتها ان منذ اخر شكوى ووالدتها مريضة، هل ترغب بقتلها بدلالها؟

لتعش ولتحتمل ام ترغب بالعودة لهم حاملة للقب مطلقة ام حبيب القلب السابق لا زال على اتصال بها .

من كل هذا الحديث لم يعنيها سوا ان والدتها تمرض بسببها فلقد اعتادت طريقة خالتها وحديثها اللاذع كما ان ذاك الانانى بطرقه كل الابواب اكد لهم ظنونهم بها، لن تكون هذة مكافأتها بعدما افنت عمرها لأجلها وغلقت حياتها عليها.

صمتت تفكر فى كل ما مرت مع زوجها هو سريع الغضب ولكنه ينسى بعد وقت قليل، لا يجيد الحديث ربما لطبيعته الجادة علاقته الاجتماعية محدوة انطوائي لا يعرف كيف يراضيها هو قليل التصرف فقط لا غير بحكم نشاته ارجعت كل هذة الصفات، بالحقيقة هو ليس بمدمن لا تمد يده للتبغ لا يسهر لا يتركها بمفردها ليس بخيل ولا مبذر، لما لا تفتح له باب قلبها قليلا، صفاته تستطيع التعايش معها لو قللت فقط من سقف أحلامها وامانيها ولتعش مع واقعها وتتكيف معه على الاقل لأجل والدتها لن تستطيع رؤيتها مريضة بسببها.

 هدأت الأمور كثيرا بينها وبين زوجها لتصبح حياة عادية بها المشاكل المتعارف عليها بين اى زوجين .

لم يخلو الأمرمن محاولات ذاك الأكرم للتواصل معها بأى شكل من أرقام مختلفة، كان الأمر يرضى غرورها وكرامتها ولكنها كانت تستغربه كثيرا فبعد مرور أعوام وبعد زواجه الذى علمت به بالصدفة وهى تتصفح الاخبار على التواصل الاجتماعي لا زال يحاول الاتصال معها كذلك إحدى صديقاتها اخبرتها أنه رأته اكثر من مرة وكل مرة معه فتاة مختلفة.

تذكرت أمر رسائله لها.

"سبيله ابنه وارجعيلى، انا مش مرتاح ولا مبسوط فى جوازتى ولا فى وحده قدرت تنسيني مريم"

هزت رأسها وهى تتذكر جملة والدتها فى تلك الليلة.

" ما تعرفيش الخير فين"

هذة طباعه ولن يغيرها وهى الغيورة بطبعها لن تكن علاقتهم بالناجحة ابدا كانت توقن ذلك بداخلها جيدا ولكنه القلب ولا نملك عليه سلطان.

يأس وابتعد عنها كليا عندما أجابت على هاتفها فى اخر مرة ولم تكن تعلم انه هو.

"انا بحب جوزى ابو ابنى ، ابعد عنى هو بالعافية"

بصوت متحشرج" بتحبيه"

مريم بقوه: ايوه.

أكرم: انا اسف.

غلق ولم يكررها ليمر عام دون أن تستمع لصوته او يتواصل معها حمدت الله بداخلها على هذة الراحة التى لم تتخيل أنها ستشعر بها فى ابتعاده عنها.

جالسة تمسك بهاتفها وزوجها يتابع التلفاز هو ووالدته وعلى قدمه ابنها الصغير، اتسعت عيناها بصدمه، توقف اصبعها على الشاشة تنظر لشاشة الهاتف و ذكرى غامت على عيناها اعادتها للوراء لسنوات مضت لليلة دافئة كانت تتسطح فراشها، سابحة بأحلامها الوردية تستمع لصوته الدافئ وهو يحيكها لها بشجن تقطر به كلماته آثر به جوارحها.

ليصمت لثوانى شاركته اياه لا يصدر عنهما سوى صوت انفاسهما الملتهبة وهى تصل للأخر حارقة.

يقطعه بصوته الدافئ.

_مريم.

_نعم.

وصل له صوتها الهامس المشحون بعاطفتها،اغمض عينيه يمنى نفسه بقرب اللقاء.

عاد للصمت من جديد لتقطعه هامسه باسمه بقلق لا تعلم مصدره.

_أكرم.

_ ياترى يوم ما هموت هتعرفى ازاى؟ حد هيتصل عليكى ولا انتى تكلميني يقولولك اكرم مات و..

شهقة خائفة صدرت منها لحديثه المورع ذاك لم تدعه يكمل تقاطعه بخوف.

_بعد الشر عليك، اوعى تقول كده تانى.

اكملت بصوت أوشك على البكاء: انت ليه بتقول كده؟ بتوجع قلبى ليه؟

عقدت حاجبيه بخوف وقلق: أكرم انت تعبان فيك حاجه حاسس بحاجة ومخبى عليا،قولى بالله عليك ما تسبنيش كده.

_والله انا كويس يا حبيبتي.

اخرج تنهيدة عميقة تابع بعدها بصدق: صدقينى انا نفسى مش عارف قولت كده ليه؟ بس حقيقى نفسى اعرف وقتها هيحصل ايه؟!

_هكون ميته، مش هستنى اعرف من حد ولا حد يقولى، قلبى ال بينطق اسمك مع كل دقة هيقف وقتها يا أكرم.

_بتحبينى اوى كده يا مريم.

_قلبى اول ما دق كان ليك انت يا أكرم.

اكملت برجاء :ما تفكرش فى حاجه زى كده تانى حتى بينك وبين نفسك يا أكرم ده لو مريم ليها معزة فى قلبك.

_انتى القلب كله يا مريم.

عادت من ذكرياتها بقلب يختنق من الألم تود الصراخ منعته تلك الغصة بحلقها، مررت يدها برفق على شاشة هاتفها تتأمل ملامحه المحفورة بداخلها بأعين تحجر بها الدمع.

هزت رأسها نافيه هامسه: لا ده اكيد كدب، هو كويس يمكن يكون حد من أصحابه عامل فيه مقلب ايوه كده هو كويس.

ولكن كيف والخبر يتصدر كل مواقع الاخبار الخاصة بمحافظتهم. كدب

"وفاة الطبيب الشاب أكرم فتحى أثر حادث أليم"

باصبع مرتجفة ولجت إلى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، قامت بالغاء الحظر عن صفحته الشخصيه، اغمضت عينيها وهى تدعو الله بأن يكون الأمر ماهو الا مزحه ثقيلة من احد أصدقائه لا أكثر.

بلعت ريقها بصعوبة وهى تضغط على اسمه برهه مرت حتى تحمل الصفحة، جحظت عيناها على الأخير وهى تقرأ تلك المنشورات التى تنعيه.

لا، لا اكيد كدب ده كله ، ايوه مافيش غيرها رانيا هى ال هتأكد منها.

بضربات كالطبول تدق بجنباتها ولجت إلى صفحة تلك الصديقة القديمة راجية متمنيه داعيه.

مرت ثوانى لتتهدل يدها الممسكة بالهاتف، مغمضة لعينيها بحزن تتمتم.

"اه يا أكرم يا وجعى "

_ مالك يا مريم فى ايه التليفون مزعلك اوى كده؟

قالها وهو ينظر للهاتف بيدها

_اه الحادثة بتاعة الدكتور، ده الخبر فى كل حته، الناس كلها زعلت عليه حتى انا لما شفت كلام الناس عليه فى التعليقات .

_مين ده يا عادل؟

_ده دكتور يا ما ما عربيته انقلبت بيه على الطريق.

_يا منجى يارب، كبير ده ولا صغير.

_بيقولوا فى الثلاثينات.

_يا عينى عليه وعلى شبابه، ليكون متجوز وعنده عيال.

_مريم بدون وعى: مازن وميرا.

الحماة:يا قلبى عليهم اتيتموا يا حبة عينى.

عادل بحيرة: وانتى عرفتى من فين؟

شاحت بوجهها عنه حتى لا يرى نظراتها الزائغة رفعت شاشة الهاتف تحركها: من الفيس.

هز رأسه وعاد من جديد يرتشف من كوب الشاى الخاص به.

بخطوات مهرولة أسرعت إلى دورة المياة أغلقت الباب عليها، وضعت يدها على فاهها تكتم شهقاتها ودموع عيناها لا تنضب، رفعت الهاتف إلى وجهها تتأمل صورته.

_كان قلبك حاسس، كان قلبك حاسس.

لا تعلم كم من الوقت مر عليها وهى على هذة الحال، ازاحت دموع عينيها بيدها، نظرت لوجهها بالمرأة لتعود إلى البكاء مرة أخرى بمرارة.

طرقات على باب المرحاض اتبعها صوت ذلك الصغير

_ماما، انتى جوه.

بسرعه فتحت صنبور المياة تلقى بها على وجهها، تحاول اخراج صوتها.

"ايوه يا حبيبى، خارجة اهو"

فتحت الباب ليمد الصغير ذراعيه، تلقت هى بأحضانها.

_ماما، عايز أنام.

_وماما كمان محتاجه تنام يالا بينا يا نور عينى.

نظرت حولها لذلك السكون من حولها، يبدو أن حماتها رحلت إلى شقتها بالأسفل، خيرا فعلت فلا طاقة لها بالحديث مع احد.

دخلت إلى غرفة النوم تجد زوجها مسطح على الفراش،ما انا شعر بوجودها ليبتسم عليهما.

_هو آسر بيه اخيرا هيحن علينا ويريحنا شوية من شقاوته وينام.

_شايفة يا ماما بابا بيقول عليا شقى.

مريم بصوت حاولت إخراجه طبيعيا: لا حبيب ماما شطور وبيسمع الكلام.

قبلة صغيرة طبعها الصغير على وجنتها أودعت بعض السكينة لروحها الملتاعه بصمت.

وضعت الصغير جوار أباه وإندست إلى جوارهم تطوقهم بذراعها تتطلب الأمان لقلبها وعقلها بأنهم إلى جانبها.

اغمضت عيناها وذكريات قديمة تطاردها بضراوة.

صدح أذان الفجربالأرجاء وقد أتى لها كطوق نجاه من تلك الدوامة التى تسحبها، استغفرت ربها وهى تعتدل على الفراش نظرت إلى جوارها لتبتسم ابتسامة صغيرة على كنزها الصغير الراقد بالفراش، قبلته على رأسه تبعد يده عنها برفق، رفعت نظرها إلى الراقد إلى جواره، همست بصوت لم يسمعه.

"سامحنى"

أسرعت إلى المرحاض توضأت، وقفت أمام خالقها تودى فرضيتها، أسندت بجبهتها على السجادة اسفلها، أطالت بسجودها، أخرجت مكنون قلبها بحديث لم يخرج من بين شفتاها.

"يارب كل ليلة كنت بدعيلك لا تؤاخذنى فيما ما املك، انت الوحيد ال عارف ان لسه حبه فى قلبى موجود انكرت ده من الكل حتى هو ما يعرفش، كل ليله بدعى تشيله من قلبى كل ليله بدعى تقويني على نفسى على أفكارى على شيطانى، كل ليلة كنت بشكى حالى وبدعى تجبلى حقى منه مايدقش فى يوم راحة يتعذب زى ما عذبني، بس الليلة دى بدعى تثبته عند السؤال يارب، انا مسمحاه مسمحاه هو دلوقتى عندك وانت الرحيم، أغفرله يا كريم اجعل قبره روضه من الجنة، حنن قلوب عبيدك على أولاده، صبر مراته وقويها على ال جاى يارب"

امسكت بكتاب الله وأخذت تتلو آياته صدقة على روحه لا تعلم كم مر عليها من وقت وهى على جلستها لولا تلك اليد ال ربطت على كتفها، نظرت برأسها لأعلى نظرت لتبتسم له

_صباح الخير.

_صباح النور عليكى، يالا بقا حضريلنا الفطار بسرعة، شكل القراية خدتك حتى ما اخدتيش بالك من المنبة ال رن.

_ياه ده الساعة داخله على سبعه، هوا ححضره بسرعه.

_وانا ساعدتك علشان منتاخرش يالا هسبقك على المطبخ.

نظرت فى أثره وهى تطوى سجادة الصلاة،تعلم بأنه ليس رجل الاحلام الذى تمنته ليس المثالي بمواصفاته ولكنه طيب القلب نعم عصبى المزاج ولكن سريع الرضا، صعب الطباع ولكن مأمن المعشر رجل تنام الأنثى إلى جواره وهى أمنه بأنها الوحيدة بقلبه وعقله.

تحمد الله على وجوده بحياتها نعمة ، دعت بقلب صادق أن يحفظ لها اسرتها الصغيرة.

ااتاه صوته المتسائل: مريم انتى حاطة السكر فين مش لاقيه؟

_مريم وهى تضرب على وجنتها برفق: يالهوى خلص ونسيت اقوله يجيب بعد ما بعته للبقال عشروميت مرة امبارح.

_اعمل الشاى سادة يا عادل، غلط على صحتك يا حبيبى.

_مررررررررريم، نسيتى تانى.

_اااخر مرة.

تمت



تعليقات