الفصل الخامس
داخل سيارة ريان كانت تجلس منكمشه في مقعدها .. لكن من داخلها تشعر بالسعادة ها هو حلمها يتحقق وتجلس معه مره أخرى بمفردها .. مازالت تتذكر كلماته ووصفه للبحر حتى أنها شعرت بالفعل أنها تقف هناك أمام البحر وتلامس المياة أقدامها .. كان يشعر هو بالأستمتاع ببقائها معه داخل السيارة حتى أنه كان يقود ببطئ شديد على غير عادته حتى أن سيارات الحراسه كانت تشعر بالتشتت
أخذ نفس عميق وقال دون أن ينظر إليها:
- لماذا أنتِ دائماً صامته؟ لماذا هذا الخوف الذي يطل من عينيكي؟
نظرت له بصدمه لينظر لها بأبتسامة لتجد نفسها تتحدث براحه كأنها كانت تنتظر هذا السؤال
- لا أجد من أتحدث معه تعلمت الصمت منذ سنوات .. حتى أصبح صديقي الوحيد.
قطب جبينه بأندهاش من تلك الإجابه .. لقد توقع مثلاً أن تقول أنها خائفة منه .. أو أنها تخشى أسد كونه شخص جاد دائماً ولا يتحدث كثيرًا .. لكن تلك الإجابة ألمت قلبه .. وهنا وجد نفسه يسأل نفسه .. وهل أنا لدي قلب؟ لكنه أجل البحث عن إجابة هذا السؤال .. وعاد يسأل من جديد
- لماذا؟ أين عائلتك؟ أصدقائك؟
أخفضت رأسها بحزن وقالت:
- والداي توفيا وأنا صغيرة .. ولم يهتم أحد من العائله أن يهتم بي .. لذلك وضعتني الحكومه في أحدى دور الرعاية .. وهناك لم أستطع أن أجد أصدقاء وحين غادرت دار الرعاية لم أستطع أيضا التعامل مع الناس أشعر دائماً وكأنهم يحتقرونني كل نظره منهم تخبرني أنني إبنة دار رعاية .. يتيمه دون المستوى .. على الرغم من حصولي على شهادة جامعيه وبدرجات مرتفعة .. لكن هذا حكم البشر.
كانت دموعها تسيل فوق وجنتيها دون شعور منها .. أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها عن ما يؤلم قلبها و ما يجعلها دائماً صامته و عيونها تحتضن الأرض بخجل.
وكان هو يشعر بغضب كبير حتى أنه لم يعد قادراً على القيادة بشكل منتظم .. ودون كلمه غادر السيارة ..لقد بدء الوحش الذي بداخله يثور و يريد أن يظهر على السطح يريد أن ينتقم من كل من سبب لها هذا الألم الذي يقطر من كل حرف ومن إحساسها
لكنها هي شعرت بالحزن الشديد .. لقد أهانت نفسها أمام أكثر شخص تتمناه في تلك الحياة .. ها هو يراها بعيون باقي الناس .. خريجة دار الرعاية .. فتحت باب السيارة و ترجلت منها دون أن يشعر بها و بدأت في السير مبتعدة عن السيارة .. في الوقت الذي كان هو يحاول السيطرة على نفسه وإخماد الوحش بداخلة وعلى ما إستطاع فعل هذا كانت هي قد أختفت تمامًا.
حين عاد ليصعد إلى السيارة لم يجدها ليشعر بالصدمه وبدء في البحث عنها في كل مكان بعينيه لكن لا أثر لها .. ليتوجه إلى سيارة الحراسه وسألهم عنها ليخبره بما حدث لتتحول عينيه إلى الأحمر الناري وهو يضرب باب السيارة بيديه حتى أنها تركت أثر واضح عليه وهو يقول
- كيف تركتموها تذهب؟ لماذا لم توقفوها؟
أجاب أحدهم موضحاً:
- لقد غادرت السيارة وكان يبدوا عليك الضيق الشديد .. وحين غادرت ظننا أنك أنت من طلبت منها مغادرة السيارة
ليضرب السيارة من جديد ليطبع أثر أخر أقوى وأكبر عليها ثم عاد إلى السيارة و قادها بجنون .. في محاوله بائسه منه أن يجدها.
***************
ظلت صامته تنظر إليه بخوف لكن لا تعلم لماذا توقفت دموعها .. هل السبب هو أبتسامته التي خطفت دقات قلبها .. أم كلماته الغريبة التي تختلف تمامًا عنها .. كيف هذا .. كيف تكون ذو سلطان عليه وكيف بعد ما فعله بذلك الرجل هو غير قادر على أيذائها
كان بالفعل يستمع لصوت أفكارها أهو هذا نوع من التواصل الخاص بينهم .. هل بدء الأمر يحدث .. إذًا والدته معها حق .. وعليه أن يطلعها على كل شيء حتى تستعد .. أخذ نفس عميق وهو يقول
- ما رأيك أن نبدء حديثنا بالتعارف
ومد يده إليها و هو يقول:
- أنا أسد .. كيف حالك ؟
وكأنها شخص آخر رفعت يديها لتضعها بيديه وهي تقول:
- مرحبا أسد أنا هانيبال .. كيف حالك؟
أبتسم وهو يشعر بالبرائه التى تتسم بها لا يعلم كيف ستكون هي أنثى ألفا هو حقاً لا يعلم .. لكن سوف يرى ما سيحدث هو يثق بحدثه
- أنا بخير سعيد بالتعرف عليكِ .. هل تريدين أن أقص عليك قصه صغيرة؟
أومئت بنعم ليقول لها بأبتسامه صغيرة
- أذاً دعينا نجلس على الأريكة حتى لا تؤلمك قدميك.
أومئت بنعم و بالفعل وقفت معه وتوجهوا إلى الأريكة وجلسوا عليها وعيونها تمتلئ بالترقب و الفضول ليقول
أستمعي جيدًا.
إتسعت عيونها بأهتمام وهي تمسح دموعها بظهر يدها .. أبتلع ريقه وهو يحاول السيطرة على نفسه ورغباته التي تدفعه بقوة تجاهها
- أنا كبير عشيرتي .. ألفا.
هزت رأسها بلا معنى ليهدر موضحًا:
- نحن عشيرة مصاصي الدماء .. العشيرة الوحيدة الباقية .. بعد حرب داميه وكبيرة مع المستذئبين .. ومن أجل أستمرار عشيرتنا .. كل فترة يتم تزويج الألفا بفتاة معينه هي المقصودة .. مميزة وبها صفات معينه تحقق سلاله جديدة للعشيرة وتضيف إليها قوة جديدة .. ولكن هذه المره نحن بحاجة لأشياء أكثر من السلاله .. خاصه وإن التزاوج هذا العام قُدر من أكثر من مئة عام .. ذكرته كل القصص القديمة .. وأُهلت لذلك منذ بلوغي السن المناسب
كان فمها مفتوح وهي تستمع لكلماته التي لم تستوعب منها أي شيء .. وعبرت عن ذلك قائله
- أنا لم أفهم أي شيء من كل هذا الحديث
أبتسم نفس الإبتسامه التي تسرق نبضات قلبها ولا تفهم سبب ذلك .. ثم قال:
- سوف أشرح لكِ الأمر بشكل تفصيلي
أومئت بنعم ليكمل موضحًا
- ألفا هو شخص ذكي يدير عمله بشكل جيد بحيث يشعر جميع شركائه بالغيرة منه يمتلك كل تلك الأفكار الذكية هذا النوع من الرجال هو قائد بالفطرة ، لذلك عندما يتحدث ، فإن بقية الناس من حوله يبقون أفواههم مغلقة إنه دائمًا ما يكون في مركز الأهتمام ، و عندما يتحدث ، يبدو و كأن الأخرين تحت تعويذة ما. يميل جميع الأشخاص حوله إلى الشعور بالرضا لأنه جيد بما فيه الكفاية ليطلب منهم الإنضمام إليه بما في ذلك رؤسائه ، رجل مثل هذا هو بالتأكيد شخص يحب الأحداث الإجتماعية و يتمتع بكونه نجم كل مكان لكن هذا يختلف في عشيرتنا .. أنا لا أحب الإختلاط كثيراً لكن إن حدث أنا قادر على أبهار الجميع دون شك
رفعت حاجبيها تنظر إليه بشك وإبتسامه جانبية ساخرة .. ليبتسم وهو يتجاهل كل هذا وأكمل قائلا:
- ألفا يحب حريته أكثر من أي شيء في العالم و لا يريد التضحية بها لكن حين يتعلق الأمر بعائلته ومصلحة عشيرته يكون الموت بالنسبة له مرحب به في أي وقت ومستعد دائماً للاسوء، وبغض النظر عن السبب عندما يرى أنثى الألفا ينجذب إليها ، فهو لا يتردد و يتعامل معها على الفور ، و لا يمنحها الوقت لرفضه. من رجل مثل هذا ، سوف تسمع دائمًا بعض الغزل اللطيف وبسبب طبيعتها تقع في شركه سريعًا.
صمت لثوان وتنفس بعمق ثم قال بصوته الرخيم :
- أنتِ أنثى ألفا ، وأنت نجمة نساء العشيرة وبالنسبة لألفا أنتِ رمز الجمال و السحر و الذكاء و تعرفين كيفية التعامل مع المواقف الصعبة جيدًا و لكن هذا يجعلك تنتظرين ألفا الخاص بك ولا تقبلين بأقل منه فلا يشغلك أي شخص آخر . إنتِ تعرفين قيمتك و بمفردك أنتِ بخير، دائماً متسلطة و ساخرة في بعض المواقف لكنك تقدمية أيضا. و أفضل ما في الأمر هو أن بقية النساء ينظُرن إليكِ كأنك رمز بالنسبة لهم أنت ملهمه، الشيء الجيد هو أنك عاطفية حقاً لكنك لن تكشفي عن وجهك الحقيقي أصيبتِ بالأذى من قبل و هذا هو السبب في أنكِ أنثى ألفا .. لا تسمحي للأخرين بالخطئ في حقك لذلك تبقى مسالمة تحت قناع المرأة القوية. لكن حين تعلمين من أنتِ يصعب على الضعاف الوقوف أمامك .. والجميع يحتمي بكِ .. وتكونين مصدر القوة والدعم.
ما رُسم على ملامحها يجعله يبكي من كثرة الضحك .. أنها لم تفهم شيء من كل ما قاله .. ليخفض رأسه يحاول كتم ضحكاته لكنها قالت ببرائه
- لم أفهم أيضا .. من أنت ومن أنا ؟
ليضحك بصوت عالي ضحكات ملئت الغرفة حتى أنها غادرت الباب لتصل لمن تقف جوار الباب تحاول الأطمئنان أن كل الأمور تسير بالأتجاه الصحيح.
*********************
غادرت جوزال القصر و وقفت أعلى الدرج تبحث بعينيها عن دانيال .. الذي كان يقف جوار المسبح الكبير فأقترب منها وأنحنى بأحترام وهو يقول
- هل أستطيع خدمتك سيدتي؟
أومئت بنعم وهي تشير له أن يلحق بها .. سار خلفها بهدوء وطاعه حتى وصلوا لذلك المكان الذي يصدر منه صوت صرخات مكتومه وضعيفة .. وقالت
- أفتح الباب
تحرك دانيال ينفذ الأمر وأشعل إضائة المكان لتدلف جوزال بخطوات ثابته و رأس مرفوع كطبيعتها دائماً .. لكنها الأن تظهر أيضاً الجانب الاخر .. الخفي عن الجميع
حين أقتربت من مكان جلوس بروج، وبروس قالت بصوت قوي
- هل تعلمون أنكم قد أرتكبتم أكبر ذنب من الممكن أن يحدث على الكوكب
كانوا ينظرون لها بخوف كبير هم لم يستطيعوا نسيان ما قام به ذلك الشخص الذي أقتحم منزلهم .. من هؤلاء الاشخاص ومن يكونوا ؟ خاصه وأن الشخص الذي يقف خلفها يشبه كثيراً هؤلاء الأجسام الضخمة التي أقتحمت منزلهم لكنه يبدوا طبيعي.
لتكمل هي كلماتها بنفس الثبات والقوة
- ولذلك وجب عليكم العقاب
أخذت نفس عميق وهي تقول بهدوء موجهه حديثها لدنيال
- تعلم جيداً ما عليك فعله حين يقتحم اللصوص قصرنا
- نعم سيدتي
أجابها بأدب وهو يحنى رأسه بأحترام .. ليقول بروس بصوت مرتعش
- نحن لم نفعل شيء سيدتي .. هم من أحضرونا إلى هنا .. ولا نعلم من هم .. صدقيني سيدتي .. أرجوكِ.. لم نفعل شيء
أبتسمت جوزال وتحركت لتغادر المكان وهي تقول
- دانيال تأكد أن تنهي الأمر سريعاً رجائًا.
وغادرت المكان بخطوات ثابتة وقوية .. وأصوات صرخات بروج وبروس تصل إليها ثم خيم الصمت التام على المكان وبعد ثوانِ قليله أقترب منها دانيال وهو يقول
- لقد تم الأمر سيدتي
أومئت بنعم وهي تقول
- لا أريد أي أثر دانيال .. وأريدك أيضا أن تنتبه جيدًا الفترة القادمة قد يحدث الكثير من الأمور .. أنا أثق بك.
لينحني بأحترام وقال بطاعة
- أنا في خدمتك سيدتي .. لا أريدك أن تقلقي بهذا الشأن .. أفتديكم جميعًا بروحي.
أبتسمت أبتسامة صغيرة وتحركت عائدة إلى القصر .. ليعود دانيال يقف في مكانه المعتاد وهو يفكر في جاكلين .. هل ما حدث سيأثر عليها .. أو سيكون هناك أي خطر يطولها؟ قلبه يؤلمه وخائف حد الجنون لكن هو يستحق كل ذلك الخوف يستحق وأكثر
#سارة_مجدي
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني
حمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه