" " " " " " " " قصة وجع البعاد: الختام
📁 آحدث المقالات

قصة وجع البعاد: الختام

الختام
بعد مرور ثلاثه أشهر طرق مجاهد باب بيت نصره فهو علم ان هلال قد حضر بالامس .. من أحد الرجال الذين يعملون في بناء المدرسه الذي سعى لها شامل بكل ما يستطيع بمساعده بعض المعارف .. والمدرسة لم تكن المشروع الوحيد الذي سعى اليه الاصدقاء الثلاثه فهم ساعدوا الكثير في فتح بعض المحالات الصغيره التي تخدم اهل القريه وتم تطوير الوحده الصحيه في القريه وعادت رايه ووالدتها الي القريه وكما قالت جليله للجميع رايه كانت مع والدتها في مستشفى المحافظه وحين تم تجديد الوحده نقلتها اليها حتى تبقى داخل قريتها وجوار جميع اهلها التي تشعر بجانبهم بالامان .. وخاصه بعد اعلان شامل لخطبته لها… وبمعاملة شامل لها بدأت تتخطى ما حدث معها
أنتبه مجاهد من أفكاره التي كان يفكر فيها
وهو ينتظر أمام باب بيت هلال أبن نصره الذي قال له ببعض الضيق حين وقف أمامه: 
-خير يا مجاهد عايز أيه؟
شعر مجاهد بالاندهاش لكنه حوقل بهدوء وهو يحرك سبحته وقال:
-عايز أحدد معاد كتب الكتاب يا هلال .. وچيت علشان عرفت أنك وصلت بالسلامه امبارح
لم يعلق هلال بشيء لكنه تذكر ما قاله لوالدته منذ دقائق .. وما حدث بعدها
-جولي يا هلال جبتلي الحاجات اللي جولتلك عليها علشان چهاز رجه
ظل هلال صامت ينظر الي والدته وعقله يحاول أن يرجعه عما يريد أن يقول .. لكن لسانه نطق رغم رفض عقله .. وعدم أرتياح قلبه .. لكن الطمع في تلك الرقيقه التي ظل يتأملها طوال أجازته السابقه .. حتى أنه ألتقط لها عده صور قبل رحيله وظل طوال الوقت يتأملها ويتأرجح عقله بين غريزه تتحرك نحو فتاه جميله يشعر انه الاحق بها من غيره .. وبين أحساسه بأنها لا تليق به
-انا عايز أتجوز رقه يا نصره
لتشهق بصوت عالي وهي تضرب على صدرها بصدمه ليكمل كلماته
-انا أولى من اللي اسمه مجاهد ده .. واهي تفضل عايشه معاكي ومتسبش البيت وتفضل تخدمك .. وانا علشان شغلي في العاصمه هبقا أشوف ليا واحده من هناك وأتجوزها برده .. قولتي ايه يا نصره.
كانت تنظر اليه بأندهاش وهي تفكر .. هل من يقف أمامها هو أبنها التي قامت بتربيته لسنوات ... التي عملت في الغيطان حتى توفر له المال حتى يذهب الي العاصمه كما ذهب جبل أبن العمده ... ويكون أفضل من مجاهد ابن الشيخ مندور وشامل ابن الحج سليمان؟ وقبل أن ترد عليه بما يليق بكلماته الوقحه.. جاء رد رقه من خلفها:
-هو اني ورث ولا حته أرض بتبيعها وتشتريها ياولد خالتي ... ولا أني چاريه عندك ولا ملك يمينك علشان تجول ان انت أولى بيا من مچاهد
صمتت ثوان وهي تمسح الدموع التي تسيل فوق وجنتيها وحجبت الرؤيه أمامها .. ثم اكملت:
-مچاهد اللي شايف اني أنسانه أتستحج الاحترام ودخل البيت من بابه وشاريني عايزني جدام كل الناس مرته وام لولاده وهيمشي يتفاخر في كل مكان اني مرته وانت عايز تتچوزني وتخبيني اهنه وتتچوز واحده من البندر تليج بيك
كانت نصره تنظر اليها والدموع تغرق عينيها وهي تعتذر لها بصمت وكان هو ينظر اليها بغضب شديد وزاد حين أكملت:
-انا مخطوبه للشيخ مچاهد أبن الشيخ مندور ... مخطوبه لراچل ولا ممكن أسيب الراچل الصوح وابص لحته عيل الغرور راكبه من ساسه لراسه يا ولد خالتي
هجم عليها لكي يصفعها على وجهها لكن نصره وقفت أمامه تنظر اليه بشر ورفعت يدها لأول مره وصفعته على وجهه وهي تقول بحصره:
-يا خساره سنين عمري اللي ضاعت عليك يا ولد بطني .. يا خيبتي الجويه في الراچل اللي ربته بيهين بنت خالته ربيبه بيته اللي المفروض يكون ولي أمرها ويرفعها لفوج ويعزز بيها جدام خطيبها .. يا حسره جلبي .. يا حسره جلبي
حينها أستمعوا لصوت طرقات على باب البيت ... وأخذ هلال عده دقائق يحاول تمالك نفسه حاى يفتح الباب
ليعود هلال من افكاره على صوت مجاهد وهو يقول:
-ساكت ليه يا هلال؟!
لتخرج نصره من باب البيت وقالت بأبتسامة مهزوزه
-أتفضل يا ابن الشيخ .. يا أهلا وسهلا
ليتحرك هلال وأشار له بالدخول وحين جلسوا قال مجاهد مباشره:
-كل التعديلات اللي جولتلك عليها يا هلال خلصت خلاص .. وأچمل عفش چبته من المحافظه علشان خاطر ست البنات
-والله ما جصرت يا ابن الشيخ
قالت نصره والدموع تملئ عيونها .. وهي ترى ذلك الشاب يقدر ابنه قلبها وفي المقابل أبنها يبخس بها الارض  ليكمل مجاهد كلماته بعد ان أبتسم أبتسامه وقوره
-انا كنت عايز أحدد معاد كتب الكتاب والدخله .. وبصراحه أكده عايز اعمل فرحي مع فرح شامل فلو معنكوش مشكله..
قاطعه هلال وقال وهو يقف أمامه
-مفيش مشكله عندنا طالما كل حاجه جاهزه .. لكن متنساش يا مجاهد أنك لسه مدفعتش مهرها
لينقلب وجه نصره وتوجهت نظراتها لمجاهد الذي قال بهدوء
-ده حجها وانا مهكولش حجها يا هلال ويوم كتبت الكتاب هسلموهلها في يدها
-هو أنت مش مأمنلنا ولا ايه؟
قالها هلال ببعض الغضب لتقف نصره وهي تقول سريعًا
-ايه الكلام الماسخ ده يا هلال ..
وقبل أن تكمل قال مجاهد
-المهر اللي تأمر بيه چاهز يا هلال وحالا
ليفتح باب الغرفه التي كان دائمًا مغلق وخرجت منه رقه وهي تغطي نصف وجهها بوشاحها وقالت:
-أنا مش عايزه مهر .. وبكفايه انك چهزت كل حاچه يا شيخ مچاهد .. مهري أدفعه مساعده بأسمي في بنى المدرسه
لتنتفخ أوداج هلال بغضب لتقترب نصره من رقه وقالت:
-والله فيكي الخير يا بت يا رجه
أخفض مجاهد عينيه أرضًا وقال بأبتسامه:
-اللي تأمري بيه يا ست البنات يحُصل في التو و اللحظه
ثم نظر لهلال وقال
-تحب تاجي معايا تشهد على دفعي للفلوس يا هلال
ليبعد هلال نظره عن رقه وقال
-لا مفيش داعي
-الفرح ان شاء الله الچمعه الچايه
قال مجاهد كلماته وهو يتوجه الي باب البيت وبعد ان فتحه القى نظره خاطفه لرقه وقال :
-السلام عليكم ورحمه الله .. وإن غدًا لناظره جريب
واغلق الباب خلفه ليعود هلال ينظر الي رقه التي ظلت تنظر اليه بثبات وتحدي جعله يخفض نظره أرضًا بأستسلام
....................
طرق شامل على باب غرفه أم رايه في الوحده الصحيه ووقف يعطي الباب ظهره فتحت رايه الباب وهي تخبئ وجهها بوشاحها ليلتفت التفاته بسيطه وعيونه مازالت أرضًا وقال:
-كيف امك دلوجتي يا رايه
-بتبوس يدك يا سي شامل
أجابته بخجل كبير ليقول هو بضيق :
-بلاش الكلام ده يا رايه .. أمك في مجام امي الله يرحمها ومكانتها فوج راسي.
-تسلم راسك يارب .. ويعلي شانك وينصرك ويسترك ما يفضحك أبدًا
قالت كلماتها ودعواتها بخجل وأيضًا بسعاده وهي تتذكر ما قاله لها ذلك اليوم المشئوم
أغلق باب الغرفه وظل واقف في مكانه ينظر اليها  والدموع تغرق وجهها رغم انها مغلقه العينين .. ظل على وقته لعده ثوان ثم اقترب منها ودار حول السرير ليظهر له وجهها بالكامل .. أقترب عده خطوات ثم جلس على ركبتيه جوار السرير وهو يقول بصوت مختنق زلزل روحها وقلبها لكنها خجلت أن تفتح عيونها
-بت جلبي .. اللي اذاكي نال عجابه والنار كلت لحمه وعظمه .. أخدنا بتارك يا بت جلبي وندرن عليا لرفع راسك في وسط البلد كلها .. ده انت ست البنات وبت جلبي .. وست البلد كلها يا رايه .. يا رايه عاليه وغاليه مكانها في السما فوج.
صمت لثواني يتأمل ملامحها الرقيقه وتلك اللاَّلِئ التي تلمع فوق وجنتيها ثم قال:
-من يوم يومك وأنتِ بتملكي جلب شامل .. من يوم يومي وانا معحبش حد غيرك .. ومن النهارده أنتِ خطيبه شامل أبن الحچ سليمان كبير أعيان البلد
عادت من أفكارها على صوته وهو يقول:
-الفرح الچمعة الچايه .. أني وانتِ ومچاهد ورجه .. فرح البلد كلها هتحكي عنيه .. وچناحك في دوار بيت الحچ سليمان چاهز يا عروسة.
لمعت عيونها بسعادة كبيره لم يستطع الخجل مدارتها .. لكنها قالت بخوف
-بس الحچ سليمان...
-متشغليش بالك بالحچ سليمان .. انا كفيل بأبويا .. يا ست العرايس
قاطع سيل كلماتها وقال بقوه وثقه .. لتومئ بنعم .. ليعتدل في قفته وقال
-السلام عليكم
-وعليكم السلام يا  سي شامل
يُتبع
#سارة_مجدي
حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه 

تعليقات