اسكريبت لم أكن له الجزء الأول للكاتبة مروة حمدى
اسكرييت
لم أكن له
بقلم مروة حمدى
شاردة بحالها كيف كانت منذ أيام قليلة وكيف صارت الان، كيف تبدل حالها، كيف كانت تحلق عاليا من السعادة وكيف اصبحت تائهة بدنياها حتى هذة اللحظة لا تفهم لا تعى ما يحدث حولها تشعر كأنها مساقة ، رفعت راسها لاعلى مغمضة العينين تتساءل...
" انا ايه ال جابني هنا، انا عمرى ما جيت البلد دى ،انا كنت بسمع عنها بس، ده انا حتى ما كنتش اعرف بيروحوها أزاى؟! ودلوقتي بقت هى مكانى واهو راكبة مواصلة منها علشان اروح شغلى واخر اليوم مواصلة علشان ارجعلها تأنى"
نظرت من النافذة جوارها اكملت بمرارة: انا ايه ال بيحصلى ده يارب.
أتتها الإجابة سريعة " الحمد لله" عبارة كتبت على ظهر سيارة اجره مرت من أمامها.اغمضت عينيها: الف حمد وشكر ليك يارب بس انا مش قادرة استوعب ، ازاى يعنى يحصل ده كله فى الفترة الصغيرة دى انا مالحقتش افوق من جرح قلبى مش يمكن لو كنت استنيت كان رجع مش يمكن الأمور ما بينا كانت اتصلحت؟!
أنتفضت من جلستها على صوت عالى يصدح ب" مرأت واحد ما يخدهاش واحد"
هزتها تلك الجملة بقوة، جعلتها تلتفت حولها لتعرف مصدرها، يقع نظرها على رجلين جالسين بالأمام إلى جوار السائق يتحدث أحدهم بحمية وعصبية متابعا الى من يجلس جواره.
" كله مكتوب مين هيتجوز مين وامتى وازاى ربك مسبب الاسباب ياخي "
ضيقت عيناها بخوف وهى تستمع لحديثه، لتتساءل برعب هل يمكن أن يكونا قد استمعا لحديث نفسها، هل كانت شاردة لتلك الدرجة ولم تعى على أفكارها التى خرجت بصوت مسموع للجميع، لم تتحمل كثيرا نظرت من النافذة لتجد أنها كادت تقترب من مكان عملها تبقى مسافة صغيرة يمكن أن تسيرها على قدميها هى بالأساس بحاجة لذلك، لتنطق سريعا:
"على جنب هنا يا اسطا"
أسرعت بخطاها وهى تستنشق الهواء العليل من حولها، خطت بقدمها لداخل الحضانة التى تعمل بها، يهنئها ويبارك لها كل من يقابلها ولم تخفى عليها نظراتهم المندهشة وعلامات الاستغراب تملأ وجوهوهم.
دلفت إلى الصف الخاص بها ولم تبالى بتلك الواقفة بالزاوية تنظر لها من بعيد لا تقوى على الاقتراب منها او حتى تهنئتها كما فعل زملاءها وهى الأقرب لها هنا من الجميع، لتضع الأخرى الهاتف على اذنها لتنطق بعد لحظات عندما أجابها الطرف الاخر:
_الو.
_...
ايوه جت جت بس .
_......
شكله زى ما قولتلك اتجوزت.
_...
_ما هو كل بيباركلها اهو.
_....
_حاضر حاضر هتابعها من بعيد لحد ما تيجى، سلام.
تنهدت عقب أغلاقها للهاتف متمتمه: ربنا يستر.
بينما هى عقب دخولها التف حولها الأطفال سعداء بعودتها لهم فلقد مر اسبوع كامل ولم يروها به.
بعد وقت والأطفال منشغلين بالرسم وهى جالسة على مكتبها الصغير تنظر لهم تتابعم بعينيها وعقلها بمكان أخر تحرك قلمها بين اصابعها بشرود.
_"مريم"
_تخشب جسدها ، أنقبضت يدها على القلم بقوه تنظر امامها لا تعرف هل تتوهم صوته ام ماذا؟
_اتاها الصوت مرة أخرى" مريم"
اغمضت عينيها لبرهه تستجمع شتاتها، التفت برأسها باتجاه الباب ببطء ليرتجف قلبها بين أضلعها وهى تراه يقف أمام الباب.
ازاحت عينيها بعيدا عنه وهى تنهره بصوت هادى مرتجف خائف لا ترغب بأثارة جلبه: لو سمحت اتفضل من هنا وجودك هنا غير مرغوب فيه.
_انتى بتقوليلى انا الكلام ده يا مريم.
_مريم بتحذير: مدام مريم من فضلك.
اقتطع المسافة الفاصلة بينهم بخطوة وقف أمامها يميل عليها بجزعه بسرعة اجفلتها عادت على أثرها بظهرها للخلف.
_كدب، انتى مش ممكن تعملى فيا كده.
_حضرتك انا اتجوزت من أسبوع وكل الناس عارفه ده.
_ كفاية يا مريم انا عارف انى غلطت فى حقك، بس والله العقاب ده صعب عليا اوى كفاية لحد كده.
_ايه هو ال كفاية، حضرتك انا وحده ست متجوزه كلامك ده مينفعش ولا وجودك من الأساس.
نظر لها لثوانى ليخرج صوته متحشرج : طب فى عروسة تنزل شغلها بعد اسبوع من فرحها؟!
_اه، عادى وممكن من تانى يوم كمان.
_طب فين دبلتك انتى مش لابسة دبلة فى ايدك.
_انا مش مجبرة انى ابررلك حاجة بس علشان تقتنع وتمشى دبلتى وسعت على ايدى واهى فى شنطتى هغيرها.
انهت حديثها وهى تضع المحبس على المكتب امامه.
نظر لها بأعين زائغة تزاحم بها الدمع ، يزيحيها بيده رافع رأسه لها .
_لا مش مصدقك برضه.
اغمصت عينيها وقناع قوتها بدأ ينهار، أمسكت بهاتفها، تبحث به بأصابع مرتجفة حتى استقرت على شئ ما، لتديره باتجاهه.
خرج صوتها ضعيف مهزوز: صور فرحى.
بكا وهو ينظر إلى صورتها بفستان الزفاف: لا دى مش انتى .
نظر لها ودموع عينيه اغشت الرؤية أمامه.
تهز برأسها بتأكيد وقد انسابت دموعها هى الاخرى.
_لا كدب ، كدب.
خرج مسرعا بعدها، لتدخل تلك الفتاة المراقبة لما يحدث منذ فترة.
_مريم.
فقط صوت شهقة وبكاء مرير صدر عنها.
_مريم ليه بتعملى كده هو بيحبك وانتى كمان بتحبيه.
_سبونى فى حالى.
قالتها صارخة وهى تخرج مسرعة من المكان والأخرى خلفها لتقف أمام البوابة وقد تسمرت قدماها بالارض، نظرت له وهو يصعد إلى سيارته موقنة داخلها بأنها ستكون المرة الأخيرة التى ستراه بها.
يكاد ينطلق بسيارته ليلمحها واقفة أمام الباب، انتعش الامل بقلبه من جديد، هبط سريعا، توجه إليها، وقف أمامها بلهفة وأمل مناديا بصوت راجى.
_مريم.
تقابلت اعينهما للحظات لتفر منه عائدة إلى الداخل مرة أخرى تاركة أباها ينظر بأثرها بحسرة، لتنطق تلك الفتاة من بين دموعها.
_انسى يا خالو شكلها فعلا اتجوزت.
_ما تقوليش كده يا رانيا هى بس بتعاقبنى.
_لا يا خال مفيش وحده هتطلع على نفسها إشاعة بالشكل ده وبعدين من اول مانزلت الدعوة العامة للحنة بتاعتها انا قولتلك وانت وقتها مهتمتش وقولت دى حركات بنات.
_اجابها بعصبية وهو يرحل من امامها لوجهه معينه: انا مش ناقص يا رانيا كلامك ده.
مر الوقت سريعا حتى انتصف اليوم، عاد إلى منزله يجر اذيال الخيبة لم يترك باب يخصها لم يطرق عليه والإجابة واحده لقد تم الزفاف الاسبوع الماضى ولكن كيف؟ كيف و هو لم يتركها سوا لعشرين يوما فقط كيف حدث كل هذا؟؟
تزوجت أصبحت لغيره، الفتاة الوحيدة التى عشقها، نعم هو الشاب متعدد العلاقات ولكن لم ترقى اى فتاة عرفها قبلا لربع مكانتها بقلبه، أخطأ عندما تركها بتلك الطريقة وما فعله بعدها ولكنه نادم أشد الندم ، لا يقوى على تركها لا يستطيع فعلها، تلك الأيام التى مضت فى بعدها عنه تاكد بأنها العشق الذى طالما بحث عنه.
ارتمى على فراشه باهمال، ناظرا لسقف غرفته، يتذكر نظرتها له، يدها الفارغة من محبسها، لمعت اعينها المطفية، صورتها بثوب زفافها وبالاخير دموعها عندما تلاقت الأعين، اعتدل فى جلسته وقد توصل عقله لنتيجة واحده.
هى ليست راغبة بهذا الزواج ابدا، اى لا يزال هناك فرصة له معها وليحتسب تلك الأيام التى قضتها مع اخر هى كفارة ذنبه بحقها ومن يعلم فربما يقف القدر إلى جانبه ولم يقترب منها ذاك الدخيل حتى الآن.
اسرع بإخراج هاتفه، لا يرغب فى تضييع الوقت، يكفيه ما جاناه من لا مبالاته طلب رقمها مقربا بعدها الهاتف إلى أذنه والانتظار يفتك به.
جالسه بالمواصلة العامة التى ستعيدها لتلك القرية من جديد تستند على النافذة ودموع عينيه لا تفارق مخيلتها و سؤال واحد يتردد بداخلها
" لما عدت ولمة الان؟"
لم تنتبه لرنين هاتفها منذ فترة حتى لكزتها سيدة تجلس إلى جوارها.
_تليفونك بيرن من بدرى يا بنتى ، واهو بيرن تأتى تلاقيها خامس مرة يرن، كل ده ومش سمعاه، شكلك كنتى سرحانة، فى حاجة معاكى؟
لم تلقى لحديثها بالا وهى تخرج الهاتف من حقيبتها، ضيقت عينيها وهى ترى ذاك الرقم الغير مسجل لديها، ترددت كثيرا فى الاجابه ولكن فكرت لربما يخص احد يعرفها وهناك أمر طارئ.
_الو.
_مريم، اخيرا رديتي.
عرفته على الفور وهل يخطئ القلب فى تمييز ذاك الصوت وقد ارقه ليال طوال.
_مين معايا؟
_للدرجة دى زعلانه منى!
_حضرتك هتقول مين ولا اقفل.
_أكرم يا مريم.
_اسفة معرفش حد بالاسم ده.
أغلقت المكالمة لم تعطه فرصة للحديث، كما قامت بحظر ذاك الرقم، لتستند برأسها على زجاج النافذة المجاورة لها من جديد ، شاردة بذاك اللقاء وقد تغيرت حياتها بعده.
أهدى يا بنتى روشتينى فى ايه؟ مالك؟
رانيا وهى تنظر إلى ساعة يدها بنفاذ صبر: خالو اتاخر اوى، يعنى الحكومة فتحية يوم ما توافق اخذ إذن وامشى هو يتأخر، اكيد مع وحده من ال يعرفهم ونفضلى.
_ههههه، خلى بالك إنت بتسوءى سمعته، احنا بقينا مسمينه الدنجوان من كتر كلامك عنه وعن مغامراته خلى بالك بعدين مش هيلاقى ال تتجوزه.
_مين ده؟ خالو أكرم! يا قلبى يوم ما يقول يا جواز الف هيترموا كده يمين وشمال بس المهم مين ال هتقدر توقعه.
اكملت وهى ترفع يدها للسماء" يارب يقع ويطب ويحب بقا عايزين فرح فى العيلة تعبناااا."
_يارب يختى، الاا قوليلى اخبار جدتك رايحة معاكم هى كمان؟
_ رانيا بحزن:لا يا مريم انا وخالو بس، جدتى تعبانه اوى وماما معاها مش هينفع تسيبها، كل زيارة يسأل عليها يا حبيبى بنقوله بخير وبتدعيلك، يقول مش بتيجى ليه معاكم وحجتنا ان رجلها وجعاها مبقاش يصدقها ، بطل يسأل عليها اول ما يشوفنا من غيرها وبقا ما يقولش غير سلمولى عليها وخلوها تدعيلى.
_بصراحه انا مش فاهمها، هى ازاى زعلانه عليه لدرجه انها تعبت ووقعت من طولها من الزعل وازاى مش بتروح تزوره وتطمئنه عليها وهى تطمئن عليه.
_بتقول لو شافته بوضعه ده هتمو*ت فيها ومش هتستحمل.
_ربنا يقويها ويشفى عنها، هو ايه اخر اخبار القضية بتاعته.
_ رانيا بفرحة عارمة:ما هو ده السبب ال خالى أكرم هياخدنى ونروح لخالو احمد نبلغه بيه بنفسنا.
_خير.
_الرجل ال كان عنده فى الشقة وحطله الفلوس اتمسك والتحقيق شغال معاه وبإذن الله براءه خالو احمد هتظهر ويطلع من قضية الاختلاس دى.
_مبرووك مبرووك.
_حبييتى الله يبارك فيكى.
نظرت لساعة يدها لتطلم على وجنتها برفق: يا نهار اسود.
مريم وهى تحمل حقيبه يدها تستعد للرحيل بعدما أخذت المربيطة الأطفال إلى الحديقة حتى ياتى ذويهم.
_مالك يا بنتى فى ايه؟
_اهو معاد المرواح وخالو لسه مجاش.
_ههههه، يا مجنونه الغايب حجته معاه و...
قطع الحديث صوت بوق سيارة ياتى من الخارج، لتشير رانيا بسعادة للخارج وهى تحمل حقيبة يدها: اهو جه، يالا بينا بقا.
قالتها وهى تخرج متبأطه لذراع مريم ، توقفها المديرة بصوتها، لتلف لها رانيا ببطء تتلو ما تيسر من الايات القرآنية ومريم تحاول بصعوبة كبت ضحكاتها.
بينما بالخارج لا يزال يضرب بوق سيارته: لتهمس رانيا " ما تصبر يا خال انا هتعلق اهو من تحت رأسك"
المديرة: بتقولى حاجة يا رانيا.
رانيا: لا يا افندم.
المديرة: انتى مش كنتى اخدتى إذن تخرجى بدرى انهاردة بسبب مشوار عائلى وعلى الأساس ده مس هبه استلمت فصلك.
رانيا: حصل يا فندم.
المديرة: اومال حضرتك واقفة قدامى لحد دلوقتى ليه؟!
رانيا بصدق وهى تشير باصبعها للخارج: خالى ال هروح معاه اتاخر عليا.
المديرة: وقتها كان المفروض رجعتى فصلك لحد ما يجيلك.
رانيا: غلطة ومش هتتكرر تانى يا افندم.
المديرة وهى ترحل من امامهم: هى فعلا مش هتتكرر تانى.
رانيا تلتقط أنفاسها المحبوسة: ايه الست دى ترعب
ضيقت حاجبيها وهى ترهف السمع: خالو بطل يزمر ليه، ليكون سابنى ومشى.
قالت آخر كلماتها وهى تركض بفوضوية أسقطت بسببها جذلانها تحت ضحكات مريم العالية والتى لم تستطع كبتها اكثر من ذلك.
زفرت براحه وهى تراه يقف امام سيارته متخصرا لتتوجه له سريعا.
اكرم: كله ده لطعانى على الباب.
رانيا: خدوهم بالصوت يعنى.
اكرم: ما الهانم بزمرلها من الصبح وو
وقف ينظر خلفها لتلك القادمة باتجاهم.
مريم بابتسامة من اثرضحكاتها تنادى بصوت هادئ: رانيا.
التفت لها على الفور: فى ايه الحكومة عايزانى ولا ايه؟
مريم بضحكه خفيفة تشير برأسها على حقييتها: شنطك مفتوحه وانتى بتجرى زى الهبلة المحفظة وقعت منها.
مدت لها بها ، لتأخذ الاخرى بفرحه: الحمدلله فيها حته شوكولاته لو راحت كنت هزعل عليها اوى.
مريم: ههههه انتى مشكلة.
اكرم بلا وعى وهو ينظر لها: لا هو انتى المشكلة.
مريم: افندم.
اكرم بحرج: احمم، اكرم خال رانيا معلش اصلها اتلهت فى الشيكولاته ونسيت تعرفنا ببعض.
مريم ببعض الخجل تنظر الى يده الممدوة لها بالسلام هى تعلم أن خال رفيقتها صغير ولكن لم تتخيله إلى هذا الحد، صافحته سريعا لتستأذن بالرحيل.
أكرم: استنى نوصلك معانا .
مريم : شكرا مش عايزة اتعبك.
أكرم وهو يضرب رانيا على عنقها من الخلف: سيبك من ام حته الشكولاته المعفنة ال بتاكلى فيها كانك فى أخر زادك وشوفى صحبتك المفروض نوصلها ولا ايه؟
رانيا: فاتتنى دى ، بت يا مريم تعالى اوصلك معانا بدل تعب المواصلات واهو اذلك بالتوصيلة سنه قدام.
مريم ترحل ضاحكة: متأكده انك هتعملى كده فبلاش احسنلى كده كده انتى عارفة مش هينفع.
رانيا هزت رأسها تشير مودعة اياها: اشوفك بكرة بقا، سلام، يالا يا خالو.
_خالو!
خال، الله هو ماله واقف كده ليه؟
لكزته بكتفه منادية : خال.
_هش هش.
_الله هو انا ذبابة ، ما يالا بينا.
أكرم وهو لا يزال ينظر فى اثر تلك الراحلة.
_هى دى مريم ال مصدعانى بيها ولا حد غيرها.
_ايون، هى دى مريوم .
_طب يا عديمة الاحساس قالتلك لا يبقى لا، تقول ايه دلوقت عزومة مركبية.
رانيا وهى تسبقه إلى السيارة.
_انا فاهمة دماغها هى هتتحرج تركب معاك العربية.
أكرم وهو يربط حزام الأمان.
_ده على اساس انك شفافة.
_لا بس هى من النوع الخجول تلات حبات وبعدين عندها فى البيت شداد سيكا.
_امممم تمام يالا بينا.
عادت من شرودها وهى تتنهد بحزن كيف كثر لقاءها به كيف كان ياتى بشكل يومى لأجل رانيا حتى هى نفسها اندهشت من ذلك، كيف استطاع ان يجذب انتظارها إليه دون حديث فقط تلك اللمعة بعينيه فعلت بها الافاعيل، كيف نهرت نفسها حتى تعود لرشدها من ذلك الطريق، شخص لا يشعر بوجودها وحتى ان؟ كيف تفكر به وهى من أطلقت عليه لقب الدنجوان.
اخدت قرارها ستتحج بأى شئ ولا تخرج مع رفيقتها حتى لا تلقاه مجددا.
بالفعل مرت اكثر من يوم تراقبه خلف ستائر النافذة يقف بالقرب من سيارته وعينه على الباب حتى بعد صعود رفيقتها إلى جانبه.
بداخل السيارة.
_رانيا، هى مريم بطلت تيجى الحضانة ولا ايه؟
_لا، بتيجى فى حاجه ولا ايه؟
_لا، اصل بطلت اشوفها بتخرج معاكى.
_لا انا بطلع قبلها، بيكون وراها حاجات بتخلص فيها، بس انت مهتم اوى كده ؟ لحظة وحده ومن امتى حنية القلب دى كلها كل يوم تروحى ده انا شوية وهدمع من فرحتي ، خال اوعى يكون ال فى دماغ صح؟!
_بس يا هبلة ، لا طبعا مجرد فضول مش اكتروبعدين تصدقى انا غلطان انى معبرك من بكرة لسيبك ترجعى تتلوحى فى المواصلات من بكرة.
_رانيا بفزع : لا يا خال ما تعملش فيا كده انا خلاص كنت قربت انسى زحمة المواصلات وشكل الاتوبيس عامل ازاى، حقك عليا يا كبير.
_ايوه كده، اتعدلى.
جالسة بغرفتها تتصفح ما ينشره اصدقائها بعقل شارد حتى أتت لها رسالة جعلتها تهب من على الفراش تنظر لصوره مرسلها.
هل يمكن أن يكون هو؟
هكذا سألت حالها ، لتقرر الضغط عليها.
_اهلين.
_حضرتك عرفت صفحتى من فين؟
_طب بذمتك ده رد أو حتى ده سؤال؟
علىى العموم شفتك معلقة فى صفحة زفتونه فعرفتك على طول.
_فى حاجة؟
_توتو كده يا مريم هتخلينى اغير وجهه نظرى فيكى ابعدى عن رانيا شكلها بهتت عليكى وبقيت دبش زيها.
_كتمت ضحكتها بصعوبه لتراسله.
_اصلى مستغربة يعنى.
_امممم، بصراحة كنت محتاج استشارة من بنت عاقلة بسبب مشكلة حصلت بين اتنين من التمريض معايا بسبب زميل ليهم وكل وحده بنتهم التانية أنها خطفته منها.
_طب ما رانيا موجوده.
_بقولك عاقلة.
_هههههه، خلاص احكى .
توالت المحادثات بينهم، يقص على بعض الطائف التى تصادفه بعمله، ما يتعرض له من مضايقات، همومه وهى أيضا تقص عليه طرائفها مع الصغار ، تستمع له أكثر مما تتحدث لتنشا بينهم صداقة،ادرجت تحت مسماها مراسلاتهم سويا ، مصافحتها له كلما أتى ليقل رانيا دون خجل.
فى أحد المرات وبعد صعود رانيا إلى السيارة.
هرول خلفها نادى بهمس عندما اقترب منها.
مريم.
نظرت بسرعة للخلف.
_أكرم، فى حاجه؟
_بعتلك رسالة امبارح مردتيش عليا، قد كده مشغولة بالضيوف ال هيجوا انهاردة.
_هى رانيا كده مش بيستخبئ فى بقها فوله، على العموم، انت بعتلي الساعة ١٢ بالليل، قولى كان ينفع ارد وقتها؟ اكيد لا.
قالتها وهى تعقد ذراعيها أمامها.
_امم، هتوافقى على العريس ده؟
_مش لما اشوفه الاول؟!
_طب بصى يا مريم هترفضيه تمام وقولى لأمك جاين ليكم بكرة بعد المغرب ، امين.
_مريم بغباء: امك!!
انت جاى تشتمنا؟!
_لا، جاى علشان اكلمك ١٢ بالليل براحتى يا مريوم.
اتبع حديثه بغمزة تاركا إياها تنظر فى أثره ببلاهه.
بالفعل أتى الضيف وتم الرفض ولكن من قبل والدتها فلم يعجبها طريقة حديثه ولا هيئته، اخبرتها عن خال رفيقتها بالعمل ورغبته بالمجئ لزيارتهم.
الام: وانتى رايك ايه يا بنتى موافقة غليه اجيب قريبنا يحضروا.
مش عارفة خايفة على متلخبطة يعنى رانيا قالتلى أنه بعد عن ال كان يعرفهم حتى هو لمحلى أنه فى وحده شاغله تفكيره مبقاش يشوف غيرها.
_لمحلك، ازاى؟ انتى كنتى بتقابليه من ورايا يا مريم؟
_لا والله هو بس الموضوع ، أخذت تقص عليها كل شئ وكيف ان علاقته به صداقة عادية لم تتخط لا هى ولا هو الحدود بها.
_الام بعقلانية:ال بيبقى لافف ده فى الاخر لما يلاقى ال تصونه بيهدى ويركز بس انتى غلطتى واوعدينى انك لو حصل نصيب اى كلمة حلوة تبقى فى بيته ولو محصلش يبقى تلغى الصداقة دى خالص، مفهوم يا مريم.
_حاضر يا ماما.
_حل مساء اليوم التالى، اجتمع الأعمام والخالات اللاتى أخذن ينظرن لذلك الطبيب الشاب الوسيم ومعالم الثراء جلية على هيئته ثيابه هاتفه الحديثه سيارته المصفوفه أسفل البناية، لتشعرن بالحقد والندم لما لم تجلبن فتياتهن لربما أعجب باحداهن وتقدم لها بدلا عن تلك الحمقاء مريم.
كانت جلسة هادئه تتخللها نظراته لها من حين لاخر يبتسم لها وهى تتحدث إلى رفيقتها بخجل.
لتساءل والدتها: هى مامتك مجتش معاك ليه يا بنى ؟
_اقتطبت ملامح وجهه هو واخته وابنتها ليرد بجمود: تعبانه شوية.
الام: طب يا بنى انت عايز نقرأ فاتحه وده ينفع من غيرها برضه؟!
اكرم: هى هتكون موجودة فى تلبيس الدبل، لان بسبب ظروف عندنا هتاجل الخطبة لحد اخويا مايكون وسطنا وقتها تكون هى خفت.
_الام: الف لا باس عليها يابنى.
حادت بنظرها لابنتها تستشف رأيها مما يحدث وبالأخص أنها تشعر بوجود شئ ما خاطئ .
لم ترى سوا وجهه مبتسم واعين خجلة.
نظرت للعم تؤمى براسها، ليعلو صوته.
العم: على بركه الله نقرأ الفاتحة.
ارتفعت الايدى بالدعاء، وانطلق الزغاريط من حولهم أتى على أثرها الجيران للمباركة.
مر الوقت بهم ليغادر برفقة عائلته، تغير هى ملابسها تستلقى على فراشها بتعب وسعادة.
ليرن هاتفها برقم غريب، عقدت حاجبيها باستغراب تنظر إلى الوقت.
_مين ده ال بيرن دلوقت؟
لم تجبه لتاتيها رسالة من نفس الرقم.
"افتحى ده انا، اكرم"
عقب قراءتها لها صدح صوت رنات الهاتف، لتجيبه بسرعه.
_جبتى رقمى من فين؟
_مش بقولك دبش، من رانيا يا ستى وبعدين ده رد بأول مكالمة بينك وبين خطيبك بذمتك ده كلام.
ضحكت برقه عليه، بس الوقت اتاخر دلوقت
ليبتسم من الجهة الاخرى وهو ينظر إلى الساعة.
_انسى انا قارئ فاتحة.
_يا سلام.
_اومال.
أخذهم الحديث سويا حتى ساعات الصباح الاولى، ليلفت نظرها تنبيه هاتفها، تلطم على وجنتها .
الساعة ٧ احنا اتكلمنا كل ده.
_اكرم بصدق: والله ما حسيت بالوقت معاكى يا مريم كل حاجه معاكى ليها طعم واحساس مختلف .
مريم بتهرب : لا بقولك ايه انا كده هتاخر على شغلى، سلام بقا.
اكرم : وانا هتاخر على المستشفى، هيوصلك انهاردة.
مرين بسرعة: لا.
_لا ليه؟
_معلش كده احسن لما الخطوبة تتم والكل يعرف.
اكرم بضيق زى ما تحبى.
_ما تزعلش.
_ما اعرفش ازعل منك .
ابتسمت وهى تغلق المكالمه.
بالعمل بارك لها الجميع وقد اذاعت رانيا الخبر، أمسكت بها مريم ودلفت بها إلى إحدى الغرف.
_رانيا بصراحة ومن غير لف، جدتك مجتش ليه؟
_رانيا بتهرب، الله ما قولنا تعبانة!
_طيب رنى عليها اكلمها اطمئن عليها.
_لا بلاش.
_مريم بشك ليه؟
_ها ، ما فيش تلاقيها بس نايمة.
مريم وهى تلتقط أنفاسها نظرت إلى رانيا المتوترة .
انتى عارفة انا دماغى مش صغيرة ولا تافهه فهمينى فى ايه انا حاسة فى حاجه غلط ومحبتش اتكلم قدام ماما واقلقها فهمينى يا رانيا علشان اعرف انا داخله على ايه؟ مش عايز اعمل مشكلة من غير ما اعرف او اكون سبب فى مشاكل ما بينكم.
_لا المشكلة مش فيكى المشكلة ان تيته من وقت حبس خالو احمد وهى لابسه اسود وعامله حداد وشايفة ان خالى اتسرع وكان المفروض يستنى أخوه.
_ما هى دى قراية فاتحه بس لحد ما يخرج واهو قرب.
زاغت اعينها لا ترغب بأخبارها ان جدتها تراها فتاة منحلة ألقت بشباكها على ولدها جعلته يركض خلفها، متناسى أخاه ومحنته وأنها أصبحت تكن لها كراهه خالصة من قبل رؤيتها حتى.
_مريم : انتى سكتت كده ليه؟
_ما فيش بس علشان خالو أكرم ما يزعلش بلاش تكلميها.
_هيزعل علشان عايزة اطمئن على مامته؟
_تيته مش فى طبيعتها ممكن تقول كلمه تضايقك وتمسك خالى تبهدله سبيها هى تفوق من ال احنا فيه وصدقيني هى لوحدها هتكلمك.
اومات بشرود وقد اقتنعت بحديثها إلى حد ما.
مرت الأيام بينهم بسعادة مهاتفهتهم سويا حديثهم أحلامهم عن منزل الزوجية تخطيطهم لليلة الخطبة ما كان يعكر صفو اوقاتهم هو الحديث عن والدته التى لم تهاتفهتها او تلقاها حتى الآن.
بدأ المكالمات تقل بينهما كذلك المدة حتى الزيارة وعندما تتحدث له ما به لما تغير هكذا.
_هنقول ايه وانتى اصلا كلمه بحبك ماقولتهاش غير مرة وحده بس متخفظة فى كلامك معايا كانى غريب عنك، كل حاجه بحدود لا بنخرج سوا ولا حتى بتكلمينى فيديو كول كله لا بعدين بعدين.
_أكرم احنا لسع حتى مش اتخطبنا.
_كنت عارف انك هتقولى كده.
_على العموم انت جاية بكرة وقتها هنقعد سوا ونتكلم براحتك.
_واكيد مامتك هتكون قاعدة وسطنا.
_فى ايه يا أكرم؟
_ما فيش يا مريم سلام.
دمعة حارقة ازاحتها بيدها وهى تتأمل ذاك المحبس بأصبعها تتذكر ذاك الحلم الذى رأته ليلتها تلك
