" " " " " " " " نهايه شيطانية الفصل الثاني
📁 آحدث المقالات

نهايه شيطانية الفصل الثاني

نهاية شيطانية


الفصل الثاني

- يعني انت جاي من امريكا اللى مفيش فيها حاجة تقيدك علشان تدور على عروسة هنا تمشيها بطباعهم هناك؟
سائد بأبتسامة وثقة:
- واضح انك فهمتيني غلط، بعد اذنكم ياجماعة ممكن اتكلم شوية مع نيرة؟
بابا:
- اتفضل يابني طبعا، خدي الدكتور وقعدوا سوا في البلكونة.
فعلا عملت كده وكنت مش طايقه ثقته وغروره ابدا، لكن فكرة عدم انبهاره بيا كانت غايظاني اكتر، قعدنا سواف ى البلكونة وهو مبتسم ابتسامة مستفزة، لسه هتكلم بغيظ لقيته بيقول:
- على فكرة مكانش قصدي اللي فهمتيه، انا بس اقصد ان سنك لسه صغير على الجواز، الحياة فيها حاجات حلوة كتير محتاجة تعيشيها الاول...
قاطعته بغيظ:
- ومين قال اني موافقة على الجواز؟ انا وافقت بالتعارف ده علشان محرجش بابا مع عمو ياسين، لكن انت مش ستايلي اصلا وفكرة الجواز دي مش هوافق عليها من اول عريس يتقدملي....لازم اختار اللى يناسبني ويعجبني.
سائد بنفس الابتسامة:
- عندك حق، اصل الشكل مش اساس الاختيار، لازم يكون فيه توافق في كل حاجة، واعتقد ده مش موجود بيني وبينك.
اتنرفذت وسيبته وقمت من مكاني دخلت جوة، كنت متعصبة جدا منه اللامبالاة اللى كان بيتعامل معايا بيها، انتم مش متخيلين انا بعشق الاهتمام ازاي، متحملش ابدا اكون فى مكان الناس اللى فيه مش شايفين اني محور التركيز،
طبعا طريقته اللى ممكن تكون عادية لأى حد غيري خدتها على انها إهانة، وقررت اخد حقي منه، لكن مكنتش عارفة ايه بالظبط اللى هعمله، بس النية عندى استقرت على اني اخليه هو اللى ييجي يتحايل عليا اوافق عليه، اول ماطلعت قعدت معاهم تاني حاولت ابتسم لكن كان باين عليا اني بضحك من غيظي، لقيت عمو ياسين بيقولي:
- القمر بتاعنا باين عليه متعصب خالص، عملك ايه الولد ده؟ انا عارف انه بيرمي الكلام من غير ما يفكر فيه.
بصيت لعمو ياسين بتركيز شوية، واتبسطت انه عارف قلة ذوق ابنه، وعلشان كده قررت انى اتكلم مع عمو ياسين لوحدنا شوية، وهنا ماما ضحكت وهي بتقول:
- طيب واحنا دورنا جاي امتى؟
دخل سائد على سؤال ماما من البلكونة ضحك بصوت مسموع وهو بيقول:
- ده انتم بكل الادوار ياطنط، بس بنتك عصبية خالص.
سيبتهم ضحكوا سوا وروحت انا وعمو اوضة المكتب بتاعت بابا، قفلت ورانا الباب ووقفت اقوله بصوت واطي:
- ينفع ياعمو تحرجني كده؟ ليه تخليه ييجي غصب عنه وهو بيحب بنت تانية وعايز يتجوزها؟ علشان خايف يقول لحضرتك يقلل مني ومن كرامتي ويهيني كده؟
عمو ياسين بهدوء:
- لالالا..سائد مستحيل يكون بيفكر فى الجواز من اجنبية، وبعدين هو تقيل شويتين وانتى بقى وشطارتك هتعرفي توقعيه وتخليه مش شايف غيرك.
لقيت نفسي بتصرف تصرف مكنتش مخططاله، وكملته من غير تفكير وانا بقرب لعمو ياسين اوي وبقوله بدلع:
- يعني ينفع قمر زيي كده يتقال عليها لسه طفلة؟ بقى انا طفلة ياعمو؟
قولتها وانا بمسك ايديه بلفها على وسطي ومش عارفة نتيجة تصرفي ده هيكون ايه، لكن لأن فيه رجالة كبيرة فى السن بتكون عايشة فى حرمان من الدلع ما بيصدقوا يلاقوا واحدة ايا كانت تحسسهم بأنهم ممكن يعيشوا اللى ناسيينه من زمان، حسيت بأنفاس ياسين بتزيد وهو بيثبت ايديه على وسطي وبيقول:
- غبي مين اللى يقول كده، ده انتي عروسة مفيش فيكي غلطة، تلاقيه بس محبش يحسسك انك عجبتيه علشان متتغريش عليه.
قربت اكتر من عمو ياسين وبقيت تقريبا لازقة فى جسمه وكملت بمياعة:
- لاء ياعمو انا مش هقدر اقبل ده، ومش هينفع اوافق على شخص رافضني اصلا.
هنا نظرات ياسين وانفاسه كانوا شبه سهام النار، معملش حاجة تتحسب عليه تحرش لكن عنيه كانت بتاكلني وهو بيركز فى كل جزء فى جسمي، وفى اللحظة دى قولتله:
- لكن لو حضرتك بقى سيطرت عليه وقدرت تخليه يعتذر ليا ويغير رأيه في اني طفلة ده ساعتها هيبقى ليك عندي مكافأة هتعجبك اوووى...
قولتها وقربت من خده وحطيت بوسة صغننة عليه بدلع وبعدت عنه وانا بقوله:
- بس ده سر بينا ياعمو ياسين.
طلعت على اوضتي علطول بعد ماسيبت عمو ياسين بيحاول يتمالك اعصابه من التوتر اللى هو فيه، مكنتش عارفة انا ليه عملت كده؟ ولا عارفة عايزة اوصل لأيه باللي عملته ده لكن حسيت ان مفيش غير ابوه هو اللى ممكن يقنعه يعتذرلي على قلة ذوقه معايا، مكنتش اعرف ايه اللى جاي نتيجة تصرفي ده، نمت علطول علشان ماما وبابا محدش منهم يتكلم معايا فى حاجة، وجه تاني يوم وروحت مدرستي كالعادة، لكن اللى مكانش كالعادة هو اني اتعمد اخلي اللى مش باصص عليا يبص ويركز، افتح زرار قميصي من فوق، اضحك بصوت عالي علشان الفت انتباه اللى مش واخد باله من وجودى، لو عديت من قدام جروب ولاد اتعمد ارمي اى حاجة فى ايدي على الارض واوطي اجيبها، تصرفاتي كلها رخص وسفالة، لكن انا شايفاها طريقة مثالية للفت الانتباه، وبصراحة فعلا كنت بلاقي ده بسهولة، سواء مع الولاد او حتى المدرسين، برغم ان كتير المدرسات كانوا بيعترضوا على تصرفاتي وبيعنفوني واحيانا بيكون فيه مدرسين كمان بيعترضوا على تصرفاتي، لكن الغالبية هما اللى كانوا من النوع اللى بييجي على هوايا، قضيت يومي عادي جدا مابين الضحك مع ده والدلع على ده والهزار هنا والخصام هناك ونسيت موقتا حوار سائد اللى نسياني له مطولش لحد ما ارجع البيت، لما لقيته واقفلي بعربيته قدام باب المدرسة، شوفته اتصدمت كان فى منتهى الشياكة واقف ساند ضهره على العربية وبيشرب سيجارة واول ماشافني ابتسم، كانوا البنات اللى معايا متنحين له ولعربيته التحفة وستايله اللى يجنن اي بنت فى سننا وتفكيرها زينا كده، مقدرتش ابتسمله لكن وقفت اتكلم مع اصحابي وتجاهلته، لقيته بصوت مسموع بيقول:
- يا انسة نيرة يلاعلشان نلحق ميعادنا.
طبعا كله ركز معاه وعنيهم عليه وعليا مستنيين يعرفوا مين ده؟ لقيت نفسي بسيب اصحابي وبروحله ومن غير ما اتكلم فتحلي باب العربية ركبت من سكات وهو راح ركب من الناحية التانية وطار حرفيا بالعربية، مر وقت مش قليل وهو ماشي على سرعة رهيبة لدرجة انه طلع على الطريق الدولي كأختصار للمسافة عن زحمة وسط البلد، لقيت نفسي مليت من السكوت اتكلمت وانا بقوله:
- ها خير؟ ايه اللى جابك؟
سائد من غير ما يبص ناحيتي قاللي:
- مش طلبتي اعتذر عن غلطي، انا جيت علشان اعتذر وعلشان اعترف قدامك اني مش شايفك طفلة.
من جوايا حسيت بالانتصار فرديت بغرور:
- برغم انك كان لازم تعتذرلي قدامهم زى ما احرجتني قدامهم لكن انا هقبل اعتذارك بيني وبينك مش مهم.
وقف سائد العربية وبص ناحيتي وهو بيقول:
- اصل هما مش هيفهموا اعتذاري ليكي زى ما انتي هتفهميه، برضو عقولهم موصلتش للتفتح اللى احنا وصلناله، علشان كده كان لازم اعتذر بالطريقة اللى هتعرفي تفهميها صح.
قال كلامه ورجع كراسى العربية لورا وقرب مني بطريقة حسستني بالتوتر، مش خوف من اللى هيعمله...لالالا ماهو انا متعودة على التحرش، لكن ثقته فى انيي هقبل تصرفه وعدم محاولته فى انه يجس نبضي الاول يشوفني هقبل ولا هفضحه وترتني جدا، الطريقة المباشرة دي مقابلتهاش خالص، لكن هو شل تفكيري لما اتحرش بيان بكل سفالة، وانا كنت زى التمثال لاول مرة، نفسي طالع نازل صوته مسموع بشكل غريب، دقات قلبي كانت سريعة لدرجة اني تخيلت ان قلبي هيقف، حرارة جسمي كانت نار مش عارفة هو حس بيها ولا لاء، مش عارفة اللى بيعمله ده اخد وقت قد ايه، لكن اللى فكراه انه مش وقت قليل، خلص وعدل نفسه وهدومه ظبطها زي ماكانت وقاللي بأبتسامة سمجة:
- قومي اعدلي هدومك، وياريت تكوني قبلتي اعتذاري.
قالها وهو بيغمز بعنيه لكن انا كنت سرحانة ومتخيلة انه لسه مخلصش اللى بيعمله، حاسه بأيديه لسه على جسمي مع انه اتحرك بالعربية، مش قادرة افسر اللى حاسة بيه هل كان انبساط ولا رغبة ولا صدمة وذهول؟ ساكتة وسرحانة لقيته بيقولي:
- طبعا ماهو انا برضو مش زي اى حد، علشان تعرفي ان انا غير اللى بيقربوا منك كلهم، يمكن تفهمي دلوقتي ليه انا قولت عليكي لسه صغيرة امبارح، بغض النظر عن خبرتك.
ركزت مع اخر كلمة قالها ورددتها وانا بقوله:
- خبرتي؟! يعني ايه خبرتي؟ تقصد ايه؟
رد سائد بضحكة:
- اوعي تعملي بقى زي المتخلفين وتعيشي الدور ولاء محدش قربلي ومحدش لمسني على اساس اني اشوفك محترمة يعني، ده انتي مفيش حتة فى جسمك متلمستش من راجل قبل كده، وعلى فكرة انا فري جدا انتي فاهمة بقى العيشة برة مصر بتغير تفكير الواحد ازاي، يعني متقلقيش من انك تكوني صريحة معايا.
صدمني بنظرته ليا وكلامه عني اللى خلاني مش هقدر انكر وكأنه فعلا متأكد من اللى بعمله، مع اني وهو قريب مني معملتش اى حاجة تدل على اني متجاوبة او حتى رافضة، لكن تفكيري للأسف خلاني اقول لنفسي:
- صح يانيرة، ده عاش فى امريكا واكيد عقله وتفكيره غير الناس اللى هنا خالص، ده هناك بيعيش مع صاحبته فى بيت لواحدهم بمعرفة اهلها من غير جواز اصلا، ليه بقى اوريله انى متخلفة وامثل عليه دور مش هيتصدق؟
سائد بيقطع تفكيري بكلامه:
- عايزك بليل بقى تلبسي وتتشيكي وتستنيني علشان هاجي اخدك اسهرك سهرة هتعجبك اووووووي، علشان اكمل اعتذاري، وخلصي واعدلي هدومك قربنا على البيت.
ابتسمت من فكرة خروجي معاه بليل، قفلت زراير قميصي وعدلت الجيب بتاعتي وظبطت شعري ورجعت زى ماكنت طالعة من المدرسة وانا بفكر في سهرة بليل هتكون عاملة ازاي، ولقيت نفسي بسأله سؤال مش عارفة الهدف منه فى اللحظة دي لكن عرفت  بعدين:
- هنبقى لوحدنا ولا فى وسط ناس؟
سائد بثقة:
-.......

يتبع

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه 

تعليقات