" " " " " " " " روح بين عالمين الفصل الخامس
📁 آحدث المقالات

روح بين عالمين الفصل الخامس

وصل كلاً من إماليا وألبرت مسرح الجريمة، كانت  إماليا تصعد وتهبط في المنزل، كي تعلم ما الدافع وراء تلك الجريمة، هل هي سرقة أم أنتقام، فكانت أول شيء فعلته هو النظر إلى الكاميرات.

في بدء الأمر لم تكتشف شيئاً، لكن عندما أعادت تلك الفيديو مرة أخرى، علمت بأن تلك الجريمة ليس لدافع السرقة، ولكن بدافع الإنتقام.

هنا قطع انتباهها تحدث ألبرت قائلاً:

- هل وجدتِ شيئاً يدل علي الفاعل، أظن أن الدافع ليس بهدف السرقة، فجميع محتويات المنزل في الأسفل كما هي، حتى غرفته ليس بها أي شيء.

نظرت له وقالت:

- حسناً فلترى ذلك الفيديو.

بالفعل تقدم ألبرت ونظر إلى تلك الشاشة التي أمامها وقال بذهول:

- هل ما أراه حقاً.

نظرت له إماليا فعلم بأنها تريد منه عدم التحدث، حتى لا يلاحظ أحد غيرهم ذلك، ولا يتناقل الحديث دون أن يقرروا ماذا سوف يفعلون؟

نظرة إماليا لإحدى الأفراد الموجودين قائلة:

- سوف أرحل أنا وألبرت ولتتركون كل شيء كما هو، ولا تسمحوا لأحد بالدخول لحين عودتنا.

فأجابها ذلك الفرد قائلاً:

- حسناً حضرت المحققة، سوف نفعل ذلك فلا تقلقي.

غادرت إماليا وألبرت المكان وقرروا الذهاب إلى إحدى الكافيهات، كي يتناقشون فيما رأوا.

عندما وصلوا للمكان طلبت إماليا من إحدى العاملين أن يحضر لهم فنجان قهوة مع وجبة سريعة، لكلاً منهم هنا قال لها إلبرت:

- لأول مرة تغادرين موقع الحادث كي تطلبين الطعام.

نظرت له بأبتسامة قائلة:

- نعم يجب علينا أن نتناول الطعام أولا، ثم نتناقش في ذلك الحادث، لأن ذلك الحادث به الكثير من الأمور الغامضة ويريد إلي تركيز عالي.

بعد الإنتهاء من الطعام، قال ألبرت:

-هل ما رأيناه صحيح، لقد كان المجني عليه يصعد ويهبط كأن أحداً ما أمامه يغلق عليه الطريق، بالإضافة للطريقة التي قتل بها، كأن هناك أحداً ما يضغط على عنقه، فإن حركة يده تعني ذلك.

نظرت له وقالت:
- بالفعل لقد همس أحداً ما  قبل أن أخرج من المنزل، وقال لي أنا القاتل، كأنه يخبرني بأن القاتل ليس عنصر بشري.

هنا قال ألبرت:
- حسناً ولكن هل ستتلاعب بينا الأرواح، يقومون بأفتعال الحوادث، كما ماذا سوف نفعل في تلك القضايا؟ وماذا سنكتب في التحقيقات؟

  نظرت له وقالت بسخرية:
-لو قمنا بكتابة ذلك الشيء في التحقيقات، فسوف يتم نقلنا إلى المصحة ويصفوننا بالجنون.

- علي ما أعتقد بأن الأيام القادمة، سوف تسحب منا القضايا، نظراً لتدخل تلك الأشباح في عملنا.

- هل مازلت تشعر بالخوف منهم.

نظر لها نظرت ثقة قائلاً:
- لا أشعر بالخوف منهما.

بينما كان يتحدث كانت إماليا تنظر إلي الفراغ قائلة:
- حسناً لقد قدم أحدهما، لذلك كنت أتأكد إنك لن تخف منهم.

نظر إلبرت إلى حيث تنظر وظهر على ملامحهم التوتر، فضحكت إماليا قائلة:
- لا تخف لقد كنت أرى رد فعلك.

بينما كان إيان مازال في الغرفة مع جيسي، ولقد صممت بأن يظل بجانبها ولا يتركها، وكانت تلك الشبح تجلس معهم في الغرفة، تمللت جيسي في فراشها، وفتحت عينيها ببطئ، فوجدت إيان ينظر لها فقالت:

- هل حدث شيء؟

فأجابها إيان قائلاً:

- هل نسيتِ ما حدث؟

ظهر التعجب علي ملامحها وقالت:
- ما الذي حدث؟  فلقد خلدت للنوم بعد أن تركتني ورحلت إلى الغرفة الأخرى.

نظر لها بتعجب وقال:
- بلا لقد قمتِ أمس بالصراخ، وعندما جئتُ إليكِ أخبرتيني بأن هناك جثة أحد بجانبك، وفي ذلك الوقت أخبرتك بأنه لا يوجد شيئاً، كما صممتِ بأن تنزلين معي للأسفل، كي أجلب لك عصير، هل نسيتني كل ذلك.

نظرت له جيسي قائلة:
- لا داعي للتلاعب بي إيان، فأنا قد خلدت للنوم ولم أستيقظ إلا الآن.

نظر لها إيان وأخبرها بأنه بالفعل حدث ذلك.

صرخت به قائلة:
- أتتهمني بالجنون؟ فأنا أخبرك بأن ذلك لم يحدث، عليك الذهاب إلى إحدى الأطباء كي تتعالج فإنك تتخيل أشياء ليس لها وجود، فإنك بسبب تلك الكتب التي تحملها تتوهم أشياء.

نظر لها وقال بغضب:
- أنا لم أكذب فيما أقول، فهذا ما حدث بالفعل، وكأن أحداً ما قد محى ما في ذاكرتك.

صرخت به قائلة:
- لتخرج من غرفتي وترحل، فلا داعي أن تعكر صفو مزاجي بالصباح.

فأجابها قائلاً:
- حسناً سوف أرحل وأذهب إلى الشركة، فإن لدي الكثير من الأعمال، وأتمنى أن لا تلاحقيني هناك.

أخبرته بأنها بالفعل لن تأتي له.

بينما كانت تلك الروح جالسة في غرفة إيان شعرت بشيء غريب في الغرفة، فقالت لأيان:

- هل ستتناول الطعام هنا أم سوف تتناوله في المكتب.

فقال لها:
- بل سوف أتناول الطعام عندما أذهب للعمل، فلقد أصبح البيت لا يطاق كي أجلس به، فهي تتهمني بالجنون وكأنه لم يحدث شيء.

  فقالت له تلك الروح:
- فلتتركها ولا تهتم بأمرها، فهي تمتاز بالكبر والغرور، في ذلك الوقت سمع صوت صرخات جيسي مرةً أخرى، فقال دون مبالاة:

- لن أذهب إليها، فإنها تتوهم أشياء، وتخبرني بأنني  الذي أتوهم ذلك.

قالت له:
- لا تقلق فسوف أذهب لها لأرى ماذا حدث؟ وسوف أعود لأخبرك.

بالفعل ذهبت إلى غرفة جيسي فوجدتها تقف أمام المرآة، تنظر بها وهي تصرخ، وكأن أحداً ما يمسك يدها، وعندما شعر بوجود روح الفتاة، تركها حتى هوت على الأرض.

هنا نظرت روح الفتاة إلى أندرو، كي تخبره بأن يغادر وأن يكف عما يفعل، ثم عادت إلى إيان كي تخبره بما حدث فقالت:

-  أن جيسي تجلس على الأرض، على ما أعتقد أنها قد فقدت شيئاً مما تملكه.

نظر لها إيان قائلاً:
- أنها بالفعل قد أصابت بالجنون، فإنها كثيرة الصراخ، كما أنها لا تتذكر شيء مما تفعل، فلا داعي لتلك الجلبة، التي تفعلها كل يوم.

خرج إيان من المنزل واستقل سيارته، كانت في ذلك الوقت روح الفتاة أنهر أحدهم قائلة:

- كفى تلاعب أندرو، ماذا تريد منها فلقد قررت أن تتركها آخر شيئاً.

أجابها أندرو قائلاً:

- على ما أعتقد أنني قد سبق، وأن أخبرتك أنني لن أتركها تنعم بحياتها، فأنا سوف أزورها كل يوم، حتى أتأكد بأنها قد أُصيبت بالجنون، كي أتمكن من الإنتقام منها.

- حسناً فيكفي ما حدث اليوم أندرو، وعليك أن ترحل، فأنا أعتقد بأن إيفا تريدك الآن.

نظرا لها وأخبرها بأنه بالفعل سوف يذهب لها، كما يفعل كل يوم، وعادت هي إلى إيان.

بينما كانت إيفا تعاتب مايان قائلة:

- أين ذهبتِ مايان، فلأول مرة لا أجدك معي، وكنت أبحث عنكِ، ولكن دون جدوى.

فقالت لها:

- لقد كنت في عالم البشر، وعندما علمت بإنك تريديني، عدت على الفور.

فقالت لها بتعجب:
- هل ذهبتِ إلى ذلك العالم، ألم تشعرين بالخوف منهما.

فأجابتها قائلة بثقة:
- لقد ذهبت كي اجلب حقي كي تتحرر روحي، كما علي أن أتواصل بين العالمين، كي أحصل على حريتي.

بينما كان في ذلك الوقت جوني قد تتبعها وهي عائدة، وعندما أراد الدخول في ذلك العالم، وجد هالة شفافه تحيط بذلك العالم، فلم يستطيع أن يخترقه، فنظر من الخارج إلى ذلك العالم  فوجد الكثير من الأرواح، منهم من يحلق ومنهم من يسير على الأرض، فتعجب من ذلك العالم، كما حاول أكثر من مرة أن يخترق تلك الهالة، ولكن دون جدوى، حتى وجد أحداً ما تحدثه قائلة:

- لا داعي للمحاولة، فلن  تستطيع الدخول لذلك العالم، كما أنني قد وضعت به جميع ما يؤمن هؤلاء الأرواح.

نظر لها وقد سحر بجمالها قائلاً:

- لماذا لا أستطيع أن الدخول، فأنا قد قتلت أيضاً غدراً.

نظرت له بغضباً قائلة:

- بلا لم تمت غدراً، فلقد قررت أن تعطي مايان تلك الأوراق، حتى تموت هي وتهرب أنت، ولذلك قد جاءت هي هنا، وانت لم تستطيع أن تدخل، فلقد خصص هذا العالم  لمن قتل غدراً ويحمل قلباً نقياً.

نظر لها بسخرية قائلاً:
- حسناً لماذا لم تخبريها بحقيقتي.

- لأنني أريدها أن تعلم حقيقتك بذاتها، دون تدخل مني، فلقد بدأت أول طريقها في البحث عن حريتها، فلا أريدها أن تتراجع، كما يجب عليك أن تتركها ولا تقترب منها، وإلا سوف أتدخل بذاتي.

نظر لها بسخرية قائلاً:

- هل تعتقدين إنك سوف تقدرين علي؟ فأنا لا يستطيع أحد أن يراجعني فيما أريد، فإن كنت لا أستطيع العبور إلى عالمكِ، فسوف أنتظر من يخرج من ذلك العالم، كي أحاول أن أصل إلى ما أريد، وهل تعتقدين إنك قد  تقدرين علي حمايتهم من غدر البشر فقط؟

نظرت له غير مدركة لما يقصد، فأكمل حديثه قائلاً:

- أن هناك الكثير من الأرواح الشريرة المنطلقة حولنا، أستطيع أن أكون منهم جيشاً لغزو عالمك.

نظرت له بتحدي قائلة:

- مازال لدينا ما يحمينا منكم، كما عليك أن تغادر حتى لا ترى مني شيء لا تفضله، فعلى الرغم من مظهري الخلاب، لكن لدي مخالب قاسية تمحي من يقترب من شيء يخصني.

- حسناً لا داعي للقسوة فسوف أغادر، ولكن لا أعدك بأن ابتعد عن مايان، فلقد حصلتُ على حريتي، ولن أجعلها تحصل عليها، فيكفي أن أراها ذليلة ولقد حاولت أن أتخلص منها، كي أنعم بحياتي ولكن قد قبضت روحي، قبل أن تُقبض روحها.

نظرت له بسخرية فأكمل حديثه قائلاً:

- كما أخبرتيني بأنها مازالت لديها قلب نقياً، لذلك سوف تصدقني، ذلك فلتنتظري عودتي مرة أخرى، لست كشخص واحد، بل سوف أجلب مجموعة من عالمنا، كي يخترقون ذلك العالم، فلن أجعلكم تشعرون بالراحة والنعيم.

نظرت له وقالت:
- حسناً فلتفعل وسوف ترى ماذا سوف نفعل نحن؟ فعلى الرغم من إننا أرواح تحمل قلباً طيباً، ولكن عندما يقسو ذلك القلب، لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، ثم قامت بصفعه بيدها على خده، فسال الدماء من وجهه.

نظر لها غير متوقع منها ذلك الرد، فلقد ظن أنها تتفوه بالحديث فقط، ولكن عندما قامت بما فعلته علم بأن لديها قوة خارقة، وشعر بالخوف منها، لذلك قال:

- سوف أرحل ولكن فلتنتظري عودتي.

بعدما رحل نظرت أماندا إلى يدها، وكانت متعلقة بها آثار الدماء وقالت بندم:

- كنت لا أريد أن أستخدم تلك القوة، ولكن قد أجبرت علي استخدامها، على الفور عادت لإيان فوجدته يشعر بالضيق، فقالت له:

- ماذا حدث؟

فقال لها بغضب:
- أين ذهبتِ؟ فلقد كنت أحدثك، فوجدتك أختفيتِ فجأة.

فقالت له مبررة ما حدث:

- لا تقلق فأنا ذهبت لعالمي عندما وجدت من يريد أن يخترقه، ولكن علي أن أخبرك بأنني سوف أرحل  عدة أيام كي أحمي عالمي، ثم أعود لك مرة أخرى

فقال لها:

- هل تريدين مساعدتي؟

فنظرت له متسائلة:

- هل تستطيع بالفعل مساعدتي؟ فأنت بشر وليس لديك قوة خارقة.

فقال لها:

- بل لدي الكثير من التعويذات، التي أستطيع بها حمايتكم من ذلك الهجوم، ولكن كنت اظن أن جميع الأرواح تحمل قلباً نقياً.

عندما جاءت أماندا كي تجيب عليه، وجدوا الباب يفتح وتدخل جيسي، هنا تحدث إيان قائلاً:

  - ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألم أخبرك بأن لا تأتي؟

فردت جيسي قائلة:
- لقد جئت للحصول علي بعض النقود، لأن البطاقة الخاصة بي قد أصبحت خالية من النقود.

فقال لها:
- حسناً سوف أعطي لك إياها، فلتذهبي إلى الخزينة، لتحصلي على ما تريدي ولترحلي بعد ذلك.

بينما كانت تخرج جيسي لفت انتباهها بأن المقعد الخاص بمارك خالياً، فسألت الجميع عنه، فأخبرها أحدهما قائلاً:

- أنه لم يأتي سيدتي، ولأول مرة يتأخر، كما أنه لا يجيب على هاتفه.

فقالت له:
- حسناً سوف أذهب له، لكي أعلم ما الذي لم يحضره.

بعد أن حصلت جيسي على تلك الأموال، ذهبت لترى لماذا لم يحضر مارك العمل، فوجدت الكثير من الناس يتجمهرون حول منزله، وعندما سألت أحدهما، فأخبرها بأنهم قد وجدوا صاحب المنزل قد قتل بطريقة وحشية، ومازالت التحقيقات قائمة.

شعرت بصدمة وغادرت دون أن تتفوه بشيء، وقامت بمهاتفت أحدهما قائلة:

- هل جننت راجو؟ لماذا تحركت دون أن تخبرني بذلك؟

فجاءها الرد:
- ماذا حدث سيدتي؟ عن ماذا تتحدثين؟

فأجابته قائلة:

- ألم أخبرك بأن تقتل مارك ولكن ليس الآن؟ وأخبرتك بأن لا تتحرك حتى آذن لك.

فأجابها قائلاً:

- بالفعل لم أفعل شيئاً.

فقالت له بإستنكار:

-  إذن فإن لم تفعل ذلك، فمن الذي فعل؟

فقال لها:
- أعتقد بأن هناك أخر يريد أن ينتقم، فلذلك أسرع في الحصول على روحه.

فقالت له ضاحكة:
- حسناً فقد فعلها غيرنا، فلتنتظر مني أن أرسل لك بيانات شخص عن قريب، أريد منك أن تتخلص منه، فهو سوف يجلب لي الكثير من المشاكل.

- حسناً سوف أفعل ذلك، ولكن أرسلي لي بعض البيانات الخاصة به الآن كي أخطط له.

قامت جيسي بعدما أغلقت معه الهاتف، بإرسال بيانات ذلك الشخص لراجو، في ذلك الوقت شعر  بالصدمة وقال:

- علي أن أُبلغ أماندا بذلك، فإن جيسي بالفعل لن تنتظر كثيراً، وإن لم أفعل لها ما تريد، فسوف تلجأ لأحداً أخر، فعلي أن أتحرك بسرعة.

قام أندرو بالهمس بأسم أماندا، فحضرت على الفور قائلة:

- ماذا حدث لكي تقم بأستدعائي؟

  فأخبرها بما تريد جيسي، فنظرت له بصدمة وقالت:

- سوف أتصرف حالاً، فلقد أصيبت جيسي بالجنون، كي تفكر في ذلك الأمر.

عادت أماندا إلى إيان بسرعة،  فنظر لها وقال:

- هل حدث هجوم لعالمكِ؟

  فقالت له بتردد:
- بل لم يحدث هجوم لكن لقد قررت جيسي أن تتخلص منك.

هنا نظر لها إيان بصدمة.

يتبع
رواية روح بين عالمينْ 


تعليقات