" " " " " " " " رواية دمية على أرجوحة الكره (الفصل الخامس)
📁 آحدث المقالات

رواية دمية على أرجوحة الكره (الفصل الخامس)


الفصل الخامس

...................

كانت هذه هي المرة الأخيرة التي تراه فيها...وهم يحملونها ليضعوها في السيارة...وقف يودعها بنظراته الزائغة حتى غابت عن عينيه....لم تندم على ما فعلت...كان لابد أن تجبره على الشعور بفداحة لعبته القذرة...حتى لو دفع وليدها الثمن...

ربما ندمت بعد هذه الحادثة بشهور عندما سمعت بانفجار سيارته وكان بالقرب منها, ثم سمعت عن نقله للمشفى في حالة خطرة...لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي وهو بين الحياة والموت...كان هذا الأمر خارجاً عن إرادتها أن يغادر الحياة بدون أن تختزن صورته وتحفرها بقلبها ولو لآخر مرة...

ولكن وجودها بين عائلة سانتوس كان المستحيل بعينه...ساعدتها صديقة لها تعمل ممرضة, أعطتها ملابس الممرضات وغطت وجهها بكمامة التعقيم, فمرت بين عائلته بدون أن يفطن أحد لوجودها...

كان منظره مؤلم...مسجى على فراشه لا حول له ولا قوة, تخرج وتدخل أنابيت من أنفه وفمه, لا يتنفس إلا بجهاز التنفس الصناعي...نظرت لصديقتها التي هزت رأسها:

ـ أمله ضعيف للغاية...توجد شظية اخترقت رئته واقتربت من القلب, لم يستطيعوا استخراجها...كتمت شهقتها وهي تمسك بيده تغسلها بدموعها تتوسل له أن يكافح....

ربتت صديقتها على ظهرها:

ـ ليوني...أسرعي سيدخل الطبيب...

مسحت دموعها ونظرت له لآخر مرة...اثناء خروجها سمعت بعض الأحاديث الغاضبة بين أفراد عائلته والتي يتهمون فيها ديريك بمحاولة قتله...وفي المساء عندما واجهته لم ينكر..بل وتبجح بفعلته....

انقطعت أخباره تماماً ...حتى بعد أن سمعت بنجاته, ولكن أي أخبار أخرى التي كانت الصحف تمتلئ بها عادة اختفت تماماً...حتى اليوم  عندما اقتحم غرفة اجتماعاتهم, كان رجلاً مختلفاً عن الذي تعرف...شديد النحافة عن ما تذكر...ملامح أكثر حدية وقسوة لا حدود لها في التماع عيونه الرمادية التي عشقت صفائها يوماً ولكنها جاءت اليوم تحمل نذور بالشر المطلق ورغبات محرقة بالانتقام أو هدم المعبد على من فيه...

كان ديريك لا يزال يلوح غاضباً بيده في وجهها وأبوه جالساً منكساً رأسه وكأن كوارث الدنيا تجمعت في عقر داره...

ـ بما أنك أيتها العاشقة السبب بهذه الكارثة فأنت عليك إخراجنا منها...

عقدت ذراعيها على صدرها ماطة شفتيها:

ـ أنت حقاً حقير ومتبجح...لما لا يكون دومينيك يثأر منك أنت...أنت الذي وضعت له تلك القنبلة التي كادت أن تودي بحياته...ولكن لا...أنت فتى كاستيلانو المدلل لابد من كبش فداء ليضع على رأسه كل نتائج أفعاله القذرة ...واي كبش فداء متوفر هنا غيري....

ما رأيك يا ديريك...سأذهب لدومينيك وأتوسل له كي لا يرميك أنت وكل الكاستيلانو المتبجحين في الشارع...أه وأتوسله أيضاً أن يأخذني لفراشه كي أعوضه عن الولد الذي تسببت أنت بموته في رحمي...ما رأيك بهذه الخطة...تبدو مذهلة أليس كذلك...؟

صرخ والدها:

ـ ليووووووووووووني كفى...

ـ تقول لي أنا كفى...لما لا تقولها لابنك الغالي...اصطحبتما بعضكما وجئتما لي...لماذا يا بابا...

لأنك ترى مثله أن الحل بيدي أنا...سمعتما سانتوس اليوم كما سمعته تماماً...هل رأيتماه يوجه لي نظرة واحدة....طلب ابنه أو التعويض عنه...هل طلب أن يكون مني أنا...لماذا لا تذهب لأي من بنات عمي والمستعدات لحمل هذا الشرف النبيل...

التضحية بالنفس من أجل هدف نبيل...انقاذ العائلة من الدمار...لا...أتعرف الحل الافضل أن تستدعي كل بنات كاستيلانو من فوق سن الخامسة عشر حتى سن الثلاثين, ليصطفوا في طابور العرض أمام سانتوس العظيم ليختار بنفسه من سيقع عليها شرف النوم في فراشه لإنقاذ العائلة....

ـ كفى...

التفتت بحقد لم يرتو:

ـ لا ديريك...لم أكتفي بعد...لا منك ولا من والدك ولا من كل عائلة كاستيلانو...فأنت لم ولن تكتفوا بتدميري ومعاملتي كالجرو الأجرب طوال هذه السنوات..

بل وحاولتم بشتى الطرق تزويجي لأي رجل....لم تفكروا مرة واحدة بإحساسي، بمشاعري...بطفلي الذي مات في بطني...بالرجل الذي سلمته نفسي...

سألها والدها متفاجئ:

ـ هل أحببته ليوني؟

انتحبت ببكاء حارق:

ـ متأخر جداً سؤالك...ولكن الإجابة واضحة رغم أنك اخترت ألا تراها...منذ وعيت على الدنيا كم رجلاً عرفت...أنت تعرفني جيداً...أنا ابنتك...ولكنك نسيت هذا الأمر أيضاً...

هل تسمح وتصطحب ابنك هذا وتغادرا شقتي...

صاح ديريك بعصبية:

ـ وسانتوس..

قلبت شفتيها:

ـ هذه مشكلتك...سانتوس لن يملكني...فلا تأثير له على شركتي...قد يستطيع امتلاك حتى ملابسكم الداخلية ولكن لا يمكنه نيل شعرة واحدة مني...المقابلة انتهت ديريك.

وضعت ظهرها على الباب بعد أن أقفلته بعد خروجهما...هل ستستطيع فعلاً أن تترك دومينيك يلتهمهم كالوحش المفترس المتلهف للدماء فقط...ضربت رأسها للخلف صارخة:

ـ اللعنة...

كان القرار أسهل مما تخيلت ولكن وقوفها أمام باب شقته...كان أكثر صعوبة مما كانت تظن...عشر مرات تضع يدها على الجرس ثم ترفعه قبل أن تضغط عليه...

تأنقت بملابس مغرية, ثوب ملتصق بالجسم أحمر كالخطيئة...بحملاته الرفيعة وفتحة الصدر المتسعة بجرأة...وطوله الذي يصل بالكاد لفخذيها...وضعت جبهتها على الباب تهزها يمينا ويسارا تعاتب نفسها بصمت...أين كان عقلك وأنت ترتدين هذه الثياب...هل وصل بك الحال للقدوم هنا لإغرائه...لم تأت لإغرائه...لماذا جئت إذن؟

تتوسليه كما أخبرت ديريك وأباك...تناشديه بحق لياليكم الساخنة...لماذا جئت؟

فتح الباب فجأة لتقف مصعوقة أمام نظرة باردة كالصقيع, وابتسامة شامتة ذكرتها بليالي طويلة سوداء قضتها في المشفى مصابة بانهيار عصبي بعد فقدانها لجنينها...

ـ خيل لي أنك بعد كل هذا الوقت الذي أخذته للتفكير على بابي أنك ستذهبين بدون أن تضغطي على الجرس اللعين...

سألته محاولة لكسب بعض الوقت حتى تسترد أنفاسها من المفاجأة:

ـ كيف عرفت؟

ـ بالإضافة أني أنتظرك منذ ساعات...هذه كشفتك.

وأشار لأعلى حيث كاميرا المراقبة...فكان ردها أهة طويلة وهي تدرك أنه كان يراقبها في كل لحظة...

ـ على ماذا استقر قرارك...هل ستدخلي أم...أغلق الباب؟

شمخت بأنفها ودخلت تتجاوزه محاولة قدر استطاعتها ألا تلمسه رغم المساحة الضيقة التي تركها لها...تلفتت حولها ثم مطت شفتيها بتقدير:

ـ شقتك فاخرة...تستحق كل قرش دفع فيها...ولكنها تبدو ذكورية, لم أعرفك متعصب لجنسك...

ـ أنت لم تعرفيني أبداً...

حانت منها التفاتة ساخرة:

ـ عرفت ما يكفي لأبتعد عنك لآخر مكان في الأرض

ـ عجباً...ولكنك هنا أمامي...في بيتي على أقل من مرمى حجر من يدي...

ـ أنت تعلم سبب مجيئي...لقد سعيت لهذا أليس كذلك؟؟؟كي أكون هنا...معك مرة أخرى...

ـ صدقي أم لا...لم أرغب باستعادة أي ذكريات مريرة

صرخت بانفعال:

ـ بحق الله....لماذا كانت لعبتك القذرة هذه إذن ان لم تكن لاستعادة الذكريات الكريهة...

لاحظت أخيراً ما يحاول جاهداً ألا تلاحظه...حركته البطيئة حتى وصل للأريكة البيضاء وجلس عليها محاولاً التحكم في ملامحه كي لا يظهر عليه الألم...

بنبرة قلقة تساءلت:

ـ دومينيك....

رفع حاجبيه لأعلى بنظرة متهكمة:

ـ أه كنت تقولين ذكريات كريهة...أتفق معك، ولكني لم اسعي لأي ذكريات كما سبق وألمحت...كان طلبي واضح ومحدد...أريد ابني.

رفعت رأسها بقهقهة عالية وراحت تتمشى أمامه تتحرك بتوتر بسيقانها الطويلة, دون أن ترى تأثيرها عليه وهو يحاول بشتى الطرق دفن هذه الذكريات في قبر بدون شاهد, بدون أي معالم ليستدل عليه...

توقفت فجأة عن الحركة ثم فتحت حقيبتها الصغيرة الحمراء وأخرجت بضعة ورقات ماليه, وبكل احتقار ألقتها بوجهه فتناثرت حوله دون أن يهتم حتى بالنظر لها, فظلت عيناه متعلقتان بمعذبته, وكأنه يستلذ بعذابها وعذابه معها:

ـ أردت ابنك...هاهو بين أحضانك...ضمه إليك جيداً...هذا المال هو نفسه الذي ألقيته بوجهي...لأجري عملية للتخلص منه...هل تذكر...؟؟ هل تذكر؟

كان تكرارها بصراخ يصم الآذان...فأومأ برأسه دون أن ينطق...فأردفت ببكاء أشبه بالعويل:

ـ والآن بكل وقاحة وجرأة تقف بين عائلتي مرة أخرى لتجردني من عزة نفسي وكبريائي لتضع وصمتك مرة أخرى على حياتي...لمااااااااااااااذا...

لماذا دومينيك...؟ما الذي أخطأته بحقك لتصنع مني مرة أخرى كبش فداء انتقامك الأعمى...لمااااااذا...تكلم؟؟

رد بصوت باهت لم تصدقه:

ـ لأنني على ثقة أنك لم تجهضي ابني في ذلك اليوم...أعلم أنك ظللت حامل به حتى الشهر الأخير...كنت على خطأ عندما أعطيتك المال لتتخلصي منه...كما أعلم أنه ليس معك...إذن فلابد أنك عرضته للتبني...

ابني لا يستحق أن يعيش حياة الذل والمهانة وأبوه على قيد الحياة...ان كان عارك لزم أن تتخلي عنه كي لا توصمي بعاهرة سانتوس, فهو ابني ولن أتخلى عنه...

ـ لماذا الآن....

بهت من السؤال:

ـ عفواً...

ـ اسألك لماذا الآن...بعد ثلاث سنوات....لماذا لم تطالب به قبل الآن...

أطرق رأسه قائلا:

ـ أموراً جديدة... أهمها أنني كنت أظن أنك لن تتخلي عن طفلك مهما كان أبوه...ولكنني كنت مخطئاً ..كما في كل شيء يتعلق بك...

عقدت ذراعيها على صدرها مصرحة بتبجح:

ـ أنت لست الرجل الذي تدعيه, أو الذي تحاول ايهام الناس أنك هو...لو كانت بك ذرة من كرامة ما قايضتني بأخيك وأنت تعلم ما قد يحدث لي...

صرخ بتأوه:

ـ لم أكن أعلم...ظننتك تبالغي...حتى....حتى...

أكملت بنبرة ساخرة:

ـ حتى رأيت ديريك يعاملني ككيس الملاكمة...

أغمض عينيه بقوة وكأنه يستعيد منظرها وهي مسجاة على الأرض بين أرجلهم تنزف....

فراحت تدق على الحديد الساخن:

ـ ماذا ألا تحتمل أن اذكرك برجولتك التي أهدرتها يوم تخليت عني وعن ابنك....نعم في تلك اللحظة فقدت ايماني بك كرجل....ولا تستحق أن أعيد التفكير بقراري...

لو أردت أن تنتزع من كل كاستيلانو أملاكهم, لن أستطيع منعك...ربما استحقوا ما ستصنعه بهم...ولكنك لن تعرف أبداً مصير ابنك...ولن تحصل بالتأكيد على بديلاً عنه...ليس مني...

ـ هل انتهيت؟

ردت وهي تتجه نحو الباب:

ـ نعم...انتهيت منك ومن سانتوس وكاستيلانو للأبد...

أوقفها قبل أن تفتح الباب:

ـ ليوني...

أخذت نفس عميق  واستدارت على محورها تتمنى لو تصمد فقط بضعة لحظات أخرى, قبل أن تنهار...كان يقف بصعوبة فضاقت عيناها وهو يقترب, لاحظت يده تحيط بصدره بشكل مريب..

ـ ليوني...أنا....انا أحتضر....

وضعت يدها على فمها شاهقة, تراجعت للخلف حتى التصق ظهرها بالباب, وقد فقدت القدرة على النطق، لم تساورها لحظة شك واحدة في ادعائه...نظرة واحدة لوجهه الشاحب وهزاله الواضح....أغمضت عيناها بقوة هامسة لنفسها..

"كنت أعرف...كنت أعرف...أخبرني قلبي...ولكنني عاندته وكذبت حدسي...وكيف أفكر أن الرجل الوحيد الذي عشقت قد يكون..."

ـ ليوني...

فتحت عيناها المغرورقتان بدموع عاصية, فأردف:

ـ أنا لا أرغب بشفقتك...

شهقت بصرخة عذاب:

ـ أنت لا تستحقها...وأتمنى أن تحترق في الجحيم حيث تنتمي دومينيك سانتوس...

ثم استدارت مرة أخرى تهم بفتح الباب...ولكن يدها توقفت عاجزة عن الحركة....وضعت جبهتها على الباب تضغط بقوة على خشبها الصلب وكأنها ترغب باختراقها برأسها, وراحت تدمدم بصوت مختنق:

ـ أنت...أنت قاس...

استدارت مرة أخرى لمواجهته:

ـ جئت بي إلى هنا لتخبرني أنك تحتضر....لماذا...؟

رد بصوت كانه يغادر حلقه بصعوبة بالغة:

ـ تصحيح...أنا لم...كل ما أردته أن أعرف مكان ابني...لن يكون لي غيره...هو وريثي الوحيد.

رفعت رأسها لأعلى شاهقة بدموع انهارت كالسيول أخيراً:

ـ أها....هذا هو السبب إذن...أنت لا تختلف كثيراً عنهم....حسناً دومينيك...سأمنحك الراحة التي تنشدها لتموت بسلام...ابنك مات...نعم ..لقد ولدته...ولكنه كان ضعيفاً جداً...ظللت طوال التسعة أشهر نائمة على ظهري لأحافظ عليه...لأني كلما تحركت حتى لأدخل الحمام كنت أصاب بالنزيف...احتملت كل العذاب الغير محتمل لكي أضمه فقط بين ذراعي...ولكنني ضممته ميت...كما علاقتنا...كما حبنا المزيف..أردته فقط لأشعر أني لم أفقدك كلية..أردت ولو جزء منك أحتفظ به ويكون لي. لا أحد باستطاعته إجباري على تركه, ولا حتى أنت كما فعلت معي..

ـ ليوني ..أنا...

قاطعته صارخة:

ـ أنت ماذا...آسف...نادم...ماذا...هل تريد بديلاً عنه...هل أخلع ملابسي هنا على الباب..أو ربما تفضل لو استخدمنا الأريكة...هل ستعيش فترة كافية لتجعلني أحمل منك مرة أخرى

جذبها من يدها بقوة ليضمها لصدره رغماً عنها..انتفضت عدة مرات تحاول ابعاده ولكنه لم يحررها, وظل يحيطها بذراعيه حتى كفت عن المقاومة, وظل جسدها يهتز من النحيب...شعرت بتأوهه وهو ينحني ليحملها, اعترضت ..لم يأبه وأكمل يحملها حتى الأريكة..وضعها برفق وجلس جوارها دون أن يفلتها, حتى خف نحيبها ورفعت رأسها لتفاجئ بشحوبه الشديد وصعوبة تنفسه:

ـ دومينيك...

أمسك يدها قائلاً بصوت مبحوح:

ـ أنا..بخير...كنت لأدفع ما تبقى لي ولو ساعة واحدة لأشعر بدقات قلبك على صدري...لأشم رائحة شعرك...اتأمل ثغرك

ـ لماذا تحتضر...هل أنت مريض...

هز رأسه بشبح ابتسامة:

ـ تذكرين الحادث...

ـ انفجار سيارتك..ولكنك....

ـ تجاوزت الخطر...لا ..ليس بعد على كل حال...ما تزال الشظية داخل صدري, تهددني بالموت في كل مرة أتحرك فيها....

هزت رأسها غير مصدقة:

ـ ولماذا لم تجري العملية...قالوا أنهم سيجرونها وينتزعوها و....

توقفت عندما أدركت أنها كشفت نفسها فسألها برقة:

ـ جئت لرؤيتي....أليس كذلك...شعرت بك...أمسكت بيدي وبللتها بدموعك...ظننت أنني أهذي

ـ أنا لم....

وضع يده على فمها:

ـ ششششش... كنت أعرف أنك أجمل ما حصل لي..ولكنني كنت أكثر غباءاً من أن أتمسك بحظي...تركتك تفلتين من بين يدي...ليتني استمعت لك....ليتني صدقت احساسي بك...ليتني أسترجع لحظة واحدة من أيام بيت المزرعة...لم أصدق براءتك عندما لم تهتمي باسم عائلتي...لم أعرف أنك انتزعت نفسك منهم ومن أحقادهم...بينما كنت غارقاً فيها لأذني...

انتحبت بدموع غزيرة:

ـ ما تزال أمامك فرصة لتجري العملية وتعيش...

ـ فات الوقت...كنت لأسير للموت بقدمي دون أن يرجف لي جفن, لو كنت بانتظاري أنت وابني...فقدتكما أنتما الاثنان في تلك اللحظة التي تخليت فيها عن نفسي وكرامتي وعنك...ربما لا أستحق الحياة...ولا حتى فرصة ثانية

نزعت يده عن وجهها صارخة:

ـ أنت جبان...من الجيد ان ابنك مات قبل أن يراك متخاذل مستسلم....أنت حتى لا تستحق أن أكون بقربك أكن لك ولو أدنى درجات الشفقة...

نهضت مبتعدة عنه واتجهت نحو الباب ترمقه بنظرة فوقية:

ـ ادفن نفسك بين رماد رثائك...ولكن لا تطلب منا أن نبكيك...وداعاً...

فتحت الباب هذه المرة وخرجت بسرعة قبل ان تتراجع عن موقفها وصفقت الباب بقوة اهتزت لها الجدران

 

................................

روايةِ دميةِ علىِ أرجوحةِ الكرهِ
 

الكاتبة ميرفت البلتاجي
الكاتبة ميرفت البلتاجي
ميرفت البلتاجي عضو اتحاد كتاب مصر و كاتبة في مجالات أدبية متنوعة المجال الروائي روايات اجتماعية وفانتازيا ورومانسي وصدر لها على سبيل المثال لا الحصر أماليا \ ناريسا \ ألا تلاقيا \ لقاء مع توت شاركت مع الهيئة العامة للكتاب في سلسلة ثلاث حواديت نشر لها قصص مصورة في مجلة فارس، ومجلة علاء الدين..ومجلة شليل وكتبت في مجال أدب الطفل عشرات القصص إلكترونيا وورقيا. ولها العديد من الإصدارات الإلكترونية لعدة مواقع عربية موقع مدرسة Madrasa تطبيق عصافير شركة وتطبيق Alef Education
تعليقات