" " " " " " " " رواية دمية على أرجوحة الكره (الفصل الأول)
📁 آحدث المقالات

رواية دمية على أرجوحة الكره (الفصل الأول)


........

بعد ماض طويل من العنف والدماء بين العائلتين ..

كانت لعبته لتكون طوع بنانه

حاول تجريدها من كبريائها

فألقت في وجهه قفاز التحدي

لست شجاعًا كفاية لأكون لك..لقد أحبت هذا الرجل

اعترفت لنفسها بحبه ولكن...كان للقدر رأيًا آخر..؟؟

 

 

ـ بكل وقاحة وجرأة تقف بيني وبين عائلتي مرة أخرى لتجردني من عزة نفسي وكبريائي لتضع وصمتك مرة أخرى على حياتي ..من الأفضل أن تدفن نفسك بين رماد رثائك...أنت لا تستحق لحظة بقربي...لست شجاعاً كفاية لأكون لك...

ـ سنرى يا ليوني...سنرى من منا الجبان...؟؟

........................

مبني شاهق الارتفاع تغيب طوابقه العلوية بين الغيوم... أمام بوابته الضخمة وقف حارسان بملابسهما الرسمية يقومان بتحية كل من يدخل للمبني, خاصة الملاك والذي كان توافدهم اليوم متتابع وغريب بشكل يثير القلق, فما يكاد الحارسان يرفعا أيديهما لتحية أحد افراد عائلة كاستيلانو, حتى ينتفضا للترحيب بالآخر...نظرا لبعضهما بنظرات متسائلة ثم نطق احدهما:

ـ ما الذي يحدث هنا..؟؟ منذ زمن طويل لم يجتمع كل هذا العدد من مجلس إدارة كاستيلانو معاً...؟

هز زميله أكتافه متمتماً بحيرة:

ـ قد تكون الإشاعات صحيحة...يقولون أنه أصبح لهم شريك جديد ...

ـ ولكن...هذا مستحيل...الرجل الكبير لن يوافق على هذا الاختلاط أبداً ..تعلم كم هو متشدد أن لا تختلط دماء عائلته بأي دماء أجنبية...بالذات في شركته التي يعتبرها أغلى من أولاده وأحفاده...

ـ لنأمل خيراً يا صديقي...لعل الأيام القادمة تحمل خيراً...انتبه...وصلت الآنسة ليوني...

انتفض كلاهما ليقدما التحية  والاحترام للسيدة الشابة التي دخلت بوجه متجهم على غير عادتها فلم تلقى عليهما التحية المعتادة, وكذلك حرمتهما من ابتسامتها التي كانا ينتظرانها شأنهم شأن كل ذكر يسعده حظه برؤية هذا الجمال بالإضافة لابتسامتها التي تسحر القلوب, تحركت بقوامها المتمايل وقد زاد من اغرائه ملابسها المصممة خصيصاً لها من ماركة شانيل, ملابس عمليه جاكت جلدي قصير أسفله قميص أبيض بأكمام طويلة تظهر زركشاته من أكمام الجاكت السوداء, وقد تمنطقت لتحدد خصرها النحيل بحزام معدني أصدر أصوات خشخشة, أثناء دخولها مسرعة, فتابعاها حتى غابت داخل المصعد المخصص لأعضاء العائلة المالكة وقد ظهرت سيقانها الطويلة من أسفل تنورتها القصيرة ذات الكشاكش الناعمة, استدارت ليطير شعرها الأسود الطويل والذي قيدته ذيل حصان يتمايل على ظهرها بشقاوة لا تظهر من خلف نظاراتها السوداء والتي تعمدت ألا تخلعها حتى أغلق المصعد أبوابه...راقبت الأرقام تتزايد حتى الطابق الأخير...فتحت الابواب أتوماتيكياً,,أجالت النظر حولها بسخرية لتتأكد أنها آخر الواصلين, الجميع متمركزون في أماكنهم حول مائدة الاجتماعات, اتجهت لرأس المائدة حيث جدها العجوز, انحنت لتطبع قبلة على وجنتيه المجعدتين, متجاهلة الهمهمات الساخرة:

ـ عفواً لتأخري يا جدي...

رد بصوت أدركت من خلال نبرته الحزينة أن سبب الإجتماع خبر سئ:

ـ لا بأس يا ليوني... اجلسي في مكانك لو سمحت لنبدأ...

بنظرة فوقية أهدتها لمن يحتل مقعدها  جوار جدها فنهض ابن عمها متأففاً يرمقها بنظرات حادة لم تأبه لها وهو يتزحزح لمقعد آخر...تجاهلته كعادتها وجلست مكانها ليبدأ العجوز على الفور بعد ان تمم على الجالسين حول المائدة...أبناءه على اليمين وأحفاده على اليسار...

بعد تنهيدة طويلة عقد يديه أمامه قائلاً:

ـ طبعاً معظمكم يعرفون سبب اجتماع اليوم.... وللباقيين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء متابعة أعمال العائلة, والآخرين الذين لا هم لهم إلا متابعة عائلة سانتوس والبحث عن معارك معهم بدلاً من الاهتمام بشئونهم الخاصة...سأخبركم ...منذ ثلاث سنوات والشركة في تعثر مستمر, لم يدخل خزانتنا دولار واحد ربح في خلال السنوات المنصرمة نحن نتكبد خسائر بالملايين بالإضافة للقروض البنكية والتي أصبحنا في عجز تام على الايفاء بها, وبالتالي أصبحنا بصدد إعلان الإفلاس والفضيحة....

سرت همهمات مستنكرة فضرب بيده على المائدة:

ـ اخرسواااااااااااا...

عم الصمت من جديد فأردف بصوت أكثر هدوءاً

ـ كارلوس حفيدي عرض فكرة بدت سيئة في وقتها...ولكن مع مرور الوقت ووزن الاحتمالات, وجدت أن ضرر وجود شريك أهون من إعلان الإفلاس وانهيار امبراطورية كاستيلانو, أمواله ستدفق لتسد العجز في الميزانية حتى نستطيع الوقوف مرة أخرى, وبعدها شيئاً فشيئاً نسعى للتخلص منه...

صاح أحد أبنائه باعتراض:

ـ ولن يا أبي..هذا لم يحدث من قبل...غريب يدخل بيننا...غير معقول....سيلوكنا عائلة سانتوس في أفواههم...

عاد السيد كاستيلانو يضرب بيجه بقوة صارخاً:

ـ هل أذنت لك بإبداء الرأي...لو كان لك رأي لما وصلنا لما وصلنا له من انحدار...ولكن لهاثك خلف الساقطات كانت أهم عندك من إدارة الشركات, والآن تأتي بكل وقاحة لتخبرني ما يصح وما لا يصح... لقد انتهى كل شئ..لقد وقعت الأوراق...شريكنا أجنبي وهو يرغب بالاجتماع بكم ليتأكد أن أمواله ستدار بشكل أفضل من السابق, لقد جازف بأمواله لإنقاذنا ولكنه ليس رجلاً أبله, سيعمل ضمان ان كل قرض من أمواله سترد له عشرة...هل  من اعتراض آخر....

نكس الجميع رؤسهم والتزموا الصمت...فالتفت العجوز لكارلوس:

ـ اطلب من شريكنا الجديد الدخول لننتهي من هذا اليوم المزعج...

أومأ كارلوس وخرج ملبياً الأمر...

وضعت ليوني يدها على يد جدها مدعمة:

ـ جدي...هل أنت بخير...

هز رأسه بألم:

 

ـ وكيف أكون بخير...وأنا أري كل حصاد السنين يهلك تحت أقدام حفنة من الأغبياء لا يقدرون قيمة العمل ولا قيمة القرش...وأنا أرى امبراطوريتي التي بنيتها ستصبح بعد لحظات بين يدي رجل غريب سيتحكم بها

ـ لقد قمت بالعمل الصحيح يا عزيزي, ثق بحدسك..ستكون كبوة لينهض بعدها عنقاء كاستيلانو من بين رماده أكبر من ما كان..أليست هذه كلماتك يا عزيزي...

ربت بيده المجعدة على يدها ثم سألها بصوت خفيض:

ـ أين كنت يا ليوني...اشتقت لك كثيراً

ـ تعلم أني أدير شركتي الخاصة الآن

ـ نعم..نعم أنت كاستيلانو أصلي...لو كنت أملك رجلان مثلك لما وصلنا إلى هذا الحال..لماذا رفضت أن تكوني جزءاً من امبراطوريتي..لماذا كان لابد ان تكوني بكل هذا العناد...

ربتت على يده ضاحكة:

ـ لأني كما قلت يا جدي العجوز؟؟ كاستيلانو أصلي

رفع رأسه مقهقهاً وسط دهشات ووجوم الوجوه المحيطة...ثم صرخ منادياً:

ـ كارلوس ..أين انت يا ولد؟؟

دخل كارلوس مرتبكاً مما أثار ريبة ليوني:

ـ أنا هنا يا جدي...

ـ اللعنة أين ذلك الشريك..السيد "يانج سو" ألم تخبرني أنه موجود

أطرق كارلوس رأسه مغمماً:

ـ نعم يا جدي...ولكن ...

 

جاء صوت من الخلف ليزيح الحرج عن كارلوس ويعلن عن نفسه:

ـ ما أردا كارلوس توضيحه, أنه حصلت بعض التغيييرات, بدلاً من السيد "يانج سو" جئت أنا...

وكانت ردة الفعل اسرع مما يتخيل عقل بشر, فما ان دخل الرجل ليعلن عن نفسه حتى انتفض كل الرجال في القاعة وسحبوا أسلحتهم... بعد سمعه صمامات الأمان تسحب مع استعداد مثير للقتل في أي لحظة بينما ارتفعت صرخات السيدات ليقينهن أنه ستحدث مذبحة فقد شهر حراس الضيف أيضاً أسلحتهم...فقط اثنان في هذا الجمع ظلوا هادئين...العجوز كاستيلانوا يحاول استيعاب ما يحدث بهدوء, وليوني..التي شحب وجهها وشعرت وكأن أيادي من القبور تمتد من اسفل لتسحبها....

ضربة من يد العجوز على المائدة كانت كافية ليستعيد الجميع رشدهم:

ـ أخفضوا اسلحتكم أيها المجانين, ألا ترون أخواتكم وعماتكم في المكان, هل فقدتم عقولكم لمجرد شخص من عائلة سانتوس تواجد هنا...قلت أخفضوا أسلحتكم اللعينة...

وكان الأمر الأخير غير قابل لأي تهاون, فعادت صمامات الأمان وان لم تعد الأسلحة مختبئة داخل الملابس فقد وضعت على مائدة الاجتماعات تحسباً والكل كان بانتظار اشارة البدء فقط....

التف كاستيلانو العجوز ليرى الحراس الشخصيين للضيف وقد اعادوا أسلحتهم أيضاً:

ـ سانتوس..ماذا بحق الجحيم تفعل هنا...هل ترغب بالانتحار وتوديع الحياة, لو كان هذا غرضك افعله في مكان آخر....ولكني لا أعتقد أنك من هواة الانتحار, لابد من سبب قوي وأتمنى ان أعرفه فوراً لأني لا أستطيع كبح جماح هذه الثيران الهائجة لأمداً أطول...

رد بصوته العميق أخيراً:

ـ بالطبع يا سيد كاستيلانو...سأخبرك عن سبب تواجدي...أنا هنا بصفتي شريك بنسبة تسعة وأربعون بالمائة من أسهم الشركة...شهق العجوز قبل أن يفعلها غيره اذ سقط الجميع في هوة الصمت وكأن على رؤوسهم الطير:

ـ أنت ..ما....ذا...؟؟ مستحيل لقد وقعت عقداً مع رجل صيني واسمه لم ينتهي بأي سانتوس..انا لم أصاب بالخرف بعد...

وضع يداه في جيب بنطلونه قائلاً بتعالي:

ـ لا يا سيد كاستيلانو حاشا لله...ولكن "يانج سو" هو أحد رجالي وقد انهى مهمته التي أوكلته بها, وتم نقل كل أسهمه التي اشتراها بإسمي...لذلك أنا "دومنيك سانتوس" هو شريككم الجديد...بالطبع لو تم قتلي من قبلكم كما أري في عيونكم, هذا لن يحل الامر لأن أخواتي وأبناء عمومتي سيرثونني,  وبالتالي, ستجدون على مائدتكم هذه بدل "سانتوس" واحد عشرة وربما خمسة عشر ..هل نبدأ النظر في جدوا أعمالنا يا سادة....

راقبوه بعيون قادحة يتحرك بسلاسة حتى رأس المائدة ليجلس موزعاً ابتساماته على الجميع...

رفع الجد يده ليوقف الهمهمات الغاضبة:

ـ ليصمت الجميع...أخبرني يا بني..لماذا فعلت ما فعلت...لابد ان لك سبباً لتتكبد عناء كل هذه اللعبة الخطرة, خاصة وأرواحنا بين يديك الآن وهذا لا يعجبني كما لا يروق لأي كاستيلانو...ماذا تريد...؟

ـ يعجبني الطرق المختصرة سيد كاستيلنو لذلك سأصل لك من هناك...هناك حل وحيد لتتخلصوا من تهديد أحد أفراد عائلة سانتوس...سوف أنقل كل أسهمي وشراكتي باسم ابني....

شهقة خرجت من بين الهمهمات, لم يلتفت لها أحد فقد أثار استيائهم وتعجبهم ما يحدث فصرخ أحدهم:

ـ جدي اتركني أقتل ذلك الوغد, لقد جاء هنا ليهزأ بنا, سأقتله وأقتل أي سانتوس يتجرأ على الدخول لعريننا بكل وقاحة ..

وسرت الهمهمات الموافقة المؤيدة فرفع الجد يده ليخرسهم من جديد:

ـ وكيف سيحل هذا مشكلتنا معك, أن تنتقل الاسهم والسندات باسم ابنك....بدأت اشعر أنك تهزأ بنا كما يقول حفيدي..أوضح أرجوك قبل أن أفقد السيطرة على الموقف.

أطرق برأسه وأخذ يجيل النظر بكل الوجوه الحانقة حوله, والتي لن يشفي غليلها أقل من رؤية دمه مصفى تحت أقدامهم..

ـ بل سيحل الموقف سيد كاستيلانو...لأن ابني ...كاستيلانو

عادت المسدسات لترتفع بوجهه وقد اصبحت أقرب وأكثر حماساً للضغط على الزناد, تأمل فوهات المسدسات المتراصة في وجهه ببرود وكأنها لا تعني له أي شئ....فصرخ العجوز مرة أخرى:

ـ عودوا لأماكنكم قبل أن أفرغ خزانة مسدسي في رؤوسكم جميعاً, هل من احترام لوجودي أيها الحمقى فارغي الرؤوس...هذا الرجل ليس غبياً..لأن يأتي إلى هنا ليلقي مثل هذه القنبلة ما لم يكن مؤمناً من قبل عائلته...اتركوا ما بأيديكم واستعملوا رؤوسكم مرة...اللعنة على الأغبياء..تراجعوا من فورهم بعدما لمسوا الحقيقة في كلام جدهم....

عقد الجد أصابعه أمامه ليخفي ارتعاشته, ثم رفع رأسه ليرى الرجل الذي اقتحم امبراطوريته جالساً واثقاً من نفسه, لم يهتز..تمنى لو كان من بين احفاده رجلاً مثله لكان تقاعد منذ سنوات ليهنأ بحصاده في أيامه الأخيرة...

ـ والآن يا سانتوس...هذا اتهام خطير ألا ترى أنك تجاوزت حدودك كثيراً

ـ وهل تراني الرجل الذي يلقى بنفسه في التهلكة من أجل ادعاء كاذب...وخاصة اذا كان ادعاء كهذا...يمس الشرف...سيد كاستيلانو أنا متأكد أن ابني موجود, لقد تتبعته لسنوات, أنا أعرف أنه موجود حتى لو ادعت أمه أنها أجهضته, والآن أنا أريد ما هو لي...ابني...وفي المقابل سأكتب كل أسهمي وسنداتي باسمه وسأترك الوصاية لأمه, بهذه الطريقة ستسترجعون ماهو لكم, واسترجع ما هو لي...ابني

صرخ أحدهم غاضباً:

ـ جدي..الى متى ستظل تستمع لهذا الكاذب الأفاق...أنا لم أعد أحتمل....اللعنة سأقتله...

صاح الجد بصوت هادر:

ـ اخرس يا ريك واجلس في مكانك أو غادرنا ....وأنت يا سانتوس...كم عمر ابنك هذا لو كان حقاً موجود...؟ ومن هي أمه...؟

ـ ابني..يبلغ من عمره الآن خمسة أعوام....أمه..لن أفصح عن اسمها..ليس الآن...

ـ ولماذا انتظرت خمسة أعوام لتسأل عن ابنك...؟ ألا تعتبر هذا الأمر غريباً لرجل يتكبد كل هذه المخاطر ليعثر على ابنه..

ـ أسبابي خاصة بي وحدي...ولكن لنقل أنني كنت أعتقد كما حاولت ايهامي أنها أجهضته, واتضح لي قريباً جداً عكس معتقداتي...أليس من حق الرجل أن يطالب بابنه

رد الجد بمكر:

ـ لو اعترفت أمه أنه ابنك...

صرح دومنيك بوقاحة:

ـ لهذا اخترعوا تحليلات الــ  d. N .a  يا سيد كاستيلانو حتى لا يتم خداع الأباء...

تنهد الجد بانزعاج:

ـ ماذا لو أصرت الأم أن لا ابن لك لديها...

رد دومنيك ببرود:

ـ في هذه الحالة أمامكم حلاً من اثنان..اما أن تتحملوني كشريككم الجديد, وصدقني لن تكون المهمة سهلة, أو...يتم تعويضي بطفل غيره من نفس الأم...

ازدادت الهمهمات الغاضبة والقبضات الضاربة على المائدة...

صدح صوت الجد من بين الأصوات المنزعجة:

ـ اترك لنا مهلة لنفكر..

ارتفع حاجبي دومنيك:

ـ أربع وعشرين ساعة...غداً في نفس التوقيت في نفس المكان...ومعي المحامي....لننتهى من كل شئ كما  سيترائى لي...ولن أتنازل عن أي من شروطي...أنا كما تعلمون سانتوس حتى العظم...وبقدر ما تشعرون تجاهي, هو ذاته شعوري تجاه كل واحد منكم ..أراكم بخير يا سادة....

وبقامته النحيلة الرشيقة التي يتهادى داخلها جسده الرجولي الواثق تحرك ليغادر كما دخل بدون أن يولي أي شخص محدد أي نظرة خاصة...

ازداد الهرج والمرج بعد خروجه وارتفعت الصيحات الغاضبة المنددة المطالبة بإهدار دمه قبل أن يخطو بقدميه خارج المبنى....

وشيئاً فشيئاً بدأت الاصوات تخفت حتى صمتت تماماً واتجهوا بأنظارهم نحو جدهم الذي رفع رأسه أخيراً:

ـ هل انتهيتم....عظيم..بأمكاننا الآن أن نفكر بتعقل....من منكم يعرف عما يتكلم هذا الرجل بالتحديد....لا أحد..لا شئ...إذن إما أن هذا الرجل فقد عقله أو أن بعضكم كاذبون...أو على الأقل واحدة من الموجودات هنا لا تملك الشجاعة الأدبية الكافية لتتكلم...طبعاً لا من ستعترف بكل سهولة وسط مجموعة من الهمجيون من عائلة كاستيلانو أنها كانت على علاقة برجل من سانتوس, حتى أن لها منه ولد...والآن هذا السانتوس يسلط سيفه على أعناقنا جميعاً حتى يعرف مصير ابنه, أو يريد البديل...أنا لم أرى جرأة ووقاحة من قبل..ولكن أتعلمون, هذا الرجل يروق لي..يملك جرأة وسيادة لا يملكها غالبية الغوغاء الذين لا يتحدثون إلا بأسلحتهم, وبالمناسبة غالبيتهم هنا حول هذه المائدة...

أمامكم أربع وعشرون ساعة لتحلوا هذا الإشكال...وهو لن يكون بقتل الرجل وإلا أقسم أن اسلمه بنفسي للشرطة من تسول له نفسه اللعينة بمس شعرة واحدة من رأس "دومينك سانتوس"..أو عليكم التعامل من الغد مع هذا السانتوس كرجل بين يديه أرزاقكم...وأنا سأذهب لمنتجعي الصحي أشعر أنني بحاجة لبعض الاسترخاء بعد كل هذا التوتر اليوم...اذهبوا للجحيم...

جرس مستمر لا ينقطع أيقظها من نومها فركضت مرعوبة تفرك عينيها لا تكاد ترى أمامها, القت نظرة خاطفة على العين السحرية واطمأنت عندما رأت والدها وأخوها...فتحت الباب متسائلة:

ـ ماذا يحدث...لقد أفزعتماني...

سألها أخوها مصدوماً:

ـ هل أنت نائمة يا ليوني, في هذا الوقت من النهار...اللعنة ..ألا تشعرين بحجم المأساة التي نحن فيها بسببك

لوحت بسبابتها بتحذير في وجهه:

ـ ديريك..اياك أن تحدثني بهذه الطريقة مرة أخرى...

هم بالتهجم عليها عندما أوقفه والده:

ـ الأمور لن تحل بهذه الطريقة يا بني...اهدأ...وأنت يا ليوني اهدأي لنحاول التوصل لحل هذه الكارثة التي حلت على رؤوسنا...

أعادت شعرها المتهدل للخلف بأصابعها متسائلة بدهشة:

ـ وكيف باعتقادك ستجد حل هذه المشكلة يا أبي...هنا في بيتي

صاح ديريك بحدة:

ـ أنت المتسببة بهذه الكارثة وتتسائلين بكل برودة كيف سنجد الحل..اسمعي ليوني أنت من تسبب بهذه الفوضى وأنت ستجدين طريقاً للخروج منها

صرخت بقوة وكأن ما بها من ضغط تولد انفجاراً:

ـ أنت ..أنت يا ديرك من تسبب بكل هذه الفوضى وليس أنا...كل هذا حصل بسببك أن...بسببك أنت كان لقائي بدومنيك...وبسببك أنت تمت المقايضة اللعينة, وبسببك أنت خسرت نفسي والرجل الذي أحب...فلا تأتي لي الآن وتدعي أن الفوضي التي ستحيل حياتكم جحيماً هي من صنعي أنا... 


     رابط ثابت روايةِ دميةِ علىِ أرجوحةِ الكرهِ

https://www.7kayatuna.com/2023/04/mervatelbeltagydomyaalaorgohatelkorh.html

الكاتبة ميرفت البلتاجي
الكاتبة ميرفت البلتاجي
ميرفت البلتاجي عضو اتحاد كتاب مصر و كاتبة في مجالات أدبية متنوعة المجال الروائي روايات اجتماعية وفانتازيا ورومانسي وصدر لها على سبيل المثال لا الحصر أماليا \ ناريسا \ ألا تلاقيا \ لقاء مع توت شاركت مع الهيئة العامة للكتاب في سلسلة ثلاث حواديت نشر لها قصص مصورة في مجلة فارس، ومجلة علاء الدين..ومجلة شليل وكتبت في مجال أدب الطفل عشرات القصص إلكترونيا وورقيا. ولها العديد من الإصدارات الإلكترونية لعدة مواقع عربية موقع مدرسة Madrasa تطبيق عصافير شركة وتطبيق Alef Education
تعليقات