" " " " " " " " رواية أميرة أحلامي (الفصل الأول)
📁 آحدث المقالات

رواية أميرة أحلامي (الفصل الأول)


الفصل الأول 

أميرة أحلامي

*******

أحلامنا تسير بأقدامنا, تعيش بقلوبنا, نتنفس هواءها، نعشق قضبانها, راضيين بالحياة في سجنها, آدم, أحب أميرته الجميلة, عشق طيفها, ولكنه كان صغيراً... أصغر بكثير من أن يحلم بأميرة قصر النرجس, ورغم مرور السنوات سيظل بعينيها الخادم الصغير في مملكة أبيها المترامية الأطراف.

رغم أن تلك السنوات حولته لرجل أعمال كبير, ولكنها ظلت كما هي أميرته الجميلة المحرم عليه  مجرد النظر إليها حتى بعد أن أصبحت ملكه, هل سيجرؤ على لمسها, وهي محاطة بكل هذه الجدران الباردة.

@@@@@@@@@@@

الفصل الأول

قضبان الذكريات

***********

 تلفتت حول نفسها تحدق بكل هذه الوجوه الضاحكة السعيدة كل وجه على حدة, تستمع لكل هذه التهاني التي لا تعني لها إلا المزيد من زيف المشاعر, فهم لا يعرفونها وهي لا تعرفهم فلماذا يهنئونها وهي لا تعني لهم أي شيء, كما أن هذا الحفل لا يعني لها أي شيء أيضاً, هو مجرد مسرح كبير لمسرحية هزلية سخيفة, وما يثير السخط أنها تؤدي دور البطلة, حتى لو كان رغماً عنها فإرادتها هنا لا تعني أي شيء.

ها هو البطل المغوار السعيد المتفاخر بغزوته الأخيرة, أو صفقته الرابحة والتي مكنته من أميرة أحلامه, تصاعدت الدموع لعينيها عندما تذكرت النداء المحبب الذي أطلقه عليها والدها, فهي كانت أميرته الصغيرة الحبيبة والأثيرة, ولو كان على قيد الحياة لما سمح لهذا البطل المغوار أن يسطو على حياتها ويختطفها من خطيبها ليتزوجها هو وبموافقة أخيها.

أغمضت عيناها بقوة كي لا ترى انعكاس صورتها في المرآة الكبيرة التي تتصدر القاعة الرئيسية لقصرها الذي تربت بين جدرانه العالية, نعم لقد عادت إليه بعد أن مات والدها متحسراً على ضياعه منه في المراهنات الخاسرة, وها هو البطل المغوار يعيده إليها والمقابل أن تصبح ملكه!...

تساءلت وهي تتمشى بثوبها الأبيض بين الحضور وعلى شفتيها ابتسامة ساخطة ومتسائلة إلى متى ستستمر هذه المسرحية السخيفة, لم تكن أبداً ممن يجيدون فن الخداع, فهي لن تخدع نفسها حتى لو كان من أجل.. زوجها الذي تعلو ابتساماته المنتصرة فوق رؤوس الجميع حتى وصل إليها بنظراته التي لم تتركها لحظة واحدة مهما بعدت أو اقتربت.

مدت يدها لتلتقط كأساً آخر عند اقتراب الخادم  بصينية الشراب وراحت تزدرد شرابه البارد وهي تغض النظر عنه, فهو متأكد أنها لا تطيقه, وكيف تحتمله وهو الذي زايد عليها خطيبها, ابتلعت آخر رشفة في قعر كأسها والذكريات المرة تتوالى في رأسها, عندما كانت ما تزال تؤمن أن الحب يصنع المعجزات...

"روجينا.... روجينا, أين سرحت بخيالك؟".

فترت شفتيها المغريتان كالخطيئة, عن ابتسامة ناعمة دون أن تفتح عيناها فعاد يسألها بمكر تلاعبت شقاوته بين أمواج زرقة عينيه الخلابتين:

"رينا, لم هذه الابتسامة المغرية؟ إن لم تردي اغتنمت الفرصة واختطفت قبلتي التي بخلت بها اليوم على خطيبك المسكين".

فتحت عيناها لتتلألأ حدقتاها الخضراوان بتلك الحلقة الذهبية التي تحيط بهما والتي تخطف أنفاسه كلما حدق بهما لدرجة أنه ينسى نفسه أحياناً ليجد ذراعيه وقد التفتا حولها ليحاول ضمها في عناق يزداد اشتياقه له كلما تمنعت عنه وهي تدفعه برقة واحمرار الخجل يتصاعد ليزيد من جمال محياها ورقة ملامحها.

"رشيد, هل نسيت قانون القبل والعناق؟".

أطرق برأسه متنهداً بغيظ:

"نعم تذكرت, لا قبلات ولا عناق قبل الزواج, ولكنك حبيبتي أحياناً تصبحين وكأنك الفتنة متجسدة كما كنت منذ لحظات فأنسى نفسي وقوانينك, حسناً أخبريني لماذا تبسمت؟".

مدت يديها لتمسك بيديه عبر المائدة قائلة بمزيد من الاحمرار الذي أخذ يتصاعد حتى وصل لأذنيها:

"راودني حلم من أحلام اليقظة, رأيت... رأيتنا أنا وأنت وقد أصبحنا زوجان وحولنا العديد من الأطفال يركضون في حديقة منزلنا الصغيرة و...".

اسود وجه رشيد فجأة وعلاه العبوس وهو يسحب يديه منها، فسألته متعجبة:

"ماذا بك يا عزيزي؟ هل ضايقك حلمي؟".

تنهد ومرارة ارتسمت في نظراته الشاردة قائلاً:

"كلا حبيبتي, فهو حلمي قبل أن يكون لكِ, ولكن.... حلمي أن أعيد لكِ قصر والدك لتعيشي فيه, فأنت الأميرة المدللة, لطالما كنت كذلك في حياة والدك, كيف تعيشين في منزل بعد أن كانت جدران القصر والخدم يحيطونك من كل جانب, ولكني ورغم اجتهادي في العمل لم أستطع حتى الآن أن أوفر لكِ ولا حتى ذلك المنزل الحقير لنتزوج".

أمسكت يديه بين يديها وشدت عليها بقوة قائلة بابتسامتها الجميلة:

"رشيد...رشيد.. استمع إلي, أنا لا أريد حياة القصور ولا الخدم, أنا أريدك أنت أن تكون زوجي, ولا أريد أي شيء من هذه الحياة سواك, هل فهمت؟".

احتج بشدة وهو يصيح بصوت معذب:

"ولكنك أنت روجينا, كيف....؟؟؟".

قاطعته بسرعة:

"رشيد, اسمعني أنا الآن فقط روجينا كاظم السيوفي, زوجة رشيد  السيوفي في المستقبل, وحكاية الأميرة هذه مجرد حكاية خيالية كان أبي رحمه الله يدللني بها, وبموته ماتت الأميرة وعشت أنا, ونحن الآن على أرض الواقع، أرجوك لا تفكر بهذه الطريقة مرة أخرى لو كنت تكن لي أي مشاعر صادقة, كما أحبك، لنسعى أنا وأنت لتنجح هذه العلاقة, هل أنت معي أم ستظل متمسك بحكايات الماضي الخرافية؟".

أمسك بيديها بقوة وشد عليهما بتأثر:

"أحبك رينا, بل أعشقك وسأسعى لتحقيق كل أحلامك".

أمالت رأسها لجانب كتفها بابتسامة دلال دامعة:

"وأنت كل أحلامي يا رشيد, أنت كل أحلامي".

"آدم, آدم.. أين شردت بأفكارك يا رجل؟ أنت لم تسمع حرفاً من عرضي".

التفت المدعو آدم لمحدثة ثم تنحنح باعتذار وهو يعتدل بقامته ليوهم رفيقه أنه جل اهتمامه:

"عفواً سيد راجح, ماذا قلت؟ آه العرض طبعاً لقد...".

هز الرجل الأكبر سناً رأسه وهو يحك لحيته البيضاء بيديه بابتسامة ماكرة وقد اخترقت حصون صديقه برغم من محاولاته ألا يبدو عليه أي تأثر:

"أنت سارح يا آدم, لست كعادتك متوقد الذهن, ماذا دهاك؟".

هم آدم بالرد ولكن لم تطاوعه عيناه فالتفتتا رغماً عنه لتطارد هذان الشابان المتعانقان بأيديهما على المائدة وقد ظهرت علامات الحب جليه على محياهما, جاءه صوت رفيقة العجوز ليخرجه من شروده وأفكاره مرة أخرى:

"هل تحسدهما آدم؟ أم تتمنى لو كنت جالساً في مقعد ذلك الفتى ممسكاً بيد تلك الحسناء تتغزل في جمالها؟".

أخيراً استطاع آدم الإشاحة بوجهه بصعوبة كي يبعدهما عن مستوى نظراته, تنحنح ليجلي صوته من المشاعر التي تلتهم ذكرياته:

"عن أي شيء تتحدث؟ أنا.... لم ألاحظ من تشير إليهما, هل تقصد هذان الشابان هناك؟".
أضطجع الرجل الأشيب على مقعده يتابع باهتمام ملامح صديقه الشاب الذي يحاول بمهارة ألا يبدو عليه التأثر بالمشهد الغرامي في الخلفية:

"أنت جيد في إخفاء مشاعرك يا آدم, أشهد لك بهذا ولكنك لم تخدعني, لم يستطع رجلاً غيرك أن يفعلها من قبل, وهي تبدو فتاة بارعة الجمال, وكما هو واضح للعيان, مفتونة برجل لا يستحقها, بل واستناداً لخبرتي في الحياة, ستتعذب كثيراً لو تزوجته".

رد آدم بصوت محتقن:

"يبدو مغرماً بها, لابد أنه قادر على إسعادها".

رد الرجل بمكر:

"ليس أكثر منك".

انتبه آدم لكلمات رفيقه الغريبة ثم جلس معتدلاً في وضع الانتباه:

"سيد راجح, أخشى أن أخيب ظنك ولكني لم أجد بعد تلك المرأة التي توافق طباعي الغريبة وتحتملني بدواعي الحب".

زفر الرجل بضحكة متعجبة

"لم أعلم أنك مؤمن بالحب يا آدم".

أطرق برأسه ثم رفعها متعمداً أن لا يطاوع رأسه للالتفاف كي يراها مرة أخرى:

"كنت ذات يوم, ولكن ليس منذ وقت طويل جداً أكثر مما أتذكر, هل نكمل حديثنا عن العمل, أعدك أن أكون منتبهاً هذه المرة ولن يشتت تركيزي أي شيء".

قهقه العجوز قائلاً وهو يعيد فتح أوراقه:

"هذا ما آمله حقاً يا صديقي, هيا ...".

لم يلتفت نحوها ولكن كل خليه في جسده كانت تستشعر وجودها, كما كان دوماً من أمره معها, ولكن هل شعرت به يوماً؟ هل تألمت لآلامه؟ هل سهرت الليل تتساءل إن كان يتنفس هواءها؟ كما كان لا يحيا إلا بنسائم عطرها.

"رينا...".

همهمت الفتاة من بين أحضان حبيبها وقد تناغمت خطواتهما على إيقاع الموسيقى الحالم وكأنهما يسبحان على سحابة ورديه, فعاد يناديها:

"رينا حبيبتي, لقد تأخر الوقت".

استغرقها الأمر بضع لحظات فقط حتى استوعبت ما يقول فرفعت رأسها عن صدره وكتمت شهقتها بيدها قائلة:

"يا إلهي, زوزو ستقتلني, يا إلهي يا رشيد كيف تكون عديم المسؤولية لهذا الحد وتتركني لأتأخر حتى هذا الوقت؟ هيا بنا قبل أن تشكل فرقة للبحث عني, وفرقة أخرى لقتلك".

كان يقهقه غير قادر على التحرك معها وهي تحاول سحبه خلفها من يده وعندما لاحظت تسمره في مكانه التفتت بنظرة استغراب, لاحظت حاله فوقفت مغتاظة واضعة يديها في خصرها متسائلة بحنق:

"رشيد السيوفي, ماذا بحق السماء يضحكك لهذا الحد؟".

شدها من يدها لتصطدم بصدره فارتبكت وهو يكاد يلتهمها بنظراته:

"رشيد.. ماذا تفعل؟".

قال قبل أن يهجم عليها بقبلة فاجأتها:

"أحبك يا مجنونتي".

دفعته عنها مدعيه الغضب ولكن حمرة الخجل كادت تحرق وجهها وهي تندفع مبتعدة عنه وهو يتبعها هازاً رأسه بابتسامة منتصرة.

رغم تأخر الوقت ولكن مراقبهما البعيد لم يتحرك من مكانه حتى بعد انتهاء عمله وانصراف رفيقه, ظل في مكمنه مستلذاً بتعذيب نفسه وهو يراقبها بين أحضان ابن عمها كما كان دائماً, هو هناك معها, وهو هنا يراقبها بتحسر وألم, حتى تلك القبلة الأخيرة فقد انفجر البركان الأخير ولم يعد قادراً على الاحتمال, رغم حبهما ولكنها لن تكون سعيدة معه أبداً, أبداً.....

لم يتوانى لحظة عن اللحاق بهما, بسيارته الشبح الفارهة فلم يشعرا بوجوده أبداً على مقربة منهما وهو لا يزال يعذب نفسه برؤيتهما معاً بعد أن أوصلها لبيتها.

"رشيد, شكراً لك كان يوماً مميزاً".

رد الفتى بحزن:

"أهذا يعني أنني لست مدعو على فنجان قهوة؟".

أجابته بامتعاض وعينيها تدوران بقلق:

"آوه أنا آسفة حقاً, ولكنك تعلم لابد أن فؤاد نائماً الآن وزوزو واقفة خلف الباب بالمغرفة".

"أكاد لا أطيق صبراً حتى أراك في بيتي".

ردت بنزق وعبوس:

"لو لم تصر على إتمام مشروعك هذا قبل الزواج لكنا الآن..".

وضع إصبعه على شفتيها ليمنعها:

"ششش حبيبتي, من يتزوجك يجب أن يكون جديراً بك.. دعيني أحاول إسعادك, فكل ما ستتطلعين إليه سيكون ملكك ولو كانت نجوم السماء".

"حبك لي يكفيني".

أمسك بيدها بقوة قائلاً بعزيمة وإصرار:

"حتى آخر يوم في حياتي سأعمل على أن تستعيدي كل ما ضاع منك, قصرك والأراضي, كل مكان خطوت فيه سيعود لك, تصبحين على خير, وأرسلي تحياتي لصاحبة المغرفة التي تتصنت علينا الآن لذلك لن أستطيع أن....".

ضربته في صدره بقبضتها وهو يذكرها بقبلته فركض مبتعداً, تنهدت بإحساس جميل يغمرها وهي تدير المفتاح في الباب لتدخل.

كان البيت هادئاً ساكناً إلا من ذلك النور الخافت المنبعث من التليفزيون في غرفة المعيشة, تحركت على أطراف أصابعها فقد يحالفها الحظ وتجد مربيتها العجوز وقد غلبها النوم أمام التليفزيون كالعادة, ولكن خاب أملها وهي ترى يديها تتحركان بخفة المحترفين لتغزل بإبرها بكرتان من الخيوط الصوفية وعيناها مسمرتان من خلف نظاراتها الطبية لمتابعة أحداث الفيلم الذي يبدو من انتباهها الشديد شيق لدرجة أنها لم تشعر بدخولها، فأطلقت سعلة خفيفة لتعلن عن وجودها, إلا أن العجوز ردت بعتاب دون أن تتوقف أصابعها عن الحياكة أو تبتعد عيناها عن الفيلم لحظة واحدة:

"كفي عن هذا السعال فأنا أعرف أنك هنا منذ أول مشهد لكما وأنت تقولين فيه.. ماذا.. آه تذكرت.. قلت له بهيام "حبي لك يكفيني" فرد عليك فارسك المغوار "حتى آخر يوم في حياتي سأسعى لــ..".

صرخت روجينا بغضب مفتعل لتداري إحراجها:

"زوزو, أيتها العجوز الماكرة, هل كنت تتلصصين علينا أم تتابعين أحداث فيلمك هذا!!".

نظرت لها المربية من فوق نظاراتها قائلة:

"لقد كنتما أكثر رومانسية من الفيلم ففضلت الاستماع إليكما, ولكنكما لم تنهيا أمسيتكما كما ينهيها أبطال أفلامي, أم أنكما فعلتما هذا في مكان آخر, أخ لا تجيبي احمرار وجهك يجيب عنك, احكي لي كيف كانت؟".

صاحت روجينا بصوتها الخافت من الخجل:

"ما هي أيتها العجوز الفضولية؟".

"القبلة طبعاً, احكي لي هاه كيف كانت؟".

صاحت روجينا ضاحكة وهو تبتعد عنها:

"أنت حالة ميئوس منها سأذهب لأنام".

ردت زوزو بغيظ:

"حسناً هذه آخر مرة سأسمح لكِ بالسهر لهذا الوقت, طالما أنك لا تحكين لا أي شيء".

همس لنفسه بعواطف تجيش بداخله فود لو يخترق الجدران ليكون معها:

"لقد أطفئت نور غرفتها, لابد أنها ترتدي منامتها الزهرية التي تعشق لونها منذ كانت صغيرة وتستلقي على فراشها بين الوسائد تحلم به, لا يا حبيبتي لا تحلمي إلا بي, بعد هذه الليلة لن أسمح لكِ إلا أن تحلمي بي, بي أنا فقط".

**********************

في اليوم التالي استيقظت متأخرة على نفير سيارة رشيد تستعجلها فخرجت مسرعة من غرفتها تكمل غلق أزرارها, أنزل فؤاد أخوها الصحيفة ليراقبها وهي تتناول طعام إفطارها على عجل ثم قال بصوته الوقور:

"لو استيقظت مبكراً كنت تناولت طعامك على مهل".

جاءت زوزو من الخلف لتقول بسخرية:

"هه وكيف تستيقظ باكراً وهي..".

صرخت بصوت مكتوم من كثرة الطعام المحشور في فمها:

"زوزو...".

أجال فؤدا النظر بوجهيهما, زوزو الضاحك وروجينا الساخط:

"ما الذي يحدث هنا؟".

حملت روجينا حقيبتها على كتفها وخرجت ملوحة بيديها:

"لا شيء يا فؤاد, إلى اللقاء, لن أتأخر اليوم, زوزو صوني لسانك وإلا..".

وأشارت بيدها على رقبتها فقهقهت العجوز ضاحكة ولم ترد على تساؤلات فؤاد وهي تضع أمامه إبريق الشاي قائلة:

"لا تسأل, أحياناً تحدث أمور بين النساء, من الأفضل أن تظل محشورة بين النساء".

أعاد فؤاد وضع الصحيفة للقراءة وهو يهز رأسه بابتسامة حنون.

لكن رشيد كان غريباً اليوم  ففي البداية وجدته يجلس في المقعد جوار السائق وقد ترك لها عجلة القيادة لأول مرة، وعندما سألته عن السبب قال لها أنه يحب رؤيتها أكثر من الطريق, وطوال الطريق كان يشاغلها بوضع يده على ساقها, أو يحاول لف ذراعه حول كتفيها, فاعترضت بانزعاج:

"رشيد, ما بك اليوم؟ كف عن ما تفعل ودعني أركز على الطريق!".

لم تكد تنهي جملتها إلا وظهر رجل من العدم في نهر الطريق صرخت صرخة مروعة وهي تدوس بكل قوتها على الفرامل ولكن كان رد فعلها متأخراً فقد اصطدمت السيارة بجسد الرجل الذي طار في الهواء ثم سقط على مقدمة السيارة وتدحرج ليسقط مرة أخرى أمامها. 

 رواية أمِيرة أحِلامي

رابط المقال / https://www.7kayatuna.com/2023/04/mervatelbeltagyamiratahlamy.html
الكاتبة ميرفت البلتاجي
الكاتبة ميرفت البلتاجي
ميرفت البلتاجي عضو اتحاد كتاب مصر و كاتبة في مجالات أدبية متنوعة المجال الروائي روايات اجتماعية وفانتازيا ورومانسي وصدر لها على سبيل المثال لا الحصر أماليا \ ناريسا \ ألا تلاقيا \ لقاء مع توت شاركت مع الهيئة العامة للكتاب في سلسلة ثلاث حواديت نشر لها قصص مصورة في مجلة فارس، ومجلة علاء الدين..ومجلة شليل وكتبت في مجال أدب الطفل عشرات القصص إلكترونيا وورقيا. ولها العديد من الإصدارات الإلكترونية لعدة مواقع عربية موقع مدرسة Madrasa تطبيق عصافير شركة وتطبيق Alef Education
تعليقات