" " " " " " " " رواية المجرمة التي أحبتني (الفصل السادس) الأخير
📁 آحدث المقالات

رواية المجرمة التي أحبتني (الفصل السادس) الأخير

 


رواية المجرمةِ التيِ أحبتنيِ الفصل السادس

أمسكت بالمحقنة وأفرغت محتواها في ذراعها... ثم أطرقت بتنهيدة راحة على المقود... صرخت عندما امتدت يد غليظة لتمسك بذراعها ويأخذ منها المحقن الفارغ:

ـ أهذا الثمن الذي بعت به ضميرك؟!..

شهقت:

ـ أدم!!...

ـ لم تتوقعي ظهوري الآن.. أليس كذلك؟.

ثم استرق النظر للمقعد الفارغ بجوارها مردفاً:

ـ يبدو أنك قمت بالمبادلة!..

ـ أدم.. دعني أشرح لك...

ـ سيكون لكِ الوقت الكافي للشرح في السجن.. ولا تقلقي ستتمكنين من الحصول على هذه الأشياء... المدهش أنني لم ألحظ عليك الإدمان... كيف تمكنت من إخفاء الأمر؟... أشهد لك بالبراعة...

ثم فتح الباب ودفعها  للمقعد الثاني بخشونة دون أن يترك ذراعها... التي شعرت من شدة الألم أنها ستنكسر في يده..

فجأة.... كان ضاع ألم ذراعها عندما شعرت بسخونة شديدة تنساب بين ساقيها...

تمتمت بصوت خافت:

ـ أدم!!...

لم يبالي بالرد وهو ينطلق بالسيارة على الطريق عائداً للإدارة...

ارتفع صوتها بالتدريج وهي تصرخ بذعر:

ـ أدم.... خذني للمشفى فوراً..

التفت لها بحدة متسائلاً بدهشة:

ـ ماذا؟!..

وازدادت دهشته عندما ترنح رأسها وزاغت عيناها وفقدت النطق والحركة ورأسها يستميل بوداعة على كتفه...

اقترب ويسلر منه بحذر وهمس في أذنه:

ـ لقد قبضنا على نورمان... إشارة تحديد المكان التي وضعناها في الحقيبة أوصلتنا له بسهولة...

أومأ أدم بدون أن تحيد عيناه عن باب الغرفة التي اصطحب الطبيب وممرضوه فيها دونا منذ ساعة...

هم ويسلر بالكلام مرة أخرى عندما حدجه أدم بنظرة غاضبة فابتلع ويسلر لسانه وتراجع بهدوء مراقباً صديقه وكأنه نمر في قفص... أخيراً فتح الباب ليخرج الطبيب وقبل أن يسأله أدم ربت على كتفه:

ـ اطمئن.. استطعنا الحفاظ على الجنين رغم حالته الحرجة.. ذلك الدواء الذي تم حقنها به لم يأت مفعوله ما حدث معجزة بكل المقاييس كانت لديها مناعة ضد مكوناته وهذا ما أنقذهما معاً... بإمكانك رؤيتها بعد أن تعود لغرفتها....

انصرف الطبيب ظاناً أن الوجوم الذي ساد وجهه العابس من شدة الفرح.. اقترب ويسلر ليمسك بذراعه داعماً فانتفض ودفعه ليرتطم بالحائط صارخاً:

ـ أين ذلك الملعون؟..

صاح ويسلر بسرعة قبل أن ينهال عليه بقبضته:

ـ في غرفة الاحتجا.....

ولم يكمل عندما ركض أدم لينفث غضبه في سيئ الحظ نورمان...

وقف نورمان بحذر متخيلاً ما يدور في رأس أدم وهو يقترب منه بهدوء بعدما دخل غرفة الاحتجاز.. وتراجع أمام تقدم أدم حتى احتجزه بالحائط وأمسك بتلابيبه ولوح بقبضته قبل أن ينهال على وجهه الوسيم بعدة ضربات متتالية...

سقط نورمان أرضاً يمسح خيط الدماء الذي يسيل من جانب فمه وأنفه وابتسامة ملتوية زادت من تشويه ملامحه:

ـ مسكين... لو كنت تعرف ما تملك حقاً ما ضاع منك... لقد حزنت عليها مثلك... وربما أنا أكثر....

أمسك أدم بتلابيبه وهم بضربه مجدداً عندما أوقفه ويسلر وهمس في أذنه:

ـ وجدنا معه اسطوانة... من الأفضل أن تشاهد هذا...

رفض أدم قائلاً:

ـ ليس قبل أن...

أكد ويسلر على حروفه:

ـ أدم... صدقني... لابد أن ترى هذا...

لم يرتح أدم من نبرة الجدية في صوت ويسلر فترك ياقة نورمان مهدداً:

ـ لم أنتهي منك بعد...

وتبع ويسلر حتى الغرفة المجاورة والتي يتم المراقبة منها عبر زجاج مزدوج... ازدادت دهشة أدم عندما غادر كل من بالغرفة وهم يرمقون أدم بنظرات مستهجنة... التفت لويسلر متسائلاً.. فأشار لجهاز الكمبيوتر:

ـ ستعرف كل شيء بعد مشاهدتك لمحتوى الاسطوانة... وبالمناسبة.. وجدنا الحقيبة الحقيقية في حقيبة سيارتك... الحقيبة التي سلمتها دونا لنورمان كانت مزيفة... فقط كانت تحتوي على جهاز التتبع...

ثم ربت على كتف صديقه بمواساة وغادر الغرفة.... أدرك أدم وهو يقوم بتشغيل الاسطوانة أنه على وشك اكتشاف سر خطير... ولكن ما شاهده بالفعل لم يكن يخطر له على بال حتى بأكثر أحلامه جنوناً....

تهالك يراقب نفسه يتصرف بجنون مطبق... كانت توسلاتها كخناجر مسمومة تطعن عقله حتى قضى على مقاومتها، شعر بدموعه تسيل وهو يراها تغادر الفراش مترنحة وهي تسترق له النظرات المبللة بالدموع...

أعاد مشاهدة المشهد مرات ومرات... فقط ليزيد من تعذيب نفسه حتى دخل ويسلر وأغلق الكمبيوتر فصرخ به:

ـ دعني... لماذا أغلقته؟.

تنهد ويسلر:

ـ لقد عرفت كل شيء...

أسرع نحو الحاجز الزجاجي المزدوج ورغم أن نورمان لا يرى من خلاله أي شيء ولكن أدم شعر وكأنه يسخر منه فضرب الزجاج بقبضته صارخاً بغل:

ـ هو لم يفعل شيئاً... كان أنا... أنا هو الوحش الذي تسبب لها بكل هذا!!... وفوق كل هذا اتهمتها بأبشع الاتهامات وهو السبب... هو وتلك الملعونة التي خدرتني لأتحول لذلك المسخ....

ـ هون على نفسك يا صديقي...

ـ أهون على نفسي!!... دونا في المشفى تصارع من أجل حياتها.. وابني!!.. ابني الذي.... يا إلهي كيف سأمحو كل هذا؟... كيف ستسامحني؟... كيف...؟.

ربت ويسلر على كتفه:

ـ بداية الألف ميل تبدأ بخطوة... اذهب إليها...

أطرق رأسه لا يستطيع حتى التفكير بمواجهتها....

طرقات على الباب... أذنت له بالدخول... دخل مطرقاً.. دارت خيبة أملها عندما لم يكن هو... هتفت بتنهيدة وأكملت إعداد حقيبتها:

ـ لا تخف.. لن أسألك عنه...

ـ دونا.. صدقيني... سبب اختفائه من أسبوع.. أنه خجل من مواجهتك.

أجابته بابتسامة لم تصل لعينيها الحزينتان:

ـ لا بأس يا ويسلر... ربما أنا الوحيدة في العالم التي أعرف ما يعاني منه أدم... ليته يعلم فقط أنني لا ألومه.. أنا....

التفتت لتوضح وجهة نظرها عندما تعلقت الكلمات بحلقها كالصخرة وهي تتطلع لوجه أدم المنهك النحيل... وقد طالت لحيته واحمرت عيناه وبدا وكأنه لم يتناول وجبة لائقة منذ دهور...

زاغت عيناه منها... فالتفتت مرة أخرى تشغل يديها بتوضيب حقيبتها التي أنهت توضيبها منذ قليل... فقط لتداري عنه دموعها وسعادتها بوجوده... بدأت هي الكلام عندما طال الصمت:

ـ بينيتو لم يكن رجلاً حقيقياً.. وهذا ما اكتشفناه من التحريات التي قمنا بها قبل أن نبدأ الخطة... الطريقة الوحيدة التي يثبت بها رجولته كانت عن طريق الضرب..

أكملت مسترسلة بدون أن تلتفت له:

ـ لذلك أحب وجودي معه... كنت الغطاء المثالي له ليثبت لرجاله أنه رجل... أنا على عكس ما اعتقدت بي... كنت أول رجل أذهب إليه وأستسلم لضعفي معه... وعندما أصبحنا شركاء... كنت أتحين الفرصة حتى تهدأ كي نعود.. كما كنا... عندما رأيتك معها... فتاة الحانة... فأدركت أنني مجرد رقم جديد في أجندة مواعيدك... والأسوأ أنني عاقبت نفسي على لحظة استسلامي في تلك الليلة..

أخيراً وجدت الشجاعة الهاربة منها لتلتفت له وتقترب منه وترفع وجهه لتخبره:

ـ أدم... أنا أحببتك بالفعل... لسست خجلة من تصريحي هذا... لقد مررت بالكثير لأدرك أنني تأخرت فعلاً في التصريح به... ما حدث في تلك الليلة... لو لم أكن أنا لكانت أي امرأة...

صرخ مقاطعاً لأول مرة منذ دخوله:

ـ لا... لا يا دونا... هذا غير صحيح... عندما أعطتني هيلجا هذا المنشط... وضعته لتجبرني على معاشرتها... وعندما شعرت بالإثارة... رغم وجودها جواري شبه عارية.. ولكنني لم أفكر إلا فيك... أنت فقط كنت أمامي ولم أرى هيلجا... لذلك تركتها وأسرعت أبحث عنك... ويبدو أنني في مرحلة ما.. فقدت السيطرة وتحولت لوحش آدمي...

وضعت يدها على فمه وهي تعيد وجهه لينظر لها لتدمع عيناها لدموعه التي سالت مسحتها صائحة بصوت متحشرج:

ـ لا تلم نفسك... أتعرف.. لو كنت في وعيك لكنت قتلتك...

شدها من مرفقيها بلطف:

ـ كيف تسامحينني؟.... وبعد كل الاتهامات التي.... أنت لست ملاك من السماء!.

هتفت:

ـ وأنت لست شيطان رجيم.... أنا أيضاً كانت لي أخطائي....

ـ لماذا تسامحينني؟.

ابتسمت وهي تمسد لحيته الخشنة:

ـ لنفترق ونحن أصدقاء... لقد طلبت نقلي لفرعنا الرئيسي في واشنطن..

تهدلت ذراعاه:

ـ ولكن... كيف؟... أنت قررت... ولكن...

ـ تقصد ابنك... اطمئن.. لن أحرمك منه ستكون لك...

صرخ بحدة:

ـ أنا لا أتحدث عن ابني.. أنا أتحدث عنك أنت... أنت يا دونا التي أرقت منامي منذ عرفتك... ابني هذا عارض جانبي... أنت.. أنت هي التي أهتم بها... وأتوسل لحبها.. كنت على استعداد لقتل نورمان بيدي المجردتين لأنه فكر في أذيتك... كلما فكرت أنني كنت على وشك أن أفقدك بسببه.... عندما حملتك بين ذراعي تنزفين... فاقدة لكل معاني الحياة... جسد هش... أكاد أفقد عقلي... أحببتك عندما كنت عاهرة بينيتو... وأحببتك وأنت الشرطية التي لا تبتسم... حتى عندما ظننتك ذاهبة للقاء نورمان...

ـ لم يكن لديك مانع وقتها...

ـ إما هذا أو كنت أفسد المهمة بقتل شريكتي وأحد المشتبه بهم.... وهذا ما كنت أخطط له خفية... كنت سأقتله على أي حال... وسآخذك لطبيب نفسي ليساعدك على الشفاء من مرضك..

ـ تقصد الحب المؤلم؟...

نكس رأسه:

ـ نعم... ولم أدرك أنني الذي بحاجة للمساعدة....

عادت لتغلق حقيبتها فسألها بإحباط:

ـ أمازلت مصرة؟.

ـ لما لا نترك لأنفسنا فرصة للمراجعة ولإعادة الحسابات... سأسافر لعدة أشهر... إذا ظلت مشاعرنا على حالها ولم تتغير...

سألها بغيظ:

ـ لكم شهر تخططين؟.

ـ لا أدري... ربما أشتاق لك بعد شهر... وربما... أكثر...

ـ حسناً يا دونا... كما تشائين... أوافق فقط لتكوني متأكدة من مشاعرك أنت... أما أنا فمشاعري لا تحتاج لأي تأكيد... إلى اللقاء...

ـ هل تحتاجين لمساعدة؟.

التفتت لويسلر:

ـ أنت.. متى تأتي ومتى تختفي؟... تفضل احمل الحقيبة وساعدني في الوصول للمطار موعد طائرتي بعد ساعة واحدة.

ـ هل أنت متأكدة؟.

نظرت للباب المغلق بعد رحيله وتمتمت بدموع مخنوقة:

ـ نعم.. أنظر إليه.. لم يحاول حتى إثنائي عن عزمي.. عندما يعرف ما يريد حقاً سيعرف أين يجدني....

سلمت للمضيفة تذكرتها فحيتها بإيماءة ناعمة وأشارت لها باتجاه مقعدها... توقفت دونا حائرة:

ـ ولكن هذا طريق مقصورة الدرجة الأولى...

ألقت المضيفة نظرة أخرى على بطاقتها وأومأت بتأكيد:

ـ نعم سيدتي...

ـ ولكنني حجزت في الدرجة السياحية.

تنهدت المضيفة قائلة بابتسامة مدربة:

ـ ولكن بطاقتك تقول أنك في الدرجة الأولى تفضلي رجاءاً أنت تعطلين باقي المسافرين....

سارت كالمذهولة حتى وصلت لرقم مقعدها في الدرجة الأولى... مطت شفتيها ثم ابتسمت بنعومة مفكرة:

"ربما ويسلر عمل لي مفاجأة كهدية وداع".

ثم قررت الاستمتاع بالفخامة والإمكانيات المتاحة لساكني هذه المقصورة... ولكن لدهشتها بدأت الطائرة بالتحرك دون أن يأتي أي راكب آخر.... مطت شفتيها وأدارت وجهها لتنظر من النافذة البيضاوية... حتى شعرت بحركة جوارها التفتت بابتسامة لتحيي الراكب الوحيد الآخر عندما انعقد لسانها وهي ترى أدم:

ـ أنت... أنت!!...

ـ نعم... نفذت ما قلت لي بالحرف الواحد...

ـ ولكنني لم...

ـ أعرف... لقد طلبت نقلي معك لواشنطن... لقد اشتقت لك بالفعل... دونا بريغز هل توافقي على أن تكوني شريكتي في.... العمل؟...

ضحكت وهي تمسك بيده:

ـ نعم.. أوافق...

تمت بحمد الله

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه 


الكاتبة ميرفت البلتاجي
الكاتبة ميرفت البلتاجي
ميرفت البلتاجي عضو اتحاد كتاب مصر و كاتبة في مجالات أدبية متنوعة المجال الروائي روايات اجتماعية وفانتازيا ورومانسي وصدر لها على سبيل المثال لا الحصر أماليا \ ناريسا \ ألا تلاقيا \ لقاء مع توت شاركت مع الهيئة العامة للكتاب في سلسلة ثلاث حواديت نشر لها قصص مصورة في مجلة فارس، ومجلة علاء الدين..ومجلة شليل وكتبت في مجال أدب الطفل عشرات القصص إلكترونيا وورقيا. ولها العديد من الإصدارات الإلكترونية لعدة مواقع عربية موقع مدرسة Madrasa تطبيق عصافير شركة وتطبيق Alef Education
تعليقات