" " " " " " " " روح بين عالمين الفصل الثالث
📁 آحدث المقالات

روح بين عالمين الفصل الثالث

عادت جيسي إلى المنزل وهي تشعر بالسعادة، فمازال راجو على قيد الحياة، فهو من ينفذ لها جميع ما تريده، فوجدت إيان مازال يجلس في الحديقة، فقالت له:
- أمازلت؟ تجلس وحدك، أراك قريباً سوف تصاب بالجنون مع تلك الكتب.

نظر لها ببرود وقال:
- أراكِ عائدة من الخارج سعيدة، فلتصعدي غرفتك لكي تنعمي بنوماً هانئاً.

- أجل سوف أفعل ذلك، فلقد أصابني التعب.

بالفعل صعدت إلى غرفتها، وأخذت حمام دافئاً لها، وعندما ذهبت كي تخلد للنوم، وجدت طيف يمر من أمامها، فأصابها الرعب ولكنها قالت:

- حقاً أنني أشعر بالتعب وأتخيل أشياء، حسناً سوف أتناول كوباً من العصير، كي أريح أعصابي.

بينما كانت تذهب كي تعد ذلك الكوب، وجدت الكوب بالفعل أمامها مليء بالعصير فقالت وهي تشعر بالجنون:
- كيف جاء ذلك الكوب أمامي، أنني لم أعده.

ونظرت للخارج فوجدت إيان بالفعل يجلس لم يتحرك من مكانه، لكنها لم تبالي وقامت بتناول الكوب، فلقد ظنت أن أحد الخدم، قد أعده لها وعادت مرة أخرى إلى غرفتها فلم تجد ترتيب الحجرة كما كانت، فلقد تحركت جميع الأشياء من مكانها، ووجدت الأشياء ترتفع من مكانها وكأنها هدف لهم.

  كان إيان في ذلك الوقت يجلس مع شبح تلك الفتاة، يبتسم لها وهو يقرأ فهي قررت أن تجلس معه صامتة، تتأمل ملامحه حينما يقرأ، فقالت له:

- يكفي ذلك ولتصعد غرفتك، كي تأخذ قسط من الراحة، فلقد جلست كثيراً ولذلك عليك الراحة الآن  نظر لها وقال:

- أتعلمين بأن جيسي لم تهتم براحتي في يوماً ما، هي تبحث عن راحتها فقط، كما أنها كثيرة الخروج، وأنا لا أبالي حتى استرح منها قليلاً من الوقت.

في ذلك الوقت وصل لأذانه صوت صرخات من الأعلى، فتحرك على الفور، وعندما صعد وجدها تضع يدها على أعينها وتصرخ، فذهب إليها وقال:

- ماذا حدث؟ 

فقالت له:
- هناك من يتلاعب بترتيب الغرفة، ويحرك كل شيء من مكانه.

نظر إلي الغرفة فوجد كل شيء في مكانه فقال:
- أن الغرفة كما كانت لا شيء تحرك بها.

قامت بإزاحة يدها ببطء، فوجدت الغرفة كما كانت لم تتغير شيئاً بها.

نظر لها بسخرية قائلاً:
- فلتخلدي للنوم عزيزتي، فعلى ما يبدو أن كان يومك حافل بالأحداث، ولذلك تخيل عقلك أشياء لم تكن.

نظرت له بغضب وقالت:
- يكفي قراءة في تلك الكتب، فسوف تجلب اللعنة بالفعل على المكان، فإنك تؤمن بهما ولذلك سوف تجدهم بالفعل، وسوف أصاب أنا بلعنتهم.

نظر لها وقال:
- هل تشعرين بالخوف من كتاب لا يتحرك، فلتدعي ذلك الحديث، كما لن أسمح لك بالحديث في أمر يخصني بعد، كما أن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يخرجني مما فيه، وإلا سوف أصاب معك بانهيار.

نظرت له قائلة:
- أحقاً، سوف تصاب بانهيار، فإنك من فضلت أن تجلس في المنزل، ولا تخرج منه، ولا تريد التعرف على أشخاص آخرين، فهل يجب أن أفعل مثلك كي أصاب بالاكتئاب؟ كثير من يراك يروا أنك ليس لك مثيل، ولكن من يعاشرك سوف يشعر بما أشعر به.

قال لها بغضب:
- عليك الكف عن الحديث، ولتخلدي للنوم.

- حسناً فلتذهب بذلك الكتاب، وترحل كي أخلد لنومي.

نظر لها وقال:
- سوف أغادر بالفعل المكان بأكمله، قام بأرتداء ملابسه واستقل سيارته، حتى وصل إلى ذلك التل، الذي يجلس عليه عندما يشعر بضيق.

وجد من يلامس كتفه فقال بابتسامه:
- لقد علمت أنك سوف تأتين معي، ولن تتركيني.

- لقد شعرت معك بالراحة بالفعل، كما أنك وعدتني بأنك سوف تساعدني.

- هل مازلت لا تريدي أن تخبريني ما حدث لك؟

- أنا في عالم آخر، أما أنت مازلت في ذلك العالم الغادر، فيجب أن أكن معك، ولا أتركك حتى تشعر بالراحة، ثم بعد ذلك أقص عليك كل ما حدث لي.

نظر لها مبتسماً وقال:
- أرى أن الأيام القادمة سوف تحمل لي الكثير من التفاؤل والخير، فعندما أنظر إلى وجهك أشعر بأن ِ في عالم آخر، ولكن هل بعد ما آتي لك بحقك، سوف ترحلين عني؟

نظرت لها بحب قائلة:
- أننا لدينا صفات غير تلك التي لدى البشر، فمن يقدم لنا معروف لا نتركه، ونظل معه مدى الحياة، كذلك نعبر له عن حبنا.

شعر بالراحة من حديثها، لأنه كان يخاف أن ترحل بعدما يأتي لها بحقها.

- عليك أن تعود إلى سيارتك، وتعود إلى المنزل، فلقد أصبح الجو أكثر برودة.

بينما كانت تنظر جيسي في ساعتها من حين لآخر، فلأول مرة يخرج من دونها، ولكنها لا تبالي بشيء، فهو يعتبر خزينة متنقلة يحقق لها كل ما تتمنى.

قامت بأجراء مكالمة هاتفية قائلة:
- سوف أرسل لك بعض البيانات الخاصة بأحدهما، عليك أن تتبعه وتأتي لي بكل شيء حوله في أسرع وقت.

وفامت بإغلاق الهاتف، دون أن تستمع أي رد من الطرف الآخر.

بينما كانت إماليا نائمة وجدت من يهمس في أذنيها قائلاً:
- أنني أشعر بالسعادة، لأنك من تجري التحقيقات في قضيتي، فعليك السرعة في القبض على الجناة، فأنا لدي ثقة بكِ.

هنا قد فاقت إماليا بالفعل ولكن لم تجد أحد، فخلدت للنوم مرة أخرى، وهنا رأت في منامها وجود فتاة تجري وحولها بعض الوحوش المفترسة، ويظهر شاب ويأخذها  في حضنه كي تهدأ، فتفترسهم تلك الوحوش، وآخر ما تراه هو وجود هاتف ملقاه جانباً.

هنا أستيقظت من نومها وهي تشعر بالإضطراب، ولرجاحة عقلها كانت علي يقين، بأن ذلك الهاتف والحلم له علاقة بالقضية التي تمسكها فقالت:

- أن ألبرت قد خبرني بالفعل بأنه يوجد هاتف في القضية، فأين ذهب ذلك الهاتف ومن يتلاعب بنا؟ هل هناك شخص كان في مسرح الجريمة أم ماذا؟

وتذكرت ذلك الصحفي الذي كان مع ليزا، فقررت أن تذهب إليه في الصباح، وتسأله هل رأي الهاتف أو أي شيء غريب في مسرح الجريمة؟

قررت أن تستمع إلى بعض أنغام الموسيقى الهادئة، كي تهدأ أعصابها.

جلست تستمتع لتلك الأنغام، وعندما أغلقت عينيها رأت طيف أحدهما يمسك بالهاتف ويضعه في جيبه على الفور، وعندما كانت تحاول أن تجمع ملامحه، لم تستطع لأن كان وجهه مشوش ففتحت عينيها على الفور، وقالت:

- إذن كان هناك أحد معنا، ولكن لماذا كان وجهه مشوشاً، هل كان معنا شبحاً، هو من أخذ ذلك الهاتف،  حسناً سوف أذهب على الفور إلى ذلك الصحفي وليزا، عندما تشرق الشمس، لارى أن كانوا شعروا بشيء في مسرح الجريمة.

في الصباح تحركت على الفور إلى مكان تلك الجريدة، لتقابل هؤلاء الصحفيين.

بينما كانت تتناول ليزا فنجان القهوة وقطعة من الكعك، وجدت ألبرت أمامها فنظرت له بأبتسامة قائلة:
- هل جئت كي تتناول معي فنجان القهوة؟

- بل عزيزتي لقد جئت كي أسألك عن ذلك الصحفي الذي كان معك في وقت الحادث، فأنا أول مرة أراه معكِ.

- نعم لقد تم تعيينه بالفعل في صباح ذلك اليوم، ولقد ترجاني أن يحضر معي، كما كان يحدثني كأنه يعرفني حقاً، على الرغم أنها كانت أول مقابلة بيننا.

- هل قامت الجريدة بفعل مسابقات، كي يحصل على تلك الوظيفة؟ 
- لا لم تقم الجريدة بأي مسابقات، فلقد شعر الجميع بالتعجب عندما وجدوا لديه ذلك الخطاب الخاص بتعيينه.

نظر لها بتعجب فأكملت:
-  كما لم يقدر أحد على التفوه بشيء، لأنه الخطاب مختوم بالفعل من رئيس الجريدة.

- حقاّ هل لديكم رئيس، فأنا عندما أحضر لا أجد أحد غير الصحفيين فقط.

- بالفعل لم يراه أحد بعد، ولكن ذلك الصحفي قد حصل على إمضاءه، فلا يحق لنا أن نراجعه.

بينما كانوا يتحدثون حضرت إماليا  التي تفاجئت بوجود ألبرت، فنظر لها مبتسماً:
- هل جئتِ لكي تبحث عن شيء يخص القضية.

نظرت له وأبتسمت:
- نعم لقد جئت لذلك الهدف، هل جئت أيضاً لذلك السبب؟

- نعم بالفعل لقد جئت لذلك، ولكن دون جدوى.

فقالت إماليا موجهة حديثها لليزا:
- هل يمكنك مساعدتي بأن أصل إلى ذلك الصحفي الذي كان معك وقت الحادث.

- حسناً سوف أفعل ذلك فهو سوف يأتي بعد قليل، فإنه لا يتأخر عن موعده بالفعل.

حضر جوني الذي كانت الأبتسامة تزين وجهه وقال:
- صباح الخير هل قمت بنقل التحقيقات لديكم في الجريدة أم جئتُ لأبلاغنا ببعض المستجدات؟

نظرت له إماليا بمكر قائلة:
- بل جئنا كي نسأل عن شيء قد فقد في مسرح الجريمة.

فقال لها بإستنكار:
- هل تعتقدين بأننا قد حصلنا عليه؟

  - لا ولكن يمكنك أن تخبرني أن وجدت شيئاً غريب في مسرح الجريمة، عندما كنتم موجودين بالفعل.

- لا لم أجد شيئاً، فكنت أنا وليزا نتحدث قريب منكم، وقد غادرنا على الفور بعد أن غادرتم.

علمت إماليا أنه يكذب بالفعل، فإنه كان كثير التلعثم في الحديث، فقالت:

- حسناً لو تذكرتم شيئاً فلا تترددوا في أخباري به، ولكن أين ذهب ذلك الهاتف. فلقد أخبرني ألبرت بأنه قد أعطاني إياه وأنا لم أحصل عليه، فمن الذي حصل عليه؟

هنا تدخلت ليزا قائلة:
- حقاً هناك هاتف قد فقد في مسرح الجريمة، ولكن أتذكر بأن قد رأيت هاتف بالفعل كان في يد ألبرت، وقام بإعطاء هنا شعرت بشيء من الصداع في رأسها ولم تتذكر أي شيء كان عقلها يمسح الأحداث.

فقالت لها إماليا:
- لمن أعطاه ليزا.

- لا أتذكر فقد أصابني الصداع وكأن رأسي تمحو كل شيء.

- حسناً عندما تتذكري شيئاً فعليكِ إبلاغي بذلك.

رحل كلاً من إماليا و ألبرت، ولكن لم  تنسي إماليا شبح الإبتسامة، التي ظهرت علي وجه جون عندما شعرت ليزا بالصداع فقالت:
- هل يعقل أنه لديه القدرة على التحكم في عقلية الذي أمامه؟ لماذا لم يتحكم في عقلِ ليمحو الهاتف منها؟ فإنها حقاً قضية معقدة.

بينما كان ألبرت في مكان آخر، لم يستمع إلى ما قالته فكل هدفه هو أين ذهب الهاتف؟

فقال لإماليا :
-  يجب علينا أن نجمع جميع البيانات الأشخاص المحيطون بالفتاة والشاب، حتى نصل إلى خيط نبدأ من تتبعه.

بينما كان إماليا بالفعل سوف تفعل ذلك، فسوف تذهب إلى منزل كليهما، كي تتسائل عنهم.

بينما كانت إيفا تجلس على النهر تلعب بالمياه حتى شعرت بحركة من أسفل قدميها، فقالت لمايان:

- هل المياه تتحرك من تحتنا؟

- إذا شعرتِ بشيء فلا تتحدثي به، فإن ذلك الشيء يكون خاص بك فقط، ولا يشعر به أحد غيرك، فقد يمكن أن يحاول شخص أن يتواصل معك، ويمكن أن تري أشياء لا يراها غيرك، ولذلك لا تتحدثي عن شيء، فكل شيء حولك حقيقي ولا يستطيع أحد إذائك، لأن الجميع في نفس الدائرة يريدون أن يحصلون على حريتهم.

نظرت لها وأبتسمت وقالت:
- حسناً قد فهمت معنى حديثك، ولكن لماذا تلك الفتاة التي تجلس في الناحية الأخرى لا تكف عن البكاء؟ فمنذ أن قدمت وهي تجلس في نفس المكان ولا تتحرك منه.

فقالت لها:
- لقد عشقت أحدهما ووقفت بجانبه، كي تسانده وقام بالأعداد لمنزل الزوجية معه، ووضعت كل ما تملكه في ذلك البيت، حتى انتهوا بالفعل من تجهيزه، وبعد الإنتهاء قام بأخبارها بأنه لن يكمل معها، فإنه يعشق فتاة أخرى.

نظرت لها أيفا بتعاطف فأكملت حديثها:
- في ذلك الوقت صرخت به كي تسترد منه ما قامت بوضعه، أخبرها بأنه عليه أن ينهى حياتها، حتى لا يعلم أحد بذلك، فإنه على مشارف البدء حياة أخرى،  وعليه أن ينهي علاقته بها، فقام بقتلها وجاءت روحها في ذلك المكان ولم تغادره، وبكائها لن تكف عنه حتى تحصل على حريتها.

كما حاول الجميع معها ولكن دون فائدة، قامت بالفعل بالتحرك إلى تلك الفتاة والجلوس بجانبها، قائلة:
- أن كنت تريدين حقك بالفعل فعليك أن تسعي للحصول عليه ولا تستسلمي، فبكائك لن يجعل روحك تتحرر، عليك أن تفكري في كيفية استرداد حقك.

نظرة إليها وعينيها مليئة بالدموع قائلة:

- لقد عشقته ولم أرى غيره، ولكنني كنت سد خانة في حياته، حتى يصل لمبتغاه ولم يقف على الغدر بي بل قام بقتلي بكل برود، فمازلت أشعر بالصدمة تجاه وأشعر بالندم أيضاً.

نظرت إليها وقالت:
- هل مازلت تشعرين بالندم على ذلك الشخص.

هزت الفتاة رأسها بالنفي وقالت:
- لقد كان يعشقني شخصاً أخر ولم أبالي به، وقد خسرت قلبه بالفعل، لذلك أشعر بالندم وأتمنى أن أعود كي أخبره بأنني أريده.

نظرت لها وقالت:
- سوف أخبرك بشيء أن أردت التحدث مع ذلك الشخص، فعليك أن تغمضي عينيك وتتخيليه، وتتحدثي فيما تريدي أن يصل له، وسوف يسمعك بالفعل.

نظرت لها الفتاة مترددة وقالت:
- حسناً سوف أفعل، وبالفعل غمضت عينيها وتخيلت ذلك الشاب قائلة:
-عزيزي أديسون أتمنى أن تكون بخير، لقد أشتقت إليك، أنني في عالم آخر ولكنني أشعر بالندم تجاهك، وأتمنى أن أراك، ولكن علي أن أنتظر كثير من الوقت.

كان في ذلك الوقت يتمرن في إحدى الصالات الرياضية، وقد قرر أن يستريح بعض الوقت وأغمض عينيه، فسمع حديث أحدهما ففتح عينيه على الفور وقال:

- حقاً ما أسمعه فذلك صوت ترفان، ولكن هل جننت؟ فترفان بالفعل قد ماتت، وأخذ يتخيل كيف كانت حياته لو ظلت على قيد الحياة؟ ولذلك قرر العودة لتمرينه كي ينسى خبر وفاتها، وقال بقهر:

- حقاً أتمنى أن تكوني بخير في ذلك العالم الذي انتقلتي فيه، فلقد تمنيت أن يكن خبر وفاتك خدعة، ولكن قد حصل الموت عليك بالفعل.

بينما كانت تتحدث مع إيفا سمعت أحدهما يهاتفها ويخبرها بأنه يتمنى أن تكون بخير، ابتسمت لأول مرة وقالت:
- لقد حدثني بالفعل، لقد سمعت صوته فأنا أشعر بالامتنان لك صديقتي، وأتمنى أن نكون معاً دائماً.

هنا قدمت مايان وقالت:
- أحقاً فلأول مرة أجدك تبتسمين، فلقد فعلت إيفا  المستحيل.

نظرت لها الفتاة وقالت:
- أهلا بك مايان،  فلقد حاولتِ في التواصل معي، ولكن كنت أشعر بكثير من الآلام، فكنت لا أريد أن أتحدث، ولكن بعد قدوم إيفا هنا ووجدت أماندا تعطيها جزءاً من سعادتها، فعلمت بأنها تتشابه معنا في ظروفنا، فلقد سبق وأن أعطتني أماندا نفس الشيء.

بينما كان يريد أن يسرع في الإنتقام حتى يعود إلى محبوبته، فقد بدأ أول الطريق، ولكن بمن سوف يبدأ فأغمض عينيه برهة من الوقت، وتذكر قبل أن يغادر الحفل، كانت أبتسامة السخرية ظاهرة على وجهه، كأنه يعطي إشاره له بأنه دخل معه في تحدي، وبالفعل قرر بأن يكون هو الضحية الأولى.

بينما كان يستمع إلى التلفاز أراد أن يحصل على مزيد من الراحة، فأغلق التلفاز وصعد إلى غرفته، بينما كان يصعد الدرج كان يشعر بأن عدد الخطوات تزيد، فقال:
- يبدو أنني قد تناولت الكثير من المشروب الخاص بي، فانا أشعر بأن عدد الدرجات تزيد.

وبعد معاناة قد وصل إلى غرفته، وعندما دخل الغرفة كانت عيناه قد أغلقت بالفعل، فأصبح يتأرجح يميناً ويساراً، ولكنه قد وجد شيئاً مكتوب على الحائط، ففتح عينيه ببطء وقرأ:
" هيا يا عزيزي فلنبدأ اللعبة"

فقال وهو يشعر بالتعب:
- لعبة أي لعبة تتحدث؟ فأنا لا أفضل اللعب.

وفاق لذاته وقال:
- هل أصابني الجنون، فأنا أتحدث مع نفسي، يبدو أنني تناولت الكثير من ذلك المشروب.

ولكن وجد أن الكلام الذي كان على الحائط قد تبدل"حسناً  فلن أتركك تفوز بتلك اللعبة" 

بينما كان يقرأ وجد شبحاً من الظلام يتجسد أمامه، وكان يحدثه قائلاً:
- هل نسيتني؟ أن كنت قد نسيتني  فأنا لم أنساك بالفعل يا صديقي.

هنا شعره بالصدمة، وأنه قد فاق بالفعل وقال:
- أحقاً أنك أمامي إذن فمن الذي مات.

هنا ظهرت الأبتسامة على وجهه وقال:
- بل أنني روح قد جئت لك كي لا أتركك وحيد، فلقد خنتني يا صديقي، وتلاعبت بمشاعري، أعطتك الأمان فقمت بطعني.

- لا لم أفعل ذلك صدقني، فلقد فعلتها جيسي وليس انا يا صديقي.

- بل فعلتها فأنا روح وأعلم من آذاني، كما أن رائحة  الدماء في يدك.

هنا وضع يده أمام أنفه كي يتأكد أن كان بها شيء.

هنا ابتسم له وقال:
- لقد أنتهت اللعبة بالفعل، كيف تريد أن أقبض روحك.

هنا نظر له بصدمة وفر من أمامه يهبط الدرج بسرعة، وكلما كان يهبط كان الدرج لا ينتهي، يجده أمامه حينما يهبط، فيعود الصعود مرة أخرى فيجده أمامه أيضاً، حتى شعر بأن عقله قد وقف،  فوجد من يهجم عليه ويدفعه إلى الحائط، وينظر إليه وعينيه تتحول إلى شعلة من الدماء، يضغط على عنقه حتى سالت الدماء من فمه ورأسه من شدة الأختناق.

في ذلك الوقت عادت عينيه إلى اللون الطبيعي بعد التأكد من موته، وكأنها احتفظت بتلك اللحظة، وظهر على وجهه شبح الأبتسامة قائلاً:
- حسناً إذن لقد جاء حقك من أول فرد فلتفرحي حبيبتي.

بينما كانت تجلس معهما، وجدت من يحدثها فظهرت الأبتسامة على وجهها وقالت:
- أنني أشعر بشيء غريب، وكأن قدمي لا تلامس الأرض بالفعل.

وعندما نظرت إلى قدمها، وجدتها قد ارتفعت قليلاً عن الأرض، فقالت لها مايان بسعادة:
- لقد فعلها أندرو وحصل على جزء من حريتك، فكل حق يأتيه إليك سوف يجعلك تصعدين للأعلى خطوة بخطوة حتى تتحرر روحك، فهنيئاً يا صديقتي.
يتبع
رواية روح بين عالمينْ 
الناشر
موقع وتطبيق حكايننا


تعليقات