#رواية حقِ مجهولِ
الفصل الثالث
الليل جه عليهم و الاتنين لسه في الاسانسير قاعدين لانهم تعبه ... لولا التهويه الي موجوده في الاسانسير كانوا ماتو ، ما كانوش بيتكلموا بس كل واحد فيهم كان بيحاول يشوف فونه يمكن الشبكه ترجع .. و جربوا الانذار كتير بس ما فيش فايده مش شغال .
- و بعدين هنعمل اي ؟
ده صوتها اخيرا الي طلع بعد كام ساعه من الصمت ، عز بصلها و اتكلم باستهزاء :
وااو معقوله ست الحسن اتكلمت و حست اننا في ورطه .
بصتله بعدم اهتمام و كملت كلامها بجمود :
عايزني اعمل لحضرتك اي طريقتي كده و اتكلم ليه اصلا الكلام مش هيقدم و لا هيأخر .
اتأفف و بص لفوق بيحاول يهدي نفسه من الغضب الي هو فيه ، بس بردو اهملت غضبه و سألته :
ايوه انت اكيد شغال هنا و عارف اي حل .
- والله محدش قالك اني شغال في اسانسير و لا وقف بيا قبل كده ... خلينا قاعدين لحد ما ربنا يتولانا برحمته .
رجعت راسها لوراء بتعب و معقبتش .
. &&&
فضل يضربه جامد جدا ، بغل و كأنه بيطلع غضبه من الي عملته سدره فيه ... هو اه بيجي المكان ده عشان ياخد فلوس لان الي بيطلعله مش بيكفي و كمان للمتعه ، فهو بيحب المصارعه جدا
غلبه عبيد كالعاده و نزل وسط الناس و راح ناحيه الناس الي تبعه ، و كان واحد منه مادد ايده بفلوس بس عبيد بصلها و افتكر كلام اخوه فما خدهاش و سابهم و مشي ، اما هما فاستغربوا جدا فعلته دي .
&&&
نيجي عند سدره الي كانت في اوضتها و قدامها كيس ملاكمه كبير عماله تضرب فيه جامد و كأنها بتدرب ، بس ما كنتش مركزه لا كانت بتعاقب نفسها
ايدها اتعورت جامد بس مش واخده بالها مش عارفه ليه عملت في حبيبها كده ، اينعم هو داس ع كرمتها برفضه ليها بس مش برده الفعل القويه دي
وقفت اخيرا و فضلت تنهج جامد و اتكلمت مع نفسها بغل :
انت السبب خلتني اعمل فيك كده .. فيها اي لما تحس بيا فيها اييه ؟ !
سكتت شويه تهدي نفسها ، بصت علي النتيجه الي عندها في الاوضه و خدت بالها ان بكره معاد السفر ففكرت شويه و من بعدها ضحكت بتلقائيه و كأن في فكره انتقام جديده جت علي بالها ... بس انتقام من نوع مختلف عن الي حصل انهارده .
&&&
لفت وشها بسرعه بعد ما ستوعبت اسلوبه ، خافت تبين دموعها الي نزلت بسبب كلامه ما كنتش حبه تبين ضعفها .
كانت هتمشي بس صوت زيد الي كان عالي هو الي خلاها تبص ناحيته تاني :
اده عبيد اي الي قطع قميصك كده .
بص عبيد اتجاه مكة الي مش عارفه تقول اي علي منظره ، هو مردش علي اخوه بس سأل عبيد مكة فقال :
مالك في حاجه حصلت ؟ !
اترددت تقول و لا لا بس عزمت رأيها تقول لعبيد فهو عكس اخوه تماما الي كان بيتأفف و لافف وشه الناحيه التانيه و كان هيطلع كمان بس كلامها هو الي وقفه و خلاه يركز فكانت بتقول :
عز الدين بقاله كتير بره و تليفونه مقفول و اصحابه في الشغل قاله انه ما جاش و انا بجد قلقانه عليه انا و ماما ... جيت اسألك لو معاك ؟
زيد لعن غبائه هي كانت محتاجه مساعده بس ما دهاش فرصه ، عبيد رد عليها و هو بيطلع الفون يتصل به :
اكيد شبكه استني بس و ما تقلقيش
حاول مره و اتنين و تلاته و ما فيش فايده ، الموضوع قلقه و قال عبيد :
ممكن تروحي انتي وانا هطلع بس اغير القميص و اشوفه
- لا رجلي ع رجلك لازم اعرف هو فين .
عبيد كان لسه هيقنعها بس هي وقفته :
ريح نفسك و اطلع يلا غير عشان ما نتأخرش
يأس و فعلا طلع يغير
زيد بصلها و بعد تردد حاول يقولها حتي اسف بس هي لفت وشها و بعدت كمان عنه فهي مقهوره منه ، اما هو ففضل واقف و ندمان علي الي قاله .
&&&
عبيد و هما في التاكس هو و اخوه و مكه كان بيتصل بكل الي يعرفوه لانهم اصحاب اوي و كل الي عز يعرفهم عبيد بردو يعرفهم ، خلص كل الي عنده من اشخاص و اماكن و بعد طول تفكير كان فكره زيد انهم يرحوا الشركه مش بطاله
وصلوا اخيرا و قابلوا الامن كان الوقت ده فاضل ساعه بالظبط و الشركه تتقفل تماما
عبيد اول واحد اتكلم :
لو سمحت استاذ عز الدين علي موجود فوق ؟
رد عليه بتاع الامن بعد ما فتكر :
ايوه انا شوفته داخل من الصبح و الاستاذ عز المفروض زي العاده يخلص من بدري .
اطمنوا شويه بس بعدين مكه سألته :
طيب ممكن ندخله ؟
- اسف يا فندم مش هينفع ... بس ممكن اكلمه من هنا ثانيه واحده .
بالفعل دخل الشركه يكلمه من التليفون الخاص بالشغل
زيد وجهه كلامه لمكه :
اهوه موجود اهوه قلقتي علي الفاضي .
بصتله من غير نفس و ما تكلمتش ، خرج بعدها الامن و هو مستعجب :
انا اتصلت بس قالوا مش جوه و انا ما شوفتوش خرج بس بيقولوا ما جاش خالص
مكه بقلق ظهر اوي عليها :
يعني ايه يعني راح فين خرج ما طلعش و محدش شافه غيرك و لا ايه ؟
عبيد كمل :
طيب يمكن متهيألك ... ابوس ايدك افتكر عز مش لقينه من الصبح .
مكه قربت من بتاع الامن و اتكلمت بعياط لانها خافت اكتر :
لو سمحت من فضلك انا اخته و ما ليش غيره لو بتعزه بعد اذنك اتأكد سبني ادخل لو سمحت .
بتاع الامن فكر و بعدين اتكلم :
تمام انا هدخلكوا ع مسؤليتي و هنطلع نشوف في الكاميرات دخل و لا لا .
و من هنا بقي في امل لمكه كبير و دخلوا وراه
قدر بتاع الامن يقنع الامن الي جوه ع الكاميرات يشوفوا حته من الفيديوات في وقت دخول عز الصبح الشركه
شافوه بيدخل و بعدين ركب الاسانسير مع واحده بس استنوه يطلع مطلعش
زيد سأل :
هو ما طلعش ازاي ما تصورش ؟
الي قاعد علي الكاميره قال :
ازاي الاسانسير ده عطلان طول النهار .
عبيد و زيد و مكه بصوا لبعض و كلهم جه في دماغهم نفس الفكر انه جوه الاسانسير كل الوقت ده .
خرجوا جري و مكه حاولت تدوس علي زرار الاسانسير انه يتحرك و ما فيش فايده بدأت تعيط و عبيد بعلو صوته نده عليه كذا مره .
اما جوه الاسانسير فعز كان بيجاهد انه يقفل عينه و بيحاول يفوق الي اغم عليها منه دي و مش عارف ، أحي فيه امل جديد لما سمع حد بينادي عليه فلما دقق في الصوت عرف انه عبيد فنادي هو كمان لحد ما اخيرا سمعوه ، و عبيد رد عليه :
ما تخفش هنخرجكك يا عز
زيد جري هو و بتاع الامن يشوفوا الصيانه و كل الي في الشركه اتجمعوا .
بتاع الصيانه جه و حاول بعد مده انه يصلحه و بالفعل وقف و فتح و اول ما فتح عز شال البنت الي كانت معاه بتعب و اتكلم :
حد يجيب دكتور او اسعاف اغمي عليها و مش عارف في اي .
حطها علي الكرسي لقاه و في لحظه هو وقع هو كمان ، مكه جريت عليه و حضنته بس هو للاسف فقد الوعي علي كتفها و جابوا الاسعاف بعدها .
&&&
الساعه بقت تلاته الفجر اخيرا فاق لانه جاله ضيق نفس ، اتضح ان التهويه من كتر تشغيلها باظت و من حسن حظهم انها باظت قبل ما عبيد و مكه و زيد يجوا ينقذوهم و ده الي خلي الاتنين يفقدوا الوعي .
- خلاص يا عبيد انا تمام روح انت وراك سفر بعد ساعتين
كان كلام عز لعبيد الي رفض و اصر يفضل معاه
قدر يقنع مكه ان زيد يوصلها فامه لوحدها و ما ينفعش ترجع بليل لوحدها .
عز اتكلم تاني :
البنت الي كانت معايا عامله ايه ؟
- كويسه فاقت هي كمان و مامتها معاها كلمتها اول ما فاقت .
- كويس ... يلا خلينا نحضر نفسنا و نمشي انا بقيت كويس
عبيد كان هيعترض بس عز وقفه بتعب :
عشان خاطري ريحني .
حس ان مرواحه افضل فقام و هو بيقول :
امري لله ... رايح للدكتور يكتبلك علي خروج .
&&&
اخيرا وصلوا هما الاتنين الشارع و اودام بيت عز ، نزلت بسرعه فهي كانت مغصوبه علي مرافقته و هو ندي عليها بسرعه بعد ما نزل من التاكسي و مشي :
مكه !
لفت بجمود و اتكلمت :
افندم !
- انا اسف والله كنت متعصب بس .
- انا الي اسفه بس الاسف مش من لك لا للظروف للي وقعتني في طريقك و خلتك تضيع فرصه عمرك ... و ارتاح لو بموت مش هستغيث بيك .
و قبل ما يرد عليها كانت بتجري علي بيتهم .
غمض عينه بغضب و هو بيجز علي سنانه بس الي فوقه تليفون جاله ، كان رقم غريب بس زيد رد :
الو ! !
جاله صوت انوثي بدلع :
ازيك يا زيد
- مين معايا ؟
- انا الطريق لشهرتك .
ما فهمش و سأل :
يعني ايه ؟
- تعالالي دلوقتي في " *** " و انا هقولك اقصد ايه .
و قفلت السكه اما هو فبعد تفكير دام لعشر دقايق قرر يروح .
&&&
ظبط عز نفسه و كان هيتجهه لباب الخروج بعد ما خرج من الاوضه مع عبيد بس وقف و قال :
عبيد فين البنت الي كانت معايا عايز اطمن عليها ... اينعم ما تستهلش بس مش مشكله .
استغرب عبيد من كلمه صاحبه بس هيفهم منه بعدين ، خده عندها و اول ما خبط و دخل كانت قاعده سانده ضهرها علي السرير و امها في الكرسي الي جمبها ، عز اتنحنح و قال :
انا اسف علي الازعاج بس كنت عايز اطمن عليكي انتي كويسه ؟
بصت لمامتها و قالت :
ده الي كان معايا في الاسانسير الي قولتلك عنه .
بصتله امها و هو ابتسم بتلقائيه ، و هي ردت :
الحمد لله ... شكرا ليك جدا .
- العفو علي ايه حمد لله علي السلامه .
الام اتدخلت بسرعه :
طب انت كويس يا بني ؟
- الحمد لله يا امي ... حمدلله علي سلامتها .
كان هيمشي بس لف علي سؤالها :
احنا خرجنا ازاي ؟
رد عليها عز بهدوء و امتنان لربنا :
الحمد لله ربنا بعتلنا اصحابي في الوقت المناسب .
فلت منها كلمه دبش زي عوايدها :
يعني لو ما كانوش جم كنا موتنا .
الكلمه معجبتوش و قال :
والله نحمد ربنا احسن .
- وطي صوتك ... مش كفايه معرفتش تعمل حاجه .
- والله كنت هموت زي زيك .. يعني الي حصل ده ما خلكيش تتعظي .
هنا قررت تقف و تبصله و بلهجتها قالت :
والله انت يا لي مناخيرك في السماء عايزني انا الي اتعظ و حضرتك ملاك صح ... مستحيل اي حد يأمنلك و لا حد هيبصلك بغرورك ده و عدم حمايتك لنفسك قبل الي معاك .
و هنا اتصدم من كلمتها الي ما توقعتش خالص .... هو مش فاهم ليه بتحمله الذنب ده ، بس اكيد الموضوع مش طبيعي .
&&&
معاد تحرك الباص جه و كلهم مستنين عبيد الي اتأخر عليهم و سدره اول واحده ... افتكرت ضرب الحرس ليه و قلبها اتقبض ليكون حصله حاجه ، قرروا يمشوا لان تليفونه مقفول .
كانوا ماشين يجي ربع ساعه بس فجأه الاتوبيس فرمل بخضه و اتفجأوا .....
اي الي حصل و هيحصل مع الابطال ، كده نقدر نقول ان دي نقطه البدايه و تابعوني
#تيسير_محمد
رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_91.html